
في أحداث ميلاد السيد المسيح اجتمعت عدة شخصيات سواء قبل أو أثناء أو بعد الميلاد وعاشت هذه الشخصيات إيمانها القلبي في قداسة ونقاوة وعبرت عن الإيمان بفضائل ، فكان الاتضاع في الحوار عند مريم العذراء، والالتصاق بالرب عند حنة النبية، والوفاء عند القديسة اليصابات والثقة في وعود الله عند سمعان الشيخ،والرجاء عند زكريا الكاهن. وهؤلاء كلهم وغيرهم قدموا في إيمانهم فضيلة بحسب الوصية في رسالة بطرس الثانية الأصحاح الأول: ٥-٧ عن هذه الفضائل تتحدث معك هذه الصفحات....
فضيلة الالتصاق بالرب (لو ٣٦:٢-٣٨)
"وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهار فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم والمجد لله دائما" حنة النبية لم يتكلم عنها الكتاب المقدس سوى ثلاث آیات فقط رغم أنها عاشت سنين طويلة والكلام عن هذه الأرملة التي عاشت ٨٤ سنة بعد زواج دام سبعة سنوات ويبدو أنه لم يكن لها أبناء يقول عنها الكتاب المقدس عبارة جميلة " وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا و نهارا "(لو ۳۷:۲)
لم أقصد نموذج حنة النبية بالذات ولكن أقصد الفضيلة نفسها التي نضعها أمامنا كنموذج للإنسان الذي يلتصق بالرب فهو يلتصق بالرب فكرا ونفسا وجسدا وروحا
في العهد القديم نسمع عن هيكل سليمان هذا الهيكل كان منشأ ضخما وكان فيه غرف كثيرة منها للكهنة ومنها للأطفال الصغار الذين نذروا لله مثل صموئيل وأمنا العذراء مريم، وأيضا غرف يقيم فيها الكبار "رجالاً أو نساء" يقضون فيها حياتهم كلها. وفي إحدى هذه الغرف التي عاشت في الهيكل بعد وفاة زوجها لأنها كانت بلا سند وبلا عائل، فكان الهيكل هو من يعولها، وقد عاشت بهذه الصورة فترة طويلة حوالي ٨٤ سنة لكنها تميزت بأمرين:
الأمر الأول أنها لا تفارق الهيكل، تحيا فيه الأمر الثاني إنها عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا حياتها كانت شكلاً من أشكال العبادة النقية.كانت القديسة حنة لا تفارق الهيكل وهذا من الناحية الشكلية أو الخارجية أو الظاهرية ولكن الجوهر عابدة بأصوام وطلبات ولذلك الحياة مع الله تأخذ شکلین شکل خارجي لكنه لا يكفي وشكل داخلي يكمل الشكل الخارجي، هي لا تفارق الهيكل موجودة في هذا المكان باستمرار مثل شخص كرس حياته، وتسأله كم سنة في التكريس يجيب ويقول ٢٠ سنة ٢٠ سنة لا يفارق التكريس، ولكن ماذا عن حياتك الداخلية ؟ ويطبق هذا المثل على آية فئة سواء كنت في مجال الخدمة أو الشماسية أو الرهبنة وهكذا، ماذا عن الداخل، ماذا عن الجوهر هل عشت مثل هذه القديسة التي قال عنها
الكتاب "إنها عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا" . هناك قضية في علوم الاجتماع تعرف بقضية "الكم والكيف" وهي الكم في السنين .٣٠،٢٠,١ سنة - اما الكيف فهو ما في الاعماق قد يكون هناك فناء كبير في الخارج لكنه خاو من الداخل، وبالتالي ليس له معنى.لذلك يجب على الإنسان أن يحيا حياة حقيقية وليست شكلية وهذا هو السبب في أن الله اعطانا القلب الذي لإيراه أحد، فانت لا تعرف ما في قلبي وأنا لا أرى ما في قلبك قد تعرفني من مجرد النظر إلى عينى "تعبانا فرحانا متضايقا" لكن القلب لا يستطيع أحد أن يراه سوى الله فقط، ولذلك الوصية تقول "يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" (ام٢٦:٢٣) إن العين تمثل الأمور الخارجية، أما القلب يمثل الحياة الداخلية وما في حياتك الداخلية؟
في العهد القديم نقرأ عن عالى الكاهن كان له ابنان يخدمان الهيكل ولا يفارقا الهيكل ولكن كان لهما سلوك ردئ غير مقبول ويقول أحد الفلاسفة " لا تنسوا أن الدكك لا تفارق الكنيسة" أى نعم هى موجودة داخل الكنيسة لكن ليس لها حياة داخلية.يقول الشيخ الروحانی " احد كبار نساك البرية " عندما تعيش مع السيد المسيح احمله في حضنك مثل مريم العذراء. وخذه على ذراعيك مثل سمعان الشيخ، وضع رأسك على صدره مثل يوحنا الحبيب هذه هي الحياة الداخلية لا تكتفي بالشكل الخارجى فأنت تحتاج إلى الشكل الداخلي وانت تعبر عنها في فضيلة الالتصاق بالله في طقس كنيستنا نحرص على تعميد أولادنا وبناتنا وهم اطفال صغار رضع فالكنيسة تمنحهم من خلال الأسرار إمكانية الالتصاق بالله فتبدا مع الطفل بسر المعمودية والولادة الجديدة التي نسميها ميلاد الحياة، ثم يتم رشمه بالميرون ونسميه" تثبيت الحياة" ثم يتناول سر الإفخارستيا، والذي نسميه "غذاء الحياة" وحتى لايسقط في الطريق ويظل ملتصقا بالرب يمارس سر التوبة والاعتراف والذي نسميه" دواء الحياة" وبالتالي هذه الأسرار الأربعة منهم سران لا يتكرران، وقد قدمتهما الكنيسة في بكور عمر الإنسان وعمره أيام، ثم تقوم بعد ذلك برحلة العمر، وندخل رحلة الحياة "غذاء ودواء،" وهما احتياج أساسي تغذى صحتك الروحية فإذا تعبت روحيا هناك دواء اسمه التوبة، وتمضى حياة الإنسان بهذه الفضيلة "الالتصاق بالله" ولذلك الكنيسة بها فترات تسابيح مثل "تسبحة كيهك" وفيها فترات صوم وفترات اعتراف وفترات نسك مثل "أسبوع الآلام" وفيها فترات فرح هذا التنوع الجميل في مسيرة حياة الإنسان كي يتذوق حلاوة الالتصاق بالرب.
سمات الإنسان الملتصق بالرب
إن الإنسان الملتصق بالرب وحياته فعلاً حقيقية تتوافر فيه عدة سمات
(١) الممارسة الواعية لوسائط النعمة
الأسرار الروحية تحتاج إلى ممارسة واعية فعندما اذهب لأجلس مع أب اعترافي هذا يعني إني ذاهب لجلسة روحية حددت فيها ضعفاتي وخطاياي وقدمت الاعتراف امام الأب الكاهن طالبا التوبة ونقاوة القلب والحياة المستقيمة كلنا نصلي كل يوم طالبين من الرب يسوع ونقول له "قلبا نقيا اخلق في يا الله ورحا مستقيما جدده في أحشائي" وهذه الطلبة نكررها مرات عديدة في اليوم الواحد ربنا طالب من قلبك هدية فكيف تقدمة
اول سمة لحياة الإنسان الذي يعيش فضيلة .الالتصاق بالرب هو الإنسان الذي يمارس وسائط النعمة بوعي، في كل صغيرة وكبيرة وكانها عادة. يقول احد الاباء عبارة جميلة "الصلاة في أعظم الوسائل التقرب إلى الله، بل الصلاة هي أن يطير عقلنا إلى الله بجناحين هما الصوم والصدقة" ونقرأ عنهما في إنجيل معلمنا متى الاصحاح. السادس.في العهد القديم كان يوجد حزقيا الملك، ورغم أن اباه كان شريرا إلا أن حزقيا لم يكن مثل أبيه بل كان يعيش بنقاوة، ويقول عنه الكتاب والتصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى وكان الرب معه وحينما كان يخرج كان ينجح (۲ مل٦:١٨-٧)
قد نتذكر القديس بولس الرسول بالآية الجميلة التي ذكرها في (في١٣:٤) "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني "وكان بالتصاقة بالمسيح صار المسيح ظاهرا وهو المختص فالمسيح هو الذي يعمل كل شيء ويصنع كل شيء ويأخذ القوة منه عندما نتقدم للتناول "من يأكل جسدي ويشرب دمی يثبت في وانا فيه" (يو٥٦:٦) هذا الثبات هو الالتصاق بالرب فعندما تتقدم لهذا السر بمعرفة وبوعى وباستعداد وتوبة سوف تنال بركات هذا السر وتعيش فيه جميل أن يتناول الفرد كل يوم، ولكن هل أنت تتقدم بوعي هل تتقدم باستعداد كاف للتناول كل يوم مارس عبادتك مارس وسائط النعمة مارس الأسرار بوعي (۲) المحبة
المحبة كلمة كبيرة جدا يتكلم عنها كل الناس لكن ليس كل الناس يعرفون معناها واصلها يقدم لنا الكتاب المقدس ايات كثيرة عن المحبة بل وضع لنا أصحاحا كاملاً عن المحيدبة ( ١كو ١٣) والقديس يوحنا الحبيب قديس المحبة قال عبارات كثيرة عن المحبة من ضمنها الآية التي تقول "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه (١يو٤ :١٦) وعندما تقرأ الإنجيل لا تقراه بطريقة عابرة أريدك أن تقرأ الإنجيل وانت تتذوق كلماته وتشعر بها، اجعلها تدخل إلى اعماقك قد تهتز محبتك مع الأفكار والشائعات والأكاذيب ولكن إن كانت محبتك ثابتة فسوف يثبت في الله والله يثبت فيك، نقرأ في سفر المزامير "رفعت عيني إلى الجبال" (مز ۱:۱۲۱) والجبال دائما تعلم الإنسان الثبات فالجبل دائما ثابت في مكانه ولذلك في تاريخ كنيستنا المصرية معجزة نقل جبل المقطم والمحبة عندما تكون في قلبك حقيقية تكون كالجبل وقد أضاف الكتاب تعبيرا أقوى للمحبة وقال "المحبة قرية كالموت"( نش ٦:٨) لم يجد سليمان الحكيم تعبيرا يعبر به عن قوة المحبة سوى الموت فليس هناك اقوى من الموت عندما سألوا السيد المسيح ما هي الفضيلة العظمي في الناموس( الناموس= الوصية) فأجاب قائلاً "تحب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل قدرتك، ومن كل فكري، وقريبك مثل نفسك " (لو ۱۰ : ۲۷)هذة هى حياة الالتصاق بالرب، ولذلك الالتصاق احد معانيه الثبات، فعن سر الزيجة يقول الكتاب "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكونان جسد واحد" تك٢٤:٢) وهذا معناه ثبات ورسوخ هذه العلاقة الزيجية التي ربطت بين اثنين قد تتعرض لأمواج وعواصف لكن كلما كان هذا الرباط قويا كلما صمد والمحبة الزيجية لو طرف أحب الأخر في المسيح سوف ينطبق عليه الآية التي قالها القديس يوحنا الحبيب "من يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه "(١يو ١٦:٤) ونسمع عن زيجات مباركة عاشت عشرات السنين وربنا بارك في الزوح والزوجة وبارك في أولادهما واجيالهما وذكرهما الحسن "طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض (مت ٥:٥) اسمهم يرث الأرض ويعيش.نقرأ في العهد القديم عن حنة أم صموئيل. كانت عاقرا وصلت صلوات كثيرة جدا حتى أن عالي الكاهن ظن أنها إنسانة سكرانة، وعندما كلمته بدموع وأنها تطلب من الله أن يعطيها نسلاً اعطاها الله صموئيل لقد أنجبته بعد بكاء وصراع وانسحاق، وبعد أن انجبته لم تمنعه عن الله وقدمته لربنا کی يعيش في التصاق وتقول "وانا ايضا قد أعرته للرب جميع أيام حياته هو عارية للرب" ( ١صم٢٨:١) هى قدمت ابنها بمحبة خالصة من أجل أن يعيش ملتصفا بالرب.كذلك داود ويوناثان والمحبه التي كانت تربط بينهما والتي عبرت عن الصداقة القوية.
٣- الاتضاع
يجب أن يلفت نظرنا شيء مهم جدا" ان السيد المسيح عندما ولد كان العالم كله أمامه لكنه لم يختر سوى مذود بسيط جدا حتى أن أول من عرفوا بخبر الميلاد كانوا الرعاة البسطاء، وهذه إشارة لنا، فالله لا يسكن إلا في بسطاء النفوس وكانها رسالة يرسلها لنا الله مع بداية تجسده وميلاده فيجب أن تعرف أن المسيح يفرح بالنفس المتضعة أما المتكبرة فقال عنها الكتاب "يقاوم الله المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة "يع ٤: ٦)، والعذراء مريم قالت "أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين " (لو٥٢:١) نقرأ ونعيش قصصنا كثيرة عن الاتضاع و يكفي نموذج اتضاع أمنا العذراء مريم
اتضاعك يجعل المسيح يسكن فيك، وبالتالي سوف تكسب الكثير وتعيش فضيلة الالتصاق بالرب، فعينه عليك من أول السنة إلى اخرها ويكون معك مثلما كان مع يوسف فكان رجلاً ناجحا ( تك٢:٣٩) قد تكون مشغولاً باستمرار سواء في عملك أو دراستك او غير ذلك ولكن يعلموننا في الدير أن نخلط أعمالنا بصلواتنا، فالحياة الديرية لدى الراهب مقسمة إلى ثلاث فترات فترة صلاة فترة القراءة وفترة عمل وصار بهذه الصورة الجميلة يدمج عمله بصلواته ومن هنا جاء تدريب الصلاة القصيرة یاربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ اللهم التفت إلى معونتي ، ياربي يسوع المسيح أسرع وأعنى وتكرر هذه الصلاة باستمرار . ٤- الطهارة
من الأشياء الجميلة في كنيستنا أنها تتعامل معنا كام الأم التي تربي في كل مرة نصلى فيها القداس نجد تغييرا في القراءات وأحيانا يختار أبونا صلوات معينة ويغير القسمة حسب المناسبة والألحان تتغير لكن هناك عبارة ثابتة في كل القداسات لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يمضى وشهوته معه، وهذه هي نقطة الاتصاق بالرب وفي البعد عن العالم بكل ما فيه من شرور امنع دخول العالم إلى قلبك لا تجعل العالم يبرد محبتك اترس من أن تفقد طهارك مكتوب طوبي لانقياء القلب لأنهم يعاينون الله ( مت ٨:٥) ولذلك الطهارة أو النقاوة هى هدف حياة الإنسان كل يوم.
الملك سليمان
طلب سليمان الحكمة من الرب وأعطاه الله نعما كثيرة، ولكننا نجده يسقط في الخطية ويرتبط بزيجات كثيرة. فقد ابتعد عن مخافة الله وخالف الشريعة التي نهت عن الإكثار من الزيجات ومنعت الزواج من اجنبيات يقول عنه الكتاب أن نساءه أملن قلبه وراء الهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (امل ٤:١١) وإن كان في آخر حياته قدم توبة وقال عبارته الشهيرة الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس ( جا ١١:٢) أن الخطايا التي وقع فيها سليمان كانت بلا فائدة فهي لم تحقق له أى مكسب لا داخلي ولا خارجي لقد التصق سليمان باجنبيات وفقد طهارته وفقد الالتصاق بالرب
الابن الضال
عندما فكر الابن الضال أن يترك بيت ابيه واعتبره سجنا وقال أنطلق إلى الحرية، يقول لنا الكتاب إنه لما أنفق كل شي حدث جوع شديد في تلك الكورة فأبتدا يحتاج فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فارسله إلى حقولة ليرعي خنازيره (لو ١٤:١٥-١٥) قد ظن أن بيت أبيه سجن، في حين أنه كان في مطلق الحرية، لقد كان معززا مكرما، يغلق عليه باب الأمان ولكنه خرج وظن أنه سينال الحرية الحقة ولكن كانت النتيجة أنه التصق بواحد من أهل تلك الكورة صاحب مزرعة الخنازير حتى طعام الخنازير لم يجد أحدا يعطيه له ولكن عندما رجع نجد اخاه الكبير معاندا ومتمرنا، يقول لابيه هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني (لو ٢٠١٥)
٥- قبول الألم
يشرح لنا القديس الأنبا بولا أول السواح قبول الألم في عبارته المعروفة من يهرب من الضيقة يهرب من الله، وكان الضيقة تجعل الإنسان أكثر التصاقا بالله ولذلك إذا جات على الإنسان ضيقات معينة فهذه الضيقات تسمح أن يكون هناك صلة و ارتباط قوی بالله
حنة النبية هذه الأرملة بلا شك انها تعرضت لالام كثيرة فكان هناك ألم الترمل، ولم يكن هناك رعاية ولا اهتمام بالأرامل مثل هذه الأيام لكنها عاشت في الهيكل وكانت لا تفارقه بل عاشت باصوام وطلبات كثيرة لقد كان كل إتكالها على ربنا.
انثوسا والدة القديس يوحنا الذهبي الفم الذي نحتفل بتذكار نياحته في ٢٧ نوفمبر هذه الام قد تزوجت ولكنها فقدت زوجها بعد أن انجبت طفلين بنت وولد، وبعد وفاة الزوج توفيت ابنتها. ويقول لنا التاريخ أن هذه الأم كانت جميلة وبالتالي سيعرض عليها الزواج بعد ترمها ولكنها رفضت وفضلت أن تعيش لابنها وعندما كبر الابن أراد أن يترهبن، فقالت له عبارة مشهورة جدا في التاريخ يا ابني لا ترملني مرة ثانية، فاستجاب يوحنا لهذه الطلبة وبعد نياحة أمه انطلق إلى الحياة الديرية ولكن من هذه الضيقات كلها ظهر لنا القديس يوحنا الذهبي الفم ذائع الصيت في التاريخ حنة النبية تقدم لنا فضيلة الالتصاق بالرب كي نعيش فيها، فضعها أمامك كي تتمتع بها كل يوم.
قداسة البابا تواضروس الثاني
عن كتاب قدموا فضيلة في إيمانكم