الإِيمان العامِل بِالمحبّة

Large image

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا يعقُوب الرسُول [ ما المنفعة يا إِخوتِى إِنْ قال أحدٌ إِنَّ لهُ إِيماناً وَلكِنْ ليس لهُ أعمالٌ0هل يقدِرُ الإِيمانُ أنْ يُخلِّصهُ0إِنْ كان أخ وَأُختٌ عُريانينِ وَمُعتازينِ لِلقوتِ اليومىِّ0فقال لهُما أحدُكُمُ إِمضيا بِسلامٍ إِستدفِئا وَأشبعا وَلكِنْ لَمْ تُعطُوهُما حاجات الجسدِ فما المنفعةُ0هكذا الإِيمان أيضاً إِنْ لَمْ يكُنْ لهُ أعمالٌ ميِّتٌ فِى ذاتِهِ0لكِنْ يقُولُ قائِل أنت لك إِيمان وَأنا لِى أعمالٌ0أرنِى إِيمانك بِدُونِ أعمالِك وَأنا أُرِيكَ بِأعمالِى إِيمانِى أنت تُؤمِنُ أنَّ الله واحِدٌ0حسناً تفعلُ0وَالشَّياطِينُ يُؤمِنُونَ وَيقشعرُّونَ0وَلكِنْ هل تُريدُ أنْ تعلم أيُّها الإِنسانُ الباطِلُ أنَّ الإِيمان بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ0ألمْ يتبرَّرْ إِبراهيم أبُونا بِالأعمالِ إِذْ قدَّم إِسحق إِبنهُ على المذبحِ فترى أنَّ الإِيمان عمل مَعَْ أعمالِهِ وَبِالأعمالِ أُكمِلَ الإِيمانُ0وَتمَّ الكِتابُ القائِلُ فآمَنَ إِبراهيمُ بِاللهِ فحُسِبَ لهُ بِرّاً وَدُعِى خلِيل اللهِ0ترون إِذاً أنَّهُ بِالأعمالِ يتبرَّرُ الإِنسانُ لاَ بِالإِيمانِ وحدهُ0كذلِك راحابُ الزَّانِيةُ أيضاً أما تبرَّرتْ بِالأعمالِ إِذْ قبِلتِ الرُّسُلَ وَأخرجتهُمْ فِى طرِيقٍ آخر0لأنّهُ كما أنَّ الجسد بِدُون رُوحٍ ميِّتٌ هكذا الإِيمانُ أيضاً بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ ] ( يع 2 : 14 – 26 )

الإِيمان فِى حياتنا ضرورِى ، وَلكِنْ لاَ يكفِى الإِيمان وحدهُ بِدون أعمال ، لاَ يكفِى أنْ أقُول إِنِّى مسيحِى بِدون أعمال المسيح أوْ بِدون أعمال محبَّة ، لابُد أنْ يكُون إِيمان عامِل وَليس خامِل ، إِيمان عامِل بِالمحبَّة مفهُوم الإِيمان بِالأعمال أنّهُ ليس العمليّة إِقتناع عقلِى فقط ، أنا مُقتنِع أنّ المحبَّة أفضل مِنْ البُغضة ، فهل تسعى للمحبَّة ؟ لابُد أن يخرُج إِيماننا مِنْ دائِرة العقل وَالإِقتناع إِلَى دائِرة السلُوك وَالعمل ، نحنُ نفتقِد وَنفتقِر إِلَى العمل مِنْ جِهة الإِقتناع إِقتناعنا كبير جِدّاً بِالمسيح وَالمسيحيّة وَالفضائِل ،لو سألنا إِنسانٍ ما أيُّهما أفضل الصِدق أم الكذِب ؟ يقُول الصِدق ، نسأله هل تكذِب ؟ يُجيب أحياناً ، أيّهُما أفضل العطاء أم الأخذ ؟ يُجيب العطاء ، نسأله هل تُعطِى ؟ يُجيب أحياناً ،ماذا حدث ؟هذا هُوَ الإِيمان العقلِى فقط بِدُون أعمال ، [ ما المنفعة يا إِخوتِى إِنْ قال أحد إِنَّ لهُ إِيماناً وَلكِنْ ليس لهُ أعمال0هل يقدِرُ الإِيمانُ أنْ يُخلِّصَهُ ] ( يع 2 : 14 ) ، هل بِمُجرّد أنْ أقِف أمام الله وَأقُول أنا مسيحِى هذا يُخلّصنِى ؟ لاَ يُحكى أنّهُ حدث نِقاش بين مجموعة مِنْ الآباء شيُوخ الرهبنة عَنْ الأنبا أنطونيوس هل هُوَ حتَّى نياحتهُ كان راهِب أم كاهِن ؟ ما هى رُتبتهُ ؟ بعضهُمْ قال أنّهُ راهِب فقط ، وَبعضهُمْ قال أنّهُ قِس ، وَسألُوا أحد الشيُوخ الجالِسين معهُمْ فأجابهُمْ " كان عامِل بِدرجتهِ " ، أىّ الدرجة التَّى أعطاه الله إِيّاها سِواء كان قِس ( كاهِن ) أم راهِب فهُوَ كان عامِل بِهذِهِ الرُتبة ، راهِب كان عامِل بِرهبنته ، قِس كان عامِل بِكهنوته ، ليس المُهِم الرُتبة بل المُهِم هُوَ العمل ، لِذلِك يقُول مُعلّمِنا يعقُوب [ لأنّهُ كما أنَّ الجسد بِدُون رُوحٍ ميِّتٌ هكذا الإِيمانُ أيضاً بِدُون أعمالٍ ميِّتُ ] ( يع 2 : 26 ) ، إِيمان بِدُون أعمال كالجسد الميِّت كلِمة اليوم تُرِيد أنْ تأخُذ طريق عملِى تطبيقِى ، كثيراً ما نقتنِع وَ لاَ نعمل ، الكاهِن فِى القُدّاس يقُول [ فلنستحِق أنْ نسمع وَنعمل ] ( أوشيّة الإِنجيل ) ، السمع فقط لاَ يكفِى ، المُهِمْ أنْ نسمع وَنعمل ، نُرِيد أنْ نُخرِج المعرِفة لِحيِّز التطبيق ، لو سألت إِنسان فِى التعليم أيّهُما أفضل التعليم أم الجهل ؟ يُجيب التعليم ، تسأله هل تستذكِر ؟ يُجيب أحياناً ، هكذا لاَ يكفِى الإِقتناع بالإِيمان بِطريقة نظريّة ، المُهِمْ أنْ تكُون مُعاشة وَهذا أجمل ما فِى المسيحيّة يُقال عَنْ أبونا بيشُوى كامِل أنّهُ يُسّمى ( إِنجيل مُعاش ) ، أىّ يعيش الإِنجيل ، قَدْ نتعجّب أنّ بعض جامِعات الغرب يدرِسُون الإِنجيل وَهُمْ مُلحِدُون لأنّهُمْ مُقتنعين إِنّهُ عِلم ، لكِنْ قَدْ نجِد إِنسان بسيط نقِى يعيش الإِنجيل ، هذا هُوَ المُبرِّر أمام الله لابُد أنْ يكُون إِيمانُنا فعّال مُتحرِّك حىّ وَ لاَ نكتفِى بِمُجرّد الإِقتناع العقلِى وَالمعرِفة ، لِذلِك يقُول مارِيعقُوب الرسُول [ أنت تُؤمِنُ أنَّ الله واحِد0حسناً تفعلُ0وَالشَّياطِينُ يُؤمِنُونَ وَيقشعرُّونَ ] ( يع 2 : 19 ) ، الشيَّاطِين تُؤمِن أنَّ الله واحِد أيضاً ، فما الفرق بينك وَبين الشيَّطان ؟
 الفرق أنَّ إِيمانِى عامِل ، أمجِّد الله وَأرّنِم لهُ وَأسّبِحهُ ، وَهذا ما يُثّبِت إِيمانِى ، لِذلِك يقُول مارِيعقُوب [ ألم يتبرَّرْ إِبراهيم أبونا بِالأعمالِ إِذْ قدَّم إِسحق إِبنهُ على المذبحِ ]( يع 2 : 21 ) ، إِبراهيم تبرّر عِندما طبّق إِيمانه عملياً ، أُخرُج مِنْ أرضك ، يقُول نعم وَيخرُج ، يقُول لهُ أعطنِى إِبنك وحيدك ، يقُول نعم ، إِيمانه فِعل ، لابُد أنْ يكُون عندنا فِعل يُطّبِق الإِيمان0
الإِيمان العامِل بِالمحبَّة :-
1/ فِى حياتنا الداخِليَّة :-
مَعَْ نَفْسِى فِى خفائِى أنا مملؤ إِقتناع بِأمور كثيرة مِثل الصلاة ، فهل تُصلِّى ؟ هل الموضُوع معرِفة فقط ؟ لابُد أنْ يكُون إِيمان عامِل أنّ الصلاة هى عمُود الحياة الرُّوحيّة ، هى التَّى تُحضِر السَّماء على الأرض ، الصلاة هى أُم الفضائِل وَهى نافِذتِى على السَّماء ، هى الحديث مَعَْ الله وَ حديث الله معِى ، هى ينبُوع كُلّ الفضائِل ، فهل تُصلِّى ؟أجمل ما فِى المسيحيّة أنّها حياة فعّالة مِثل الخميرة الصغيرة التَّى لاَ يُمكِنْ أنْ تكُون خميرة إِلاّ إِذا فعلت فِى العجين وَ خمّرتهُ ، الخميرة تُغيِّر الطبع فِى قوة وَسُرعة وَإِختراق وَتغيير وَفاعِليّة ، هذِهِ هى المسيحيّة ، لابُد أنْ أسمع وَأعمل ، أعمالِى الداخِليّة ، مخدعِى ، أسرارِى تشهد لِى بِالفضيلة " تصّورات مخدعك " ، أىّ خفاء الإِنسان حيثُ لاَ رقيب ، يمكِن إِذا قُلت كلِمة رديئة قَدْ تلومك النَّاس لكِنْ إِذا أتاك فِكر ردىء فمَنَ يلومك سِوى نَفْسَكَ جميل أنْ تبدأ الإِيمان العامِل بِالمحبّة مَعَْ نَفْسَكَ أولاً ، إِيمان بِالعفّة ؟ نعم عِندِى إِيمان بِالعفّة ، العِفّة تبدأ مِنْ الداخِل مَعَْ الإِنسان وَفِكره وَأعماقه ، فلو إِنسان عِنده إِيمان بِالعِفّة وَ لاَ يسعى إِليها بِالفِعل مِنْ داخِلهُ يُصبِح غير عفيف قَدْ أصمُت أمام إِنسان أهاننِى لكِنْ مِنْ داخِلِى مشحُون ، هذا يكُون إِيمان غير فعّال ،[ وَكُلّ مَنْ يُجاهِد يضبُطُ نَفْسَه فِى كُلّ شيءٍ000 ] ( 1 كو 9 : 25 ) ، لو ضبطت نَفْسِى داخِلياً أعرِف أنّ إِيمانِى يرتفِع ، سأعرِف كيف أضبِط نَفْسَى بِالفضيلة ، الحِكاية أعمق مِنْ إِيمان عقلِى ، لِذلِك نسأل أنفُسنا الآن ما هُوَ الفرق بين سلوكنا الداخلِى وَ سلوكنا الخارجِى ؟ الفرق بين ما نؤمِن بِهِ وَ ما نفعلهُ ؟ الشيَّاطين تؤمِن وَتقشّعِر ، ما المنفعة مِنْ إِيمان بِدُون أعمال ؟ الكنيسة غذّتنا بِالمعلومات ، وَ الكنيسة سلّمتنا تُراث ، صعب أنْ نقِف أمام هذِهِ المعلومات تارِيخ الكنيسة يحكِى قصّة مؤسِفة عَنْ واعِظ كان يعِظ عِظات تُلهِب القلب وَكان يحِث النَّاس على الإِستشهاد ، وَحدثت ضائِقة للكنيسة وَتمّ القبض على المسيحيين داخِل الكنيسة ، وَ للأسف أنكر هذا الواعِظ الإِيمان ، إِذاً ما المنفعة مِنْ الإِيمان العقلِى بِدُون أفعال ؟ ما المنفعة أنّ إِبراهيم يؤمِن بالله لكِنْ عِندما يطلُب مِنهُ الله أشياء مُعيّنة لاَ يطيعه ، يطلُب مِنهُ الخرُوج مِنْ أرضه يرفُض الله لَمْ يُسلّمنا أنّهُ أحبنا فقط لكِنّهُ ترجم محّبتهُ بِالخليقة ، خلق كُلّ شىء ، السَّماء وَالأرض وَالحيوان و000وَبعدما هيأ كُلّ شىء خلق الإِنسان ، إِيمان الله وَحُبّه فعّال وَليس نظرِى ، [ لأنّهُ هكذا أحب الله العالم حتَّى بذل إِبنهُ الوحيد000 ] ( يو 3 : 16 ) ، عِندما رآنِى هالِك لَمْ يقُل لِى أنا أحِبّك ، لكِن ماذا فعل لك ؟ لاَ00الله أثبت حُبّه لنا بأنّهُ بذل إِبنهُ الوحيد لأجلِنا ، لَمْ يُشفِق على إِبنه لأجلِنا ، حُب عامِل لابُد أنْ يكُون حُبّنا فِى الداخِل يُترجم لأفعال ، داوُد النبِى يقُول[ أحِبّك يارب يا قوّتِى ] ( مز 18 : 1 ) ، كيف ؟ [ سبع مرّات فِى النَّهار سبّحتك على أحكام عدلك ] ( مز 119 : 164 ) ، [ لِيكُن سلام للّذين يُحِبّونك ] ،[ مِنْ محرس الصُبح إِلَى الليل إِنتظرتك يارب ] ( مز 129) ، واقِف منتظِر ، إِيمان عامِل ، خفائِى وَمخدعِى يشهدان لِى أنّ لِى عِلاقِة حُب فعّال مَعَْ الله 0
2/ مَعَْ الآخرين :-
يقُول مارِيعقُوب الرسُول [ إِنْ كان أخ وَأُخت عُريانين وَمُعتازينِ لِلقوتِ اليومىِّ0فقال لهُما أحدُكُمُ إمضيا بِسلامٍ إِستدفِئا وَأشبعا وَلكِنْ لَمْ تُعطُوهُما حاجات الجسدِ فما المنفعةُ ]( يع 2 : 15 – 16 ) ، إِثنين فُقراء جاءوا إِليك وَليس لهُما ما يُدفِئهُما أو يُشبِعهُما وَ تقُول لهُما أنتُما جوعانان إِذهبا لِتأكُلا ، أنتُما غير مُستدفِئان إِذهبا وَإِستدفِئا وَ لَمْ تُعطيهُما شيء فما المنفعة ؟! أنا أعلم أنّهُ المفرُوض أنّهُ آكُل وَ أستدفِىء ماذا فعلت شفقتك علىَّ ؟ لابُد أنْ نُعطِى الفُقراء ، نحنُ جميعاً مُقتنعين أنّنا لابُد أنْ نُساعِد الفُقراء ، المُهِم أنْ نُساعِدهُمْ بِالفِعل ، لابُد أنْ يتحرّك إِيماننا بِالحُب إِتجاه إِخوتنا المسيحيّة حياة كُلّ مَنْ يراها يرى بِر المسيح فِينا ، أعمال الإِنسان هى التَّى تُذّكيه أمام الله ، البذل00العطاء00الحُب00الصفح00لابُد أنْ تظهر هذِهِ الأُمور فِى حياتنا مَعَْ الآخرين ، لابُد أنْ يظهر إِيمانِى بِأعمالِى ، أجمل أُمور نشهد بِها للمسيح هى أعمالنا ، إِيماننا إِيمان عامِل معرُوف أنّ المسيحيّة دِيانِة محبِّة الأعداء وَدِيانِة عِفّة وَحُب ، لابُد أنْ يظهر ذلِك فِى حياتنا ، ليست أفكار فقط بل حياة ، يُحكى أنّهُ يوم نِياحِة أبونا بيشُوى كامِل أنّهُمْ وجدوا إِنسان يبكِى بِشدّة وَكان هذا الشخص غير معرُوف لِمَنْ حوله ، وَ سألوا عنهُ وَ لَمْ يعرِفهُ أحد مِنْ الشعب ، فسألوه مَنْ يكُون هُوَ فقال هُوَ المكوجِى المُقيم خلف أبونا بيشُوى فقد كان يُحِبّه وَدائِماً يسأل عنهُ وَ هُوَ الّذى زّوج لهُ بناته ، قال عنهُ أنّهُ لَمْ يترُكهُ مُحتاج شيء ، وَ لمّا سألوه عَنْ إِسمه قال إِسمه " على " ، هذا إِيمان عامِل ، لَمْ يكُن أبونا بيشُوى يحفظ آيات لِمُجرّد أنْ يُردّدها بل لِيعمل بِها كثير مِنْ الوصايا نعرِفها داخِلنا لكِنّنا لاَ نعمل بِها لِذلِك معرِفتها تُديننا ، مَنْ يستطيع أنْ يقِف أمام الله وَ يقُول لاَ أعرِف الوصيّة ، يُجيبه الله حتَّى وَ إِنْ كُنت لاَ تعرِفها لكِنْ ضميرك يقولها لك ، الّذى ليس لهُ نامُوس ، ضميره هُوَ ناموسه ، الضمير يرفُض الخطيّة ، لابُد أنْ يكُون إِيماننا عامِل وَليس خامِل أو مشرُوط أجمل ما فِى المسيحيّة أنّها شرحت الإِنجيل فِى حياة القديسين ، نجِد فِى قِراءات القُدّاس البولس وَالكاثولِيكُون وَالإِبركسِيس ثُمّ يأتِى بعدهُمْ السِنكسار ، أولاً وصايا فِى البولس وَالكاثولِيكُون وَالإِبركسِيس ، أمّا السِنكسار فنجِد فِيهِ قديسين نفّذوا الإِنجيل عملِى ، قديسين يُعذّبُون فِى النَّار وَ الضرب وَ الرجم وَإِحتملوا ، هؤلاء هُمْ وسائِل إِيضاح أجمل ما فِى المسيحيّة أنّها ليست مُجرّد نظريات ، كيف نؤمِن أنّنا نُعطِى وَنحنُ لاَ نُعطِى ، الإِنجيل يقُول [000 فإِنْ كان النّور الّذى فيك ظلاماً فالظلام كَمْ يكُونُ ] ( مت 6 : 23 ) ، لاَ نُصدِّق أنّهُ يوجد ملح لاَ يُملِّح ، مصباح لاَ يُنير ، شمس لاَ تُضىء ، هكذا المسيحِى ،لاَ يوجد مسيحِى إِلاّ وَ فِيهِ فضائِل مفعُولة فِى حياته لِذلِك يُقال عَنْ كنيسة الرُسُل أنّها تطبيق عملِى لِلوصايا التَّى أعطاها المسيح لهُمْ [ وَكانُوا يُواظِبُون على تعليِم الرُّسُلِ وَالشَّرِكةِ وَكسرِ الخُبزِ وَالصَّلواتِ ] ( أع 2 : 42 ) ، عِندما قال لهُمْ إِعطُوا00أعطُوا ، عِندما قال لهُمْ واظِبُوا على الصلاة 00واظبُوا على الصلاة ، بدأوا يُطّبِقُون كلام المسيح وَأصبح إِيمانهُمْ عامِل بِالمحبّة بُطرُس وَ يُوحنا كانا داخلين الهيكل لِيُصلّيا فوجدا إِنسان يستعطِى وَ قالا لابُد أنْ نُعطِى لهُ شيء ، لكِنْ ليس لنا شيء نُعطيه إِيّاه لأنّنا طبّقنا وصيّة الترك قبل أىّ شيء ، فقال لهُ[00 ليس لِى فِضّة وَ لاَ ذهب وَ لكِن وَلكِنْ الّذى لِى فإِيّاهُ أُعطيكَ000 ] ( أع 3 : 6 ) ، لَمْ يترُكا الفُرصة تمُر عليهُما لأنّ الإِنجيل ليس وصايا نظريّة بل حياة كُلّ ما تُطّبِق الوصيّة لاَ تترُك فُرصة تمُر عليك بِدُون تطبيق الوصايا ، كُلّ ما الوصيّة ترفعك إِلَى أعلى ، لِذلِك عِندما شرح لهُمْ مَنْ هُوَ القريب شرح مثل السامِرِى الصالِح ، عِندما مرّ إِنسان وَأتاهُ لُصُوص وَضربوهُ وَتركوهُ مرّ عليهِ إِنسان وَأشفق عليهِ بِالكلام فقط ، وَ مرّ الثانِى هكذا ، حتَّى مرَّ السامرِى فضّمد جِراحاته وَأرسلهُ إِلَى الفُندُق وَأوصى صاحِب الفُندُق أنْ يهتم بِهِ ، مَنْ هُوَ القريب ؟ هُوَ مَنْ يفعل حسناً ، هكذا نحنُ إِيمانُنا فعّال المسيحيّة حياة فِعل ، حياة مُتاجرة بِالوزنات ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول لِتيموثاوس[ لاَ تُهمِل الموهِبة التَّى فِيك المُعطاة لك بِالنُّبُوَّةِ مَعَْ وضعِ أيدِى المشيخةِ ] ( 1 تى 4 : 14 ) ، فِيك الموهِبة فَلاَبُد أنْ تُضرِمها ، لابُد أنْ تُتاجِر فِى الوزنات لِتربح وَكُلّ يوم تُضيِف رِبح على رِبح فِى مثل المفلُوج يقُول الإِنجيل [وَجاءُوا إِليهِ مُقدِّمِينَ مفلُوجاً يحمِلهُ أربعةٌ ] ( مر 2 : 3 ) ، مَنْ هُمْ الأربعة رِجال ؟ لاَ نعرِفهُمْ ، ما هى قرابتهُمْ لِلمفلُوج ؟ لاَ نعلم ، هؤلاء هُمْ أقرِباؤه وَأحِبّاؤه ، لأنّهُمْ صنعُوا معهُ حسناً ، إِيمان عامِل بِالمحبّة ، لاَ يكفِى أنْ تقُول أنّهُ لديك محبّة وَعِندما يُطلب مِنك شيء تتباطىء وَتُظهِر محّبتِك الغاشّة 0
3/ فِى الكنيسة :-
أىّ يكُون إِيمانُنا فِى الكنيسة إِيمان عامِل ، تقُول أنت تُحِب الكنيسة جِدّاً فكيف تُترجِم محّبتِك لها ؟ محبُوب أنّك تأتِى لِلكنيسة وَ تتفرّس فِى هيكلِهِ المُقدّس كما يقُول داوُد النبِى [ إِشتقت أنْ أجلِس على أعتاب بيتك ] ، [ واحِدة سألتُ مِنْ الرَّبّ وَإِيّاها ألتمِس أنْ أسكُن فِى بيت الرّبّ كُلّ أيام حياتِى000 ] ( مز 27 : 4 ) الآباء علّمونا أنْ نُقّبِل أعتاب وَأبواب الكنيسة عِند دخولنا إِليها ، محبُوب أنْ تأتِى إِلَى بيت الله ، لِى غِيرة عليها وَعلى كُلّ ما فِيها مِنْ خِدمة وَمبانِى وَشِئونها وَأسرارها وَتعالِيمها ، مجالات كثيرة تُطّبِق الكنيسة فِى حياتنا ، نُمارِس عِبادتها بِحُب وَصِدق ، أُمارِس أسرارها بِمحبّة مِنْ أمثال ذلِك نحميا النبِى الّذى كان يعمل ساقِى للملِك وَسمع عَنْ أُورُشليم وَأسوارُها المهدومة وَأبوابُها المحرُوقة ، فحزِن ، لِماذ يحزن ؟ الّذين فِى أُورُشليم فليهتّمُوا بِأُورُشليم ، يقُول [000 جلست وَبكيت وَنُحت أيَّاماً وَصُمتُ وَصلّيتُ أمام إِلهِ السَّماءِ ] ( نح 1 : 4 ) ، حزن على أُورُشليم حتَّى أنّ الملِك لاحظ حُزنه فسألهُ [000 لِماذا وجهُك مُكمّد وَأنت غير مريض000 ] ( نح 2 : 2 ) ، أجابهُ نحميا كيف لاَ أحزن وَأُورُشليم مدينة آبائِى مُهدمة وَأبوابه مُحرقة ، فأعطاهُ الملِك أنْ يبنِى المدينة ، لِذلِك قال[000 هلُمَّ فنبنِى أسوار أُورُشليم وَ لاَ نكونُ بعدُ عاراً ] ( نح 2 : 17 ) لابُد أنْ يكُون لِى إِيمان عامِل ، غِيره على خِدمة الكنيسة وَ على إِخوتِى ، كان مُمكِن نحميا يقُول أين الكهنة وَ أين الشعب الساكِن أُورُشليم ، نحميا لَمْ يلُوم أحد لكِنّهُ بدأ يتحرّك ، جميل أنْ نبحث عَنْ ماذا نفعل نحنُ ؟ أنا عُضو فِى إِجتماع ، ماذا أفعل للإِجتماع ؟ قَدْ نشعُر أنّنا ضُيوف فِى الكنيسة عِند الكهنة وَالخُدّام ، كيف ؟نحنُ حِجارة حيّة فِى الكنيسة ، أنت عمُود فِى الكنيسة ، أنت عامِل فِى الخِدمة ، إِفتقِد إِخوتك ، إِعمل فِى الكنيسة وَ لاَ تُلقِى المسئوليّة على الآخرين ،نحنُ نُلقِى المسئوليّة على الخِدمة ، وَ الخِدمة تُلقِى المسئوليّة على أُمناء الخِدمة ، وَهُمْ بِدورِهِم يُلقُون المسئوليّة على الكهنة ، وَالكهنة على الأُسرة ، وَ الأُسرة على المُجتمع ، وَهكذا000 ، لابُد أنْ يكُون عِندِى حركِة إِيمان عامِل ، أفتقِد إِخوتِى القديس يُوحنا ذهبِى الفم يقُول تشبيه رائِع وَ هُوَ أنّ المرأة الوقُورة تلبِس ثِياب تكسِيها حتَّى أرجُلها ، هكذا الكنيسة ثِيابها حتَّى أقدامها ، وَثِياب الكنيسة هى نحنُ ، نحنُ الّذين نستُرها وَنُغّطِيها ، إِذا لَمْ نكُنْ موجودين تُصبِح الكنيسة عارية ، وَ لاَ يصِح أنْ تكُون عارية ، لابُد أنْ تستُرها فِى سِفر الرؤيا تظهر الكنيسة وَكأنّها إِمرأة مُتسربِلة بِالبزّ ، الكنيسة أمام الله فِى السَّماء مكسيّة بِبر القديسين ، ثُمّ يرّجعنا القديس يُوحنا ذهبىّ الفم إِلَى سِفر التكوين حيثُ ثمل نُوح بِالخمر وَتعرّى فجاء سام وَنظر أبوهُ وَ لَمْ يستُرهُ فأخذ اللعنة بينما سترهُ حام وَيافُث إِذا رأيت عُرى الكنيسة وَوقفت صامِت تُدان ، لكِنْ إِذا كُنت أنت السبب فِى هذا العُرى ، أىّ أنت الغائِب عنها فكم تكُون إِدانتك ؟ لابُد أنْ تشعُر بِالمسئوليّة إِتجاه الكنيسة وَإِتجاه إِخوتك وَ لاَ نكتفِى أنْ تُدين الآخرين أوْ تُلقِى بِاللوم على غيرك لابُد أنْ يكُون لك إِيمان عامِل[ 000إِذ الضَّرُورة موضُوعة علىَّ0فويل لِى إِنْ كُنتُ لاَ أُبشِّرُ ] ( 1 كو 9 : 16 ) ،هكذا يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول ، هل تشعُر أنّ الضرورة موضُوعة عليك ؟ لابُد أنْ تشعُر أنّ لك إِيمان عامِل وَ لاَ تحيا فِى سلبيّة ، أنت عُضو فعّال بِنعمِة ربِنا ، إِذا غاب أحد إِسأل عنهُ لأنّهُ عِندما يعُود وَيعرِف أنّ آخرين سألوا عنهُ سيشعُر بِدفىء وَحُب ، إِذا مرض أحد وَالمسيح يقُول كُنتُ مريض فزُرتمُونِى وَ لَمْ تذهب لِتسأل عنهُ فما المنفعة ؟ لاَ يكفِى المعرِفة أو الإِيمان النظرِى فقط ، لابُد أنْ نسمع وَنعمل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2236

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل