حياة الفرح

Large image

فِى إِنجيل مُعلّمِنا يُوحنا البشير إِصحاح 16 ربِنا يسُوعَ يقُول كده[00 سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) فِى الحقيقة نشعُر أنّ إِحنا مُحتاجين جِدّاً إِنْ إِحنا نسمع عَنْ الفرح ، مِش بس نسمع لكِنْ نعيش الفرح لإِنْ إِحنا فِى عصر مليان ضغُوط ، وَ مليان ضِيقات وَ تجارُب وَ أوجاع ، وَ مليان خطايا ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يفقِد فرحة ، وَ ما أسهل إِنْ الإِنسان يعيش الكآبة وَ الحُزن ، لِذلِك عايِز أقول إِنْ لو أنا عايش مِش فرحان أوْ لو أنا عايش فِى حُزن أو كآبة أعرف إِنْ أنا فىَّ حاجة فِى حياتِى مَعَْ ربِنا غلط العايش مَعَْ ربِنا صح عُمره ما يُبقى حزِين وَ لاَ مُكتئِب وَ لاَ مهمُوم وَ لاَ حزِين أبداً [ سأراكُمْ أيضاً فتفرح قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحد فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) ،أحِب أنْ أتكلّم معاكُمْ فِى نُقطتين :-

(1) مفهُوم الفرح الرُّوحِى (2) مفاتيِح الفرح
(1) مفهُوم الفرح الرُّوحِى:-
الفرح الرُّوحِى غير الفرح العالمِى ، فرح العالم مُتغيِّر ، يزُول ، ما نقدرش أبداً نسّمِى إِنْ فيه فِى العالم فرح أبداً ، ده العالم مليان ضِيق ، ده العالم مليان حُزن أوْ أحزان ، الحياة مَعَْ الله يا أحِبّائِى هى الفرح الحقيقِى ، خارِج الحياة مَعَْ ربِنا متلاقيش فرح الفرح الرُّوحِى فرح مِنْ أعماق القلب ، فرح زى ما قال عنهُ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول[ 000فتبتهِجُونَ بِفرحٍ لاَ يُنطقُ بِهِ وَ مجيدٍ ] ( 1 بط 1 : 8 ) ، مِنْ الداخِل ، مِنْ الأعماق ، فِى فرحة جوّه ، فرحة بِحياتِى مَعَْ ربِنا ، فرحة بِوسايِط النِعمة ، فرحة بإِستعدادِى للأبديّة ، فرحة لإِتصالِى بِالسَّماء ، فرحة بِحياة البِر الّلِى بعيِشها ، فرح لإِنتصار الرّوح على الجسد فرح لاَ يُوصف العالم لاَ يُعطِى فرح ، ملذّات العالم لاَ تُعطِى الفرح ، بل بِالعكس ، ملذّات العالم تترُك الإِنسان فِى حُزن أكثر ، وَ فراغ أكثر ،وَ كُلّ ما الإِنسان يأخُذ مِنْ العالم كُلّ ما يزِيد عطشه وَ جُوعه ،زى ما قال ربِنا [ 000كُلّ مَنْ يشربُ مِنْ هذا الماءِ يعطشُ أيضاً ] ( يو 4 : 13 ) ما نقابلش حد فرحان ، الحياة الزمنيّة ضاغطة علينا ، فقدانه أجمل سِمة فِى حياتنا كمسيحيين سِمة الفرح ، ده كان زمان لمّا يشُوفوا حد فرحان يقُولوا لهُ بايِن عليك إِتقابِلت مَعَْ واحِد مسيحِى ، لمّا واحِد مُجرّد يتقابِل مَعَْ واحِد مسيحِى الفرح بِتاع الإِنسان المسيحِى يشِع عليه فيُبقى فرحان مِنْ أهم صِفات الإِنسان المسيحِى الفرح ، زى ما قال ربِنا[000وَلكِنْ حُزنكُمْ يتحّولُ إِلَى فرحٍ ] ( يو 16 : 20 ) ، الإِنسان محتاج لِلفرح ، فأحياناً يدّور على الفرح ده بعيد عَنْ ربِنا ، الإِنسان مُمكِن يفتِكر إِنّه مُمكِن يفرح لو أكل أوْ شرب أوْ لبس أوْ لو إِقتنى أوْ لو إِتغنى صدّقُونِى يا أحِبّائِى العالم لاَ يُشبِع ، العالم لاَ يُفرِّح أبداً ، ده كُلّ ما الإِنسان زاد سعيه لِملذّات العالم كُلّ ما زاد حُزنه مِنْ الداخِل وَ فقره ، وَ كُلّ ما زادِت الضغُوط عليه الفرح الّلِى مِنْ جوّه يا أحِبّائِى ده فرح أولاد الله ، ده فرح لاَ يُنطق بِهِ ، ده فِيه مسرّة جوّاه ، فِيه إِحساس مِنْ جوّاه بِالرضا وَ القبُول وَ القناعة ، فِيه إِحساس جوّاه إِنّه بدأ يعيش السَّماء على الأرض لأنّهُ بيعيِش حضرِة الله فرح ، فرحان ، كُلّ ما الإِنسان يا أحِبّائِى يعرف إِنْ فرحة مِش فِى العالم لازِم يبحث عَنْ فرحُة فِى المسيح يسُوعَ ، وَ هُنا يبدأ يدوق عربُون الفرح السَّماوِى ، مُشكِلة كبيرة يا أحِبّائِى إِنْ إِحنا الّلِى بِنبات فيه بِنصبح فيه ، وَ الضيق مالِك علينا ، وَ الحُزن مالِك علينا ، فِى حين إِنْ ربِنا يسُوعَ دعينا دعوِة فرح [ إِفرحُوا فِى الرّبّ كُلّ حينٍ وَ أقُولُ أيضاً إِفرحُوا ]( فى 4 : 4 ) الكلام ده فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول إِلَى أهل فِيلبِى ، وَ هُوَ مسجُون يقُول لِلنَّاس[ إِفرحُوا ] بينما هُوَ مسجُون ، يعنِى المفرُوض إِنْ إِنت تكُون عايش دلوقتِى كآبة وَ ضِيق ، أبداً00الفرح الرّوحانِى يا أحِبّائِى فرح لاَ يتّوقف على الظرُوف ، لاَ يتّوقف على المكان ، ده فرح مِنْ جوّه مِنْ أعماق القلب ، مش شرط إِنْ أنا أفرح لمّا أأقعُد فِى مكان يكُون عاجبنِى ، أبداً الفرح الّلِى مِنْ الله يا أحِبّائِى فرح مِنْ أعماق القلب ، فرح مِنْ الداخِل ، الإِنسان لو دوّر على الفرح برّه ربِنا يسُوعَ مِش حيشبع وَمِش حيكتفِى وَمِش حيتغنِى أبداً أبداً ،خارِج ربِنا يسُوعَ ما فيِش فرح ، ملذّات العالم ما تديش فرح ، الإِنسان فِكره إِنّه لو يحقّق شويِّة رغبات جوّاه يطمئِن وَ يهدى وَيفرح ، أبداً000أبداً لو الإِنسان صدّقونِى – لو الإِنسان – مثلاً قال أنا عايِز دخلِى يُبقى كذه بعد كِده أستقِر وَأهدى ، يجيِله دخل كذه ده الّلِى كان عايزه ، يلاقِى نَفْسَه ما إِستقرش وَ لاَ هِدِى وَ لاَ فرِح ، يبتدِى عايِز إيه عايِز تانِى00عايِز تانِى ، إِيه الّلِى يفرّحك ؟ إِيه الّلِى يغنِيك ؟ إِيه الّلِى يخلّيِك تشعُر إِنت فِعلاً مكتفِى ؟يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ ليس أنّنا كُفاةٌ مِنْ أنفُسِنا أنْ نفتكِر شيئاً كأنَّهُ مِنْ أنفُسِنا بل كِفايتُنا مِنَ اللهِ ]( 2 كو 3 : 5 ) ، الإِنسان مِش حيشبع ، وَمِش حيفرح إِلاّ بِربِنا يسُوعَ ،القديس أُوغسطينوس كان يقُول لِربِنا كِده [ خلقتنا يارب لك فضلاَ وَ لَمْ تطمّئِن نِفُوسنا إِلاّ بِالحياة معك ] ، خلقنا لهُ وَ مِش حا نطمئِن وَ مِش حنفرح إِلاّ لمّا نعيش معاه فرح أولاد الله يا أحِبّائِى فرح مِنْ داخِل النَفْسَ ، يقُولوا على الجماعة الّلِى كانُوا بيعذِّبُوا المسيحيين كان يلاقُوهُمْ رايحين لِمواكِب الإِستشهاد لابسين أجمل ثِيابهُمْ وَ يُهلِّلون ، رايحين يمُوتوا فرحنين ، أكتر حاجة تجيِب للإِنسان وجع بس الموت ، بل سِيرة الموت ، دول رايحين يستشهِدُوا ، دول بِيسبّحُوا أوْ يرنّمُوا يقُولُوا عَنْ الملِك دقلديانُوس أنّهُ كان يتفنّن فِى عذاب المسيحيين ، فمرّة يجلِد ، وَ مرّة يحرق ، وَ مرّة يُصلُب ، وَ مرّة يُلقِى لِلوحُوش ، كان يُحِب يشُوف مناظِر المسيحيين وَ هُمَّا بيمُوتوا ، وَ بعدما ماتوا وَبقيوا جُثث يحِب يشُوفهُمْ علشان يشعُر بِسعادة إِنّه غلبهُمْ ، قال لِلجماعة الّلِى كانُوا معاه دول وحوش مش بنِى آدمين ، دى وحشيّة مِنهُمْ أنْ يمُوتوا مُبتسمين [ 00سأراكُمْ أيضاً فتفرحُ قُلُوبكُمْ وَ لاَ ينزعُ أحدٌ فرحكُمْ مِنكُمْ ] ( يو 16 : 22 ) ، لو فيه حُزن وَ كآبة فِى حياتك مُستمرّة إعرف إِنْ فيه حاجة فِى حياتك مَعَْ ربِنا غلط ، الواحِد يقابِل حد كُلّ واحِد يشتكِى ، مهمُوم ، إمتى حنبقى فرحانين ؟ الفرح مِنْ ثِمار الرّوح القُدس[ 00محبّة 00فرح 00سلام00] ( غل 5 : 22 ) لو رُوح ربِنا جوّانا يُبقى لازِم يكُون فِينا فرح ، لو رُوح ربِنا مطفِى جوّانا يُبقى ما فيش جوّانا فرح ، علشان كده الإِنسان الّلِى بيشعُر إنّه هُوَ مُمكِن حياته تُبقى بعيدة عَنْ سلام وَ فرح ربِنا ده حيُبقى فقير جِدّاً شُوفوا كده سُليمان الحكيم قال كده أنا حبّيت أدّور على الفرح فجيت مثلاً أأقعُد أضحك ، حبّيت أجيب ناس تقعُد تضّحكنِى ،راجِل ملِك يجيب شويِّة عِيال أراجُوزات يعمِلوا لهُ شويِّة حركات وَ يقُولوا نُكت يقعُد يضحك ، عارفين الحكيم قال إيه على نَفْسَه [ لِلضَّحكِ قُلتُ مجنُون000 ] ( جا 2 : 2 ) ، إيه العبط الّلِى أنا بعمله ، وَ التفاهة الّلِى أنا فِيها كان فيه طبيب نفسانِى فِى الخارِج ، فِى الخارِج المرضى النفسيين كُتار جِدّاً لأنّ النَّاس محتاجة لِلفرح ، فكان المريض لمّا يجيله يقول لهُ إِذهب إِلَى الجنينة دى وَ حتلاقِى حاوِى ، رّفه عَنْ نَفْسَكَ ، فكان كُلّ واحِد يقُول لهُ كده ، ففِى مرّة المريض قال لهُ أنا الحاوِى ده ، العالم لاَ يُشبِع ، لاَ يُعطِى فرح ده مُعلّمِنا بولس الرسُول كان مربُوط فِى مقطرة وَ كان يُسّبِح الله ( أع 16 : 24 ) ، مفيش فِى العالم مسرّات ، كان مرّة عملوا إِحصائيات فلقوا إِنْ السّويِد مِنْ أغنى دُول العالم وَ بِها عدد كبير جِدّاً مِنْ المرضى النفسيين ، ما عندهُمش فرح قلب الإِنسان مخلُوق على هيئِة مُثلّث ، لو حطّينا الكُرة الأرضيّة فِيه ستظل أركانه فارِغة ، [000 ويل لكُمْ أيُّها الضَّاحِكُون الآن لأنّكُمْ ستحزنُونَ وَ تبكُونَ ] ( لو 6 : 25 ) 0
(2) مفاتيِح الفرح:-
1/ إِقترِبِى إِلَى عُمق شخص ربِنا 2/ عيشِى البِر
3/ عيشِى التسليِم 4/ عيشِى التسبيح
1/ إِقترِبِى إِلَى عُمق شخص ربِنا :-
لو دخلتِ جوّه ربِنا تحسِّى بِفرحة ، هُوَ سلامُنا ، هُوَ فرحُنا ، الفرح الرّوحانِى ، ده فرح لاَ يُنطق بِهِ ، فرح بِحسب قلب الله ، مُقابله ربِنا لِينا ، وَ مُقابلتنا معاه ، هى مُفتاح الفرح نخشى جِدّاً أنّ حياتنا مَعَْ ربِنا يغلِب عليها الجانِب النظرِى ، يعنِى أبقى عارفه يسُوعَ بِعقلِى مِش بِقلبِى ، لازِم نشعُر بِأنّ لِقاء ربِنا يفرّح ، إِنقلِى مسئولية حياتنا إِلَى ربِنا ،[ مُلقين كُلّ همِّكُمْ عليهِ لأنّهُ هُوَ يعتنِى بِكُمْ ] ( 1 بط 5 : 7 ) ، فليقبلك ضميرِى كما قبل يعقُوب حبيبه يوسِف فِى سِفر نحميا يقُول [000لأنّ فرح الرّبِّ هُوَ قُوّتُكُمْ ] ( نح 8 : 10 ) ، واحِد مِنْ القديسين يقُول [ مَنَ رآك ثُمّ إِحتمل ألاّ يراك ] أول مصدر لِلفرح ربِنا يسُوع ، المصدر الثانِى حياة البِر ، ثُمّ التسليم وَ التسبيح ، لأنّ التسبيح هُوَ طعام السَّمائيين ، لُغة السَّماء ، يخلِّى الإِنسان ما يعرفش طعم الحُزن ،يرفع الإِنسان لِفُوق ، الحُزن إِنتهى ، مُعلّمِنا داوُد النبِى يقُول[ فرِّح نَفْسَ عبدِك لأنَّنِي إِليكَ ياربُّ أرفعُ نَفْسِي ] ( مز 86 : 4 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3238

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل