المراة فِى كنيسة الرُسُل

Large image

[ غير أنَّ الرَّجُل ليس مِنْ دُون المرأة وَ لاَ المرأة مِنْ دُون الرَّجُلِ فِى الرَّبِّ 0 لأنّهُ كما أنَّ المرأة هى مِنَ الرَّجُل هكذا الرَّجُلُ أيضاً هُوَ بِالمرأة 0 وَلكِنَّ جميع الأشياء هِىَ مِنَ الله ]( 1 كو 11 : 11 – 12 ) أىّ أنّ الرجُل ليس أقل مِنْ المرأة وَ لاَ المرأة أقل مِنْ الرجُل لأنّهُ كما أنّ المرأة ( حّواء ) أُخِذت مِنْ الرجُل ( آدم ) ، هكذا الرجُل أيضاً يُولد مِنْ المرأة ، هذا الموضوع مُهِم وَجميل وَمُعزِّى وَسوف نتناول فيهِ ثلاث نِقاط هى :0
(1) مكانِة المرأة فِى المسيحيّة 0
(2) خِدمتها فِى كنيسة الرُسُل 0
(3) نماذِج للمرأة فِى كنيسة الرُسُل 0

أولاً : مكانتِها :-
لقد رفعت المسيحيّة مكانِة وَرُتبة وَكرامِة المرأة جِدّاً بعد أنْ كانت المرأة مُهمّشة وَذليلة ليس لها إِلاّ أنْ تُنجِب فقط ، وَبِمُقارنة حالِة المرأة فِى الديانات الأُخرى وَعمل دِراسة لها ، نعرِف كَمْ كرّمت المسيحيّة المرأة وَقدّستها جِدّاً ففِى اليهوديّة كانت المرأة تُحتقر جِدّاً ، إِذ أنّ المرأة بالنسبة لهُم هى مُجرّد وعاء للنسل ، ليس لها دُور أو رأى أو مكانة أو كرامة ، لِدرجِة أنّ اليهودِى مِنْ ضِمن الأشياء التّى يشكُر الله عليها أنّهُ لَمْ يخلِقهُ إِمرأة ، وَهذا يُوّضِح أنّ مكانِة المرأة فِى اليهوديّة وضيعة وَذليلة ، لكِن فِى المسيح يسُوعَ ليس الرجُل دُون المرأة وَ لاَ المرأة دُون ( أقل مِنْ ) الرجُل وَإِذا كانت اليهوديّة تنظُر للمرأة فِى ذُل وَسُخرية ، نجِد أنّ الوثنيّة تنظُر للمرأة كأداة للشرّ وَاللهو وَالشهوة فقط ، هى أداة لِملذات الإِنسان ، نظرة حيوانيّة وَحقيرة جِدّاً أيضاً نظرِة الإِسلام للمرأة نظرة حقيرة جِدّاً ، فهى لاَ تضع للمرأة مكانة أصلاً ،فَلاَ يُؤخذ بِشهادتها وَليس لها نصيب فِى الميراث مِثل الرجُل ، ليس لها كلِمة أو رأى أو كيان ، الإِسلام يُعطِى الرجُل الحق فِى أنْ يتزّوج أربعة نِساء ، وَمتى شاء يُطلِّقهُنّ وَيتزّوج بأربعة أُخريات ، هذِهِ هى المرأة فِى نظر الإِسلام ، حتّى أنّهُ يُقال عنها [ إِنّهُنّ ناقِصاتٍ عقل وَدين ] ، وَتحكُّم الرجُل فِى المرأة يصِل إِلَى درجِة العبوديّة حتّى أنّهُ يُقال[ لاَ يحِق للمرأة أنْ تأكُل فِى بيتِها إِلاّ بإِذن الرجُل ] ، لأنّ طعامها هُوَ مِنْ خير الرجُل أمّا فِى المسيحيّة الأمر مُختلِف تماماً ، مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يوصِى الرِّجال عَنَ النّساء قائِلاً [000 مُعطين إِيّاهُنّ كرامةً كالوارِثات أيضاً معكُم نعمة الحيوة لِكى لاَ تُعاق صلواتكُم ]( 1 بط 3 : 7 ) ، وَكأنّهُ يقول : ألن يدخُلن هُنّ أيضاً السّماء مِثلكُم !! إِذا كانت السّماء تُقدّرهُم أأنتُم على الأرض ألاّ تُقدّروهُنّ !!لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ لأنّكُم جميعاً أبناء الله بالإِيمان بالمسيح يسُوعَ 0 لأنّ كُلّكُم الّذين إِعتمدتُم بالمسيح قَدْ لبستُم المسيح ] ( غلا 3 : 26 – 27 ) ، [ ليس ذكر وَأُنثى لأنّكُم جميعاً واحِد فِى المسيح يَسُوعَ ] ( غلا 3 : 28 ) ، هذِهِ هى إِرادة الله أنْ يكون هذا رجُل وَتلك أُنثى إِنّ السيِّدة العذراء هى نُقطة التحّول فِى إِعطاء المرأة كرامتها ، لِذلِك نقول عنها حّواء الجديدة أُم كُلّ حىّ ، هذِهِ التّى أتت وَقلبت كُلّ الموازين ، هذِهِ التّى قيل لها[000 مُباركة أنتِ فِى النّساء 000 ] ( لو 1 : 42 ) ، هى التّى أزالت اللعنة وَأعطت مِثالاً فِى الطهارة وَالتواضُع وَالرِّقة وَالبساطة وَحياة التسليم وَكَمْ نذكُر كرامِة المرّيمات وَخدمتهُنّ وَكَمْ نُطوّبهُنّ هؤلاء اللائِى كُنّ يعُلنْ السيِّد المسيح مِنْ أموالهُنّ ، كَمْ نجِد أنّ السيِّد المسيح يُعامِل المرأة بِكُلّ تقدير وَحُب لأنّهُ ليس الرجُل دُون المرأة وَ لاَ المرأة دُون الرجُل فِى الرّبّ ، لأنّهُ كما أنّ المرأة هى مِنَ الرجُل هكذا الرجُل أيضاً هُوَ بالمرأة ( 1 كو 11 : 11 ) لِدرجِة أنْ نجِد أنّ واحدة منهُنّ مِثل القديسة مريم أُم مرقُس الرسُول تجعل بيتها مفتوح لِربِنا يسُوعَ لِيؤسِّس فيهِ سِر الشُكر ، كما ظهر فيهِ للتلاميذ بعد القيامة وَحلّ الرّوح القُدس فِى بيتِها ، كُلّ هذا رغم أنّهُ بيت إِمرأة ، وَنجِد أنّ ربّ المجد يسوع كان معهُ فِى خدمتِهِ سيِّدات وَأرامِل صِرن مُعينات وَلهُنّ دُور وَعمل فِى الخِدمة فِى المسيحيّة صارت المرأة هى الأُم وَالمُربية ، حتّى أنّنا نجِد أنّ بولس الرسُول يمدح تلميذه تيموثاوس قائِلاً [ إِذ أتذكّر الإِيمان العديم الرّياء الّذى فيك الّذى سكن أولاً فِى جدِّتك لوئيس وَأُمّك إِفنيكِى وَلكِنِّى مُوقِنٌ أنّهُ فِيكَ أيضاً ] ( 2 تى 1 : 5 ) ، ذكر الأُم وَ لَمْ يذكُر الأب ، لأنّ الأُم صارت هى المُربية وَالمُعلِّمة التّى أرضعت الإِيمان مَعَ اللبن ، الّذى قال عنهُ مُعلّمِنا بولس الرسُول [ إِذْ أتذكّرُ الإِيمان العديم الرّياءِ الّذى فِيك 000] ( 2 تى 1 : 5 ) 0
ثانياً : خدمتها :-
لقد كانت النّساء مَعَ الرُسُل يواظِبن بِنَفْسٍ واحِدةٍ على الصلاة وَالطِلبة ( أع 1 : 14 ) مُنتظِرين موعِد الآب ( أع 1 : 4 ) ، كُنّ مَعَ الرُسُل بِشرِكة وَأُلفة واحِدة وصلت خِدمة المرأة إِلَى أنْ يُقال عَنَ فيبِى [ خادِمة كنيسة كنخاريا ] ( رو 16 : 27 ) ، وَالّذين ترجموا الكِتاب المُقدّس وجدوا أنّ كلِمة خادِمة أصلها " دياكون " ، وَهذِهِ تعنِى شمّاسة ، فهى شمّاسِة كنيسِة كنخاريا ، وَهى نَفْسَ الكلِمة التّى قيلت عَنَ السبعة شمامِسة الّذين كانوا مشهوداً لهُم وَمملوئين مِنْ الرّوح القُدس وَحِكمة ( أع 6 : 3 ) وَالّذين مِنهُم إِستِفانوس ، بِذلِك نقدِر أنْ نقول أنّ فيبِى شمّاسة ، خادِمة ، دياكون مِثل إِستِفانوس فِى نَفْسَ كرامتهُ ما دور الشمّاسات فِى الخِدمة ؟ دُورهُنّ تبشير النّساء غير المسيحيّات لأنّ المُجتمع كان مُغلق ، وَمعروف أنّ النِساء اليهوديّات لاَ يتعاملن مَعَ الرِّجال وَلِهؤلاء النّساء نُرسِل نساء مثلهُنّ ، فأصبح النّساء يُبشّرنّ النّساء ، فمِنْ أكبر الأدوار التّى تقوم بِها المرأة فِى كنيسة الرُسُل هى تبشير النّساء الممنوعات مِنَ التعامُل مَعَ الرِجال ، وَهذا المنع عِند كُلّ اليهود حتّى تلاميذ ربنا يسُوعَ تعّجبوا أنّهُ يتكلّم مَعَ إِمرأة ( يو 4 : 27 ) كانت حركِة الإِيمان كبيرة جِدّاً إِذ يقول[000 وَكان الرّبّ كُلّ يوم يضُمُّ إِلَى الكنيسة الّذين يخلُصون ] ( أع 2 : 47 ) ، الّذين كان مِنهُم سيِّدات أيضاً ، فعِند معموديّة السيِّدة مُمكِن تخجل مِنَ الكاهِن أو الرسُول الّذى يُعمِّدها ، فمَنَ يقوم بِمُساعدتها ؟ هؤلاء الخادِمات تقِف معها وقت المعموديّة وَفِى تغيير الملابِس وَالكاهِن يقوم فقط بِعمليّة التغطيس ، ثُمّ تُساعِدها الخادِمة فِى إِرتداء ملابِسها ، تكسر حِدّة الخجل مِنَ أنْ تخلع ملابِسها وَتكون مَعَ الكاهِن وحدها ، فيطمئِنّوا الداخِلات للإِيمان بأنّ هُناك نِساء نشيطات مُكرّسات لِخدمة المعموديّة ، كما كان للمرأة دُور أيضاً فِى مُساعدة النساء ، خُصوصاً مِنْ إِخوة الرّبّ كُنّ نجِد خادِمات يقُمن بِحمل رسائِل مِنَ الرُسُل للكنائِس مِثل فيبِى التّى حملت رِسالة إِلَى رومية وَهى مِنَ أعظم رسائِل مُعلّمِنا بولس الرسُول ، لِدرجِة أنّهُ يُقال عنها " إِنجيل بولس " ( رو 16 : 25) ، وَ قَدْ أرسلها مِنَ كورنثوس ، أُنظُر كَمْ هذِهِ الفتاة قويّة إِذ تُسافِر بِلاد ، وَأىّ بِلاد ؟! إِنّها روما معقل الوثنيّة وَمركز الحضارة ( فِى ذلِك الوقت ) ، هى بلد مُخيفة لأنّها مُستعمرة مُعظم دُول العالم فِى ذلِك الوقت ،وَلَمْ يكُن مُجرّد ذِهاب بل معها رِسالة مِنَ مُعلّمِنا بولس فِى يدِها ، وَمَنْ معها رِسالة لاَ تذهب هكذا فقط مُجرّد أنْ تُعطيهُم الرِسالة وَتعود ، لكِن تطلُب أنْ يقرأوا الرِسالة وَأىّ سؤال عِندهُم فِى الرِسالة يسألوه لِمَنَ أحضرها ( فيبِى ) ، لِذلِك يجِب أنْ تكون واعية للرسالة وَعِندها فِكر رُوحِى وَكرازِى وَإِستعداد أنْ تُبلِّغ الرِسالة ليس فقط مَنْ يقرأ الرِسالة بل كثيرين إِذاً دُور المرأة فِى كنيسة الرُسُل كبير جِدّاً لِدرجِة أنّ الرُسُل بدأ يكون لهُم طقس لِتكريس فتيات وَسيِّدات للخِدمة ، وَأصبح هُناك ما يُسمّى شمّاسات وَمُساعِدات ، حتّى أنّ مُعلّمِنا بولس الرسُول إِستطاع أنْ يستخدِم الأرامِل فِى الخِدمة ، فبدلاً مِنَ أنْ يكونوا أداة تعب للكنيسة وَيكونوا هُم تعابى وَيعيشوا فِى فراغ وَعِندهُم مشاكِل ، وَبِذلِك تكون الطاقة - التّى سمح لها الله بِتجرِبِة وفاه زوجِها – تُوّجِهها لِخدمِة الكنيسة كما يذكُر مُعلّمِنا بولس فِى رسالتهُ إِلَى تيموثاوس[ لِتُكتتب إِمرأة إِنْ لَمْ يكُن عُمرُها أقل مِنْ ستِّين سنةً إِمرأة رجُلٍ واحِدٍ ] ( 1 تى 5 : 9 ) ، أىّ قُم بِعمل إِحصاء للأرامِل وَإِكتبهُنّ فِى كشف ، وَيُوصيه بأنْ يُدّقِق فِى إِختيار أُولئك الأرامِل بأنْ تكون [ مشهوداً لها فِى أعمال صالِحةٍ ، أنْ تكُنْ قَدْ ربّت الأولاد ، أضافت الغُرباء ، غسّلت أرجُل القديسين ( الخُدّام ) ، ساعدت المُتضايقين ، إِتبعت كُلّ عملٍ صالِح ]( 1 تى 5 : 10 ) ، أوصاهُ أنْ يستخدمهُنّ فِى الخِدمة ، فجعلوُهُنّ طغمة فِى الكنيسة ، وَجعلوا لهُنّ دُور رئيسِى ، وَبدأوا يضعوا عليهُنّ الأيادِى وَيُكرّسوهُنّ وَيُخصِّصهُنّ للخِدمة وَمِنَ العِبارات الجميلة فِى طقس التكريس[ يا الله أنت خالِق الرجُل وَالمرأة الّذى ملأ بروحِهِ مريم وَدبورة وَحِنّة ( كنماذِج للخادِمات ) وَلَمْ يستنكِف إِبنك الوحيد أنْ يُولد مِنَ إِمرأة ، قدِّس هذِهِ الإِنسانة وَأجعلها إِناء مُختار لله ] ، إِنّ الكنيسة تُحّوِل بِحِكمة عالية كُلّ طاقة إِلَى طاقة فعّالة ضِمن خُدّامها وَتجعل لهُم رِسالة وَعمل صار هُناك طغمة فِى الكنيسة ( مِنَ النّساء ) عملهُنّ الإِساسِى هُوَ التفرُّغ للعِبادة وَالصلاة وَالأصوام على طقس حِنّة بِنت فنوئيل التّى ذكرها مُعلّمِنا لوقا قائِلاً[ وَهى أرملة نحو أربعٍ وَثمانين سنةً لاَ تُفارِق الهيكل ، عابِدةً بأصوامٍ وَطِلباتٍ ليلاً وَنهاراً ]( لو 2 : 37 ) بعد أنْ كان هُناك نِساء يقُلن لاَ نعرِف أنْ نخدِم أو نعمل شىء فِى الكنيسة أصبح هُناك فِئة مِنَ النّساء عليها خِدمة صلاة ، مِنَ أجل ماذا ؟ مِنَ أجل الكلِمة التّى يُبشِّر بِها الرُسُل ، وَالحرُوب التّى يُواجِهونها ،التّى يقول عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِنْ كُنتُ كإِنسانٍ قَدْ حاربتُ وُحُوشاً ( الفِكر ) فِى أفسُس 00 ] ( 1 كو 15 : 32 ) ، يُريد أنْ يقول إِنّنا مُحتاجين جِدّاً لِصلواتكُم ، لِذلِك كانت توجد فِئة خصّصت وَكرّست نَفْسَها للصلاة لأجل الخِدمة كان للمرأة فِى كنيسة الرُسُل دُور فِى خِدمة المرضى الّذين ليس لهُم أحد يخدِمهُم ، وَأيضاً فِى إِضافِة الغُرباء إِذ كُنّ يشعُرن أنّ الكنيسة جسد واحِد وَعُضو واحِد وَمُكملين إِلَى واحِد ، محتاجين أنّ كُلّ جسد المسيح يُضم وَيُخدم ، كُنّ يشعُرن أنّ كُلّ مَنَ دُعىّ عليِهِ إِسم الرّبّ يسُوعَ هُوَ مِنَ ضِمن مملكِة المسيح التّى لابُد مِنَ خِدمتها ، فأضافوا الغُرباء وَإِهتمّوا بإِحتياجاتِهِم مِنَ الأدوار الرئيسيّة للمرأة فِى الكنيسة خِدمة الفتيات وَالشبّات وَحثهُنّ على حياة الطهارة وَالحِشمة لأنّهُ قَدْ يخجل الرجُل ( الخادِم ) أنْ يتحدّث إِلَى فتاة عَنَ الحِشمة ، لكِن إِذا كان الكلام مِنَ خادِمة يكون الكلام أكثر قبُولاً وَأجمل وَأوقع ، فنجِد أنّ مِنَ دُور المرأة فِى كنيسة الرُسُل حث الفتيات على الحِشمة وَالتعقُّل وَالورع وَالعِفّة وَالطهارة وَالقداسة ، وَكما يقول عنهُنّ مُعلّمِنا بولس [ لِكى ينصحن الحدثات أنْ يكُنّ مُحِبَّات لِرجالهُنّ وَيحببن أولادهُنّ ، مُتعقِّلاتٍ عفيفاتٍ مُلازِماتٍ بيوتهُنّ صالِحاتٍ خاضِعاتٍ لِرجالهُنّ لِكى لاَ يُجدّف على كلِمة الله ] ( تى 2 : 4 – 5 ) 0
ثالِثا : نماذِج لها فِى كنيسة الرُسُل :-
1/ طابيثا وَتُسّمى أيضاً غزالة ، كانت فِى يافا ، يقول عنها الكِتاب[000 هذِهِ كانت مُمتلِئةً أعمالاً صالِحةً وَإِحساناتٍ كانت تعملُها ] ( أع 9 : 36 ) ، فلّما مرضت وَماتت أرسلن الأرامِل وَالفُقراء الّذين كانت تعمل لهُم إِلَى بُطرُس الرسُول لِيُخبِروه وَيطلُبوا أنْ يحضر ، [ فلّما وصل صعدُوا بِهِ إِلَى العلّيَّةِ فوقفت لديهِ جميع الأرامِل يبكين وَيُرين أقمِصةً وَثياباً ممّا كانت تعملُ غزالةُ وَهى معهُنَّ ] ( أع 9 : 39 ) ، هى ماتت لكِن أعمالها باقية ، وَكَمْ تشهد لها أعمالها 0
2/ أربعة عذارى إِخوات وَيرِد ذِكرُهُنّ فِى سِفر أعمال الرُسُل الإِصحاح 21 ، وَيُقرأ هذا الجُزء فِى الإِبراكسيس فِى الأيّام التّى تحتفِل فِيها الكنيسة بِتذكار قديسة أو شهيدة ، وَلَمْ يرِد عنهُم سِوى عِبارة واحِدة[ وَكان لِهذا ( فيلُبُس المُبشِّر ) أربع بناتٍ عذارى كُنَّ يتنبَّأن ] ( أع 21 : 9 ) فمِنَ ضِمن عطايا وَمواهِب الرّوح القُدس النبّوة كما نُصلِّى فِى صلاة باكِر[ أعطينا رُوح النبّوة ] ، وَمِنَ نَفْسَ الإِصحاح نجِد مِثالاً لمّا كُنّ يتنبَّأن عنهُ وَهُوَ نبِى إِسمهُ أغابوس الّذى أخذ منطِقة بولس وَربط يدىّ نَفْسَه وَرجليهِ وَتنبّأ عمّ سيُلاقيه بولس الرسُول قائِلاً [000 هذا يقولهُ الرّوح القُدس الرجُل الّذى لهُ هذِهِ المنطِقة هكذا سيربُطهُ اليهود فِى أُورُشليم وَيُسلّمونه إِلَى أيدِى الأُمم ] ( أع 21 : 11 ) إِنّ الله يُعطِى القديسين الّذين فيهُم الرّوح القُدس يُعطيهُم رُوح النبّوة ، فإِنّهُ لو يوجد الأن أُناس أُمناء يُمكِن أنْ يُعطيهُم الله رُوح النبّوة فيتنبّأوا عَنَ المجىء الثانِى مثلاً قرأت فِى مخطوط مِنَ أحد الأديُرة وَمنسوخ باليد بِواسِطة أحد الرُهبان فيهِ نبّوات للقديسين أنطونيوس وَباخوميوس وَمكاريوس عَنَ علامات المجىء الثانِى وَقَدْ بدأت تحدُث الأن ، مِنها زحف العُمران على الأديُرة وَخرُوج الرُهبان كثيراً مِنَ أديرتهُم ، هذا الكلام لمّا قالوه فِى وقتِهِم لَمْ توجد أىّ دلائِل عليه ، فمَنَ يقرأه فِى وقتِهِم لاَ يُصدِّق ما يقولوهُ ، هل يُعقل أنْ يصِل العُمران إِلَى الأديُرة البعيدة ؟! هل ضاقت الدُنيا بالنّاس ؟! أمّا الأن فنسمع عَنَ مزارِع وَمصانِع تُنشأ بِجوار أسوار الأديُرة 0
3/ أفوديّة وَسنتيخِى وَاللتان يوصِى عليهُما مُعلّمِنا بولس الرسُول قائِلاً[00 أسألك أنت أيضاً يا شرِيكِى المُخلِص ساعِد هاتين اللَّتين جاهدتا معِى فِى الإِنجيل ]( فى 4 : 3 ) ، تعبتا وَجاهدتا مَعَ بولس فِى الكرازة بالإِنجيل 0
4/ مجموعة مِنَ النّساء ذكرها مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته إِلَى أهل رومية ، هؤلاء كان لهُنّ تعب فِى الخِدمة مِنهُم مريم [ سلّموا على مريم التّى تعبت لأجلِنا كثيراً ]( رو 16 : 6 ) ، [سلِّمُوا على تريفينا وَترِيفُوسا التاعِبتين فِى الرَّبّ 0 سلِّمُوا على برسيس المحبوبة التّى تعبت كثيراً فِى الرَّبّ ] ( رو 16 : 12 ) 0
5/ ليديَّةُ بائِعة الأُرجوُان هذِهِ كانت مِنَ فِئة تُسمّى ( المُتعبِّدين لله ) ، هؤلاء كانوا أُمميين يمنعهُم ناموس الطبيعة مِنَ السير فِى شرّ الأُمم ، لِذا بدأوا يميلوا لليهود مُنجذِبين إِلَى تدّيُنهُم ، لكِن عِند الإِقتراب مِنهُم أكثر وَالإِحتكاك بِهُم وجدوا أعمالهُم مملوءة رِياء وَمظاهِر دُون الجوهر فهُم لاَ يتبعوا الأُمم فِى شرِّهِم وَ لاَ اليهود فِى عقيدتهُم لكِن كانوا أتقياء يخافُون الله يصنعوا حسنات كثيرة وَيُصلّون إِلَى الله وَمِنَ أشهر مَنْ فِى هذِهِ الفِئة كرنِيلِيوس قائِد المِئة ، راجِع ( أع 10 : 1 – 8 ) الّذى لَمْ يكُن ينقِصهُ سِوى أنْ ينال العِماد على إِسم الرّبّ يسُوعَ ، لِذلِك أرسل لهُ الله بُطرُس الرسُول ليديَّةُ كانِت مِنَ مدينة ثياتيرا تسمع كلام بولس ،[ ففتح الرّبُّ قلبها لِتُصغِى إِلَى ما كان يقوله بولس 0 فلّما إِعتمدِت هى وَأهلُ بيتِها طلبت قائِلةً إِنْ كُنتُم قَدْ حكمتُم إِنِّى مؤمِنة بالرّبُّ فإِدخُلوا بيتِى وَأمكُثوا 0 فألزمتنا ]( أع 16 : 14 – 15 ) ، أىّ أنّها فتحت بيتها ليس فقط لإِستقبال بولس الرسُول بل أيضاً للخِدمة لأنّهُ لَمْ يكُن فِى العصر الرسولِى كنائِس بالشكل المعرُوف لنا الأن ، لكِن كانِت هُناك بيوت فِيها كنائِس هى نُقطة الإِنطلاق للخِدمة ، وَلَمْ تكُن دعوتها لِبولس مُجرّد كلام بل بِكُلّ إِصرار حتّى يقول [ فألزمتنا ] 0
6/ فيبِى خادِمة كنيسة كنخاريا والتّى يقول عنها مُعلّمِنا بولس الرسول[ أُوصِى إِليكُم بأُختِنا فيبِى000 كى تقبلُوها فِى الرّبّ كما يحِقُ للقديسين وَتقُومُوا لها فِى أىّ شىءٍ إِحتاجتهُ مِنكُم 0 لأنّها صارت مُساعدةً لِكثيرين وَلِى أنا أيضاً ] ( رو 16 : 1 – 2 ) ، هى شابّة صغيرة مُتبتِّلة ثريّة مُثّقفة أخذت رِسالة مِنَ مُعلّمِنا بولس فِى كورنثوس إِلَى رُوما ، وَلَمْ تكُن هذِهِ مُهِمّة سهلة إِذ تسافِر فتاة عبر البِحار إِلّى بلد أُمميّة وَثنيّة كُلّ أهلها لاَ يخافوا الله ، فتحمِل لهُم رِسالِة بولس ، حتّى أنّهُ لَمْ يكُن لِبولس أحِبّاء أو أتباع فِى رُوما لأنّهُ لَمْ يكُن قَدْ زارها بعد ، كان فقط يسمع عنها فغار عليها لِذا أرسل إِلَى أهلها هذِهِ الرِسالة ، لِذلِك يقول[ كُنت أُعاقُ المِرار ( مرّات ) الكثيرة عَنِ المجىء إِليكُم 000 وَلِى إِشتياق إِلَى المجىء إِليكُم مُنذُ سنينٍ كثيرةٍ ] ( رو 15 : 22 – 23 ) ، لكِنّه ذهب إِليها فيما بعد عِندما قُدِّم للمُحاكمة فطلب أنْ يُحاكم فِى رُوما [000 إِلَى قيصر أنا رافِع دعواى ] ( أع 25 : 11 ) 0
7/ بريسكلاَّ دائِماً يُذكر إِسمها مَعَ زوجِها أكيلاَ ، فإِنْ كانت فيبِى مُتبتِّلة فبريسكلاّ هذِهِ مُتزوِّجة ، لكِن بالرغم مِنَ ذلِك كيانها وَقلبها وَعقلها لِربِنا وَللخِدمة هى أصلاً مِنَ رُوما ، تقابلت مَعَ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى كورنثوس فقبلت أنْ تكون معهُ [000 أقام ( بولس ) عِندهُما وَكان يعملُ لأنّهُما ( بريسكلاَّ وَ أكيلاَ ) فِى صناعتهِما خياميَّين ] ( أع 18 : 3 ) ، ثُمّ إِصطحبهُما بولس معهُ فِى رحلاته وَهُوَ يكرِز وَيُعلِّم وَسافر فِى البحر إِلَى سوريّة وَمعهُ بريسكلاَّ وَ أكيلاَ ( أع 18 : 18 ) وَفِى أفسُس لمّا إِستقر بولس إِشترت لهُ بيت وَفتحوهُ للخِدمة ، ثُمّ بدءا يغارا على أهل البُلدان الأُخرى فتركوا خُدّام فِى كنيسة أفسُس التّى أسّسوها ثُمّ ذهبوا إِلَى رُوما وَكورنثوس ، ثُمّ عادوا يفتقِدوا كنيسة أفسُس ، حتّى أنّ بولس قال عنهُما [ اللّذين وضعا عُنقيهِما مِنَ أجل حياتِى اللّذين لستُ أنا وحدِى أشكُرهُما بل أيضاً جميع كنائِس الأُمم ] ( رو 16 : 4 ) ، لأنّ بولس كان مُطارد مِنَ قِبل الدولة ،وَكان يختبِىء عندهُما ، وَبِذلِك يكونا ضّحيا بِحياتهُما لأجلِهِ ، ثُمّ أصبحوا يتنّقلوا مِنَ مكان إِلَى آخر لِيُعلّموا النّاس وَنجِد أنّ إِسم بريسكلاَّ وَأكيلاَ قَدْ إِنحفر فِى قلب بولس الرسُول لِدرجِة أنّ بولس فِى أخِر رِسالة كتبها فِى أخر لحظات حياته وَهى رِسالِة تيموثاوس الثانية التّى قال فِيها [ فإِنِّى أنا الآن أُسكبُ سكيباً وَوقت إِنحلالِى قَدْ حضر ] ( 2 تى 4 : 6 ) ، وَبالأكثر إِسم بريسكلاَّ ، فقد لاحظ القديس يوحنا ذهبِىّ الفم أنّ بولس كان يكتُب إِسم بريسكلاّ قبل أكيلاَ ( أع 18 : 18 ) كان إِسمها مُتقدِّم على إِسم زوجها لأنّها شخصيّة فذّة وَمُقتدِرة فِى عمل الرّبّ ، حتّى أنّها شرحت طريق الرّبّ بأكثر تدقيق لِرجُل يهودِى إِسمهُ أبولّس إِسكندرىّ الجنس الّذى يُقال عنهُ [000 رجُل فصيح مُقتدِر فِى الكُتب 0 كان هذا خبيراً فِى طريق الرّبّ 000 ]( أع 18 : 24 – 25 ) ، أُنظُروا عظمِة الإِنسان الّذى يشهد لعمل ربِنا رغم أنّهُ ( أبولّس ) خبيراً فِى طريق الرّبّ ، إِلاّ أنّها شرحت لهُ بأكثر تدقيق خوفاً مِنَ أنْ يكون لاَ يعرِف بعض النِقاط 0
8/ تكلا الشهيدة لَمْ يرِد ذِكرها فِى الكِتاب المُقدّس لكِنّها كانت إِنسانة عظيمة جِدّاً ، فتاة بارِعة الجمال مِنَ أُسرة غنيّة مخطوبة لأحد وُجهاء أيقونيّة ، وَلمّا سمعت عِظات بولس آمنت ، فتركت خطيبها وَإِختارِت البتوليّة وَقررت التكريس وَتبعت بولس أينما يذهب ، فتضايقت والِدتها جِدّاً فإِشتكتها للُسلطات لِيُخيفوها وَيُرجِعوها عَنَ طريقها ، فأحضروها وَوضعوها فِى أتون مِنَ النّار ، فأرسل الله أمطار غزيرة أطفأت الأتون ، فلّما كان بولس يأخُذها معهُ فِى جولاته التبشيريّة بعد هذِهِ المُعجِزة كان ذلِك يُعطِى الكنيسة عظمة لأنّ الكنيسة كانت تتحرّك بِقوّة الله ، فكانت الفتيات عِندما ترى إِنسانة مِثل تكلا رغم أنّها جميلة وَغنيّة تركت كُلّ شىء لِكى تتقدّس لأجل المسيح يَسُوعَ كانت الفتيات تتعقّل ، وَالتّى تسير فِى طريق الشرّ ترجع عنهُ ، وَالتّى تعيش العالم تبدأ تعيش المسيح يَسُوعَ وَبعد أنْ أنقذها الله مِنَ الأتون أخذها بولس مِنَ أيقونيّة إِلَى إِنطاكية وَجعلها تُبشِّر السيِّدات الوثنيات ، فبدأت تربح كثيرين للمسيح لكِن واحِد مِنَ عُظماء أنطاكية أُعجِب بِها وَطلبها للزواج ، فلّما رفضت إِغتاظ جِدّاً فإِشتكاها للحاكِم الّذى لمّا أنذرها لَمْ تتجاوب معهُ ، فوضعها للوحُوش فَلَمْ تمسّها بأذى فوضعها فِى يوم أخر لِوحوش آخرين ، وَفعل ذلِك مرّة ثالِثة ، وَفِى كُلّ مرّة لَمْ تمسّها الوُحوش بأىّ أذى ، فأطلق صراحِها لأنّهُ رأى قوّة عظيمة معها ،فظلّ الرجُل الّذى يُريد أنْ يتزّوجها يُطارِدها ، فلّما رأى إِصرارها على رفضِها إِشتكاها ، فوضعها الحاكِم هذِهِ المرّة مَعَ أفاعِى فَلَمْ تؤذيِها أُنظُروا عظمِة الكنيسة ، وَعظمِة الإِنسان الّذى يمتلىء داخِلهُ مِنَ رُوح الله ، حتّى أنّ تكلا هذِهِ صارت مُعينة وَتلميذه لِبولس الرسُول ، وَأعطاها مواهِب كثيرة مِنها شِفاء المرضى وَالتبشير كَمْ هى الرِسالة الموضوعة علينا ، رِسالة فِى بيوتنا ، وَمَعَ أقارِبنا ، لابُد أنْ نكون مُبشّرين وَشاهِدين لله ، وَمُتمّثلين بأعمال صالِحة ، كُلٍ مِنّا يُمكِن أنْ يكون فيهِ رُوح الله نشيط ، وَنكرِز لِغير المسيحيات ، تكون مُعينة فِى الكنيسة فِى خدمات كثيرة مِثل خِدمِة المرضى وَتهتمين بِخِدمِة مَنْ لاَ يقدِروا على أشياء مُعيّنة ، وَأيضاً خِدمِة الأرامِل كما يقول الكِتاب[ مُشتركين فِى إِحتياجات القدِّيسينَ ] ( رو 12 : 13 ) ربِنا يُعطينا أنْ تكون أسماءنا مكتوبة ضِمن هذِهِ القائِمة الّذين يتمتّعوا الأن فِى حفل العُرس الإِلهِى لأنّهُ مكتوب [000 مُعطين إِيَّاهُنَّ كرامةً كالوارِثاتِ أيضاً معكُمْ نِعمة الحيوُة لِكى لاَ تُعاق صلواتكُمْ ] ( ا بط 3 : 7 ) ربِنا يُعطينا ميراث نعمِة الحياة وَيسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2418

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل