المحبة ج2

Large image

نقرا مَعَْ بعض جُزء مِنْ سِفر التكوين لِموسى النبِى الإِصحاح 32 بركاته على جميعنا آمين ، هذا الجُزء يتكلّم عَنْ إِستعداد أبونا يعقُوب لِمُقابلة عيسُو أخوه لأول مرّة بعد 20 سنة مِنَ أخذ البكُوريّة ، وَبعد 20 سنة مِنْ إِبتعاد إِثنان إِخوات حدث بينهُمْ مُشكِلة كبيرة ، وَهى أنّ أبونا يعقُوب أخذ البركة مِنْ عيسُو ، وَنحنُ نعرِف أنّ عيسُو دموِى وَشرِس وَتوّعد لأبونا يعقُوب ، وَهُنا أبونا يعقُوب محتار ، هل سأبقى عُمرِى كُلّه فِى غُربة وَلنْ أرى أخِى ؟ هل سأبقى عُمرِى كُلّه فِى عدم سلام ؟ لاَ00أنا أُريد أنْ أصنع صُلح مَعَْ أخِى يقول إيه [ وَبات هُناك تِلك الليلة وَأخذ مِمَّا أتى بِيدِهِ هدِيَّةً لِعيسُو أخِيهِ0مِئتي عنزٍ وَعِشرين تيساً مِئتي نعجةٍ وَعِشرين كبشاً0ثلثين ناقةً مُرضِعةً وَأولادها أربعين بقرةً وَعشرة ثِيرانٍ عِشرين أتاناً وَعشرة حمِيرٍ0 وَدفعها إِلَى يدِ عبيِدِهِ قطِيعاً قطِيعاً على حِدَةٍ0 وَقال لِعبيِدِهِ إِجتازُوا قُدَّامِى وَأجعلُوا فُسحةً بين قطِيعٍ وَقطِيعٍ0 وَأمر الأوَّلَ قائِلاً إِذا صادفك عِيسُو أخِى وَسألك قائِلاً لِمَنْ أنت وَإِلَى أين تذهبُ وَلِمِنْ هذا الّذى قُدَّامك تقُولُ لِعبدِك يعقُوبَ0 هُوَ هدِيَّةٌ مُرسلةٌ لِسيِّدِي عِيسُوَ0 وَها هُوَ أيضاً وراءنا0 وَأمر أيضاً الثانِي وَالثَّالِثَ وَجميع السَّائِرينَ وراء القُطعانِ قائِلاً بِمِثْلِ هذا الكلامِ تُكلِّمُون عِيسُوَ حِينما تجِدُونهُ0 وَتقُولُون هُوذا عبدُك يعقُوب أيضاً وراءنا0 لأنّهُ قال أستعطِفُ وجههُ بِالهدِيَّةِ السَّائِرة أمامِي وَبعد ذلِك أنظُرُ وجههُ0 عسى أنْ يرفع وجهِي0 فأجتازتِ الهدِيَّةُ قُدَّامهُ0 وَأمّا هُوَ فبات تِلك اللِّيلةَ فِي المحلَّةِ ]( تك 32 : 13 – 21 ) نلاحِظ أنّ " الكبش " هُوَ " الخروف " & " العِنزة " هى " المعزة " ، " التيِس " هُوَ " ذكر المعزة " نرى أنّ يعقُوب الّذى خرج بِمُفردِهِ وَمعهُ عصا فقط ، رجع وَمعهُ كُلّ هذا الغِنى ، وَمعهُ رؤساء الأسباط 12 ولد [ رأوبين ، شمعُون ، لاوِى ، يهُوذا ، دان ، نفتالِى ، جاد ، أشير ، يساكِر ، زُبولُون ، يوسِف ، بنيامِين ( لَمْ يكُنْ ولِد بعد ) ، وَبِنت واحدة هى دِينا ] وَبعد ذلِك نعرِف القِصّة الشهيرة عَنْ يعقُوب حِينما ظلّ طوال الليل يُصارِع مَعَْ الله لِكى يُعطِيه نِعمة علشان يسّهِل المُقابلة الصعبة التّى بينه وَبين أخيهِ التّى لاَ يعرِف ماذا سيكُون حالها ؟ لِدرجِة أنّهُمْ قالُوا لهُ أنّ عِيسُو عرف بِخبر مجيئك وَأتى لِيستقبِلهُ وَمعهُ 400 رجُل ، إِذنْ هُوَ آتِى لِحربٍ فيدخُل فِى حِوار مَعَْ نَفْسِهِ ، يارب هل أرجع بِالهديَّة ؟ لاَ 00أنا أذهب وَأُقدِّم الهديَّة وَالّلِى يحصل يحصل ، فبدأ يدخُل فِى صِراع عميق جِدّاً مَعَْ ربِنا ، لِدرجِة أنّهُ يُقال[000 وَصارعهُ إِنسانٌ حتَّى طُلُوع الفجرِ ] ( تك 32 : 24 ) ، هُناك كلِمة عجيبة جِدّاً تقُول [ وَلمّا رأى أنّهُ لاَ يقدِرُ عليهِ ضرب حُقَّ فخذِهِ000] ( تك 32 : 25 ) مَنْ الّذى لاَ يقدِرُ عليهِ ؟ ملاك الله لمّا صارع يعقُوب لَمْ يقدِر عليهِ ، فمُصارعة يعقُوب هذِهِ تُظهِر لنا جدّيِّة الطلب وَعُمقه وَلجاجتِهِ وَقُوّتِهِ التّى تجعل الله يُغلب أمامنا ، فالله هُنا يسمح أنْ يتغلِب لنا وَهُوَ القوِى القادِر ، فالله لَمْ يقدِر على عزمِهِ وَعلى تصمِيمه لأنّهُ قال لهُ[ لاَ أُطلِقك إِنْ لَمْ تُبارِكنِى ] ( تك 32 : 26 ) ، وَبعدها يقُول[ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقُوب بل إِسرائِيل0 لأنَّك جاهدت مَعَْ الله وَالنَّاس وَقدرت ]( تك 32 : 28 ) إِذن ما هُوَ موضُوع اليوم ؟ المحبّة ، وَإِخترت هذا الفصل لأنّهُ عميق يُعّبِر عَنْ المحبّة العميقة ، المحبّة الرُوحانيّة ، المحبّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ، وَ لاَ تفرح بالإِثم ، وَالتّى تفرح بِالحق ، فِى الحقيقة أشعُر أنّنا لاَ نحتاج لأىّ معرِفة عَنْ المحبّة ، لكِنْ فِى أشد الإِحتياج إِلَى مُمارستها ، المحبّة بآياتها ، بِمعرفتها ، بِقِصصها ، وَلكِنْ عِندما تُوضع فِى محك بسيط هل هُناك محبّة ؟ تسقُط ،ما هذا الأمر ، هُناك ثلاث مُستويات فِى حياة الإِنسان :-

1/ المُستوى الحيوانِى 0
2/ المُستوى الإِنسانِى 0
3/ المُستوى الرُوحانِى 0
1/ المُستوى الحيوانِى:-
وَهُوَ الشخص العدوانِى وَالشرِس وَيُحِب يؤذِى مَنْ أمامه ، وَهذا المُستوى الله يرحمنا مِنهُ ، وَ لاَ أعتقِد أنّهُ موجود داخِلنا وَ لاَ فِى دِماءنا ، وَهذا الإِحساس يكُون نادِراً ، ثُمْ يرتقِى هذا الإِنسان وَيصِل إِلَى المُستوى الإِنسانِى 0
2/ المُستوى الإِنسانِى:-
وَهُوَ المُستوى الّذى فِيهِ أُحِب الّذى يُحِبنِى ، وَأوِد الّذى يودنِى ، وَعِندِى أخلاق طبيعيّة تجعلنِى أعيش كإِنسان مُلتزِم بِضوابِط مُعيّنة ، فهى ضوابِط طبيعيّة يحكُمها الطبع البشرِى هُنا مثلاً الدافِع الّذى وراء مجىء يعقُوب لِعِيسُو دافِع إِنسانِى لأنّهُما أخّين وَ لاَ يصِح أنْ يكُونا مُتخاصِمان الدافِع الإِنسانِى يظهر لمّا واحِد يزور واحِد بِدافِع الواجِب لأنّه قريبه وَتعبان وَ لاَ يليق أنْ لاَ أسأل عنهُ ، فالدافِع الإِنسانِى هُوَ دافِع الواجِب وَالمحبّة الإِنسانيّة فِيهِ تكُون بِحدُود وَبِشرُوط ، أُحِب الّذى يُحِبنِى ، وَبادِل الّلِى يبادلنِى ، وَأجامِل الّذى يُجاملنِى ، وَأتكلّم بِإِسلُوب لائِق مَعَْ مَنْ يُكلّمنِى بِنَفْسَ الأُسلُوب ، وَالعكس فَلاَ تسألنِى عَنْ رد الفِعل مَعَْ الّذى لاَ يُعاملنِى بِإِسلُوب لائِق لأنّ النَّاموس فِى العهد القديم [ وَعيناً بِعينٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ 000] ( خر 21 : 24 ) ،هذا هُوَ نامُوس الإِنسان الطبيعِى وَفِيهِ كانت درجة مِنْ درجات ضبط النَفْسَ ، لأنّ الإِنسان كان فِى الدرجة الحيوانيّة ، فهى خاصّة إِذا فقع عين تفعل مِثلهُ وَلكِن لاَ تُهلِكه ، وَإِذا كسر سِنّة تفعل مِثلهُ وَلكِنْ لاَ تُهلِكهُ ، وَالله لِكى يرتقِى بالإِنسان قليلاً رفعهُ إِلَى المُستوى الإِنسانِى ، يفقع عين تفعل مِثلهُ ، وَهذِهِ هى درجة إِنسانيّة لاَ يوجد فِيها شراسة وَ لاَ فضيلة 0
3/ المُستوى الرُوحِى:-
وَفِيهِ تكُون المحبّة بِلاَ فروُض وَ لاَ حدوُد ، محبّة بِحسب قلب الله ، الّذى[ لأِنّهُ هكذا أحبَّ اللهُ العالم حتَّى بذل إِبنهُ الوحِيد000] ( يو 3 : 16 ) ،يقُول يوحنا الرسُول [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ( 1 يو 4 : 8 ) ، فِى الحقيقة مُستوى محّبتِنا لازِم يرتقِى ، إِنْ كُنّا فِى الحيوانِى نرتفِع للإِنسانِى ، وَإِنْ كُنّا فِى الإِنسانِى نرتفِع للرُّوحانِى ، لازِم يكُون كلامنا جميل وَسهل وَحلو مثلاً جِيران ضايقُونا ، نرى رد الفِعل مِنّا صعب جِدّاً ، لكِن المحبّة الحقيقيّة عِندما نُوضع فِى إِختبار عميق أرى أحد أساء إِلىَّ أوْ أهانِى وَأكُون فِى عِلاقة مَعَْ أُناس أقرِباء جِدّاً وَلكِنْ تفّوقُوا عنِّى قليلاً فِى مُستوى المعيشة أوْ فِى مُستوى أولادهُمْ ، أجِد نَفْسِى أنّ محّبتِى تقِل إِذن هى محبّة غير حقيقيّة ، وَأكتر النَّاس قُرباً لىَّ أبدأ أغِير وَأحسِد وَعينِى تكُون غير رُوحانيّة ، وَكلامِى كتير وَإِنفعالاتِى غير نقيّة ، وَهؤلاء النَّاس لاَ أُحِبّهُمْ ، محبّة عاجزة ،فهى ليست محبّة أساساً ، وَليس فِيها الله [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ] ، المحبّة هى حياتنا مَعَْ الله ، هى مصدرها خضُوعنا وَخشُوعنا لله ، مصدرها أنْ أكُون نَفْسِىِ مُتواضعة شُوفُوا الهديّة الّلِى واخِدها يعقُوب أد إيه ، يُبقى ثروته تكُون كام ؟ معرُوف أنّ الثروة تُوجِد كبرياء وَغرُور وَإِفتِخار وَعظمة ، وَلكِن يعقُوب مَعَْ كُلّ هذِهِ الثروة ذهب لِيسأل عَنْ أخِيهِ الّذى لاَ يعرِف عنهُ شىء ، وَلَمْ يقُل فِى نَفْسِهِ أنا معِى رِجالِى وَثروتِى وَأولادِى وَعصاى ، وَكلِمة بِكلِمة مَعَْ عِيسُو لِكى أصِل إِلَى حلٍ ، لاَ00لكِنْ هُوَ آتِى بِنِيِة محبّة ، لِدرجِة أنّهُ يقُول لِعبيده[ قائِلاً إِذا صادفك عِيسُو أخِى وَسألك قائِلاً لِمَنْ أنت وَإِلَى أينْ تذهبُ وَلِمَنْ هذا الّذى قُدّامك تقُول لِعبدك يعقُوب 0هُوَ هديَّة مُرسلة لِسيِّدِى عِيسُوَ000]( تك 32 : 17 – 18 ) وَفِى الإِصحاح 33 : 1 – 4 لمّا نظرهُ ماذا فعل ؟[ وَرفع يعقُوبُ عينيهِ وَنظر وَإِذا عِيسُوَ مُقبِلٌ وَمعهُ أربعُ مِئةِ رجُلٍ0فقسم الأولاد على ليئة وَعلى راحِيل وَعلى الجارِيتينِ0 وَوَضع الجارِيتينِ وَأولادهُما أولاً وَليئة وَأولادها وراءهُمْ وَراحِيل وَيُوسُفَ أخِيراً0 وَأمَّا هُوَ فإِجتاز قُدَّامهُمْ وَسجد إِلَى الأرضِ سبعَ مرَّاتٍ حتَّى إِقترب إِلَى أخِيهِ0 فركض عِيسُوَ لِلقائِهِ وَعانقهُ وَوَقع على عُنْقِهِ وَقبَّلهُ0 وَبكيا ] لمّا رأى يعقُوب كُلّ هذا الجمع فقسّم الأولاد بِحسب غلاوتهُمْ ، لأنّ الطبع البشرِى سائِد ، لأنّهُ قال إِذا ضرب يضرب الّذين فِى الأمام ، وَلكِنْ الّذين فِى المؤخّرة يكُونوا فِى أمان ، وَالجميل فِى أبونا يعقُوب أنّهُ أمام كُلّ هؤلاء تقدّم هُوَ بِنَفْسِهِ ، إِشارة لِربّ المجد يسُوعَ الّذى يقُودنا فِى موكِب نُصرتِهِ ، الّذى يُحارِب عنّا ، الّذى يُجرّب عنّا وَيتألّم عنّا وَبعدما إِرتجف مِنْ هذا العدد ، وَقسّم الأولاد ، فأخذ يسجُد إِلَى الأرض سبع مرّات حتَّى إِقترب إِلَى أخِيهِ ، أىّ أنّهُ يقترِب وَيسجُد وَيمشِى قليلاً ، وَيقترِب وَيسجُد وَهكذا وَلِنفرِض أنّ عِيسُو أتى لِنِيّة شر ، بعدما يرى كُلّ هذا وَيرى كُلّ هذا السُجُود يخزى الشيَّطان ، فنجِد رد فِعل جميل جِدَّاً مِنْ عِيسُوَ رغم إِنّه دموِى وَشرِس ،يقُول [ فركض عِيسُوَ لِلِقائِهِ 00] ( تك 33 : 4 ) ، وَكلِمة " ركض " بِمعنى " جرى عليه " ،[ وَعانقهُ وَوَقع على عُنْقِهِ وَقبَّلهُ وَبكيا ] ( تك 33 : 4 ) ، هذِهِ هى المحبّة ، درس اليوم شرح نَفْسَه بِذاته ، المحبّة التَّى أقوى مِنْ أدوات الحرب ، [ المحبّة قويّة كالمُوت ] ( نش 8 : 6 ) ،لاَ تُغلب وَلنْ تُغلب وَ لاَ تسقُط لِذلِك صِفات كثيرة عَنْ المحبّة ، محبّة الله إِنسكبت فِى قلُوبِنا بالرُّوح القُدس المُعطى لنا ، يسُوعَ المسيح صيّرنا أطهار وَأعطانا محّبتهُ ،لِذلِك نجِد الإِنسان الّذى عِنده محبّة مِثلما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول لهُ صِفات كثيرة[ المحبّة لاَ تحسِد ] ( 1 كو 13 : 4 ) ، هل تعلموا أنّنا فُوجِئنا أنّ عِيسُوَ يقُول أنّ هؤلاءألـ 400 رجُل كانُوا عبيدُه وَليسُوا مأجُورين ، أىّ أنّهُ مثلما كان هُناك خِير مِنْ عِند يعقُوب أيضاً كان هُناك خِير مِنْ عِند عِيسُوَ ، وَلو أنّ الأُخوات بدأوا ينظُرُوا لِبعضٍ ما الّذى عِندِى وَما الّذى عِندك ، وَ غنمك وَغنمِى ، مُمكِن هذِهِ العداوة تهدِم المحبّة لكِن [ المحبّة لاَ تحسِد ] ، أصل هذِهِ المحبّة ليس بِها نُقصان بِنقص أوْ إِحساس بِطمع أوْ أىّ شائِبة ناحية الآخر ، إِذن كيف يحسِد الإِنسان ؟ أصل الإِنسان الّلِى يحسِد عِنده إِحساس نقص ، عنده تعب مِنْ الطرف الآخر فيحسِده ، لكِن المحبّة إِحساس بِمِلء وَفيض كيف يحسِد وَلِماذا يحسِد ؟ أصل الإِنسان الّذى عِنده محبّة هُوَ إِنسان لاَ حيوانِى وَ لاَ إِنسانِى ، هُوَ إِنسان رُوحانِى فهُوَ لاَ ينظُر إِلَى الأرض وَ لاَ الأرضيات ، فهُوَ شبعان بِفيض وَغِنى وَمِلء ، وَ يشعُر إنّه يملُك الكثير وَالكثير ، فَلاَ يحسِد ، إِنسان مُمتلىء ، فهُوَ دائِماً يُقارِن نَفْسَه بالّذى مِثله ، فالإِنسان الرُّوحانِى عِندما يُرِيد مُقارنة نَفْسَه يُقارِنها بأخر رُوحانِى ، وَلأنّ هذا رُوحانِى وَالآخر رُوحانِى فهُما مرفُوعان عَنْ مُستوى الأرض ، فيُقارِنُوا بعض بإِسلُوب آخر إِسلُوب الأنبا أنطُونيوس وَالأنبا بولا إِسلُوب رُوحانِى ، قِمم رُوحانيّة ، هؤلاء هُم الأحِباء مَعَْ بعضهُمْ ، الّذى مُمكِن يكُون بينهُمْ تفاهُمْ ، لاَ نرى إِنسان رُوحانِى أبداً يحسِد إِنسان جسدانِى أبداً ، لأنّ الرُّوحانِى دائِماً [ لاَ يُحكمْ عليه مِنْ أحد ] ، لأنّه شاعِر بِفيض وَبِمِلء ، لأنّ الّذى يحسِد إِنسان ناظِر للأرض وَالأرضيّات وَمُمتلكات الأرض وَغرُور الأرض ، لكِن المحبّة عِين ناظِرة إِلَى السَّموات ، تُعطِيها سِر فِيض وَغِنى وَشبع وَإِمتلاء ، [ المحبّة لاَ تتفاخر ]( 1 كو 13 : 4 ) ، الإِنسان الّذى يشعُر أنّ الله مصدر خيره كيف يفتخِر على غِيره ؟نحنُ نعرِف أنّ أبونا يعقُوب وَهُوَ راجِع لفت نظره إِنّه وجد غنم كثير وَخِير كثير وَزوجات ، فتذّكر اليوم الّذى خرج فِيهِ مِنْ عِند أبيهِ فقال يارب أنا خرجت وحدِى لَمْ يكُنْ معِى سِوى عصاى ، فماذا أقُول لك على كُلّ هذا الخير معِى ، زوجات ، أولاد ، غنم ، عبيِد ، غِنى ، هل تعرِفُوا أنّ يعقُوب عِندما عمل عِند لابان خاله غِناه قَدْ فاق غِنى لابان ، لِدرجِة أنّ عبيِد لابان غارُوا وَقالُوا لهُ أنّ هذا الّذى عمل عِندنا تخطّانا وَهُنا نظر أبونا يعقُوب إِلَى السَّماء وَقال [ صغيِر أنا عَنْ جميِع ألطافك وَجميِع الأمانة التّى صنعت إِلَى عبدِك0 فإِنِّى بِعصاى عبرتُ هذا الأُردُنَّ وَالآنَ قَدْ صِرتُ جيشينِ ]( تك 32 : 10 ) ، هل أنا أستحِق كُلّ هذا ؟ فهُوَ أساساً غِنى ربِنا وَعطايا ربِنا ،أنا أتصاغر وَأنت الّذى تكبر ، مش أصّغر ربِنا وَأنا الّلِى أكبر وَأفتخِر ، أصل المحبّة تهتم بإِعطاء المجد لله وَتزدرِى بِنَفْسَها ، وَأُعطِى المجد لِربِنا ، لو حتّى شخص مدحنِى أقُول هذِهِ حاجِة الله ،[000 مِنك الجميِع وَمِنْ يدك وَأعطيناك ] ( 1 أخ 29 : 14 ) ، هذِهِ حاجتك ، فالمحبّة ليس فقط لاَ تفتخِر ، المحبّة تُعطِى مِنْ إِعوازها [ المحبّة لاَ تُقّبِح ] ( 1 كو 13 : 5 ) ، لاَ تهُِين أحد ، نرى محبِّة يعقُوب ، لَمْ يأتِى يُوّجِه إِتهامات وَيقُول لأخوه أنت الّذى بِعت البكُوريّة قبل ما أنا أخُذها مِنك ، هل نسيت فأنا أفكّرك بِحكاية طبق العدس ، وَندخُل فِى خِصام ، وَمَنْ الّذى يستحِق ، وَالله يعلم بِالنتيجة ، لاَ00دائِماً الإِنسان الّذى عِنده محبّة يُبارِك ، لأنّهُ إِنسان مفطُوم عَنْ محّبتِهِ لِنَفْسِهِ ، فَلاَ يجِب أنْ يُهِين الآخرين ، بل بالعكس يُحِب يُمجِّد وَيمدح الآخرين ، فيقُول عبدك يعقُوب وَسيِّدِى عِيسُوَ [ المحبّة لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ] ( 1 كو 13 : 5 ) ، إِنّ كُلّ كلِمة مُوّجهة لنا لِكى نعيِشها ، لأنّ الّذى عِنده محبّة لاَ يعيش فِى أنانيّة ، وَ لاَ ينظُر لِنَفْسِهِ فقط ، أجمل ما فِى المسيح يسُوعَ أنّهُ بذل نَفْسَهُ عنّا ، الإِنسان الّذى عِنده محبّة رُوحيّة لاَ يُحِب أبداً يعيِش لِنَفْسَه فقط ، فهُوَ يُحِب يبذُل ، جرّب تبذُل ، جرّب العطاء مِنْ الإِعواز ، مارِس المحبّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ،لاَ كرامة وَ لاَ مادّيات ، المحبّة الحقيقيّة لاَ تبحث عَنْ حقُوقها لكِن تبحث عَنْ واجِبات ، لاَ تُفّكِر فِيما لها وَلكِن تُفّكِر فِيما عليها ، وَلو فكّرت فِى الّذى لِى فقط فهذا هُوَ سبب المشاكِل قصّة رواها سيِّدنا قداسِة البابا شنوده الثالِث ، ذهبت لهُ زوجة وَراحِت تبكِى وَتقولّه ياسيِّدنا زوجِى عمل فىَّ وَضربنِى وَظلّت تبكِى وَأظهرت يداها وَفِيها علامة لِضرب زُوجها ، كان هذا الموضُوع قبلما يصير بطركاً حِينما كان أُسقُف ، فقال لها لاَ يليِق فإِحضرِى لِى زُوجِك ، وَلمّا تقابل مَعَْ الرجُل وَسألهُ كيف تضرِب زُوجتك ؟ فحكى لهُ الرجُل ماذا حدث ، فكان رد سيِّدنا هكذا " شعرت لو أنّ هذا الرجُل ضرب زُوجته بِرُصاصة خِسارة فِيها الرُصاصة " ،ما الّذى حدث ؟ لأنّ المحبّة لاَ تطلُب ما لِنَفْسَها ، فهذِهِ المرأة تكلّمت عَنْ الّذى لها وَلَمْ تتكلّم عَنْ الّذى عليها ، رغم أنّها مُخطِئة وَكانت النتيجة حُكم سيِّدنا عليها كثيراً ما نجِد الإِنسان لاَ ينظُر إِلَى الّذى عليهِ وَينظُر فِى الّذى لهُ ، وَلأنّ النَفْسَ كبيرة وَعالية فهى تكّبر الأُمور ، نتعّود يا أحِبائِى أنْ لاَ نطلُب ما لأنفُسنا ، وَنرى ما الّذى للآخرين ، المحبّة التَّى بِحسب قلب الله ، محبّة كُلّها عطاء ، [ 000مغبُوط هُوَ العطاءُ أكثرُ مِنَ الأخذِ ]( أع 20 : 35 ) ، الإِنسان الّذى يعيِش مِنْ أجل الآخريِن يكُون فِى دُنيا محبِّة ربِنا مُستمتِع ، لكِن الّذى يعيِش فِى دُنيا ذاته مسجُون [ المحبّة لاَ تحتدُّ ] ( 1 كو 13 : 5 ) ، الّذى عِنده محبّة لاَ يُحِب الغضب على الّذى أمامه ، وَ لاَ يرفع صوته عليه ، وَ لاَ يُعطِى نَفْسَه الحقّ فِى إِهانتِهِ ، وَ لاَ يستسلِم لِضيق نَفْسَه ، لكِن هُوَ يحزن مِنْ أجل ضِيقات الآخريِن ، وَيُضّحِى لأجل ضِيقات الآخريِن ، فكيف يحتدّ [ المحبّة لاَ تظُن السُوء ] ( 1 كو 13 : 5 ) ، لاَ أقُول هُمْ مَنْ عملُوا ، الإِنسان الّذى عِنده محبّة يجِد أفكاره نقيّة ، لاَ يجعل عقله الباطِن أوْ فِكره الشرِّير يسرح كثيراً ، وَيتّوقع أُمور كُلّها شر ، لاَ00بل يجعل كُلّ الأُمور تعمل معاً للخير ، المحبّة لاَ تقبل إِلاّ أنْ تحيا فِى سلامٍ لِذلِك قال [ المحبّة لاَ تسقُط أبداً ] ( 1 كو 13 : 8 ) ، رأينا فِى قصّة عِيسُوَ وَيعقُوب أنّ محبّة يعقُوب لَمْ تسقُط أبداً وَلنْ تسقُط وَصنع صُلحاً ، ماذا كلّفت يعقُوب ؟ بعض الهدايا لكِنْ هذِهِ الهدايا مِنْ خير الله الّذى أعطاهُ لهُ ، وَأنا المفرُوض أستخدِم خير الله الّذى أعطاهُ لِى لِبرِّى ، لأنّ هذِهِ هى عطايا الله ، لأنّ الله قَدْ أخرج يعقُوب وَمعهُ عصا فقط ، إِذن كُلّ هذا الخير الله أعطاه لهُ هل لِكى يزداد غِيرة ، حِقد ، حسد ، بُغضة ، لِتنقسِم بِهِ على أخِيك ، إِستخِدم خِيرِى لِبرّك لِكيما تزداد برّاً لِذلِك وضع الله فِكرة المادّيات لِخدمِة الحُب ، مِثل الأب الّذى يتعب لِيُحضِر مادّيات يُعّبِر بِها عَنْ محّبتِهِ لأولاده ، وَالزُوجة تتعب فِى المنزِل مِنْ أجل أنْ تُعّبِر عَنْ محّبتِها لأولادها وَبيتِها وَأىّ إِنسان يُقدِّم هديّة ليس فِى قِيمتها وَلكِن فِى محّبِتها ، فالله يستخدِم المادّيات لِتقارُب وَتآلُف النّاس ، وَهُوَ نَفْسَه أحبّ هذا الأسلُوب وَنرى ذلِك بِوضُوح لمّا جاء المجُوس وَقدّموا لهُ هدايا ، فهُوَ يُحِب الهدايا المملؤة محّبة ، مُمكِن كُلّ هدايا يعقُوب لاَ تُقبل مِنهُ إِنْ قُدِّمِت بِدُون محبّة ، لِذلِك الحكيم سُليمان يقُول [000 إِنْ أعطى الإِنسان كُلّ ثروة بيته بدل المحبّة تُحتقر إِحتقاراً ] ( نش 8 : 7 ) مِثل الرجُل الجاف مَعَْ أُسرتهُ وَ لاَ يعرِفهُمْ وَ لاَ يعرِف شىء عَنْ أُمورهُمْ ، وَكُلّ شهر يبعِت لهُم المصرُوف فِى ظرف مَعَْ الساعِى ، ما هذا ؟ نحنُ لاَ نُريد الظرف نحنُ نحتاج إِليك أنت ، لِذلِك يعقُوب قدِّم المحبّة حتَّى وَ لو لَمْ يُقدِّم هديَّة لكِنّه قدِّم هِديّة خدمِت المحبّة وَعّبرِت عَنْ المحبّة التَّى بِداخِلهُ ، لِذلِك المحبّة التَّى بِحسب قلب الله لها صِفات جميلة [ المحبّة تتأنّى ] ( 1 كو 13 : 4 ) ، الإِنسان الّذى عِنده محّبة بِحسب قلب الله يصبُر ، لاَ يقُول أنا حاوِلت مرّة ، مَنْ يُرِيد أنْ يتعلّم كيف أنّ المحبّة تتأنّى ؟ ينظُر إِلَى تأنِّى الله علينا ، تأنّيِه على جهالات الإِنسان لولا تأنِّى الله علينا لكان فنانا مِنْ زمان ،أرميا النبِى [ أنهُّ مِنْ إِحساناتِ الرّبّ أنّنا لَمْ نفنَ0 لأنَّ مراحِمهُ لاَ تزُولُ ] ( مرا 3 : 22 ) ، كُلِّنا مِنْ الكبير إِلَى الصغير إِذا نظرنا بِداخِلنا فَلاَ يوجد فِينا بر غير برّه ، بل بالعكس ما بِداخِلنا يجعل الله يُعلِن عَنْ حمو غضبه ، وَلكِن محّبتهُ تجعلهُ يتأنّى ، أولاد الله عِندهُم التأنِّى [ المحبّة ترفُقُ ] ( 1 كو 13 : 4 ) ، يكُون عِندِى إِحساس بالآخر ، رِقّة فِى طبعه ، لأنّ المحبّة التَّى فِيها صِفات مِنْ الله ، هى صِفات الله ، تفرح بِالحقّ ، لأنّ الحقّ إِسم لِربِنا ، وَكُلّما يقترِب الإِنسان مِنْ الله يأخُذ صِفات الله ( الرِفق ، التأنِّى ، الحقّ ،00) [ المحبّة تحتمِل كُلّ شىء ] ( 1 كو 13 : 7 ) ، أنّهُ لاَ يوجد حدوُد للمحبّة ، عِندما سأل شخص ربَّ المجد يسُوعَ كمْ مرّة أسامِح أخِى ؟ فهُوَ أراد أنْ يسمع عدد مُعّين يتمالك نَفْسَه حتّى هذا العدد ثُمْ ينفجِر فِيهِ ، لكِنْ ربَّ المجد يسُوعَ رفعهُ لِمُستوى سبع مرّات سبعين مرّة ، كيف يكُون كُلّ هذا الرقم أكيد سوف أنسى ، إِذن الأفضل أنْ لاَ أعِد ، السبعة فِى الإِنجيل رقم الكمال ، وَالعشرة اللانهاية وَالأبديّة ، فأراد أنْ يقُول لهُ تحتمِل كمال اللانهاية ، تحتمِل كُلّ شىء ، ما هذِهِ المحبّة ؟ نرى إِنسان إِذا سامح مرّة وَلاّ مرّتين يعتبِر نَفْسَه مش رُوحانِى فقط ، لأ ده طار خلاص بقى ، بل وَأنّهُ إِرتفع فُوق مُستوى سطح الأرض ، لأنّ المحبّة لها غاية ، الغاية مُكافأة ثانويّة تتجاوز عَنْ الآثام ، وَ لاَ يحدُث الأمر بِضيِق نَفْسَ ، لأنّهُ مِنْ الله المحبّة الإِنسانيّة عِندما نُطّبِق عليها هذا الأمر نجِدها لاَ تُحتمل وَ لاَ تُطاق ، لأنّ ربّ المجد يسُوعَ جاء يُعطِينا نامُوس جديد وَيُنقِلنا نقلة جديِدة ، يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِنْ كان أحد فِى المسيح فهُوَ خليقة جديدة ] ( 2 كو 5 : 17 ) ، أىّ طبع جديِد غير الطبع القديم الموجُود ( الأنانِى ، الشهوانِى ، الغيُور ، العصبِى ، 00 ) ، لاَ00بل موضُوع جديِد أعطاهُ الله لِى فِى الخليقة الجديدة [ الأشياء العتيقة قَدْ مضت هوذا الكُلّ قَدْ صار جديِداً ]( 2 كو 5 : 17 ) ، هل أنا أسيِر بِحسب الإِنسان الجديِد أم القديِم ؟ هل أنا أسيِر بِرُتبِة الإِنسان الحيوانِى أم الإِنسانِ أم الرُّوحانِى ؟ وَنحنُ لو عرفنا مفاتيِح المحبّة ها نعرف نقسّم أنفُسنا بِطريقة صحيحة ، وَنعرف نحنُ فِى أىّ درجة [ تحتمِل كُلّ شىء ] كُلّ مصدره سماوِى لأنّ مصدره مِنْ الله ، لأنّ ربِنا محّبتة لاَ تُحد ، وَ لاَ يُعّبر عنها ،وَ لاَ يُنطق بِها ، لأنّ هدفها تقديس كُلّ الأشياء ، لِذلِك المحبّة هى المسيح ، هى المسيحيّة ، ترجُو كُلّ شىء ، تُصِّدق كُلّ شىء ، لاَ تجِد الإِنسان الّذى عِنده محّبة يكُون شكّاك وَ لاَ عِنده وسوسة ، وَ لاَ يتّوقع الشرّ ، وَ لاَ سُوء النِيّة فِى مَنْ أمامه ، وَأنتُمْ ترُدوا قائِلين أنّنا نعيِش فِى وسط النّاس وَ لو عِشنا بِهذا الأسلُوب نتاكِل [ إِبتلعونا وَنحنُ أحياء ] ، وَإِنْ أُبتلِعنا مِنْ أجل الله وَالمحبّة لاَ يهِم ، وَإِنْ وصلنا أنْ نُقدِّم أنفُسنا حتَّى نحترِق مِنْ أجل المحبّة لاَ يهِم ذلِك ، الإِنسان الّذى فِيهِ محبّة بِحسب قلب الله ينسى نَفْسَه وَينسى كرامتهُ وَذاته ( المحبّة العمليّة ) قصّة مِنْ بُستان الرُهبان ، كان هُناك إتنين رُهبان ذهبُوا إِلَى البلد لِكى يبيعُوا عمل اليدين وَهُناك ذهبوا إِلَى فُندُق لِيبيتُوا ، فذهب أحدهُما إِلَى السُوق وَباع وَجاء ، وَفِى اليوم الثانِى ذهب مرّة أُخرى وَباع ،وَ فِى أخِر اليوم قال لِرفيقه هيا لِنذهب إِلَى الدير لأنّنا أتينا سوِيّاً وَيجِب أنْ نذهب سوِيّاً ،فقال الآخر لاَ أستطيع أنْ أذهب معك أبداً لأنّ الشيطان أغوانِى وَسقطت فِى الخطيّة ، فيرُد عليه أخِيهِ المملوء مِنْ المحبّة وَيقُول بعد صمت أنت أفضل مِنِّى لأنّك سقطت وَقُلت أمّا أنا فسقطت وَ لَمْ أقُل ، أنا سقطت مِثلك ، فسألهُ وَكيف لنا أنْ نذهب للدير مرّة أُخرى ؟ فقال لهُ هُوَ المكان الوحِيد الّذى نذهب لهُ لِنصنع توبة ، وَذهبا الإِثنان رغم أنّ الثانِى000رغم أنّ الثانِى لَمْ يفعل شىء ، وَقال لأخِيه أوِل شىء نصنعهُ نذهب إِلَى أب إِعترافنا ، هُنا سند أخوه وَدخل الأول الّذى أخطأ فِعلاً وَأخذ قانُون توبة ، ثُمّ دخل الثانِى الّذى لَمْ يُخطِىء وَإِعترف بِنَفْسَ الخطيّة وَأخذ نَفْسَ قانُون التوبة وَصار الإِثنان يحيان فِى نَفْسَ قانُون توبة واحدة " محبّة لاَ يُعّبر عنها " ، [ محبّة لاَ تفرح بالإِثم ] ( 1 كو 13 : 6 ) ، محبّة تفرح بالحقّ ،محبّة لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ، محبّة خرجت مِنْ حدوُد الأنانيّة ، مِنْ أجل أنْ أُقِيم أخِى ، إِذا كان ربّ المجد يسُوعَ الّذى كُلّه بهاء وَجمال تنازل وَأخذ شكل الإِنسان وَحمل خطايانا ، لاَ نعرِف نحنُ نتحّمل خطايا إِخوتنا ؟! لاَ00بل نحتمِلها ، وَأخذ نَفْسَ قانُون التوبة ، وَبدأ الله يقبل توبِة هذا الإِنسان مِنْ أجل محبِّة الآخر ، تخيّلوا منظر الإِثنان فِى السَّماء ماذا يكُون ؟ وَمنظر ذلِك الراهِب الّذى قبل على نَفْسِهِ هذا الحُكمْ وَالعُقُوبة وَهُوَ برِىء ، يأخُذ أىّ نوع مِنْ أنواع المجد ! مجد غير عادِى ، المحبّة التَّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسَها ، التَّى تبذُل وَتُعطِى قصّة أُخرى ، يقوُلوا عَنْ مرّة إِنسانة غير مؤمِنة كانت فِى مُستشفى فِى دولة أجنبيّة وَعندها مرض مِثل البرص ، وَإِبتدأت القرُوح بِتاعِت البرص تتيبّس وَأعضاء الجسم تتساقط وَبدأ الدم لاَ يجرِى فِيها وَكانت بعض أجزاء الجسم تتعرّض لِمخاطِر شديدة ، وَأصبح هُناك جُزء ميِّت لَمْ يصِل إِليه الدم ، فإِمّا يُقطع وَإِمّا تصنع رُقعة مِنْ جُزء فِيهِ خلايا حيّة لِكى يواصِل الحياة ، وَكان لازِم مُتبرِّع يُعطِى لها قطعة جلد ، فبحثت بين أولادها وَأُسرتها وَأقارِبها وَكُلّ واحِد إِعتذر لِسبب مُعيّن ، وَكانت المُمرِضة التَّى لها مسيحيّة ، كُلّما كلِّمتها عَنْ المسيح رفضت تسمع ، فدخلت عليها المُمرِضة ووجدتها حزينة وَتبكِى ، وَلمّا سألتها وَعرفت السبب فقالت لها أنا سأُعطِى لكِ قِطعة جلد ، وَسألت الدُكتور وَعملت التحاليل وَنِفعِت وَأعطِتها قِطعة الجلد ، وَلكِن الحاجة الغريبة كانت هذِهِ المرأة سمراء وَالمُممرِضة بيضاء ، فأصبح فِى ذِراع هذِهِ المرأة قِطعة جِلد بيضاء كبيرة كُلّما نظرت إِليها تتعلّم مِنها المحبّة ،وَتقُول لها المُمرِضة لأنّ المسيح مات لأجلِنا وَلَمْ يُعطِينا قِطعة جلد فقط ، فكيف أبخل عليكِ بِقِطعة جلد ، فأنا المفرُوض إِنِّى تعلّمت مِنْ سيِّدِى يسُوعَ المسيح أُعطِى حياتِى عِوض عَنْ الآخريِن ، فهذا تعبيِر بسيط عَنْ المحبّة العمليّة أنا قصدت أكلّمكُمْ عَنْ المحبّة لأنّ حياتنا تحتاج محبّة ، محتاجين محبّة فِى البيت ، وَلأولادنا ، لأزواجنا ، لِجيراننا ، لأقرِبائنا ، محتاجين نتخلّص مِنْ المحبّة الشكليّة ، محبِّة الواجِب ، المحبّة الروتينيّة ، محبِّة المظاهِر ، فنحنُ نُريد المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، المحبّة المُتضِعة ، المحبّة التَّى تربح السَّماء ، المحبّة التَّى تشفع فِينا أمام المسيح الملِك الّذى أحبّنا وَبذل نَفْسَه لأجلِنا ،لأنّ [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ربِنا يكمِل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

عدد الزيارات 1373

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل