كيف تقرأ الكتاب المقدس

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس آلة واحد أمين فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين
يقول لنا إنجيل اليوم أنّ : " فريسى قام ليجربّة فقال له يسوع كيف تقرأ "الموضوع الذى نركّز عليه اليوم بنعمة ربنا هو كلمة " كيف تقرأ " فهو رجل حافظ الناموس ومن جهة المعرفة هو عارف وقال ما هو الناموس وبما أنّه حافظ فإنّه سيبدأ يسمع فقال له رب المجد يسوع : كيف تقرأ
فى الحقيقة ياأحبائى رب المجد يسوع لم يوجّه هذا السؤال للرجل الفريسى أو للشاب الغنى فقط ولكن هو بيسأله لكل واحد فينا ويقول له : كيف تقرأ ؟!
توجد مشكلة فى داخل حياتنا إننا عارفين الوصايا ونحفظها ولكن ممكن نكون لم نعيشها
فأنت كيف تقرأ ؟! أبونا قبل قراءة الإنجيل الكنيسة تخصص أوشية أى طلبة أو صلاة قبل قراءة الإنجيل وتقول له " كى نستحق أن نعمل بأناجيلك المقدسة " لكى تجعلنا نسمع ونعمل وليس فقط نسمع
يعقوب الرسول يقول : " لكى نكون سامعين عاملين لا خادعين أنفسنا "
الوصية ياأحبائى تحتاج أن تنتقل فى حياتنا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة الحياة
وهنا يقول رب المجد يسوع : كيف تقرأ ؟
نحب اليوم أن نتكلّم فى ثلاث نقط :
1/الوصية هى حياة
2/كيف نقرأ الإنجيل
3/بعض تدريبات عملية
(1) الوصية هى حياة :
========================
ياأحبائى الإنجيل ليس مكتوب لمجرد معلومات فهو ليس كتاب تاريخ الإنجيل ليس سجلات فرب المجد يسوع قال : " الكلام الذى أكلّمكم به هو روح وحياة " ويقول لنا الكتاب " فقط عيشوا كما يحق لإنجيل يسوع المسيح " فالإنجيل ليس المطلوب منه المعرفة العقلية ولكن الإنجيل يتكلّم عن معاملات الله الحية مع شعبه " كما كان هكذا يكون "
فهو يثبت فينا مقاصد الله ويكشف لنا عن صلاح الله فى كل قصة وهى تكشف لنا عن خلاصنا نحن الآن فعندما نقرأ عن عبور البحر الأحمر وعندما نقرأ عن أبونا إبراهيم عندما يقدّم إبنه تكون القصة لنا ونكتشف أنفسنا فيه فهو كتاب حياة ولابد أنّ كلامه يدخل فى أعماق حياتنا فكثيراً ياأحبائى تكون الوصية عارفينها ولكن يجب ياأحبائى أنّ الوصية تدخل فى الأعماق وتدخل فى الذهن وتقدّسه وتدخل فى داخل القلب فتقدّس الإرادة فبذلك يكون قلب وذهن وإرادة وسلوك فيكون كيان مقدّس فتتقدّس المشاعر وتبدأ الدوافع تجعل الإنسان يتحرك بالإنجيل وليس بنفسه
فداود النبى يقول " سراجاً لرجلى كلامك ونوراً لسبيلى " فما الذى ينير الطريق ؟! هو كلامك داود النبى بيعبّر عن حُبة للوصية وتفاعله معها وتلّذذه بها فيقول له " أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة "
فهل توجد علاقة بينك وبين الكتاب المقدّس أم لا ؟! فهل مسنودين به أم لا ؟! وهل بنأخذ منّه وعد بالحياة الأبدية أم لا ؟! تخيّل أنّ هذا أجمل شىء فى بيتنا فإحذر أن يكون مُهمل
القديس الأنبا أنطونيوس أتوا إليه الجنود من عند الملك قسطنطين بموكب ومعهم رسالة من الملك فخرج الجنود لإستقبال الموكب وكانت الرسالة إلى الأنبا أنطونيوس فهو أضافهم ثم صرفهم وكان الرهبان مشتاقين أن يعرفوا ماذا أرسل لهم الملك ، ففى اليوم الثانى توقّعوا أنّ الأنبا أنطونيوس سهر يقرأ الرسالة وقد مرّ يومين وثلاثة فسألوه فسكت وقال لهم أراكم مشغولين جداً جداً برسالة الملك ياليتكم تكونوا مشغولين بالإنجيل هكذا أليسّ الإنجيل هو رسالة من الملك السماوى فهو نقلنا إلى ملكوت إبنه فالإنجيل هو بشارة مُفرحة فماذا تريدون أكثر من ذلك شىء يفرّحكم
فهل قرأت الإنجيل فشعرت أنك مرفوع فيقول الكتاب " لتسكن كلمة الإنجيل بغنى " ، أرميا يقول عنّه الكتاب أنّه أكل درج فيه سفر مكتوب فيه كلمة ربنا وحزقيال وجده كالعسل فأحلى طعم نُشبّه به الحاجات الأرضية فنقول ( مثل العسل )
الإنسان ياأحبائى عندما يكون الإنجيل مكشوف له يكون فرحان ومرفوع به وخاضع له فبولس الرسول يقول " نشكر الله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التى تسلّمتموها " فأطيعها بقلبى وأقول له يارب ساعدنى على تنفيذها يارب إسند ضعفى فنكون نحن البشارة المُفرحة للعالم فننقله للعالم بحياتنا لأنّه بداخلنا
فعندما حاولوا المضطهدين أن يقطعوا الأناجيل ويحرقوها الأباء قالوا لهم أنتم سوف لا تقدروا أن تحرقوها فى قلوبنا
ربنا فى العهد القديم فى سفر التثنية قال لموسى " ليكن الكلام الذى كلّمتك به على قلبك " فأين يضع الكلام ؟! فى قلبك " تكلّم بها حين تمشى وحين تنام " حين تنام أى تقدّس عقلك وإنسانك الباطن فتكون فى داخلك حين تنام إجعلها على أبواب بيتك يريد أن يقول له أن تكون كلمة ربنا تكون أمام عينىّ وأمام خطواتى وأقُصّها وتكون فى داخلك حين تنام وحين تقوم
وعندما قام موسى بتسليمها ليشوع قال له " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك أبداً " فهذه هى كلمة الحياة هذه هى الوصية التى ربنا يريد أن يراها فى أولاده فنحن فُقراء جداً فى العمل ولذلك نجد أنفسنا لا يوجد عندنا القدرة على فعلها
فداود النبى يقول له " خبأّت كلامك فى قلبى لكى لا أُخطأ إليك " ، فالإنسان يجب أن يفكر كيف يعيش الوصية فربنا يسوع يقول " أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلّمتكم به "
اليوم ربنا يسوع بيقول لك وبيقول لى : كيف تقرأ ؟! فالوصية حياة
يقول عن أبونا بيشوى كامل أنّه من ضمن أتعابه ( الإنجيل المُعاش ) أى أنّه الوصية لم يكتفى بأن يعرفها ولكنّه عاشها كُلنا حافظين الوصية " حب قريبك كنفسك " فهل نعملها ؟ هل نعيشها ؟ ولذلك الإنجيل بيقول لك مع الشاب الغنى : كيف تقرأ وهنا ندخل فى كلمة كيف تقرأ ؟
(2) كيف نقرأ الإنجيل :
========================
الإنجيل لا يُقرأ أبداً إلاّ بالصلاة والتأمل ورفع القلب لا يُقرأ كدراسة وكمعلومات أو لنضيف لأذهاننا تعاليم لا فالإنجيل يُقرأ بصلاة الإنجيل مكتوب بالروح إذن لابد أن يُقرأ بالروح لكى أفهمه فهذا هو مفتاح الإنجيل ولا تحاول أن تخضع المعلومات لتحليلات ذهنية كثيرة أو أن تجعل عقلك يعمل فاصل بينك وبين الوصية فعقولنا هى التى تخضع للوصية
فلابد أن أقرأه بالروح ولابد أن أقرأه بصلاة وبتأمل فأنا أقرأ وأسجد وأنتظر وأقول له ماذا تريد يارب أن تقول لى وأغمض عينّى وأرفع قلبى ما أجمل أن أكتشف عناية الله بىّ فى الإنجيل فالإنجيل مكتوب لكى أكتشف حقيقة حُب الله للإنسان ويكشف كم أنّ ربنا بيدبر الخلاص للإنسان
فالمفسرين عندما حلّلوا الكتاب المقدس وجدوا أنّ الإنجيل بيتكلّم بالأكثر عن الإنسان من الله فهو يريد أن يقول أننا موضع حُب الله وموضع تدابير الله وأنّ هذا الكتاب هو من أجل تقديس الإنسان
فلماذا كل هذه التعاليم الكثيرة ؟ كل هذا هو لنا ولذلك يقول كل هذه الأمور كُتبت لتذكيرنا ولمنفعتنا فعندما نقرأه نقرأه بروح خاشعة بروح صلاة بروح تأمّل
فإن كان داود النبى يقول له " إكشف عن عينّى لأرى عجائب من ناموسك " ، فعندما أقرأ قصة فى الكتاب المقدس أقول له يارب ماذا تريد أن تقول لى فى هذه القصة ؟ ما أجمل أن نشعر عندما نقرأ الكتاب المقدس أنّ ربنا يكلّمنا " كلمة ربنا تُضىء العينين " وهى تُضىء القلب فأتقدّس وذهنى يُنير وقلبى يملُك عليه محبة ربنا
فعندما أقرأ الكتاب المقدّس أقرأه بالروح لابد ان أتضرع لربنا لكى يكشف لى عن الوصية ولكى أعرف ما هى الوصية التى يريدنى اليوم أن أخرج بها وأأخذها وأفرح بها
فعندما يقرأ الإنسان قصة سقوط آدم ويأخذها كقصة فيعاتب ابونا آدم ويقول له : أنت جلبت لنا العقوبة ولكن لابد أن أجعل نفسى شىء غير أبونا آدم وممكن ما أنا أفعله هو ما فعله أبونا آدم وهذا ما أفعله كل يوم ، فسقوط آدم هو سقوطى أنا وآدم هو أنا
ففى طاعة أبونا إبراهيم لا أقول له برافو عليك فأنت خليل الله ولكن هل أنا عندى إستعداد أن أترك من أجل الله هل عندى إستعداد أن أخرج من سلطان أرضى وعشيرتى لكى أُرضى الله ؟!!
وبذلك يبتدأ الإنجيل يكون له السلطان أن يوجّه حياتى كلها والإنسان يشعر بسلطان الله وعندما يقف الإنسان يصلى يقول له " أنت قلت " أنت فقلت " أنّ شعور رؤوسكم كلها محصاه وأنتم أفضل من عصافير كثيرة " ما أجمل أن نذّكر الله بمواعيده فنقرأه بالروح ونقرأه بالصلاة ما أجمل أنّ الإنسان قبل أن يقرأ يقول له يارب إكشف عن عينّى لأُبصر عجائب من ناموسك إكشف لى عن كنوزك وأسرارك " أبتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة "
(3) بعض تداريب عملية :
==========================
مامن آية نقرأها إلاّ ونقول له : يارب ساعدنى أن أعيشها
لابد أن نُقرّب المسافات حتى ولو بمحاولة حتى ولو برغبة فمثلاً لنفرض أنّ الآية تقول لى " صلّى كل حين صلّى بلا إنقطاع " ، فأننى سأقول يارب كيف يكون ذلك وأنا عندى شغل فأنا بنام بالليل فكيف أصلّى كل حين ولا أملّ !
إغمض عينيك وإرفع قلبك وقل له يارب ساعدنى وعندما ترفع قلبك ستجد حالاً معونة وتجد مساندة وتجد الله يقول لك يعنى أن تكون فى حالة من رفع القلب بإستمرار فحين تتكلّم وأنت فى الشغل ويكون بإستمرار عندك آية تردّدها وتكون فى حالة إحساس بحضور الله فإحفظ عدّة آيات ورددّها وقل له " اللهم إلتفت إلى معونتى يارب أسرع وأعني اللهم بإسمك خلّصنى وبقوتك أُحكم لى إستمع يا الله صلاتى محبوب هو إسمك يارب فهو طول النهار تلاوتى يارب يسوع المسيح خلّصنى "
عبارات قصيرة تجعلنى أشعر بإستمرار أنى فى حضرة الله صدقّونى ياأحبائى يوجد ناس عاشوا حياتهم لكى يتقنوا وصية فيوجد سائح روسى وصلت به الدرجة أن يردد إسم يسوع آلاف المرات فى اليوم
أعطيكم تدريب أن تُردّدوا إسم يسوع مرة فى اليوم وعندما أردّد إسم يسوع أحبّه فإبتدأت أزوّد العدد أكثر فأكلّمة بكمية غير محدودة
فلابد أن أنظر للآية وأقول كيف أتمتّع بها فالإنجيل لابد أن يدخل فى داخلنا ونشبع به ونتمتّع به
فداود النبى يقول " بفرائضك أتلذذ " فتدخل فى داخلى وتعمل فى حياتى
فتوجد آية أخرى تقول " طوبى لأنقياء القلب "
فأقول له يارب أنا مشتاق أنّ قلبى يكون نقى فما الذى يجعلنى غير نقى ؟! فهل شهوات ، غرور ، بُغضة لفلان ، حقد فكل هذا يجعلنى غير نقى ولكن نقاوة القلب تجعلنى أعاين الله فأجد الوصية لها سلطان وهى التى تعمل بنا وليس نحن فالوصية قادرة أن تُضىء حياتى ولكن لابد أنكّ تُبدى إستعداد فهى بتعمل الجزء الأصعب وأنا طوال اليوم أفكّر كيف يكون قلبى نقى وأقول له ساعدنى ياربى لكى يكون قلبى نقى تعال إنت يارب وإعمل وسلّط ضوءك على قلبى لكى يكون نقى فالموضوع هو موضوع تطبيق للوصية
فتوجد آية أخرى تقول " حب قريبك كنفسك "
وأبدأ أقيس محبتى للناس وياترى عندى فعلاً إحساس بمشاعر حقيقية بحُب كامل نحو الكل ياترى هل أنا أحب الذى يحبنى فقط أم إنى أحب الكل وأبتدأ أقف عند هذه الآية يوم وإثنين وثلاثة وأحوّل الآية إلى صلاة وإلى سلوك فيصير الإنجيل هو الذى يقودنى ويتكلّم فى حياتى ما أجمل أن أقيس نفسى على الآية وأبتدأ أشتاق أن أعملها
فأنت كيف تقرأ الإنجيل ؟! رب المجد يسوع اليوم مع الشاب الغنى الفريسى الذى له الشكل الحلو وهو شكله أنّه حافظ الوصايا شكله من الخارج حلو جداً وبيسأل عن الحياة الأبدية فهو عنده إشتياقات للحياة الأبدية حلوة وعندما سأل كان حافظ الإنجيل ولكن المهم أن نعيش الإنجيل فممكن أن نكون لا نعمل بكلام الإنجيل فما الفائدة ؟!
صعب أن يكون إنتمائنا لربنا يسوع شكلى ولا نعيش الإنجيل ما أجمل ياأحبائى الإنسان الذى يجتهد فن أن يحوّل المعرفة إلى حياة فنحن ينقُصنا الفعل
ربنا يسوع يعطينا ويكشف لنا كنوز كلماته ويعطينا خزائن الروح ويعطينا نعمة ويسند كل ضعف فينا
ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

عدد الزيارات 3820

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل