القمص افرايم الانبا بيشوى

من أبتاء دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون

المقالات (118)

09 ديسمبر 2025

قلبى مهيأ مغارة

قلبى مهيأ مغارة ،ربى أعملى زيارة ... من شمسك نورني وملينى حرارة ضلك طل علي، لا تكون عني بعيد.. . فرحة وجودك في ، متل ليلالى العيد أيامي حليها وضوي ها العتمة ... وشفافى رويٌها من أصفى البسمات - فى أعياد الميلاد فى الأراضى المقدسة يرتل الأطفال هذه الترتيلة الجميلة ، فى عيد الميلاد وفي أيام غربتنا علي الإرض يجب أن نسأل انفسنا هل قلوبنا مهيأة لسكنى الله بالأيمان فيها. وهل لو جاء المسيح ليولد من جديد على أرضنا يجد بيت يأويه، و قلوب تدفئه، أم هل سيولد من جديد فى مغارة ومذود للبهائم..لانه كما جاء فى الأنجيل لم يكن لهما موضع فى المنزل؟! - فى عيد الميلاد يجتمع الناس للأكل والشرب والضحك والسهر ويأتي بابا نويل يقدم الهدايا للأطفال ويفرحوا بالهدايا وبعد التخمة من المأكولات ..ياتى ملك السلام ليزور بيت القلب لينيره بالحب ، يجد الناس عنه مبتعدين ولأستقباله غير مستعدين ..ينظر من الشبابيك ،يهمس في الأذان " اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك لان المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب" (نش 8 : 6). - عندما أمر الرب التلاميذ ان يعدا للعشاء الفصحي ،اراد الرب ان يكون ذلك في مكان نقي مقدس مجهز لأستقباله " فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة هناك اعدا لنا (مر 14 : 15) نعم الرب الوديع والمتواضع يريد قلوب كبيرة بالتواضع والحب ، مفروشه بالفضائل ومعدة ومجهزة بالأيمان والرجاء .الله لن يقتحم القلب بل يريدنا ان ندعوه (ها انا واقف علي الباب وأقرع ان سمع أحد صوتى وفتح لى ، أدخل اليه واتعشى معه وهو معى أيضاً) فهل نفتح قلوبنا ونعدها للميلاد المجيد؟ يجب علينا ان نتحفظ لئلا يكون لنا القلب القاسى او المنقسم او الملئ بالأشواك " فوق كل تحفظ احفظ قلبك لان منه مخارج الحياة (ام 4 : 23). - قلبى مهيأ مغارة ، للغني الذي أفتقر ليغنينا ، وجاع ليشبعنا وتجسد وصار أبنا للأنسان ليجعل الأنسان أبنا لله بالإيمان ، تعالى يارب يا من ولد فى مذود ، تعالى وطهر قلبى واجعله موضعاً لسكناك و مغارة تحل فيها بالإيمان ايها الغني بطبيعته ، يارب السماء والأرض الذي تجسد ولم يحد التجسد من لإهوتك وتواضع وانت القدوس الممجد من الملائكة. من شمس برك يارب أنر قلبى وأطرد منه كل عاطفة لا ترضيك وقدسه ليكون مسكناً للمحبة الإلهية لأحيا في عيد دائم حاراً فى الروح ، مقدما ذاتي أناء مقدس لحلولك وخدمتك . أين هي قلوبكم؟ - فى كل قداس يسأل الأب الكاهن الشعب: أين هى قلوبكم؟ ويجاوبه الشعب: هى عند الرب ؟ وفى كل قداس وفى مختلف ظروف الحياة يطلب منا الرب "يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي (ام 23 : 26). فهل قلبى حقا مسكنا للرب ،وعند الرب ،أم هو مشغول باهتمامات الحياة ومشاغلها وهمومها أو هناك محبة العالم او المال أو الشهوات فيه، الأمر الذى يحزرنا منه الرب يسوع المسيح قائلاً " فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار و سكر و هموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة (لو 21 : 34). - أننا عندما نتكلم عن القلب لا نقصد تلك المضخة اللحمية التي تعمل لتغذية الجسم بالدم النقي ليل نهار بل المراد من ذلك الأنسان الداخلي بعواطفه وأفكاره وارادته وميوله ودوافعه النفسية وروحه . ذلك هو العمل الحقيقى أمامي وامامكم في كل يوم ، أن يكون لنا القلب الصالح النقى غير المنقسم . الذى يستطيع ان يهدأ ويبعد هموم العالم من ان تملأ القلب ،بل يكون القلب عند الرب ،سواء في البيت أو العمل أو الكنيسة . نصلى ليكون قلبنا دائما وابداً عند الرب وله نعطى محبتنا " فاذا سمعتم لوصاياي التي انا اوصيكم بها اليوم لتحبوا الرب الهكم و تعبدوه من كل قلوبكم و من كل انفسكم اعطي مطر ارضكم في حينه المبكر و المتاخر فتجمع حنطتك و خمرك و زيتك. (تث13:11-14) نعم نحتاج لمطر نعمة روح الله فنشبع بكلمة الله ونفرح بمحبته ونثمر بثمار الروح القدس ونأخذ حكمة لا يقدر جميع معاندينا ان يقاوموها. - أين هى قلوبنا ؟ هل هى في من حولنا من ناس وأحداث ، أم في العمل ومشاكله ؟ أم فى لقمة العيش وتوفير متطلبات الحياة؟ مع ان أبانا السماوي يهتم بكل هذه الاشياء ويطلب منا ان نطلب ملكوت السماوات وبره وكل هذه تعطي لنا وتذاد. ومع سعينا الدائم من اجل حياة كريمةفان قلوبنا مسكنا لله يجد فيها موضعاً لراحته . - اعزائي لاتبرروا أنفسكم أو تسقطوا أخطائكم علي الأخرين ويحق علينا قول الرب " فقال لهم انتم الذين تبررون انفسكم قدام الناس و لكن الله يعرف قلوبكم ان المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله (لو 16 : 15).لنعترف أمامك يارب رعاة ورعية ان قلوبنا ليست كاملة نحوك . نصلى من كل القلب والفكر والروح ان يُطهر الله قلوبنا وارواحنا ونفوسنا وعقولنا لتكون قلوبنا مسكنا له ويحل بالإيمان فيها. أغسلني فابيض كالثلج.. - عندما نظرت الي الثلج المتساقط من سماء أوربا قبيل أعياد الميلاد،ونظرت للأرض من اسفل وقد أكتست بحلة بيضاء، بل عندما ننظر الي المباني والاشجار والسيارات المتوقفة لن ترى الا اللون الأبيض ،هنا أتذكر داود النبي وهو يصرخ لله " طهرني بالزوفا فاطهر اغسلني فابيض اكثر من الثلج (مز 51 : 7) . - كان الكاهن قديماً يغمس نبات الزوفا في دم الحمل لينضح به علي الخاطى ليطهر ، وكان داود النبى يريد من الله ان يغسله من خطاياه فيبيض أكثر من الثلج . لعل داود النبي تطلع علي الثلج وهو يكسو جبال القدس في موجات الثلج في الشتاء ، فابيض الجبل وازدان بهاء حتى فى ظلمة الليل تراه منيراً ببياض الثلوج. أننا نحتاج ان ينضح علينا الرب بدمه فيكسونا بثوب بره فيمحوا خطايانا ويغسل أثامنا ويستر علينا فلا نهلك ونتبرر ببره. - أننا نتمسك بوعوده الأمينة " انا انا هو الماحي ذنوبك لاجل نفسي و خطاياك لا اذكرها (اش43 : 25) وكما نقل الرب عن داود خطاياه هو قادر ان يغفر ويمحو خطايانا ويبدء معنا عاماً جديدا بقلب جديد . - مع وقع تساقط الثلوج تذكرت فيروز ذلك الصوت الشجي يشدو " تلج تلج عم بتشتي الدنياتلج ، ومغارة سهرانه فيها طفل صغير، بعيونا الحليانه حب كتير كتير. كل قلب زهر فيه الحب مثل الثلج ، ألفه وخير وحب مثل التلج " نعم وسط برودة الجو نحتاج لدفء الروح ، نحتاج إلى طفل المذود يدخل قلوبنا فيبث فيها المحبة الروحانية ، والعطاء والشفقة والحنان، نعم ان كل قلب زهرت فيه المحبه يحل فيه الله ،لان الله محبه ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. المحبة التى تطرد الخوف الى خارج ،نعم عندما تثمر المحبة في قلوبنا نستطيع ان نشترك مع الملائكة فى التمجيد "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". قلبى مغارة لصاحب العيد... تعال أيها الرب يسوع ،وحل فى قلبى فيمتلئ بعد جوع، ليكن قلبى مغارة تولد فيها وتكون رب القلب والبيت، طهر قلبى ونقيه من كل شائبة ليكون أهلاً لحلولك فيه، أنت صاحب العيد وانت رب القلب وأنت عنا ليس ببعيد ، فلتكن حياتى ملكاً لك وليكن قلبى نابضاً بمحبتك ياشمس البر حررنى من القيود وأجعلنى على العالم أسود، فتكون أنت ربى المعبود وقلبى بالمحبة بك يجود. نصلى من أجل سلام وبنيان العالم والكنيسة ، لتبارك يا ملك السلام كل نفس بسلامك ومحبتك ، ولتشملنا بالمراحم والرافات والفرح والسلام. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
27 أكتوبر 2025

عمل الخير

علينا أن نعمل الخير في محبة وتواضع وأنكار للذات ولا نكل أو نمل أو نتضجر بل نقتدى بمخلصنا الصالح الذى كان يجول يصنع خير وكما يوصينا الكتاب { لا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل} (غل 6 : 9). وثقوا أن عمل الخير لا يضيع أجره ابدا لا على الأرض ولا في السماء. بل حتى كأس الماء الذى نقدمه لنروي عطشان له أجر صالح {ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره}(مت 10 : 42) روى دوستويفسكى قصة إمرأة ماتت وذهبت إلى الجحيم . وفى تسأول طلبت من الله إن يعطيها سببا لماذا هى هناك ؟ وإذ سمع بطرس صرخات تظلمها تكلم إليها قائلا لها : إعطنى سببا واحدا لماذا ينبغى أن تكونى فى السماء . توقفت, راجعت, فكرت مليا, ثم قالت : يوما ما أعطيت جزرة لمتسول تحقق بطرس من السجل ورأى أنها فعلت ذلك حقا, كانت جزرة قديمة, لكن مع ذلك فهى جادت بها. فأخبرها بطرس أن تنتظر ريثما يساعدها لتصعد, ثم أخذ سلكا طويل وربط إلى طرفه جزرة ودالها لها إلى الجحيم لتتمسك بها, فتعلقت بها وبدأ هو يسحبها .ورآها اخرون تختفى تدريجيا من وسطهم, فتمسكوا بكاحليها عساهم ينتقلون أيضا, وإذ استمر المزيد منهم بالتعلق, بدأ السلك بالهبوط فصرخت: " اتركونى, هذه جزرتى وليست جزرتكم" وحالما قالت ذلك انكسرت الجزرة . يا احبائى كلنا نحتاج لعمل الخير فى محبة لله والغير وبدون انانية مادام فى أمكاننا أن نعمله ونجذب الأخرين معنا لنجد داله امام الله ونجد نصيب مع القديسين. {فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لاهل الايمان} (غل 6 : 10). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
30 سبتمبر 2025

فكرة لليوم وكل يوم { نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ.}

تختار الدول سفرائها لدى غيرها من الدول بمواصفات وشروط خاصة ويجب ان يكونوا على ثقافة عاليه ومعرفة بمصادر قوة دولتهم وظروفها ولغة بلدهم الأم والدولة التي يذهبوا اليها فهو يمثلوا حلقة الوصل بين الدولتين ويعملوا على تقوية العلاقات بين الدولتين ويجب أن يكون السفير لدية الحكمة والوعي والخبرة الكافية لتمثيل دولته كصاحب مركز سامي يتمتع بامتيازات دبلوماسية وعليه واجبات تجاه دولته ونقل الصورة كاملة فى الدولة التى هو سفير فيها لدولته. والمؤمنين عامة والخدام والرعاة بصفة خاصة يمثلوا دور السفراء عن المسيح {إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ} (2كو 5 : 20). يسعوا لنقل صورة طيبة، حلوه عن السماء للذين على الأرض. ويحيوا حياة فاضلة منزة عن كل عيب تليق بأهل السماء والقديسين وأناس ذوى مكانة رفيعة ومقام سامى. أن كثيرين مما نعيش بينهم لا يقرأون الإنجيل ولكن يرواه فى أقوالنا وأعمالنا وحياتنا بينهم، فما هي النتائج والتأثير الذى يخرجون به بعد مقابلاتنا ومعاملاتنا معهم؟. وهل نعكس نحن فكر المسيح ومحبته وتواضعه ووداعته ونحبب الناس فيه؟ يجب أن يكون ذلك من مهامنا علي الأرض. لقد أختارنا الله لنمثله كسفراء علي الأرض لا لفضل فينا وعلينا أن ننمي وزناتنا ونتاجر بها ونربح. فنكون على صلة دائمة بالله الذى نمثله ومنه نأخذ مهامنا ومسئولياتنا ونصلى من أجل الأرض ومن عليها ولاسيما الدولة التي نعيش على أرضها ونأكل من خيرها ونكون أوفياء للسماء ونخجم مجتمعنا وكنيستنا ونطلب عن المسيح من الناس ليتصالحوا مع الله بالتوبة وهذه رسالة المسيح الخلاصية { قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر 1 : 15). وكسفراء لم نأتى للنزهة على الأرض أو لمنفعة خاصة بنا مع تعهد الله بنا لنكون فى وضع متميز ومسؤليته تجاه سلامتنا. نحن نسعى لتقوية العلاقات بين السماء والأرض كرسل للسيد المسيح نعالج بالحكمة كل ما يطرأ من خلل على الأرض بالصلاة والصوم والخدمة الباذلة {اَلرَّسُولُ الشِّرِّيرُ يَقَعُ فِي الشَّرِّ وَالسَّفِيرُ الأَمِينُ شِفَاءٌ} (ام 13 : 17). كسفراء نقضى فترة زمنية مؤقتة على الأرض فطبيعة عمل السفير تدفعه للعمل بعيداً عن وطنه بصفة موقته، وطالما كان يعمل سفيراً، فإنه دائماً غريب في أي بلد كان. يتنقل من دولة الي أخرى حتى يرجع الى وطنه الأم { أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ} (1بط 2 : 11) وكسفراء عن ربنا يسوع المسيح فإننا نعمل تحت قوانين مختلفة يضعها هذا العالم الذي نعيش فيه نحترم ونلتزم بالقوانين بامانة لكن لا نشاكل أهل هذا الدهر فى تصرفاتهم { وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ }(رو 12 : 2). وحتى أن أختلفت وظائفنا وأعمالنا ومكانتنا في العالم، نستخدم وقتنا وطاقتنا وأموالنا لخدمة وطننا السمائى ونمثل من أحبنا { الَّذِي لأَجْلِهِ أَنَا سَفِيرٌ فِي سَلاَسِلَ، لِكَيْ أُجَاهِرَ فِيهِ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ }(اف 6 : 20) فيكون سلوكنا متسم بالعفة والقداسة وكسفراء نحن مسئولون أمام المسيح الذي سيعطي كل واحد كما يكون عمله. فنكون مستعدين للرجوع الي وطننا الحقيقي فوظيفة السفير لا تعني أنه سيستمر هكذا بلا نهاية، فقد يستدعي السفير إلى بلاده في أية لحظة لظروف التقاعد والسن، أو لأية أسباب أخرى. وعند ذلك تنتهي إرساليته ويعود لوطنه. أن الله لا يترك مؤمناً واحداً على الأرض إلى الأبد. وعندما تنتهي وظيفتنا هنا على الأرض، فإننا لحظتها نُستدعى إلى وطننا الأصيل. ونسمع ذلك الصوت المفرح { ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ للَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ }(مت 25 :34). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
23 سبتمبر 2025

فكرة لليوم وكل يوم { اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ}

لما كان الصليب هو علامة محبة الله وفدائه وبذله وخلاصه المقدم للبشرية، فقد جعله المسيحيين شعار لهم يضعونه أعلى كنائسهم ومؤسساتهم ويفتخرون به ويعلقونه على صدرهم ويحملونه كرمز لإيمانهم فالصليب حياة وقيم روحية وروح وعقيدة {لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.} (يو 16:3-17) كما أن حمل الصليب وتبعية المصلوب فى طريق البذل والعطاء والمحبة والتواضع والصبر من وأجبات التلمذة للمسيح ودعوته الخلاصية { تَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ} (مر21:10) وان كانت كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وعثرة فان الإيمان بالصليب والمصلوب عليه هو سبب خلاصنا ونجاتنا من طوفان العالم الشرير{ فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ آللهِ} (1كو 1: 18) الصليب ليس حقيقة من حقائق الماضي لأن تأثيره الفعال يمتد في الحاضر والمستقبل لأن الصليب مرتبط بالمصلوب عليه وهو حي في السماء يحمل سمات صليبه ويسكبها علينا كل يوم بل كل لحظة غفرانًا وتطهيرًا وقداسة وبرًا وفداء بالصليب رفع الله البشرية من دائرة العصيان إلى الصفح والمصالحة، ومن الرفض إلى القبول والاختيار، ومن العبودية إلى البنوة والحياة الأبدية يدعونا السيد المسيح الى أنكار الذات وحمل الصليب { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني} (لو 9 : 23) أنكار الذات يعنى أن نتمم مشيئة الله فى حياتنا ليكون لسان حالنا { لتكن لا إرادتي بل إرادتك} (لو24: 22) المؤمن يصلب شهواته من أجل الله كشهادة صادقة على تبعيته للمسيح يسوع ربنا ليقوم معه فى جدة الحياة ويقول مع القديس البولس الرسول { مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ} (غل20: 2) لقد مات المسيح عنا لكي نعيش من أجله وكشهود لمحبته { وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام} (2كو15: 5) ونحن في الصلاة الربانية نصلي {لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض} (مت10: 6) فهل نحن نعيش لانفسنا أم من أجل من مات من أجلنا وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية؟ وهل نصنع مشيئة الله في حياتنا؟ حمل الصليب بشكر سواء صليب الخدمة أو المرض او الحاجة أو الاضطهاد أو الصوم والنسك أو الطاعة يدخل بنا الى أفراح القيامة ومسرة الله { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله } (عب 12 : 2) عندما نحمل الصليب يحتضننا المصلوب فننفذ من خلال الصليب إلى أحشاء رأفات الله، وتحتضن أحشاؤه الحانية نفوسنا الخائرة لتحميها وتطمئنها، فتبدو الصورة في الظاهر أننا نحمل الصليب ولكن في الواقع نجد الصليب يحملنا بل المصلوب يحمينا ويحتوينا. ونرى كفة الميزان الخفية التي توازن ثقل الصليب بثقل مجد أبدي، كما رآها القدس بولس الرسول قائلاً: {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية} (2كو17: 4،18) من أجل السرور الموضوع أمامنا والأبدية السعيدة التى نجاهد من أجلها فاننا نحمل الصليب بشكر وفرح وننال منه البركة والحكمة والقوة على رجاء المجد العتيد أن يستعلن فينا. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
16 سبتمبر 2025

الأذن الروحية

الأذن وأهميتها فى الحياة الروحية.. الأذن هي أداة الإصغاء وسماع كل ما يقال وهي بمثابة جهاز لاستقبال كل الاحاديث والاراء التى حولنا بأنواعها ولنا الاختيار والحرية لقبول ما نسمع أو رفضه حسب ما يقرر عقلنا وحكمتنا ونتجاوب معه وفقا لمعتقداتنا ومبادئنا وعلينا أن نسأل أنفسنا عن ما هو مستحق أن نصغي إليه ونسمعه أو نبتعد عنه ونلقى به جانبا ؟. ومن الواجب إن نفتح آذاننا لسماع أقوال الله لكي نخلص بها وهو قد كلمنا قديماً بالأنبياء وبأنواع كثيرة وقد كلمنا أخيراً في ابنه الحبيب (عبر1:1-2). أن الغاية التى نضعها فى أهتمامنا الاول هي سماع صوت الله وكلامه {من له أذنان للسمع فليسمع}(مت 15:11 و9:13 و43 ومر9:4 و23 و16:7). وفي سفر الرؤيا كرر الرب أمره للكنائس السبع بقوله: {من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس} (رؤ7:2). كما انه لاهمية الوقت وكثرة الأصوات من حولنا علينا ان نعطي الاهمية لمن يستحق ونهمل أو نبتعد عما هو مؤذى أو ضار. أن الله بحكمته خلق الإنسان كاملاً ولديه الأعضاء الضرورية لحياته وسعادته وبناءً على هذا يجب أن يكون الإنسان حريصاً ليفتح أذنيه أو يغلاقها بحكمة وأفراز وتمييز لأن الاذن من الابواب الهامة التى تدخل منها المؤثرات إلى حياتنا. الله يدعونا لسماع صوته والاستجابة له {أيها العطشى جميعاً هلموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن. استمعوا لي استماعاً وكلوا الطيّب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم. أميلوا آذانكم وهلمّوا إليً اسمعوا فتحيا أنفسكم واقطع لكم عهداً أبدياً مراحم داود الصادقة} ( أش 1:55-3). أوالرب يعدنا ان يحل فينا بالايمان متى سمعنا وفتحنا له قلوبنا {إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه} (رؤ20:3). ان أنذارات الله لنا يجب ان نصغى لها ونعمل بها { كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم} (يع22:1). فلنكن مستعدين ان نسمع ونعمل لتكون لنا البركات التي تتضمنها كلمة الله {من يحول أذنه من سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة)} (أم 9:28). وعلينا أن نعرف صوت الله ونميزه عن الأصوات التي نسمعها ويكون لنا الحكمة والتمييز بين الغث من الثمين فحتى الحيوانات التى لا تفهم مثلنا، تميز صوت راعيها وتعرفه فتتبعه ولا تتبع الغريب، فكم بالأحرى نحن الخليقة العاقلة يجب أن نميز صوت راعيها السماوي لكي تتبعه دون سواه، فنكون خرافة الخاصة { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني} (يو27:10). فمسرة الرب أن نسمع ونصغى ونطيع لصوته كأفضل ذبيحة {هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش} (1صم 15 : 22). هناك أناس يعطوا أذان صاغية لابليس واعوانه فيوقعوا بهم فى الخطية والشر كما فتحت أمنا حواء أذنيها وسمعت للحية والشيطان وقبل أن تنظر حواء الى الشجرة الممنوعة وقبل أن تذوق طعمها بفمها فتحت أذنها لخداع إبليس وكذبه وحيلته. وعندما سمعت لمشورته الشريرة سمحت له بالدخول إلى حياتها وتمَّ له ما أراد بإسقاط رأس الخليقة البشرية بالخطية. وما دمنا في هذا العالم فالمجرب موجود ويحاول أن يقنع الشخص ليفتح له الباب ومن واجبنا أن نكون حريصين لنبقي أبواب حواسنا وفكرنا مقفلة في وجهه حتى لا يتمكن من الدخول إلى القلب ونطيع الكلمة الإلهية القائلة: {لا تعطوا إبليس مكاناً}(أف27:4). علينا أن نسد آذاننا الروحية لكي لا تخدعنا أنغام مغريات الدنيا لأنها تقودنا إلى الهلاك. الأذن المختونة... الأذن المختونة أي الطاهرة التى تقدست وختمت بمسحة الميرون ويقدسها الروح القدس ويجعل الجسد والنفس والروح مكرسة للرب لهذا نجد القديس استفانوس الشهيد يوبخ مقاومي كلام الله ورسالته الخلاصية { يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان انتم دائما تقاومون الروح القدس} ( أع 51:7). والكتاب يحدثنا عن الأذن المثقوبة بمثقب خاص يجعلها مخصصة ومقدسة للرب وسماع أقواله ومستعدة لخدمته. فمن العادات المعروفة أن الأمهات يثقبن آذان البنات ليوضع فيها الحلق لأجل الزينة، ولكن الكتاب المقدس يخبرنا عن نوع من الأذن المثقوبة لغاية أفضل فالعبد الذي يحب سيده يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه المثقب فيخدمه إلى الأبد. (لا17:15). فلنجعل آذاننا مثقوبة بمثقب سيدنا العظيم لكي نظل طيلة أيام حياتنا ملازمين له وثابتين وملتصقين به كدليل على محبتنا له واستعدادنا لخدمته كل الزمان والى أن يأتي الوقت الذي نكون معه في الأبدية. الرسائل التي أرسلها الرب إلي الكنائس السبع التي في آسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك وتنتهي بعبارة {من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس}(رؤ 2 : 7). أن الله يرسل رسائل للناس، يبعث كلمته للكل، للأبرار وللأشرار معًا، للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولي. يرسل حتى إلي ملاك كنيسة ساردس الذي قال له الرب {إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت} (رؤ1:3). فكل إنسان في الحياة لأبد أن تصله رسالة من الله ويتكلم في قلبه ويرسل له كلمه تناسبه بأية الطرق، عن طريق الكتاب أو عن طريق عظة أو عن طريق نصيحة من إنسان وحتى قايين قبل أن يقتل اخاه قال له عند الب خطية رابضة، وإليك اشتياقها، وأنت تسود عليها (تك7:4). من له أذنان للسمع فليسمع... قالها السيد المسيح كثير وفى مناسبات عدة، قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدان (مت15:11). وبعد مثل الزارع (مت9:13). (مر9:4). وبعد شرح مثل الحنطة والزوان (مت43:13). (مر22:4). وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان (مر16:7). وبعد كلامه عن الملح الذي يفسد (لو35:14). وهكذا قال في سفر الرؤيا للكنائس السبع "من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس "سبع مرات (رؤ3:2). فالروح القدس مازال يكلم الكنائس ويعمل فينا، ويرشدنا إلي جميع الحق (يو13:16). ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا (يو26:14). فلماذا كرر السيد المسيح له المجد هذه الجملة .. لاهمية الأذن ولكي نعطي اذان صاغية لصوت الرب ونسجيب لدعوته. كما سمع أبراهيم صوت الرب واطاعه حتى حين أمره الرب أن يقدم أبنه وحيده محرقة للرب لذلك باركه الله، وكمثال الاباء الرسل والتلاميذ الذين تبعوا المخلص واستجابوا لدعوته فالقديس متي حالما سمع كلمة الله {اتبعني } ترك مكان الجباية وتعبه (مت9:9). وكذلك بطرس وأندراوس تركا السفينة والشباك والأهل، حالما سمعا عبارة هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس (مر1: 17،18). ونحن فى كل قراءة فى الإنجيل نكرر تطويب الرب لمن يسمع كلام الرب { ولكن طوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع} (مت 13 : 16) ذلك لأن هناك آناس لهم آذان لا تسمع (مز11:8) (رؤ21:28). حتى مع السيد المسيح فى خدمته على الارض كان كثير من معاصريه، لهم آذان ولكنها لا تسمع، كالشاب الغني الذى كلمه السيد المسيح، وقدم له ما ينفعة. ولكنه مضي حزينًا، ولم يسمع للرب لأن هناك شهوة فى القلب منعته وقد يأتى الحسد أو الخوف أو الاستهتار أو الامبالاه ليمنع طاعتنا لصوت الرب. فلكي تسمع الأذان ينبغي أن تكون لنا رغبة في أن نسمع، ولدينا الجدية ان نطيع وننفذ. هبنى حكمة... هبنى يارب نعمة وحكمة لكي أسرع الى أستماع صوتك والاصغاء الأستجابة والفهم حتى اصنع كل ما يرضيك كل حين جميع أيام حياتى. أبعد عني أصوات الشر والأغواء وهبنى حكمة لكي أميز صوتك بين كل الاصوات وأتبعك من كل قلبى وأصنع مشيئتك كل حين. علمنى يارب لكي تكون لى الأذن المدربة للتمييز بين الخير والشر، وأعطنى حكمة كي أسد أذني عن كل ما لايرضى صلاحك. هبنى أذان مدربة للتمييز بين الخير والشر، تطرب لسماع صوتك وتفرح باصوات الشكر والتسبيح وتبعد عن سماع كلام الذم أو المديح وتعمل بكلامك المقدس وهبنى قلب مدقق لكي أتكلم الكلام الصالح للغير والذى يبني نفوسهم على الإيمان الأقدس، أمين. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
28 يوليو 2025

الثبات في الرب

اننا كرعية للراعي الصالح يجب ان نتبعه ونسير خلفه ونثبت فيها كثبات الاغصان في الكرمه حتي ما نأتي بثمر ويدوم ثمرنا وكلما اقتربنا من الراعي الصالح عرفنا مدي محبته واهتمامه بخلاصنا وسعيه لتقويتنا ورعايتنا ونمونا وأثمارنا في الطريق الروحي وهذا ما يدعونا اليه الراعي الصالح(اثبتوا في و انا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في (يو 15 : 4).فهل نحن ثابتون في الرب وفي شدة قوته أم لا؟ أمر إلهى إلى كل مسيحى ، بعدم التذبذب أو الشك أو القلق ، أو الحيرة ، ان نبني حياتنا بناء علي أساس روحى عميق ومتين على الصخر ( المسيح ) فلا يتأثر بالزلازل ، ولا بالسيول أو الأعاصير ( زوابع الحياة ) . وقد قدم الرب يسوع مثلاً عظيماً عملياً عن المؤمن الحكيم ، الذى يسمع كلامه ويعمل به :" يشبه إنساناً بنى بيتاً ، وحفر وعمق ، ووضع الأساس على الصخر ، فلما صدم النهر ، ذلك البيت ، فلم يقدر أن يُزعزعه ، لأنه كان مبنياً على الصخر " ( لو 6 : 48 ) . أى ثابتاً فى المسيح ." وكل من يسمع أقوالى ، ولا يعمل بها يُشبه برجل جاهل ( روحياً ) ، بنى بيته على الرمل ( بدون أساس روحى متين ) ، فنزل المطر ، وجاءت ( مياه ) الأمطار ( اكتسحته الهموم ) ، وهبت الرياح ( التجارب الصعبة ) وصدمت ذلك البيت فسقط ، وكان سقوطه عظيماً " ( مت 7 : 24 – 27 ) . وهو يحدث كثيراً فى العالم اليوم .والمؤمن راسخ فى إيمانه المسيحى وعقيدته الأرثوذكسية ( السليمة ) ولا يتأثر بشكوك طوائف منحرفة ، ولا بقراءات عالمية ، ولا بوسائل إعلام شيطانية . ومن أمثلة المتزعزعين غير الثابتين ، ديماس الخادم ، ونيقولاوس الشماس ، الذان مالا الي محبة العالم ( 2 تى 4 : 10 ) ، ( رؤ 2 : 15 ) ان البابا أثناسيوس الرسولى ، يقدم مثالا رائعا عن الثبات في الرب ،فقد حاربه الهراطقة ، والأباطرة 46 سنة ، وتم نفيه 4 مرات ، ووقف ضد العالم كله ، وسنده الله فنجح فى خدمته ، ولولاه لأنتشرت الأريوسية فى العالم .والمؤمن راسخ فى محبة الله : فلا تفصله عنه ضيقات أو شدائد ، ولا جوع ولا غيره من مشاكل ( رو 8 ) كما فعله القديس بولس . على نقيض خادم كنيسة أفسس ، الذى قال له الرب : " عندى عليك ، أنك تركت محبتك الأولى " ( رؤ 2 : 4 ) ، فمحبته لله كانت وسيلة وليست غاية ، أى مثل الذين لم يحبوا الله فى ذاته ، بل يتخذونه وسيلة لتحقيق أغراضهم . إن هو أعطاهم استمروا فى محبته ، وإلا يتحولون عنه ، أو تبعدهم المشاكل عنه ، مثل بنى إسرائيل ، بعد خروجهم من مصر ، ونسيان جميل الله ، فتذمروا عليه ، من أجل المياه والطعام ، ولذلك كانت علاقتهم به متزعزعة ومذبذبة ، وغير ثابتة فيه ومثل كثير من الناس الذين يمارسون أسرار الكنيسة ، ويعيشون مع الله عدة أيام ، ثم يعودون لخطاياهم مرة أخرى ، ويكونون أسوأ ، مما كانوا عليه روحياً ، كما وصفهم الوحى المقدس : " مثل كلب قد عاد إلى قيئه ، وخنزيرة مغتسلة ( عادت ) إلى مراغة الحمأة ( التمرغ فى الطين ) ... " ( 2 بط 2 : 22 ) ، ومثلهم المرتدون عن الإيمان ، فى كل زمان ومكان !! .فأثبتوا ( يا أخوتى وأخواتى ) فى الإيمان ، وفى الرب المُحب (كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي (يو 15 : 9) اثبتوا في محبتة الرب وانجيله ووصاياة ممارسين اسرار الكنيسة من توبة واعتراف وتناول من الاسرار المقدسة مواظبين علي الصلاة بشكر في كل حين متمسكين بمحبة الله وامنا الكنيسة(فاثبتوا اذا ايها الاخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا (2تس 2 : 15).حتي نكون مستعدين للقاء الرب ليهب كل واحد منا حسب عملة(و الان ايها الاولاد اثبتوا فيه حتى اذا اظهر يكون لنا ثقة و لا نخجل منه في مجيئه (1يو 2 : 28). القمص افرايم الانبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل