العظات

الآسرة بين العبودية والحرية

الآسرة بين العبودية والحرية مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير ( لو 15 : 11 – 32 ) بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا آمِين ..{ وَقَالَ . إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ . فَقَالَ أَصْغَرْهُمَا لأَِبِيهِ يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ . فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ . وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ . فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجٌ . فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ . وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتْ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ . فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ . فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَِبِي يَفْضَُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً . أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ . وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً . اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ . فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ . وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ . فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً . فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتِماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ . وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ . لأَِنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ . فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ . وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ . فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً . فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا . فَقَالَ لَهُ . أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَِنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً . فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ . فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ . فَأَجَابَ وَقَالَ لأَِبِيهِ هَا أَنَا أَخْدُِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ وَجِدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَِفْرَحَ مَعَْ أَصْدِقَائِي . وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ . فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ . وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَِنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ } ( وَالمَجْدُ للهِ دَائِماً ) . إِنَّ مَثَلْ الإِبْن الضَّال مَلِئ بِالمَعَانِي الرُّوحِيَّة وَالكَنَسِيَّة وَالتَّرْبَوِيَّة .. بِمَا أنَّ الإِجْتِمَاع يَخُص أمر الأُسْرَة فَسَوْفَ نَتَكَلَّمْ مِنْ وِجْه نَظَر تَرْبَوِيَّة .. عِلاَقِة هذَا الإِبْن وَعِلاَقِة أخُوه بِأبُوهُمْ .. كَانَ هذَا الإِبْن عَايِش فِي البِيْت مُجَرَّدٌ لِلإِسْتِهْلاَك .. كَانْ عَاوِز يِقُول لأِبُوه أعْطِنِي نَصِيبِي مِنْ المَال اللِّي المَفْرُوض أنَا أخْدُه بَعْد مَا إِنْتَ تِمُوْت وَأنَا فِي الحَقِيقَة إِنْتَظَرْت كِتِير فَخَلاَص إِعْطِهُونِي .. كَانَ يِقُولُّه اللِّي يِهِمِنِي فِيك حَاجْتَك وَإِنْتَ لاَ تُعْنِينِي .. وَكَانَ يِقُولُّه لَقَدْ تَأخَّر مِيعَادَك وَأنَا لاَ أسْتَطِيعْ الإِنْتِظَار فَاعْطِنِي قِسْمَتِي مِنَ المَال .. عَاوِز أتْكَلِّمْ مَعَاكُمْ عَنْ : أوَّلاً : العِلاَقَات الإِسْتِهْلاَكِيَّة : الوَلَدٌ دَه عِلاَقْتُه عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة بِأبُوه .. عِلاَقْتُه عِلاَقِة أشْيَاء مَفْهَاش حَيَاة مُشْتَرَكَة .. مَفْهَاش تَعَاوُنْ .. وَكَانْ يِقُول لأِبُوه مَلَكْش أي لَزْمَه .. سَمْحُونِي فِي الكِلْمَة .. أحْيَاناً فِي بِيُوتْنَا بِنُقَعْ فِي هذِهِ المُشْكِلَة أنْ يَتَحَوَّل الأب بِالنِسْبَة لِلأُسْرَة إِلَى مُوَرِّدٌ مَال فَقَطْ .. نِظَام أوِّل كُلَّ شَهْر إِذَا كَانْ بِيِمْشِي بِالنِّظَام دَه مَعَ زَوْجَتُه يَتْرُك لَهَا المَصْرُوف وَيِقْعُدُوا يِحْسِبُوا الحِسْبَة مَعَ بَعْض وَكِدَه يِكْفِي وَمَا يِكْفِيش وَخَلاَص كِدَه .. أتَذَكَّر مَرَّة كُنْت فِي زِيَارَة فَقَالَ لِي أب وَلَدٌ ( الوَلَدٌ دَه بِيكَلِّفْنِي فِي الشَّهْر 400 جِنِية عَلَى أسَاس الدُرُوس .. وَمِش فَاكِر حَسَبْ الأكْل وَالشُرْب وَلاَّ لأ .. أعْتَقِدْ لَوْ كَانْ حَسَبْ الأكْل وَالشُرْب كَانْ لَهَا حِسْبَة تَانْيَة .. أعْتَقِدْ إِنُّه كَانْ يُقْصُدْ فَقَطْ إِنْ الوَلَدٌ دَه بِيكَلِّفُه 400 جِنِية بَسْ دُرُوس ) .. يَعْنِي عَاوِز يِقُول التَّعْبِير اللِّي أحْيَاناً بِنْقُولُه " الأخ دَه وَاقِعْ عَلَيَّ بِخُسَارَة " – عِلاَقَات إِسْتِهْلاَكِيَّة – طَبْعاً الإِحْسَاس دَه بِيِتْنِقِلْ إِلَى الإِبْن فَهُوَ كَمَانْ بِيُبْقَى حَاسِس إِنْ أبُوه وَاقِعْ عَلِيه بِخُسَارَة لأِنَّه مَهْمَا كَانْ هُوَ بِيُعْطِيه فَفِي حَاجَات تَانْيَة مِش بِيَاخُدْهَا فَعِلاَقْتُة عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة . أقْدَر أقُول إِنْ دِي خَطِيَّة وَإِنْ دَه تَقْصِير وَمِنْ وِجْهِة نَظَر رُوحِيَّة أحْيَاناً بِتِكُون عِلاَقِتْنَا بِالله عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة .. يَعْنِي الله بِالنِّسْبَة لِيَّ هُوَ مُجِيب لِطَلَبَاتِي فَقَطْ .. لَيْسَ أب لِي وَلَيْسَ مُخَلِّص لِي وَلكِنْ أنَا عَاوِز وَعَاوِز وَعَاوِز .. أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِين كَانْ يِقُول لِرَبِّنَا { سَامِحْنَا يَا الله عَلَى هذِهِ الأوَامِر الَّتِي نُعْطِيك إِيَّاهَا وَنُسَمِّيهَا صَلاَة } .. لِيه عِلاَقِة الإِبْن دَه بِأبُوه شَكْلَهَا كِدَo" عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة " ؟ لأِنْ الوَلَدٌ حَاسِس إِنْ أصْدِقَاؤه وَالحَيَاة خَارِج البِيْت فِيهَا سَعَادَة أكْتَر مِنْ الحَيَاة دَاخِلْ البِيْت فَعَاوِز يِجَرَّبْ الأمر دَه . القِدِيس أُغُسْطِينُوس فِي بِدَايِة صِرَاعُه مَا بَيْنَ التُوْبَة وَمَا بَيْنَ الخَطِيَّة وِقْف مَرَّة يِقُول لِرَبِّنَا فِي مُنْتَهَى الصَّرَاحَة { إِنِّي لَمْ أجِدٌ فِي الخَطِيَّة لَذَّة عَنْكَ } .. قَالْ لِرَبِّنَا كِدَه بِصَرَاحَة وَهُوَ فَيْلَسُوف ..رُبَّمَا يِكُون جُوَّانَا مَشَاعِر مِش بِنِقْدَر نِعَبَّر عَنْهَا .. " كَانَ لاَ يُمْكِنْ أنْ أجِدٌ فِي الخَطِيَّة لَذَّة عَنْكَ " .. أحْيَاناً بَرَّه أوْلاَدْنَا بِيْقُولُوا إِنْ إِحْنَا بِنَجِدٌ الحَيَاة بَرَّه البِيت فِيهَا لَذَّة عَنْ الحَيَاة جُوَّه البِيت . نِقْدَر نِقُول كِدَه أحْيَاناً بِنِهْتَمْ بِاحْتِيَاجَات الشَّخْص دُونَ أنْ نَهْتَمْ بِالشَّخْص نَفْسُه .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول عِنْدَمَا وَجَدَ أغْنِيَاء كُورُنْثُوس بِيِهْتَمُّوا بِالعَطَاء لِمُجَرَّدٌ تَسْكِينْ الضَّمِير أوْ لِمُجَرَّدٌ إِنُّهُمْ يِدُّوا رَبِّنَا وَخَلاَص قَالَ لَهُمْ { لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ } ( 2كو 12 : 14) .. هُنَاكَ فَرْق شَاسِعْ بَيْنَ " مَالَك " وَ " إِيَّاك " .. مِش عَايِز حَاجْتَك وَلكِنْ عَايْزَك إِنْتَ . نُقْطَة مُهِمَة جِدّاً إِنْ العِلاَقَة خَطَر جِدّاً أنْ تَتَحَوَّل إِلَى عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة .. خَطَر جِدّاً إِنَّك تِهْتَمْ بِحَاجَات إِبْنَك الخَارِجِيَّة وَأنْ أتْرُكُه عَاطِفِياً وَرُوحِياً وَكَنَسِياً كَأنَّهُ مُهْمَل أوْ مَنْبُوذٌ ..إِحْنَا أحْيَاناً بِنُقَعْ فِي هذِهِ الحُفْرَة .. إِحْنَا مَوْجُودِينْ فِي بِيت وَاحِدٌ بِدُون حِوَار وَحُبْ ظَاهِر .. يُوْجَدٌ قُيُودٌ كَثِيرَة .. أقْدَر أقُول إِنْ الجَوْ دَه يِخْلَقٌ نُوْع مِنْ عَدَم النُمُو فِي البِيت .. نُشْعُر إِنْ البِيت دَه مُجَرَّد قُيُودٌ وَأوَامِر نِحِبْ أنْ نَتَحَرَّر مِنْهَا .. إِزَاي أحِبَّائِي نِعْرَف نِصَحَح هذِهِ الأُمور ؟ إِزَاي أنْ لاَ تَكُون النَّظْرَة المَادِيَّة طَاغِيَة عَلَيَّ وَفِي نَفْس الوَقْت طَاغِيَة عَلَى أوْلاَدِي ؟ إِزَاي أهْتَمْ بِالشَّخْص كَشَخْص ؟ إِزَاي يُشْعُر إِنْ البِيت دَه بِتَاعُه ؟ الوَلَدٌ الكِبِير لَمْ يُخْطِئ خَطَأ الوَلَدٌ الصُغَيَّر لكِنْ وِقِعْ فِي خَطَأ أكْبَر مِنْ الوَلَدٌ الصُغَيَّر ..عَلَى الأقَلْ الوَلَدٌ الصُغَيَّر أظْهَر مَا بِدَاخِلُه أمَّا الوَلَدٌ الكِبِير مِش مِبَيِنْ لكِنْ حَاسِس بِمَسَافَات بِينُه وَبِينْ أبُوه .. مِش حَاسِس إِنْ البِيت دَه بِيتُه .. دَه كَانْ عَلَى الأقَلْ لَمَّا يِكُون البِيت فِيه فَرَحٌ لاَ يُوْجَدٌ فِيه غِيرُه هُوَ وَأخُوه .. لِيه يِكُون هذَا الفَرَحٌ لُه أوْ لأِخِيهِ ؟ كَانَ لاَبُدْ أنْ يَتَوَقَعْ أنَّهُ يُوْجَدٌ شِئ خَاص بِأخِي وَلكِنَّهُ لَمْ يَتَوَقَعْ وَعَلَشَان هُوَ مِسْتَغْرَب سَألْ أحَدٌ الغُلْمَان لأِنُّه حَاسِس بِغُرْبَة لِلبِيت دَه .. هُوَ بِيَسْتَمِدٌ المَعْلُومَات عَنْ البِيت وَأخُوه وَأبُوه مِنْ أحَدٌ الغُلْمَان .. سَأل وَاحِدٌ مِنْ العَبِيدٌ " هُوَ فِيه إِيه " ؟ .. قَالُّه " أخُوك رِجِعْ " .. فَلَمْ يَقْبَل أنْ يَدْخُل فِطِلِعْ لُه الأب ( عَارِف إِسْلُوبُه عَايِش فِي البِيت وَلكِنْ هُوَ مِش فِي البِيت ) . وَاحِدٌ مَرَّة زَعْلاَن مَعَ زَوْجَتُه قَالِّي " أنَا عَايِش فِي لُوكَانْدَة .. أدْخُلْ مَالِيش دَعْوَة بِحَدٌ ..مَا بَكَلِّمْش حَدٌ .. مِش عَاوِز يَاكُل مَعَ حَدٌ " .. حَيَاة جَافَّة .. نَحْنُ مُحْتَاجِين يَا أحبَّائِي حُبْ يِكُون بَيْنَنَا وَحِوَار بَيْنَنَا .. لُغَات مَحَبَّة .. وَمِحْتَاجِينْ نِفْهَمْ كُلَّ وَاحِدٌ إِيه إِحْتِيَاجَاتُه أخَلِّيه يِعَبَّر عَنْهَا ..مِش بَسْ الدِرَاسَة .. كُلَّ مَشَاغِلْنَا " ذَاكِر / ذَاكْرِي " .. أكْتَر حَاجَة شَغْلاَنَة دِي .. حَتَّى لَوْ فِي نَجَاحٌ دِرَاسِي أحْيَاناً تِكُون عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة .. مِش فَاهْمِينْ إِزَّاي نِعِيش مَعَ بَعْض .. مِش بِنِتْحَاوِر مَعَ بَعْض .. أتَذَكَّر مَرَّة كُنْت قَاعِدٌ وَكَانْ فِيه طِفْلَة فِي رَبْعَة إِبْتِدَائِي وَكَانِتْ وَالْدِتْهَا قَاعْدَة .. أنَا سَألْتَهَا سُؤَال وَوَالِدِتْهَا تَعَجَّبِتْ لِلسُؤَال اللِّي سَألْتُه لَهَا – هَا أوَرِّيكُوا إِزَّاي بِنْكُون مِش عَارْفِين وِلاَدْنَا – قُلْت لَهَا " حَبِيبْتِي لَمَّا تِتْجَوِّزِي تِحِبِّي فِي عَرِيسِك صِفَات إِيه " ؟ .. أُمَّهَا إِسْتَغْرَبِتْ لِلسُؤَال فَأجَابِتْ البِنْت وَقَالِتْ .. 1/ غَنِي .. 2/ مُتَدَيِّنْ .. 3/ جَمِيلٌ .. 4/ طَوِيلٌ .. ( النَّاس ضِحْكِتْ ) .. أحْيَاناً بِنْكُون مِش فَاهْمِينْ وِلاَدْنَا .. عِلاَقْتِي بِه إِيه إِنْ دَه طِفْل / طِفْلَة .. عِلاَقَة سَطْحِيَّة .. الدِرَاسَة وَبَسْ .. مِش بَكَلِّمُه عَنْ مُسْتَقْبَلُه .. عَنْ طُمُوحَاتُه .. إِهْتِمَامَتُه الأوْسَعْ .. آمَالُه .. مَشَاكْلُه . كَانْ فِي نَاس مَصْرِيِينْ عَاشُوا فِي السِوِيد .. قَالُوا عِبَارَة جَمِيلَة .. Education in Sweed is fun ( يَعْنِي التَّعْلِيمْ فِي السِوِيد مَرَحٌ ) .. Education in Egypt is grief ( أمَّا فِي مَصْر غَمْ ) .. لِيه أُسْلًُوب مُتْعِب وَتَلْقِينْ ؟ بِيْذَاكِر حَاجَات مِش بِيْحِبَّهَا وَلاَ بِيْطَبَقْهَا بِإِيدُه .. إِحْنَا كَمَان عِلاَقِتْنَا بِأوْلاَدْنَا مُتَوَتِرَة مِش عِلاَقَة مُفْرِحَة .. بَخَلِّي العِلاَقَة عِلاَقِة إِسْتِهْلاَك .. عَلَشَان كِدَه أحِبَّائِي إِحْنَا مِحْتَاجِينْ إِلَى عِلاَقِة حِوَار .. مِحْتَاجِينْ إِلَى عُبُور أكْثَر إِلَى أوْلاَدْنَا . مَرَّة كُنْت فِي زِيَارَة فَبَيِّنْت أهَمِيِّة المُذَاكْرَة فِي الآتِي : 1)تِنَوَر العَقْل .. وَلَدٌ مُتَعَلِّمْ .. وَلَدٌ مُش مُتَعَلِّمْ ( يُوْجَدٌ فَرْقٌ ) . 2)إِحْتِرَام النَّفْس .. لَمَّا تَتَفَوَّق تُعْطِي قِيمَة لِنَفْسَك . 3)إِحْتِرَام الآخَرِينْ . 4)مَجِّدْت إِلهَك . 5)فَرَّحْت كِنِيسْتَك وَفَرَّحْت أهْلَك . أحْيَاناً لاَ نَسْتَخْدِم أُسْلُوب الحِوَار وَلكِنْ نَسْتَخْدِم أُسْلُوب الأوَامِر مِنْ هِنَا يِعْمِل رُدُود فِعْل عَكْسِي ( عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة ) .. عَايْشِين فِي بِيت وَاحِدٌ وَلكِنْ فِي حُجْرَات مُنْفَصِلَة مُبْتَعِدِينْ مَعَ أوْلاَدْنَا .. فِي غُرْبَه .. وَلاَبُدْ أنْ نَكُون أكْثَر رِقَّة فِي تَعْبِيرَاتْنَا مَعَ أوْلاَدْنَا . ثَانِياً : حُدُود الحُرِّيَّة وَالأصْدِقَاء : الحُرِّيَّة أمر مَطْلُوب جِدّاً لأِنَّ رَبِّنَا خَلَقْنَا عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه حُر .. الله كُلِّيّ القَدَاسَة وَالقُدْرَة لَمْ يَشَأ أنْ نُطِيعُه قَصْراً .. لَمْ يَشَأ أنْ نَحْيَا فِي القَدَاسَة دُونَ إِرَادِتْنَا .. لِدَرَجِة أنَّ القِدِيس أُغُسْطِينُوس يِقُول { أنَّ الله الَّذِي خَلَقَك بِدُونَك لاَ يُرِيدْ أنْ يُخَلِّصَك بِدُونَك } ..إِذاً لاَبُدْ أنْ نَفْهَمْ مَا هِيَ الحُرِّيَّة وَإِذَا كَانَ الله يَحْتَرِم حُرِّيِّة الإِنْسَان فَلاَبُدْ لِلإِنْسَان أنْ يَحْتَرِم حُرِّيِّة الآخَرِينْ .. الحُرِّيَّة لَهَا ضَوَابِطْ .. إِزَّاي أُعْطِي الحُرِّيَّة لإِبْنِي وَلكِنْ لاَبُدْ أنْ يَكُون لَهَا ضَوَابِطْ .. إِزَّاي وَاحِدٌ يِمْشِي فِي الشَّارِع ؟ يَعْنِي وَاحِدٌ يِمْشِي فِي الشَّارِع بِعَرَبِيَّة فِي أي إِتِجَاه ؟!! وَلكِنْ لاَبُدْ أنْ يَحْتَرِم إِشَارَات المُرُور . لاَزِم حُرِّيَّة وَلكِنْ حُرِّيَّة مُنْضَبِطَة وَرِقَابَة وَاعْيَة عَلَى أوْلاَدِي وَلكِنْ أُشْعِرُه بِكَيَان ( مَمْنُوعَات بِدُون أسْبَاب وَفِي نَفْس الوَقْت يِكُون إِنْفِلاَت بِدُون مُرَاقَبَة ) . أحْيَاناً تِسْأل وَاحِدٌ إِبْنَك فِينْ ؟ وَيِكُون مِش عَارِف الدَّرْس وَقْتُه إِنْتَهَى .. إِبْنَك إِتَّأخَر فِينْ ؟لاَزِم تُبْقَى عَارِف .. الإِبْن دَه حَاسِس إِنُّه عَايِش مَسْلُوب الإِرَادَة وَمَسْلُوب الحُرِّيَّة الأمر دَه أنْشَأ عِنْدُه كَبْت .. أصْبَحٌ عِنْدُه شُعُور أنَّ الحَيَاة خَارِج البِيت أكْثَر سَعَادَة جِدّاً مِنْ الحَيَاة دَاخِلْ البِيت .. بَدَلْ مَا كَانْ عَايِش عِلاَقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة وَلَيْسَ الحِوَار وَالإِقْنَاع إِبْتَدأَ يِحِس إِنْ الحَيَاة فِي سِجْن مُجَرَّدٌ شِوَيِة أوَامِر وَلاَزِم إِحْتِرِم رَغَبَاتُه وَأحَاوِل إِسْتِخْدَام أُسْلُوب المُكَافَأة وَأحَاوِل أنْ أجَارِي سِنَّه وَأعْرَف إِهْتِمَامَاتُه .. لاَزِم أحْتَرِم الحُرِّيَّة وَلكِنْ لاَبُدْ أنْ يَكُون لَهَا ضَوَابِطْ . الإِبْن الأكْبَر وَالإِبْن الأصْغَر عَايْشِينْ فِي البِيت فِي بِيت الأب كَمَا يَحْيُون فِي سِجْن .. إِزَّاي يَا أحِبَّائِي أخَلِّي البِيت وَسِيلة الرَّاحَة .. وَسِيلِة الأمَان ؟ إِزَّاي أخَلِّي البِيت مَصْدَر الدِفء ؟ بِالنِّسْبَة لُه مَصْدَر الحِمَايَة مِنْ الخَطَر .. لاَزِم يِكُون قَلْبِنَا مَفْتُوحٌ لِكُلَّ مَرْحَلَة مِنْ مَرَاحِلْ حَيَاة أوْلاَدْنَا .. مَرْحَلِة الطُّفُولَة .. المُرَاهْقَة .. الشَّبَاب وَيَكُون لَنَا وَقْفَة تَرْبَوِيَّة لِكُلَّ مَرْحَلَة .. فِي مَرْحَلَة يُقَال أنَّ الشَّخْص بِيَكَوِّنْ شَخْصِيِتُه هذَا الشَّخْص لاَبُدْ أنْ أسَاعْدُه فِي ذلِك .. مَثَلاً فِي مَرْحَلِة الإِنْجَاز لاَبُدْ أنْ يِحِس إِنُّه يِنْجِز حَاجَة .. طِفْل فِي سَنَة رَابْعَة تِقُولُّه إِنْتَ فِي سَنَة تَالْتَة ؟ يِزْعَلْ جِدّاً لأِنُّه فِي مَرْحَلِة الإِنْجَاز عَاوِز يِنْجِز وَيِخَلَّص تِقُوم إِنْتَ تِزْعِجُه ؟!! لاَزِم يِكُون عَنْدِي فَهْم لِكُلَّ مَرْحَلَة .. المَرْحَلَة دِي إِيه مُشْكِلِتْهَا وَتَتَسِمْ إِيجَابِيَاتْهَا إِيه وَسَلْبِيَاتْهَا إِيه .. الأصْدِقَاء لاَزِم أخْتَارْهُمْ مَعَ إِبْنِي بِعِنَايَة .. فِي دِرَاسَة إِتْعَمَلِتْ عَلَى تَأثِير الأصْدِقَاء فِي مَرْحَلِة المُرَاهْقَة مِنْ سِنْ 11 – 16 :0 إِزَّاي أنَا بَقَى أشُوْف إِبْنِي مَاشِي مَعَ مِينْ بِنِسْبِة 73 % .. أهَمْ حَاجَة عَاوِز إِبْنَك يِصَادِقٌ يِصَادِقٌ وَاحِدٌ أفْضَلْ مِنُّه رُوحِياً وَأفْضَلْ مِنُّه عِلْمِياً ( تَأثِير الصَّدِيقٌ ) .. مَفِيش حَدٌ إِنْحَرَف إِلاَّ مَا حَدٌ شَجَّعُه عَلَى الإِنْحِرَاف .. مَفِيش حَدٌ عَمَلْ خَطَأ إِلاَّ مَا حَدٌ شَجَّعُه عَلَى الخَطَأ دَه . القِدِيس أُغُسْطِينُوس وَهُوَ بِيِحْكِي فِي إِعْتِرَافَاتُه يِوَرِّيك إِزَّاي الأصْدِقَاء أثَّرُوا عَلِيه بِالسَلْب .. يِقُول إِنِّنَا كُنَّا نِسْرَق الثِّمَار مِنْ الفِيلَل بِتَاعِتْ الجِيرَان وَكُنْت لاَ أكُلْهَا لأِنْ كَانْ فِي حَدِيقِة بِيتْنَا ثِمَار أفْضَلٌ مِنْهَا وَكُنْت أرْمِي هذِهِ الثِّمَار للكِلاَب .. لِيه تِسْرَق ؟ يِقُول أصْدِقَائِي دَفَعُونِي إِلَى هذَا ..يِقُول كُنَّا نَتَفَاخَر فِي الشُّرُور مَنْ يَفْعَل أكْثَر .. كُنْت أفْتَخِر بِالشُّرُور بِمَا كُنْت أفْعَلُه ..شُوْف تَأثِير الأصْدِقَاء !! عَلَشَان كِدَه يَا أحِبَّائِي مِحْتَاجِينْ جِدّاً نِرَاعِي حِتِّه خُطُورِة الأصْدِقَاء .. أصْحَاب إِبْنَك فِي المَدْرَسَة وَفِي الدَّرْس لاَزِم تِكُون تِعْرَفْهُمْ أوْ فِي الكِنِيسَة .. فِي كُلَّ مَكَان وَجِه هَا يِسْمَعَك سَاعِتْهَا هَتِطَّمِنْ عَلَى تَأثِير الصَّدِيقٌ وَهَيْكُون تَأثِير إِيجَابِي .. سَاعِتْهَا إِنْتَ بِتَاخُدٌ الضُوء الأخْضَر وَسَاعِتْهَا هَتِعْرَف إِذَا كَانْ بِيمِيل إِلَى الصَّدِيقٌ أكْثَر مَا يِمِيل إِلَى بِيتُه .. يَعْنِي لَوْ قُلْت لُه تَعَالَ هَا أفَسَّحَك فِي فِيلاَّ فِي السَّاحِل الشَّمَالِي وَصَدِيقُه هَا يِوَدِّيه فِي مَكَان أقَلْ سَوْفَ يَذْهَبْ مَعَ صَدِيقُه .. هُوَ يَجِدٌ نَفْسُه مَعَ أصْحَابُه وَهَيِلْعَبْ مَعَ مِينْ .. لكِنْ عَشَانْ إِنْتَ تَاخْدُه فِي السَّاحِل الشَّمَالِي وَتُقْعُدْ تِقْرَا الجُرْنَال وَسَيِبْنِي أنَا وَجَيِبْ لِيَّ كُرَة وَتِقُولِّي إِلْعَبْ بِهَا لِوَحْدَك .. لاَ لاَ .. لاَزِم أكُون مُتَفَهِّمْ مَرْحَلِة إِبْنِي .. إِهْتَمْ فِي إِخْتِيَار صَدِيقٌ إِبْنَك وَسَاعْدُه فِي إِخْتِيَارُه لُه دَه حَا يِوَفَر لَك مَجْهُودٌ كِبِير .. لاَزِم أعْرَف كُوَيِس إِبْنِي مَاشِي مَعَ مِينْ وَاتِكَلِّمُوا مَعَاهُمْ .. رَكِّزُوا فِي الحِتَّه دِي كُوَيِس جِدّاً . عَمَّال أقُول لُه رُوحٌ الكِنِيسَة وَأبْذِل مَعَاه جَهْد فِي المُذَاكْرَة وَلكِنْ سُوسَة عَمَّالَه تُنْخُر مِنْ وَرَاه .. سُوسَة أقْوَى مِنْ كَلاَمِي .. أصْدِقَاء لاَ يَعْتَنُوا بِالكَنِيسَة وَلاَ المُذَاكْرَة .. مَفِيش الأمَانَة فِي بِيتْهُمْ وَلاَ الإِسْتِقْرَار فِي حَيَاتْهُمْ .. أنَا عَمَّال أزُق 5 سم إِلَى قُدَّام وَهُوَ عَمَّال يِرَجَعْ 20 سم لِلخَلْف > خَلِّي بَالَك عَلَشَان كِدَه يَا أحِبَّائِي بِيكُون مَجْهُودْنَا مِشْ مُوَجَه وَنِقْدَر نِقُول مِش مَدْرُوس وَمِش مُتَفَهِمْ لِكُلَّ الظُّرُوف .. إِحْنَا لاَزِم نَاخُدٌ بَالْنَا كُوَيِس .. الفِكْرَة اللِّي أخَدْهَا الوَلَدٌ عَنْ إِنْ الحَيَاة تِكُون مِنْ غِير قُيُودٌ .. إِنُّه يَنْبَهِر بِالَّلِي يِعْمِلُوه الأصْدِقَاء .. إِنْ فِي أوْلاَدٌ تَرَكُوا بِيتْهُمْ تَرَكُوا أبَاءَهُمْ .. إِنْ فِي نَاس عَايْشَة الحُرِّيَّة .. كُلَّ دِي مَعْلُومَات كَاذِبَة لَوْ دَخَلِتْ جُوَّه إِبْنَك سَوْفَ تَجِدٌ مَعْلُومَات كَاذِبَة وَخَادِعَة تُدْخُل حَيَاتْهُمْ وَتُشَتِّتَهُمْ . مُمْكِنْ وَلَدٌ يِقُول لَك إِنْتَ لِسَّه بِتْرَوَحٌ بَدْرِي البِيت ؟!! .. لاَ .. أنَا بَرَوَحٌ زَي مَا أنَا عَايِز وَاللِّي بِيكَلِّمْنِي أنَا بَزَعَقٌ مَعَاه .. وَمُمْكِنْ يِقُول أكَاذِيب لِمُجَرَّدٌ إِنُّه يَتَبَاهَى بِهَا .. مُمْكِنْ دَه يِغَيَّر سُلُوك إِبْنَك عَلَشَان كِدَه إِحْنَا بِنْقُول آه دَه الوَلَدٌ إِتْغَيَّر مِنْ جُوَّه .. عَلَشَان إِبْنَك دَخَل مَرْحَلِة مُرَاهْقَة لَمَّا دَخَل مَرْحَلِة مُرَاهْقَة إِنْفَجَرِت فِيه طَاقَات مُخْتَلِفَة جِدِيدَة .. مِينْ إِكْتَشَفْهَا ؟ فَجْأة بَص شَافْ إِنْ بِتِظْهَر عَلِيه عَلاَمَات رُجُولَة وَالبِنْت عَلاَمَات أُنُوثَة .. إِبْتَدَى جِسْمُه هِرْمُونَاتُه تِتْلَخْبَطْ .. صَدَقَاتُه بَدَإِت تِتْغَيَّر .. حَصَل تَغَيُّر كُلِّي فِي سُلُوكُه .. إِنْتَ لاَزِم تِكُون مُتَفَهِّمْ لِهذِهِ التَّغَيُّرَات .. لاَزِم تِكُون مِجَهِز نَفْسَك لِلمِرْحَلَة دِي عَلَشَان كِدَه يَا أحِبَّائِي مَا هِيَ حُدُود الحُرِّيَّة .. مَا هِيَ حُدُود الأصْدِقَاء ؟ ثَالِثاً : المَحَبَّة الأبَوِيَّة : إِيه الَّلِي خَلَّى الوَلَدٌ دَه يِرْجَعْ ؟ إِتْذَكَّر إِنُّه لَمَّا إِكْتَشَفْ الأُمور عَلَى حَقِيقِتْهَا وَلَمَّا إِتْذّلْ تَذَكَّر الغِنَى اللِّي كَانْ لُه فِي بِيت الأب .. صَدَّقُونِي يَا أحِبَّائِي حَاجَات كِتِير بِنِعْمِلْهَا بِتَشَكِّلْ وِجْدَان وَكَيَان أوْلاَدْنَا .. لاَزِم وِلاَدِي يِتْمَتَّعُوا بِالغِنَى بِتَاعِي اللِّي هُوَ غِنَى حُبْ .. غِنَى مَشَاعِر اللِّي مَصْدَرْهَا مِنْ عِنْد الله ..مِينْ اللِّي يِعَلِّمْنَا المَشَاعِر دِي مَشَاعِر الأُبُّوَة ؟ هُوَ رَبِّنَا .. اللِّي يِخَلِّي الوَلَدٌ دَه يُشْعُر إِنْ أصْدِقَاؤه كَانُوا مُخَادِعِينْ إِنُّه إِكْتَشَفْ المَحَبَّة الحَقِيقِيَّة .. المَحَبَّة الأبَوِيَّة .. الإِبْن لَمَّا رِجِعْ لِنَفْسُه لَمَّا أجِي أعْمِل مُقَارْنَة بِينْ حَيَاتُه الأُولَى وَحَيَاتُه دِلْوَقْتِي أجِدٌ إِنَّهَا حَيَاة جَحِيم .. لِيه إِفْتَكَر النِّعْمَة اللِّي كَانْ عَايِش فِيهَا الأوِّل ؟ أكْتَر حَاجَة تِضْمَنْ لِينَا سَلاَمِة أوْلاَدْنَا إِنُّه يِفْتِكِر المَحَبَّة الأبَوِيَّة .. لاَزِم يِكُون البِيت مَصْدَر حُبْ .. مَصْدَر تَشْجِيعْ .. مَصْدَر إِحْتِوَاء .. لاَزِم كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا يِكُون عَنْدُه المُسْتَوْدَع العَاطِفِي يَمْلأ جُوَّه البِيت . لَوْ لَقِيتْ الوَلَدٌ إِنْجَذَبْ نَحْو أصْدِقَاؤه بِطَرِيقَة مُنْدَفِعَة أوْ حَدٌ خَارِج البِيت أعْرَف إِنْ الوَلَدٌ لَمْ يَشْعُر بِالدِفْء جُوَّه البِيت .. كُلَّ مَا تِلْقَى الوَلَدٌ يِمِيل لِخَارِج البِيت تِعْرَف إِنْ فِيه أُمور نَاقْصَة دَاخِل البِيت عَلَشَانْ كِدَه أحِبَّائِي مِحْتَاجِينْ يِكُون فِي البِيت المَحَبَّة الأبَوِيَّة .. المَحَبَّة كَلِمَة جَمِيلَة وَلكِنْ سَاعَات نِنْسَاهَا وَإِنْ وُجِدَتْ المَحَبَّة لاَ نَجِدٌ طُرُق التَّعْبِير عَنْهَا .. مُمْكِنْ يِكُون فِي مَحَبَّة فِي البِيت بَسْ مِش عَارْفِينْ نِعَبَّر عَنْهَا .. أحْيَاناً الأُمور الَّتِي أشْعُر بِهَا أقُول الَّذِي أمَامِي يِعْرَفْهَا .. أحْيَاناً بِنْكُون مِحْتَاجِينْ نِسْمَعْ كِلْمِة " وَحَشْتِنِي " .. أوْ الأب يِقُول لأِبْنُه " يَا حَبِيبِي " .. أوْ يِقُولُّه " أنَا النَّهَارْدَه كُنْت قَلْقَان عَلِيك " .. كَلِمَات بَسِيطَة جِدّاً .. مَا إِحْنَا كِتِير بِنُبْقَى قَلْقَانِينْ عَلَى وِلاَدْنَا بَسْ مُمْكِنْ مَقُلْهَاش فِي حِين إِنُّه مِحْتَاجْهَا وَيِمْكِنْ هُوَ وَحِشْنِي بَسْ أنَا مَبَقُولْش لُه وَحَشْتِنِي .. أحْيَاناً أكُون قَلْقَانْ عَلِيه وَلكِنْ مَقُلْتَهَاش . أنَا مِحْتَاج أنْ أعَبَّر لُه عَنْ اللِّي جُوَايَا .. أحْيَاناً أكُون بَخِيل بِمَشَاعْرِي وَعَوَاطْفِي دَه أصْعَب مِنْ بُخْل المَادَّة .. إِنْ إِتَّفَقْنَا إِنُّه يُوْجَدٌ خَمَس إِحْتِيَاجَات أسَاسِيَّة يِكُون أوِّل الإِحْتِيَاجَات عَنْد الإِنْسَان الإِحْتِيَاج إِلَى الحُبْ وَالتَّقْدِير قَبْل إِحْتِيَاج الأكْل .. آه لَوْ قَعَدْنَا نِفَكَّر فِي الطَّعَام أكْتَر مِنْ الحُبْ وَالتَّقْدِير يُبْقَى إِحْنَا رَبِينَا وِلاَدْنَا إِلَى تَشْوُق مُعَيَّنْ .. أحْيَاناً الوَاحِدٌ مِحْتَاجٌ إِنُّه يِسْمَعْ مِنَّك كَلِمَة حُب بَسِيطَة عَلَشَان كِدَه الوَلَدٌ لَمَّا رِجِعْ وَجَدٌ الحُلَّة الأُولَى وَدِي لَهَا مَعَانِي كِتِيرَة .. أحْيَاناً كَانْ لاَ يُوْجَدٌ إِلاَّ حُلَّة وَاحِدَة فِي البِيت .. الحُلَّة الأُولَى مِثْل الرُوب الإِبْن يَاخُدْهَا مِنْ الأب .. الحُلَّة الأُولَى دِي أغْلَى حَاجَة فِي البِيت فِي المُنَاسَبَات تِتْلِبِس وَهُوَ لَبِّسْهَا لِمِينْ ؟ لِلوَلَدٌ .. وَهُنَاك رَأي تَانِي .. إِنْ الحُلَّة الأُولَى هِيَّ الحُلَّة بِتَاعْتُه ( خَاصَّة بِالوَلَدٌ ) .. قَبْل مَا يِمْشِي مِنْ البِيت كَانْ لُه لِبْس قِيِمْ .. قَالَ لَهُمْ الأب رَجَّعُوهَا تَانِي لُه عَلَشَان الوَلَدٌ لَمَّا يِلْبِسْهَا عَلَى جِسْمُه يِقُول " يَا إِفْتَكَرْت .. دَه بِيتْنَا .. دِي غَلَوْتِي الحَقِيقِيَّة " . دِي الحُلَّة الأُولَى . هَاتُوا لُه الخَاتِمْ .. زَمَان كَانْ الخَاتِمْ هُوَ وَسِيلِة التَّوْقِيعْ .. لَمَّا شَخْص يِكْتِبْ عَقْد بِيعْ يِمْضِي بِالخَاتِمْ .. هُوَ أعْطَى إِبْنُه الخَاتِمْ دَه كَأنُّه بِيقُول لُه .. " إِنْتَ صَحِيحٌ بَدِّدْت كُلَّ حَاجَة بَسْ أنَا بَرُدٌ لَك كُلَّ مَا أمْلُك .. بَعْطِيك كُلَّ حَاجَة .. مِش هَا أحَاسْبَك عَلَى اللِّي إِنْتَ بَدِّدْتُه " عَلَشَان كِدَه يَا أحِبَّائِي جَرِتْ العَادَة لَمَّا إِتْنِينْ يِرْتِبْطُوا يِلْبِسُوا خَوَاتِمْ .. يِلْبِسُوا دِبَلْ .. كَإِنُّه لَبِّسُه دِبْلَة وَيِقُول لُه كُلَّ حِقُوقِي مَعَاك وَحَيَاتَك كُلَّهَا مَعِي وَحَيَاتِي كُلَّهَا مَعَاك . لِبِّسُه الحِذَاء .. رَدٌ لُه كَرَامْتُه .. إِحْنَا مِحْتَاجِينْ أحِبَّائِي إِنْ وِلاَدْنَا لَمَّا يِكُونُوا مَعَانَا يِكُونُوا شَاعْرِينْ إِنُّهُمْ لَبْسِينْ الحُلَّة .. لَبْسِينْ الخَاتِمْ .. لَبْسِينْ الحِذَاء .. وَشَاعِرِينْ إِنْ لُهُمْ العِجْل المُسَّمَنْ ..إِنْ لُهُمْ أغْلَى حَاجَة عَنْدِي .. عَلَشَانْ كِدَه مَشَاعِر المَحَبَّة الأبَوِيَّة هِيَّ اللِّي رَجَّعِتْ الإِبْن دَه خَلِّتُه لَمَّا يِفَكَّر وَرِجِعْ لِنَفْسُه كَمْ عِنْدَ أبِي عَبِيدٌ يَفْضَل عَنْهُمْ الخُبْز .. لأِنْ بِيت أبُويَا بِيت خِيرٌ .. لأِنُّه بِيعَامِل العَبِيدٌ بِرِفْق .. أنَا هِنَا فِي القُرَى البَعِيدَة مَحَدِش أشْفَقٌ عَلَيَّ . لَمَّا إِحْنَا نِشَبَّعْ أوْلاَدْنَا وَنِمْلَى المُسْتَوْدَع العَاطِفِي لُهُمْ تِضْمَنْ إِنْ إِبْنَك يِعِيش فِي أي جَوْ فِي صِعَاب أوْ تَحَدِيَات يُبْقَى عَايِش ثَابِتْ .. عَلَشَانْ كِدَه يَا أحِبَّائِي إِنْ وُجِدَتْ المَحَبَّة لاَبُدْ أنْ نُعَبِّر عَنْهَا ..قُولْ لُه كَلِمَة تَشْجِيعْ .. كَلِمَة شُكْر .. كَلِمَة مَحَبَّة .. إِدِّي لُه مُكَافْأة .. لاَ تَبْخَل عَلِيه بِالوَقْت .. صَدَّقُونِي يَا أحِبَّائِي لَوْ سَألْت سُؤَال أمِين .. مَتَى جَلَسْت مَعَ إِبْنَك تِكَلِّمُه عَشَانُه هُوَ ؟ فِي حِينْ إِنِّنَا بِنِبْذِل وَقْت وَجَهْدٌ كِتِير فِي تَوْفِير إِحْتِيَاجَاتِهِمْ يِقُولَّك أنَا عَاوِز الوَقْت مِش عَاوِز الإِحْتِيَاجَات . ذِكْرَيَات المَحَبَّة الأبَوِيَّة هِيَّ اللِّي تِحْفَظْ البِيت .. أدِي الوَلَدٌ الصُغَيَّر وَالوَلَدٌ الكِبِير الإِتْنِين بِيعَانُوا مِنْ المُشْكِلَة إِنْ البِيت دَه مِش بِتَاعْهُمْ .. حَاسِّينْ إِنْ الحَيَاة مَعَ أصْدِقَائَهُمْ أفْضَلٌ حَتَّى إِنْ الإِبْن الكِبِير قَالَ لَهُ { وَجِدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَِفْرَحَ مَعَْ أَصْدِقَائِي } .. الأوَّل تَرَك البِيت مَعَ أصْدِقَاؤه وَالثَّانِي قَاعِدٌ فِي البِيت غَضَبْ مِنُّه .. إِحْنَا عَاوْزِين نِجَمَّعْ البِيت دَه كُلُّه وَيِعِيش فِي مَحَبَّة وَاحِدَة وَرُوحٌ وَاحِدَة وَأُسْلُوب وَاحِدٌ عَلَشَانْ خَاطِر إِنْ كُلَّ البِيت يُشْعُر إِنْ كُلَّ مَالَهُ هُوَ لِلآخَر وَإِنْ مَفِيش أهْم فِي البِيت مِنْهُمْ هُمَّا . رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ تَكُون بِيُوتْنَا عَلَى إِسْم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تُشْبِعْ كُلَّ إِحْتِيَاجَاتْنَا .. تِحْمِينَا مِنْ أخْطَائْنَا وَتُسَاعِدْنَا إِنِّنَا نِوَفَر لُهُمْ المَحَبَّة وَالحُرِّيَّة وَنُتَابِعْ أُمورْهُمْ وَأصْدِقَائْهُمْ رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل