علامات مجئ ربنا يسوع المسيح

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس آلة واحد أمين فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين
تتعّود الكنيسة ياأحبائى فى ختام سنة قبطية أن تُكلّمنا عن مجىء ربنا
يسوع الثانى
اليوم هو أخر أحد فى السنة والكنيسة تتعّود فى نهاية السنة وبداية سنة جديدة أن تكلّمنا عن نهاية العالم
والكنيسة بتعمل ترتيب وتنظيم لأيام حياتنا لدرجة انها تعمل لنا دورات فى حياتنا لتُذكّرنا بالخلاص ففى كل يوم وكل أسبوع تعمل لنا دورات للخلاص وفى كل مناسبة وكل سنة أيضاً
ففى كل يوم نتذكر قيامة ربنا يسوع ونتذكّر موته على الصليب ودفنه والدينونة ومجيئه الثانى ففى اليوم الواحد بنعيش تذكار حياة ربنا يسوع
وفى الأسبوع يوم الأربعاء نتذكّر المحاكمة وفى الجمعة نعيش تذكار موته
الكنيسة بتتأكد من دخولنا لأعماق الإنجيل من خلال الممارسات البسيطة ففى القداس ربنا يسوع يقدّم لنا نفسه كخبز مكسور وكدم مسفوك وفى نهاية القداس أبونا يرش الماء كتذكار صعود ربنا يسوع
فكل أحداث الخلاص الكنيسة بتضعها أمامنا لكى نعيشها حية جديدة الكنيسة تريد أنّ هذا الأسبوع لا يمر إلاّ وأن نتذكّر نهاية العالم ولذلك المزمور يقول :
" لك السماوات لك أيضاً الأرض المسكونة وملؤها أنت أسستها "
إنظروا كم جيل مر وكم سنة مرت فكلمة " سنوك " جمع سنة فيقول له : " فمن جيل إلى جيل أنت أسست الأرض
يريد أن يقول له يارب كل شىء يمكن أن يبُاد ولكن أنت تبقى فكم سنة أنت أعطيتها لنا ؟!! فالكنيسة تريدنا أن نستقبل السنة بروح جديدة وبفكر جديد وهذا الفكر هو حقيقة مجىء ربنا يسوع وأن يكون لنا الإحساس أنّ الرب آتٍ وأنّ مجيئه على البواب وأنّه توجد دينونة بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :
1/حقيقة مجىء ربنا يسوع المسيح
2/علامات مجيئه
3/الإستعداد لمجيئه

لابد أن نؤمن أنّه يوجد مجىء ثان لربنا يسوع لأنّه كان يوجد مجىء أول وهو مجىء التجسّد وهو تجسّد فى ملء الزمان والمجىء الثانى هو مجىء الدينونة الله الذى سيأتى ويظهر فيه ويدين المسكونة بالعدل ويدين كل واحد كنحو أعماله
وربنا يسوع كان يؤكد لنا فى تعاليمه بإستمرار على مجيئه الثانى وكان يتكلّم عن مجيئه ويقول إنتبه أنت تعيش فى فترة مؤقتّة وأنا سا آتى
ولذلك قال لهم مثل الكرّامين فيريد أن يقول أنا سا آتى أحاسبك فماذا فعلت فى الكرم الذى أعطيته لك ؟
فبولس الرسول يقول : " وأنتم متوقعون إستعلان مجيئه " فهو يتكلّم وكأّن مجيئة أمام عينيه الأن نحن ننتظر مخلّصاً فهو جالس ومنتظر ربنا يسوع يأتى فى أى لحظة
وبطرس الرسول فى الكاثوليكون اليوم يقول : " منتظرين وطالبين سرعة مجيئة " ، نريده أن يأتى بسرعة
وأخر آية فى الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا تقول : " والروح والعروس يقولان تعال " ، فلم يجد آية يختم بها الإنجيل إلاّ " تعال "
الكنيسة تؤمن أننا الأن ونحن فى الكنيسة متوقعين مجيئة والكتاب يقول : " هوذا يأتى على السحاب وتنوح عليه كل قبائل الأرض " فعندما يأتى إبن الإنسان " هل سيجد الإيمان على الأرض " فهو يؤكّد أنّه سيأتى نحن فى فترة إنتظار وفى فترة توقّع لمجىء ربنا يسوع فلا ننساها أبداً لأنها هى ركيزة تجعلنا نحافظ على حياتنا ونعيش فى البر فحقيقة أنّه سيأتى ويجازى هى حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس " لأنّ الرب نفسه بهُتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً سنُخطف فى السحب لملاقاه الرب فى الهواء " ، سيبصروا إبن الإنسان آتٍ على السحاب فالمفروض أن نتوقع مجيئه ولكن هو أبتدأ يعطى علامات لمجيئه لدرجه أنّه عندما كان يكلّم تلاميذه عن المجىء كانوا يمتلأون حيوة فأعطاهم كلمات فيها شىء من التدقيق وفيها شىء من الوضوح والغموض
رب المجد يسوع لا يريد أن يضع تحديد دقيق للمجىء وأى إنسان يا أحبائى يتكلّم عن المجىء بأوقات مُحددّة إعلموا أنّ هذا ليس من المسيح رب المجد يسوع نفسه قال " إنّ ملكوت الله لا يأتى بمراقبة " فليس لأنّه حدثت مجاعة أو حدثت حروب فإنّه سيأتى فالملكوت لا يأتى بمراقبة فهو حب أن يُخفى هذه الساعة لكى تكون حياتنا كلها توقّع لظهوره حتى لا ألهو وأمرح إلى أن يأتى0فهو قصد أن يكون مجيئة غير معلوم الوقت لأنّ التحديد سيتنافى مع قصد الله0ويتنافى مع قصد عمل التوبة وسيكون فيه دعوة للإستهتار والتكاسل والتهاون والناس ستنغمس فى إرتباطات العالم
لذلك نحن علينا ألاّ نتزعزع ولا نأخذ بالتحديدات فأنا قرأت كتاب لشخص كان يتكلّم بمنتهى القوة وبمنتهى الثقة وكان يحدّد المجىء أنّه سنة 94م وقد مرّت هذه السنة ولم يحدث شىء ومرة كان التحديد فى سنة 97م وواحد قال إن الأصح سنة 2000م ، وسنة 2000 مرّت فسنجلس نحسب حسابات ونتوه ويضيع منّا الهدف فالعلامات كلها أمامنا وبتتحقق فنحن علينا أن نتوقّع إستعلان مجيئة
فالعلامات لا يوجد فيها شىء جديد علينا ولقد عاشها الأجيال السابقين ولكن ممكن أنها بتتضح أكثر فمن هذه العلامات :

وهو موجود منذ زمن بعيد ولا يوجد عصر إلاّ وكانت فيه الكنيسة مُتأّلمة فمنذ عصر الرسل وكانت الكنيسة مُتألّمة كما قال لنا ربنا يسوع " ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل إسمى"

كثيراً ما نسمع عن ناس تتكلّم عن إسم المسيح ويجعلونا نتيه عن المسيح ما أكثر الطوائف التى تكلّمنى عن المسيح ولا تثبتنّى فى الأسرار فهم مُسحاء كذبة فالذين يجعلونى أتوه عن المغفرة والتوبة وإن الخلاص حدث فى لحظة فهم مُسحاء كذبة ويضلونى عن الجهاد ويقولوا بالإيمان خلُصت فالطريق السليم هو طريق الذبيحة وطريق الإتحاد بالجسد والدم وطريق الإتحاد بالقديسين والكنيسة وهم يوجد بينهم ناس ممكن أن يصنعوا آيات وعجائب فالكنيسة تعيش فى صراع عنيف ورب المجد يسوع أنذر وبينذر منهم
فما أكثر الحروب والإضطرابات والقلاقل فى العالم فلا يوجد مكان فى العالم مستقر فالدنيا متقلّبة جداً ويوجد فيها تغيرات سريعة وعنيفة فكل العلامات موجودة فتوجد علامات فى الشمس وعلامات فى القمر وتوجد تغييرات فى طبقات الجو العُليا وفى الغُلاف الجوى فى الحقيقة إنّ رب المجد يسوع قد تكلّم عن هذه الأمور كعلامات لمجيئه
ومن العلامات التى نحب أن نقف عندها هى :

فهو ليس فقط المقصود به الناس التى تترك المسيح ولكن توجد ناس مع المسيح ولكن ليست مع المسيح فهم بالشكل مع المسيح ولكن بالجوهر ليسوا مع المسيح
فعندما يرتّد إنسان ممكن نبكى ونتألم على شىء كهذا ولكن يوجد ناس كثيرين فى الكنيسة ولكن تاركين المسيح فالإرتداد يزيد عندما يعيش الإنسان فى الملاهى بعيداً عن وصية الله وقد يبدو أنّ الناس فى العصر الحديث قد وجدوا أنّ الحياة مع الله هى من الموضة القديمة التى يجب أن يتحرر منها الإنسان فالإرتداد هو بالقلب
فيوجد أعداد رهيبة من المسيحيين ولكن كم منهم لو وقع فى إختبار فى المحبة ولبذله ولعطاه سينجح فممكن أن نكون موجودين فى الكنيسة ولكن مرتّدين عن المسيح
تخيلّوا أنّ الغرب كله وأمريكا عندما يحتفلوا بالأعياد ومناسبة الكريسمس يكون فيها مظاهر للإحتفال عجيبة ويكون فيها أمور كثيرة جداً جداً ولكن تتعجبّوا أنّ فى كل هذا لا يُذكر إسم يسوع ولا يتذكّروا نعمة ربنا ولا محبة ربنا ولا بذل ربنا وقد حولّوه إلى مناسبة إجتماعية وكأنّه كعيد الثورة
تخيلّوا ياأحبائى مشاعر ربنا كيف تكون عندما يكون العيد بإسمه وهو ذكرى لتجسّده ولا يُذكر إسمه فإحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل ومرتدّ عنّه إحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل فقط والعلامة الثانية الخطيرة هى :

فكلّما تكثُر الخطايا تبرُد محبتنا لربنا فعندما يهين واحد أنسان كثيراً فإنّه تفتُر المحبة بينهم وعندما يشعر الإنسان الذى يهين صديقه أنّ هذا شىء لا يوجد فيه خطأ وأنّه شىء عادى فإنّ ذلك يجرح شعور صديقه فما أكثر الناس التى تخطأ وتشعر أنّ ذلك ليس خطأ فتتعّود الآثام ويشربون الإثم كالماء
فسبب كثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين فستبرُد المحبة بيننا وبين بعض وستبرُد المحبة بيننا وبين ربنا
فكل إنسان يفكر فى نفسه ولذلك نجد تفكك العائلات وبذلك سنعيش فى جيل ليس فيه حنو ولا مراحم وذلك بسبب كثرة الإثم
فما الذى يجعل الإنسان غير قادر على أن يقف وقفة صلاة ؟! كثرة الإثم وما الذى يجعله غير قادر أن يتوب ؟! كثرة الإثم وذلك لأنّ الخطية هى السائدة عليه فربنا يريد أن يقول لك إنتبه لئلاّ تكون كثرة الإثم جعلت محبتك تضعف وتكون عايش معه بالشكل فقط

فالعلامات كلها تتحقق فماذا نحن ننتظر ؟! فلابد أن نستعد الأن وكأنّه سيأتى الأن
فالقديسة سارة تقول : " أننى أضع رجلى على السلّم لأصعد فأتصّور الموت قُدّامى قبل أن أنقل الرجل الثانية " فهى فى كل لحظة بتنظر مجىء الرب
وواحد من الأباء يقول أنّه فى كل يوم ينظر للسرير ويقول له أنت ممكن أن تكون كمرقد لى
فإن كنت أنت لا تعرف الوقت فربما المسيح يأتى لىّ الأن ولذلك يقول لنا : " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين "
ولذلك من الأمور التى تحاول الكنيسة أنّ أولادها يتقنوها هو السهر فليس فقط يعيشوها ولكن يتقنوها فإقضى ساعة وإثنين وثلاثة فى الصلاة " فى الليالى إرفعوا أيديكم إلى القُدس وباركوا الرب " حولّوا الليل إلى نور وليس إلى ظلام فالآباء فى برية مصر وصلوا الليل بالنهار ولم يكن عندهم نوم ولم يكن عندهم ظلمة فكل يوم هو مجىء لربنا يسوع فأستعد بالتوبة وأكف عن خطاياى وأراجع نفسى فربنا ممكن أن يأتى ويجدنى غير مستعد فأهلك ربنا لا يسمح بذلك فلا نكون مصممين على الخطية ونقدّم توبة حقيقية وأقول له يارب إنت سامحنى يارب إنت إرحمنى
فبولس الرسول فى رسالته لأهل رومية يقول آية جبّارة : " إنها الآن ساعة لنستيقظ " ( إنها الآن ) فهذه الآية هى التى غيّرت القديس أوغسطينوس وزلزلت قلبه " قد تناهى الليل وتقارب النهار " فالظلمة قد إنتهت فإحذر أن يكون المجتمع قد فرض عليك الشر وأنت مصمم أن تعيش فيه فلابد أن تكُف عن هذا الشر فالمجىء ممكن أن يأتى الآن ونحن كأباء كهنة بإستمرار نسمع عن حالات وفاة ولم تكن هذه الساعة متوقعّة أبداً أبدا ونقف نقول له يارب لا تأخذنى فى غفلة وأنا ساهى عن نفسى " لأنّ العمُر المنُقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة " فالكنيسة تعلّمنا أنّ كل يوم هو أخر يوم فى حياتنا وكل يوم لىّ هو يوم الدينونة بالنسبة لىّ ولذلك فى صلاة نصف الليل نقول : " هوذا الختن يأتى فى نصف الليل طوبى للعبد الذى تجده مستيقظاً "
فهل أنا سأكون سهران أم سأكون سهران أمام التليفزيون والوقت يمر منّا فى حين أنّه وقت كان لكى أكون سهران فيه فلابد أن أعيش يقظة فى الذهن ويقظة فى القلب ويقظة فى الضمير
فالشماس تيموثاوس كان متزوج من 15 يوم وكان المسيحيون فى وقتها يصلّون فى البيوت لأنّ الكنائس قد هُدمت ولأنّ المضطهدين لا يعلمون البيت الذى يصلّون فيه فإبتدأوا يفكّروا بفكرة من الشيطان بأنهم يأخذوا كتب القراءة وعدّة المذبح حتى يمنعوهم من الصلاة والشماس تيموثاوس كان معه الكتب والأوانى فقبضوا عليه ورفض أن يعطيهم الكتب والأوانى فعذّبوه ولكن لم يتأثر بذلك فوجدوا أنّ أفضل وسيلة للتأثير عليه هى أن يأتوا بعروسته و تتزّين وتقول له نحن مازلنا صغار ولابد أن نتمتع بشبابنا وفعلاً أتت إليه وقالت له ذلك فنظر إليها وإنتهرها وجعلها تفيق بكلمتين منه فوجدوها هى أيضاً مُصممة على نفس الفعل فعذّبوهم الأثنين فوجدها تيموثاوس بتغفل من كثرة التعب فكان يقول لها إصحى لئلاّ يأتى ويجدنا فى غفلة ونيام
وقد كان من شعارات الكنيسة عندما بسلّم الناس على بعضهم يقولوا " ماران آثا " أى " الرب قريب "
الكنيسة ياأحبائى تتوقع مجىء الرب فى كل لحظة الرب قريب من نفوسنا ومن حياتنا وربما يأتى الآن فسيأتى الصوت : " يا غبى الذى أعددته لمن يكون اليوم تُاخذ روحك منك "
المسيح آتٍ وسيجازى كل واحد بحسب أعماله فهو سيأتى وسيدين
نحن نفوسنا مُشتاقة لمجيئك نحن نفوسنا كلّت من الخطايا فالموت هو ربح وربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً

عدد الزيارات 2052

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل