
الأنبا أنطونيوس والبرية" أيقونة البرية"
"انت خرجت من هذا العالم بغير إرادتك أما أنا فسأخرج من هذا العالم بإرادتي" ( ق الانبا انطونيوس)
.القديس الأنبا انطونيوس هو أحد القديسين الذين تفتخر بهم وبسيرتهم العطرة أعطاء الله العمر الطويل الذي تعدى ١٠٥ سنوات ولم تقع اسنانه، ومع تلك الشيخوخة تجده ينزل الإسكندرية ليساند البابا اثناسيوس الرسولي بالرغم من أن عمره كان أكثر من مائة عام . يطلق على الانبا انطونيوس "أيقونة البرية" ترى ما الذي جعل الأنبا انطونيوس يتجه إلى البرية إلى هذه الحياة البعيدة عن العمران وكيف تحمل تحديات الحياة في البرية؟
أولا الإنجيل
١- كلمة مغروسة محبة الانجيل كانت مغروسة في قلب ودم الأنبا أنطونيوس، وهذا واضح في إجابته عندما سئل وهو قديس ناسك و كبير "كيف يستطيع الإنسان التحكم في الأفكار السيئة التي تاتي في خاطره " فاجاب "اقرأ العتيقة ثم الجديدة، وانته من الجديدة ثم ارجع إلى العتيقة" كنيستنا بكل ما فيها مبنية على الإنجيل فالتسبحة التي تصليها مأخوذة من الانجيل وكذلك الأجبية مأخودة من الإنجيل، وذلك لكي تغرس الكلمة في نفوس شعبها.
٢- كلمة معزية حينما يشعر الإنسان أن طريق ربنا صعب أو لا يوجد به تعزية أو يشعر بالملل لا يجد أمامه حلا إلا محبته للكتاب المقدس وأن يلهج في ناموسة نهارا وليلا ٣- كلمة مشبعة اساس حياتنا الروحية في كل يوم هو علاقتنا بالكتاب المقدس "لكل كمال رايت حدا، أما وصيتك فواسعة جدا" ( مز٩٦:١١٩) في العالم توجد معاهد متخصصة لأجل الكلمة المقدسة، وتدرس في الإنجيل كل شيء.
٤- كلمة حياة وانت لكي تعرف وتعيش وتتعلم مسيحك فلا يكون هذا إلا من خلال الكلمة المقدسة.
ثانيا: الكنيسة
١- محطة اللقاء:
الأنبا أنطونيوس هو ثمرة نبتت من الكنيسة ومازالت هذه النبتة حية إلى هذا اليوم كان يعتبر أن الكنيسة محطة للقاء المسيح ومحطة الفرح اليومي له وصارت الكنيسة في كيانه
٢- هيكل الله
محبة الانبا انطونيوس للكنيسة ليست محبة الجدران، وإنما أيضاً للكنيسة ككيان نكبر فيه حتى إن الكتاب يقول لنا" أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم (اكو ١٦:٣)
٣- حياة تسليم
محبة الأنيا انطونيوس للكنيسة هي محبته للتراث القديم وإيمانها المستقيم وطقسها الجميل والممارسات الروحية، فنحن نحيا هذه الحياة ونسميها "حياة التسليم" مثل الألحان التي تسلمناها.
ثالثا: الآباء
١- سير النساك في أيام الانبا انطونيوس كانت تلك السير تصل إلى الأسماع خارج نطاق مصر مثل المتوحدين الذين كانوا في منطقة البحر الميت في فلسطين وبعض مناطق أخرى أيضاً. ٢- قديسو الكتاب قديسو الكتاب المقدس وأشهرهم القديس يوحنا المعمدان والقديس ايليا النبي فمحبة الأباء وقراءة سيرهم أوجدت في قلبه محبة الاتجاه إلى البرية من السمات المميزة عندنا نحن كاقباط في وسط شعوب العالم كله الله عندما نريد أن نأخذ بركة أو نتنزه نقول تعالوا نذهب إلى الدير فالدير وسيلة لسمو وترقية الحياة الروحية في نفوس المؤمنين فعندما تنظر إلى خريطة مصر نجد ديرا هنا واخر هناك فوظيفة هذه الأديرة الكثيرة رفع الحياة الروحية للمؤمنين.
قداسة البابا تواضروس الثاني