المقالات

11 أبريل 2023

ثلاثاء البصخة

أحداث هذا اليوم كثيرة منها: أولا: جفاف شجرة التين:- عند عودة السيد المسيح صباحا إلى أورشليم من بيت عنيا، دهش التلاميذ حينما رأوا أن شجرة التين قد يبست من أصولها، وهنا شرح لهم السيد المسيح فاعلية الصلاة وقوتها، التى يمكن أن تنقل الجبال. (متى 21: 20 – 22)، مر 11: 20 – 26). ثانيا: السنهدريم يسأل السيد المسيح عن مصدر سلطانه:- سأله رؤساء الكهنة عن مصدر سلطانه: يدخل أورشليم كملك، ويطرد الباعة من الهيكل،إن قال لهم أن سلطانه إلهى طلبوا منه معجزة، فإن فعل نسبوها إلى الشيطان، وإن رفض نسبوا إليه العجز وشككوا الناس فى قوته رد عليهم بسؤال آخرسألهم عن معمودية يوحنا المعمدان هل هى من الله أم من الناس؟.. فلم يستطيعوا الأجابة بالرفض لخوفهم من الناس، أو بالموافقة لأن يوحنا شهد للسيد المسيح، فلماذا لم يؤمنوا به؟!! (متى 21: 23 – 27)، (مر 11: 27 – 33)، (لو 20: 1 – 8). ثالثا: أمثال ضربها السيد المسيح:- (أ) مثل الأبنين:- أعطاهم مثل الأبنين اللذين طلب منهما أباهما العمل فى كرمه، فرفض الأول أولا ولكنه أطاع فيما بعد.. أما الثانى فقد تظاهر بالطاعة ولكنه لم يعمل يشير الأول إلى الأمم التى كانت قبلا معاندة.. ولكنها قبلت الإيمان أخيرا، ويشير الأبن الثانى إلى الأمة اليهودية التى تظاهرت بطاعتها لله ولكن بدون أثمار.. ويشير أيضا إلى رؤساء الكهنة الذين يحبون حياة ظاهرها الطاعة لله.. خلاف جوهرها المغاير لذلك سألهم السيد المسيح أيهما عمل إرادة الآب؟ قالوا الأول وبذلك حكموا على أنفسهم.. (متى 21: 28 – 32). (ب) مثل الكرامين الأردياء:- وهم الذين أوكلهم سيدهم على كرمه، وفى ميعاد الإثمار أرسل السيد رسله يطلب الثمر،.. أما الكرامون الأشرار فإنهم لم يقدموا الثمر المطلوب، بل جلدوا بعض رسله، وقتلوا بعضا ورجموا بعضا، ثم أرسل أبنه الوحيد، والوارث.. لعلهم يهابونه، ولكنهم أخرجوه خارج الكرم وقتلوه لقد أشار السيد المسيح إلى الأمة اليهودية التى أعطاها الله كل ما تحتاجه من وسائط وشملها برعايته: " كرمة من مصر نقلت. طردت أمما وغرستها. هيأت قدامها فأصلت أصولها فملأت الأرض " (مز 80: 8، 9) – أعطاهم (الذبيحة والشريعة)، لم يبقى شىء لم يصنعه للأمة اليهودية، ثم أرسل عبيده أنبياء العهد القديم، ولكن اليهود ضربوا بعضا منهم، وقتلوا بعضا آخر، ورجموا آخرين: رجموا أرميا.. نشروا أشعياء.. رجموا زكريا بن يهوياداع فى الهيكل.. أرسل نبيا وراء نبى، كان آخرهم يوحنا المعمدان – ثم أخيرا أرسل ابنه الوحيد الذى سلطانه أعظم من سائر الأنبياء.. ولكن اليهود أمسكوه وأخرجوه خارج أورشليم وقتلوه خارج الباب على الصليب.. فماذا يفعل بهم السيد حين يأتى؟ وحكم رؤساء الكهنة على أنفسهم قائلين: " إنه سيهلك أولئك الأشرار شر هلاك، ثم يؤجر الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الثمار فى وقتها ". وقد سبق الوحى الإلهى فأعطى حكمه: " فالآن اعرفكم ماذا أصنع بكرمى. أنزع سياجه فيصير للرعى. أهدم جدرانه فيصير للدوس. وأجعله خرابا لا يقصب ولا ينقب فيطلع شوك وحسك وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا ". (اشعياء 5: 5، 6) ثم ذكر السيد المسيح النبوءة " أما قرأتم قط فى الكتب أن الحجر الذى رفضه البناؤون هو الذى أصبح رأس الزاوية، من عند الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا " (مزمور 118: 22 – 23). أما اليهود فعندما شعروا بإنطباق المثل عليهم حنقوا عليه وكانوا يطلبون أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبى (مت 21: 33- 46)، (مر 12: 1 – 12)،(لو 20: 9 – 19). (ج) مثل عرس أبن الملك:- ثم أعطاهم مثل الملك الذى صنع عرسا لأبنه وأرسل يدعو المدعوين فلم يستجيبوا لنداءاته المتكررة رغم إعداده للوليمة وتهيئتها بل أهانوا رسله وقتلوهم.. فأرسل الملك وأهلك المدعوين وأحرق مدينتهم، (هنا نجد أن السيد المسيح يدعوها مدينتهم بعد أن كانت مدينته، مدينة الله، مدينة الملك العظيم)، ثم أرسل إلى مفارق الطرق ودعا الجميع وأمتلأ العرس، ولكن أحد الحاضرين لم يكن لابسا لباس العرس اللائقة (كان من عادة الملوك أن يهبوا كل مدعو حلة تليق بحضوره حفل الملك)، وفى هذا استهانة بعطية الملك وعدم اهتمام بإعداد نفسه لحضور حفل الملك وعرس ابنه. إن لباس العرس هو المعمودية التى تغسل عنا الخطية الاصلية، خطية أبونا آدم.. وكذلك وسائط النعمة كالصلاة والصوم والتناول والأعمال الصالحة لقد عاقب الله اليهود.. وأتت جيوش روما ودمرت أورشليم.. ثم أرسل الله رسله إلى كل الأمم، إلى العالم أجمع يدعوهم إلى عرس ابنه.. إلى ملكوت السموات.. واستجاب الكثير للدعوة، ولكن يلزم أن يكون الأنسان مكسوا بثوب النعمة، نال المعمودية التى هى اللباس الأبيض – لباس العرس – ومزينا بالأعمال الصالحة، وإن ارتكب الأنسان أى أخطاء فهناك التوبة والأعتراف وجسد السيد المسيح ودمه يعيدا للثوب الأبيض لمعانه: " تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج..". رابعا: الجزية:- الفريسيون والكتبة أرادوا أن يجربوا السيد المسيح، ليوقعوا به فى خطأ ضد النظام السياسى القائم، فسألوه أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا؟ فإن وافق على دفع الجزية اتهموه أنه موالى لقيصر وخائن لوطنه.. وإن اعترض على دفعها أشتكوه للوالى..!! فسألهم السيد المسيح عن الصورة والكتابة التى على العملة؟ قالوا لقيصر.. قال لهم " أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فلما سمعوا دهشوا وتركوه وأنصرفوا "هنا أرسى السيد المسيح مبدأ كنسيا هاما، وهو عدم تدخل الكنيسة (كمؤسسة روحية) فى الأمور السياسية، وإن كان من حق المؤمنين (كأفراد) ممارسة حقوقهم السياسية بالطرق المشروعة كمواطنين صالحين فى الدولة والسيد المسيح أراد أن يقول لليهود طالما قد قبلتم حكم قيصر ينبغى عليكم طاعته فى الأمور المدنية.. أما فى الأمور الروحية والدينية فلا طاعة إلا لله وحده. خامسا: آخر تعاليم السيد المسيح العلنية:- أوضح السيد المسيح للصدوقيين طبيعة الحياة بعد القيامة: وأننا سنكون كالملائكة، وأن الله إله أحياء وليس إله أموات.. كما قدم السيد المسيح للناموسيين مفهوم الوصية بمنظار مسيحى، ذلك أن الوصايا وحدة واحدة لا تتجزأ..، نلاحظ أن السيد المسيح كان يقدم إجابات وافية وعميقة لكل من يسأله من الشعب ورجال الدين اليهود، وفى المقابل سألهم السيد المسيح سؤالا لاهوتيا: " ماذا تظنون فى المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا له: " ابن داود " قال لهم: " فكيف إذن يدعوه داود بالروح ربى قائلا: قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك تحت قدميك؟ فإن كان داود إذن يدعوه ربه فكيف يكون ابنه "؟ فلم يجيبوه رؤساء الكهنة علموا الشعب أن السيد المسيح سيأتى بصفته ابن داود ليعيد مجد مملكة داود ولم يعلموهم أنه سيأتى بصفته أبن الله ليؤسس مملكة الله ومع الأسف فهذا الأعتقاد مازال باقيا عند اليهود إلى هذا اليوم!! بل أن بعض الطوائف المسيحية، (وطوائف أخرى غير مسيحية أمثال شهود يهوه) يؤمنون أن السيد المسيح سيأتى ليحكم حكما أرضيا مدة ألف عام على الأرض أنصرف رؤساء الكهنة عن السيد المسيح، وحينئذ خاطب الجموع وتلاميذه، وصار يكلمهم عن الكتبة والفريسيين وأوصى الناس بطاعتهم كمفسرين للشريعة ولكن ليحذروا من ريائهم.. فهم يهتمون بالمظهر لا بالجوهر مدح السيد المسيح الأرملة التى القت فلسين فى الخزانة، لأنها أعطت من أعوازها وليس من الفائض لديها، وأعطت بمحبة، وليست حبا فى مديح الناس (مر 12: 41، 44)، (لو 21: 1 – 4) طلب بعض اليونانيين أن يروا السيد المسيح، وكانوا قد جاءوا إلى أورشليم ليحتفلوا بالعيد، ولم يكن لهم حق الدخول إلى الهيكل، كانوا فى الدار الخارجية (دار الأمم)،.. كان ذلك بداية لمجد يسوع حين يموت ويدفن ويقوم، حينئذ يفتح باب الخلاص لا لليهود فقط وإنما لغيرهم من الأمم حين يقبلون الأيمان اضطربت نفس السيد المسيح من الفرحة لقرب تمجده الذى سيكون مصاحبا لآلامه على الصليب، صلى أن ينجيه الآب من هذه الساعة، ولكنه جاء إلى العالم وتأنس من أجلها، فيكون طلبه إذن هو أن يجوز هذه الآلام بسلام، وسيتمجد الله فى عمل الفداء حيث يتجلى عدله ورحمته، وعندما يقول " يا أبتاه مجد ابنك "، فليس المقصود أن يزداد مجدا، فهو ممجد دائما فى ذاته ومجده كامل على الدوام وبلا حدود، وإنما المقصود هنا أن يتجلى مجده.. فجاء صوت من السماء" قد مجدت وسأظل أمجد " ولم يميز الجميع هذا الصوت، وقال بعضهم أنه قد حدث رعد.. وآخرون قالوا قد كلمه ملاك، وأوضح لهم السيد المسيح أنه ليس من أجله صار هذا الصوت، فهو واحد مع الآب ولكن من أجل الموجودين، ثم قال لهم إن رئيس هذا العالم قد جاءت دينونتهم التى وعد بها آدم وانتظرها الأبرار والملائكة، وكان يخشى منها الشيطان ورغم وفرة المعجزات التى عملها السيد المسيح وتنوعها، لم يقبله اليهود، لأن استسلامهم لشهوات قلوبهم أعمى عيونهم الروحية، ولأن الله يسحب نعمته من المصرين على معاندته ومقاومته.. لهذا يتركهم لغلاظة قلوبهم.. ولكن من يرجع إلى الله يشفيه من جراحات الخطيئة، وللأسف نرى أن كثيرين من الرؤساء وهم كبار الشعب آمنوا بالسيد المسيح سرا ولكنهم خشوا من إظهار إيمانهم لئلا يخرجوا خارج المجمع، ولأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله، وفى نفس الموضع الذى يذكر فيه القديس يوحنا الأنجيلى هذا، نجده يذكر مجد الله الذى رآه أشعياء النبى يملأ الهيكل وبينسبه للسيد المسيح نادى السيد المسيح بأن من يؤمن به يؤمن بالله فهو الطريق: " أنا هو الطريق والحق والحياة، لا يأتى أحد إلى الآب إلا بى " (يوحنا 14: 6) وهو صورة الله غير المنظور " وهو بهاء مجده ورسم جوهره " (العبرانيين 1: 3) وهو النور الحقيقى: " أنا هو نور العالم، من يتبعنى لا يسير فى الظلام، وإنما يكون له نور الحياة " (يو 8: 12). سادسا: التنبؤ بخراب أورشليم:- انبهر التلاميذ لفخامة الهيكل فخر الأمة اليهودية فلفتوا نظر السيد المسيح إليها، ولكنه صدمهم بنبوءاته عن خراب الهيكل وأورشليم، وعندما سألوه عن موعد حدوث هذا لم يفصح عن الموعد ولكن أعطاهم علامات هذا الموعد.. وربط بين هذه العلامات وعلامات إنتهاء العالم وقيام الدينونة الأخيرة.. أنبأهم عن ظهور مسحاء وأنبياء كذبة، وحدوث حروب وشائعات عن حروب، كما أنبأ عن حدوث زلازل ومجاعات وأوبئة، كما أنبأ تلاميذه بما سيلاقونه هم وسائر أتباعه من الآم ومتاعب ولكن من يصمد للنهاية يخلص، وأوضح لهم أنه سيبشر بالأنجيل فى كل العالم، وأن الأنجيل سينتشر فى العالم إنتشارا سريعا وبعدما يتم هذا تأتى النهاية، وسيكون من علاماتها أيضا انحلال علامات الطبيعة: " تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التى فيها " (2 – بطرس 3: 10) ربما يتسائل البعض أن السموات (سماء الطيور)، (وسماء الكواكب والنجوم)، من الأعمال التى خلقها الله فى بدء الخليقة كما وردت فى سفر التكوين.. ورأى الله أن كل شىء مما خلقه فهو حسن، فلماذا يعود الله لأبادة هذه المخلوقات؟! نعم إن كل ما عمله الله كان حسنا، وعمل لخدمة الأنسان الذى خلقه، لم يدعه محتاجا شيئا، ولكن الأنسان ضل الطريق، وبدلا من عبادة الله الخالق، وتمجيده على أعماله العظيمة، نجده يستبدل عبادة الخالق بعبادة المخلوقات، فعبد الشمس والقمر والنجوم، وعبد العجل والبقرة والطيور،.. فأساء الأنسان إلى الله، وحل غضب الله على هذه المخلوقات أيضا، ألم يلعن الله الأرض بسبب الأنسان؟ لعنها عندما خالف آدم وصية الله وأكل من الشجرة، ولعن الله الأرض عندما قتل قايين أخيه هابيل كذلك تحدث السيد المسيح مع تلاميذه عن خراب أورشليم.. ولن ينقضى هذا الجيل حتى يكون الكل.. أما ساعة الدينونة فلا يعلم بها أحد إلا الله وحده، ولكن على الأنسان أن يكون مستعدا على الدوام لأن ساعة انتقال الأنسان من هذا العالم لا يعلمها أحد. سابعا: خيانة يهوذا:- قيافا رئيس الكهنة كان صدوقيا لا يؤمن بالقيامة من الموت، لذا كانت إقامة السيد المسيح للعازر من الموت ضربة موجهة إليه وإلى عقيدته، وكذلك رأى فى طرد السيد المسيح للباعة والصيارفة من أروقة الهيكل حربا موجهة ضده وضد مصالحه المادية هو ورؤساء الكهنة لأنهم كانوا يؤجرون أروقة الهيكل للباعة والصيارفة كم كانت فرحة قيافا حين أتاه يهوذا الأسخريوطى وهو واحد من تلاميذ السيد المسيح الأثنى عشر معلنا أنه مستعد لتسليم السيد المسيح إليهم مقابل أجرة، فاتفقوا معه أن يعطوه ثلاثين من الفضة: " فوزنوا أجرتى ثلاثين من الفضة " (زكريا 11: 12) ويوضح القديس لوقا الأنجيلى لنا أن يهوذا الأسخريوطى فعل هذا لأن الشيطان دخل فيه، أى أنه هو نفسه بإرادته الحرة سمح للشيطان أن يدخل فيه(مت 26: 1 – 5، 14 – 16)، (مر 14: 1، 2، 10، 11)، (لو 22: 1 – 6). القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج عن كتاب أحداث الأسبوع الأخير
المزيد
10 أبريل 2023

اثنين البصخة

يذكر لنا الكتاب المقدس أنه حدث فى هذا اليوم أمران لعن شجرة التين، وتطهير الهيكل. لعن شجرة التين: (متى 21: 18 – 19)، (مرقس 11: 12 – 14).خرج السيد المسيح من بيت عنيا قاصدا أورشليم وفى الطريق جاع إذ لم يكن قد تناول طعاما حين غادر بيت عنيا، وبالقرب من أورشليم رأى عن بعد شجرة تين مورقة،.. وظهور الأوراق المبكر للشجرة يعنى أن يكون مصحوبا بظهور الأثمار، ولكن لما تقدم السيد المسيح منها طالبا أن يأخذ منها ثمرا لم يجد، فغضب عليها ولعنها.. والتينة هنا رمز للأمة اليهودية التى لها صورة التقوى ولكن بدون ثمارها، فحقت عليها اللعنة.. وهى أيضا مثال المرائى الذى يظهر على غير حقيقته، وبمجرد أن لعنها السيد المسيح بدأت أوراقها فى الذبول حالا. تطهير الهيكل: (متى 21: 12 – 17)، (مر 11: 15 – 19)، (لو 19: 45 –48)دخل يسوع الهيكل حيث طهره من الباعة، وقد كان قيافا وحموه حنانيا بمساعدة رؤساء الكهنة يؤجرون أروقة الهيكل للباعة وللصيارفة، الذين كانوا يقومون بتغيير العملات المختلفة إلى العملة المقدسة التى تستعمل فى الهيكل وهى الشاقل (وهى خالية من أى صور شخصية).. نرى السيد المسيح الذى لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته، نراه هنا يثور ويطرد الباعة وقلب موائد الصيارفة صائحا فيهم: " مكتوب أن بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه وكر لصوص ". وهى آية وردت فى أشعياء 56: 7: " لأن بيتى بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب " – وكذلك فى (أرميا 7: 11): " هل صار هذا البيت الذى دعى بأسمى عليه مغارة لصوص فى أعينكم ". ولعل الضرر المادى الذى لحق بقيافا وحنانيا والكهنة من تصرف السيد المسيح مع الباعة على هذا النحو، كان من بين الأسباب التى دعت هؤلاء القوم إلى محاولة التخلص من السيد المسيح، وتلفيق التهم الدينية له لمحاكمته.والجدير بالذكر أن هذا التطهير للهيكل هو غير التطهير الذى قام به رب المجد فى أول خدمته والمذكور فى انجيل القديس يوحنا (يوحنا 2: 13 – 17). " وكان فصح اليهود قد اقترب، فصعد يسوع إلى أورشليم، ووجد فى الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى مناضدهم. فصنع سوطا من الحبال، وطردهم من الهيكل مع البقر والغنم، وكب نقود الصيارفة وقلب مناضدهم. وقال لباعة الحمام: " ارفعوا هذه من هنا ولا تجعلوا بيت أبى تجارة " فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: " إن الغيرة على بيتك أكلتنى ".كذلك أجرى السيد المسيح بعض المعجزات فى الهيكل، والتف حوله الأطفال وهتفوا له مما أثار حنق وغيرة رؤساء الكهنة.. ودعتهم للهجوم عليه، فرد عليهم: " أفما قرأتم قط أن من أفواه الأطفال والرضع اعددت لك تسبيحا " مشيرا إلى ما جاء فى المزمور " من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدا بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم " (مزمور 8: 2).وظل فى الهيكل طوال اليوم يعمل ويعلم، ولم يستطع الكهنة الأمساك به لإلتفاف الشعب حوله.ثم خرج السيد المسيح وقضى ليلته فى بيت عنيا. القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج عن كتاب أحداث الأسبوع الأخير
المزيد
09 أبريل 2023

أحد الشعانين

غادر السيد المسيح بيت عنيا صباحا مع تلاميذه، وعندما وصل إلى بيت فاجى وهى قرية قريبة من أورشليم بالقرب من جبل الزيتون، أرسل أثنين من تلاميذه ليحضروا له أتانا وجحشا.. ركب السيد المسيح الأتان فى الجزء الأول من الطريق ثم أكمل الطريق راكبا الجحش، وفى هذا دلالة رمزية إلى ترك الله للأمة اليهودية التى ترمز إليها الأتان، وإلى قبول الله للأمم الوثنية ويرمز إليهم بالجحش، وكما أن خروف الفصح يجب أن يؤخذ ويفرز فى اليوم العاشر من الشهر قبل ذبحه بأربعة أيام فى اليوم الرابع عشر من الشهر (خروج 12: 3 – 6). هكذا السيد المسيح فصحنا الحقيقى دخل أورشليم فى اليوم العاشر من الشهر.هكذا بقى حمل الله الذى يرفع خطيئة العالم بين جدران أورشليم مترددا بين الهيكل وبيت عنيا.ولما أقترب السيد المسيح من أورشليم وظهرت أمام عينيه مبانى الهيكل المغشاة بالذهب.. وأشعة الشمس تنعكس عليها معطية إياها منظرا أخاذا، بكى عليها.. بكى عليها فى يوم مجده.. مشفقا عليها من نتيجة رفضها له، وما سيحيق بها حين يحل بها غضبه الإلهى.. ويتركها لتدمرها جحافل الجيوش الرومانية سنة 70 م.وحين بدت أورشليم أمام أعين التلاميذ ثارت فيهم عواطفهم الدينية فهتفوا للرب ولم يجدوا إلا ثيابهم ليفرشوها على الطريق.. وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر.. ولما: " سمع الجمع العظيم الذى جاء للعيد أن يسوع قادم إلى أورشليم، فأخذوا سعف النخل، وخرجوا لأستقباله، وهم يهتفون قائلين: هوشعنا. تبارك الآتى بأسم الرب ملك إسرائيل.. أوصنا لأبن داود، أوصنا فى الأعالى.." معترفين أنه المسيح الآتى من نسل داود وأنه آت بأسم الرب.والعجيب أن يذكر كل من انجيل القديس متى وانجيل القديس مرقس أن الجماعة التى خرجت لأستقباله قسمت نفسها إلى خورس يمشى أمام السيد المسيح وخورس يمشى ورائه.ومن العجيب أن يفسر المدراش (كتاب لتفاسير ودراسة المزامير وبقية الأسفار عند اليهود) الآية: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب.. نبتهج ونفرح فيه " (المزمور 118: 24).. بأن ذلك يعنى يوم الفداء الذى سينهى كل العبودية إلى الأبد.. والشارح يصور خورسا من المسبحين من رجال أورشليم يتجاوبون مع رجال يهوذا.. والمسيا المنتظر يقترب من أورشليم.. مرددين كلمات المزمور 118.. ثم بعد ذلك تتحد جماعة أورشليم مع جماعة يهوذا فى تسبيح واحد..والعجيب أن يذكر الكتاب المقدس: " ولم يفهم تلاميذه ذلك فى مبدأ الأمر، ولكنهم لما تمجد يسوع تذكروا أن ذلك مكتوب عنه، وأنهم فعلوا له هذا ".إن مسيحنا ملك متواضع، مملكته ليست من هذا العالم – إن مسيحنا ملك ولكنه غريب عن العالم ليس له أين يسند رأسه، فالويل للكنيسة التى تؤمن فى امكانياتها المادية فى هذا العالم ولا تحيا حياة الغربة.. سيتلقفها العالم وتخرج من ملكية الملك الغريب.هذا الملك المتواضع الغريب رفضه اليهود، لأنه لم يأت كما أرادوه، إننا يا إخوتى لا بد أن نقبل المسيح كملك لا كما نريد نحن بل كما يريد هو، نقبله ملكا غريبا، ومرفوضا من العالم، فالمسيح ملك للمتواضعين، إذا لننسحق الآن فى الكنيسة ونتضع لكى يملك الرب علينا " ليأت ملكوتك ".أحداث الأسبوع الأخير تسير بسرعة وأنجيل باكر أحد الشعانين يقول: " يا زكا أسرع وانزل "معنى ذلك أن أحداث الخلاص تسير بسرعة مهولة، ومن يتأخر ولا يسرع تفوته.الأحداث من أحد الشعانين إلى الصليب (ساعة الصفر) مركزة بصورة رهيبة لا تستطيع كتب العالم أن تستوعبها..ووراء المسيح يسير الأطفال هاتفين وفرحين.. ورؤساء اليهود يأكلهم الغيظ، ربنا تهلل بالروح وقال أحمدك أيها الآب السماوى لأنك أعلنت هذه للأطفال وأخفيتها عن الحكماء دخل السيد المسيح أورشليم باحتفال عظيم، كما تنبأ عنه زكريا قائلا: " إبتهجى جدا يا إبنة صهيون، إهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وراكب على حمار وعلى جحش إبن أتان ". (زك 9: 9). القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج عن كتاب أحداث الأسبوع الأخير
المزيد
08 أبريل 2023

سبت لعازر

قضى يسوع هذا اليوم فى بيت عنيا، وهى بلدة صغيرة قريبة من أورشليم فى بيت مريم ومرثا وأخيهما لعازر الذى سبق أن أقامه يسوع من الموت. وكانت مرثا تخدم وكان لعازر من بين الجالسين إلى المائدة.وأخذت مريم منا، من طيب ناردين غالى الثمن، وسكبته على رأس يسوع وعلى قدميه، ومسحت قدميه بشعرها.أثار يهوذا الأسخريوطى تذمرا، إذ تظاهر بتعاطفه مع الفقراء، ويوضح لنا القديس يوحنا الأنجيلى أنه " قال هذا لا لأنه كان يهتم بالفقراء، وإنما لأنه كان سارقا، وقد كان كيس النقود معه، فكان يستولى على ما فيه " · طلب السيد المسيح من الحاضرين عدم ازعاج المرأة، وأنبأ أنه لن يكون هناك وقت لتطييب جسده أثناء تكفينه قبل دفنه: " وهى إذ سكبت هذا الطيب على جسدى إنما فعلت ذلك لتكفينى " – وكذلك أنبأ عن انتشار الأنجيل: " الحق أقول لكم إنه حيثما يبشر بهذا الأنجيل فى العالم كله سيذكر أيضا ما فعلته هذه المرأة تذكارا لها ".وقد أخذت الكنيسة المقدسة بهذا التوجيه فنجد فى القداس الإلهى فى صلاة مجمع القديسين: " لأن هذا يارب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك فى تذكار قديسيك.. " مشيرة فى ذلك إلى القول السابق للسيد المسيح.القديسان متى ومرقس اقتصرا على أن ذلك حدث فى بيت عنيا، ولكن القديس يوحنا صرح أنه كان ذلك قبل الفصح بستة أيام أى ليلة الأحد بعد نهاية السبت (يو 12: 2).وهناك رأى بأن حادثة سكب الطيب قد تكررت مرة أخرى ليلة الأربعاء كما ورد فى انجيل القديس متى وانجيل القديس مرقس.ولعل تكرار استعمال الطيب هذا الأسبوع كان إشارة لتكفين وتطييب جسد ربنا يسوع الذى أوشك على الموت موت الصليب بعد أيام قليلة.أما الحادثة التى ذكرها القديس لوقا فقد حدثت من قبل هذا بثلاث سنوات فى مدينة نايين بالجليل، فى بيت سمعان الفريسى، وقد قامت بسكب الطيب أمرأة خاطئة، فكانت مشاعرها مشاعر توبة وندم.. انظر (متى 26: 6 – 13)، (مرقس 14: 3 – 9)، (يوحنا 12: 2 – 11).يقول المتنيح القمص بيشوى كامل إن أحداث الأسبوع الأخير مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى،.. بدأ الوحى الإلهى بإبدال لغة الكلام بلغة الطيب:الطيب يفوح وينتشر بسرعة ويحمل معه نشوة رقيقة،.. لقد سكب الرب ذاته.. وكسر جسده وأعطاه لتلاميذه..سكب ذاته.. فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها!!! وسكب حبه.. حتى مع الخائن أعطاه اللقمة!!! وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه، وطعنوه، وبصقوا فى وجهه، وجلدوه.. من أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران.خدمة الطيب خدمة حب: فلنحب يا أخوتى الله من كل القلب..ولنحب إخوتنا فى البشر من قلب طاهر بشدة، ونعمل كل أعمالنا بمحبة للمسيح.خدمة الطيب خدمة صلاة هادئة: انها خدمة مشاعر وليست خدمة كلام، إنها خدمة صامتة، إنها صلاة مخدع هادئة بعيدة عن ضوضاء أورشليم، إنها خدمة فقير، أو كأس ماء بارد.خدمة الطيب خدمة انسحاق واحساس بالدين: المرأة الخاطئة التى سكبت الطيب عند قدمى يسوع، خدمة انسانة مديونة للمسيح بخلاصها.. ان خدمة الطيب تكشف لنا أن التوبة تتم عند أقدام المسيح، بروح الأنسحاق والأحساس بالدين وبدموع غزيرة.خدمة الطيب تكشف عن قيمة الرب فى حياتنا: إن قيمة السيد المسيح عند يهوذا وصلت إلى 30 من الفضة!! أما عند المرأة فكانت تساوى كل ما عندها.. حتى ال 300 دينار، والعجيب أن الحادثتين تمتا فى نفس اللحظة. إن حبنا ليسوع يتضح فى مقدار تضحيتنا – وفى مقدار ما نبذل أو نخسر من أجل يسوع ووصيته..خدمة الطيب خدمة تكفين للرب: ستبقى هذه الرائحة عالقة بجسد الرب، كخدمة نيقوديموس ويوسف الرامى.. خدمة النفوس التى أحبت أن تشارك الرب فى الآمه عوضا عن التلاميذ الذين ناموا..أو هربوا.. أو أنكروا.. لذلك ياأخوتى بقدر ما يكثر الشر من حولنا – حتى فى وسط أولاد الله – بقدر ما يجب أن نكثر من سكب الطيب.خدمة الطيب خدمة باقية تتحدى الموت: التلاميذ هربوا عند الصليب، ويوحنا أكمل عند الجلجثة، أما المرأة التى سكبت الطيب فلازمت الرب عند الصليب وذهبت معه إلى القبر، وفى فجر الأحد والظلام باق أخذت طيبها ومشاعرها لتضعه على القبر – وكلها رجاء فى الذى يدحرج لها الحجر. الذين خدموا خدمة العبادة والحب والأنسحاق وصل رجاءهم إلى ما بعد الموت.. إلى الحياة الأخرى خدمة الطيب ليست اتلافا: ليست الصلاة أقل من بناء المؤسسات العظيمة، وليست خدمة الفقراء أقل من بناء الكاتدرائيات..إن خدمة انطونيوس وبولا ومقاريوس أبقى للكنيسة من كاتدرائيات الأباطرة العظماء، ليست الرهبنة اتلافا، وليست خدمة الصلاة فى مدارس الأحد أقل من خدمة الوعظ بل أهم.خدمة الصلاة ليست اتلافا.. كثرة القداسات ليست اتلافا، الخدمة الأجتماعية اليوم تغزو الكنيسة بدعوى أن كثرة الصلاة اتلاف، ونحن فى حاجة للعمل، والحقيقة أن العمل الخالى من الصلاة يكون مشحونا بالأنانية والذاتية ويصبح ليس اتلافا بل وبالا على الكنيسة. القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج عن كتاب أحداث الأسبوع الأخير
المزيد
07 أبريل 2023

رحلة الالام

اعتادت الكنيسة ربط الصوم الأربعيني المقدس بأسبوع الآلام كرحلة مكملة للصوم والنصرة على الشيطان لاسترداد كرامة الإنسان كرأس للخليقة ... وهذه حكمة الكنيسة المقودة بالروح القدس والتي تكمل تفعيل الخلاص الذي أتمه الرب بآلامه من خلال الأسرار المقدسة . ويبدأ أسبوع الآلام بسبت لعازر ( قيامة الجسد بعد أن أنتن ) ، وينتهي بقيامة السيد المسيح بجسد الحياة الأبدية الروحاني النوراني . ونعيش أحداث أسبوع الآلام بروح القيامة والنصرة على الموت .. كيف ؟ هذا ما نود الحديث عنه ، فالأم تمنح الحياة الأبدية « لأعرفه ، وقوة قيامته ، وشركة آلامه ، متشبها بموته » ( فيلبي ٣ : ١٠ ) . ( ۱ ) عشية أحد الشعانين : يحدثنا الإنجيل عن سكب الطيب من مريم أخت لعازر على السيد المسيح ، إشارة للحب المنسكب في القلب للرب المتألم ، فتتلاقي مشاعر الحب الأعظم بين كل من السيد المسيح الذي وضع نفسه لأجل أحبائه ( يوحنا ١٥ : ١٣) ، وبين النفوس الأمينة مثل مريم التي أحبت الرب ووثقت فيه وأقام أخاها ، وهكذا يعلن الطيب المسكوب عن الحياة التي تغلب الموت . ( ۲ ) في أحد الشعانين : يقدم الرب نفسه كملك متضع يركب على أتان وجحش بن أتان معلنا أنه خروف الفصح الحقيقي ، والتلاميذ والأطفال ينادون أمامه : « مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك هو الرب في الأعالي .. مباركة هي مملكة أبينا داود » ، وداود رمز للسيد المسيح . وهكذا نرى السيد المسيح يدخل أورشليم لكي يخلص البشرية ويعبر بها من الموت إلى الحياة ، ويطهر الهيكل من الباعة ويطرد الحيوانات الموجودة في الهيكل ويقلب موائد الصيارفة التجار .. والكل يصرخ : « هوشعنا – أوصانا - خلصنا » من الخطية والموت بقوة القيامة التي في لاهوته . ( ۳ ) وفي خميس العهد : يأتمن الرب كنيسته على دم العهد الجديد ، ويقول لتلاميذه القديسين « من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير » ( يوحنا ٦: ٥٤ ) ، لأن العهد الجديد بدأ بدم المسيح على الصليب يوم الجمعة ، لكن قبل أن يسفكه استودعه للكنيسة لكي تمنحه لأولادها المؤمنين في سر الإفخارستيا لينالوا الحياة الأبدية به وقوة القيامة القاهرة للموت .. وصار سر الإفخارستيا يحمل قوة القيامة لمن يتناول من الجسد والدم الأقدسين ، لأن بدمه تم الغفران إذ دفع الدين الذي على البشرية على الصليب بسبب الخطية ، وبجسده القائم من بين الأموات يقدم الحياة للمتناولين ليشتركوا في حياة المسيح التي قدمها على الصليب . ( 4 ) وفي الجمعة العظيمة : يعلن عن نفسه أنه مخلص العالم الذي يصنع بالضعف ما هو أعظم من القوة لأنه انتصر على الموت ، لذلك نتغنى باللحن : [ قدوس الذي بالموت داس الموت ، والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية ، ففيما هو يموت على الصليب انشق الحجاب من فوق إلى أسفل ، وتشققت الصخور ، وتفتحت القبور ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ( متی ٢٧ : ٥٤ ) .. حقا ما أروعه أسبوع يعلن خلاص الإنسان من سلطان الخطية والموت معلنا الحياة الأبدية. نيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين مطران المنوفيه وتوابعها
المزيد
06 أبريل 2023

شخصيات الكتاب المقدس يعقوب بن زبدى الرسول

أخو يوحنا اللاهوتي. بشّر في عدة أماكن (أورشليم واليهودية) حتى حدود اسبانيا. قُطعت رأسه حوالي السنة 44-45 في أورشليم بأمر هيرودوس أغريبا، ويُعتقد أن ذخائره محفوظة في اسبانيا، إلا أن الأب مكاريوس لم يذكر له خروجاً من فلسطين. نشأته ولد القديس يعقوب بن زبدى من أبوين غنيين من أغنياء مدينة الجليل وكان من اصحاب السفن كما ذكر القديس مرقس البشير فدعاهما للوقت فتركا أباهما زبدى فى السفينة مع الأجرى وذهبا وراءة (مر 1: 20).امه فهى سالومة التى كانت تنفق من مالها على خدمة الرب يسوع وذكر القديس متى فى بشارته هى التى طلبت من السيد الرب يسوع المسيح له المجد أنه يجلس مع أحد أبنائها واحد عن يمينه وأخر عن يساره (مت 20: 20) دعوته للكرازة حينما كان السيد الرب يسوع المسيح ماشياً على بحر الجليل ودعا القديس بطرس واندراوس اخوه ألتقى بالقديسين يعقوب ويوحنا ابناء زبدى فقال لهما اتبعانى فتركا شباكهما وتبعاه. يذكر لنا انجيل القديس متى الرسول أن القديس يعقوب احد الثلاثة الذين اختارهم الرب يسوع له المجد وصعد بهم إلى جبل التجلى كان احد شهود معجزة اقامة ابنة يايرس حينما جاء يايرس من دار رئيس المجمع إلى السيد المسيح وهو يسأله أن يقيم ابنته التى ماتت يقول القديس لوقا الرسول " فلما جاء إلى البيت لم يدع أحد يدخل الا بطرس ويعقوب وابا الصبية وأمها " (لو 8: 51). قد نال القديس يعقوب بركة حينما أخذه السيد المسيح مع بطرس ويوحنا إلى جبل جثسيمانى. كرازته واستشهاده: بشر القديس يعقوب الرسول في اليهودية والسامرية ثم سافر الي اسبانيا ويبشر أهلها بالأنجيل فأمنوا بالسيد المسيح ودعا الي اورشليم لكي يوصي شعبه بتقديم الصدقات الي الفقراء والمساكين والضعفاء فوشوا به لدي هيرودس الملك الذي استدعاه وقال له انت الذي تدعوا ان لا يعطوا الجزية لقيصر بل يصرفوها علي الفقراء والكنائس ثم ضربه بالسيف فقطع رأسه (أع 12: 1) ونال اكليل الشهادة. وذلك في اليوم السابع عشر من شهر برموده هو أول شهيد من الآباء الرسل ويقال ان جسده نقل الي اسبانيا حيث يعتبر رسولها استشهاد القديس يعقوب بن زبدى الرسول (17 برمودة) في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الرسول أخي القديس يوحنا الرسول إبنا زبدى. وذلك أنه بعدما نادي في اليهودية والسامرة، سافر إلى أسبانيا وبشر أهلها بالإنجيل فآمنوا بالسيد المسيح وعاد إلى أورشليم وباشر خدمته. وكان يوصي شعبه بتقديم الصدقات إلى الفقراء والمساكين والضعفاء فوشوا به لدي هيرودس فاستدعاه وقال له أنت الذي تدعو أن لا يعطوا الجزية لقيصر بل يصرفوها علي الفقراء والكنائس ثم ضربه بالسيف فقطع رأسه ونال إكليل الشهادة وقد روى أكليمندس الإسكندري من رجال الجيل الثاني قائلا ان الجندي الذي قبض علي القديس لمار رأى شجاعته علم أنه لا بد من حياة أخري أفضل. فطلب الصفح من القديس فقال له حييت يا ولدي ثم اعترف الجندي بالمسيحية فنال إكليل الشهادة (أع 12: 1، 2) مع الرسول سنة 44 م ويقال أن جسده نقل إلى أسبانيا حيث يعتبر يعقوب الكبير رسولها ثم اعتقل أيضا القديس بطرس الرسول وأودعه السجن حتى ينتهي الفصح ويقتله (أع 12: 3 و4). فضربه ملاك الرب. وذلك أنه لبس في يوم معين الحلة الملوكية وجلس علي كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت إنسان ". ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله فصار يأكله الدود ومات (أع 12: 21 –23) أما جسد القديس يعقوب فقد أخذه المؤمنون وكفنوه ودفنوه عند الهيكل. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين
المزيد
05 أبريل 2023

طرق لحل المشاكل

كل إنسان معرض للوقوع في مشاكل، ولكن المهم كيف يعالج المشكلة ويحلها.البعض يحاول أن يعالج المشكلة بالعنف والاصطدام.سواء كان عنفًا ماديًا وعنفًا في التصرف وعنفا في الكلام. حيث يحتد على من تسبب في المشكلة ويثور ويستخدم القوة والصوت العالي ويصطدم بالناس وربما في اصطدامه بهم يخسرهم ويفقد صداقتهم ومحبتهم وإنسان آخر يحل المشكلة بالسلطة وبالأوامر والنواهي، يحدث هذا بالنسبة لأب مع أولاده وزوج مع زوجته ورئيس مع مرؤوسيه. والسلطة أمر سهل لا يكلف صاحبه شيء. ولكن للسلطة ردود فعل كثيرة قد تكون أيضًا بنفس العنف وقد تؤدي إلى التمرد على السلطة.. وعلى الأقل إن انحلت المشكلة من الخارج لا تنحل في داخل القلب وفي المشاعر والعلاقات والبعض يقابل المشكلة بالهروب، ويظن الهروب علاجًا.هو لا يواجه المشكلة وإنما يحاول إن يؤجلها ويبعد عنها ويهرب منها. ولكن في كل هذا لا يحلها.. قد تعاوده المشكلة بعد حين وتتعبه وتظل أمامه قائمة.وقد يحاول البعض أن يحل المشكلة بتجاهلها يحاول أن يقنع نفسه بأنه لا توجد مشكلة ويظن أنه إن أغمض عينيه عنها سوف لا يراها وبهذا لا تتعبه! وتظل المشكلة قائمة ولكنه لا يتكلم عنها ولا يفحصها.ولكن المشاكل لها حلول كثيرة.تُحَل بالتفكير الهادئ السليم وبالحكمة، كما كان سليمان الحكيم يحل المشاكل التي تُعْرَض له وعليه.وتحل المشكلة بالصلاة، بعرضها على الله وبأصوام أحيانًا وقداسات، كما كان يفعل القديسون وان كانت بعض المشاكل تحتاج إلى بَت سريع، إلا أن مشاكل أخرى قد تُحَل بالصبر وطول البال ليس من اللائق أن تحل المشكلة بمشكلة ولا يليق أن تحل المشكلة بخطأ وبطريق غير روحي، مثل أولئك الذين يحلون المشاكل بالكذب وبالدهاء وبالحيلة واللف والدوران وبخداع الناس!! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
04 أبريل 2023

أبعاد حياة الشركة الثبات في الله

تحدثنا في العدد السابق عن أربعة أبعاد لحياة الشركة هي : ١ ـ الاتحاد بالمسيح رأس الكنيسة . ٢ ـ الاتحاد بالقديسين ، الأعضاء السماوية المنتصرة . ٣ ـ الاتحاد بالمؤمنين ، الأعضاء المجاهدة على الأرض . ٤ ـ الأهتمام بالعالم ، كشهادة للمسيح الساكن فينا . واليوم تركز أنتباهنا على البعد الأول والجوهري : الاتحاد بالمسيح والثبات في الله . لماذا ؟ لا شك أن الاتحاد بالسيد المسيح جوهرى جداً للأسباب التالية : ١ - السيد المسيح هو رأس الكنيسة ، ومن غير المعقول أن ينفصل العضو عن رأس الجسد، لأن شبكة الأعصاب وامكانية التفكير والقيادة ، تكمن في الرأس . ٢ - كذلك فالسيد المسيح هو مخلص الجسد ، بمعنى أنه « ليس بأحد غيره الخلاص » ( أع ٤ : ١٢ ) ... هو الذي يغفر لنا خطايانا بفدائه العجيب ، وهو الذي يطهرنا منها بدمه الطاهر، كما أنه هو الذي يقدس كياننا و يكرسه لشخصه المحب . فهو طريقنا الوحيد إلى الخلاص من حكم الدينونة ، والفساد الذي أصاب طبيعتنا البشرية بالسقوط . ٣ - والرب يسوع هو شبع القلب ، ففي أعماقنا جوع لا نهائي ، لا يشبعه إلا كائن لا نهائي . ومهما حاولنا أن نطرح في بئرنا من مياه مالحة كمياه الخطيئة، لن تمتلىء أبدأ... ولن يشبع قلب الإنسان المثلث إلا الله المثلث الأقانيم ... والكرة الأرضية كلها لا تشبع هذا - القلب المثلث ، إذ ستبقى زواياه فارغة . من هنا نرى كيف كان الرب هو شبع القديسين فكرياً ونفسياً ووجدانياً ، فساروا وراءه حتى إلى الجبال والمغاير والاستشهاد ، وفي أعماقهم احساس واحد : « من " لى في السماء ، ومعك لا أريد شيئاً في الأرض » ( مز٧٣ : ٢٥ ) . ٤- والرب يسوع هو أيضا النور والطريق ، فهو لم يرشدنا إلى طريق معينة أو نور كشاف بل هو هو بنفسه صار لنا الطريق والنور « أنا هو الطريق ...» (يوحنا ١٤: ٦)، «أنا هو نور العالم » (یو٨ : ۱۲ ) . وطوبى لمن تمسك بهذب ثوب المخلص ، لأنه سيسير في طريق يؤدي به إلى الأبدية السعيدة ... « هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي .... و يسوع المسيح الذي أرسلته » ( يوحنا ١٧ : ٣). إذن ... كيف ؟ إن كان الاتحاد بالرب هكذا مهما ... فما هي وسائله ؟ ١ ـ الصلاة : فهي الجلسة التي فيها نغتذي سراً على طعام الحياة الأبدية . وهي التيار الحي الذي يسكب حياة الروح في أحشائنا . فالمزامير، والصلوات السهمية، والصلوات التلقائية ، كلها نافعة في دعم صلتنا بالرب واتحادنا به. ٢ - الكلمة : فهي الخبز المشبع ، والنور القائد ، والسيف البتار، والمطرقة الساحقة للشر، والنار التي تأكل آثامنا ، والغسيل اليومي الذي ينقينا ... « أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به» (يو١٥: ٣). ٣ ـ الأسرار : حيث تتحد بالرب ونثبت فيه ... « من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه » (يو٦ : ٥٦ ) . ٤ ـ الخدمة : حيث نرتبط بأعضاء الكنيسة المحتاجين روحيا أو مادياً ، فيحسب لنا ذلك ارتباطاً بالرب نفسه « فبما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم » ( متى ٢٥ : ٤٠ ) . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
03 أبريل 2023

أضواء من الإنجيل : ۱۰ ـ كيف نحب الآخرين ؟

على قياس الصورة التي رأيناها في حديثنا عن محبتنا الله وكيف تعمل من أجل إزديادها ، يلزمنا أن نبحث في إخوتنا عن صفات جميلة نراها ونعجب بها ، فتزداد محبتنا لهم . ونضيف إلى جوار ذلك ، من جانب آخر، أنه يلزمنا أن نتغاضى عما يمكن أن نراه في إخوتنا من نقائص وضعفات . لهذا قال الآباء أن «الحكيم ينظر إلى فضائل غيره ليقتنصها ، أما الجاهل فينظر إلى نقائص غيره ليدينه عليها » . مثل النحلة في حكمتها الطبيعية نجدها تطوف بين الأزهار تجمع الرحيق المملوء نفعاً وغذاءاً وحلاوة ، متفادية أي مصدر ضار أو غير نافع بين النباتات ... وبهذا فهي دائماً سبب خير لنفسها ولغيرها أيضاً . فليتنا نتشبه بها في تأملنا نحو الآخرين .ما الذي ينتفع به الإنسان من تأمله في نقائص غيره أو في تذكره لها ؟! ... هل هذا سيقوده إلى حياة الفضيلة ؟ ... أم أن تأمله في فضائل الآخرين هو الذي يملأ قلبه حماساً ليتعب مجاهداً من أجل إقتناء الفضائل ... لهذا فالإنسان الحكيم ينظر إلى سير الشهداء والقديسين والأبرار لكي يمتلىء قلبه بالغيرة الروحية ، ولا ينظر إلى ضعفات أو نقائص الغير لئلا تفتر همته إذ يشعر أنه أفضل من غيره ، وأنه ـ والحال هكذا. لا داعي للجهاد والتعب من أجل الفضيلة .من الأمور التي تتعارض مع مشاعر الحب نحو الآخرين إدانتنا لهم بطريقة غير بناءة. لهذا قال الكتاب «لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا » (يع ٥ : ٩ ) .ومن الأمور الجميلة أن نلتمس للآخرين أعذاراً فيما يرتكبون من سهوات وضعفات ، بنفس الصورة التي نريد بها نحن أيضاً أن يعثرنا غيرنا فيما يصدر عنا من ضعفات أو تقصيرات . فالمحبة تدعونا دائماً أن نعامل إخوتنا بما نحب نحن أن يعاملونا به . أي أن كأنفسنا . « إن كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب .. تحب قريبك كنفسك . فحسناً تفعلون » (يع ٢ : ۸). وفي كل ذلك نتذكر قول معلمنا بولس الرسول أن « المحبة تتأنى وترفق ... ولا تقبح ... ولا تحتد ... وتحتمل كل شيء... وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء» (١کو١٣ : ٤ ، ٥ ، ٧ ) . إن تحررنا من الأنانية هو الذي يجعلنا نضع أنفسنا فى موضع الآخرين ولا نتحيز لأنفسنا حينما نحكم على أي موقف تعاملنا فيه معهم ... بل أجمل من ذلك أن يحاول الإنسان أن يلقى بالملامة على نفسه ،لكي لا يتحرك فيه الغضب من نحو غيره إذا أخطأ ... وبهذا ترى أن المحبة تدعونا إلى الاتضاع ... والإتضاع يصون المحبة ويحميها . تذكرنا لأفضال الغير : كما يلزمنا أن نتأمل صفات إخوتنا الجميلة ، هكذا أيضاً يلزمنا أن نتذكر أفضال غيرنا .إنه نوع من الوفاء والعرفان بالجميل أن لا ننسى إحسانات الآخرين إلينا . والإنسان الذي يتحلى بالوفاء في علاقته مع الله لا يمكنه أن ينسى محبة الآخرين وأفضالهم عليه . الوفاء صفة جميلة يحبها الله جداً، ولا يمكن أن نحيا مع الله بدونها ... بل إن الحياة تفقد معناها بدون الوفاء . أليست الخيانة نوعاً من عدم الوفاء. وبسبب هذه الخيانة قيل عن يهوذا الاسخريوطي « كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد » . إخلاصنا لله يجب أن يتقدم كل إخلاص آخر ثم يأتي بعد ذلك إخلاصنا للآخرين ، وأول وصية بوعد هي وصية إكرام الوالدين (أف ٦: ۲، ۳). لأن في إكرامهم نوعاً من الوفاء والإعتراف بالفضل وبكل ما تعبوا به من أجل أبنائهم . إن سعادة الآباء لا تقدر حينما يشعرون بعرفان أبنائهم بالجميل وبتقديرهم لما قدموه من تعب .كذلك الآباء الروحيون لهم مكانتهم الكبيرة وعلينا أن نحتفظ لهم بفضلهم علينا » ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم و يديرونكم في الرب و ينذرونكم، أن تعتبروهم كثيراً جداً في المحبة من أجل عملهم » ( اتس ٥ : ۱۲ ، ۱۳ ) . لنفس هذه الأسباب نحن نكرم أيضاً القديسين الذين انتقلوا من هذا العالم خاصة الذين شملتنا بركتهم ، أو إقتطفنا من ثمار تعبهم وجهادهم ... نكرم الآباء الرسل الذين كرزوا بالإيمان ... نكرم كاروزنا القديس مارمرقس الإنجيل ... نكرم الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن الإيمان وشهدوا للمسيح ... نكرم الرهبان الأبرار الذين سكنوا في القفار والمغاير وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح ... نكرم الآباء البطاركة والأساقفة الذين حملوا الأمانة الرسولية ودافعوا عن الإيمان والعقيدة الأرثوذكسية ، وعلموا المسكونة بتعاليمهم اللاهوتية الثمينة حتى حسب البعض منهم كرسل المسيح الأوائل ( مثل القديس أثناسيوس الرسول بابا الأسكندرية ) ... نكرم كل الكهنة والشمامسة الأبرار الذين حفظوا درجتهم وأكملوا خدمتهم بطهر ونقاوة ... نكرم كل الأبرار الذين كانوا نوراً في هذا العالم ، ومنهم من لم يحملوا درجة كهنوتية . ولكن الله زينهم بالفضائل الروحية وبثمار الروح القدس ، وربما بمواهبه أيضاً لبنيان الكنيسة . وفي عرفاننا بأفضال الآخرين، نحاول ألا ننسى كل ما يصادف حياتنا من إحسانات قدمها لنا الغير، لأننا كثيراً ما ننسى الإحسان ونتذكر الإساءة . ولو لزم الأمر فيمكننا أن نسجل أفضال غيرنا في مذكراتنا الخاصة، ونطالعها من حين لآخر لكي لا ننسى.كان الملوك يفعلون ذلك : يقرأون أخبار ممالكهم في سفر أخبار الأيام. وفى إحدى اليالى استمع احشويرش الملك، إلى فصل من سفر تذكار أخبار الأيام ، وتذكر مردخاى وفضله في إنقاذ حياته ، وأراد أن يكافئه فأنقذ الرب مردخاي وكل شعبه بهذه الوسيلة( أنظر سفر أستير٦ : ١-٣). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس عام ١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل