الصلاة عمود الحياة الرّوحيّة

Large image

الصلاة هى أساس الحياة الرّوحيّة ، المبنى ده أساسه العمود ، الصلاة هى الّلِى تتبنِى عليها الحياة الرّوحيّة ، حا نتكلّم فِى أربع نِقاط وَ هُمْ :-

(1) ما هى الصلاة ؟:-
الصلاة هى عمود الحياة الرّوحيّة ، الصلاة هى أساس البُنيان الرّوحِى ، كلِمة الصلاة أصلاً تعنِى صِلة ، صِلة إِثنين لهُما بعضهُم بِبعض ، هى صِلة الإِنسان بِخالِقِهِ ، هى دى الصلاة ، الصلاة تخلِّى الإِنسان فِكره قُرّيب لِفِكر ربِنا ، وَفِكر ربِنا قُرّيب لهُ ، يعنِى الصلاة تخلِّى فِكرِى يعرف ربِنا عايز منِّى إيه ، وَتخلِّى فِكرِى يعرف أنا ربِنا عايز منِّى أنا إيه ، يعنِى فِى الصلاة أنا أعرِض فِكرِى على ربِنا وِربِنا يعرِض فِكره علىّ ، نتقابِل فِى نُقطة واحدة " الصلاة " ، تتقابِل مشيئتنا مَعَ مشيئتهُ ، رأيِنا مَعَ رأيه ، إِرادِتنا مَعَ إِرادتهُ ، مشاعِرنا مَعَ مشاعرهُ ، هى دى الصلاة الصلاة تخلّينِى أشعُر إِنّنِى قُرّيب جِداً جِداً جِداً لِهذا الإِله الّلِى خلق الكون ده كُلّه ، أشعُر إِنّه بتاعِى ، وَإِنْ أنا أعرفه ، وَإِنّنِى بحِبّه ، وَإِنْ فيه عِلاقة خاصّة بينِى وَبينه علشان تقولِى لِى بحِب ربِنا وَما بتصلّيش ، ماصدّقش ، الصلاة هى التّى تُعبِّر عَنَ مشاعِر الإِنسان الحقيقيّة تِجاه الله ، الصلاة هى صِلة بين الله وَالإِنسان ، بين الجُبلة وَخالِقها مثلاً المبنى ده حيطة جنب حيطة ، لكِن فيه شُبّاك ، الصلاة هى الشُبّاك الّلِى إِحنا بنقدر نشوف بِه ربِنا وَالسماء وَالسمائيين ، علشان كده لاَ نُصدِّق إِنْ فيه إِنسان عاش مَعَ ربِنا بِدون صلاة قَدْ يختلِف القديسين فِى عظمِتهُمْ وَفِى إِتقانهُمْ للفضائِل ، لكِن يتفّقوا كُلّهُم فِى فضيِلة واحدة وَهى الصلاة ، مثلاً القديس الأنبا أبرآم مُتميِّز فِى فضيِلة العطاء ، وَالأنبا أنطونيوس مُتميِّز بِفضيِلة النُسك وَالصلاة ، لكِن كُلّهُم وصلوا للقداسة بالصلاة اللاهوتِى الّلِى يعرف اللاهوت هُوَ إِنسان مُصلِّى ، البابا أثناسيوس عرف اللاهوت لأنّهُ كان إِنسان مُصلِّى الصلاة هى الوجود فِى حضرِة الله ، التمتُّع وَالتلذُّذ بالله ، التعبير عَنْ الحُب ، نافِذة السماء ، إِتحاد الجُبلة بِخالِقها ، تلاقِى مشيئتِى مَعَ مشيئة ربِنا ، وَهُوَ يعرف أنا عايز إيه وَأعرِف هُوَ عايز منِّى إيه 0
 القديس العظيم مارِإِسحق يقول [ أنّ الّذى يظُن أنّ لهُ باب آخر للتوبة غير الصلاة هُوَ مخدوع مِنْ الشيّاطين]0
(2) دوافِع الصلاة :-
هُناك دافِعان للصلاة هُما :-
(أ) الحُب الإِلهِى (ب) الإِحتياج
(أ) الحُب الإِلهِى :-
مُعلِّمنا داوُد النبِى يقول [ أُحِبّك يارب يا قوّتِى ] ( مز 18 : 1 ) ، أجمل طريقة نُعبِّر بِها عَنَ محبِتنا لِربِنا هى الصلاة ، أجمل طريقة أعبّر أنّهُ يوجد رصيد فِى قلوبنا لِربِنا إِنْ أنا أُحِب أقف مَعَ ربِنا أتكلِّم معاه أوقات غير محدودة كنز مشاعِرِى كُلّه معاك ، قلبِى بتاعك ، أكبر وقود وَدافِع لِمحبّة ربِنا هى الصلاة ، أكبر مُحرِّك للصلاة المحبّة الإِلهيّة القديسين الّلِى حبّوا ربِنا كانت الصلاة بالنسبة لهُم غِذاء ، الحُب هُوَ الموتور الّلِى يخلّينِى أصلِّى ، وَيدفعنِى للصلاة ، زى موتور العربيّة هُوَ الّلِى بيّمشيها ، الحُب ينمو بالتفكير فِى ربِنا كتير ، أنظُر إِلَى أعماله ، أنظُر إِلَى نَفْسَى ، أنظُر إِلَى صلاحه ، إِلَى تدابيره فِى حياتِى ، أشعُر أد إيه إِنّه صالِح وَحنّيِن ، محبِّة ربِنا فِى القلب[ فتُحِب الرّبّ إِلهك مِنْ كُلّ قلبك وَمِنْ كُلّ نَفْسَكَ وَمِنْ كُلّ قُدرتك ] ( تث 6 : 5 ) ، الحُب الإِلهِى يخلِّى الإِنسان يُصلِّى بِلاَ حِدود 0
نماذِج للحُب :-
* الأنبا بيشوى كان يربُط شعره فِى الصلاة حتّى لاَ ينام ، إِنْ كان الجسد عايِز يغلبنِى لكِن الحُب الإِلهِى فِى قلبِى أنشط مِنْ الجسد 0
* الأنبا أرسانيوس مُعلِّم أولاد المُلوك كان يُصلِّى مِنْ الغروب لحد ما يحس بِحرارة وَتطلع الشمس ، الحُب يرفع الإِنسان فوق الجسد وَفوق الزمن ، يقول مُعلِّمنا داوُد النبِى[ كما يشتاق الأيَّلُ إِلَى جداوِل المياه هكذا تشتاق نَفْسَى إِليك ياالله ] ( مز 42 : 1 )الأيَّّل هى الغِزلان وَهى تتغذّى على الحشرات ثُمّ تجرِى للبحث عَنْ مياه لِتشرب 0
* الأنبا شنوده رئيس المُتوّحدين وَهُوَ عنده تسع سنوات كان بيشتغل عِند خاله راعِى غنم ، وَكان بيرجع البيت الساعة 11 مساءاً ، فذهب أبوه لِخاله وَقال لهُ ده طِفل صغيّر رّوحه بدرِى ، فرد عليه ده بيمشِى الساعة 3 أو 4 ، فراقبه أبوه فرأه يذهب إِلَى نُقره فِى جبل لِيُصلِّى ، حرارِة الحُب الإِلهِى تخلِّى الإِنسان مُحِب للصلاة 0
(ب) الإِحتياج :-
أنا محتاجة لِربِنا جِداً يقدِّسِك وَيقدِّس أفكارِك وَمشاعرِك ، وَيخلِّيكِى تغلِبِى جسدِك ، المسيِحيّة لاَ تقِف على مُستوى الأخلاق الجيّدة ، دى الحكاية أعمق مِنْ كده بكتير ، مُعلِّمنا داوُد النبِى يقول [ معونتِى مِنْ عِند الرّبّ صانِع السماوات وَالأرض ] ( مز 121 : 2 ) ،[00رفعت صوتِى مِثل الفطيم مِنْ اللبن على أُمّه ] ( مز 131 : 2 ) ، شبّه داوُد مذلِّة نَفْسَه بالفطيم ، أنا عايزه أرضع مِنّك يارب ، أنا عايزه أتغذّى مِنّك يارب [ هُوذا كما أنّ عُيون العبيد نحو أيدِى سادتهِم كما أنّ عينِى الجارية نحو يدِ سيّدتِها هكذا عيُوننا نحو الرّبّ إِلهنا حتّى يترأف علينا ] ( مز 123 : 2 ) ، تخيّل لو أنا صلّيت بِهذا الحُب وَهذا الإِشتياق ، أىّ خطيّة أو ضعف أو مُشكِلة إِنْ لَمْ تُحّوِيليِها إِلَى صلاة فباطِلاً تفعلين [ الّلهُمّ بإِسمِكَ خلّصِنِى وَبِقُوَّتِك أُحكُم لِى ] ( مز 54 : 1 ) ، أنت الّلِى تنقِذنِى وَتنصِفنِى مِنْ خصمِى ، إِحتياج التوبة وَ القداسة ، البابا كيرلُس السادِس كان عِنده مشاكِل كتيرة فِى الخِدمة ، لكِن كان يحوِّلها إِلَى صلاة إِوعِى يكون تذكُّر خطاياكِ فقط فِى الإِعتراف ، ده الأجمل نذكُرها قُدّام ربِنا فِى صلواتنا ، كلِّميه عَنْ ضعفاتِك 0
(3) مُعّوِقات الصلاة:-
يوجد أربع مُعّوِقات للصلاة وَهُم :-
(أ) الكسل (ب) فتور الحُب أوضعف الحُب
(ج) العدو ( الشيّطان ) (د) عدم التوبة
(أ) الكسل :-
الجسد بتاعنا ده جسد أرضِى تُرابِى يميل إِلَى الأرضيّات وَيُقاوِم الرّوح ، يقول الآباء القديسين [ لاَ تأمن إِلَى جسدك ] ، [ إِذا حان وقت الصلاة أتى معهُ التثاؤب وَالكسل ، وَإِذا حان وقت المائِدة أتى معهُ الأسِراع وَالنشاط ] ، الرّوح وَالجسد كِلاهُما يُقاوِم الآخر 0
(ب) ضعف الحُب :-
إِذا كان لاَ يوجد رصيد للحُب فِى القلب إِزاى للإِنسان يُقف قُدّام ربِنا ، مَعَ وجود رصيد مِنْ المحبّة يخلِّى الحديث أطول وَجميل وَلذيذ ، وَيغلِب المُضايقات وَالظروف الخارِجيّة ، الّلِى حرّك القديسين للإِستشهاد هُوَ الحُب ، زى ما أبونا بيشوى كامِل بيقول[ المسيح لمّا مات لأجل الجميع مات علشان مانعش لأنّفوسنا لكِن نعيش له ] 0
(ج) العدو :-
أكتر حاجة يحارِبها الشيّطان هى الصلاة ، الصلاة تُعطينِى قوّة ضِدّة ، الصلاة تُعطِى معونات إِلهيّة ، فِى وقفِة الصلاة تتحِدِى مَعَ غير المحدود ، لو شوفنا مثلاً فيشة بِسلك لو حطِيطيها فِى الكهرباء محدش يقدر يقرّب لها ، لكِن مِنْ غير الصلاة " الكهرباء " مُمكِن تعمِلِى فِيها الّلِى إِنتِ عايزاه ، الصلاة زى الكهرباء عدو الخير يزّوِد الحرب بتاعته وقت الصلاة ، يجِب أنْ نكون يقِظين ،القديس مكسِيموس المُعترِف يُعلِّم تلاميذه الصلاة الدائِمة ، الأنبا أنطونيوس كان يرُد على عدو الخير بالصلاة ، القديس أبو مقّار كان يقول [ الشيّطان زى الذُباب ، أنّهُ بِلاَ حياء ، لمّا تهشِّيه يجيِلِك تانِى ] 0
(د) عدم التوبة :-
التغيير وَالتجديد مِنْ أكبر الدوافِع للصلاة ، الصلاة بالنسبة للخاطىء الّلِى مش عايِز يتوب أصعب مِنْ الجلد بالسياط 0
(4) كيف أُصلِّى ؟:-
الصلاة هى التّى تُعلِّمِك الصلاة ، يقول القديس مارِإِسحق[ أنّ الكلام على العسل شىء وَمذاقِة العسل شىء آخر ] إِهدئِى ، يجِب الوقوف فِى هدوء لِدقائِق يجِب عمل ثلاث سجدات إِلَى الأرض الّلِى هُمّا الآب وَالإِبن وَالرّوح القُدس تمسِكِى صليب خشب صُغيّر فِى إِيديكِ ، يقول فِى سِفر الجامعة[ لاَ تستعجِل فمك وَ لاَ يُسرِع قلبك إِلَى نُطق كلامٍ قُدّام الله ] ( جا 5 : 2 ) تعّودِى على كيف تُصلِّى لاَ على كَمْ تُصلِّى ، مُعلِّمِنا بولس الرسول يقول[ أُصلِّى بالرّوح وَأُصلِّى بالذّهن أيضاً 0 أُرتِّل بالرّوح وَأُرتِّل بالذِهنِ أيضاً ]( 1 كو 14 : 15 ) ، الصلاة هى صانِعة القديسين ، وَفيها إِشتراك الحواس وَمتنسيش إِنْ عناصِر الصلاة هى :-
(أ) الشُكر (ب) التسبيح (ج) طِلبات روحيّة
ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين 0

عدد الزيارات 1969

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل