مفهوم الألم

Large image

إِحنا فِى أيام السِت العذراء نُحِب نقرّب لها وَنقرّب لِصفاتِها وَنقرّب مِنَ طبيعة حياتها ، مِنَ ضِمن الحاجات الّلى تشدِنا قوِى فِى حياة السِت العذراء أنّها " مُتألِمة " ، أبوها وَأُمها دخّلوها الهيكل وَهى عندها 3 سنين وَهى عندها 6 سنين أبوها مات وَهى عندها 8 سنين أُمها ماتِت فأصبح كده ملهاش حد لاَ أب وَ لاَ أُم ، لمّا كِبرت شويّة لازِم تُخرُج مِنَ الهيكل ، فبدليل إِنْ ملهاش حد مين الّلى تولّى شأنها شيوخ الكهنة بتوع الهيكل ، قالوا طب نعمِل إِيه فِى البِنت الغلبانة دى ؟ فكان الدور على الّلى بيخدِم زكريا الكاهِن فقالوا له صلّى للموضوع ده وَنشوف مشورة ربِنا أنّهُمْ يختاروا مِنَ شيوخ إِسرائيل الموجودين فِى الوقت ده لقوا أنّ فِى حمامة إِستقرت على يوسِف البار فقالوا إِنّهُ هو ده الّلى يخُدها يوسِف نَفْسَه كان عِنده حوالِى 87 سنة قال لهُم إِنتُمْ ياجماعة عايزين تضحّكوا علىّ النّاس ، أنا واحِد عِندى 87 سنة أخُد بِنت عندها 12 سنة ، ده حتّى صعب قوِى ، فِى البِداية لَمْ يقبل لكنّهُمْ أقنعوه أنّهُ هو يأخُدها وَطبعاً السِت العذراء كان فِى قلبِها ندر البتوليّة ، وَكان فِى قلبها ندر أنّها تعيش لله كُلَّ أيام حياتها ، لكِن لأنّ ملهاش حد قبلِت أنّها تروح مَعَ يوسِف وَنيتها أنّها تحفظ نَفْسَهَا وَيوسِف فِى نيته أنّهُ يحفظ هذهِ العذراء بِنت فقيرة يتيمة موضِع عطف مِنَ النّاس ، بعد كده هنلاقِى موضوع البِشارة بالحبَل الإِلهِى وَعدم تصديقها وَعدم إِيمانها يكفِى لحظة واحدة مِنَ الألمْ مِنَ لحظات الشك الّلى مِنَ يوسِف البار للسِت العذراء ، يكفِى لحظة واحدة يكفِى نظرة واحدة مِنَ نظرات الشك دى فِى مين ؟ فِى السِت العذراء !! يعنِى أُمْ الأطهار شفيعة البتولين ، يعنِى البتولين لمّا يحِبّوا يتشفّعوا يأخُذوا قوّتهُمْ مِنَ السِت العذراء ، لِذلِك تحسّوا كده إِنْ الرُهبان يحبّوا يسمّوا أديرتهُمْ على السِت العذراء علشان ياخدوا مِنها مُعينة لِبتولِيتهُمْ ، أُم البتوليين دى أتنظُر لها نظرة شك فِى أنّها خاطِئة !تلقى كده دير العذراء السُريان وَدير العذراء البراموس ، طب ما جمب بعض ما يختاروا إِسم تانِى ، لأ00دى تُعتبر العذراء شفيعة المحرّق يحبّوا الرُهبان ياخدُوها مُعينة لِبتوليتهُمْ ، وَلمّا ربِنا أعلن برائتِها برؤية هى لَمْ تنطِق وَلَمْ تتكلّم وَلَمْ تُجادِل ، إِحتملت ، وَبعد كده نلاقِى برضه آلام الولادة بِتاعِتها وَتقبل أنّها تخبّط على بيوت النّاس علشان تنزِل عندُهُمْ ، برده دى مُش سهلة مرّة واحدة غير مؤمِنة ( يعنِى غير مسيحيّة ) راحِت تعيِّد على واحدة صاحبِتها مسيحيّة فبصِت كده لاقِتها عاملة ديكور ، قالِت لها إيه ياأختِى ده ؟ قالِت لها دا مِزود ، مِزود ! بصِت وَقالت لها أصدك ذريبة ، قالِت لها آه ذريبة ، قالِت لها هو إِتولد فِى ذريبة ؟!! أصل إِحنا بنحِب نجمِلّ الكلمة شويّة لكِن هى ذريبة ، مين ترضى إِنّها تولِد فِى ذريبة ؟؟ بعد كده يجى يقول لها خلّى بالِك الملِك بيطلُب نِفوس الأولاد الصغيرين ، معاها راجِل داخِل فِى 90 سنة ، واحِد 90 سنة وَعمّالين يخبّطوا على بيوت النّاس الّلى بياكلوا عندُهُمْ لُقمة وَالّلى بيباتوا عندُهُمْ ليلة ، فين على بال ما حد يتحنِّن عليهُمْ ، علشان كده تلاحظوا إِنّهُمْ قعدوا فِى كُلَّ حِتّة شويّة ، متلأهُمش إِستقروا فِى حِتّة خدوها كده لفّة مِنَ أول العريش لِغاية جبل المحرّق تحت سوهاج وَعمّالين يفوتوا على كُلَّ بلد شويّة ، بلد تقبلهُمْ وَبلد ترفُضهُمْ ، إِنسانة مُتألِمة لَمْ تستريح لَمْ تستقِر يكفِى أنّها فِى النهاية تشوف الآلام إِبنها وَهو على الصليب وَشايفه إِنّه هو مظلوم وَعارفة إِنّها ملهاش حد مِنَ بعده ، يعنِى لو كان لها حد أقرب مِنَ يوحنا كان هو الأضمن وَالأئمن إِنّه ياخُدها ، لكِن هى دليل إِنْ ملهاش حد راحِت عند يوحنا ، علشان كده حتّى سمعان الشيخ فِى نبّوِته عَنَ العذراء [ أنتِ سيجوز فِى نَفْسَكَ سيف ] ، يعنِى فِى سيف هيجِى عليكِ 0

الألم:-
إِيه حكاية الألم دى ؟! فِى ناس يربُطوا الألم بالخطيّة ، لأ مش شرط ، مش شرط تكون بسبب خطيّة ، تجرِبِة ربِنا لعبيده مش شرط تكون خطيّة ، آه مُمكِن تكون خطيّة لكِن مش لازِم تكون خطيّة ، وَإِلاّ السِت العدرا عملِت إِيه خطيّة علشان خاطِر تكون فِى كُلَّ الآلام دى ، دى إِستحقِت إِنّها تكون والِدة الإِله ، إِستحقِت حشاها البتولِى إِنّه يحمِل جمرة لاهوت إِبن الله ، أكثر مِنَ كده إِستحقاق ! دا مفيش طبع فِى البشر يفوق الطبع ده عايِز أكلّمكُمْ فِى 3 نُقط فِى موضوع الألم :-
1/ لِماذا الألم ؟:-
ليه يارب 00ليه يارب فِى فِى أولادك يُبقى متألمين ؟ يُبقى فِى مرضى ؟ يُبقى فِى حزانى ؟ ليه تسمح حد يتنقِل مِنَ وسط أُسرة أحباء عليه ؟ ليه تسمح إِنْ فِى واحِد يكون عِنده تجرُبة صعبة فِى شُغله ؟ ليه تسمح إِنْ واحِد يتهموه تُهمة زور ؟ ليه تسمح بإِنّهُ يوجد أى فشل فِى حياته ليه ؟ لِماذا الألم ؟ ليه ؟ ياما الإِنسان يُبقى مش فاهِم ليه ؟ هو فِى الحقيقة إِستجابة لحاجة واحدة بس ، [ ما أبعد أحكامه عَنَ الفحص وَطُرقه عَنَ الإِستقصاء ] ، [ وَزى ما إِرتفعِت السماء عَنَ الأرض ترتفِع أفكارِى عَنَ أفكاركُمْ ] فِى فرق00إِنتُمْ بتفكّروا تحت ، وَأنا بفكّر فوق ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف وَأنا لىّ هدف ، أنا لىّ هدف تكسبوا الأبديّة ، أنا لىّ هدف إِنْ إِنتُمْ تكونوا قديسين بِلاَ لوم ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تربحوا الأرض ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تتمتّعوا على الأرض ، ليكُمْ هدف إِنْ إِنتُمْ تاخدوا مناصِب وَمراتِب فِى الأرض ، أنا بقنعكُمْ مفيش فايده ، إِنتُمْ ماشيين فِى سِكّة وَأنا ماشِى فِى سِكّة 0
هدف الله مِنَ الألم:-
الألم الّلى ربِنا بيبعته للإِنسان كُلَّ هدفه إِنّه يوّحده بالأبديّة ، إِنّه يقرّبكُمْ مِنَ الأبديّة ، إِنّه يقرّبه للسماء وَإِنّه يخلّيه يتنقّى مِنَ أى شائِبه ، أدِى هدف ربِنا ، هدف ربِنا مِنَ الألم إِنّه ينقّى أولاده وَيُحضِرهُمْ لِنَفْسَهِ بِلاَ عيب وَلاَ دنس ، هدف ربِنا إِنّه يُعِّد لِنَفْسِهِ نَفْسَ كامِلة نقيّة مُتعلِّقة بِهِ بالكمال 0
الألم فِى حياة أبونا إِبراهيم:-
يجى ربِنا كده يلقى مَثَلاً أبونا إِبراهيم نَفْسَه مُتعلِّقة بِزيادة بإِسحق ، وَإِبتدى يفرِح بإِسحق ، وَإِبتدى مركز حياة إِبراهيم يُبقى إِسحق ، يروح يقول لهُ طب لو سمحت أنا عايِز إِسحق ، ليه بس يارب ؟ ما أنت الّلى عطيطه إِسحق ، سيبه يتمتّع بإِسحق ، أنا شاعِر إِنْ دايرة إِهتمامات إِبراهيم صارت إِسحق ، أنا مبقِتش مركز حياته ، أنا عايِز أبقى مركز حياته ، فأقول لهُ طب هاته فيجِى ربِنا وَيقوله هاته ، يقول لهُ حاضِر، مفيش فِى إِيديه غير إِنّه يقوله حاضِر ، ليه ياربِى عملت كده ؟ أصل أنا عايِز أرجّع إِبراهيم إِنْ مركز حياته يُبقى أنا ، وَعايِز أفكّره إِنّى أنا الّلى عطتهوله ، يُبقى أصلاً هو بتاعِى ، يُبقى كان المفروض محِبّة إِبراهيم لإِسحق تكون محبّة الله الّذى أعطى إِبراهيم إِسحق ، مش محِبّة إِسحق الّلى تفصِلنِى عَنَ الله ، فيقول لهُ هات إِسحق ، هدفك إيه مِنَ التجرُبة الصعبة المُرّة دى ؟ هدفِى إِنّى أديله قوّة إِنّى أبقى أنا مركز حياته وَمركز إِهتمامه ، أنا صعبان علىّ إِبراهيم ده بس أخاف أحسن كُلَّ آماله يضعها فِى إِسحق ، أخاف إِنّه يُبقى هو أفتِكره مركز حياته يُبقى إِسحق وَإِبتدى ينسانِى ، لأ أنا عايِز أفكّره إِنّى أنا الوهّاب وَأنا الرزّاق وَمُعطِى جميع الخيرات ، وَأنا مركز حياته - عايِز أفكّر إِبراهيم - ، فيسمح لهُ ربِنا بالتجرُبة دى يحِب ربِنا يبعت تجرُبة الهدف منها نقاوة ولاده ، مجد ولاده ، خلاص ولاده ، لو النَفْسَ أحبائى مُستنيرة تعرف تكتشِف السر ده ، النَفْسَ بعيدة صعب جِداً تكتِشفه ، صعب جِداً 0
الألم فِى حياة أبونا يعقوب:-
تشوفوا كده أبونا يعقوب ، أبونا يعقوب ده بعيد عنكُمْ إِبتدى حياته كان مكّار شويّة وَكان أنانَِى شويّة ، إِنتزع البكوريّة بحيلة ، يعنِى كان عايِش بِطريِقة مُدلّلة وَكانت أُمّه تملّى فِى صفّه ، ربِنا شايِف إِنْ أبونا يعقوب ده وعاء جميل وَحلو خالِص صعبان عليه إِنْ يعقوب يفضل زى ما هو كده فعايِز يغيّره شويّة فعمل إيه ؟ طب أنا هسمح لك تنسِحِب مِنَ وسط الجو المُدلّل الّلى إِنت فيه ، حِتّة الخشبة ملهاش قيمة وهى مقطوعة مِنَ الشجرة ، لكِنْ لمّا تتمسح ، لمّا تدّهن وَتتلّمِع تُبقى حلوة وَمُمكِن نستخدِمها ، هو أبونا يعقوب ده حِتّة خشبة حلوة نوعها جميل بس لِسّة متنفعش تُستخدم لأنّ فيها خشنات كتيرة وَرواسِب ، فربِنا حِب يسنفره ، خرّجه للبرّيّة وَسابه لوحده وَبدال ما ينام على سرير أبو مخدّه ناعمة ، نام على حجر وَلمّا نام على حجر شاف السماء مفتوحة ، شاف السُلّم الّلى طالِع للسماء وَربِنا برده بعت لهُ الّلى أمكر منه ، مين ؟ الّلى هو مين ؟ لابان ، زى ما هو ضحك على أخوه برده ده ضحك عليه وَإِدّاله ليئة وَبعد كده فين عُقبال ما إِدّاله راحيل ، إِبتدى ربِنا عمل إيه فِى يعقوب ؟ نقّاه ، صحيح شكلها فِى الوقت ده مذلول ، شكلها ده إِنْ مُمكِن واحِد يقول ربِنا سايبه أو إِنْ ربِنا غضبان عليه ، لاَ سايبه وَلاَ غضبان عليه ، ده بيأدّبه ، بيودّبه ، ده بيهيّأه 0
الألم فِى حياة أيوب الصدّيق:-
تعال كده نشوف أيوب البار ، أيوب الصدّيق ده يعنِى البلاوِى الّلى فِى الدُنيا الّلى صعب نحتمِلها ربِنا راح عطاها له ، وَهو قاعِد كده يجى لهُ خبر إِنْ كُل غنمه ماتوا ، كُلّهُمْ ماتوا مرّة واحدة ، كُلّهُمْ مرّة واحدة ! وَبعد كده يجيله خبر إِنْ ولادك كُلّهُمْ كانوا مجتمعين فِى بيت واحِد مِنَ إِخوتهُمْ البيت وقع عليهُم ماتوا كُلّهُمْ ، ماتوا كُلّهُمْ إِتجمّعوا فِى البيت الّلى هيوقع طب واحِد وَلاّ إِثنين عشرة مجتمعين فِى بيت وِقع ! يا ساتِر يارب ، بعد كده تلاقيه قال لهُمْ [ الرّبّ أعطى الرّبّ أخذ ليكُنْ إِسمْ الرّبّ مُباركاً ] أقول إيه بس مش قادِر أقول ، بس أنا قُلت لربِنا كُف عنّى سبنِى شويّة لِدرجة تقروها كده قال لربِنا قاله " سبنِى أبلع ريقِى مش عارِف أبلع ريقِى ما كُلَّ شويّة تيجِى لىّ مُصيبة ، كارثة " ، إيه الحكاية دى يارب ، ليه بتعمِل كده ؟ لو نبُص لأبونا أيوب نلاقِى أبونا أيوب ده راجِل حلو وَكُلَّ حاجة بس كان عِنده شويّة شوائِب كان متكِل على غِناه ، أبونا أيوب كان متكِل على أولاده ، أبونا أيوب كان عِنده إِحساس بحاجة صعبة جِداً إِسمها " البرّ الذاتِى " صحيح ، يعنِى إيه البرّ الذاتِى ؟ يعنِى أنا راجِل بتصدّق على الفُقراء ، أنا أب للأيتام ، أنا عين للضُعفاء ، كان بيقول على نَفْسَه كده ، لدرجِة إِنّه فِى مرّة قال عَنَ نَفْسَه كلمة نستغرب قوِى إِنّه يكون أيوب هو الّلى قالها لمّا جُم صحابه يعزّوه فمأبلش منهُمْ كلام فقعد مَعَ نَفْسَه وَنَفْسَه صعبانة عليه قوِى إِنْ إِزى دول قال إيه جايين يعزّونِى أنا فيقول كلمة صعبة[ هؤلاء الّذين كُنت أستنكِف أنْ أُجلِس أبائهُمْ مَعَ كلاب حراستِى ] ، يعنِى إيه ؟ يعنِى أنا كُنت أأرف أأقعد أبائهُمْ مَعَ الكلاب الّلى بتحرُس البيت بتاعِى ، لا ياأيوب إِنت كان فيك حِتّة صعبة قوِى ، لإِنْ ربِنا بيحِبك محبِش تستمر بالحِتّة الصعبة دى فحب يعمِل لها إيه ؟ يستأصِلها فلّما حب يستأصِلها ففِى حاجة إِسمها جِراحة وَ جِراحة مؤلِمة بس لازِمة لأنّ الله صالِح وَلأنّ أيوب بار وَلأنّ الله أبوه وَلاَيُريد أنْ يهلك فحب يعمِل معاه 00حب ينقّيه 0
لِماذا يسمح الله بالتجارُب ؟:-
لازِم أكون فاهِمْ أنّ قصد الله لِنمو مُعيّنْ ، لازِم أكون فاهِمْ إِنْ ده شىء إِن ربِنا هو الّلى أمر بِهِ ، ليه 00ليه يارب بتعمِل كده ؟ أنا عايِز أعلّق ولادِى بالأبديّة ، أنا عايِز ولادِى سعيهُمْ كُلّه لخلاص نفوسهُمْ ، عايِزهُمْ يشيلوا نير ، يشيلوا صليب ، ما هو قال لنا كده أنّهُ لمّا تألّم فِى الجسد كفّ عَنَ الخطيّة ، فيحِب ربِنا أولاده يكونوا مشاركينه فِى الألم معايشينه فِى الألم ، وُمُعلّمِنا بُطرُس الرسول يقول لنا زى ما ربِنا يسوع المسيح تألّم يجِب أنْ نتسلّح نحنُ أيضاً بهذهِ النيّة ، يُبقى عِندى كده نيّة الألم ، يعنِى واحِد حاطِط كِتفه كده لربِنا وَيقول لهُ شيّلنِى شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، وَأبقى عارِف إِنّك إِنت مش مُمكِن تشيّلنِى حاجة أأقع بس لازِم أشيل ، شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، ألم ، مرض حاضِر أشكُرك ، تعب فِى الشُغل قوِى ، ظروف صعبة فِى الحياة قوِى ، مرض ، الدخل مش مكفّى قوِى ، أى ألم إِنت مُمكِن تبعتهولِى أنا أقبله بِمُنتهى السرور ، أنا أقبله عشان كده أول نُقطة لِماذا الألم ؟ الثانية كيف أحتمِله ؟
كيف أحتمِل الألم:-
لازِم أقبله وَلازِم أعرف إِنْ الرّبّ صالِح وَأنّ تدابيره كُلّها لخير الإِنسان ، مش مُمكِن هيبعت لِى شىء إِلاّ لفايدتِى وَخلاص نَفْسَىِ ، فِى سِفر مراثِى إرميا عِبارة رائِعة نَفْسَىِ كُلّنا نحفظها وَنعيش بيها [ مَنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، كيف يتذّمر الإِنسان الحىّ الراجِل المُعاقب على خطيته ، كيف أتذّمر [ مَنَ ذا الّذى قال وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، إِفرض إِنّى أنا فِى ظروف حياة صعبة ، مَنَ ذا الّذى صنع هذهِ الظروف ؟ مش فُلان وَلاَ عِلاّن ، الرّبّ مرّة واحِد مِنَ الآباء بيسأل ولاده مَنَ ذا الّذى باع يوسِف ؟ فقالوا له خواته ، قال لهُم لا ، قالوا له الغيرة ، قال لهُمْ لا ، أُمال مين الّلى باع يوسِف ؟ قال لهُم الرّبّ هو الّذى باع يوسِف ، مين الّلى باعه !!! ربِنا لا غيره ، إِخوته وَلاَ حد سيبك مِنَ كُلَّ الكلام ده هو نحنُ نتعامل مَعَ الله وَليس مَعَ الظروف وَلاَ مَعَ الأشخاص ، النَفْسِ المُستنيرة هى الّلى تعرِف تكتشِف يد الله فِى حياتها ، أعرف إِزاى أطلّع إِيده فِى حياتِى ، أيوه أنا عارفه إِنْ الحِتّة دى ضعيفة عِندى جِداً ، أيوه ركِّز عليها عشان تنقينِى منها 0
الألم فِى حياة مريم وَمرثا:-
مريم وَمرثا طول ما أخوهُمْ لِعازر كان عايِش معاهُمْ كانوا عايشين بعواطِفهُمْ نحو بعض ، عواطِف جميلة ، إِخوات مُحبين جِداً لبعض ، ليه ربِنا مرحش ساعِة لِعازر ما كان عيّانْ ؟ ليه إِستنّى أربعة أيام ؟واحِد مِنَ الآباء يقول تفسير جميل قوِى : يقول إِنْ ربِنا كان شايِف إِنْ الأُسرة دى أُسرة تقيّة وَجميلة جِداً بس محبتهُمْ لِبعض كانت بِطريقة عاطِفيّة مُمكِن تبعدهُمْ شويّة عَنَ إِحساسهُمْ بِربِنا مركّزين على بعض قوِى ، فربِنا عمل إيه ؟ إِتأخِر لِغاية ما لِعازر مات وَشِبِع موت ، رابِع يوم راح وَبعد كده قوّمه [ لِعازر هلُمَّ خارِجاً ! ] ، الأُسرة بعد كده بقى مين مركزها ؟ يسوع ، بقى يسوع مركزها ، أنت الّذى أقمت لىّ لِعازر يُبقى أنا مديون لك أنت ، أنا بحِب لِعازر بس محبتِى لِلِعازر تختلِف عَنَ محبيتِى ليك ، أنت أعظم مِنَ لِعازر0
مركز الله فِى حياتِى:-
أنا لازِم أشعُر أنّهُ أحسن وَأعظم مِنَ ولادِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ شُغلِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ الفلوس ، إِنّه أعظم مِنَ كُلَّ شىء ، لأنّهُ هو الكُلَّ فِى الكُلَّ لمّا ربِنا يلقى الإِنسان الحِتّة دى مهزوزة عِنده يُحاوِل إيه يعيد الترتيبات ، يقول له طب تعالى تعالى ، علشان كده فِى سِفر إِرميا النبِى يقول كده إِنْ مرّه أخد إِرميا النبِى فِى بيت واحِد بيشتغل فِى الفُخّار فلقاه عمّال يشتغل ، الفخّارِى ده يدّور البِتاعة دى بِرجلِه وَفِى إِيده كده شويّة طين يُعُد يدّور يعمِل منهُمْ وعاء ، أى شكل كده ، برّاد ، زير أى حاجة ، فيقول كده إِنّه لمّا دخل بيت الفخّارِى ده لقاه بيعمِل حاجة بازِت منّه ، فلّما بازِت منّه فعاد وَعمل وعاء آخر ، أه ربِنا يحِب يعود وَيصنع منّنا وعاء آخر وَلو شايفنِى كده إِنّنِى إِبتديت أفسد شويّة يحِب يحُطِنِى تانِى ويدور بىّ تانِى ويضغط علّى فِى حِتت مُعيّنة وَيشكّلنِى مِنَ جديد ، أبقى وعاء آخر جديد للمجد فعاد وَعمله وعاء آخر ، النَفْسَ أحبائى الّلى تقبل وَالّلى تعرِف بالعين الروحيّة تميِّز إِنْ دى إِيد الله مش إِيد النّاس ، تقبل 0
كيف أحتمِل التجرِبة:-
أشكُر ، أثِق أنّ يد الله يد صالِحة ، لو حتّى خواتِى باعونِى يد الرّبّ صالِحة ،لو مرات فوطِيفار إِتبلِت علىّ بِتُهمة أنا برىء منها تماماً وَبقيت فِى السجن يد الرّبّ صالِحة ، إِيده صالِحة فِى كُلَّ ده ، مش باينة إِنّها صالِحة !!! لا أنا واثِق إِنّها صالِحة لمّا واحِد يُبقى مريض يقول له طب ده مرض ، يقولهُمْ أشكُر ربِنا ، فِى واحِد يشكُر ربِنا على مرض 00ليه ؟! يمكِن ربِنا عايِز ينقِل مركز إِهتماماتِى ، أنا كُنت مهتِمْ بِحياتِى ، أنا كان أهمْ حاجة فِى حياتِى شُغلِى وبس ، مكُنتِش بدّى ربِنا دقيقة ، أنا دلوقتِى مواظِب على الأجبية ، أنا مكُنتِش أفتح الأجبية قبل كده ، مكُنتِش بتناوِل ، مكُنتِش بعترِف ، يُبقى ربِنا بعت لك ألم أو تجرُبة أصد ربِنا منها إيه ؟ ينقِل مركز إِهتمام حياتك وَنَفْسَكَ له أو صار مِنَ الظروف وَالمتاعِب لإِرادتِهِ وَمشيِئتِهِ ، مُبارك الإِنسان أحبائى الّلى يفهِم قصد الله 0
2/ كيف نحتمُله ؟:-
أحتمِله ، إِنْ أنا أنظُر لهُ بِنظرِته هو مش بِنظرِتِى أنا ، إِنْ أنا أنظُر للسماء مش أنظُر للأرض ، لحسن لو إِفتكرنا إِنْ الكلام ده عقوبة وَلاّ غضب طب إِزاى ربِنا يسمح للنّاس دى كُلّها يستشهِدوا ؟ إِزاى يسمح لِكُلَّ ولاده يستشهِدوا ؟ تلقى الإِنجيل يقول لك[ كثيرة هى أحزان الصدّيقين وَمِنَ جميعها يُنجّيهُمْ الرّبّ ] ، إِزاى ينجّيهُمْ وَهُمّا ماتوا كان المفروض بقى مماتوش ، أصل إِحنا فِى فكرِنا ينجّيه يعنِى يخِف مِنَ الألم ، لكِنْ فِى فِكر ربِنا ينجّيه يعنِى ينجّيه فِى اليوم الأخير مش ينجّيه دلوقتِى ، ينجّيه دلوقتِى دى سهلة إِحنا فِى فكرِنا إِنْ ربِنا يقعُدوا مَثَلاً يعذّبوا فِى أبانوب يبعت له الملاك يخِف وَميهُنش عليه فِى أخر مرّة أنْ تتقِطِع رقبته ويموت ، عايزين بعد ما تتقِطِع رقبته عايزينه يرجع لهُم حىّ تانِى مش عايزينه يموت علشان إِحنا فليِنا فِى الأرض ربِنا عايزه عِنده يمجِّده بِمِئات الأضعاف ده هو بس ، إِذ كان عمل مُعجِزة أو إِتنين وَلاّ تلاتة وَشفاه عايِز يعلِن لهُمْ إِنْ أنا لىّ سُلطان على الّلى إِنتُمْ بتعمِلوه ده ، يوم ما واحِد يحصِل إِنّه ينتقِل فهو إِنتقل بإِذنِى وَبأمرِى ، وَلاَ بأذنُكُمْ وَلاَ بأمرُكُمْ وَلاَ بِسيفكُمْ ، لأ ده بِسماح منّى أنا لِذلِك كنيستهُ كنيسة ألم ، كنيسة شُهداء ، كنيسة إِضطهادات ، مين الّلى بيسمح بيها ؟ ربِنا 00ليه ؟ نقدِّم له كنيسة مجيدة ، بيدّى فُرصة لولاده أنْ يكونوا فِى مجد أكتر بالآلامات وَالعذابات ، وَمُمكِن ربِنا خايِف على ولاده لاَ يتوهوا مَثَلاً وَلاّ يحِبّوا العالم فيخلّى قلبهُمْ دايماً متحِد به فيعمل إيه ؟ فيبعِت لهُم إِضطهاد نلاحِظ كده أحبائى أنّ أقوى عصور للكنيسة هى أقوى عصور كان فيها إِضطهاد ، فمِنَ المفروض إِنْ إِحنا نلاقِى العكس ، الواحِد أول ما يلاقِى الإِضطهاد يخِف نقول خلاص بقى النّاس فيها تُعبُد ربِنا بِراحِتها ، أبداً أكتر عصر كانِت الرهبنة نامية فِيه عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كان فِيه قديسين للكنيسة هى عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كانِت فِيه الكنائِس زحمة وَفيها مُصلّيين بِعِبادة حقيقيّة هى عصور الإِستشهاد فكان ربِنا بيصنع مِنَ العصر ده فِى نَفْسَ الوقت الّلى فِيه ألم يصنِع فِيه مجد ، مين الّلى ياخُد باله مِنَ كده ، إِيه قصد ربِنا مِنَ التجرِبة ، التجرِبة أصد ربِنا منها يوحّدنِى بِيه ، التجرِبة أصده منها إِنّه يخلّينِى ألمِس إِيديه ، إِنّه يخلّينِى أخضع ، يخلّينِى أشكُر ، لازِم أشعُر إِنْ دى إِيده ، لازِم أشعُر إِنّها منّه ، يقول كده فِى العهد القديم [ إِنّه أقام لهُمْ الرّبّ سبعة شعوب لِمُحاربتهُمْ ] ، مين الّلى أقامهُمْ ؟ الرّبّ ، [ أقام لهُمْ الرّبّ ] يعنِى ربِنا يقوِّم لهُمْ شعوب تحارِبهُمْ ، يعنِى هُمّا شعبك ! إِنت مَعَ مين بالظبط مَعَ شعبك وَلاّ مَعَ الأعداء ؟لاَ أنا مَعَ شعبِى بس أنا مسلِّط عليهُم ناس ، لو لقيت شعبِى ده إِبتدوا يمشوا فِى طريق ميعجبنيش أسلِّط عليهُمْ ، ولو لقيت شعبِى ماشِى كويس حهديهُم ، يُبقى مين الّلى فِى الأخِر بيحدِّد كُلَّ الأمر ده ؟ هو الرّبّ ، مين الّلى بيدّيهُمْ الغلبة ؟ هو00، مين الّلى بيدّيهُمْ الهزيمة ؟ هو، [ لأنّ الحرب للرّبّ ] ، علشان كده لمّا ربِنا يسمح لىّ بِشىء أشكُرك ، ما يسمحش أقوله برده إيه ؟ أشكُرك ، ليه ؟ إِنت الّلى عايِز كده إِوعوا تفتِكروا أحبائى إِنْ إِحنا مصيرنا فِى إِيد حد حتّى وَلو رئيس البلد أبداً ، إِحنا نؤمِن [ إِنْ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، فِى قلب الملِك أو قلب الرئيس ما هو لِسلام كنيستهُ أو لألم كنيستهُ ، يُبقى فِى النهاية مين الّلى صانِع ؟ هو ربِنا ، [ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، علشان كده يقول لِنا إِخضعوا للرئاسات مهما كان ، إِذا كان بيعبُدوا ربِنا أوْ إِذا كان ما بيعبُدوش ربِنا0
كيف أحتمِل التجرِبة ؟
إِزاى أحتمِل أى تجرِبة ؟ إِنْ أنا أشكُر ربِنا وَأثِق أنّها مُرسلة لىّ مِنَ عِند الرّبّ ، أشعُر أنّها إِيده ، أنّها مشيئتهُ ، أنّها مشورتهُ وَمشورتهُ صالِحة ، إِنّهُ هو لَمْ يشأ إِنّه يستأصِلنا وَلَمْ يُريد هلاكنا الأبدِى علشان كده يقول لك فِى إِنجيل الشُهداء[ وَيحفظ جميع عظامِهِمْ وَعظمة واحِدة منها لاَ تنكسِر ] ، فِى حين إِنْ إِحنا نلاقِى مَثَلاً الشهيد ده إِنْ مش واحدة بس الّلى أكسرِت ، لا عِظامه كُلّه أكسّر زى القديس يعقوب المقطِّع ، ده قطّعوه كُلَّه ويقول لك واحدة منها لاَ تنكسِر ، أصده إِنّه يحفِظ نَفْسِه سالِمة فِى المجد الأبدِى هو ده الّلى ربِنا بيجهِّزنِى له ، هو ده الّلى ربِنا بيعدِّنِى له ، حتّى وَلو بِمدرسة الألم وَلو بالضيق ، شوفوا أحبائى النَفْسَ البشريّة دى صعبة جِداً ، مغرورة جِداً ، مُتكبِرة جِداً ، مُعتزّة جِداً ، مُتسلِّطة جِداً ، بتحاوِل تستغِل عقلها مش لِمجد ربِنا لاَ لِمجدها الذاتِى يقعُدوا يتكلّموا فِى الطب مُمكِن يزرعوا قلب ، يزرعوا عين ، ويعمِلوا وَيعمِلوا ، يجِى ربِنا يقولهُمْ مهما كان أنا مُمكِن أبعت لكُمْ فيرس صغير يغلِبكوا تقعُدوا تعمِلوا عليه أبحاث20 سنة ويادوب أول ما تقولوا إِكتشفنا حاجة للفيرس ده أطلِّع لكُمْ حاجة بعدها ،علشان عايِز أعرّفكوا إِنْ إِنتُمْ فِى قبضة يدِى ، أنا الّلى عطِتكُمْ العقل وَإِنتُمْ لازِم تمجّدونِى أنا وَلازِم أكون أنا موضِع المشورة بِتعاكُمْ مش عقولكُمْ لِذلِك ربِنا يخفِى بعض أمور العلم ميقدروش يخترِقوها ، لإِنْ ربِنا عايِز يكون النّاس كُلّها فِى خضوع كامِل لإِرادتهُ لأنّهُ هو القادِر على كُلَّ شىء وَخاضِع لِكُلَّ شىء ، فالإِنسان لو مكنش فِيه حاجة محتاج فيها لِربِنا مُمكِن يزوغ وَيزوغ ، فربِنا يعمِل إِيه ؟ يقول لك شوف أنا حبعت لك حِتّة متقدرش عليها ، فيبعت لك حِتّة فِى حياتك ما تقدرش عليها ، كُلَّ واحِد فينا ربِنا عايِز يبعت له حِتّة ميقدرش عليها ، علشان يقول معقول ده مِنَ عِند الرّبّ ؟! علشان أقوله يارب إِفتقدنِى أنت ، إِسندنِى أنت ، عوّض ضعفِى أنت ، أنا ليس لِى مُعين آخر سِواك ، علشان أعرف فِعلاً [ أن تخرُج روحهُمْ فيعودون إِلَى تُرابهُمْ ] ، الإِنسان ده وَلاَ حاجة وَساعِتها أثِق أكتر فِى قُدرة ربِنا ، وَساعِتها كُلّنا نمجِّد مين بالأكتر ؟ ربِنا أدِى حكمة ربِنا إِنْ يكون الكُلَّ خاضِع لهُ ، الكُلَّ مُلتف حولهُ ، الكُلَّ يُسبِّحه وَيُبارِك عظمته فِى كُلَّ أُمور حياتنا 0 يُبقى :- (1) لِماذا الألم ؟ (2) كيف نحتمِله ؟
3/ بركاته:-
شوفوا أحبائى طوبى للرجُل الّذى يحتمِل التجرِبة ، طوبى للنَفْسَ الّلى فِعلاً تشكُر أثناء التجرِبة ، صدّقونِى أحبائى فِى نفوس مُستنيرة لمّا تلاقِى حياتها مفهاش تجرُبة تِبدأ تطلُب مِنَ ربِنا تجرُبة ، وَفِى ناس لمّا تلقى فِى حياتها مفيش تجرُبة تِبدأ تسعى علشان يشارِك المُتألمين فِى حياتهُمْ علشان يشعُروا أنّهُ مُتألِم عِوض عنهُمْ ، فِى ناس يقول لك طب أنا ميعتبرش عِندى تجرُبة فِى حياتِى بس أحِب إِنْ أخُد البركة دى ، أحِب أُشارِك المُتألمين وَأشعُر بألامهُمْ أشاركهُمْ ضيقتهُمْ وَتعبهُمْ ، إِيه الكلام ده ؟ دى نَفْسَىِ أيقنت مجد الألم علشان يقولوا كده إِنْ لولا أنّ دانيال وقع فِى جُب الأسود ما كان تمتّع بِصُحبه الملائِكة ، وَلو أنّ يوسِف بيع وَلو أنّ يوسِف كان فِى بيت فوطيفار ، وَلو أنّ يوسِف وَضِع فِى السجن ما كان ذهب لفرعون وَما كان رئيساً على مصريُبقى صارت المؤامرات دى كُلّها وَالكلام ده كُلّه فِى النهاية إِيه ؟ صار مجد00 مجد ، نهايِة مرض إِنسان إِيه ؟ واحدة تقول لك مات ، أقول لها أبداً يتنقّى ، يتمجِّد ، ده ربِنا جعله وعاء جديد ، ده شايِف ربِنا فعطايا سماويّة نهايِة إِنسان فِى تجرُبة إِيه ؟ إِتضع ، وَداوُد النبِى قال لربِنا كده [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، وَلو النَفْسَ أحبائى عارفه إِيد ربِنا أقوله أفضل حاجة لىّ الذُل وَأنا متكبِر ، متكبِر جِداً ، أنا أخفِى جوايا كبرياء غير عادِى فلو إِنت ما خلتنيش أنكسِر وَأتضِع بِتجرُبة أنا كان زمانِى بقى حالتِى حالة ، كُنت هلكت فعلشان أنا خاطِر غالِى عندك فمش عايزنِى أهلك بِذاتِى ، فحاوِلت إِنْ إِنت تبعت لِى تجرُبة علشان أتحِد بِك مِنَ خلال التجرُبة القديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول قول رائِع[ إِنْ لَمْ يُجرِّبك إِعلمْ أنّهُ تركك ] ، علشان كده القديسين واعيين لمّا كان ربِنا ما يبعتش لهُم تجرُبة يقولوا إِتأخرت علينا كتير ليه ؟ سِبتِنا وَلاّ إِيه ؟ وَلمّا كانِت حياتهُمْ ماشية بِطريقة طبيعيّة كانوا هُمّا بيصنعوا لنَفْسَهُمْ آلام ، ألم نُسك ، ألم جِهاد ، ألم سهر ، الألم حروب مَعَ عدو الخير علشان يتزّكوا بِهذهِ الآلام ،[ فكُلَّ ألم نحتمِله مِنَ أجل الله هو مجد فِى الأبديّة]ما أجمل أحبائى الإِنسان الصابِر الشاكِر ، ما أجمل الإِنسان المُتألّم الّلى يقول يارب أشكُرك ، تشكُره على إِيه وَأنت مُتألّم ؟ لا إِنت شايِف حِتّة واحدة بس لكِن أنا شايِف حاجات تانية كتير ، أنا شايِف يد الله الصالِحة فِى حياتِى وَفِى حياة بيتِى ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده للخير [ لأنّ كُلَّ الأمور تعمل معاً للخير للّذين يُحِبّون الله ] ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيقرّبنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيوّحدنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده مدّينا وحده مَعَ ربِنا أجمل وَأنقى ، هى دى النفوس الّلى ربِنا مجهزها للمجد الإِنسان الّلى يتحمِلّ بِشُكر وَفرح أجرة عظيم فِى السماء ،[ إِنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشىء لنا ثِقل مجد أبدى ] ، مجد 00تُنشىء ثِقل مجد أبدى ، علشان كده أحبائى ما مِنَ حياة إِنسان عاش فِى حياة البِر إِلاّ ما كان دايِب وَمتألّم ، وَنموذجنا السِت العذراء ، نموذج00 نموذج للألم وَالحرمان وَالفقر ، نموذج للإِهانة وَالإِحتمال ، سيف يجوز فِى نَفْسَهَا ، صامِتة وَشاكِرة وَحتّى بعدما إِبنها إِتصلب ماسمعناش صوتها وَلاَ مُتذّمِرة وَراحت ترفع قضيّة مَعَ الجماعة اليهود وَلاَ الجماعة الرومان وَلاَ تثبِت إِفتراهُمْ وَلاَ ثبتِت إِنّهُمْ كذّابين ، وَلمّا صلبوه سكتِت ، تحمّلت الألم بِكُلَّ المعانِى لأنّها واثقة فِى إِبنها وَإِلهها وَعارفه إِنْ طريقها طريق ألم وَعارِفه إِنْ إِبنها علشان يتمجِد لازِم يتصِلِب وَطالما إِتصلب يُبقى لازِم يتمجِد ، أه إِحنا كده مفيش لينا مجد مِنَ غير صليب ، مفيش لينا أبديّة مِنَ غير ما يكون لينا شرِكة فِى بُستان جثسيمانِى علشان كتير أحبائى بنحِب نهرب مِنَ أى ألم ، كتير قوِى لمّا ربِنا يبعت أبسط شىء نتذّمر ، تلقى كُلَّ واحِد ربِنا بعت له حِتّة تقرّبه منّه ، أحياناً يُبقى مش فاهِمها وَهى دى النُقطة الّلى تتعِبه وَهى دى النُقطة الّلى تجيب له تمرّد فِى حياته وَعدم شُكر فِى حياته ، لاَ إِعلمِى أنّ الحكاية دى الّلى يبعت هالِك علشان تقرّبِى أكتر مش علشان تبعِدِى ، دى نُقطة ربِنا بعت هالِك علشان تتزّكِى أمامه ، علشان تُبقِى فِى أمان وَفِى صبر وَفِى صمت وَفِى شُكر مهما كانِت قاسية ثِقِى أنّ ربِنا هو الّذى قَدْ صنع وَهو الّذى قَدْ فعل [ أضع يدِى على فمِى ] ، وَأشكُر ، فِى مجد منتظرنِى ، مجد فِى السماء ، أحبائى كُلَّ النّاس الصامتين المُتألمين ، الشاكِرين حنشوفهُمْ بِمجد عظيم ، الفقير الّلى إِحتمل حنشوفه بِمجد عظيم ، المريض الّلى صبر وَشكر حنشوفه بِمجد عظيم فِى السماء ، بلاش نظراتنا تُبقى نظرات العين البشريّة ، لازِم نظراتنا تُبقى أوسع القديس أوغسطينوس بيحكِى لنا عَنَ أُمّه القديسة مونيكا كانِت بارة تقيّة نقيّة ، قبل ما يتوب مكانش عارِف قيمتها وَكان يعنِى بيستهزأ بيها ، بعد ما تاب عرف قيمة أُمّه دى فإِبتدأ يسترجِع الذاكِرة بتاعته وَإِبتدأ يفتِكر الّلى كانِت أُمّه بتعمِله أبو القديس أوغسطينوس رجُل شرّير سكّير وَكُلَّ أنواع الشر موجودة فيه وَقاسِى وَكان بيضربها ، كُلَّ ده كان بيشوفه مين أوغسطينوس ، لمّا تاب إِبتدى يحكِى لنا عَنَ مونيكا دى يقول إِيه فِى إِعترافاته[ وَكُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ] ، كُنت شايِفها بتخدِمه بِكُلَّ أمانة رغم أنّها عارفة إِنّه سكّير إِنّه بيضربها ، كُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ، أصل هى شاعرة أنّ الراجِل ده مسئوليتها إِنْ هى تصلّى لهُ لأنّ مُمكِن يكون ربِنا عاطِى هلها علشان يحسِنّ فِيها نُقطة مُعيّنة علشان كده واحِد مِنَ القديسين بيسأل واحِد مِنَ تلاميذه مين الّلى علّمك الصلاة ؟ قال لهُ التجارُب الّلى علّمتنِى الصلاة مين الّلى علّمنِى الصلاة !! أفتِكر أنّ أحسن صلوة وَأعمق صلوة صلاّها يونان الّلى فين ؟ فِى بطن الحوت ، مفيش بعد كده مِنَ جوف الهاوية صرخت وَإِنت سمعت الصوت يارب ، يُبقى ربِنا مُمكِن يكون عايِز ينقّينِى ، عايِز يعلّمنِى إِزاى أشوفه ، إِزاى أتكلِّم معاه ،[ خيراً صنعت مَعَ عبدك ] ما أجمل أحبائى أنّ الإِنسان ينظُر إِلَى حياته بِنظرة الله وَليست بِنظرِته الشخصيّة ، ما أجمل أنْ نثِق فِى يد الله ، ما أجمل أنْ ننظُر إِلَى البركة المُعدّة لينا فِى الألم وَالمجد إِنْ ربِنا هيدينا تزكية ، ربِنا هيدينا عِوض الألم الأرضِى مجد أبدى ، نختار المجد الأبدى وَلاّ المجد الأرضِى ؟ عايِز المجد الأبدى ، إِحنا عنينا على السماء مش على الأرض وَعشمنا كُلّه فِى السماء ، وَرحلِة غُربِتنا أهى رِحلة تنقضِى بأى طريقة ، المُهِم فِى النهاية نكسِب فيها السماء بأى طريق الّلى إِنت تختاره الأضمن هو الألم ، الأسهل هو الألم ، علشان كده أحبائى لو الإِنسان قابِل أى ألم ربِنا يبعت هوله يوصل كده للسِت العذراء عشان كده تسابيح الكنيسة تقول لنا[ يأتِى الشُهداء حاملين عذاباتهُم وَيأتِى الصدّيقين حاملين فضائِلهُمْ ] ، أنا صحيح مش شهيد لكِن لازِم أحمِل عذابات ، لازِم أحمِل آلام مُعيّنة أتقدِّم بيها إِليه ، علشان كده لو ربِنا بعت لأى حد منّنا تجرُبة أشكُره عليها وَأعرف إِيه قصده منها ، قصدك الّلى إِنت توحّدنِى بيك ، تقرّبنِى ليك ، لو مبعتليش أقول لك أنا مش قصدى تبعت لِى تجرِبة بس وحّدنِى بيك فِى خواتِى المُتألمين ، خلّينِى أشعُر بألمهُمْ وَأشارِكهُمْ آلامهُمْ علشان يُبقى لىّ إِستحقاقات مجد آلامك ربِنا يسوع المسيح ينّور عقولنا علشان نفهِم ما قصد أى ألم فِى حياتنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد إِلَى الأبد آمين

عدد الزيارات 1838

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل