التجسـد والصديق الألهـى

15 ديسمبر 2020
Large image

يأتى علينا زمن الحب الالهى ...
في زمن الميلاد نرى الله يقترب الينا متجسدا حتى يدعونا له أصدقاء وأحباء وأبناء " والذين قبلوه اعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنين باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئه رجل بل من الله ولدوا " يو 1 : 13 .
لقد انفتح لنا باب الصداقة الالهية على مصراعيه واصبح الله قريبا منا ودعانا احباء " انتم احبائى ان فعلتم ما اوصيتكم به . لا اعود ان اسميكم عبيدا لان العبد لا يعرف ما يعمل سيده لكن سميتكم احباء لانى اعلمتكم بكل ما سمعته من أبى " يو 15 : 14 – 15 .
ان الله الاب فى المسيح يسوع يريد ان يجمع الكل من كل الامم والقبائل والالسنة والشعوب كابناء له ويجعل من كل واحد وواحدة منا موضع مسرته ومحبته . وهكذا راينا فى كل جيل رجالا ونساء نموا فى معرفة الله ومحبته لتكون لهم عشره وصداقة واتحاد بالله .
واصبح كل واحد منهم يحس بالحضور الالهى والحديث المتبادل حتى فى العمل اليومى البسيط فيكون الله العامل معنا والمشارك لنا والمبارك لتحركاتنا وقائد مسيرتنا ليس فى الاعمال العظيمة الكبيرة وبل وفى ابسط واصغر الامور .
لقد عاش ابونا ادم قديما فى جنه عدن ومعه امنا حواء فى عشرة وصداقة مع الله ، ومع بعضهم البعض فى محبه وتفاهم وكان الله يتحدث معهما ويدعوهما لتسمية الاشياء باسمائها . ودعاهما ان يتسلطا على طيور السماء وحيوانات الارض وان ينموا ويكثروا . ومع غواية الحية جاء السقوط والخوف والاختباء من الله والقاء اللوم على الاخر وبهتت الصداقة الالهية . فالخطية تمثل فاصل بيننا وبين الله المحب .
ومع هذا وجدنا فى العهد القديم امثله طيبة للصداقة الالهية والمحبة المتبادلة بين الله والبشر . فاخنوخ المنادى للبر سار فى صداقة وعشرة مع الله ولم يوجد لان الله نقله . وابراهيم ابو الاباء صار صديقا لله عندما دعاه ان يخرج من ارضه وعشيرته وبيت ابيه فخرج وهو لا يعلم الى اين يذهب وقال له الله " انا هو الله القدير سر امامى وكن كاملا " وكان الله لا يخفى عليه امر ما ويقول هل اخفى عن ابراهيم ما انا فاعله ؟ فكان يتناقش معه كما يحدث الرجل صاحبه .
وموسى النبى كان يكلم الله كما يكلم الرجل صاحبه ايضا ولهذا اخذ من الله حكمة وحلم واستطاع ان يقود الشعب فى البرية القفره .
وهكذا تمضى السنين ويرسل الله الانبياء ليرشدوا البشرية ويدعوهم الى الرجوع اليه ويعاتب الله البشريه على عدم طاعتها . " ربيت بنين ونشاتهم اما هم فعلى قد عصوا " بل ومن تحنن احشائه على شعبه يعتبر بعدهم عنه كابتعاد الزوجه عن زوجها وخيانتها له .
حديث المحبه ...
ان الله ليس عنا ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد وهو بالايمان يحل فى قلوبنا ويصيرها مسكنا له ولانه محبة فانه لا يسكن الا فى القلب المحب ويريدنا ان نتحدث معه حديث الحب نكشف له عن مكنونات نفوسنا ، نشكره على ما نقدمه له من خير ، نشكوا له همومنا واحزاننا وشكوكنا . نقدم له طلباتنا ونشبع به جوع قلوبنا ، نسمع كلامه ونحفظ وصاياه .
ان الذى لا يدعنا نحس بهذه الصداقة والحب هى قساوة القلب وبعده عن الله او هروبنا من وجهه واتباعنا لشهواتنا وخداع ابليس . قد تكون هموم ومشاغل العالم وملذاته سبب فى عدم أحساسنا بمحبة الله الذى لازال ينتظر بل ويطلب صداقتنا له ويفرح بحبنا له كفرح العريس بالعروس ويناجى انفسنا قائلا ها انا واقف على الباب واقرع . ان سمع احد صوتى ادخل اليه واتعشى معه وهو معى . هكذا يدعوك ويدعونى الله لمحبته وصداقته فهل نلبى الدعوة.
الطاعة وحفظ الوصية ...
ان الله يريد منا الطاعة كابناء بل ان التمرد عليه وعصياننا هو جحود لمحبته " الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى والذى يحبنى يحبه ابى وانا احبه واظهر له ذاتى " يو 14 : 21 . ونحن لا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق . انت مدعوا اذن لطاعة الله وحفظ وصاياه والعمل بها ومدعو ان تنكر ذاتك وتحمل صليبه كل يوم وتتبعه . انسى اذن ما وراء وامتد الى ما هو قدام طالبا منه ان يجذبك بربط المحبة وقل له ياصديقى الالهى اريد ان احس بحضورك ويا اله المحبه اريد ان احبك اكثر . اطلب منه ليعلن لك ارادته وانتظر الرب وليتشدد قلبك .
وعندما تداهمك الشكوك او تحاربك الافكار وشهوات العالم وهمومه اصرخ اليه قائلا يارب اما يهمك اننا نهلك عندما تلاطم الامواج سفينه حياتك وتكاد تغرقها اطلبه فياتى ويسكت الريح ويهدئ العاصفة ويمنحك سلاما ونجاه .
السير مع اللة...
انت لست وحيدا فى هذه الحياه حتى لو تخلى عنك الاصدقاء فلك المسيح قائدا وهو يبحث عن الخروف الضال ليحمله على منكبيه ويدعو الاصدقاء ليفرحوا معه برجوع الضالين . ان الله يسير معك فى رحله الحياه ويحملك وقت التعب ويرويك وقت العطش الروحى والعاطفى والنفسى ، هو يفرح بنا اذ نتخذه صديق محب ويفرح بقيادتة لنا فهو الراعى الصالح . اجعل الله سيدا لحياتك وصديقا فى رحلة عمرك وان لم تكن لك الخبرة الروحية الكافيه تعلم من سير الاباء القديسين الذين ساروا معه قبلك وكيف كانت كلمة الله حياتهم والصلاه وسيلتهم واسم الرب برج حصين لهم والروح القدس مرشدا ومعزيا فى مسيرة الحياه " فمن يتقى الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره " سير 6 : 17 .
قدم لنا الانجيل الرب يسوع المسيح صديقا للبشرية يخرج من سمائه ويقترب اليها ويقدم لها ذاته على مذبح الحب فوق الصليب . لا لفضل فينا ولا لاستحقاق بنا بل بمقتضى نعمته ومحبته . ان هذه الصداقة لا تطلب منك شئ الا ان تطلبها وان تسأله يوما فيوم ماذا تريد يارب ان افعل؟ وهو يقودك ويكون فردوسا لنفسك وصديقا شخصيا لك وفرح لنفسك الباحثة عن الحب والحياه والفرح .
الهى كن صديقى ...
الهى وحبيبى ابحث عنك وانت فى
ياصديق نفسى اين انت ؟
ولماذا تختفي في أزمنة الضيق
نعم ياصديقى كنت تراقب جهادى .
وتعلمنى كيف أجاهد وأنمو،
وكنت القوة والسند والمعزي
تحملنا وقت الشده والضيق .
وانا لم تعد تستهوينى الاشياء ،
ولا احب فى العالم سواك .
كن صديقى واظهر لى ذاتك
لاحدثك حديث الحب
واتعلم منك كيف اسير
واثق فى قيادتك طول الطريق
واجعلك صديق نفسى الدائم
ولا يستطيع احد ان يخطفنى من يدك
او يجعلنى احول عينى عنك
فانت ابرع جمالا من بنى البشر ،
ومعك ينمو حبى وينتشر .
القمص أفرايم الاورشليمي

عدد الزيارات 605

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل