
عيد الميلاد المجيد نفتتح به العام الجديد ,عندما خلق الله الانسان تمتع الانسان ان يكون فى حضرة الله وتمتع ان يكون فى معيه مع الله وان يكون فى الحضرة الالهية ولكن جاءت الخطية والخطية فى ابسط معناها هى كسر الوصية الالهية لان كسر الوصية هو كسر للطاعة وايضاً كسرالوصية يجرح المشاعر, جاءت الخطية وبدأ السقوط وانفصل الانسانعن الله وطرد وعندما صار بعيداً عن المعية الالهية صار يفكر فى عبادات بعيدة تارة يفكر فى الحيوانات لكيما يعبدها وتارة يفكر فى الفلك والنجوم والبحر والجبال ليعبدها وتارة يفكر فى الاوثان ويصنعها بيديه ثم يعبدها وبعد ان ارهقته الحيل صار يفكر فى نفسه لكيما يعبد ذاته وبدأ الانسان رحلة الظلمة ,ظلمة الخطية يبتعد عن الله فى عبادات كثيرة جعلته شريداً ووحيداً وكانه يعيش فى فراغ , عاش الانسان يعبد ذاته وصارت ذاته امامه باى صورة من الصور فى شهوات ورغبات ثم ايضاً صار حاله ردياً
فبدأ يتجه الى العنف لانه عاش الانانية ثم الامر الثالث انه عاش بالخوف فصار
الانسان كائناً خائفاً حتى فى ساعات الفرح فصار الخوف يسكن قلبه.
وصارت هذه الضعفات
الثلاثة:
1- ذاته
2- الانانية
3- الخوف
تشكل الكيان الانسانى واتجاسر واقول انه بدأ يفقد انسانيته وبدأ الانسان يتخلى عن الانسانية الصورة الجميلة التى ارادها الله يوم خليقته
,فقد خلقه فى اجمل صورة وعاشوا فى سعادة لا يمكن ان نصفها ولكن كل هذا فقده الانسان وجاء ميلاد السيد المسيح.
ميلاد السيد المسيح قسم الزمن الى ما قبل الميلاد وما بعده, نسمى ما قبل الميلاد العهد القديم وما بعده العهد الجديد, وبدأ الله يفتش عن الانسان الضائع التائه الخائف الانانى الذى يعبد ذاته وبدأ الله يضع امامه علاجات هذه الضعفات الثلاث وهذه العلاجات تمثلت فى انشودة الملائكة ” المجد لله فى الأعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة” وهى انشودة فرح تقدم العلاج لضعفات
الانسان الذى تغرب عن خالقه:-
1- المجد لله فى العالى …. أنت ايها الانسان خلقت لكيما تقدم مجداً وتسبيحاً ولكن عندما رأى الانسان ذاته ونفسه اتجه الى عبادة الذات وشهواته ورغباته حتى قال بعض الفلاسفة ان الانسان بئر من الرغبات التى لا تشبع, فصار الانسان يضخم عقله واختراعاته وكانه يقول لا حاجة لى الى الله وصار الانسان كبيراً فى عينى نفسه وسقط فى بئر الكبرياء وتناسى الله كثيراً وحلت به النظرة الترابية الارضية فقط ولم يعد يقدم تمجيد لله .. التمجيد يبين ان الانسان قريب من الله ,فالتمجيد يبين ان فى قلب الانسان مخافة الله كما هو مكتوب رأس الحكمة مخافة الله , عندما تسكن الحكمة فى قلب الانسان يستطيع ان يمجد الله ويشعر بالحضرة الالهية فى كل عمل يعمله ويستطيع ان يستعد انسانيته.
“جعلت الرب امامى فى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع ” كما يقول داود النبى,
الانسان الخائف الله هو الذى يكون مواطنا صالحاً فى اى مجتمع , يكون انسان اميناً
فى كل ما اوتمن عليه.قدموا مجداً لله وانظروا الى السماء دائماَ …
2- على الارض السلام … انانية الانسان جعلته
يتجه الى القسوة والقمع والظلم نسمع عن الالام الكثيرة فى بلادان كثيرة فانانية
الانسان تعميه على ان يرى الآخر , فتحولت الانانية الى صراع وحروب وقتال وارهاب ,
والعلاج ان يكون الانسان صانع سلام ولا يستطيع ان يصنع سلام ما لم يمتلئ قلبه اولا من مخافة الله كما هو مكتوب “طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون”,
فالذى يصنع سلاما هو ممدوح من الله والذى يصنع سلاماً فى كل مجتمع وكل مسئولية هو الذى يدعى ابناً لله والله يحبه كثيراً.
3- بالناس المسرة … صار الانسان خائفاً وخوفه
يلاحقه فى كل مرحلة من مراحل حياته والسبيل فى الناس المسرة .. الفرح فيجب ان يكون
الانسان مفرحاً أينما حل , فاذا عاش الانسان ايضاً بمخافة فقدم تمجيداً لله وصنع
سلاماً بين البشر فيستطيع ان يقتنى عطية الفرح المجيدة التى لا توصف , ويكون سبب فرح ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله.
قصة الميلاد ليست قصة تاريخية أو مجرد حدث زمانى أنما هى
رسالة انسانية لكل أحد, ايها الانسان الذى ابتعد عن الله والذى تاهه فى دوامات
الحياة الكثيرة والذى فى اوقات كثيرة يفقد انسانيته ويتناسى وجوده ..أيها الانسان
ان اردت ان تكون حسب مشئية الله فأطلب ان تسكن المخافة فى قلبك لانها بداية طريق الحكمة .. قدم تمجيدا لله على الدوام .. اصنع السلام فى كل مكان فى داخلك فى قلبك
فلا تترك الخطية تتملك فى قلبك .. لتنال فرحاً على الارض هنا ويمتد بك الى الحياة
الابدية…
قداسة البابا تواضروس الثانى