المقالات

15 نوفمبر 2018

الكتب المسماة بأسفار الأعمال المنسوبة للرسل

وتتصف هذه الأعمال الأبوكريفية، والمسماة بأعمال الرسل، بالرغم من أنها تأخذ أفكارها الأولى وتنطلق من سفر أعمال الرسل الموحى به وتحتوي على بعض التقاليد التي كانت سائدة في القرون الأولى عن الرسل، والتي تتوه في كم من الروايات الأسطورية وكأنها أبرة في كوم قش، بالمبالغات اللامعقولة وتمتليء بروايات غريبة تسرح في خيال بعيد تمامًا عن الحقيقة، فتروي هذه الكتب معجزات، تزعم أن الرسل عملوها، غريبة وغير معقولة مثل جعل سمكة مشوية تعوم! أو تمثال مكسور يصير سليمًا برشه بمياه مقدسة! أو طفل عمره سبعة شهور يتكلم بصوت رجل بالغ! وحيوانات تتكلم بلغة بشرية! وسماع أصوات من السماء، وهبوط السحب لحماية الأمناء في وقت الخطر! ونزول صواعق تفتك بأعدائهم! وقيام قوات الطبيعة المخيفة من زلازل ورياح ونيران ببعث الرعب في قلوب الفجار. وظهور المسيح بأشكال خيالية متعددة، فمرة يظهر في هيئة رجل عجوز، ومرة أخرى في هيئة فتى، أو في هيئة طفل، وأن كان في أغلب الأحيان يظهر في صورة أحد الرسل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وتنادي هذه الأعمال بالامتناع عن العلاقات الزوجية الجنسية، وتدعو لعدم الزواج. بل وكانت هذه الدعوة هي الموضوع الرئيسي في كل هذه الأعمال، وتزعم أن كل جهاد الرسل وغايتهم في الكرازة بل واستشهادهم كان بسبب مناداتهم للأزواج بالامتناع عن العلاقات الزوجية ونجاحهم في إقناع الزوجات بالامتناع عن مخالطة أزواجهن. بل وتنادي جميع هذه الكتب بأن الامتناع عن الزواج، بل والامتناع عن العلاقات الزوجية بين الأزواج، هو أسمى شرط للحياة المسيحية والحياة الأبدية (46)!! هذه الأعمال يصفها أبيفانيوس أسقف سلاميس في القرن الرابع بقوله أن الهراطقة "يقولون أن لديهم أعمال أخرى للرسل، وهذه الأعمال تحتوى على مواد عديمة التقوى جدًا ويتعمدون أن يسلحوا بها أنفسهم ضد الحق" (47). وهذه الأعمال تنقسم إلى مجموعتين المجموعة الأولى والتي كتبت فيما بين القرن الثاني والثالث، وتتكون من خمسة أعمال، والمجموعة الثانية والتي كتبت على غرار المجموعة الأولى وتقليدا لها ابتداء من القرن الرابع، وهي عبارة عن روايات للحياة الرسولية، بل هي سير أقرب منها للأعمال. من الكتب المنحولة: الخمسة أعمال الأولى للرسل روايات الحياة الرسولية الأبوكريفية الكتب المسماة بالرسائل المنسوبة للرسل الكتب المسماة بالرؤى المنسوبة للرسل كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
14 نوفمبر 2018

المال الحرام في التجارة والمعاملات

اليوم نتكلم عنه في مجال التجارة، حيث يرى البعض أنه لون من المهارة والفن للوصول إلى أكبر ربح ممكن... ومن أمثلته: المال الحرام عن طريق الغش: كأن يبيع أحدهم شيئًا به تلف على أنه شيء سليم، مستغلًا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموجود في تلك البضاعة! ما أنبل البائع الذي بكل أمانة يكشف العيب الموجود في بضاعته وينبّه له المشترى. حينئذ سوف تسمو منزلته في أعين من يريد أن يشترى، ويثق به. ولكن قد يقول البعض عن هذا البائع إنه سوف لا يبيع. كلا، إنه سيبيع ولكن بثمن أقل يتناسب مع العيب الموجود في البضاعة. ولكنه مال حلال فيه بركة ومن الغش أيضًا أن يبيع التاجر شيئًا بغير اسمه. كأن يبيع حلى زائفة على أنها حقيقية، أو قطع آثار مغشوشة كما لو كانت أثرية.. وأمثال هذا الغش هو سرقة ممزوجة بالكذب، يزيدها بشاعة ما يحيطها به من فنون الدعاية ومن الغش الواضح الصريح غش المكاييل والمقاييس، وهو غش -لا في نوع البضاعة وجودتها- إنما في مقدارها وكميتها. ويكون الثمن الذي يتقاضاه من فارق الكمية هو مال حرام وأخطر ما في الغش عمومًا هو الغش في الأدوية وبخاصة ما تتوقف عليه حياة الإنسان أو سلامته. وهذا النوع من الغش، يجب أن تشتد فيه عقوبة القوانين لكي تكون رادعة. لأن جريمته ليست مجرد المال الحرام، إنما الاستهانة بأعمار الناس أو سلامتهم. هناك أيضًا مال حرام عن طريق الجشع ورفع الأسعار: فرفع الأسعار بطريقة غير معقولة ولا مقبولة، يدخل في نطاق السرقة، لأنه ابتزاز لمال المشترى... إن الله يسمح للتاجر أن يربح في حدود المعقول. أما الربح الفاحش الذي يتضح فيه الجشع، فإنه خالٍ من الرحمة ، وكله أنانية ولا يوجد دين أو عرف يقرّه وقد يحدث الابتزاز عن طريق الاحتكار: بأن يكون أحد التجار هو الصانع الوحيد، أو المستورد الوحيد لذلك الصنف، أو يكون المتعهد الوحيد لبيعه. وعندئذ يفرض أسعارًا باهظة، مستغلًا حاجة المشترين. فينهب أموالهم، إذ يشترون منه وهم كارهون ومضطرون ومن أمثلة ذلك ما يسمونه بالسوق السوداء. وذلك بأن يخزن البائع عنده البضاعة حتى تنفذ من السوق، وقد يشترى هو ما تبقى منها، ويظل يخزن إلى أن تخلو منها باقي الأماكن. عندئذ يكشف عن وجودها عنده، ويفرض سعرًا خياليًا لبيعها. ويستغل احتياج المشترين لكي يبتز أموالهم. هذا التلاعب بالسوق مصدر للمال الحرام. وتكون الزيادة الفاحشة في السعر مالًا حرامًا يدخل بيته فيتلفه ومما يدخل في التلاعب بالأسواق، ما يفعله التجار في المضاربات إذ يرفعون الأسعار تارة ويخفضونها تارة أخرى. وفي أثناء ذلك، يضيع كثير من التجار الصغار، وتبتز أموالهم لصالح المضاربين الكبارومما يندمج تحت عنوان المال الحرام: المشروعات الاقتصادية الوهمية وكذلك الرحلات الوهمية إلى بلاد الغرب أو إلى بلاد الخليج العربى، حيث تجمع أموال الناس بألوان من الدعاية والإغراء والوعود المعسولة ثم يكتشفون بعد كل ذلك إنها أنواع من النصب لسلب الأموال. هناك مال حرام آخر يحصل عليه المشترى وليس البائع وذلك عن طريق التشدد الزائد في السعر، وبخاصة مع الباعة الفقراء. ففي بعض الأحيان يكون البائع الفقير محتاجًا إلى بيع بضاعته بأي ثمن كان: من أجل أن يحصل على قوته الضروري، أو من أجل علاج مرض أحد أقربائه، أو بسبب أية ضرورة ملزمة، فيضطر أن يبيع ما عنده سواء ربح أو خسر. وهنا يستغل المشترى حاجة البائع، فيفرض عليه ثمنًا لا يتفق مطلقًا مع قيمة ما يشتريه منه. فيرضى ذلك بأن يبيع مضطرًا. ويكون ما ظلمه فيه المشترى هو مال حرام أليس حقًا أن كثيرًا من المساومات مع الباعة الفقراء تدل على قساوة قلب المشترى وجشعه؟! لذلك قيل إن "الحسنة المُخفاة تكون في البيع والشراء"إن البائع الفقير يستحق صدقة منك، حتى دون أن تأخذ منه شيئًا. فلا أقل من أن تمنحه هذه الصدقة عن طريق الشراء بدون أن تجرح شعوره. وثق أن دعاء البائع الفقير لك هو أثمن من فارق السعرهناك أنواع أخرى من مصادر المال الحرام، منها التسخير، والأجر البخس. كأن يسخّر شخصًا إنسانًا آخر، لكي يعمل لأجله عملًا من غير أن يدفع له أجرًا. أو أن يستأجره بأجر بخس دون الكفاف. ويكون بهذا قد سلبه أجرته، وسرق تعبه وعرقه. وينطبق هذا على كل الشركات والمصانع التي لا تعطى عمالها وموظفيها ما يكفيهم من الأجر لسداد تكاليف سكنهم وطعامهم وباقي مصروفاتهم ومصروفات أولادهم. ويكون جزء من الأرباح الكبيرة التي يحصل عليها أصحاب تلك الشركات والمصانع عبارة عن مال حرام مأخوذ من حقوق عمالها الفقراء كذلك يشمل هذا الأمر، تعطيل الحقوق أو إضاعتها، مثل تأخير علاوة موظف، أو تأخير ترقيته، أو حرمانه من أجر إضافي يستحقه... أو خصم جزء من مرتب الموظف كعقوبة بدون وجه حق ومن أمثلة المال الحرام، ما يفعله مأمور ضرائب غير عادل فإنه إن قدّر ضرائب على إنسان أكثر مما يجب، ويكون قد سلب منه ماله مجاملة للدولة. وإن قدّر عليه ضرائب أقل مما يجب، يكون قد سلب الدولة مالها. مع أنه في الحالتين لا يكون قد أخذ شيئًا لنفسه كذلك فإن القمار هو مصدر آخر من المال الحرام. فإن ما يربحه شخص من آخر عن طريق القمار، هو مال حرام قد أخذه بطريقة غير مشروعة. وكذلك من مصادر المال الحرام: الألعاب التي يخدعون بها الصبية والبسطاء، وتعتمد في السرقة على خفة اليد. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
13 نوفمبر 2018

ضمانات حياة الطهارة

يتصور بعض الشباب إن حياة الطهارة أصبحت أمرًا مستحيلًا هذه الأيام، فهناك بالفعل قوة جبارة تدفع الإنسان نحو السقوط: الغريزة بنداءاتها الملحة التي لا تهدأ، والمجتمع بعثراته الخطيرة التي لا تنتهي، والشيطان كرئيس شرير يعمل في هذا العالم ضد الله وضد القداسة، ليحاول قد إمكانه إفساد خطة الله من خلق الإنسان، وقصده المبارك من نحوه. النغمة الشائعة في هذه الأيام هي نغمة "روح العصر" فالمجتمع الحالي يجرى ليلاحق التطور العصري في مجلاته العلمية والفكرية والتقدمية، والمجتمع الكنسي يجتهد في استيعاب التغيرات التي طرأت على هذا الجيل، والنزعات المختلفة التي تحركها مثل: نزعة الكبرياء العقلية، ونزعة القلق، ونزعة التحرر ، ونزعة الانحلال، ونزعة الانفتاح الفكري... الخ. ولكن ثمة خدعة يحاول الشيطان إن يتسلل بها إلى قلوب شبابنا هذه الأيام، مؤداها أن هذا العصر يختلف كثيرًا عما سبقه من عصور، بحيث أصبحت القداسة سرابا لا داعي للاجتهاد في السير نحوه. الحقائق العُظمى حول الطهارة * الحقيقة الأولى: التي لا يرقى إليها شك إن كل مجتمع كان في عصره مجتمعًا عصريًا، فمجتمع القرن الأول كان عصريًا بالنسبة لما قبل الميلاد وهكذا... * والحقيقة الثانية: إن التغيير الذي يطرأ على المجتمعات لا يصيب جوهر الأمور إطلاقًا، بل هو تغير فكرى وعملي وسياسي واجتماعي، ولكنه يستحيل إن يفترق عن أي مجتمع سابق أو لاحق من جهة موضوع الخطية والقداسة، هذا الموضوع روحي محض، والروح أبدي خالد لا يخضع للزمن ولا للتطور بل هو خارجهما معا. * والحقيقة الثالثة: انه لا تغيير يمكن إن يطرأ على جوهر الإنسان فغرائزه هي بعينها كما كانت منذ القديم، وطبيعته الساقطة هي بذاتها كما ورثها عن آدم، وتطلعاته الأبدية وضميره الإلهي، أمور لا تتغير من جيل إلى جيل، إلا بقدر أمانة الإنسان في استخدامها أو تجاهلها. * والحقيقة الرابعة: أنه حتى إذا افترضنا جدلا سهولة السقوط وصعوبة الخلاص في هذا العصر، فيجب أي ننسى أنه " حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا" (رو5: 20) فليس خلاص الإنسان في يده وحده، ولكنه في يد الله حينما تمتد لتنتشل الإنسان الباحث عن الحق باجتهاد القلب وعزم صادق. ولعلنا لو طلبنا من شباب هذا الجيل إن يقيم الآن في عمورة وسدوم لما وجد فرقا بينهما وبين أحداث المجتمعات الآن، مع أن أربعين قرنًا تفصل بين المجتمعين. ولعلنا نذكر أيضًا كيف كانت القداسة مزدهرة في العصر الرسولي، بينما كان السحر منتشرا بصورة مذهلة، وكانت الأوثان تعبد بطقوس نجسة شائنة. إذن فلا جديد تحت الشمس، الجديد هو في تخاذل نيتنا كشباب إن نحيا للمسيح، ومن هنا نلتمس المعاذير تحذيرًا لضمائرنا حين تنحرف. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
12 نوفمبر 2018

علاقة الله بالإنسان - الجزء الثانى

5- عصر الناموس موسى النبي والذبيحة.. كانت العلّة التي أراد موسى النبي أن يُخرِج بها الشعب من مصر هي الذبيحة.. "الرَّبُّ إلهُ العِبرانيينَ التَقانا، فالآنَ نَمضي سفَرَ ثَلاثَةِ أيّامٍ في البَريَّةِ ونَذبَحُ للرَّب إلهِنا" (خر18:3)، وكان خروجهم من مصر مرتبطًا بذبح خروف الفصح.. "مُسّوا العَتَبَةَ العُليا والقائمَتَينِ بالدَّمِ" (خر22:12). كانت كل العلاقة مع الله تدور حول الدم.. إشارة إلى الحاجة إلى سفك دم السيد المسيح، وأيضًا إعلانًا عن غضب السماء بسبب خطية الإنسان التي تستوجب الموت والدم. ولم يكن هناك مجال للتسبيح والترنيم.. "فحينَ يَرَى الدَّمَ علَى العَتَبَةِ العُليا والقائمَتَينِ يَعبُرُ الرَّبُّ عن البابِ ولا يَدَعُ المُهلِكَ يَدخُلُ بُيوتكُمْ ليَضرِبَ" (خر23:12) أول ترنيمة.. كان خروج بني إسرائيل من مصر معجزة غير متوقعة، وما صاحب هذه المعجزة كانت أعاجيب وعظائم تخلب العقل. فالضربات التي أصابت فرعون وشعبه، وضرب الأبكار، وعبور البحر الأحمر، وهلاك فرعون.. كان شيئًا عظيمًا جدًّا مما فتح غلفة لسان الشعب فبدأوا يُسبِّحون: "حينَئذٍ رَنَّمَ موسَى وبَنو إسرائيلَ هذِهِ التَّسبيحَةَ للرَّب وقالوا..." (خر15). وهذه هي التسبحة التي رتبتها كنيستنا بنفس نصها الكتابي في (الهوس الأول)، وهي أيضًا التسبحة التي يتغنى بها السمائيون: "وهُمْ يُرَتلونَ ترنيمَةَ موسَى عَبدِ اللهِ، وترنيمَةَ الخَروفِ" (رؤ3:15). مذبح موسى النبي.. كانت هذه التسبحة طفرة في العلاقة مع الله، ولكنها ارتبطت أيضًا بالمذبح والذبيحة. لقد سبَّحوا الله بهذه التسبحة مرة واحدة فقط؛ وكأن الله كان يفتح لهم نافذة ليطلّوا منها علينا – العهد الجديد – ويشاركوا في تسبيح الخلاص الذي ننعم به نحن الآن. لم يكن الخلاص قد تم وقتها، وكانوا مازالوا ينتظرون مجيء السيد المسيح المُزمع أن يفدي البشرية، لتحيا بعدئذ حياة التسبيح الدائم.. "فبَنَى موسَى مَذبَحًا ودَعا اسمَهُ يَهوهْ نِسِّي" (خر15:17). 6- موسى النبي وتنظيم العبادة عمل موسى خيمة الاجتماع حسب المثال الذي أظهره له الله على الجبل، وكان كل ما يدور داخل هذه الخيمة مرتبطًا بالذبائح فقط. وقد نُظِمت العبادة في عهد موسى؛ فصار هناك أنواع من الذبائح اليومية: (المحرقة، الخطية، الإثم، السلامة)، بالإضافة إلى الذبائح الموسمية: (كالفصح، ويوم الكفارة العظيم). وكان تدشين المذبح وتطهير الشعب برش الدم (راجع خر5:24-8)، وكذلك تقديس هارون والكهنة وثيابهم كان بالدم (خر21:29). وهذا شرحه مُعلِّمنا بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين فقال: "لأنَّ موسَى بَعدَما كلَّمَ جميعَ الشَّعبِ بكُل وصيَّةٍ بحَسَبِ النّاموسِ، أخَذَ دَمَ العُجولِ والتُّيوسِ، مع ماءٍ وصوفًا قِرمِزيًّا وزوفا، ورَشَّ الكِتابَ نَفسَهُ وجميعَ الشَّعبِ، قائلاً: "هذا هو دَمُ العَهدِ الذي أوصاكُمُ اللهُ بهِ". والمَسكَنَ أيضًا وجميعَ آنيَةِ الخِدمَةِ رَشَّها كذلكَ بالدَّمِ. وكُلُّ شَيءٍ تقريبًا يتطَهَّرُ حَسَبَ النّاموسِ بالدَّمِ، وبدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ!" (عب19:9-22). كان كل شيء في خيمة الاجتماع مرتبطًا بالدم؛ إشارة إلى الحاجة إلى دم السيد المسيح، وإعلانًا عن فظاعة الخطية وكراهية الله لها. فالموت ورائحة الدم والنار تقابل كل مَنْ يدخل إلى الخيمة للعبادة واللقاء مع الله، ليتذكر دائمًا خطيته ونتائجها المرعبة. 7- مذبح البخور لكن.. إلى جوار الدم والذبيحة كان هناك طفرة جديدة قدمها الله في العلاقة معه.. وهي مذبح البخور: "وتصنَعُ مَذبَحًا لإيقادِ البَخورِ. مِنْ خَشَبِ السَّنطِ تصنَعُهُ" (خر1:30). إنه مكان لا تُقدَّم عليه ذبائح دموية، ومع ذلك يُسمى "مذبح". هذا المذبح (مذبح البخور) يسبق فينبيء بنوع جديد من الذبائح (غير الدموية). فالبخور هو صلوات القديسين، كما جاء في سفر الرؤيا: "وجاءَ مَلاكٌ آخَرُ ووَقَفَ عِندَ المَذبَحِ، ومَعَهُ مِبخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وأُعطيَ بَخورًا كثيرًا لكَيْ يُقَدمَهُ مع صَلَواتِ القِديسينَ جميعِهِمْ علَى مَذبَحِ الذَّهَبِ الذي أمامَ العَرشِ. فصَعِدَ دُخانُ البَخورِ مع صَلَواتِ القِديسينَ مِنْ يَدِ المَلاكِ أمامَ اللهِ" (رؤ3:8-4) فمذبح البخور إذًا كان إشارة مبكرة إلى ذبيحة جديدة تقدمها البشرية هي: "ذبيحة التسبيح"تُرى متى دخلت ذبيحة التسبيح في العبادة؟ نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
11 نوفمبر 2018

عشرة المسيح الحقيقية

معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ ( غل 2 : 20 )عِشرة شخصية مع يسوع قد نعرف يسوع لكن ليس لنا عِشرة معه أعرف أنه وُلِد في بيت لحم قرية صغيرة وأنه عاش فقير وله تعاليم جميلة وعمل معجزات كثيرة وأنه صُلِب وقُبِر وقام وصعد وأرسل الروح القدس .. هذه باختصار حياة ربنا يسوع كلها لكن هناك فرق بين إني أعرف وإني أختبر .. فرق بين إني أعرف وإني أعيش .. فرق بين إني أعرف وإني أتذوق القديس مارإسحق يقول ﴿ أن الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شئ آخر ﴾ .. الكلام عن يسوع شئ ومذاقة يسوع شئ آخر .. العِشرة الشخصية ..الذي أحبني أنا .. لما تجسد تجسد من أجلي أنا وعلمني أنا وباركني أنا ولمسني أنا .. القديس يوحنا ذهبي الفم قال ﴿ لو لم يوجد في العالم سِواي لأتى ابن الله من أجلي ﴾ .. هذا يُدخِلنا في العِشرة الشخصية والتلامُس الشخصي .. الإختبار الشخصي .. لذلك هناك معرفة مع يسوع تُسمى :- المعرفة العقلية . المعرفة النظرية . المعرفة الإختبارية . نتكلم اليوم ليكون لنا عِشرة حقيقية ومعرفة اختبارية حياتية القديس يوحنا الحبيب يقول﴿ الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمستهُ أيدينا ﴾ ( 1يو 1 : 1) رأيته وسمعته ولمسته القديس مارأفرآم كان يُخاطب حواسه قائلاً ﴿ أيتها العيون تأمليه أيتها الآذان اسمعيه أيتها الأفواه تذوقيه أيتها الأيدي باركيه أيتها الرُّكب احمليه ﴾عِشرة أحتك به حتى أن القديسين اشتاقوا أن يُعاشروه مثل أُمنا العذراء عِشرتها معه كانت استيقاظ ونوم وطعام واختلاط أنفاس الكلام عن يسوع شئ واختبار يسوع شئ آخرلا نريد أن نكون مجرد سامعين عنه أو مُنتمين إليه أو نعرفه لكن نريد أن نكون مُتعايشين معه قيل عن التلاميذ ﴿ كانوا معه ﴾( مر 16 : 10) القديس بطرس الرسول يقول ﴿ كنا مُعاينين عظمتهُ إذ كنا معه في الجبل المقدس ﴾ ( 2بط 1 : 16 – 18) لابد نحن أيضاً أن نقول " كنا معه " " كنا معه على الجبل المقدس ومُعاينين عَظَمَتهُ " كل لحظة صِدق في الصلاة هي لحظة تجلِّي كل قداس تحضره بأمانة هو وقوف حول الجلجثة كل تناول هو تلامُس حقيقي مع يسوع المصلوب القائم الحي لذلك الكنيسة في القداس تجعلنا نشعر أن يسوع جاء الآن ووُلِد الآن وصُلِب الآن وقام الآن المذبح يُمثِّل المذود وفي آن الوقت الجلجثة وفي آن الوقت القبر وفي آن الوقت القبر الفارغ المذبح يُمثِّل كل هؤلاء في بدايِة القداس يفرش المذبح ويقول هذا هو المذود والصليب الذي بأعلى الصينية هو النجم ويجعل الصينية كالمغارة فوقها نجم اللفائف الآن تُمثِّل أقمطة الطفل يسوع في وقت آخر يقول اللفائف تُمثِّل الأكفان إذاً نحن نحيا يسوع في القداس فعلياً وكل تلامُس مع مراحل حياته يكون تلامُس حق لذلك معلمنا بولس يقول ﴿ لأعرفه وقوة قيامته ﴾ ( في 3 : 10 ) عاشِرته أي عرفته أي تلامست معه لا نكتفي بالمعرفة النظرية أبداً لذلك نقول أن محبة المسيح محبة تحصرنا ( 2كو 5 : 14) لذلك لما وُلِد يسوع لابد أن أشعر أنه وُلِد من أجلي وبارك طبيعتي وأخذ جسدي وترك عرشه من أجلي التجسد من أجلي وعندما أراه ينمو أقول أنه أخذ نفس طبيعتي وعاش نفس مراحلي وباركها لما أجده يعلِّم كل تعليم قاله يسوع كان من أجلي لأن تعاليم يسوع أخذت صفة الخلود ولم تكن كلماته للمجموعة التي كانت تسمعه فقط لا لما قال خذوا كلوا هذا هو جسدي وهذا هو دمي ( مت 26 : 26 – 28 ) لم يقولها لمجموعة فقط مائة أو ألف لا بل قالها لنا كلنا عبر كل الأجيال لابد أن أُصغي لكل تعاليم يسوع وأضع نفسي داخلها لابد أن أعرف إني واحد من ضمن القطيع الذي أخذ هذه التعاليم كلها يسوع لما قال ﴿ طوبى للودعاء ﴾ ( مت 5 : 5 ) قالها لي أنا لما قال ﴿ ينبغي أن يُصلَّى كل حينٍ ولا يُمل ﴾ ( لو 18 : 1) قالها لي أنا لما قال ﴿ تحب قريبك كنفسك ﴾ ( مت 22 : 39 ) .. ﴿ أعطوا تُعطوا ﴾ ( لو 6 : 38 ) " إحمِل صليبك "( مت 16 : 24 ) قال لي أنا تعاليم يسوع لابد أن آخذها لي أنا من أصعب الأمور أن أجعل نفسي خارج دائرة تعاليمه وأقول أنه قال ذلك للكتبة والفريسيون وليس لي أنا والموعظة على الجبل قالها للجموع وليس لي أنا وما قاله في المجمع اليهودي ليس لي أنا وهذا قاله للتلاميذ أين أنا إذاً ؟ كل كلمة وكل تعاليمه قالها يسوع لي أنا إن أردت أن تدخل في عِشرة مع يسوع إعرف أن أفعاله كلها من أجلك وكلامه كله من أجلك إدخِل نفسك داخل كل كلمة ولا تقف خارجاً ولا تبتعد كثيراً قل هذه التعاليم لي أنا جيد جداً لما تسمع الكلام وجيد لما تقول الكنيسة ﴿ طوبى لعيونكم لأنها تُبصِر ولآذانكم لأنها تسمع ﴾ ( مت 13 : 16) أنتم الجالسون الآن الكلام لكم الكنيسة تعتقد أن المنجلية هي فم المسيح كل يوم يُقرأ عليك فصل إعرف أن المسيح هو الذي يقوله لك ولي فتعاليم يسوع خالدة مستمرة للأبد عِشرِة المسيح أن أكون مُستمع لكلامه وخاضع وعامل لكلامه ومتجاوب لكي أعاشِر شخص لابد أن يكون بيني وبينه حديث متبادل أنا أكلِّمه في الصلاة وأسمعه في الإنجيل هو يحدثني وأنا أكلِّمه حديث متبادل به إحساس لا أكلم نفسي ولا هو يكلم غيري لا ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ يصل إلى درجة أن الإنسان يعتبر كل كلمة من يسوع موجهة له هو كل معجزات يسوع لابد أن أعتبرها قد صُنِعت معي أنا .. يسوع شفى عيون العُمي .. أنا الأعمى .. كون إني أرى طريق الحق ولا أسير فيه فأنا أعمى .. كون إني أرى الوصية ولا أعمل بها فأنا أعمى .. كون أن خطاياي هذا عددها لا تُعد ولا تُحصى ولا أراها فأنا أعمى .. إذاً محتاج إنه يفتَّح عيني .. لما يفتح عيون العميان قل له أنا أيضاً واحد منهم فتَّح عيون قلبي .. أنت الذي شفيت اليد اليابسة قادر أن تشفي يدي المُمسكة عن فِعْل الخير .. أعمالي التي ليس بها صلاح .. أنت شفيت اليد اليابسة .. اليد المعتادة على الشُح والبُخل عندما تتعود على العطاء هذا هو شفاء اليد اليابسة أنت يارب تُخرِج الشيطان .. أنا داخلي شياطين كثيرة .. داخلي شيطان الغضب الهائج الثائر إخرِج مني شيطان الغضب .. أنت فتَّحت عيون العُمي وشفيت اليد اليابسة وأخرجت شياطين .. أنت يارب أقمت موتى أقِم موتى خطاياي .. كلمة منك تُقيم موتى نفسي فأحيني يا الله بحسب كلمتك وبحسب رحمتك حياة يسوع هي من أجلي وأعماله هي من أجلي .. هو فَعَل من أجلي وتكلم من أجلي وعلَّم من أجلي وصنع معجزات من أجلي بعد ذلك صُلِب .. لأجل من هذا الصليب ؟ لأجلي .. لكي أتأمل صورة يسوع المصلوب وأنا أرى إكليل الشوك وأنا أرى المسامير .. والدم السائل .. والجنب المفتوح .. وأنا أرى اليدين والقدمين المُسمرتين على الصليب أقول .. من أجلي .. من أجل خطاياي .. أقول له أنت يارب الذي شربت من أجلي المُر قادر أن تُزيل سُم الخطية الذي يضعه لي الشيطان .. أنت يارب يا من وضعوا لك إكليل الشوك ساعدني أن أنزع عنك إكليل الشوك بتوبتي عن خطاياي وعن كل فكر شرير وقبيح .. هذا كله أنا .. لا أنظر للصليب وأُخرِج نفسي خارج دائرته .. لا .. عِشرِة المسيح هي أن أُدخِل نفسي داخله .. هو فَعَل بالنيابة عني وأشعر بعمله معي أنا .. حتى في القبر .. أقول له كيف رئيس الحياة يُوضع في قبر ؟ خالق كل الموجودات يُوضع في قبر عليهِ خِتم وحُراس ؟ يا لعِظَم محبتك يارب .. كل هذا من أجلي .. نيابةً عني .. إن كان كل ذلك من أجلي ونيابةً عني إذاً أنت يارب عظيم ومُقتدِر وجبار لذلك لابد أن أدخل في الحدث ولا أنظره من بعيد .. قام من الأموات .. قام من أجلي وقمت معه .. هو لا يفرح أن يقوم هو من الموت وحده وأنا ميت .. هو لم يقُم نفسه لأنه لا يحتاج لقيامة لأنه رئيس الحياة .. هو قام لأجلي .. إذاً عِشرِة المسيح هي أن أتجاوب مع كل ما قال وما فعل وكل فِعْل خلاص فَعَلُه ينتقل لي قوِّته ظل " 40 " يوم يُعلِّم بعد القيامة .. إسمع تعاليمه .. ثم صعد لكي يُعِد لي مكان .. لكي يرفع قلبي له إلى فوق ولكي يعلمني أن حياتي فترة مؤقتة ثم أعود مرة أخرى إلى مكاني معه .. أنا تعلقت به جداً طول فترة حياته على الأرض ولما صعد قلت له لا تتركني فقال لي سأفعل لك أمران .. أولهما إني أُرسِل لك ما يعوضك غيابي وأنا منتظرك فوق لأنك ستكون هنا فترة قليلة وأنا صاعد أُعِد مكان لاستقبال ضيوفي .. لا تحزن مني لأني دعيتك على وليمة في بيتي وأستأذنك لأذهب إلى بيتي لأُعِد لك وليمتك وأنا منتظرك لا تتأخر .. عندئذٍ تعرف إني منتظرك فتتعجل المجئ إليَّ هذه هي حياتنا على الأرض .. نحن متعجلين للذهاب له وهو منتظرنا فوق .. إذاً كل فِعْل فَعَلُه كان من أجلي ونقل لي قُوِّته وأرسل لي الروح القدس وقال ليعوضك عن غيابي ويعلِّمك ويُرشدك ويُقدسك .. لن أتركك وحدك .. إذاً حياة يسوع هي من أجلنا وعِشرِة المسيح الحقيقية هي أن أتذوقه وأحبه وأعرفه القديس أوغسطينوس وصل به الأمر أن يقول لله إني أشعر أنه من شدة اهتمامك بي أنا أنه لا يوجد في العالم سواي .. والعكس لما يعيش إنسان في زيغان يقول أنه واحد وسط مليارات ولن يشعر الله به .. لكن لما يقترب لله يشعر أن الله لا يرى سواه فكان القديس أوغسطينوس يقول ﴿ أنت تحتضن وجودي برعايتك وكأنه لا يوجد في العالم سواي .. تسهر عليَّ وكأنك نسيت الخليقة كلها تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي موضوع حبك ﴾ .. أنت منتبه لي أنا خاصةً .. لا ترى في الخليقة أحد سواي .. ﴿ ليتني أحبك يا إلهي كما أنك أحببتني ﴾ .. عِشرِة المسيح عِشرة حقيقية أدخل أسجد أمامه أشعر إني أسجد أمام إلهي الحقيقي .. الذي أنا واقف أمامه وهو أمامي ويفهمني وأفهمه .. ﴿ حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه ﴾ ( 1مل 18 : 15) .. عِشرة حية مُتجددة .. أي شئ حي يتجدد .. لن تنظر لشئ ميت لكن لو شئ حي حياته تجعلك منجذب له تُتابعه .. ما الذي يجعل عِشرتي مع الله حلوة ؟ أنها حية فعَّالة عاملة .. لا توجد أُم لديها طفل بعد بعض الشهور تَمَلْ منه وتريد آخر غيره .. ما الذي يجعلها لا تَمَلْ منه ؟ أنه حي ينمو معها .. يلهو معها ثم يبدأ السِير ويدخل المدرسة وينمو .. حي يتطور أمامها .. أمر مُفرِح .. حتى تُزوجه وعندما تُزوجه تفرح أنه يأتيها بأولاده إن أردت أن تكون عِشرِتك بالمسيح دائمة إجعلها عِشرة حية لأن الحياة التي في العِشرة تجلِب لها تجديد والموت يُعطيها روتين .. واحد يقول نفس الصلوات ونفس كلمات الإنجيل ونفس الأجبية والقداس ونفس الناس .. أمر مُمِل .. نفس صوت الكاهن ونفس صوت الشماس .. أمر مُمِل .. بينما آخر يقول أشعر بكل هذا لأن عِشرِته مع الله حية متجددة فعَّالة .. ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ .. ندخل داخله .. ندخل داخل وصاياه كما يقول ﴿ الله الذي أعبده بروحي ﴾ ( رو 1 : 9 ) .. عِشرِة حب .. عِشرة دائمة .. عِشرة لا تشيخ أبداً تبدأ معنا هنا على الأرض ولا تنتهي في الأبدية لأنها عِشرة مستمرة لا تنتهي لما نذهب للسماء نجد عِشرِتنا عِشرة دائمة للأبد نقف أمامه نُسبح ونُبارك ونُمجد لذلك لابد أن ندخل في عِشرة حلوة معه .. كل كلمة تُقال أعتبرها وعد ليَّ .. وكل إنذار يُقال أعتبره إنذار لي .. وكل تشجيع أعتبره تشجيع لي .. كل حنو على خاطئ أعتبره لي .. وكل توبيخ لمرائي أعتبره لي .. أنا .. أنا المريض والميت والخاطئ .. أدخِل نفسي داخل الأحداث لذلك لما تكون العِشرة بهذه الحياة والتجديد تجد نفسك سعيد بعِشرِتك مع الله .. لذلك ندخل داخل أعماق قلب أو عقل قديس تجده يقول العمر قصير جداً عن أن أعرف الله .. كل يوم أكتشف الجديد معه .. كل يوم أكتشف أنه مُفرِح ومُشبِع ولذيذ .. كل يوم أدخل في عمق جديد وأن غمر ينادي غمر( مز 42 : 7 ) .. لا يوجد أحد عاش مع الله فترة وقال كفى .. إسأل الأنبا بولا أول السواح قضيت ستون عام مع الله في البرية ماذا تفعل ؟ كفى عشر سنوات أو عشرون .. ماذا سيكون جديد ؟ يقول كل يوم في جديد .. كل يوم فرح جديد .. عِشرة جديدة .. مذاقة جديدة .. حب جديد .. تقرأ الإنجيل بعِشرة وعمق تشعر أنك لم تقرأه من قبل وتقول كيف لم أتذوق ذلك من قبل ؟ تحضر قداس تجده جميل .. تُصادق قديس لا تَمَلْ منه أبداً .. تدخل عمق آية تشعر أنها مصدر طاقة لك .. هي في حد ذاتها قوة دافعة لحياتك واشتياقاتك .. عِشرِة المسيح إجعل لك عِشرة فعَّالة فاعلة دائمة مستمرة مع يسوع .. لا تكتفي بالمعرفة النظرية .. لابد أن أعرفه وأتذوقه وأختبره وأقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) ربنا يعطينا عِشرة حية عميقة متجددة دائمة معه ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .. له المجد دائماً أبدياً آمين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
10 نوفمبر 2018

عَمَلُ السَامِرِي الصَّالِح

السامري الصالح الحقيقي هو شخص السيد المسيح الذي عمل وعلَّم خدمة السامري، وحل قضية العِرق والعداوة بين الأجناس والعقائد والألوان، والتي تطورت لتوجع رأس الدنيا بأسرها، في قتل وتخريب وهدم وحرق للممتلكات والمدن والبشر، لا لشيء إلا لكراهية الآخر... فمحبة القريب ملتصقة بمحبة الله، وهما واجب المسيحي الأول أمام الله والعالم. والمسيحي المهذب بالنعمة ينزع العداوة من قاموسه ويضع المحبة موضعها، لأن الله محبة وهو يريد رحمة لا ذبيحة. المسيح الكلمة له المجد ينقلنا من الكلمة (كتعليم) إلى الكلمة (كفعل) نحو محبة القريب والتعامل بالرحمة والخير تجاه كل أحد. حتى مع المكروه والمحتقَر والمحروم والمختلف والمهمَّش والذي ليس له أحد يذكره. أوصى المسيح بمساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة... أوصى بالرحمة لكل محتاج مهما كانت هويته. كذلك حذر المسيح كل مسيحي حتى لا يلوذ ساعيًا لأمان نفسه فقط، سواء كان صاعدًا أو نازلاً أو مجتازًا (لو ٣١:١٠)، بل أوصى كل مؤمن أن يغتنم كل فرصة ليصنع فيها الخير والرحمة نحو كل إنسان، فقريبنا هو كل إنسان يضعه الله في طريق حياتنا، قريبنا هو كل من نراه وكل من نتعامل معه. أظهر السيد المسيح تحننه نحو الإنسان المعذب والمريض والمُهمَل والمُنهَك الذي يلفظ أنفاسه... كي ينقذه خلوًا من عقيدة أو جنس أو دين. المسيحي الحقيقي هو الذي يجتهد ويتدرب على أن يعمل كل ما في وسعه وجهده لإنقاذ ومعونة كل محتاج... يوقف نزيفه ويضمده ويسعفه ويداويه ويعتني به... إنه صُنع الرحمة التي يتعين علينا أن نكمله ونتممه، متّبعين التعليم الإلهي، متجاوزين كل بغضة مضادة وكل قساوة سابقة مثلما علمنا المسيح بأعماله وأقواله... لم يوصينا المسيح بسلب أحد ولا بنهب أو حرق أو سبي أو الاعتداء على أحد. لم يوصينا بالتجبُّر والاستقواء والانتهازية، لكنه انحاز للضعفاء والمساكين والمسلوبين ولجهال هذا العالم المزدرَى بهم. هذه هي شريعة المسيح أن نخدم بعضنا بعضًا (غلا ١٣:٥) ]إطعام الجوعان + سقي العطشان + إيواء الغريب + زيارة المريض + افتقاد المسجون[. فلنذهب نحن أيضًا كي نصنع هكذا!! مع المريض والحزين والمظلوم والضعيف والمحتاج، نخدم احتياجاته، ندنو إليه ونصبُّ عليه زيتًا لنلطف آلامه ونحمله ونُتكئه ونوصي عليه صاحب الفندق. ننقط زيت المحبة والرحمة، ونخدم بشفقة ورأفات السامري، متخطّين كل الحواجز، لأنه في كل أمة أيضًا الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده (أع ٣٥:١٠)... تلك هي صورة الملك السماوي والسامري الصالح الحقيقي التي ينبغي أن تنطبع فينا، لأنه سيأتي في اليوم الأخير ويكرم العبد الذي يجده يفعل هكذا. فلنحمل المجروحين إلى الفندق ونعتني بهم ونحفظهم في ذاكرتنا، ونتابعهم بتواصل حاملينهم أمام وجه الله، لأنه لا فائدة للأسماء ولا للألقاب البرَّاقة التي بلا معنى ما دامت لا تصاحبها أعمال الرحمة والخير والمداواة للإنسان الآخر. فالجريح والمحتاج ليسوا بأقل من الهيكل والذبيحة، والله إلهنا لا يحابي بالوجوه، فليس بالاسم أو بالشكل أو بالدرجة سنخلص، بل بالتقوى وصُنع البر نكون مقبولين عنده. القمص أثناسيوس چورچ كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
09 نوفمبر 2018

إمتحنوا كل شئ ج2

ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ.صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ.امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ الجزء الثانى من هذه اللؤلؤة هو ازاى الإنسان يقيس أو ماهى المقاييس المتاحة لنا حتى أستطيع أن أمتحن كل شيء؟!. اولا : كيف نمتحن الأشياء وبماذ نقيس الأمور التي نمتحنها في حياتنا ؟ وذكر قداسة البابا مسيرة الإنسان ومراحل الإنسانية الخمس وهي: 1.المرحلة الأولى: بعد الخلق : فيها عبد الإنسان في حياته الطبيعة القمر، الشمس، النجوم، الأشجار. وصار إله الطبيعة هو المتاح أمام الإنسان ونتذكر قصة يونان النبي لما البحر هاج وقال للبحارة إن إلهي خالق البحر والرياح والسماء والأرض فانزعجوا ..!. 2. المرحلة الثانية: عبادة الأصنام: تماثيل من حجارة أو معدن وغيره إلى أن عرف الإنسان الإله الواحد. وبعد مرور الزمن والثورة الصناعية والاختراعات صار العالم يمجد عقله إلى أن حدث في الثلاثين العام الأخيرة ظهر الإله الثالث. 3. المزاج ويوجد فرق بين العقل والمزاج العقل يمثل الجماعية أما المزاج يمثل الفردية وصار الإنسان يعبد فرديته وأنانيته. مثل التليفون الأرضي كان يخدم الكثيرين إلى أن ظهر الموبايل وأصبح فردي وصار كل شخص له رقمه وصار الإنسان يعبد مزاجه وأنانيته الطاغية. ويقول الكثير من العلماء منذ اختراع عصر الموبايل انتهت الإنسانية. وتأتى الوصية هنا امتحنوا كل شيء. ثانيا : مقاييس امتحان الانسان لنفسه ونضع 5 مقاييس لامتحان كل شيء: 1- الكلمة المقدسة وهي التي تستطيع أن تقيس كل شيء وفي حرب إبليس أراد أن يقيس بمقياس الكلمة بعد صيام المسيح 40 يومًا وبدأ عدو الخير يخبره بأن يحول الحجارة لخبز حتى يأكل، ويكون الرد بمقياس الكلمة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وصار المكتوب الوصية هو المقياس القوى لسلامة مايعرض علينا. حتى لو ظهرت الوصية لا تناسب عصرنا فهى ثابتة وتناسب كل العصور والأزمنة ويجب أن يكون المقياس بوصية الله الكاملة. وطول الأناة إحدى الوسائل التى تساعدنا بالمقياس فنحن نتعرض لكثير من الألم لكن كلمة الله: فى العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم. 2- الإفراز والحكمة: كيف يكون الإنسان حكيمًا فيوجد الكثير من التصرفات لا تنجح سوى بالحكمة. ودائما ما يشار إليها فى قديم الزمان بالشعر الأبيض مثل قصة داود وأيوب الصديق. ولكن كثيرا ما نحتاج موهبة الحكمة، فيقول سليمان الحكيم الأصحاح الثاني من سفر الأمثال إذا دخلت الحكمة قلبك، ولذت المعرفة لنفسك. فالعقل يحفظك، والفهم ينصرك. لإنقاذك من طريق الشرير، والقديس الأنبا أنطونيوس يقول لاولاده عن موهبة الإفراز “فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادًا اطلبوا نهارًا وليلًا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه . وسمى القديس انطونيوس الإفراز عين النفس والنعمة هي التى تساعد الإنسان فى هذه الحكمة. وقال الأنبا موسى الأسود إن الشياطين لم يقدروا عليه فهو كان منتبه لا يقع فى اليأس أو الكبرياء. مثل قصة البنت المريضة التى اخبرهم الطبيب بانها ستموت بعد أسابيع مثل تلك الشجرة التى كلما سقطت ورقة من أوراقها تقترب البنت من الموت فقامت الأم باخذ ورق وربطتها في الشجرة حتى لا تسقط آخر ورقة وتموت ابنتها مما اعطي الامل للابنة في الحياة فالمشورة والحكمة تحقق نجاحات كثيرة وفكرة التوبة بوجود أب اعتراف تساعده أكثر على الحفاظ على ذاته. فالإرشاد والمشورة أحد وسائل الحكم على الأشياء. 3- الصلاة : التى ترتفع من الإنسان، الصلاة فى حد ذاتها تكون وسيلة تعطى الإنسان تشجيع ودفعة للأمام. مثل نحميا النبى الذى لم يلتفت للأعداء وقال العبارة الشهيرة إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى وعندما نصلي بالمشورة وكلمة الله مع روح الصلاة يجتمعوا لأخذ خطوة صحيحة فى حياة الإنسان. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
08 نوفمبر 2018

الكتب المسماة بأناجيل الآلام

إنجيل بطرس إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس إنجيل برثولماوس أسئلة برثلماوس إنجيل بطرس: ويرجع إلى القرن الثاني (41)، ويجمع بين كل ما جاء في الأناجيل القانونية الأربعة الموحى بها عن أحداث محاكمة وصلب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح مع مسحة غنوسية خاصة في وصف قيامته من الأموات. وقد وجدت نسخته في أخميم في شتاء 1886-1887م، وهو الآن في متحف القاهرة. وفيه يوصف المسيح بالرب وابن الله، فقد جاء فيه: "فلنسوق الآن ابن الله فقد أعطينا سلطانًا عليه... فلنكرم ابن الله بمثل هذه الكرامة". و"وفى الليلة التي بزغ فيها يوم الرب، بينما كان الحراس يحرسون حراساتهم، اثنين في كل ساعة، رن صوت عال في السماء ورأوا السموات مفتوحة ونزل منها رجلان في بهاء عظيم ونزلا مباشرة إلى القبر. وبدأ الحجر الذي وضع على باب القبر يتدحرج من ذاته وجاء على جانب وفُتح القبر ودخل الشابان. وعندما رأى أولئك الجنود ذلك أيقظوا قائد المئة والشيوخ. لأنهم كانوا هناك للمساعدة في الحراسة. وبينما كانوا يعلنون الأمور التي رأوها رأوا ثانيه ثلاثة رجال خارجين من القبر واثنين منهم يساندان واحدًا وتبعهم صليب. ووصلت رؤوس الاثنين السماء ولكن رأس ذلك المُنقاد منهم باليد تجتاز السموات. وسمعوا صوت من السماء يقول: لقد بشرت الراقدين. وسُمعت إجابة من الصليب: نعم" (42). إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس: والمعروف أيضًا بأعمال بيلاطس (43)؛ ويرجع نصه إلى القرن الخامس الميلادي وأن كان هو مُستمَدّ من كتابات وتقاليد سابقة. نجده في أصله اليوناني، والسرياني، والأرمني، والقبطي، والعربي واللاتيني. ويرى تشندورف، مكتشف المخطوطة السينائية، اعتمادًا على إشارات وردت في كتابات يوستينوس وترتليان، أنه يرجع إلى القرن الثاني وهو زمن يكفي لانتشار الأسطورة. ويُعتبَر دفاعًا ضد اتهامات الحكم الروماني أيام ماكسيميليان دازا (311-312م). ويزعم هذا الكتاب المنحول، أن مسيحي اسمه حنانياس، اكتشف قصة وضعها نيقوديموس بالعبرية، تتناول محاكمة يسوع أمام بيلاطس، وترجمها إلى اليونانية عام 425م. هذه القصة تروي محاكمة وموت يسوع ودفنه بصورة متلاحقة، كما تروي رواية لنقاش حدث في المجلس الأعلى اليهودي موضوعه القيامة، كما تروي وصف لنزول يسوع إلى الجحيم على لسان شاهَدين. ويتكون النص من قسمين القسم الأول من النص مصدره على ما يبدو أعمال بيلاطس، التي ذكرها آباء الكنيسة. ثم يقدم رواية لنزول المسيح إلى الجحيم. وكان هذا الكتاب المنحول هو الملهم الأساسي لدانتي الريجيري في كتابته الملحمة الإلهية المكونة من ثلاثة أجزاء الفردوس والمطهر والجحيم. إنجيل برثولماوس: ويسمي في النص القبطي "كتاب قيامة يسوع المسيح بحسب برثلماوس" (44). ويذكره القديس جيروم في مقدمة تفسيره للإنجيل للقديس متى. ويبدأ الكتاب بوصف مجد المسيح القائم من الأموات وبرثلماوس يسأله قائلًا: "أكشف لي يا رب أسرار ملكوت السموات" ثم يشرح النص نزول المسيح إلى الهاوية فيما بين موته على الصليب وقيامته من الأموات، ويبشر يهوذا الذي يجده هناك، ويخلص المسيح كل أحد في الهاوية عدا يهوذا وقايين وهيرودس الكبير. ويتبع ذلك الرجوع بالذاكرة إلى الخلف ليصف الليلة التي نزل فيها الله والملائكة، الشاروبيم الملتهبين للأرض وإقامة يسوع من الموت. وتستمر أسئلة برثولماوس وإجابات المخلص. أسئلة برثلماوس: يصف هذا النص كيفية نزول المسيح إلى الهاوية بكلمات ينسبها للمسيح نفسه (45)، ثم يتحول لمناقشة الحبل العذراوي عندما أتت مريم العذراء بين التلاميذ، ثم يسأله التلاميذ عن رؤيا الهاوية فتحيط بالأرض ملائكة لتجعلهم يروا ذلك ثم يعودون إلى الأرض ثانية بعد أن القوا عليها لمحة. وأخيرا يطلب برثولماوس أن يرى الشيطان، فيرى التلاميذ جوقة من الملائكة تسحب الشيطان من أعماق الهاوية مربوطا بقيود، هذا المشهد يقتل التلاميذ ويصبحون أمواتا، فيعيدهم الرب يسوع ثانية إلى الحياة ويعطي لبرثولماوس سيطرة على الشيطان، فيسأل برثولماوس الشيطان كيف صار عدوا وأسئلة أخرى من هذا القبيل يكشف من خلالها أصل الشيطان كملاك وكيف سقط وتحول إلى شيطان. كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
07 نوفمبر 2018

الشهوة: أنواعها وخطورتها

الشهوة هي أصل وبداية خطايا كثيرة فالزنى يبدأ أولًا بشهوة الجسد والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال والكذب يبدأ بشهوة في تبرير الذات أو في تدبير شيء ما والقتل يبدأ بشهوة الانتقام أو بشهوة أخرى تدفع إليه فإن حارب إنسان شهواته الخاطئة وانتصر عليها، يكون قد انتصر على خطايا عديدةهنا وتحضرني عبارة عميقة في معناها، قالها مرة الأستاذ مكرم عبيد، وهى: افرحوا لا لشهوة نلتموها، بل لشهوة أذللتموها من أكثر العيوب أن يقال عن شخص ما إنه "شهواني" أي أنه يقاد بواسطة شهواته، وليس بضميره أو عقله والشهوة إن بدأت، لا تستريح حتى تكمل. وما دام الأمر هكذا، فالهروب منها أفضل. فلماذا تدخل معها في صراع أو في نقاش؟! إنك كلما أعطيتها مكانًا في ذهنك، أو تهاونت معها واتصلت بها، حينئذ تقوى عليك، وتتحول من مرحلة الاتصال، إلى الانفعال، إلى الاشتعال، إلى الاكتمال. وتجد نفسك قد سقطت فتتدرج من التفكير فيها إلى التعلق بها، إلى الانقياد لها، إلى التنفيذ، إلى التكرار، إلى الاستعباد لها. وقد يلجأ الشخص إلى طرق خاطئة لتحقيق شهواته: إلى الكذب أو الخداع أو الاحتيال وربما إلى أكثر من هذاوقد يظن البعض -إذا ما أرهقته أفكار شهوة ما- إنه إذا ما أكملها بالفعل، سيستريح من أفكارها الضاغطة!! كلا، فهذا خداع للنفس فإن الشهوة لا يمكن أن تشبع... وكلما يمارس الإنسان الشهوة، يجد فيها لذة. واللذة تدعوه إلى إعادة الممارسة. والقصة لا تنتهي إن إشباع الشهوة لا ينقذ الإنسان منها، بل يزيدها إنسان مثلًا يشتهى المال. وكلما يجمع مالًا يشتاق إلى مال أكثر. وموظف طموح يشتهى الترقي. فكلما يصل إلى درجة يشتهى درجة أعلى. ويعيش طول عمره في جحيم الشهوات التي لا تنتهي، ولا يشبعه شيء وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن"فلا تظن إذن أن الإشباع ينقذك من الشهوة. لأنه لا ينقذك منها سوى ضبط النفس، والهروب. سواء الشهوة التي تأتيك من الحواس أو من الفكر والقلب، أو التي تأتيك من الغيروقد يعالج الإنسان شهوة رديئة، بأن يجعل شهوة مقدسة تحل محلها. فالجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. الجسد قد يشتهى الخطية، والروح تشتهى حياة البر والفضيلة. فإن أشبعت الروح فيما تشتهيه، حينئذ تنجو من شهوات الجسد ما أجمل ما قاله أحد الروحيين عن التوبة، "إنها استبدال شهوة بشهوة". فبدلًا من شهوة الخطيئة، تحل محلها شهوة الفضيلة والقرب إلى الله. وأيضًا شهوة الكرامة والعظمة والعلو، يمكن أن تعالجها شهوة الاتضاع. وشهوة الضجيج تحل محلها محبة الهدوء. وهكذا دواليك من الأساطير التي تقال عن بوذا Buddha مؤسس الديانة البوذية إنه جلس في يوم ما تحت شجرة المعرفة. فعرف أن كل الناس يبحثون عن السعادة، وأن الذي يريد السعادة عليه أن يتخلص من الشقاء. ووجد أن للشقاء سبب واحد، وهو وجود رغبة أو شهوة لم تتحقق. وهكذا علّم الناس أن يبتعدوا عن الشهوات والرغبات لكي يعيشوا سعداء على أن تعليم بوذا هذا، غير ممكن عمليًا. لأنه من المستحيل أن يعيش إنسان بدون أية رغبة أو شهوة. إنما الحل المعقول أن تكون له رغبات وشهوات غير ضارة، أو هي تتفق من وصايا الله ذلك لأن هناك شهوات مؤذية ومدمرة. ولعل في أولها شهوة الشيطان في أن يدمر حياة البر مع جميع الأبرار وأعوانه يفعلون مثله إن الذي يدمن المخدرات، إنما بشهوة الإدمان يدمر نفسه، وقد يؤذى غيره أيضًا. والذي يقع في شهوة الخمر والمسكر، بلا شك يدمر معنوياته وكرامته. والذي تسيطر عليه شهوة الزنى، يدمر عفته وأخلاقياته، ويدمر أيضًا من يشاركه في الخطيئة أو من يكون فريسة له وشهوة الحقد أيضًا شهوة مدمرة، وكذلك شهوة الانتقام. وجميع الشهوات التي يقع فيها البشر، تدمرهم خلقيًا واجتماعيًا. وإن لم يحسوا هذا التدمير على الأرض، فإن شهواتهم ستدمر مصيرهم الأبدي إن الشيطان حينما يقدم للإنسان شهوة تشبعه، فإنه لا يفعل ذلك مجانًا أو بدون مقابل!! إنما في مقابل تلك الشهوة، يسلب روحياته منه، ويسلب إرادته، ويضيّع مستقبله في الأرض والسماء. لذلك علينا أن نهرب من شهواته ومن إغراءاته، واضعين في أذهاننا نتائجها وأضرارها والشهوات التي بها يضر الإنسان غيره، عليه أن يضع أمامه احترام حقوق الغير، وسمعته، وعفته. ويقول لنفسه: واجبي هو أن أنفع غيري. فإن لم أقدر على منفعته، فعلى الأقل لا أضره أما الشهوات التي يضر بها نفسه، فعليه أن يتمسك بكل القيم والمثاليات شاعرًا أن الخضوع لأية شهوة إنما هو ضعف لا يليق بمن يحترم شخصيته، ويرتفع بها عن مستوى الدنايا والشهوات الخاطئة ليس من نتائجها فقط أن يضر الإنسان نفسه، أو أن يضره غيره، إنما هي أيضًا تفصل الشخص عن الحياة مع الله، وتدفعه إلى كسر وصاياه. وهذا أمر خطير لذلك نصيحتي لك: اسلك ايجابيًا في حياة النزاهة والعفة. عالمًا أن الإيجابيات تنجيك من السلبيات. وأيضًا اعرف ما هي المصادر التي تجلب لك الشهوة بكافة أنواعها، وتجنبها... فهذا أصلح بكثير من تترك الباب مفتوحًا فتدخل منه الشهوة، ثم تقاومها. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل