
في عيد القيامة وفرحة القيامة التي نحتفل بها فى الخمسين المقدسة, عيد القيامة ليس يوماً واحداً لكن نعتبرهم خمسين يوم أحد كأنه يوم أحد كبير ممتد من عيد القيامة إلى عيد العنصرة.من التداريب الروحية القوية فى الخمسين المقدسة أننا نقرأ الأسفار التي كتبها القديس يوحنا (إنجيل يوحنا ـ 3 رسائل ـ سفر الرؤيا).نتقابل فى فترة الخمسين المقدسة مع شخصيات كثيرة تقابلت مع السيد المسيح حيث ظهر المسيح لمدة 40 يوم فى ظهورات فردية كما لتوما وأيضاً جماعية مثل تلميذي عمواس والتلاميذ, فى فترة الخماسين نقترب إلى السيد المسيح لكي ما نتعرَّف عليه أكثر وأكثر.من ضمن الشخصيات الكثيرة التي تقابل معها السيد المسيح هو القديس يوحنا الحبيب.
من هو القديس يوحنا الحبيب؟
هو القديس الذي كان يتكئ على صدر السيد المسيح فهو كان قريباً جداً من قلب المسيح.
هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى أمه.
هو الذي كتب عن نفسه: “التلميذ الذي كان يسوع يحبه “, هذا يجعلنا نغير منه ونطلب أن نصير مثله.
القديس يوحنا هو إنسان عادي, صياد سمك من عائلة ميسورة.
معنى اسمه: “اللَّه يتحنَّن”، وأبوه زَبْدِي (هبة اللَّه) وأمه سالومى (تعني: سلام صهيون) وأخيه يعقوب الذي عرف بيعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثني عشر.
امتاز يوحنا بأنه يعرف المسيح, ما يُسمِّى بموهبة التَّعرُّف القلبي.
من ألقابه: الرسول, الإنجيلي, اللاهوتي, الرائي, الحبيب, رسول المحبة, التلميذ الذي كان يسوع يحبه, التلميذ الذي إتكئ على صدر المسيح.
عندما كبر في السن كانوا يحمله تلاميذه ليقول العظة، وكانت عظته من 3 كلمات فقط: “حبوا بعضكم بعضاً”.
المعجزة التى قرأنها اليوم هى ” معجزة صيد 153 سمكة ” آخر معجزة في إنجيل يوحنا. المعجزة باختصار: حين ذهب 7 من التلاميذ كي يصطادوا طول الليل ولكن بلا جدوى وفي بداية النهار رأوا شخص على شاطئ بحرية طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً (سمك)؟ فقالوا: لا.. فقال لهم: ألقوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمك. فأطاعوا. وبالفعل اصطادوا سمك، فأخذوا منه السمك الكبير وعددهم 153 سمكة و7 صيادين مختبرين يعرفوا أن الصيد ليلاً ليس فى بداية النهار ولم يعرفوا مَن الذى قال لهم هذا؟ ولكن واحد منهم فقط صرخ وقال: “هو الرب” يوحنا الحبيب, السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل, في طفل صغير, عند البئر, عند الشجرة, ليلاً مثل نيقوديموس, وسط الزحام الشديد, حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين.
درِّب قلبك كيف تكتشف حضور المسيح, نعمة عالية نطلبها باستمرار ونقول: أعطنا يارب أن نشوفك ونسمع صوتك.مريم المجدلية عند القبر كانت تبكي فلم ترَى المسيح، ولكن عندما نطق بِاسمها وقال: “يا مريم” صرخت: “رَبّوني” أي يا مُعلِّم، وأمسكت به ولم تُريد أن تتركه فهى رؤيا واحدة وإحساس واحد تصطاد به المسيح.أيضا تلميذى عمواس كانا يتكلَّما مع المسيح ولم يعرفاه إلاَّ عند كسر الخبز، فاختفى عن عيونهم.ما فعله السيد المسيح مع مريم المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع ويحب ويقدر أن يفعله اليوم مع كل شخص مِنَّا, في غرفتك, في قلايتك, في عملك, في خدمتك, في وسيلة مواصلات, فدرِّب نفسك على هذه الموهبة القلبية التي بها تتعرَّف على شخص المسيح, هذه الموهبة تبدأ أولاً: عندما يمتلئ قلبك بالمحبة.
لماذا كتب يوحنا أسفاره؟
الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبوا المسيح.
الرسائل: لتعرفوا كيف تحبوا الكنيسة.
الرؤيا: لتعرفوا كيف تحبوا السماء.
أعطانا هذه الأسفار لكي ما نعرف طريقنا، فالمحبة هى طريقنا إلى قلب يسوع والكنيسة وهى طريق السماء.
أسباب كتابة انجيل يوحنا؟
سبب لاهوتي: لتثبيت الإيمان، فكتبه بطبيعة لاهوتية.
سبب دفاعي: للدفاع عن الإيمان وتصحيح الأفكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول.
سبب تعليمي: ليُعلِّمنا المحبة الإلهية.
سبب كرازي: هو رسالة الأبدية.
تقسيم إنجيل يوحنا إلى:
1. المقدمة: هى نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس.
2. الخاتمة: (الأصحاح 21).
3. جزء المعجزات (1 ـ 12): به 8 معجزات.
4. جزء الآلامات (13 – 20): به شرح تفصيلى لآلام السيد المسيح إلى القيامة والأصحاح 17 نُسمِّيه: “قُدس الأقداس” وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح وهى أن يكون الجميع واحد: (الفرد – البيت – الكنيسة – كنائس العالم كله).
نعتبر القديس يوحنا هو فيلسوف المحبة, مُحب للحكمة التى هى المحبة.
تدريب:
أقرأ إنجيل يوحنا وعيش داخله وابحث فيه عن المحبة من آيات أو مواقف واطلب من اللَّه أن يعطيك موهبة التعرُّف عليه.
قداسة البابا تواضروس الثاني