القديس أثناسيوس الرسولي

مقدمة
شخصية القديس أثناسيوس التاريخية
الكنيسة القبطية سباقة على كل الكنائس في عالم الروحيات؛ فإنجيل القديس مرقس - كاروز الديار المصرية - أول إنجيل دوّن على الورق، وفي عاصمتها الإسكندرية قامت أول مدرسة لاهوتية تعليمية في العالم، قادها أعاظم اللاهوتيين على مدى خمسة قرون فأغنت الدنيا بمؤلّفاتها.وفي صحاريها الجرداء شرقاً وغرباً تكونت منذ القرن الثالث أُولى جماعات رهبانية منظمة ذات قوانين أخذت عنها جميع أقطار الدنيا فمصر أملتْ على العالم مبادئ النسك والعبادة بحسب الخبرة الإنجيلية.
وفي أول مجمع مسكوني جمع أساقفة العالم الثلاثمائة والثمانية عشر، ليحدّد نصا حرفياً ملزماً لقانون الإيمان الرسولي، ترأس الجماعة أسقف الإسكندرية البابا ألكسندروس وعن يمينه شماسه أثناسيوس وبقية أساقفة مصر العلماء، ليقودوا الجلسات ويُحكموا الخناق على المرتدّين عن الإيمان، وهكذا أمْلَتْ الإسكندرية نص أول قانون للإيمان على كل كنائس الدنيا، لا يزال إلى الآن يتلوه كل مسيحي مهما كانت عقيدته نؤمن بإله واحد ولولا أن مصر كانت تحت الاحتلال الروماني لا نعقد المجمع في الإسكندرية بلا نزاع.