نشكرك لأنك نعمة الشفقة

02 أغسطس 2024
Large image

من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله هي "نشكرك" وحسب تقليد كنيستنا، فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي تفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات بعد أن نتلو الصلاة الربانية.
"وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أم يسوع هناك ودعى أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس ولما فرغت الخمر، قالت أم يسوع له ليس لهم خمر قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتی بعد، قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه، وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك. حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة قال لهم يسوع املاوا الأجران ماء، فملأوها إلى فوق ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكاء فقدموا فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا، ولم يكن يعلم من أين هي لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا، دعا رئيس المتكأ العريس وقال له كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً، متى سكروا فحينئذ الدون. أما انت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل، وأظهر مجده، فامن به تلاميذه"(يو۲: ۱-11)
إن كلمة الشفقة لها مترادفات كثيرة جدا، فهى تعنى الرحمة، الرأفة التعزية، والأحشاء، وتعنى أيضا الإحساس بالآخرين مثلما حدث مع أمنا العذراء في عرس قانا الجليل فعندما شعرت بالمازق الذي يتعرض له أهل العرس، ذهبت إلى السيد المسيح وقالت له: ليس لهم خمر (يو ٣:٢). وكلمة "خمر" في مدلولتها في معاني الكتاب المقدس تعنى الفرح وكانها تقول للسيد المسيح أن هؤلاء المدعوين يعيشون في حالة من الحزن وذلك لأن العهد القديم باكمله، لم يكن فيه فرح الخلاص، وقد استدل على هذا المعنى من مضمون كلمات السيد المسيح "ما لي ولك يا امرأة لم تات ساعتي بعد".(يو ٤:٢). فقد كانت إجابة السيد المسيح هنا إجابة خلاصية، وكلمة ساعتي، تشير إلى ساعة الصليب التي هي قمة الرحمة والشفقة لبني البشر، وكأن العذراء مريم تقدم لنا نموذجا مصغرا للإحساس بالآخرين والسيد المسيح في إجابته يوضح لنا أن ساعة الرحمة الشاملة والكاملة في ساعة الصليب وكانت هذه هي أول اية يقوم بها السيد المسيح، ثم بعد ثلاث سنوات من هذا الحدث، صلب السيد المسيح على الصليب، وقدم الفداء والرحمة لكل البشرية، ولذلك فإن أكثر كلمة تستخدمها في صلواتنا في ارحمنا يا الله، فعبارة "ارحمنا يا الله" نكررها باشكال كثيرة وفي أوقات مختلفة وأيضا نصلى في مزمور التوبة قائلين "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك "مز ٥٠ قبطي)، وعبارة "عظيم رحمتك" تعنى عظيم الشفقة، أي شفقة الله التي لا تنتهى على البشر وإن توقفنا قليلاً عند أعمال السيد المسيح، نجد أن جميعها لا تخلو من أفعال الرحمة إن كان ذلك من خلال المعجزات أو الامثال أو المقابلات لمعجزات المسيح كانت تتنوع ما بين شفاء المرضى أو إقامة الموتى أو عرس قانا الجليل، وكل هذا يحمل روح الشفقة والرحمة. فمثلاً في معجزة شفاء مريض بيت حسدا مر السيد المسيح على هذا الإنسان الضعيف المطروح عند البركة وقال له اتريد أن تبرا، واعتقد أنه عبر الـ ٣٨ عاما التي قضاها هذا المريض عند البركة، لم يسأله أحد هذا السؤال فقال له المخلع "يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا أت ينزل قدامی اخر "(یو٧:٥)، ولكن المسيح كلى الرأفة قال له "قم أحمل سريرك وامش "(يو ٥ :۸)، واعطاء الرحمة والشفقة اللتين كان في احتياج إليهما.
وأيضاً أمثال السيد المسيح، تشتمل جميعها على الرحمة والشفقة، فمثلاً في مثل الابن الضال عندما عاد إلى أبيه، لم يجد منه غير الشفقة والرحمة فيقول الكتاب "وإذ كان لم يزل بعيداً رأه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" (لو ۲۰:۱۵). وهكذا مقابلات السيد المسيح اشتملت جميعها أيضاً على الرحمة مثال لذلك مقابلته مع نيقوديموس "كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلاً" (يو ۳: ۱-۲)،ومقابلته مع المرأة السامرية "فجاءت امرأة من السامرة لتستقى ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب" (يو ٧:٤). ومقابلته مع نازفة الدم "وإذا امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه" (مت ۲۰:۹)، ولقائه مع المرأة الكنعانية وتحننه عليها "وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه ارحمني يا سید یا ابن داود. ابنتي مجنونة جداً" (مت ٢٢:١٥) ومقابلته مع زكا العشار "فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فراه وقال له: يا زكا أسرع وانزل، لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك"(لو ٥:١٩). وهنا اسأل نفسك ماذا ستقول للسيد المسيح إن تقابلت معه يوماً ؟!! أعتقد لن تستطيع أن تنطق إلا بعبارة واحدة وهي: «ارحمني يا الله» فالطلب الأول والأخير الذي نطلبه من شخص السيد المسيح هو الرحمة.
جولة في الكتاب المقدس المشاهدة رحمة الله:
والآن سنتجول معاً في الكتاب المقدس، لنرى رحمة الله وشفقته على جنس البشر.
أولاً: في العهد القديم
شفقة الله على آدم، لقد ظهرت شفقة الله منذ بداية الخليقة عندما أوجد الإنسان الأول آدم، ووجده وحيداً فقال: "ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره" تك ۲ : ۱۸)، فخلق له أمنا حواء التي كانت الإنسانة الأولى على الأرض فخلقة حواء بطريقة خاصة من آدم كانت نوعاً من شفقة الله على الإنسان. وحتى بعد سقوط آدم وحواء في الخطية، وكسرهما وصية الله أشفق أيضاً عليهما !! فيقول الكتاب "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما "(تك ۲۱:۳)، وكان هذا نوعاً من الشفقة والرحمة حتى وهما خطاة!!
شفقة الله على لوط، فقد كان الملاكان يعجلان لوطاً وعائلته بالخروج من المدينة، لأنها ستحرق بالنار والكبريت ولما توانى يقول الكتاب" أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة" (تك ١٦:١٩).
شفقة الرب على ليئة، لقد تزوج أبونا يعقوب من ليئة ابنة لابان، ثم تزوج من راحيل أختها، ويقول الكتاب "وأحب أيضاً راحيل أكثر من ليئة" (تك ۳۰:۲۹)، إلى جانب أن راحيل كانت أكثر جمالاً من ليئة لذلك أشفق الله على ليئة، وأعطاها نسلاً قبل راحيل أختها، فيقول الكتاب: "ورأى الرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها، وأما راحيل فكانت عاقراً" (تك ۳۱:۲۹).
أولاً: في العهد القديم
شفقة الله على المساكين والفقراء ونجدها كثيراً في الكتاب المقدس، فهو يشفق على المسكين والبائس كما يقول الكتاب "لانه ينجى الفقير المستغيث، والمسكين إذ لا معين له يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء" (مر ۱۲:۷۲-١٣) ويشفق أيضا على الغريب واليتيم والضيف كما يعلمنا الكتاب قائلاً" الصانع حق اليتيم والأرملة، والمحب الغريب ليعطيه طعاماً ولباساً فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء . "(تث ۱۸:۱-۱۹)، فشفقة الله لا تستطيع أن تتكلم عليها، أو نصفها بتمام الوصف شفقة الله على حزقيا الملك، فقد كان حزقيا ملكاً صالحاً، وفي أحد الأيام قال له اشعياء النبي "الرب يقول إنك تموت ولا تعيش" هكذا يقول الرب أوص بينك لأنك تموت ولا تعيش" (اش ۱:۳۸)، فبكي حزقيا وصلى إلى الرب قائلاً: "اه يارب اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم، وفعلت الحسن في عينيك" (۲مل ۳:۲۰) فاستجاب الله لصلاته، ولم يخرج إشعياء من المدينة حتى أمره الرب أن يعود الملك حزقيا مرة أخرى، ويقول له :هكذا قال الرب إله داود ابيك قد سمعت صلاتك قد رأيت دموعك هانذا أشفيك في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب وأزيد على ايامك خمس عشرة سنة" (۲ مل٥:٢٠-٦)
ثانيا: في العهد الجديد
شفقة الله على الأعميين، لقد تقابل السيد المسيح معهما، وهو في الطريق خارجا من أريحا، فصرخا قائلين "ارحمنا یا سید یا این داود" فأشفق الرب عليهما. كما يقول الكتاب "فتحنن يسوع ولمس اعينهما فللوقت أبصرت اعينهما فتبعاه"(مت ٣٤:٢٠) شفقة الله على المرأة الكنعانية، التي كانت تصرح قائلة "ارحمنی با سید، يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا"(مت ٢٢:١٥)، وهنا أدخلها السيد المسيح في امتحان صعب جداً، فقال لها "ليس حسناً أن يؤخذ خبر البنين ويلقى للكلاب ولكن هذه المرأة الكنعانية في إيمان ثابت اجابته قاتلة نعم يا سيد والكلاب ايضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها (مت٢٧:١٥) فنظر إليها السيد المسيح وقال لها: "يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة (مت ۲۸:۱۵)
لقد تحين الله عليها وشفى ابنتها.
شفقة الله على الأبرص، يقول الكتاب "وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلاً يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني فمد يسوع يده ولمسه قائلاً: اريد، فاظهر (مت ۲:۸-٣) لقد تحنن الله على هذا الأبرص وطهره من برصه
شفقة الله على أرملة نايين، فقد اقام لهذه الأرملة ابنها الوحيد، كما يقول الكتاب "فلما رأها الرب تحنن عليها، وقال لها لا تبكي، ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون فقال أيها الشباب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى امه (لو ١٣:٧-١٥)
شفقة الله على الجموع أن سبب هذه المعجزة هو شفقة الله على جموع الشعب المجتمعة لسماع تعاليمه، فيقول الكتاب "واما يسوع فدعا تلاميذه وقال: إني اشفق على الجمع، لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معى وليس لهم ما يأكلون ولست اريد أن أصرفهم صائمين لثلا يخوروا في الطريق (مت ٢٢:١٥).
شفقة الله على الحيوان والجميل هنا أن شفقة الله وحنانه ليست على البشر فقط ولكنها على الحيوان أيضا، فيقول الكتاب "لا تحرث على ثور وحمار معا" (تث١٠:٢٢) لأن الثور أقوى من الحماروهذا يسبب تعبا وألما للحمار" وأيضاً يقول "لا تطبخ جدياً بلبن امه"(تث٢١:١٤)، وهناك مواقف أخرى كثيرة، فمن خلال الكتاب المقدس خرجت ما يسمى بجمعية الرفق بالحيوان وايضا جمعيات حقوق الإنسان في شكل من اشكال الرحمة. شفقة الله على الطيور فيقول الكتاب "المعطى للبهائم طعامها، لفراخ الغربان التي تصرخ (مز ٩:١٤٧) فراخ الغربان أي الأولاد الصغار للغربان، وهي تتميز باللون الأبيض في أيامها الأول، وهذا يجعل الغراب الأب يخاف من أولاده ويهرب ويتركهم ويقال أن هذه الغربان الصغيرة عندما تترك وحيدة ترفع افواهها إلى السماء وتصرخ وكانها تطلب من الله إطعامها وبالفعل يرسل لها الله بعض الحشرات الصغيرة التي تشبعها، ومع الوقت يبدا لونها الأبيض في التحول إلى اللون الرمادي الغامق، وهنا يعود الغراب الآب إلى أولاده ويكمل رعايته لهم !
شفقة الله على الأرض فيقول الكتاب "وست سنين تزرع أرضك وتجمع غلتها ، وأما في السابعة فتريحها وتتركها لياكل فقراء شعبك وفضلتهم تأكلها وحوش البرية كذلك تفعل بكرمك وزيتونك "(خر ۱۰:۲۲ -11)
لأنه إن زرعت الأرض بصفة دائمة، فإن ثمرتها وإنتاجها وقوتها سوف تضعف وأيضاً لأنه في هذا العام سيخرج من الأرض بعض الأعشاب التي يقتات منها الإنسان الفقير ووحوش البرية إن الرحمة والشفقة من الصفات العالية جدا التي يتميز بها الإنسان ولكن للأسف الشديد قد يصاب قلب الإنسان بالقسوة سواء كان ذلك في إطار الأسرة الصغيرة أو المجتمع أو الأوطان فنجد الحروب في كل مكان وهنا يتخلى الإنسان عن الرحمة التي في قلبه، بينما يعلمنا الكتاب قائلاً" كونوا رحماء كما أن أباكم ايضاً رحيم، (لو ٣٦:٦).
كيف ينال الإنسان شفقة الله ورحمته!!
هناك ثلاث قنوات تساعد الإنسان، لكيما ينال رحمة الله وشفقته وهي التوية، والقدرة على التسامح، وعمل الرحمة.
أولا التوبة
فالتوبة تجعل الله يسكب على الإنسان كل البركات، وأيضاً تفرح السماء فيقول الكتاب "اقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة (لو ٧:١٥) فالتوبة هي التي تسكب رحمة الله على الإنسان، ففى توبة الابن الضال، كان كل ما يتمناه في رجوعه، هو أن يكون أجيراً في بيت أبيه، ولكن ما حدث كان خلاف هذا، فقد قبله أبوه وتحنن عليه، كما قال الكتاب "فقال الأب لعبيده أخرجوا الحلة الأولى والبسوء واجعلوا خاتما في يده، وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح "(لو ٢٢:١٥-٢٣)إن توبة الابن الصادقة هي التي جلبت كل هذه النعم والعطايا عليه، فيقول الكتاب "كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن" (مر ۱۳:۱۰۲ -١٤)، فتوبة الإنسان هي التي تجعل الله يتحنن عليه
ثانيا : القدرة على التسامح
فهناك مشكلات قد تستمر لسنوات عديدة بينما إن كان لأحد الطرفين القدرة على التسامح، لكان هذا الصراع قد انتهى سريعاً، لذلك نصلي في الصلاة الربانية ونقول "وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمدنيين إلينا" (مت ٦ :١٢) ويقول الكتاب "وإن لم تغفروا انتم لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضاً زلاتكم "(مر ٢٦:١١)، فعلم نفسك أيها الحبيب كيف تستطيع أن تسامح، وقد تبدو هذه الكلمة سهلة، ولكنها في الحقيقة هي غاية في الصعوبة فكثير من الأشخاص ليس لديهم القدرة على المسامحة ولكن إن تخيل أي إنسان أن الله من الممكن أن يفعل معه ذلك، ولا ينسى له أخطاء، ماذا ستكون مشاعره !!! بالتأكيد سيكون شيئاً مؤلماً للغاية، لذلك حاول أن تسامح وتصفح، لتنسكب عليك رحمة الله وشفقته
ثالثاً عمل الرحمة
علم نفسك أيها الحبيب، أن تعمل دائماً. أعمال الرحمة وذلك بكل أشكالها، وضع امامك هذه الآية التي تقول "كونوا رحماء كما أن أباكم ايضاً رحيم،:(لو٣٦:٦).فمثلاً اجعل لك شفقة على الإنسان الضعيف فهناك من يتلذذ بإذلال الآخر وتعذيبه ولكن هذا يطيح بالإنسان بعيداً عن السماء فكيف تطلب من الله أن يشفق عليك وأنت لا تشفق على أخيك الإنسان مهما كانت قرابته لك علم نفسك كيف تكون رحيما بالآخرين، سواء كان هذا الآخر زوجاً أو زوجة أو ابناً أو جاراً أو صديقاً أو إلخ لكي ما تتمتع برحمة الله فحاول أيها الحبيب أن تبحث عن آية قساوة داخل قلبك، واعمل على إزالتها. وصل دائماً قائلاً "اشكرك يارب لأنك اشفقت على وأعطيتني النعمة التي استطيع بها أن أشفق على الآخرين".
قداسة البابا تواضروس الثاني
عن كتاب نشكرك لأنك

عدد الزيارات 382

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل