انجيل قداس يوم الأحد السابع عيد الشعانين

13 أبريل 2025
Large image

تتضمن الحث على التناول باستحقاق والتأديب في 3 الكنيسة مرتبة على قوله تعالى بفصل الإنجيل"أليس مكتوباً بيتى بيت صلوة يدعى لجميع الأمم . وانتم جعلتموه مغارة لصوص " ( مر ۱۱ : ۱-۱۹ )
إن سيدنا له المجد بعد نهاية عرس قانا الجليل رجع مع أمه واخوته وتلاميذه إلى كفر ناحوم. وكان فصح اليهود قريباً فصعد إلى أورشليم. فوجد في الهيكل الذين كان يبيعون بقراً وغنما وحماماً والصيارف جلوساً، فصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال الباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا. " لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة " إن السيد له المجد قد طرد الباعة من الهيكل مرتين. الأولى في بدء كرازته والثانية قبل آلامه وقد تم المكتوب في سفر المزامير : " غيرة بيتك أكلتني " باحتدام السيد وإزالته ما يهين إسم الله ويضر بكرامته في بيته إن كل ما فعله السيد له المجد وكل ما قاله وكتب عنه. إنما كان لتعليمنا وهو نفسه القائل: " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " فماذا يعلمنا الله في هذا الفصل ؟ يعلمنا أن نجعل بيته الذي هو الكنيسة محل احترامنا واكرامنا وخضوعنا أى اننا ندخل لتأدية واجبات العبادة بالاحترام والادب والخضوع. ونخرج أيضاً كذلك. قال الجامعة: " احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال لانهم لا يبالون بفعل الشر " والسيد نفسه يدعو الكنيسة " بيت الصلاة " فهل تعلمنا أن حضورنا إلى الكنيسة إنما هو لأجل الصلاة فقط وليس للجلوس والمسامرات وانتقاد هذا واستحسان ذاك ثم الضحك والاستهزاء بالآخرين؟
إذا كنا تعلمنا وعرفنا ذلك فلماذا لا نقف فى الكنيسة بخوف ورعدة نادمين على خطايانا شاكرين الرب لقبوله توبتا؟ ولماذا نراك أيها الحبيب تتكلم أمام هيكل الله وتضحك لاقل سبب!
أيها الأنسان تأمل وانظر في جانب من أنت قائم. ومع من أنت مزمع أن تصلى وتسبح الله؟ أنت قائم بقرب القدسات الالهية الموفرة. ومزمع أن تصلى وتسبح الله مع الكروبيم والسرافيم وبقية الملائكة ورؤساء الملائكة.
فإذا افتكرت مع من انت واقف. ومع من أنت مشترك في الصلاة والترتيل فهذا يكفيك للإنتباه والإدراك لترفع عقلك كله إلى السماء وقت الصلوات والقداسات وتخضع بهامتك أمام خالقك أما اذا اصررت على عدم وقوفك في الكنيسة وقت الصلوات والقداسات بخوف ورعدة. وإضاعة وقت العبادة في الضحك على الغير وانتقادهم. وذم الآخرين أو استحسانهم. وبالأجمال يكون وجودك في بيت الله بغير وقار. فلا شك أن الله يعاملك بالغضب والانتقام السريع مع عدم غفران خطاياك. وبالاقتصاص منك يوم الدين العظيم. أو لعلك تظن ان الله يتغاضى عن ذنوبك وآثامك عندما يخاطبك على لسان انبيائه ورسله !!
إني أعلمك مقدار هذه الخطية وعظم تهاونك الحاصل بسببها. فاسمع ما أقول لك إذا اتفق حضورك بمجلس أحد الشرفاء وخاطبك فيما هو مفيد لحياتك وأخبرك عن الازمنة السالفة وما جرى لاهلها من الحوادث النافعة أو الضارة فهل كان في امكانك أن تتجاسر وتعرض عن سماع كلامه وتلتفت إلى مخاطبة عبيده؟ إنك لو فعلت مثل هذا فكم من القباحة وقلة الأدب يظهر فعلك؟ فمن هنا اذن تفهم كم من التهاون والاحتقار تجاسرت بفعلك هذا على البارئ وليس هذا فقط بل أني اعجب كثيراً بوجود أناس منكم يكونون داخل الكنيسة ثم يتركونها قبل انتهاء القداس الالهى ويزيد عجبى جداً من عدم حضور البعض الكنيسة طوال السنة وهم لا يعترفون ولا يتناولون إلا إذا صادفتهم مصيبة أو حلت بهم ضيقة كثيرون من الناس يتناولون الأسرار الالهية في السنة مرة واحدة وآخرون مراراً عديدة فلمن من هؤلاء يجب المدح والتطويب؟ هل للذين يتناولن مرة واحدة أم للذين يتناولون مرراً أم للذين لا يتناولون إلا عند وقوع الشدة أنا اقول أن المدح والتطويب لا يخص هؤلاء ولا اولئك ولا الآخرين وإنما يخص الذين يتناولون الاسرار المقدسة بضمير نقى وقلب طاهر أولئك الذين يحيون حياة بريئة من اللوم الذين لا يوجد فيهم شئ من الحقد والحسد. السالكون طريق السلام. فهؤلاء لهم في كل عيد سيدى وفي كل زمان أن يتناولوا القربان المقدس وأما أولئك فغير مستحقين التناول حتى ولا مرة واحدة أن أكلت ياهذا من مائدة روحية. واستحققت لعشاء ملوكي. فهل يجوز لك بعد ذلك أن تترك ذاتك أيضاً في الخسائس والنجاسات؟ ما بالك تدهن جسدك بالاطياب العطرة ثم تعود تلطخه بالنتانة والحمأة؟
في كل عام تتنقى وتتناول. ولكن قبل أن يمر عليك قليل من الزمن تعود إلى شرورك الأولى وعاداتك السيئة. قل لي يا هذا أن كنت مريضاً بمرض مزمن وشفيت منه فإن أهملت ذاتك وتركتها تسقط راجعة إلى ذلك المرض. أما تكون قد اضعت كل تعبك السالف باطلا؟. وإذا كنت متى وجدت في فمك شيئاً من النتن والرائحة الكريهة بسبب مرض ما. فلا يمكنك أن تستعمل حتى المأكولات المعتاد عليها. فكيف يمكنك أن تتجاسر على تناول الأسرار ونفسك مفعمة من نتانة الخطية ونجاستها؟ ولاى عفو تكون حينئذ مستحقاً ؟ انك لا تستحق عفواً لان بولس الرسول يقول : " من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الانسان نفسه هكذا يأكل الخبز ويشرب من الكأس لان الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق ياكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب فسبيلنا اذن ايها الاحباء أن نواظب على بيت الله بكل ادب وخوف وتقوى عاملين بكل الوصايا ما دام لنا وقت لنرضى الله تعالى بأعمالنا حتى نكون مستأهلين لسماع ذلك الصوت الفرح القائل: " تعالوا يا مباركى ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم له المجد إلى الابد آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 34

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل