فاريد انْ تكونوا بِلاَ همًّ

Large image

مُعلّمِنا بولس الرسول فِى رِسالتهُ الأولى لأهل كورنثوس إِصحاح 7 عدد 32 يقول آية صغيرة جِداً وَلكنّها جميلة جِداً ، ياليتنا نعتبِرها رِسالة إِلينا مِنَ السماء ، تقول[ فأُريد أنْ تكونوا بِلاَ هَمًّ ] ، ما هذا الموضوع ؟؟؟فِى الحقيقة نحنُ نجِد ناس كثيرة تعيش فِى هَم وَقليلون هُم الّذين نجِدهُمْ فرِحين ، فنجِد الشخص يحمِل هَم السنين وَالزمن وَالأولاد ، وَفِعلاً إِنّ الحياة توجد فيها أشياء كثيرة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، فقِلّة توُفّر فُرص العمل تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَالمُرتبات البسيطة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَعدم الإِستقرار فِى البلد تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَالإِضطهاد فِى العمل يجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَلقد سمِعت أنّهُ توجد بعض المصانع التّى تكتُب هكذا" نأسف لعدم توظيف المسيحيين " ، وَأيضاً الخصخصة وَالبِطالة ، حتّى النّاس التّى يوجد عِندها محلاّت وَتعتمِد على التِجارة يقولون أنّ أحوالهُم مُتوّقِفة ، فهذهِ المُشكِلة عِند كُلَّ النّاس ، وَبِهذا نجِد أنّ أُمور كثيرة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَلكِنْ مُعلّمِنا بولس يقول[ أُريد أنْ تكونوا بِلاَ هَمًّ ] فكيف يحدُث ذلِك وَأنا أُفكِّر فِى المُستقبل وَأجِد أنّ المُرتب بسيط جِداً إِذا قُورن بالغلاء فِى الحياة ، فكُلَّ يوم لهُ هَم ، وَأولادِى وَهُمْ فِى المدرسة لهُم هَم ، وَإِبنِى عِندما ينتهِى مِنَ المدرسة فإِنّهُ سيتزّوج فيكون فِى هَم وَهَم وَهَم ، وَعِندما يتزّوج وَيكون عِنده أولاده يكون فِى هَم ، وَلكِن ماذا نفعل فِى هذهِ الدائِرة ؟ لِذلِك قال الكِتاب المُقدّس كلِمة جميلة جِداً وَهى [ يكفِى اليوم شرّه ] ، وَنجِد الشاب يُريد أنْ يسافِر وَالسفر غير مُيسّر لهُ ، فيكون مُتضايِق وَمهموم ، فهذهِ الطبيعة البشريّة ، وَلكِنْ لو تكلّمنا عَنَ عِلاج الهَم 000كيف نكون بِلاَ هَم ؟؟ سأُكلّمِكُمْ فِى ثلاث نُقط فقط وَهُمْ :0
(1) الإِتكال وَالتسليم 0
(2) الزُهد وَالترك 0
(3) التعُلّّق بالأبديّة 0

(1) الإِتكال وَ التسليم:-
فلنفرِض أنّ الحياة اليوم فيها هموم ، وَلكِن السؤال المُهِم : فين ربِنا ؟! أجِد الشاب يأتِى وَيقول لِى إِفرِض ياأبونا إِنّ أنا ذهبت لشغُل وأعطونِى 200جنية فِى الشهر وَإِستطعت أنْ أدخِر منهُم 150جنية فِى الشهر ، وَبِذلِك سأكوِّن فِى السنة 1800 جنية فبعد كمْ سنة سأتزّوج ؟! فبعد 20 سنة سيكونوا 36000جنية ، وَحتّى بعد 20 سنة ألـ 36000 جنية لاَ يكفوا فِى ذلِك الزمن لِيُزّوجوه ، فماذا يفعل ؟!! أنا أُريد أنْ أقول لهُ يا حبيبِى إِنت أعطيت لِربِنا أجازة وَإِبتدأت تشغّل الأُمور بِعقلك ، فين ربِنا ؟؟!! الكِتاب يقول [ ملعون مَنَ يتكِل على ذِراع بشر ] ،[ إِلقِى على الرّبّ همّك وَهو يعولك ] ، فمَنَ الّذى يعولك ؟؟ ربِنا فهل عِندى ثِقة أنّ الله قائِد حياتِى أم أنا !! فعِندما أجِد نَفْسَىِ شاطِر سأغرق ، مَنَ الّذى يعتنِى بِنا ؟؟ ربِنا ، مَنَ الّذى يعتنِى بِنباتات الحقل ؟؟ مَنَ المُهتم بالطيور التّى تطير فِى السماء ؟؟ فهل سيأتِى عِندِى أنا وَيقول خلاص إِنت أكتر مِنَ قُدراتِى ؟؟ فين ربِنا ؟؟ أين قيادتِهِ لِحياتِى ؟؟ أين عِلاقتِى بِهِ ؟؟ فنحنُ نقول لهُ [ خُبزنا كفافنا أعطنا اليّوم ] ،[ الرجاء بالرّبّ خير مِنَ الرجاء بالرؤساء ] ، فهو مُدّبِر الكون كُلّه ، وَمِنَ ألقابه" صانِع الخيرات " وَهو " كنز الصالِحات " ، أنت صانِع الخيرات يارب ، حياتِى كُلّها هى خير مِنَ عِندك ، كُلَّ شىء هو خير مِنّك ، أشكُرك ، أشكُرك على الزِيادة وَأشكُرك على النقص ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ تدرّبت أنْ أجوع وَأعطش ، تدرّبت أنْ أنقُص وَأستفيض ] ، لقد جرّبت أنْ تكون قليلة وَأنْ تكون زِيادة ، وَنحنُ نُقبِلّ إِيدينا فِى الوجهين ، فِى الناحية الناشفة وَفِى الناحية الزائِدة ، على اللحم وَعلى العظم ، فكُلَّ أُمور حياتِى يارب هى مِنَ يدك ، أشكُرك فِى كُلَّ أُمورِى فنحنُ نحسِبها بِعقلِنا وَلكِنْ ربِنا يقول لنا [ لاَ تهتمّموا بالغد ] ، لابُد أنْ يكون عِندِى ثِقة فِى تدبير ربِنا وَإِنْ ربِنا هو " أبويا " ، [ إِنْ نسيت الأُم رضيِعها أنا لاَ أنساكَ ] ، فهل الله يجحد على أولاده ؟! مش مُمكِن فهو [ كثير الإِحسان ، جزيل التحنُنّ ] ربّ المجد قال كلِمة جميلة جِداً [ أليست خمسة عصافير تُباع بِفلسين وَواحِداً مِنها غير منسِى أمام الله ] ، فالعصفوران يُباعان بِفلس وَالأربعة بِفلسين ، وَالعصفورة الخامسة تُعطى زِيادة ، فيكونوا خمسة عصافير بِفلسين ، فربّ المجد يسوع يقول أنّهُ توجد فيهُمْ عصفورة واحِدة زِيادة ، وَقَدْ تكون هذهِ العصفورة التّى بِلاَ ثمن 00بِلاَ قيمة وَمنسيّة وَلكِن أنا لاَ أنساها تصّوروا إِنْ أنا لاَ يكون عِندِى مِثل إِيمان هذهِ العصفورة ، فهل يوجد عِندِى إِيمان أنّ الله يعولنِى ؟! [ يا مُعطياً طعاماً لِكُلَّ ذى جسدٍ ، إِملأ قلوبنا فرحاً وَنعيماً ] ، أينْ الإِتكال على ربِنا ؟! أينْ التسليم لِمشيئة ربِنا ؟! لِذلِك كُلَّ ما يزداد إِتكالِى على نَفْسَىِ كُلَّ ما يزداد همّىِ ، وَكُلَّ ما أترُك إِتكالِى على ربِنا كُلَّ ما أستريح فهل رأيتُمْ شخص ينام فِى القِطار ؟! نعم لأنّهُ يوجد سائِق ماهِر يقود القِطار وَهو عليهِ أنْ يوصّلنِى ، تصّوروا إِنّنا لاَ يكون عِندِنا ثِقة فِى ربِنا كمِثل ثِقتنا فِى سائِق القِطار ، تصّوروا إِنْ ثِقتِى فِى ترتيب ربِنا لِحياتِى أقل مِنَ ثِقتِى فِى سائِق القِطار ، فهل تتوّقعوا أنْ أدخُل حُجرِة السائِق وَأقول لهُ ليس كذلِك ، لأ هدِّىء فِى المكان القادِم أوْ سرِّع ، فسيقول لِى خُذ أنت وَقُمْ بِدور السائِق وَأنظُر ماذا سيحدُث ؟! فقد تحدُث حوادِث أوْ لاَ نصِل أساساً ، فعِندما أتدخلّ فِى حياتِى كأنّنِى بأخُذ قِيادة حياتِى مِنَ يد الله ، وَفِى وقتها يتخلّى عنّى وَيقول خلاص : إِعمِل مشيئتك أنت يقولوا عَنَ ناس راكبين مركِب وَالجو شِتاء وَهواء وَالجو صعب جِداً ، وَكانت أمامهُمْ طِفلة بتمشِى وَبتلِف وَهى تُغنّى ، وَهُمْ كانوا مُتضايقين جِداً وَخائفين ، فقالوا لها أُسكُتِى ألَمْ ترِى هذهِ المُشكِلة ؟! فقالت لهُم الطِفلة الصغيرة : أنا بنت سائِق المركِب وَأنا تعوّدت على ذلِك وَبابا عِنده خِبرة وَبابا شاطِر فنحنُ كثيراً ما نرى الهموم وَلاَ نرى الله ، نرى النار وَلاَ نرى الّذى يُطفىء النار ، كثيراً ما نرى الألم وَلاَ نرى الّذى يرفع الألم ، إِجعل فِى قلبِك ثِقة فِى ربِنا ، فأنا واثِق أنّك تقود حياتِى ، أنا واثِق فِى يدك ، وَأنت توّفر لِى كُلَّ الخير وَكُلَّ الحُب ، أنا إِبنك ، فهو يعتنِى بِنا ، نحنُ نقول لهُ لأنّك " أعنتنا " فهى فِعلاً بِمعنى كلِمة يعتنِى ، يُدّبِر لِى أُمورِى ، فهل إِنْ ذهبت لعمل وَلَمْ أُوّفق فِيهِ أعتبِر ذلِك نهاية العالم ؟! لا فهى إِرادِة ربِنا ، وَأقول لهُ أشكُرك يارب لأنّك أنت الّذى دفعت صاحِب العمل أنْ يقول لِى أنّنِى لاَ أصلُح لِهذا العمل مَنَ الّذى يجعلنِى أشتغل ؟؟ ربِنا ، مَنَ الّذى يقول لِى إِنّنِى لاَ أصلُح لهذا العمل ؟؟ هو ربِنا ، هو الّذى يعولنا ، هو قائِدنا ، هو مُدّبِر حياتنا ، لاَ يجِب أنْ أنظُر لِنَفْسَىِ وَلكِن أنظُر إِليهِ هو ، هو مصدر الخيرات ، ليت عِلاقِتنا الشخصيّة بِربِنا تزيد ياأحبائى ، أين عِشرتِى وَحياتِى الداخِليّة معهُ وَثِقتِى فِى قُدرتهِ وَعملهِ ، أين ثِقتِى فِى ربّى وَإِلهِى ، حبيبِى ، مُخلِّصى ، الّذى أسلم نَفْسَه لأجلِى ، الّذى فدانِى وَقدّسنِى وَطهّرنِى ، كيف لاَ يعتنِى بىّ ؟؟الّذى وعدنِى بالأبديّة أفَلاَ يضمن لِى الأرض ! فماذا تكون هذهِ الأرض ؟! لِذلِك قال[ أُنظُروا إِلَى طيور السماء إِنّها لاَ تزرع وَلاَ تحصُد وَلاَ تجمع إِلَى مخازِن وَأبوكُمْ السماوِى يقوتها ألستُمْ أنتُمْ أفضل مِنها ] ، هو المُعتنِى ، أُنظُروا للعصفور وَهو يطير فِى السماء وَهو فرحان ، مَنَ الّذى أحضر لها الأكل ؟؟ ربِنا إِيليا عِندما كان فِى البرّيّة مَنَ الّذى كان يُحضِر لهُ الأكل ؟! غُراب بالرغم مِنَ أنّ الغُراب غدّار حتّى مع أولاده ، تخيّلوا إِنْ ربِنا يجعل الغُراب الّذى لاَ يُطعِم أولاده أجعله يُطعِمكُمْ ، أنا مُدّبِر الكون كُلّه ، أعرف أطعمكُمْ حتّى عَنَ طريق غُراب ، أأخُذها مِنَ فمه ، كثيراً ما أفقِد ثِقتِى فيك وَكثيراً ما أتعب ، لِذلِك الإِتكال على ربِنا خِبرة مُهِمّة جِداً ، فهل عِندما تُصلّى تُصلّى مِنَ أعماقك أم لا ؟؟ هل أشعُر أنّهُ أبويا أم لا ؟؟ فهو أبويا ، أبويا الّذى لاَ يموت ، فإِنْ مات أبويا بالجسد فأبويا لاَ يموت ، إِنْ نسيتنِى أُمّى فأبويا لاَ ينسانِى 0
(2) الزُهد وَ الترك:-
ما هذا الموضوع ؟! كثيراً ما يكون الإِنسان عِنده حُب للأشياء وَحُب للإِقتناء وَحُب للمادّيات ، كثيراً ما يتمنّى الإِنسان أنْ يكون عِنده وَعِنده وَعِنده ، فِى حين أنّ الكِتاب المُقدّس يقول[ بيعوا أمتعتكُمْ وَأعطوا صدقة وَأصنعوا لكُمْ أكياساً لاَ تبلى وَكنزاً فِى السماوات لاَ يفنى ] ما هذا الموضوع ؟! ربِنا يُريد أنْ يُعلّمنِى أنْ أجتاز خِبرة عدم التعُلّق بالمادّيات وَعدم التعُلّق بالأشياء ، فالأنبا أنطونيوس عِندما إِختبر الزُهد وُالترك وجد أنّهُ يتمنّى أنْ يفعل شىء وهو أنْ يبيع 300 فدّانْ ، تخيّلوا عِندما يكون شخص عِنده 300 فدّان وَيبيعهُمْ ، تخيّلوا كمْ سيكون معهُ مِنَ أموال 00كتير جِداً ، وَالأموال أصعب مِنَ الأرض ، وَالإِنسان لاَ يُحِب أنْ يُضحّىِ بالمال ، وَلكِنّهُ هو إِبتدأ يوزّع على الفُقراء ، ما الّذى حدث ؟! فأنا عِندما يتعلّق قلبِى بِربِنا فأبتدأ هو يُشبعنِى وَيكفينِى وَيكون عِندِى إِكتفاء بِهِ هو ، وَأصبحت هذهِ الأُمور لاَ تهّمِنِى بولس الرسول يقول [ إِنْ كان لنا قوت وَكِسوة فلنكتفِ بِهُما ] ، القوت هو الطعام الضرورِى وَالكِسوة وَهى الشىء الّذى يستُر ، فهل أنا يُمكِن أنْ يكون عِندِى هذا الفِكر ، مَنَ الّذى يستطيع أنْ يكتفِى بالقوت وَالكِسوة ؟! الّذى غِناه فِى ربِنا ، فيوم أنْ بِعت ألـ 300 فدّان وضعت ثِقتِى كُلّها فِى ربِنا ، وَلَمْ يترُك للزمن وَلاَ للشيخوخة شىء ، الله يعولنِى أولاد ربِنا لابُد أنْ يكونوا هكذا ، أُنظُروا فِى بِداية الكنيسة كانت كُلَّ النّاس تبيع مُمتلكاتِها وَحقولِها ، وَأين يضعوها ؟ كانوا يضعونها تحت أرجُل الرُسُل ، لأنّ المال لاَ يصِح أنْ يمسِكوه بأيديهُم ، يضعوه تحت أرجُلهُمْ ، لأنّهُمْ بيسودوه ، الأموال كانت فِى الكنيسة تحت الأرجُل وَالكنيسة فوقها ، وَلكِنْ الآن النّاس بتجرِى وراء الأموال ، فأنا مُمكِن أنْ أسعى وراء الأموال للقوت وَالكِسوة ، وَلكِن لَمْ يقُل لِى الله أنْ أكنِز أوْ أنْ تتحّول إِلَى شهوة وَيكون عِندِى كذا وَكذا وَكذا ، وَالإِنسان يقول للدُنيا وَللزمن وَللأولاد 00الزُهد وَالترك ، قال القديس بولس الرسول [ تعلّمت أنْ أكون مُكتفِياً بِما أنا فِيهِ ] ، أنا غِنايا هو عِندك كُنت فِى مرّة مع شاب باباه قَدْ توفّى وَتركهُ مديون ، وَقال أنا سأعيش العُمر كُلّه مديون ؟! فقُلت لهُ هل أنت تسمع عَنَ الدكتور الفُلانِى وَكيف أنّهُ غنِى وَلكِنّهُ عِندهُ ولد فاسِد وَعليه قضايا وَعليه وَعليه ، وَقال يارب أجد مَنَ يحمِل القضايا التّى علىّ وَيأخُذ الذّى معِى ، فمَنَ الأغنى ؟! الشاب الّذى عِنده الطهارة وَالعِفّة ، وَلكِن الشاب الآخر هو مسكِين وَيعيش مخنوق وَيتمنّى أنْ يعيش فِى حُريّة فماذا يفيد الغِنى بِدون معرِفة ربِنا ؟! بولس الرسول يقول[ أمّا التقوى مَعَ القناعة تِجارة عظيمة ] ، ماذا تفعل الأموال لإِبنك ؟ يُمكِن أنْ تفسِده وَتجعلهُ مذلول ، ورِّث إِبنك التقوى مَعَ القناعة مرّة واحِد خادِم مشهور جِداً ذهب لِشادِر رجُل غنِى قَدْ مات ، وَهذا الخادِم لَمْ يعرِف أحد فِى الشادِر ، فجلس بِجانِب إِثنين إِخوات مُتخاصِمين وَلَمْ يُريدوا أنْ يأخُذوا العزاء ، وَبيتكلّموا وَيقولوا على الشخص المُتوّفِى هو موزّع الأموال بالإِسلوب الفُلانِى ، فقال لهُ الآخر وَهل أنت ستسكُت على هذا الكلام ، فقال لهُ لا أسكُت ، فهو ترك لهُم الأموال وَلَمْ يترُك لهُم المحبّة فيوجد فُقراء يقولوا لبعض هكذا : أنت المُحتاج أكثر منّى ، أنت الأولَى منّى ، وَيتخانقوا مَعَ بعض لِدرجِة أنّها وصلت للمحكمة وَالقاضِى تعجّب ، فواحِد قال لهُ هذا هو طبع المسيحيين ، لابُد أنْ أشعُر إِنْ أنا غنِى بِقلبِى وَ غِنى النْفَسَ هو الأهَم فهل الغِنى يدوم لأحد ؟! الزُهد وَالترك ، لاَ يجِب أنْ نكون مُتعلّقين بالأشياء ، ليست الملابس التّى أرتديها هى التّى تجعل النّاس تحترمنِى ، وَلكِنْ حكمِتِى هى التّى تجعل النّاس تحترمِنِى ، فبدلاً مِنَ أنْ أكونْ أنا سيِّد الذهب أصبح هو سيّدى وَأصبح الذهب أهَم منك ، وَلكِن أنت أهَمْ مِنَ الذهب فالطمع الكثير يجعل الإِنسان يحمِل الهَمْ كثيراً ، وَلكِنْ الزُهد وَالترك يجعلهُ فرحان ، تأمّلوا العُصفور إِنْ وضعتوا عليهِ أشياء فهو لاَ يستطيع أنْ يطير وَإِن رفعتُمْ مِنَ عليهِ هذهِ الأشياء يستطيع أنْ يطير وَينطلِق ، كذلِك النْفَسَ أسهل لها أنْ تكون تارِكة وَمُتخلية القديس أبو مقار رافِع يديهِ الإِثنين يُريد أنْ يقول أنا لاَ يوجد معِى شىء غير ربِنا ، إِحذروا أنْ تترّبوا على محبِّة المُقتنيات أو تنجذِبوا للأشياء لِدرجِة أنْ تكونوا مذلولين ، فَلاَ أكون عبد للشىء ، واحِد مِنَ القديسين يقول[ أُترُك ما فِى أيدِى النّاس يُحِبّك النّاس ، أُترُك ما فِى الدُنيا يُحِبّك الله ] ، فكُلَّ ما نتخلّى أكثر كُلَّ ما نكون مرفوعين أكثر القديس أبو مقار عِندما وجد الحراميّة بيأخُذوا حاجاته إِبتدأ ينقِل حاجاته للحراميّة ، وَعِندما وجد قُفّة قَدْ تركوها جرى وراءهُمْ وَقال لهُمْ أنتُمْ نسيتُمْ هذهِ القُفّة ، سهل عليك أنْ تفعل هكذا لو أنت قلبك مرفوع فوق هذهِ الأُمور فِى مرّة ذهب شخص للقديس أبو مقار وَمعهُ كيس مملوء بالفِضّة وَكان يُعطِى الكيس للقديس أبو مقار ، فقال لهُ القديس أبو مقار نحنُ لَمْ نُريد أموال ، فقال لهُ الرجُل وَهل يوجد أحد يكره الأموال ؟! فردّ عليهِ القديس وَقال لهُ نحنُ ، فقال لهُ الرجُل يمكِن الرُهبان يُريدون أموال ، فقال لهُ وَلكنّهُمْ لاَ يُريدون الأموال ، فقال لهُ الرجُل نحنُ نعرِض عليهُمْ وَفِعلاً عرضوا عليهُمْ الأموال وَوقف القديس أبو مقار وَقال لهُمْ الّذى يُريد أنْ يأخُذ مِنها فليأخُذ ، وَلكنّهُمْ لَمْ يأخُذوا ، فقال لهُ الرجُل فهُمْ لَمْ يأخُذوا لأنّهُمْ مُحرجين منك ، فترك لهُمْ الكيس فِى مكان وَمرّ عليهِ الرُهبان واحِد واحِد ، وَفِى النهاية وجدوا الكيس كما هو ، فلِماذا لَمْ يأخُذوا ؟! كُلَّ واحِد كان يقول مالنا وَمال المال ، فالرجُل لَمْ يُصدِّق نَفْسَهُ ، فالنّاس تُميت نَفْسَهَا مِنَ أجل المال وَهؤلاء غلبوا حُب المال مِنَ الأشياء التّى تُفقِدنا عِلاقِتنا بالله أنّ الشيطان يُهاجِمنا بِحُب المال ، فعِندما ذهب الأنبا أنطونيوس للصحراء نقول فِى مديحة الأنبا أنطونيوس :0
نثروا الذهب وَالمال أمامك على الجِبال
يُضوى بين الرِمـال بنيوت آفا أنطونيوس
يقول لك أنّ الأنبا أنطونيوس كان لاَ يلتفِت لها لاَ يُمنه وَلاَ يُسره ، نَفْسَ شبعانة لاَ يجِب أنْ يكون عِندنا حُب المظاهِر وَعدم الإِكتفاء ، كفايتنا مِنَ الله ، أُشكُره على كُلَّ حال ، على الكثير وَعلى القليل ، هل تعتقِدوا أنّ الإِنسان بيكتفِى ؟! لاَ يملأ العين إِلاّ التُراب ، فالّذى عِنده حُجرة يُريد أنْ يسكُنْ فِى شقة ، وَالّذى يسكُنْ فِى شقة يُريد أنْ يسكُنْ فِى فيلا ، وَالّذى عِنده فيلا يُريد أنْ يسكُنْ فِى قصر لِدرجِة أنّهُ يعمِل حمّام سِباحة فِى القصر حتّى وَإِنْ كان لاَ يستعمِله ، فمِنَ الّذى يفعل ذلِك ؟ هو الإِنسان الّذى يشعُر أنّهُ ضعيف وَفقير ، أشكُرك يارب سيِّدنا يسوع المسيح وُلِد فِى مِزود وَلَمْ يستحِى أنْ يأتِى مِنَ إِنسانة فقيرة وَمِنَ إِنسان فقير وَأنْ يكون فقير فِى وسط الجميع ، بولس الرسول يقول[ الّذى إِفتقر مِنَ أجلُكُمْ وَهو الغنِى لِكى يُغنيكُمْ بِفقرِهِ ] ، فهو يقصِد بالغِنى هو الشبع مِنَ الداخِل ، لِذلِك وجدنا ناس بيخلعوا التاجات مِثل القديسة أناسيمون وَالقديسين مكسيموس وَدوماديوس فِى مرّة أخذت بنت معِى للدير فرجعِت قالِت لهُمْ فِى البيت إِنّنِى أُريد أنْ أكون راهِبة ، وَبعد ذلك وجدوها بِتتمكيج وَمُهتمّة جِداً بِمظهرها على غير المُعتاد ، فسألوها ألستِ تُريدين أنْ تصيرِى راهِبة ؟ فقالت لهُمْ أنا أعيش يومين ألبِس فيهُمْ وَأتمكيج قبل أنْ أصير راهِبة أحياناً الإِنسان يكون حابِب الدُنيا وُمُتمسِّك بِها ، تخيّلوا إِنْ واحدة تركت المُلك لأنّها تشعُر أنّ المُلك الحقيقِى هو مَعَ الله ، بولس الرسول يقول [ محبِّة المال أصل لِكُلَّ الشرور إِنْ إِبتغاهُ قوم طعنوا أنَفْسَهُمْ بأوجاعٍ كثيرة ] ، فِى سِفر الجامعة يقول[ إِنّ فِى ثروة لضرر صاحِبها ] ، كثيرون منّا عِندهُمْ حُب المال وَالمُقتنيات ، وَنجِد الأموال تتعِب النّاس ، تعوّد أنْ تكون مُكتفياً فتُرسِل لك شفاعة عِندهُ ، مَنَ الّذى تعزّى ؟ لِعازر ، وَمَنَ الّذى تعذّب ؟ الغنِى 0
(3) التعلّق بالأبديّة:-
فأنا مُتعلِّق بِربِنا وَأُريد أنْ أعيش لِربِنا ، فحياتِى هذهِ فِترة أُعِد فِيها نَفْسَىِ للأبديّة ، فهل رأيت شخص يركب قِطار وَيقول بِكمْ هذا القِطار ، لاَ يوجد أحد فكّر أنْ يشترِى القِطار ده ، لاَ يوجد أحد فكّر أنْ يشتريه ، فهذا القِطار يُستخدم لِينقلنِى مِنَ هذا المكان لهذا المكان ، فالأرض كذلِك ستوّصلنِى للأبديّة وَللسماء ، فلِماذا أتعلِّق بِها 00فهى وسيلة ،[ فنحنُ لَمْ ندخُل الأرض بشىء وَمِنَ الواضِح أنّنا سنخرُج مِنها بِدون شىء ] ، لِذلِك الكنيسة تصرُخ مع أبونا وَتقول [ وَأهدِنا يارب إِلَى ملكوتك ] ، نحنُ نُريد الملكوت ، التعلُق بالأبديّة ، أينْ يكون قلبِى ؟ فوق ، هو قال [ حيثُ يكون كنزك هُناك يكون قلبُك أيضاً ] ، فإِنْ كان كنزك فِى السماء وَفِى الأبديّة سيكون قلبُك فِى السماء ، التعلُق بالأبديّة ، أنا أُريدك أنت يارب ، أنا أُريد ملكوتك ، أنا كُلَّ شهوة قلبِى أنْ أربح الملكوت لاَ يوجد شىء يُخيفنِى وَيُرعبنِى غير إِن أنا أخسر الأبديّة ، أبديّة لاَ تنتهِى ، تأمّلوا القديسين الّذين تركوا كُلَّ شىء فهل هُمْ ليسوا بِعقلهِم أم لا ؟ فربِنا قال مَثَل إِنْ واحِد باع كُلّ حقوله لِكى يشترِى حقلٍ واحِد لأنّ فِيهِ جوهرة ، فهو حقل ليس عادِى ، حقل فِيهِ جوهرة ،ما هى هذهِ الجوهرة ؟! هى الأبديّة وَلِذلِك هل تعتقِدوا إِنْ الأنبا أنطونيوس كان حزين ! فهل هو خسران أم كسبان ؟! هو فرحان ، كسبان الأبديّة ، أنا بصنع لىّ كنز فِى السماء ، ما أجمل المُتعلِق بالأبديّة ، فهو يكون الأمر بالنسبة لهُ سهل جِداً الكِتاب المُقدّس يقول [ نهاية أمر خير مِنَ بدايتهِ ] ، فِى القُدّاس أبونا يقول[ أينْ هى قلوبكُم ؟ ] فنقول لهُ [ هى عِند الرّبّ ] ، قلبِى عِند الرّبّ ، مُكافأتِى فوق عِندك أنت ، لاَ أُريد أنْ أأخُذ مُكافأتِى مِنَ أحد ، لِذلِك فِى سبيل محبتِى لِربِنا يهون علىّ أشياء كثيرة جِداً تصّوروا إِنْ عدو الخير يُنسّينا الأبديّة وَيجعلنِى أعيش الآن وَفقط ، لاَ 00فأنا أقول لهُ[ ليأتِى ملكوتك ] ، متى سيأتِى ملكوتك ؟ فِى قانون الإِيمان نقوله كُلّه بالكلام وَلكِنْ فِى الأخِر نقوله بِلحن [ وَننتظِر قِيامة الأموات وَحياة الدهر الآتِى آمين ] ، نحنُ ننتظِرها ، تعرِف شىء نحنُ منتظرينه ، لابُد أنْ نكون منتظرينه ، متى يارب ؟ نحنُ مُشتاقين نربح الدهر الآتِى ، نحنُ كُلّنا منتظرين الدهر الآتِى ، ننتظِر أنْ نعيش معهُ ، فالأبديّة لاَ تنتهِى فإِنْ كُنت عايش فِى الأبديّة الهَمْ لاَ يغلِب وَلاَ يوجد حُزن يسود علينا ، أقول لهُ يارب أعطينِى إِتكال وَتسليم ، أعطينِى يارب زُهد وَترك ، أعطينِى يارب أنْ أتعلّق بالأبديّة هو يُعطِى لأنّهُ صالِح وَكنز الصالِحات ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0

عدد الزيارات 1841

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل