الاحد الثانى من شهر توت

22 سبتمبر 2024
Large image

تقرأ بعد أنجيل قداس الأحد الثاني من شهر توت تتضمن الحث على محبة الله والقريب من قول الأنبا ديمتريوس بطريرك انطاكية مرتبة على قوله: "تحب الرب إلهك من كل قلبك وقريبك مثل نفسك " ( لو ١٠ : ٢٥-٢٧ )
اسمعوا يا احبائى وانصتوا : أميلوا أسماعكم وأبصاركم وحواسكم الباطنة والظاهرة إلى أقوال الرب سبحانه على ألسن أنبيائه ورسله انظروا إلى القديسين والآباء واقتدوا بطرقهم الحسنة انظروا إلى الرأفة والمحبة التي للقديسين ولنتشبه بهم وبآثارهم وحبهم لله من كل قلوبكم ومحبة القريب والبعيد لأن الرب إله المجد يعطى الطوبى لمن هذه أفعاله ويؤكد قائلا: "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع الإنسان نفسه لأجل أحبائه" فالأولى بنا ألا نشق عليهم بأذيه أبدا. ولا نسعى فيهم بشر خفى أو ظاهر . واسمعوا قول الرب في انجيله المقدس: "أحب قريبك مثل نفسك" وقال أيضاً: كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم. لان هذا هو الناموس والأنبياء" وقال السادات الرسل في تعاليمهم هكذا فيا لهذا التعاليم العظيمة المملؤة ربحاً ويا لهذه الوصايا الروحانية أن كل ما لا تريده أن يصيبك لا تفعله أنت بأحد فلنرجع يا أحبائى إلى المحبة الكاملة التي ينبغي أن نعتمدها مع الله تعالى وإلى الطاعة التامة لجلاله من كل القلب والنية وحسن الطوبة وننظر إلى أبينا أبراهيم أب الأباء الذي دعى خليل الله وكون الله امتحنه لأنه كان عارفاً بضميره. ولكنه أراد بذلك أن يشيع ذكره لجميع البشر لكي يقتدوا بأثاره الجميلة فقال له: خذ ابنك وحيدك الذى تحبه واصعده لى محرقة على أحد الجبال انظروا إلى هذا الشيخ العظيم كيف انه لم يشفق على من كان يتمنا ولم يحصل عليه إلا بعد كبره وانقطاع رجائه من الولادة ولما أمره الله بذبحه أطاعة ولم يخالفه. فعرف الله فكره وباركه وأعطاه ذكراً مؤبداً وجعله أباً لجميع الشعوب والقبائل وجعل القديسين كلهم ينتسبون إليه يا أحبائى إن كنا لا ننظر إلى أبينا أبراهيم ونتشبه به في ذبح ابنه فلنتشبه بهذه الامرأة الخاطئة التي أفرغت همتها في محبة السيد المسيح له المجد وأخذت الطيب الفائق ودهنت به قدميه حتى استحقت مغفرة خطاياها الكثيرة. أيها الاخوة من منكم له دموع حارة غزيرة مثل هذه الأمرأة. فإن السيد له المجد لم يغفر لها خطاياها فقط. بل جعل لها ذكراً شائعاً مؤبداً. والقديسون يسألون أن يكونوا مثلها فسبيلنا يا أحبائى أن نتشبه بهؤلاء ولا نرخص لانفسنا في عدم الاجتهاد في تحصيل الزاد قبل الارتحال والتأهب للأنتقال فإن الوقت قريب والموت حاضر غير بعيد وبعد الموت الحساب والمجازاة عما قدمناه نسأل ربنا وإلهنا ومتولى خلاصنا أن يسامحنا بذنوبنا ويدخلنا إلى ملكوته الابدى ويعطينا نعمته السرمدية لأن له المجد والقدرة والجبروت والعظمة والوقار مع أبيه الصالح والروح القدس.الآن وكل أوان وإلى الأبد أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 194

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل