الحوار مع الله حوار التضرع والتوبة

Large image

بِنعمِة ربِنا سنُكمِل اليوم السلسلة التّى بدأناها وَقَدْ تحدّثنا عَنَ كيف يكون بين الإِنسان وَ الله حوار ، فتحدّثنا فِى البِداية عَنَ حوار الضيق عِندما يكون الإِنسان مُتضايِق كيف يتكلّم مع الله وَ ماذا يقول ؟ وَ اليوم سنُحاوِل بِنعمِة ربِنا أنّ نرى لون جديد مِنَ ألوان الحوار يُمكِن أنْ نُطلِق عليه حوار التضرّع وَ التوبة ما أجمل الحوارات التّى جاءت فِى الكِتاب المُقدّس ، وَ إِذا أحببنا أنْ نعرِف كيف نتكلّم مَعَ الله نفتح الكِتاب المُقدّس وَ نرى أنبيائه وَ أتقيائه الأبرار وَ الصدّيقون كيف كانوا يتكلّمون مَعَ الله وَ ماذا كانوا يقولون لهُ ؟سنقرأ معكُمْ جُزء بسيط مِنَ سِفر العدد إِصحاح 4 يوضّح لك أنّهُ عِندما غضب الرّبّ على الشعب قال لموسى فِى العدد 11[ وَقال الرّبّ لموسى حتّى متى يُهيننِى هذا الشعب وَ حتّى متى لاَ يُصدّقونِى بِجميع الأعمال التّى عملت فِى وسطهُمْ إِنّى أضربهُمْ بالوباء وَأبيدهُمْ ] ، فعِندما سمع موسى هذا الكلام بدأ يتضرّع لله فِى العدد 17 [ فالآن لتعظُمْ قُدرة سيّدى كما تكلّمت قائِلاً الرّبّ طويل الرّوح كثير الإِحسان يغفِر الذنب وَالسيّئة لكِنّهُ لاَ يُبرِّىء بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إِلَى الجيل الثالِث وَ الرابِع إِصفح عَنَ ذنب هذا الشعب كعظمِة نعمِتك وَ كما غفرت لهذا الشعب مِنَ مصر إِلَى ههُنا فقال الرّبّ قَدْ صفحت حسب قولك ] ، وَنجِد أنّهُ فِى المرّة السابِقة أنّهُ فِى تضرُّع موسى لله كان بإِسلوب صعب حتّى أنّهُ قال لله أنّك أسأت لهذا الشعب وَأنّك تُريدهُمْ أنْ يقولوا أنّك أخرجتهُمْ بِخُبث لقد إِستطاع أنْ يستميل قلب الله إِليهِ وَإِستطاع بتنهُدّهِ وَكلامِهِ أنْ يأخُذ رحمة مِنَ الله حتّى وَإِنْ كان الله لاَ يُريد أنْ يُعطِى رحمة فأصفح ياالله فالنّاس جُهلاء وَلاَ يُصدّقونك وَلاَ يُصدّقوا جمال أرض الموعد وَيظنِون أنّها [ أرض تأكُلَّ سُكّانها ] ، فلِماذا نربُط أنفُسنا بِهذهِ الأرض فنحنُ لاَ نُريدها فيدخُل موسى النبِى بِحلمهِ وَبوداعتِهِ وَبِتضرُّعاتِهِ إِلَى الله وَيقول [ إِصفح عَنَ ذنب هذا الشعب كعظمِة نعمِتك وَكما غفرت لهذا الشعب 00] وَفِى سِفر التثنية الإِصحاح التاسِع عدد 25 عِندما عرف موسى أنّ الله غاضِب على الشعب وَأنّهُ سيُهلِك الشعب وَيُبيدهُ فيقول[ فسقطت أمام الرّبّ الأربعين نهاراً وَالأربعين ليلةً التّى سقطتها لأنَّ الرّبّ قال إِنّهُ يُهلِكُكُمْ ] ، ما أجمل السجود وَما أجمل التضرُّع ! إِنّنا يُمكِن ياأحبائى بِطلبة أو بِكلِمة " إِرحمنِى يارب " أن آخُذ رحمة بِقلبٍ مُنكسِر[ القلب المُنكسِر وَالمتواضِع لاَ يُرذلهُ الله ] ، بِتنهُّد 00بأنين آخُذ رحمة فهو ينبوع الرحمة [ وَصلّيت وَقُلت ياسيِّد الرّبّ لاَ تُهلِك شعبك وَميراثك الّذى فديتهُ بِعظمتك الّذى أخرجتهُ مِنَ مِصر بيدٍ شديدة ، أُذكُر عبيدك إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب ، لاَ تلتفِت إِلَى غلاظِة هذا الشعب وَإِثمهِ وَخطيّتِهِ لئلاّ تقول الأرض التّى أخرجتنا منها لأجل أنّ الرّبّ لَمْ يقدِر أنْ يُدخِلهُمْ الأرض التّى كلّمهُمْ عنها وَ لأجل أنّهُ أبغضهُمْ أخرجهُمْ لِكى يُميتهُمْ فِى البرّيّة وَهُمْ شعبك وَميراثك الّذى أخرجتهُ بِقوّتك العظيمة وَبِذراعك الرفيعة ] فلا تسمح يارب لِئلاّ يقولوا إِنّك لَمْ تقدِر أنْ تُخرِجنا ، فما أجمل الإِنسان الّذى يقول لهُ مثلما نقول فِى تسابيح الكنيسة [ لاَ تتأملّ آثامِى ] إِنّنا نُريد أنْ نتعلّم كيف نتضرّع لله وَكيف نتكلّم معهُ بِتذلُلّ وَكيف نُذكِّرهُ بِمراحمِهِ وَمواعيده ، فلقد وعدت وَ قُلت أنّك مُخلِّص [ دُعى يسوع لأنّهُ يُخلِّص شعبه مِنَ كُلَّ خطاياهُمْ ] ، فَلاَبُد أنْ تُخلِّص مهما كان الإِثم وَمهما كان الّذين يطلُبون لأنّك إِله رؤوف رحيم طويل الرّحمة جزيل التحنُنّ فأنت بار وَمِنَ ضِمن التضرُّعات التّى فِى الكِتاب المُقدّس ، أُعجِب داوُد بِنَفْسِهِ فِى مرّة وَبِمملكتِهِ وَأُعجِب بِعظمتِهِ وَأحب أنْ يُحصِى عدد النّاس لِكى يعرِف هو ملِك على كمْ نَفْسَ ، فغضب الله منهُ وَ نقرأها فِى صموئيل الثانِى إِصحاح 24 لِدرجِة أنّ الله إِبتدأ يُعلِن غضبه مِنَ داوُد النبِى فِى عدد 10 [ وَضرب داوُد قلبهُ بعدما عدَّ الشعب 0 فقال داوُد للرّبّ لقد أخطأت جِداً فِى ما فعلت وَالآنَ يارب أزِلْ إِثمَ عبدِكَ لأنِّى إِنحمقت جِداً ] وَنحنُ نتعلّم فِى الكنيسة قرع الصدر وَقَدْ إِتخذناها مِنَ داوُد النبِى ، فما أجمل الإِنسان الّذى يقِف أمام الله وَيقرع صدرهُ وَيقول لهُ [ يارب أزِلْ إِثمَ عبدِك لأنِّى إِنحمقت جِداً ] ، فلتأخُذ هذا تدريب فإِن وقعت فِى خطيّة أياً كانت قِف أمام الله بإِحساس توبة وَإِقرع على صدرِك وَقُلّ [ يارب أزِلْ إِثمَ عبدِك لأنِّى إِنحمقت جِداً ] ، حتّى أنّ الله بعث لداوُد النبِى يقول لهُ إِنّ أُجرة الخطيّة التّى فعلها لهُ عِدّة عقوبات فليختار مِنها عقوبة ، فإِما أنْ يأتِى عليِهِ سبع سنين جوع فِى أرضِهِ أو أنْ يهرب ثلاثة شهور أمام أعدائِهِ أو أنْ يكون لهُ وباء فِى أرضِهِ وَعِندما سكت قال لهُ كلِمة رائِعة [ فلنسقُط فِى يد الرّبّ لأنّ مراحِمه كثيرة وَلاَ أسقُط فِى يد إِنسان ] ، فأى شىء مِنَ يد الله أقبله ، فما أجمل إِحساس داوُد أنّ عِنده إِستعداد أنْ يقع فِى يد الله مِنَ أنْ يقع فِى يد إِنسان لأنّهُ مهما كان الله فستكون مراحِمةُ أكثر مِنَ أى إِنسان وَلنُبصِر إِحساس الإِنسان مع الله فِى علاقتِهِ السرّيّة التّى بينه وَبين الرّبّ ، وَلِذلِك نقول لهُ [ يارب إِنْ كُنت راصِداً للآثام يارب مَنَ يثبُت ] ، فالفرد منّا إِنْ أهان الآخرين مرتين أو ثلاثة فمِنَ الصعب أنْ يغفِر لك ، فكمْ مرّة أهنّا الله وَأغضبناه وَكمْ مرّة إِنشغلنا عنّه بأتفه الأسباب ، لقد إِختبر داوُد هُنا هذا الإِحساس صورة أُخرى لِتضرُّع لِصلاة رائِعة وردت فِى الكِتاب المُقدّس فِى ملوك الأول الإِصحاح الثامِن وَهذهِ الصلاة كانت يوم تأسيس الهيكل بعدما تعبوا فِى تأسيسه وَقَدْ كانت فرحتهُمْ بالهيكل غير عاديّة ، وَقدّموا فِى هذا اليوم ذبائِح كثيرة وَصلوات كثيرة ، فوقف سُليمان فِى وسط بيت الله وَقال صلاة رائِعة [ فكُلَّ صلوةٍ وَكُلَّ تضرُّعٍ تكون مِنْ أىّ إِنسانٍ كان مِنْ كُلَّ شعبِك إِسرائيل الّذينَ يعرِفون كُلَّ واحِد ضربة قلبِهِ فيبسُطُ يديهِ نحو هذا البيت 0 فأسمعْ أنتَ مِنَ السّماء مكان سُكناك وَإِغفِر وَأعمِل وَأعطِ كُلَّ إِنسانٍ حسب كُلَّ طُرُقِهِ كما تعرِفُ قلبهُ 0 لأنَّك أنت وَحدك قَدْ عرفْتَ قُلُوبَ كُلَّ بنِى البشرِ ] فلتُبصِر الصلاة وَالتضرُّع وَالرّوح وَالحكمة التّى يُصلّى بِها سُليمان لِدرجِة أنّهُ قال ليس الّذين يطلُبون فِى بيتك بل أىّ شخص فِى أىّ مكانٍ فِى العالم ينظُر ناحية أورشليم وَناحية هيكلك إِسمع لِطلبتِهِ ، لِذلِك فلقد كانت الصلاة ناحية أورشليم ، وَلِذلِك يُقال عَنَ دانيال النبِى عِندما منعوه مِنَ الصلاة وَقالوا لهُ إِنْ صلّيت ستُلقى فِى جُب الأُسود ، ففتح كواهُ وَنظر نحو أورشليم وَعِندما كان النّاس فِى السبى عِندما كانوا يُحِبوا أنْ يتعزّوا كانوا ينظُروُنْ ناحية أورشليم وَيُصلّون [ بكينا عِندما تذكّرنا صهيون ] ، وَيقولوا يارب إِسمع أنت وَقال سُليمان[ إِسمع مِنَ السّماء صلاتهُمْ وَتضرُّعهُمْ وَأقضِى قضاءهُمْ لأنّهُ ليس إِنسان لاَ يُخطِىء ][ فأسمع مِنَ السّماء مكان سُكناك صلاتهُمْ وَتضرُّعهُمْ وَأقضِى قضاءهُمْ وَأغفِر لِشعبِك ما أخطأوا بِهِ إِليك وَجميع ذنوبهُمْ التّى أذنبوا بِها إِليك أعطِهُمْ رحمة أمام الّذين سبوهُم فيرحموهُمْ لأنّهُمْ شعبك وَميراثك الّذين أخرجت مِنَ مِصر مِنَ وسط كُور الحديد لِتكون عيناك مفتوحتين نحو تضرُّع عبدك وَتضرُّع شعبك إِسرائيل فتُصغِى إِليهُمْ فِى كُلَّ ما يدعونك لأنّك أنت أفرزتهُمْ لك ميراثاً مِنَ جميع شعوب الأرض كما تكلّمت عَنَ يد موسى عبدك عِند إِخراجك آباءِنا مِنَ مِصر ياسيِّدى الرّبّ ] فسُليمان يوصِى الله على بيته وَالله يقبل التضرُّع[ يارب إِلتفِت إِلَى معونتِى وَأسرِع وَأعنِى يارب إِسمع صلاتِى ] ، لِذلِك يُقال أنّهُ عِندما إِنتهى سُليمان مِنَ صلاتِهِ أعلن الله مجدهُ بِقوّة فِى المكان وَصار حلول الله وَفرحة عظيمة ليس فقط بتأسيس البيت وَلكِنْ بعدما إِنتهى سُليمان مِنَ صلاتِهِ شعروا أنّ هذا المكان موضِع سُكنى الله وَأنّك يُمكِنْ أنْ تُكلِّم الله فِى هذا المكان وَيُمكِنْ أنْ يسمع الله لك وَيغفِر لك إِنّنا فِى حاجة لأن نتكلّم مع الله بِتضرُّع وَأدب [ يُلزِمهُ الأدب لئلاّ يغضب ] ، فالمفروض أنْ أتحدّث مَعَ الله بِطريقة يُحِب أنْ يسمعها وَهُناك شخص قِى الكِتاب المُقدّس طلب طِلبة جميلة إِسمه يعبيص ، جاء فِى أخبار أيام أول الإِصحاح الرابِع قالت أُمّه دعوته يعبيص [ لأنِّى ولدتهُ بِحُزْنٍ ] ، فيعبيص أىّ مولود بِحُزن ،[ وَدعا يعبيص إِله إِسرائيل قائِلاً ليتَك تُبارِكنِى وَتُوَسّعُ تُخُومِى وَتكون يدُك معِى وَتحفظنِى مِنَ الشّرّ حتَّى لاَ يُتعبنِى 0 فآتاهُ الله بِمَا سألَ ] إِنّ الكِتاب المُقدّس مملوء بالطلبات وَالتضرُّعات لِكى يُعلِّمك كيف تُصلّى وَكيف أخذ هؤلاء الأبرار وَالأتقياء مِنَ رصيد محبّة ربِنا غِنى لاَ حدود لهُ ، فهو شخص يُريد أنْ يأخُذ مِنَ الله فرح وَقوّة وَسلاَمَ وَيُريد أنْ يُصالِح الله وَسوف أروِى لكُمْ عَنَ أشر ملوك يهوذا وَإِسمه منسَّى الملِك وَيُقال أنّ كُلَّ ملوك يهوذا كان فيهُمْ ناس أشرار وَلكِنْ هذا فاق شرّهُمْ كُلّهُمْ ، وَنقرأ عنّه فِى أخبار أيام الثانِى الإِصحاح 33 [ أمّا إِبن حزقيا الملِك فكان مِنَ أكثر الملوك الأشرار فِى مملكة يهوذا ] ، فكان يجِب أنْ يتعلّم مِنَ والده وَأنْ يكون إِنسان مُلتزِم لأنّهُ تربّى فِى تقِى [ وَعاد فبنى المُرتفعات التّى هدمها حزقيّا أبوهُ وَأقام مذابِح للبعليم وَعمل سوارِى وَسجد لِكُلَّ جُند السّماء وَعبدها 0 وَبنى مذابِح فِى بيت الرّبّ الّذى قال عنهُ الرّبّ فِى أُورشليم يكونُ إِسمِى إِلَى الأبدِ ] فشرّ منسَّى الملِك عجيب [ عمل الشرّ فِى عينىّ الرّبّ لإِغاظتِهِ ] ، فلقد تحدّى الرّبّ لِدرجِة أنّهُ يُقال [ وَلكِنْ منسَّى أضلَّ يهُوذا وَسُكَّان أورشليم لِيعملوا أشرَّ مِنَ الأُممِ ] ، فجعل شعب الله أسوأ مِنَ الأُمم [ وَكلّم الرّبّ منسَّى وَشعبهُ فلمْ يُصغُوا 0 فجلب الرّبّ عليهُمْ رُؤساء الجُند الّذين لِملِكِ أشور فأخذوا منسَّى بِخِزامَةٍ وَقيَّدُوهُ بِسلاسِل نُحاسٍ وَذهبُوا بِهِ إِلَى بابِل 0وَلمّا تضايق طلب وجه الرّبّ إِلههِ وَتواضع جِداً أمام إِله آبائِهِ 0وَصلّى إِليهِ فأستجاب لهُ وَسمِع تضرُّعهُ 00] فهل يُمكِن أنْ تسمع يارب لِشخص أوصل مملكتك لِهذا الشرّ ؟ نعم يُمكِن أنْ أسمع وَتُلاحِظ أنّ هذهِ الصلاة موجودة فِى ليلة أبو غالمسيس التّى يُعلِن فِيها الله إِنتقالِنا مِنَ الموت إِلَى الحياة ، وَكما أنّ منسَّى الملِك كان ميِتاً وَإِنتقل إِلَى الحياة وَكما أنّ يسوع مكث فِى القبرِ ميِتاً وَسينتقِل إِلَى الحياة بالقيامة ، هكذا كُلَّ نَفْسَ يُمكِنْ أنْ تأخُذ قِيامة منسَّى وَسأقرأ لكُمْ جُزء مِنَ صلاة منسَّى لأنّها صلاة رائِعة[ يارب أنت بار وَمُتأسِف على شرّ البشر لَمْ تجعل التوبة للصدّيقين إِبراهيم وَإِسحق هؤلاء الّذين لَمْ يُخطِئوا إِليك بل جعلت التوبة لِمثلِى أنا الخاطىء لأنِّى أخطأت أكثر مِنَ عدد رمل البِحار ، كثُرت آثامِى وَلستُ مُستحِقاً أنْ أرفع عينىّ إِلَى السماء مِنَ كثرة ظُلمِى وَلستُ مُستحِقاً أنْ أنحنِى مِنَ أجل كثرة رِباطات الحديد ، بالحقيقة أنا أغضبتك وَلاَراحة لِى لأنِّى أسخطت رِجزك وَالآن أحنِى رُكبتى قلبِى وَأطلُب مِنَ صلاحك أخطأت يارب أخطأت ، آثامِى أنا عارِفها ، لاَ تُهلكنِى بآثامِى وَلاَ تحقِد علىّ إِلَى الدهر وَلاَ تحفظ شرورِى وَلاَ تُلقينِى فِى الدينونة لأنّك أنت هو إِله التائبين وَفىّ إِظهِر صلاحك لأنِّى أنا غير مُستحِق ] وَتُلاحِظ أنّهُ يُقال فِى الصوم [ أنا أعرِف أنّك صالِح وَكثير الرحمة ] ، وَتُقال فِى أثناء القُدّاس وَإِنْ كُنت أنا سيىء فأنا أعلم أنّك صالِح [ لاَ تُهلِكنِى بآثامِى وَلاَ تحقِد علىّ إِلَى الدهر وَلاَ تحفظ شرورِى وَلاَ تُلقنِى فِى الدينونة وَخلّصنِى بِكثرة رحمِتك فأُسبّحك كُلَّ حين كُلَّ أيام حياتِى ] هذا نموذج للتضرُّع لله وَنموذج للصلاة وَكيف أنّ الإِنسان يُمكِن أنْ يأخُذ مِنَ الله مراحِم ، [ فأستجاب لهُ وَسمع تضرُّعهُ وَردَّهُ إِلَى أورشليم إِلَى مملكتِهِ فعلم منسَّى أنّ الرّبّ هو الله ] فَلاَ توجد خطيّة بِلاَ مغفِرة إِلاّ التّى بِلاَ توبة مهما كانت ، وَلنُبصِر مدى شرّ منسَّى الملِك الّذى عمل مُرتفعات داخِل هيكل الرّبّ وَرغم ذلِك يقبل الرّبّ توبتهُ ،[ أرينِى أنا صلاحك فىَّ ] ، فأنت صالِح وَرحوم وَطويل الأناة وَهُناك صلوة جميلة صلاّها شخص يُمكِنْ أنْ يكون مجهول بعض الشىء إِلاّ أنّهُ شخص تقِى جِداً فِى العهد القديم وَهو عزرا الكاهِن الّذى كان قَدْ عرف أنّ الشعب بدأ يتزوّج مِنَ بنات الأُمم وَكان الله قَدْ منع هذا الموضوع [ لاَ تُصاهِروُهُمْ إِلَى الجيل العاشِر ] ، فَلاَ يصِح لأنّ الله يعلم أنّهُ طالما تزوّج إِبن ربِنا مِنَ إِنسانة تعبُد المُرتفعات فيُمكِنْ أنْ تأخُذ قلبهُ وَتجعلهُ يحيد عَنَ الطريق ، وَلِذلِك فلقد كان الله غيّهُمْ فبدأوا يتزوّجوا مِنَ بنات الأُمم وَكثُر الشرّوَفِى الإِصحاح التاسِع[ فلّما سمعت بِهذا الأمر مزَّقت ثيابِى وَرِدائِى وَنتَّفْتُ شعر رأسِى وَذقنِى وَجلستُ مُتحيَّراً وَ جثوتُ على رُكبتىّ وَبسطتُ يدىَّ إِلَى الرّبّ إِلهِى وَقُلتُ0 الّلهُمَّ إِنِّى أخجلُ وَأخزى مِنْ أنْ أرفع يا إِلهِى وَجهِى نحوك لأِنَّ ذُنوبنا قَدْ كثُرت فوق رُؤوسِنا وَآثامُنا تعاظمت إِلَى السّماء 0مُنذُ أيَّام آبائِنا نحنُ فِى إِثْمٍ عظيمٍ إِلَى هذا اليوم0] فهو كاهِن وَيُريد أنْ يشفع فِى الشعب وَلكِنّهُ يقول لله إِنِّى لاَ أقدِر فلقد سقطت على وجهِى لأنّنا قَدْ أغضبناك مُنذُ زمن ، فما أجمل الإِنسان الّذى يعترِف بِزلاّته أمام الله ، وَما أجمل الإِنسان الّذى ينكسِر أمام الله وَيسقُط على وجهِهِ مِنَ كثرِة شروره وَمِنَ إِيمانه فِى صلاح الله ، فَلاَ شىء يُعلّمك الصلاة إِلا ّهذين الشيئين شرورك وَصلاح الله قِف وُقُل لهُ يارب إِنِّى غير قادِر أنْ أرفع عينىّ إِلَى السّماء فأنا خجلان[ أُخزى مِنَ أنْ أرفع إِليِهِ وجهِى نحوهُ لأنّ ذنوبنا قَدْ كثُرت فوق رِؤوسِنا وَآثامنا تعاظمت إِلَى السّماء ] ، فإِنْ أردت أنْ تُحدِّد إِثمِى فهى مِنَ رأسِى إِلَى السّماء ،[ مُنذُ أيّام آبائِنا فنحنُ فِى إِثمٍ عظيم إِلَى هذا اليوم وَلأجل ذِنوبنا قَدْ دُفِعنا نحنُ وَملوكِنا وَكهنتِنا لِيد ملوك الأراضِى للسيّف وَالسّبى وَالنّهب وَخِزى الوجوه كهذا اليوم 0] ، وَهذا بِسبب خطيِتنا وَالعار وَالذُل الّذى نحنُ فِيهِ [ وَالآن كلُحيظةٍ كانت رأفة مِنْ لدُن الرّبّ إِلهنا لِيُبقِى لنا نجاةً وَيُعطينا وَتداً فِى مكان قُدسِهِ لِيُنير إِلهُنا أعيُننا وَيُعطينا حيوةً قليلةً فِى عُبُودِيَّتنا0لأنّنا عبيد نحنُ وَفِى عُبُودِيَّتنا لَمْ يترُكنا إِلهُنا بَلْ بسط علينا رحمةً أمام مُلوك فارِس لِيُعطينا حيوةً لِنرفع بيت إِلهنا وَنُقيم خرائِبهُ وَلِيُعطينا حائِطاً فِى يهُوذا وَفِى أُورُشليم0] مُمكِن ياالله بِصلاحك وَبِنعمِتك خراب بيتك الداخِلِى الّذى نحنُ فِيهِ وَالعار الّذى نحنُ فِيهِ ، مُمكِن نُقيم حائِطاً فِى يهُوذا أى نبنِى يهُوذا [ وَبعد كُلَّ ما جاء علينا لأِجل أعمالِنا الرَّديئة وَآثامِنا العظيمة0 لأَنَّكَ قَدْ جازيتنا ياإِلهنا أقلَّ مِنْ آثامِنَا وَأعطيتنا نجاةً كهذِهِ0 أفنعُودُ وَنتعدَّى وَصاياك وَنُصاهِرُ شُعُوب هذِهِ الرَّجاسات0 أما تسخطُ علينا حتّى تُفنينا فَلاَ تكونُ بقيَّة وَلاَ نجاة0 أيُّها الرّبّ إِله إِسرائيل أنت بار لأِنّنا بقينا ناجين كهذا اليوم0 هَا نحنُ أمامَكَ فِى آثامِنا لأِنّهُ ليس لنا أنْ نقِف أمامك مِنْ أجل هذا0] فأنت بار يارب لأنَّك تارِكنا حتّى الآن وَلنُبصِر الإِنسان عِندما يتضرّع إِلَى الله بِهذا القلب ، لِذلِك فلقد قال إرميا النبِى نَفْسَ العِبارة وَلكِنْ بإِسلوب آخر [ إِنّنا مِنْ إِحسانات الرّبّ أنّنا لَمْ نفنى ] وَلتُبصِر شرّ النّاس وَالشرّ الّذى فِى العالم وَأسمع عَنَ الشرور الجديدة وَالعجيبة وَكيف أنّ الله ساكِت عَنَ هؤلاء النّاس وَكيف أنّ الله ساكِت عنّى أنا وَيجعلنِى آتِى بيتهُ وَأسجُد أمام هيكل قُدسِهِ وَأدخُل أتناوِل ، وَللقديس مارِأفرآم كلِمة رائِعة[ المجد لك يا مَنَ تحتمِلنِى ] ، أىّ قوّة وَأىّ حُب وَأىّ دالّة وَثِقة فيقول لله [ لأنَّك قَدْ جازيتنا ياإِلهنا أقل مِنَ آثامنا ] وَإِذا كُنّا نتحدّث عَنَ عزرا فهُناك شخص شبيه لهُ بالضبط وَفِى نَفْسَ عصره وَهو نحميا ، فعِندما عرف أنّ بِلاده فِى شرٍ عظيم وَعار وَسور أُورُشليم مُنهدِم وَأبوابُها محروقة بالنّار [ فلّما سمعت جلست وَبكيت وَنُحت أياماً وَصُمت وَصلّيت أمام إِله السّماء وَقُلت أيُّها الرّبّ إِله السّماء الإِله العظيم المخوف الحافِظ العهد وَالرّحمة لِمُحبيه وَحافِظِى وصاياه لتكُنْ أُذُناك مُصغيّة وَعيناك مفتوحتين لتسمع صلوة عبدك 0] فمُعظم صلوات الأبرار كانت تبدأ بالحديث مع الله وَبأن يُمجّدهُ ، فإِذا كُنّا نحنُ سيّئيين فأنت تحفظ العهد ، فأنت كثير الرّحمة وَبار وَمُتأسِف على شرّ الإِنسان حتّى أنّنا فِى صلاة قسمة القُدّاس نقول[ حافِظ عهدهُ وَرحمتهُ للّذين يُحِبّونهُ مِنَ كُلَّ قلبهِم ] ، فنحنُ لاَ نستطيع أنْ نقول أنّنا أُمناء لك وَلكِنّك أمين لنا وَحافِظ عهدك وَرحمِتك ، [ فإِنِّى أنا وَبيت أبِى قَدْ أخطأنا ، لقد أفسدنا أمامك وَلَمْ نحفظ الوصايا وَالفرائِض وَالأحكام التّى أمرت بِها مُوسى عبدك ، أُذكُر الكلام الّذى أمرت بِهِ مُوسى عبدك قائِلاً إِنْ خُنتُمْ فإِنِّى أُفرّقكُمْ فِى الشعوب وَإِنْ رجعتُمْ إِلَىّ وَحفِظتُمْ وصاياى وَعملتموها إِنْ كان المنفيون مِنكُمْ فِى أقصاء السموات فمِنَ هُناك أجمعهُمْ وَآتِى بِهُمْ إِلَى المكان الّذى إِخترت لإِسكان إِسمِى فِيهِ 0فهُمْ عبيدك وَشعبك الّذى إِفتديت بِقوّتك العظيمة وَيدك الشديدة 0 ياسيِّد لِتكُنْ أُذُنك مُصغيّةً إِلَى صلوة عبدِك وَصلوة عبيدك الّذين يُريدون مخافة إِسمِك 0وَأعطِ النَّجاح اليوم لِعبدِك وَأمنحهُ رحمةً أمام هذا الرّجُلِ0 لأنِّى كُنتُ ساقِياً للملِكِ 0] فأنت الّذى تسمع الطلبة وُتُحاوِل أنْ تُعطينا العودة وَروح الكِفاح وَتسمح أنْ نبنِى هيكلِك ، [ إِنَّ إِله السّماء يُعطينا النّجاح وَنحنُ عبيده نفوم وَنبنِى ] ،[ عصوا وَتمرّدوا عليك وَطرحوا شريعتك وراء ظهورهُمْ ، هُمْ قتلوا أنبياءك الّذين أشهدوا عليهُمْ لِيردّوهُم إِليك وَعملوا إِهانة عظيمة فدفعتهُمْ لِيد مُضايِقيِهُمْ فضايقوهُمْ ، فِى وقت ضيقِهِمْ صرخوا إِليك وَأنت مِنَ السّماء سمعت وَحسب مراحِمك الكثيرة أعطيتهُم مُخلّصين خلّصوهُمْ مِنَ يد مُضايقيهُمْ ، وَلكِنْ لأجل مراحِمك الكثيرة لَمْ تفنهُمْ وَلَمْ تترُكهُمْ لأنَّك إِله حنّان وَرحيم وَالآن ياإِلهنا الإِله العظيم الجبّار المخوف حافِظ العهد وَالرّحمة لاَ تصغُر لديك كُلَّ المشقّات التّى أصابتنا نحنُ وَملوكِنا وَرؤساءنا وَكهنتنا وَ أنبياءنا وَآباءنا وَكُلَّ شعبِك مِنَ أيّام ملوك أشور إِلَى هذا اليّوم وَأنت بار فِى كُلَّ ما أتى علينا لأنَّك عملت بالحق وَنحنُ أذنبنا 0] وَفِى المرّة السابِقة تحدّثنا عَنَ أيوب وَكيف أنّهُ كان مُتضايِق مِنَ التجارُب التّى جاءت إِليهِ لِدرجِة أنّهُ تكلّم مع الله بِطريقة تُضايِق ، وَبدأ يقول لله أُترُكنِى أبلع ريقِى فأنا إِنسان وَأنت إِله لِدرجِة أنّهُ قال لله كلِمة صعبة [ أحسنْ عِندك أنْ تظلِم ] ، وَلنُبصِر أيوب عِندما تضرّع[ فأجاب أيوب الرّبّ وَقال قَدْ علِمت أنَّك تستطيع كُلَّ شىء وَلاَ يعسُر عليك أمر فمِنَ ذا الّذى يُخفِى القضاء بِلاَ معرِفة وَلكِنْ قَدْ نطقت بِما لَمْ أفهم بِعجائِب فوقِى لَمْ أعرِفها ، إِسمع الآن وَأنا أتكلّم أسألك فتُعلّمنِى ، بِسمع الأُذُنْ قَدْ سمعت عنك وَالآن رأتك عينىّ لِذلِك أرفُضُ وَأندمُ فِى التُراب وَالرّماد ] فالله يُحِب أنْ يرى النَفْسَ وَهى تُعلِن تذلُّلِها أمامهُ لاَ لأنّهُ يتلذّذ وَنحنُ مذلولين وَلكنّهُ يرى فينا أُناس فِعلاً قلوب مُنكسِرة وَمُنسحِقة تستحِق مراحِمهُ ، لكِن القلب الّذى يكون مُتعالِى وَيتكلّم مع الله بِكبرياء لاَيُمكِن أنْ يتعامِل الله معهُ أو أنْ يُعطيه لمحة مِنَ لمحات إِحساناته إِنِّى أُريد أنْ أنقِل لك إِحساس بأنّك لابُد أنْ تقِف أمام الله تُعبِّر عَنَ كُلَّ مشاعرك وَلابُد أنْ تُحدّثه بِتضرُّع وَبِوقار وَبِطريقة تليق بِهِ وَبِطريقة هو يهواها وَهى الإِنسان الّذى يتكلّم معهُ بِتضرُّع ، بِخشوع ، بِمسكنة ، بِمذلّة ، فالله يُحِب هذا الحِوار وَفِى إِشعياء 59 [ أعمالهُم أعمال إِثمٍ وَفعلُ الظُلّمِ فِى أيديهمْ 0أرجُلُهُمْ إِلَى الشرِّ تجرِى وَتُسرِعُ إِلَى سفكِ الدَّمِ الزَّكىِّ 0أفكارُهُمْ أفكارُ إِثمٍ0 فِى طُرُقِهِمِ إِغتصاب وَسحق0 طريقُ السَّلامِ لَمْ يعرِفوهُ وَليس فِى مسالِكهِمِ عدل0 جعلُوا لأِنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعوجَّةً0 كُلُّ مَنْ يسيرُ فِيها لاَ يعرِفُ سَلاَماً 0] ، فلقد فعلنا شرور كثيرة جِداً [ نتلّمسُ الحائِط كعُمىٍ وَكالّذى بِلاَ أعيُنٍ نتجسَّسُ0 قَدْ عثرنا فِى الظُهر كما فِى العتمة0 فِى الضَّباب كموتى0 نزأرُ كُلُنا كدُبَّةٍ وَكحمامٍ هدراً نهدرُ0 ننتظِرُ عدلاً وَليس هو وَخلاصاً فيبتعِد عنَّا0 لأنَّ معاصينا كثُرت أمامك وَخطايانا تشهدُ علينا لأنَّ معاصينا معنا وَآثامُنا نعرِفُها0 تعدّينا وَكذِبنا على الرّبّ وَحِدنا مِنْ وراء إِلهنا0 تكلّمنا بالظُلْمِ وَالمعصيةِ حبلنا وَلهجنا مِنَ القلبِ بِكلامِ الكذِبِ0 وَقَدْ إِرتدَّ الحقُّ إِلَى الوراء وَالعدلُ يقِفُ بعيداً0 لأنَّ الصّدقَ سقَطَ فِى الشَّارِعِ وَالإِستِقامةُ لاَ تستطيعُ الدُّخول0 وَصَارَ الصّدقُ معدوماً وَالحائِدُ عَنِ الشّرّ يُسلبُ0 فرأى الرّبّ وَساء فِى عينيهِ أنّهُ ليس عدل 0] فهل مِنَ المعقول أنْ أقِف أمام الله وَلاَ أعرِف كيف أُكلّمهُ عَنِ خطاياى ، لِذلِك نُلاحِظ سُليمان يقول إِنّ كُلَّ منّا يعرِف ضربة قلبِهِ ، فهل مِنَ المعقول إِنِّى لاَ أعرِف أنْ أتكلّم عَنِ ضربة قلبِى ، فَلاَبُد أنْ أعرِفها جيّداً ، وَلابُد أنْ أعرف إِثمِى ، لِذلِك فِى أخر الإِصحاح يوضِّح لك حال النَفْسَ عِندما بعُدت عَنِ الله وَأنّنا فِى إِحتياج شديد إِلَى مُخلِّص [ وَيأتِى الفادِى إِلَى صهيون وَإِلَى التّائبين عَنِ المعصيةِ فِى يعقوب يقول الرّبُّ ]، فكُلَّ هذهِ الخطايا لها حل فِى الفادِى الّذى سيرفع خطايا شعبه وَالّذى سيرفع عنهُمْ سخط الغضب وَسيُرِيهُمْ حياة مِنَ بعد موت تضرّع دانيال النبِى فِى الإِصحاح 9 عدد 3[ فوجَّهتُ وجهِى إِلَى الله السيِّد طالِباً بِالصَّلوة وَالتَّضرُّعات بِالصَّوم وَالمسحِ وَالرَّمادِ 0 وَصلَّيتُ إِلَى الرّبِّ إِلهِى وَإِعترفتُ وَقُلتُ أيُّها الرّبُّ الإِلهُ العظيمُ المهُوبُ حافِظ العهد وَالرَّحمة لِمُحَّبيهِ وَحافِظِى وَصاياهُ 0أخطأنا وَأثمنا وَعملنا الشّرّ وَتمرَّدنا وَحِدنَا عَنْ وَصاياك وَعَنْ أحكامك وَما سمِعنا مِنْ عبيدك الأنبياء الّذين بإِسمك كلَّموا مُلُوكنا وَرُؤساءنا وَآباءنا وَكُلَّ شعب الأرض0 لك ياسيّدُ البِرُّ0 أمَّا لنا فخزى الوُجوه كما هو اليوم لِرِجال يهوذا وَلِسُكَّانِ أُورُشليم وَلِكُلَّ إِسرائيل القريبين وَالبعيدين فِى كُلَّ الأراضِى التّى طردتهُمْ إِليها مِنْ أجل خيانتهِمْ التّى خانوك إِيَّاها0 ياسيّدُ لنا خِزى الوُجوه لِمُلوُكِنا لِرُؤسائِنا وَلآبائِنا لأنَّنا أخطأنا إِليك 0 للرّبّ إِلهنا المراحِم وَالمغفرة لأنَّنا تمرَّدنا عليه0 وَما سمِعنا صوت الرّبّ إِلهنا لِنسلُك فِى شرائِعهِ التّى جعلها أمامنا عَنْ يد عبيدهِ الأنبياء0 وَكُلَّ إِسرائيل قَدْ تعدَّى على شريعتك وَحادوا لِئلاّ يسمعوا صوتك فسكبت علينا اللّعنة وَالحلف المكتوب فِى شريعة مُوسى عبد الله لأنَّنا أخطأنا إِليهِ0 وَقَدْ أقام كلماتِهِ التّى تكلّم بِها علينا وَعلى قُضاتِنا الّذين قضوا لنا لِيجلُب علينا شراً عظيماً ما لَمْ يُجر تحت السّموات كُلّها كما أُجرى على أُورُشليم0 كما كُتِب فِى شريعة مُوسى قَدْ جاء علينا كُلُّ هذا الشّرّ وَلَمْ نتضرّع إِلَى وجهِ الرّبّ إِلهنا لِنرجِع مِنْ آثامنا وَنفطِنَ بِحقِّكَ0 فسهر الرّبّ على الشّرّ وَجلبهُ علينا لأنَّ الرّبّ إِلهنا بار فِى كُلَّ أعمالِهِ التّى عملها إِذْ لَمْ نسمع صوتهُ0 وَالآن أيُّها السيِّد إِلهُنا الّذى أخرجت شعبك مِنْ أرضِ مِصر بيدٍ قويّةٍ وَجعلتَ لِنَفْسِكَ إِسماً كما هو هذا اليوم قَدْ أخطأنا عمِلنا شراً0 ياسيِّدُ حسب كُلَّ رحمتِك إِصرِف سُخطك وَغضبك عَنْ مدينتك أُورُشليم جبل قُدسِك إِذْ لِخطايانا وَلآِثامِ آبائِنا صارت أُورُشليم وَشعبُك عاراً عِند جميع الّذين حولنا0 فأسمع الآن يا إِلهنا صلوة عبدِك وَتضرُّعاتِهِ وَأضِىء بِوجهِك على مقدِسِك الخرِبِ مِنْ أجل السيِّد0 أمِل أُذُنك يا إِلهِى وَأسمع إِفتح عينيك وَأنظُر خِربنا وَالمدينة التّى دُعى إِسمُك عليها لأِنّهُ لاَ لأِجلِ بِرّنا نطرحُ تضرُّعاتنا أمام وجهِك بلْ لأِجلِ مراحِمك العظيمة ( وَالمقصود " بِمقدِسِك الخربِ " قلبِى الّذى المفروض يكون الله مُقدّسهُ وَحلّهُ فِى أنْ يُضِىء الله بِوجهِهِ عليه فأنظُر لِخرابِى فهذهِ مدينة دُعى إِسمُك عليها فهذا الخراب لك ، فقلباً جديداً إِخلقهُ فىَّ ، فنحنُ" لاَ لأِجل بِرّنا نطرحُ تضرُّعاتنا أمامك لكِن لأِجل مراحِمك " 0 يا سيِّد إِسمع يا سيِّد إِغفِريا سيِّد أصغِ وَأصنعْ0 لاَ تُؤخِّر مِنْ أجلِ نَفْسِكَ يا إِلهِى لأِنَّ إِسْمَكَ دُعى على مدينتك وَعلى شعبِكَ] فلتروا التضرُّع وَمثلما قال إرميا النبِى[ وَإِنْ كانت آثامنا تشهدُ علينا فأعمل مِنْ أجل إِثمك ] ، وَمنسَّى قال لهُ أرينِى صلاحِك لأنّ إِسمك دُعى علىَّ وَعلى بيتك وَشعبك ، وَلِذلِك يُقال أنّ ملاك الرّبّ ترأى على دانيال وَقال[ فِى إِبتِداء تضرُّعاتك خرج الأمر وَأنا جِئتُ لأُِخبِرك لأنَّك أنت محبوب ] ، فيُمكِن عِندما تُصلّى أنْ تسمع [ فِى إِبتداء تضرُّعاتك خرج الأمر ] فما هذا الأمر ؟ إِنّهُ أمر رحمة 00أمر نجاة وَخلاص ربِنا يُعطينا روح تضرُّع 00ربِنا يُعطينا روح صلاة وَيُعلّمِنا كيف ننطِق أمامهُ بِكلِمات تجذِب قلبهُ إِلينا لِكى يقول لنا إِنّ فِى إِبتِداء تضرُّّعاتك قَدْ خرج الأمر ربِنا يسمع صلواتنا وَيستجيب لها ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1747

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل