المفهوم الروحى للزمن

Large image

كُلّ سنة وَأنتُم طيبين ، كُلّ يوم بيمُر علينا هُو رحمة جديدة ، وَنعمِة جديدة مِنَ عِند ربِنا ، سأتكلّم معكُم اليوم فِى موضوع يُناسِب المُناسبة التّى نعيشها ، وَالموضوع بنعمِة ربِنا عَنَ " الزمن " ، وَسنأخُذ فيهِ ثلاث عناصِر وَهُم :-

1/ المفهوم الروحِى للزمن:-
فِى سِفر الرؤيا الإِصحاح الثانِى عدد 21 يقول هكذا [ وَأَعطيتُها زماناً لِكى تتُوب عَنْ زِناها وَلَمْ تتُبْ ] ، إِذن نفهم أنّ الزمن هُو مِنحة أو عطيّة مِنْ الله للنفْسَ لكيما تُكمِل توبِتها ، فالزمن فِى الفِكر الرّوحِى أمام الله يُمثِلّ فُرصة للتوبة ، لِذلِك القديس أُوغسطينوس يقول هكذا [ لك نَفْسَ واحِدة وَحياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما ] فَلاَ يوجد وَ لاَ أحد بيطلُب مِنَ الله نَفْسَين ، نَفْسَ أساسِى وَنَفْسَ إِحتياطِى ، وَ لاَ أحد بيأخُذ مِنْ ربِنا بعد حياتة حياة شخص آخر ، وَأقول لهُ مُمكِن أأخُذ عُمر آخر مِنَ شخص آخر لِكى أُحسِن ، لاَ يوجد هذا الكلام " لك نَفْسَ واحِدة وَلك حياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما " ، ففِى الحقيقة هى فُرصة ، هذا الزمن هُو فُرصة مُعطاه مِنَ نعمِة ربِنا لِكُلّ إِنسان لِكى يتاجِر وَ يربح وَيصنع مرضاه الله ، فهذا هُو الزمن ربِنا أحبائِى فوق الزمن ، هُو نَفْسَه ليس عِنده زمن ، الزمن بالنسبة لهُ لاَ يوجد لأنّ هُو فِى الأبديّة ، لكِن لأنّ الإِنسان خاضِع لقواعِد بشريّة فالإِنسان خاضِع للزمن ، فربِنا قدّس الزمن ، وَجعل الزمن بدلاً مِنَ أنْ يكون ميت جعلهُ شىء مُبارك لِذلِك ياأحبائِى حياتنا هذِهِ هى الزمن الّذى نعيشه ، هى كُلّ ثانية وَكُلّ دقيقة وَكُلّ ساعة ، واحِد مِنَ الفلاسِفة يقول [ إِنْ ربِنا جعل قلب الإِنسان يدُق مِثل الساعة لِكى يُذّكِره بالزمن وَيقول لهُ إِنْ حياته هى الزمن ، وَالثانية التّى تضيع لاَ ترجع ، وَالأيّام بتمُر] سيِّدنا البابا شنودة بيقول عِبارة لطيفة ، بيقول لستُ أعلم هل أُهنّأكُم على العام الجديد أم أُعزّيكُم على الّذى مضى ، فهل يُعزّينا على الّذى مضى لأنّنا لَمْ نستغِله صح !!لِذلِك حياتنا هى مجموعة مِنْ الوقت ، وقت + وقت + وقت ، هى حياة ، فلِذلِك الّذى يُضيِّع وقته يُضيِّع حياته ، فالّذى لاَ يستفيد مِنْ وقته يُضيِّع عُمره ، وَيُضيِّع أكثر مِنْ عُمره ، لأنّهُ يُضيِّع الأبديّة ، لِذلِك ياأحبائِى أبائنا القديسين وجدوا أنّهُ توجد حياة زمنيّة وَحياة أبديّة ، فإِنْ عاشوا الحياة الزمنيّة فِى مرضاه الله ضمنوا الحياة الأبديّة ، لِذلِك فِى كُلّ يوم حاولوا أنْ يُقابِلوا حُب بِحُب وَلِذلِك نجِد الأنبا بيشوى بيصارِع النوم ، بيحاوِل إِنّه يضيف إِلَى حُبّه حُب ، بيحاوِل إِنّه يقدِّم فِى هذا الزمان عربون مجد أبدِى ، يقدِّم تعب الآن ليأخُذ راحة لاَ تنتهِى ،[ حينئِذٍ يُضىء الأبرار كالكواكِب فِى ملكوت أبيهُم ] ، هُم نوّروا لأنّهُم إِستحقوا أنْ ينّوروا ، لأنّهُم قدّموا أتعاب ، قدّموا عِبادات عقليّة ، الزمن بالنسبة لهُم كان موضِع جِهاد ، لِذلِك صار لهُم فخر فِى الدهر الآتِى ، وَحينما تعبوا فِى الزمن صاروا فِى راحة عِندما بطُل الزمن كُلّ عمل روحِى ياأحبائِى نحنُ نفعلهُ يبقى إِلَى الأبد فِى الأبديّة ، وَيُحِوّل هذا الزمن المائِت إِلَى عمل روحِى خالِد باقِى إِلَى الأبد ، كُلّ صلوة نُصلّيها ، كُلّ طِلبة ، كُلّ قُدّاس ، كُلّ عمل رحمة ، كُلّ هذا باقِى إِلَى الأبد لِذلِك القديس ساروفيم ساروفيسكِى مِنْ قديسِى روسيا يقول[ أنّ الحياة المسيحيّة هى أنْ نجمع زيتاً ] ، وَمادام المصباح مُضىء فالزيت بينتهِى ، عارفين مَثَلَ العذارى الحكيمات وَالجاهِلات ، كُلّهُم معهُم مصابيح وَمعهُم آنية ، وَالمصباح بِهِ زيت ، فليس الفرق بينهُم ليس فقط أنْ مصابيحهُم فيها زيت وَلكِن معهُم أيضاً آنية الحياة الرّوحيّة هى أنْ نجمع زيتاً لأنّهُ يُستهلك ، وَما هُو الزيت ؟ هُو عمل الرحمة ، هُو الصلاة ، الصلاة لاَ تخضع لِسُلطان وَ لاَ لِقانون الزمن ، فنشعُر أنّنا إِنتقلنا للأبديّة وَنحنُ على الأرض ، فِى القُدّاس نشعُر أنّنا لسنا على الأرض ، فنحنُ فِى الزمن على قدر ما الإِنسان بِيجتهِد أنْ يقضِى لحظات سماويّة فهى التّى ستشفع لهُ فِى الأبديّة فما هُو الوقت الّذى سيبقى لنا فِى الأبديّة فِى هذِهِ السنة ؟ وَكم مِنَ أعمال ميِّتة قُمنا بِها وَإِستهلكت أوقات كثيرة ؟ أعمال الجسد وَأعمال الشهوة كثيرة أنت مُمكِن تكون فِى أعمال بتشغِلك لكِن قلبك لاَ ينشغِل بِها ، ففِى واحِد مِنْ الآباء القديسين بيقول أنّ الإِنسان الغير روحانِى يكون فِى كُلّ أُموره غير روحانِى ، أمّا الإِنسان الروحانِى فِى جسدياته يكون روحانِى ، فهو يعرِف كيف أنّهُ يكون روحانِى فِى جسدياته ، فِى أكله وَشُربه وَنومه وَحتّى فِى لِبسه ، حتّى فِى زياراته ، فالعمل فِى ظاهِرة هُو عمل جسدِى إِلاّ أنّ فِى جوهرة هُو عمل روحِى فالزمن فُرصة ، فُرصة إِمهال مِنْ الله ، فبدل مِنَ أنْ يكون الزمن لنا وَنكون فِى تقوى أكثر يصير دينونة لنا ، فالعُمر الّذى بأخُذه هُو نَفْسَ العُمر الّذى بيأخُذهُ إِنسان قديس ، فهُم مِنَ نَفْسَ الوسط ، وَلهُم نَفْسَ العُمر ، هُم مِننا ، وَسيكونوا لدينونتنا ، وَعِندما أقول لهُ يارب إِنّ أيّامنا أيّام صعبة ، الإِزدحام ، وَسيادِة العالم ، وَالمادّيات ، فعِندما أقول هذا الكلام فيأتِى لِى بواحِد زميلِى ، بواحدة جارتِى ، فأقول فُلان ؟؟ نعم فهو فِى نَفْسَ نيرك وَهذا يحدُث مَعَ أولاد كانوا فِى نَفْسَ الفصل ، فمجموعة منهُم تفوّقوا لأنّهُم إِستفادوا مِنْ الوقت ، وَكانوا بيسهروا [ الّذين يزرعون بالدموع يحصُدون بالإِبتِهاج ] ، كُلّ يوم بجاهِد فيه فهذا مُسجلّ فِى سِفرِى ، فجهادِى بالنسبة لِى هُو تأمين للمُستقبل ، لِذلِك على قدرما الإِنسان يجاهِد وَيكون أمين ، على قدر ما يزداد مجده فِى الأبديّة القديس بُطرُس الرسول ما أكثر الإِيجابيات فِى حياته ، وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ فِى لحظةٍ أنكر ، فَلاَ ننسى أنّهُ مِنَ ضِمن سجِل بُطرُس الرسول أنّهُ فِى وقتٍ أنكر لاَ ننسى بِر أبونا داوُد وَتقواه ، وَ لكِن لاَ ننسى أنّهُ وقع فِى الخطيّة ، مُمكِن أنْ نتكلّم عَنَ أبونا إِبراهيم ساعات ، وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ قال على سارة أنّها أُخته فلو علم الإِنسان أنّ كُلّ تصرُّف مُسجلّ عليه لأجتهد أكثر أنْ يحفظ نَفْسَه بِلاَ زِلّة ، الكِتاب المُقدّس يقول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ] ، الأيّام مُقصِّرة ، الأيّام غير مضمونة ، نحنُ نقول [ العُمر المُنقضِى فِى الملاهِى يستوجِب الدينونة ] ، وَالمقصود بالملاهِى هى الإِنشغال ، فأبسط شىء يُمكِن أنْ يلهِى الإِنسان ، الِلبس ، حتّى لو عملنا أكله نهتم بِكُلّ تفاصيلها ،أمّا خلاصنا وَأبديِتنا لاَ نهتم بِها لِذلِك نحنُ المفروض أنْ نتخطّى الزمن ، وَنُحوِّل الزمن إِلَى زمن خالِد ، لِذلِك نقول[ عمّا قليل تفنى حياتِى وَبأعمالِى ليس لِى خلاص ] ، " عمّا قليل " 000 رُبّما قريب ، لستُ أعلم ، أحياناً ربِنا يتأخّر علينا ، وَ لاَ نحِس بالزمن ، وَلكِنّه محسوب ، صدِّقونِى محسوب مِثَلَ فترِة الدراسة ، فهى محسوبة إِنْ الطالِب يذاكِر مِنْ أول يوم لأخِر يوم ، وَمحسوب كميّة المُذاكرة وَمحسوبة براحة بحيث إِنْ الطالِب لاَ يكون مضغوط ، حياتنا الرّوحيّة محسوبة هكذا فيكون الإِجتهاد مضمون ، وَالّذى يُريد أنْ يجتهِد أكثر يكون مجده أكثر ، ففِى ناس مجدها كثير ، وَفِى ناس على الأد ، وَفِى ناس أعمالها ميِّتة ، وَربِنا يبحث فَلاَ يجِد ، وَفِى وقتها تُقال لنا العِبارة [ إِنّنِى لاَ أعرفكُم ] ، [ أنّهُ ليس رحمة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرحمة ] ،[ أعطيتها زماناً لِكى تتوب عَنَ زِناها وَلَمْ تتُب ] ، كُلّ يوم ربِنا يقول لك هُو صفحة جديدة ، إِكتِب لك كلمتين كويسين ، حسِن خطك ، يقول لك إِشتغل ، هيا بنا نبتاع لنا خلاصاً المفروض أنّنِى أشعُر أنّهُ وقت محدود ، وَ لاَ يوجد غير هذا اليوم فقط ، فالمفروض أنْ أكون فِى نشاط ، الزمن الّذى ربِنا أعطاه لنا نُسىء فهمه ،[ وَلمّا أبطأ العريس نعِسنْ كُلّهُنّ وَنِمْنَ 00] ، فهو أبطأ لِكى يُعطينِى فُرصة أكثر ليس لِكى أنام ، وَهُو يُعطِى للإِنسان فُرصة كافية جِداً جِداً لِكى يجتهِد ، وَهذا مِثل مَثَلَ الوزنات ففِكر الزمن إِنْ الأيّام بتجرِى ، فإِنْ كانِت حياتنا روحيّة فإِنّ كُلّ يوم يكون فِى سرور جديد ، وَكُلّ يوم الأبديّة بتزداد بهجة وَمجد ، وَكُلّ يوم صلاة الأجبية بتزداد عُمق ، بشوفه وَبحِبّه وَأسمعه وَأكلِّمه ، وَإِنْ كانِت حياتِى غير روحيّة سيكون الزمن كئيب ، مُظلِم ، مُخيف العبد الجاهِل قال [ إِنّ سيِّدِى يُبطىء قدومه ] ، هُو يُبطىء قدومه لِكى يأتِى ليرانِى فِى حالِة إِستعداد ، لِذلِك نقول لهُ " تأنّ علىّ وَ لاَ تُهلكنِى سريعاً " ، أقول لهُ تأنّ علىّ ، وَلكِن لاَ أقول لهُ تأنّ علىّ وَأنا كما أنا ، فهل أترُكها وَخلاص [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] ، فلو إِنّ هذا الإِنسان جدْ وَيقول أُترُكها ، فأنا أُعطيه فُرصة فأنا أقول لهُ [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] ، فهل بداخِلِى حماس وَإِحساس بالتغيير ، وَأنّهُ يكفِى إِنْ إِنت تركتنِى أحِبّك ، فمِنْ صلاح ربِنا إِنّه غير مُتدخِلّ فِى حياتنا ، وَتاركنِى فِى حُرّيّة ، فهو يقول لك إِنّنِى أُريدك أنْ تأتِى إِلَىّ بإِرادتك ، هُو يُريدك أنْ تعيش معهُ بِحُب وَليس بغصب ، وَبِحُرّيّة إِرادة ، [ عالمين أنّ طول أناه الله تقتادك إِلَى التوبة ] ،[ أمّا الّذى يجِدهُ مُتغافِلاً فإِنّهُ غير مُستحِق المُضى معهُ ] ، أمّا الّذى يجِدهُ ساهِراً يقول لهُ تعال أُعطيك خيّراتِى هذا الزمن ، كُلّ يوم هُو لإِرضاء ربِنا ، كم ساعة أُرضِى ربِنا فيها ، المسيح عِندما تجسّد خضع للزمن لِكى يُقدِّس الزمن ، جعلهُ زمن خلاص ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ أنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] ، نِفوق ، نِخلع أعمال الظُلمة وَنلبِس أسلِحة النور ، لِذلِك يشعُر الإِنسان أنّهُ قضّى عُمر باطِل ، فِى كم ساعة تشهد لِى أمام الله ؟ مِنْ أكثر الطِلبات التّى يطلُبها الإِنسان إِنْ العُمر لاَ يتسّوف باطِلاً ، وَ لاَ يكون الإِنسان عُمره يدور حول نَفْسَه 0
2/ نماذِج إِستفادوا بالزمن:-
فِى ناس كانوا فِى صِراع مَعَ الزمن ، وَفِى ناس عاشوا فترات قصيرة وَلكِن كان لهُم أعمال عظيمة مَثَلاً القديس يوحنا المعمدان ، فهل تعرِفوا كم كانت خِدمة يوحنا المعمدان كُلّها ؟ كانت حوالِى سنة فقط ، فهو كان أكبر مِنْ ربّ المجد يسوع بِست شهور ، وَمُجرّد إِنْ ربِنا إِبتدأ كرازتهُ سمعنا أنّ يوحنا قُتِل سنة أعدّ فيها طريق الرّبّ ، عمِّد ، كان يُنادِى بالتوبة ، أعطى نموذج ، إِبتدأ يشهد للحق ، إِبتدأ يوِّبخ الكتبة وَالفرّيسيين ، عمّد ألوف إِلَى أنْ توّج حياته بالإِستشهاد ، وَسمعنا أنّهُ أعظم مواليد النساء أحد الآباء يقول لَمْ نسمع عَنَ متوشالِح الّذى عاش 969 سنة كما قيل عَنَ يوحنا المعمدان ، فهو كان كُلّ لحظة بالنسبة لهُ مُتاجرة وَرِبح ، وَفهو عمّال يجمع زيتاً لاَ يهدأ ، لِذلِك الزمن لو إِنتفعنا بِهِ فهو يجعلنا فِى مجد أكثر ، أيّام قليلة لكِن مُمكِن أنْ تكون باقية وَخالِدة وَمُضيئة تأمّلوا حياة مُعلّمِنا بولس الرسول ، وجدناه زار العالم كُلّه وَملأ العالم بالكرازة ، لِدرجِة أنّهُ قال : أنا تعِبت أكثر مِنْ جميعهُم ، أنا كُنت لَمْ أنام ، فِى أسهار ، فِى ميتات ، حتّى فِى السجن كان يكرِز للمساجين ، فإِنْ كان المساجين نائمين كان يكتُب ، وَفِى الوقت الّذى لاَ يستطيع فيهِ أنْ يكتُب كان يُصلّى [ نحو نصف الليل كان بولس وَ سيلا يُصلّيان وَيُسبِّحان الله00] ، فليس فقط أنّهُ يُصلّى وَلكِنّه يُسبِّح أيضاً ، فالتسبيح هُو تمجيد لِقُدرة وَعظمِة الله ، واحِد بيقول : سبِّحوه وَمجِّدوه وَزيدوه علواً 00، فهل لك النفسيّة التّى تُسبِّح بِها ؟ لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسول نشر إِيمان وَكرز فِى بِلاد عديدة ، وَجذب نِفوس كثيرة لرّب المجد يسوع ، فهو إِستفاد مِنْ كُلّ وقت ، فكان يكرِز فِى المجمع ، وَكُلّ بيت ، لِدرجِة أنّهُ كان يكرِز فِى الأسواق ، إِمّا أنْ يآمنوا وَإِمّا أنْ يضربوه ، - على حسب - ، فكُلّ وقت وَكُل لحظة وَكُلّ دقيقة غالية يقولوا إِنّ الّذى حامى عَنَ إِيمان الكنيسة الشمّاس أثناسيوس ، فِى وسط 318 أُسقُف مُجتمعين بنيقية ، الشمّاس الّذى عِنده 18 سنة هُو الّذى حامى عَنَ الإِيمان أكثر مِنْ الأساقِفة ، لِدرجِة يقولوا لولا أثناسيوس لصار العالم أريوسيّاً ، يعنِى ينكِروا لاهوت المسيح ، فالمُسلمين مُمكِن تقول عليهُم أنّهُم أريوسيين ، لأنّهم بيعترفوا وَيقولوا كلام كثير عَنَ يسوع ، بيقولوا عنّه وجيهاً فِى الدُنيا وَفِى الآخره ، وَمِنْ المُقرّبين ، وَلكنّهُم يقولوا أنّهُ لَمْ يكُن هُو الله ، تخيّلوا أنّنا نعيش بِفكر أريوس ، تخيّلوا إِنْ أثناسيوس هُو الّذى حامى عَنَ هذا الأمر إِبن 18 سنة ، عِرِف إِنّه يستغِل هذا العُمر ، اليوم عِنده غالِى ، يوم مشحون ملاخِى الشاب الصغير نحنُ مديونين لهُ ، القديس تيموثاوس الرسول شاب صغير ، القديسين مكسيموس وَدوماديوس كانوا شباب ، لِدرجِة أنّ القديس أبو مقار قال عَنَ أحدهُم أنّهُ لَمْ تنبُت لحيتهُ بعد ، وَلكِن جِهادهُم فِى علاقِتهُم مَعَ ربِنا جِهاد جبّار ، غيرة وَحرارة ، لِذلِك ربِنا أراحهُم مِنْ أتعاب هذا العالم فِى وقتٍ مُبكِر ، ربِنا يقول : فهو نضج 00فهو أعطاهُ زماناً لِكى يتوب وَتاب فِى واحِد مِنْ القديسين إِسمه ميصائيل السائِح ، وصل لِدرجِة مِنَ العِبادة وَالقداسة عالية جِداً ، وصل للسياحة وَهُو عُمره 16 سنة ، وَهى أعلى درجات العِبادة القديس تادرُس تلميذ الأنبا أنطونيوس وَهُو شاب إِبن 20 سنة صار يأتِى الشيوخ لِيُرشِدهُم مِنْ مِلء الرّوح فِى داخِله [ لاَ يُستهن أحد بِحداثتك ] ، لاَ تخف ، فماذا نعمل فِى عُمرِنا ؟ كيف نستغِله ؟ ، فِى ناس بيجلِسوا أمام التليفزيون أد إيه ؟ وَ فِى ناس بيتكلِّموا فِى التليفون بالساعة وَالساعتين وَالوقت عِندهُم رخيص ، فالمفروض أنّ هذِهِ النماذِج تُحرِّكنا لِكى نكون فِى جِديّة بإِستمرار 0
3/ كيف نستفيد نحنُ بالزمن:-
كيف أنّ العِبارة التّى يقولها بولس الرسول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ] ، فنفِّذها ؟ فِداء الشىء يعنِى عِوضه ، أخطر شىء فِى حياتنا هُو التهاوُن وَالكسل ، فِى كُلّ حاجة مُمكِن نكون نُشطاء إِلاّ الرّوحيات ، فِى كُلّ حاجة نهتم بِها فِى أدق تفاصيلها مِثَلَ فُسحة أوْ أكلة إِلاّ الرّوحيات ، وَالعُمر بيتسوِف باطِلاً ، وَنقول لهُ أُترُكها ، فهل أترُكها وَأكسِلّ ؟ فالتلميذ الّذى أعرِفه أنّهُ مُستحيل أنْ يتغيّر ، لاَ أستطيع أنْ أُعطية فُرصة الإِنسان تبلّد ، وَصارت الدينونة كأنّها حُلم ، وَصار الله كأنّهُ غير موجود ، فكُلّ لحظة هى لحظِة توبة وَلحظِة نمو ، القديس أبو مقار وجد إِنسان مُتهاوِن فِى حياته وَكسلان ، فقال لهُ[ أنا لاَ يوجد يوم إِتبعت فيهِ مشيئتِى فِى أكل أو شُرب أو نوم ] ، وَالجسد ياأحبائِى كسلان ، يأكُل وَيُريد أنْ ينام وَيُريد أنْ يتسلّى وَيحلّى وَيشرب الشاى وَيسمع المُسلسل ، وَإِلَى متى تسويف العُمر باطِلاً ؟ سيِّدنا البابا شنودة الثالِث يقول[ ليتنا نصحو قبل أنْ نقول يا ليتنا ] ، يا ليتنا نصحو قبل أنْ تفوت الفُرصة ، فالفُرصة مازالت معنا أحد القديسين يقول [ إِذا حان وقت الصلاة يأتِى معهُ التثاؤب وَ الملل ، وَإِذا حان وقت المائِدة حان الإِسراع وَالنشاط ] ، لِذلِك أول تحذير هُو :-
التهاوُن وَالكسل فيوجد تعب لابُد أنْ تُقدِّمه ، وَكما قال القديس مارِإِسحق السُريانِى [ إِنّ الجسد إِنْ أراد أنْ يُصلّى فإِنّهُ يُريد أنْ يقِف على رِجل واحدة وَيسنِد الرِجل الأُخرى ، وَإِذا وقف على رِجل واحدة فإِنّهُ يطلُب أنْ يستنِد على الحائِط ، ثُمّ بعد ذلِك يطلُب أنْ يسجُد ثُمّ يطلُب أنْ ينام ] ، فالمفروض انّ الإِنسان يقِف بيقظة ، نقِف حسناً ، نقِف بإِتصال ، نقِف بِهدوء وَسجود ، نقِف بخشوع لابُد أنْ نحذر مِنْ التهاوُن ، وَنحاوِل بتعب ، وَمُستحيل أنّ هذا التعب يُنسى أمام الله ، فأنا أعرف أنّنِى عِندما أصوم مُمكِن معدِتِى تتعب ، أنا عارِف ، وَأنا قابِل التأجيل لِكى أستفاد مِنْ الزمن لاَ أُأجِل ، أقول ( الآن ) ،[ إِنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] ، أقول لهُ يارب أعطينِى حياة جديدة ، أعطينِى قانون جديد ، رِتم حياتِى الجسدانِى هذا لابُد أنْ يتغيّر ، المفروض إِنْ الإِنسان يجاهِد فِى زمنه ، لِذلِك مادُمنا نحنُ لنا قُدرة أنْ نعمل فَلاَ نؤّجِل ، فينبغِى أنْ نعمل مادام نهاراً ، وَنشتغل إِنّهُ وقتاً يُعمل فيهِ للرّبّ 0اليقظة الدائِمة كُلّ لحظة تكون فِى إِستعداد فتستفيد مِنْ الزمن ، كُلّ لحظة فِى حياتِى أشعُر إِنِّى واقِف أمام الله ، وَأنّها أخر لحظة فِى حياتِى توجد قديسة إِسمها القديسة سارة تقول أنّها[ لاَ تضع رِجلها على السلّم قبل أنْ تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة ] ، فهى قبل أنْ تصعد السِلِّمة المُقبِلة فهى تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة ، وَكما قال ربّ المجد إِثنين سيكونوا فِى الحقل سيُأخذ واحِد وَيُترك الآخر ، أمس قَدْ تنيّح وَهُو ماسِك ورقة لِمُسابقة رأس السنة وَبيحِلّها ، وَماسِك الورقة وَالقلم ، يعنِى أنّهُ فِى كامِل الصِحة ربِنا بيرسِل لِنا إِنذارات ، فكُن يقِظ ، وَ لاَ تكُن لك ساعة غير الآن ، لتكُن الآن هى ساعتك ، فهو سيأتِى كلص ، لِذلِك كُن يقِظ ، لِذلِك لو ربِنا أعطانا أنْ نستفاد مِنْ الزمن لربحنا الكثير وَالكثير ، فالجُزء المُتبقِّى كُلّ دقيقة نستفاد مِنها ربِنا يكمِلّ كُلّ نقص فينا وَيكمِلّ كُلّ ضعف فينا وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

عدد الزيارات 1270

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل