القمص افرايم الانبا بيشوى
من أبتاء دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون
المقالات (95)
29 أكتوبر 2024
لماذا تختفى فى أذمة الضيق
عندما نمر بالضيقات ...
قال لي صديق عزيز علي نفسي وهو يمر بتجربةً صعبة ، لماذا يختفي الله في ازمنة الضيق؟ كما تسأل داود النبي قديما " يا رب لماذا تقف بعيدا لماذا تختفي في إزمنة الضيق" (مز 10 : 1) . وقد صرخ المرنم إلي الله طالباً الأنصاف " قم يا رب يا الله ارفع يدك لا تنس المساكين. لماذا اهان الشرير الله لماذا قال في قلبه لا تطالب. قد رايت لانك تبصر المشقة و الغم لتجازي بيدك، اليك يسلم المسكين امره انت صرت معين اليتيم"مز12:10-14.إن ما نمر به من تجارب صعبة سواء أمراض صعبة أو أضطهادات تتعرض لها الكنيسة ،او حتي أنقسامات داخل البيوت او الكنيسة او المجتمع .وما نتعرض له من أزمات نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، وما يتعرض له البعض من ظلم او ضيقات أو أفتراء وتجريح كلها مدعاة للتسأول اين الله من كل هذا ؟ ولماذا يبدوا أنه حجب وجهه هنا وأختفي؟
حلول مختلفه لمشكلات قائمه...
تسألت النفس البشرية أو الكنيسة قديما فاجابها الرب سريعاً " و قالت صهيون قد تركني الرب و سيدي نسيني. هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا أنساك. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما"(أش 14"49-16).
كثيرين يقولون لماذا ولا يسمعون الأستجابة ؟ ويبقوا يصارعوا بمفردهم علْهم يجدون الحلول أو يلجاوا لحلول بشرية خاطئة وغير مدروسة ، البعض يهرب من مشاكله بالادمان أو يُعثر ويترك الإيمان ،والاخر يلجأ الي الهروب او التأجيل ، أخرون يقعوا في التذمر او الشكوى والبعض ينطوي علي ذاته او يقع في اليأس . البعض يعالج الضيقات بالصبر والعمل علي ايجاد أفضل الحلول ويبدأ بالعمل الأيجابي للوصل للحل والراحة . أن داود النبي تسأل هكذا لكنه وجد الاجابة داخله من الله ."لماذا انت منحنية يا نفسي و لماذا تئنين في ارتجي الله لاني بعد احمده لاجل خلاص وجهه" (مز 42 : 5)
أمثلة من الكتاب المقدس...
- لقد تأني الله علي أبو الاباء ابراهيم وهو يصلي من أجل ان يرزقه الله ولداً رغم وعد الله واستعجل ابونا ابراهيم وتزوج بهاجر ليرزق نسلاً لكن الله أعطاه النسل الموعود بعد تأخر الاستجابة لحوالي ربع قرن! ثم كبر الصبي وطلب الله منه ان يقدمه ذبيحة لله! أنه الاختبار الصعب لتخْتبر محبة أبراهيم لله ويكون مثالاً وأب المؤمنين في كل زمان.
- وايوب البار كان رجلا بارا كاملا في جيله وحسده الشيطان لبره وتقواه وهكذا سمح الله له بالتجارب الواحده تلو الاخري، فقد الممتلكات وموت الابناء والمرض الطويل والصعب ، وفوق كل هذا تقُول الاصدقاء وافترائهم عليه وحتي زوجته " فقالت له امراته الي متي أنت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت: (اي 2 : 9). وصبر إيوب الي ان رد الله له مافقده ازيد مما كان وعوضه بالنسل الصالح والعمر الطويل والابدية السعيدة ليكون مثالاً في الصبر والعمل الصالح والسيرة الحسنة.
- لقد حسد يوسف الصديق أخوته وارادوا التخلص منه ، فالقوهُ في بئر ثم باعوه عبدا وظنوا انهم بذلك قد تخلصوا منه ولكن ظلت ضمائرهم تبكتهم حتي عندما وقعوا في الضيقة " و قالوا بعضهم لبعض حقا اننا مذنبون الى اخينا الذي راينا ضيقة نفسه لما استرحمنا و لم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة" (تك 42 : 21).ولعل يوسف البار كان يتسأل لماذا تختفي يارب في أزمنة الضيق ولماذا يظلمني أخوتي وفي بيت فوطيفار لم يخطئ يوسف ودُفع به ظلماً إلي السجن، إلي أن فسر أحلام ساقي وخباز الملك ثم أحلام فرعون نفسه ورفعه فرعون وكان سبباً لنجاة مصر وذويه من المجاعة ولقد كان يوسف نبيلا في تعامله مع أخوته وفهم خطة الله له " و لما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا و يرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به. فاوصوا الى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا: هكذا تقولون ليوسف آه اصفح عن ذنب اخوتك و خطيتهم فانهم صنعوا بك شرا فالان اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك فبكى يوسف حين كلموه. و اتى اخوته ايضا و وقعوا امامه و قالوا ها نحن عبيدك. فقال لهم يوسف لا تخافوا لانه هل انا مكان الله. انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا" تك( 15:50-20 ). هكذا ان راينا ظلم الأشرار والضيقات تحيط بالصديقين والمؤمنين فلنصبر ونصلي ونطلب تدخل الله في الوقت المناسب "ان رايت ظلم الفقير و نزع الحق و العدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ و الاعلى فوقهما" (جا 5 : 8)
- وهذا ايضا حدث مع زكريا الكاهن واليصابات وتأخر الله في أعطاهم نسل الي ان شاخا ليعلما ان غير المستطاع لدي الناس مستطاع لدي الله وانه في الوقت المناسب رزقهم الله بأعظم مواليد النساء..
- القديس بولس الرسول وتجاربة وجهاده وقداسته لم تمنع عنه الآلم حتي قال ذات مرة " فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا" (2كو 1 : 8) لكن في ضعفه ويأسه لم يكن متروك " و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا.مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين. مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا"(2كو7:4-10). ورغم انه كان بصلواته يشفي الكثيرين من أمراضهم الا انه قد أعطي شوكة في الجسد " و لئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني. فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح. " 2كو7:12-9
الله يعمل من أجلنا...
أن الله يعمل دائما من أجل خلاصنا وأبديتنا والاشجار المعمرة عندما تتعرض للرياح تذداد جذورها أمتدادا في التربة فتثبت وتتأصل ، والنخيل العالي الثمر يتعرض للقذف بالأحجار فيلقي بأطيب الثمر . اننا ان كنا خطأة فبالتجارب نتنقي وان كنا ضعفاء فبالتجارب نتقوي وان كنا صديقين فبالتجارب تذداد أكليلنا ومكأفاتنا لدي الله " ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب و رايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف" (يع 5 : 11). لقد أنهارت الشيوعية والألحاد في الدول الشرقية بعد سبعين عاما من الأضطهاد ورجع الملايين للأيمان المسيحي والله الطويل الأناة يقول لنا صلوا واسهروا وأصبروا علي الضيقات " و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. و الصبر تزكية و التزكية رجاء" (رو3:5-4).
لم ولن يختفي الله يا صديقي في أزمنة الضيق أنه موجود ويعمل وان اراد الناس بنا شراً فهو ضابط الكل قادر ان يحوله الي خيرنا لكن علينا ان نري يد الله الحنونة في الأحداث ولا نلجا الا اليه بالركب المنحنية والايدي المرفوعة والكتاب المقدس المفتوح والتوبة الدائمة .
نقول دائما ان الشمس قد غابت وان كانت الشمس لا تغيب لكن الأرض هي التي تعطي ظهرها للشمس ..نحن كثيراً ما نعطي الله القفا لا الوجه ونقول اين أنت يالله؟ ولماذا تتركني وحيداً أصارع الامواج وتيارات الأثم ؟ لماذا تترك الظالم والمفسد والخائن يرتع في الأرض ؟
يراقب الله جهادنا..
من القصص المؤثرة التي جاءت عن القديس الأنبا أنطونيوس انه ذات مرة تعرض لحرب قوية من أبليس ولما أشتدت الحرب ولم يستطع أن يحتمل صرخ إالي الله فجاء اليه ونصره وعندما تسأل القديس أين كنت يارب ؟ أجابه نعم كنت حاضر أراقب جهادك ولما طالبتني وصرخت نحوى وجدتني! فهل نطلب الله بثقة في محبته " أطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب" (اش 55 : 6).وهل نحتمل التأديب ونقول ان كل ما يقع علينا هو بسماح منه ولفائدتنا وخلاصنا أم نتذمر ونشتكي "أن كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فاي ابن لا يؤدبه ابوه" (عب 12 : 7).
إن صبرنا له أجر تام وان أحتمالنا وشكرنا في الضيق ينشئ لنا ثقل مجد أبدي وان مطالبتنا بحقوقنا وقيامنا بواجباتا لهو من صميم أيماننا .ان ايماننا بعداله قضايانا وبعدالة السماء يجعلنا نعمل بلا كلل ونصلي باستمرار ونطلب تدخل السماء "فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم ونبنى" (نح 2 : 20)" ، أن حياتنا ستنتهي ولكن يا ليتها تنتهي من أجل عمل صالح وعندها سنقوم في قيامة الأبرار .
يستجيب لك الرب ...
يستجيب لك الرب في يوم شدتك ، ينصرك أسم إله يعقوب، يرسل لك عونا من قدسه، أقوياء قاموا علينا ، هم عثروا وسقطوا ونحن قمنا وانتصبنا، لان الرب لنا راعي فلا يعوزنا شئ ، في الضيق وجد شديدا . حقاً لولا انك يارب كنت معنا عندما قام الأشرار علينا لأبتلعونا ونحن أحياء . نجت أنفسنا من فخ الصياد، الفخ أنكسر ونحن نجونا، انتظر الرب و اصبر له و لا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد، أتقي الرب وأحفظ وصاياه واصبر علي التأديب فان الذهب يصفى بالنار والمختارين من الله في أتون التجارب . واعلم يا أخي اننا غرباء علي الأرض وحياتنا أشبار او كبخار يظهر قليلا ثم يضمحل ، فلتتطلع عيوننا نحو الله والسماء ومنها نستلهم الصبر والايمان والرجاء.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
22 أكتوبر 2024
قدس يارب فكرى
فيما تفكر ...
الفكر هو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات وترجع أهمية الفكر في انه يشكل الإنسان ويوجه تصرفاته فما تفكر فيه وتقتنع به ، تتصرف طبقاً له فالأفكار التي تتبناها تحدد اتجاهاتك في الحياة ومن ثم تصرفاتك التي تتحول إلى عادات تحدد مصيرك وتضبط علاقاتك " كما فكر في نفسه هكذا يكون " . إن قراءتنا التي نقرأها وما نسمعه من الآخرين يشكل فكرنا أيضا وما تؤمن به من قيم ومبادئ في الحياة يبنى شخصيتك والإنسان ككائن مفكر يجب أن يوجه ويضبط أفكاره طبقاً لما يؤمن به ولا يجعل فكره يطيش في كل اتجاه " هادمين كل ظنوناً وكل علو يرتفع نحو الله وموجهين كل فكر إلى طاعة المسيح " 2 كو 5 : 10.
فكر المسيح ....
يقدم لنا السيد المسيح مثالاً في تجسده للفكر الإنساني السامي الذي يسعى لخلاص كل احد .. وقدم لنا أهم وأفضل الدوافع التي تبنى الإنسان الروحي إلا وهو محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ومحبة القريب كالنفس... وعندما تكون محبة الله هى هدفك ، فان افكارك تتجه إلي كيف ترضيه وتعرفه " لتكن أقوال فمي وفكر قلب مرضية أمامك يا رب صخرتي ".
ولهذا جاء الرب يسوع ليقدم لنا صورة حية للإنسان الكامل الذي يحب الله ويقضي الليالي مصلياً ساهراً ويطالبنا بالسهر للصلاة وبنا الفكر وتغذية الروح ،ثم بالنهار يتحرك الأنسان ويعمل لصنع الخير ويسعى لنشر رسالة الملكوت وخلاص كل أحد . وفي محبته للبشر جاء ليحرر المأسورين ويبشر المساكين ويشفي منكسري القلوب ويطلب ويخلص ما قد هلك ،(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). جاء المخلص يقدم المغفرة للخطاة ويقدم الصفح والحب للأعداء لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون .
جاء السيد المسيح كلمة الله المتجسد ، ليقدم لنا مثالاً في التواضع ووداعة القلب " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا الذي كان في صورة الله لم يحسب خلسةً أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " في 2 : 5 – 8 . هكذا أيضا يا عزيزي ليكن لك في المسيح مثالاً في الاتضاع ويكفي التلميذ أن يشبه سيده " فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم " عب 12 : 3 .
جاء الرب يسوع المسيح ليرفع أفكارنا للسماء والى الأب السماوي وطلب منا أن نكنز في السماء وليس على الأرض لأنه حيث يكون كنزنا هناك يكون قلبنا وفكرنا .. وكان همه أن يكرز بالتوبة واقتراب ملكوت الله منا ليكون داخل القلب بما فيه من محبه وفرح وسلام وسعادة فاذ يملك الله على قلبك وفكرك يكون الرب هو محبتك ، على مثاله تتصرف وتسلك . إن تلمذتنا للمسيح تُشكل فكرنا وتجعل منا صيادين للناس ليذوقوا مما أطيب الرب . وهو أمين قد وعدنا أن يعطينا حكمة لا يقدر جميع معادينا أن يقاوموها أو يناقضوها .
إن أردت أن يكون لك فكر المسيح القدوس، قدس فكرك بكلمة الله الحية واطلب منه أن يرشدك ويضبط فكرك " قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطواته " أم 16 : 9
وأقرا في كلام الإنجيل وأحفظه ليحفظك الرب في ساعة التجربة وتأمل في كلامه ليكون سراج لرجليك ونوراً لسبيلك، وكلمة الله قادرة أن تنقيك وتقدسك . لقد جاء عن القديسة مريم العذراء " أما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ، فليكن فكرك وقلبك في الرب وهو يعلمك ويرشدك كل الأيام .
تغذية الفكر وضبطه ...
إن ما تغذي به فكرك هو الذي يصنعك ويشكلك ، والحواس هي أبواب الفكر فما تراه وتسمعه وتلمسه وتذوقه وتشمه يدخل إلى فكرك . ونحن في عصر المعلومات والسرعة والأخبار والدعاية لا بد إن تضبط حواسك وان دخل إلى فكرك عن طريقها شيء ضار فلا تفكر فيه أو تتمادى معه ولا تسترجعه لأنه قد يدنس فكرك وعواطفك .
وبدلاً من سماع وقراءة ما يضر لنبنى أنفسنا على إلأيمان الأقدس وتغذيه الروح بكلام الله
" فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " إن القراءة في الكتاب المقدس كنز وغذاء يعرفك إرادة الله نحوك ونحو العالم كله وكيف يتعامل الله مع قديسيه ويجعل لك فكر المسيح القدوس . (هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى).كما أن قراءة وسماع الكتب والعظات الروحية وآباء الكنيسة تمنحك مادة للتأمل والصلاة. وليس معنى هذا أن ينعزل الأنسان عن مجتمعه او ثقافة عصره بل يجب ان نقرأ في مختلف مجالات الحياة من تاريخ وعلم نفس وعلوم مختلفة وفلسفة وأقتصاد وأجتماع وأدب وقانون وعلى حسب طاقتنا ووقتنا ، وذلك بانتقاء ومعرفة وبتعقل ليكون لنا الألمام والمعرفة بثقافة عصرنا مما يجعل لشخصيتنا قوتها ولحياتنا عمقها وثرائها.
غذي إذن عقلك بأفكار وقراءات صالحة تنقي فكرك وتجعله فكر قوى منضبط بالإرادة الصالحة وأشعل فكرك بعمل ايجابي يحفظه من الطياشة في الأفكار الباطلة التى لا تنفع وجيد ان تحول ما تراه حتى من مشكلات حولك إلى الصلاة إلى الله لكي يتدخل في حياتك وحياة الآخرين وان يوجه العالم نحو الخير والصلاح .
اضبط لسانك. فان كثيراً من الخطايا يتسبب فيها اللسان. واللسان يعبر عن ما بداخل الأنسان لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات " الشجرة تظهر من ثمارها كذلك تفكير الإنسان يظهر من كلامه " سير 27 : 7 .
إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية أما الضابط شفتيه فعاقل. والذي يضبط لسانه رجل كامل قادر أن يحكم الجسد كله فراقب كلامك واضبط لسانك وفكر أكثر من مرة قبل أن تتكلم لتعرف دافع كلامك وليكن كلامك للبنيان لتعطى نعمة للسامع فالكلمة الحكيمة تبني وهي كتفاحة من ذهب على طبق من فضة متى قيلت في وقتها، اعرف انه بكلامك تتبرر وبكلامك يحكم عليك .
أن تحررت من أخطاء الكلام كالكذب والمبالغة والتهكم والإدانة والتباهي والثرثرة وكان كلامك مُملح بنعمة الروح القدوس وإرشاده تكون بركة لنفسك وللسامعين.
أبعد إذا عن السلبيات والأهواء وراقب أفكارك وكن سيداً عليها فمالك نفسه خير ممن يحكم مدينة وأنت قادر بالنعمة على طرد كل فكر خاطئ وتقديس فكرك بالصلاة ومحبة الله ومحبة الخير والغير .
الفكر المقدس ....
أخضع فكرك لقيادة الروح القدس واجعل من نفسك إناء صالح مرتبط بإرادة الله وتنفيذ مشيئته غير خاضع لأهوائك ، واعلم إن للفكر أعداء تحاربه " ولكني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح " 2 كو 11 : 3 .
اعلم إن كل ما هو صالح فيك هو عطية لك من الله فلا تفتخر بمواهبك أو صلاحك لئلا تسلم للتأديب بتخلي نعمة الله عنك بسبب كبرياء القلب . واعلم إن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة وفي حروبك استند إلى قوة الله لتحررك من سلطان الذات وعنادها .
وراقب أفكارك واعرف أين تجول وكلما تقدمت روحياً تعرف أن تضبط فكرك فلا يطيش يميناً وشمالا ً.(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). لا في أفكار المجد الباطل أو في التزكية الخاطئة للنفس أو المديح أو التسلط أو في أفكار الشهوة والكراهية والإدانة والقي بأفكارك الخاطئة تحت صليب المسيح قائلاً مع المسيح صلبت لاحيا لا أنا ل المسيح يحيا في . وكلما تزداد محبة الله في قلبك تصغر محبة العالم في عينيك وتأتيك نعمة الروح القدس للتعزية وثق أن الرب يراقب جهادك الروحى ويحارب حروبك ما دمت أمينا له وتريد أن تجاهد وتنتصر لحساب ملكوته السماوي .
وإذ تريد أن تصلي وتقدس الفكر للمسيح في صلوات نقية ابعد عن التخمة في الأكل والشراب حتى لا تخمد حرارة روحك فهذه هي خطية سدوم التي أوجبت الهلاك عليها الكبرياء والشبع بالكل والشرب مما قادهم إلى الزنا والخطية . ولا تدع هموم الحياة تشغلك عن مناجاة الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح .
درب نفسك على الشعور بحضور الله معك في كل وقت في أثناء العمل والحديث والأكل والنوم واجعل مخافة بين عينيك وفي فكرك وقل لفكرك هل هذا الفكر يوافق عليه الرب ، وهل هذا هو فكر المسيح وكل ما تفكر فيه اسأل الرب هل هذا فكر يرضيه وهل هذا العمل يوافق إرادته وفي أي وقت يرد إليك فكر غير مقدس اطرده " قاوموا إبليس فيهرب منكم " يع 4 : 7 .
قائدي يسوع
فكرى وميولى وإرادتى بين أيديك ،
قلبى وحياتى ومصيرى ومستقبلى .
سلمت نفســي يا ربي وديعة عندك،
وسفينة حياتى لتقودهــــــا بيديـــــك ،
اســـكن في قلبــــى أنــــت يا رب ،
أملاء قلبى صلاح وقدنى دائماً للنجاح ،
كلامك هدايتى . صلــــــيبك نجاتى ،
وفكرى ليكن كفــــكرك وفى محبتـــك،
نور لــــي عقلـــــي واهدي خطاى ،
واغفر لى ذنوبى وحارب حروبى ،
فبك أغلــــب طول الطريق .
القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
15 أكتوبر 2024
رساله الى كل نفس
نفسك الكثيرة الثمن لدى الله ..
ان الله قد بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة ويكفى انه دعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). ولقد عبر عن هذه المحبة الحقيقة للبشر والتى من أجلها تجسد الله الكلمة { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} يو 14:1. ومات المسيح كلمة الله المتجسد من أجل خلاص البشرية الساقطة ومن أجل خلاص كل أنسان فيها وكأنه موضع محبة الله {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). ولقد أكد الإنجيل على هذه المحبة الإلهية للخطاة {و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا }(رو 5 : 8). الله من اجل سعيه الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي . اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}أش 1:43-2. ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية .
ان العالم المادى بما فيه سيمضى ويزول { العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد }(1يو 2 : 17). انت عزيز لدى الله الذى يريد خلاصك وروحك ونفسك الثمينة لديه وهو يريد لك الحياة السعيدة على الإرض وفى السماء ، وستقوم فى اليوم الاخير بجسد نورانى روحانى ممجد بالإيمان بالله وبمحبته وخلاصه { الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون.لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 25:5،28-29. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون (1تي 2 : 4).ولكن أمر خلاصنا يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين المقدم لنا بالمسيح يسوع ربنا وقبول الخلاص بالتوبة والإيمان والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.
ان نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله له ويظن ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي { وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري . وقال اعمل هذا اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} لو 15:12-20. لقد اتكل هذا الغني على ممتلكاته دون الله وهلك ولا تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب . وكيف ننجو نحن إيضا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ولهذا يوصينا الإنجيل { اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع }(1تي 6 : 17). وكم من أناس أتكلوا على سلطة زمنية خادعة قادتهم الى الهلاك والإنجيل يحضنا على الأتكال على الرب الذى لا يُخزى منتظريه { اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض و ارع الامانة} (مز 37 : 3). وهناك من عملوا لاشباع شهواتهم وقادتهم الى الهلاك {الحسن غش و الجمال باطل اما المراة المتقية الرب فهي تمدح }(ام 31 : 30). اننا لو ربحنا العالم كله - وهذا من دروب المستحيل - ولكن خسرنا أنفسنا فقد أصبحنا خاسرين السعادة الحقة على الإرض والسعادة الأبدية فى السماء ، وقد أكد السيد المسيح على هذه الحقيقة قائلاً {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .
لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا .ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله وروحه القدوس : ماذا تريد يارب ان أفعل؟ ونعمل مشيئة الله فى حياتنا وبهذا نصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية . وعندما نصطلح مع أنفسنا ومع الله ينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام معهم ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل مجد الله الذي يدعونا ان محبة الناس كما نحب أنفسنا . حينئذ نحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح .
الله يقدران يغيرك للأفضل ..
كنت أتحاور مع احدهم وهو يحيا بعيدا عن الله فقال لى لقد أعتدت حياتى هذه ولن أستطيع أن أغير من نفسى بل لا أستطيع ان اسير مع الله لانه يقيد حريتى بوصاياه ؟ قلت له اننا لا يجب ان نفقد ثقتنا فى الله ولا فى انفسنا { غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله }(لو 18 : 27). فكل شئ مستطاع لدى المؤمن . قد تسيطر عليك عادات سئية وقد تقيدك علاقات خاطئة وتشعر بعدم قدرتك على التخلص منا ولكن علينا ان نجاهد ونغصب أنفسنا للتوبة والرجوع الى الله والبعد عن المعاشرات الردئية التى تفسد الأخلاق الجيدة . واذا نصمم على القيام والحياة مع الله يرى الله أمانتنا ويقوى إيماننا ويقودنا بروحه القدوس من مجد الى مجد ، اما الظن بان وصايا الله تحد من حريتنا فهذا ليس صحيح بل على العكس ان الوصايا تحفظنا فى الطريق وتقودنا لئلا نغرق فى برية وطوفان بحر العالم . وهل عندما نحيا بلا الوصية نكون سعداء فى البعد عن الله أم نتخبط ونعانى القلق وفقدان السلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22). ان الخطية تورث المرض والاكتئاب والعار ثم الهلاك الإبدى . وعندما نقترب من الله ونرجع اليه نسترد سلامنا الحقيقى ونفرح بالحياة فى رضاه ونسمع صوته الحلو {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم }(مت 11 : 28). ان توبتنا تفرح الله وملائكته {اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده . واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} لو 4:؛15-7.
ان الله يستطيع ان يشكلنا من جديد كاوآنى للكرامة والمجد ان أطعنا عمل نعمته فينا { ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع }(اف 2 : 7). وهذا ما بينه الله لارميا النبي قديما {الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. قم انزل الى بيت الفخاري و هناك اسمعك كلامي. فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه. فصار الي كلام الرب قائلا. اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي {ار1:18-6. واضح هنا ان إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا. رأي إرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. {هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه}سير29:38.
أن الفخاري لا يلهو أو يلعب بالطين ، إنما يعمل في جدية عملاً هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الفخاري الأعظم هى موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ان الفخاري يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك. ليشكل منه كما يليق به ، اننا أغلى وأثمن لدى الله من هذه الأواني الفخاريه بكثير جداً .
وعندما يفسد الوعاء سواء عن جهل او ارادة او رغبة منا وعصيان للفخاري الاعظم فانه يدعونا للتوبة والرجوع { فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء و اصلحوا طرقكم و اعمالكم (ار 18 : 11). لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ لان الأمر يختص بآنية حية تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول {ففسد الوعاء الذي كان يصنعه} احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، فيكون فسادك نتيجة لخطأك وبحريتك. (من منتدى ام السمائيين والارضيين). خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادته ، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الله نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء، إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معاً ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: "بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ (رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية، أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئاً. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله.
حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نثبت في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20). والله الذى عمل فى الرسولين القديسين سمعان بطرس ومع شاول بولس ومع مريم المجدلية والمرأة السامرية ، يستطيع ان مع كل واحد وواحدة منا لنكون أوانى للكرامة والمجد {لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح }(1بط 1 : 7).
عطشت اليك نفسي
يا اله المحبة وضابط الكل الذى يسعى لخلاص جنس البشر ، انت تحبنا وتريد ان نحيا فى صداقة ومحبة متبادلة معك ، وانت دائما تبادر فى السعي لاعلان محبتك الإلهية لنا رغم عدم استحقاقنا لكن لانك أب صالح نأتى اليك ياله الرحمة ورب كل عزاء قارعين باب تحننك فهب لنا ياغنياً بالمراحم البرء من خطايانا من كنوز أدويتك .
يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ، متى اجيء و اتراءى قدامك ، انت قادر ان تعد كل نفس منا لتكون آنية كرامة ومجد يوم مجئيك الثانى المهوب المملوء مجداً لتجازى كل واحداً كنحو أعماله . وانت قادران تمحوخطايانا كصالح ومحب البشر وتقودنا فى موكب نصرتك وتهب الرعاة والرعية حياة فاضلة تليق بابناء الله القديسين .
اننا نأتى اليك بكل ما فينا من عيوب وضعفات ونسألك ان تشكل فينا كما تحب وكما يليق بابناء الله القديسين فان كنا خطاة فبالتجارب نؤدب وانا كنا ابناء فالتجارب تنقينا وتهبنا النصرة . وها نحن أفراد وكنيسة بين يديك وانت الرحوم تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لمعالجة كل ضعف وكسل او تقصير لنعود اليك كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا عيب من أجل مجد أسمك القدوس.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
08 أكتوبر 2024
واعطنى الآن حكمة
البحث عن الحكمة ...
بحث المفكّرون منذ القدم عن الحكمة . وتميزت حضاراتنا الشرقية منذ أمد طويل بالحكماء. وكان الهدف من هذا البحث هو المعرفة ، وان يتصرف الناس بفطنة وحنكة لينجح الإنسان في حياته ، وتكون له المعرفة بالخالق والعالم والأخلاقيات والسلوك الحسن . واتخذت مساعي البحث عن الحكمة في بلاد اليونان قديماً منحىً نظريًا فلسفيًا للبحث في حقيقة وجوهر الأمور، وعندما أسبغ على سقراط لقب الحكيم أجاب : انه ليس حكيماً بل محباً للحكمة "فيلو " باليونانية محب ، " صوفيا " تعني الحكمة وفي العهد القديم نجد إن الحكمة صفة لله وهو وهب الحكمة ، وتميز رجال الاستقامة والصلاة ومحبة الله بالحكمة. فنجد أن يوسف الصدِّيق تميَّز بحكمة من الله جعلته يفسر أحلام فرعون وأحلام جميع عبيده فقال فرعون لعبيده : " هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك " تك 41 : 37 – 39 . كما تميز موسى النبي بالحكمة والحلم مهذبا أولا بحكمة المصريين ثم بالتأمل في حياته في البرية والصلة بالله ومعرفته لله . نما موسي النبي في الحكمة وأصبح مقتدراً في الأقوال والأعمال واستطاع أن يقود الشعب قديماً للتحرر من العبودية ، وقادهم في البرية بنعمة وحكمة من الله كما يقودنا الرب يسوع في برية هذا العالم عندما نطيعه ونسترشد بحكمته ونعمته ، ليعطينا حكمة ليست من هذا العالم ويصل بنا إلى السماء أما سليمان فطلب من الله عندما تراءى له الرب وسأله ماذا أعطيك فطلب سليمان الحكمة " فأعطني ألان حكمة ومعرفة لأخرج أمام هذا الشعب وادخل لان من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم . فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا أموالا ولا كرامةً ولا أنفس مبغضيك ولا سألت أياما كثيرة بل إنما سالت لنفسك حكمة ومعرفة بهما تحكم على شعبي الذي ملكتك عليه . قد أعطيك حكمة ومعرفة وأعطيك غنى وأموالا وكرامةً " 2 أخ 1 : 10-12 . وفاقت حكمة سليمان حكمة كل بني المشرق وحكمة كل مصر 1مل 5 : 9 هذه الحكمة تجلّت في حسن قيادته وتصريفه للأمور وفي تبصّره وتميّزه .
الحكمة المسيحية والفلسفة ....
الحكمة المسيحية تهدف إلى معرفة الله ، وصفاته وملكوته وخلقه للعالم ومخلوقاته والنفس البشرية والفضيلة والسلوك الحسن، والإيمان الذي يجعل الإنسان مميزاً للخير والشر سالكاً في وصايا الله . والفلسفة تهدف إلى تكوين رأي صحيح عن الكون وخالقه والنفس البشرية ومعايير الفضيلة عن طريق أعمال العقل والتفكير ، ومع اعتراف الفلسفة بمحدودية العقل فان الفلسفة لا تضاد ولا تناقض الحكمة المسيحية والوحي الإلهي ومع هذا فنحن لا نطمئن لكل رأي للمفكرين والفلاسفة ، بل يجب دراسة هذه الآراء لمعرفتها ، لان الناس ومنهم المفكرين والفلاسفة مختلفون باختلاف بيئتهم وملكاتهم الفكرية وتجاربهم وظروفهم الاجتماعية وثقافتهم السائدة واتجاهاتهم ، فان ذلك يودي إلى اختلاف النتائج التي يتوصلوا إليها في بحوثهم ولهذا يجب أن يكون لنا التميز والبصيرة الروحية للتمييز بين الحكمة والفلسفة التي تؤكد وجود الله ومحبته أوالتى تلحد به في غرور وكبرياء .
إننا كمسيحيين لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله ، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله والتي نتكلم بها أيضا لا بأقوال حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس ، لأنه من عرف فكر الرب فيُعلّمه أما نحن فلنا فكر المسيح . الحكمة المسيحية وديعة روحية مملوءة رحمةً وأثمارًا صالحة عديمة الريبة والرياء يع 3 : 17 .إننا بالوحي المقدس وبالإيمان بالله يكون لنا التمييز والمعرفة لنميز بين السفسطة والفلسفات الكاذبة وبين البحث الجاد للوصول للحقيقة والارتقاء بالفكر.
مصدر الحكمة الحقيقية...
الله هو كليّ الحكمة والمدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلم واهب الحكمة وهو الذي يعطي الإنسان قلباً قادرا على التمييز بين الخير والشر " عنده الحكمة والقدرة والمشورة والفهم " أي 12 : 13 وفي حثه لنا لاقتناء الحكمة يقدمها لنا ويطوِّب الساعين إليها " طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم لان تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص ، هي أثمن من اللآليء وكل الجواهر لا تساويها في يمينها طول الأيام وفي يسارها الغنى والمجد ، طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام . هي شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط " أم 3: 13 ،18،أم8: 11
والسيد المسيح هو اقنوم الحكمة المتجسد ،هو العقل الإلهى ، الذي يهب الحكمة للمؤمنين به الساعين إلى الكمال والحكمة والمعرفة ، وهو الذي دعانا أن نكون به حكماء ونتعلم منه " ملكة اليمن جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهودا أعظم من سليمان هاهنا " مت 12 : 42 . وقدّم الرب يسوع نفسه بان الحكمة التي كانت تنادي في العهد القديم من يريدها أن يأتي إليها ليرتوي " إن عطش احد فليقبل إلي ويشرب " يو 7 : 37 . ولنكتشف انه حكمة الله خالق العالم الذي به كل شيء كان وبغيره لم يكن شيء من كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نوراً للناس والنور أضاء في الظلمة. ويطالبنا الله أن نسير في النور والحكمة لهذا نجد الأشرار يسلكون في الظلام ويهربوا من النور لئلا توبخ أعمالهم والروح القدس هو روح الله واهب الحكمة والفهم والمشورة والمعرفة ومخافة الرب . الروح القدس يعطي الاستنارة لعيون أذهاننا وهو قائد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ومعطي الحكمة التي لا يستطيع العالم أن يقاومها أو ينقضها.
كونوا حكماء .....
انها دعوة الله لنا أن نكون حكماء ، وإذ نريد الحكمة ونجدّ في أثرها علينا أن نسلك بالحق والاستقامة ونجدّ حياة التوبة " أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحلّ في الجسد المسترق بالخطية " مك 1 : 14 . علينا أن نعرف الله ونحفظ وصاياه ونسلك بها " يا ابني إذا رغبت في الحكمة فأحفظ الوصايا فيهبها لك الرب " سير 1 : 33 ليست الحكمة علم الشر وحيث تكون مشورة الخطاة فليست هناك فطنه ، إننا إذ ابتعدنا عن الله وحكمته يظلم فكرنا " إن الذين أهملوا الحكمة لم ينحصر ظلمهم لأنفسهم بجهلهم الصلاح لكنهم خلفوا للناس ذكر حماقتهم بحيث لم يستطيعوا كتمان ما زلوا فيه " مك 10 : 8 التواضع والتعلم من المسيح وحياته وتعاليمه وممارسة أسرار الكنيسة في وداعة تمنح حكمة حتى للجهلاء " تأتي الكبرياء فيأتي الهوان ومع المتواضعين حكمة " أم 11 : 2 نعم إننا في وداعة وتواضع الأطفال المتكلين على أبيهم السماوي الطالبين عونه نأخذ منه حكمة " في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها ألآب ربّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال . نعم أيها الأب لأنه هكذا صارت المسرة أمامك كل شيء قد دفع إلي من أبي.
وليس احد يعرف الابن إلا الأب ولا احد يعرف الأب إلابن ومن أراد الابن أن يعلن له . تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني . لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هيّن وحملي خفيف " مت 11 : 25 – 29 إننا مطالبون بالصلاة الواثقة في محبة الله ، لنأخذ منه حكمة كيف نتكلم ونسلك في مختلف المواقف " فان كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة " يع 1 : 5،6 كلما كانت لنا مخافة لله ، ونكرمه كاب لنا ونظهر بنوتنا له بحرصنا على إرضائه " مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب " أم 1 : 7 .
إننا نتعلم من الحكماء والمعلمين الروحيين ومن كتب الآباء المتصفة بالروحانية والسلوك المستقيم وسير الآباء القديسين، فعندما سئل الأنبا انطونيوس الكبير عن ما هي أعظم الفضائل قال انه الإفراز أي التمييز والحكمة، ليعرف الإنسان ان يميز بين الخير والشر فالحكمة تتخلل كل فضيلة وسلوك لتجعله فاضلاً، الحكمة تجعلنا نسلك في اعتدال دون تطرف وأعمال الفكر وطلب العون من روح الله ، ليكون لنا دقة التعبير وسلامة التدبير وعدم التسرع ودراسة الأمور من جوانبها المختلفة ومعرفة آراء الدارسين والمرشدين للخروج بأفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة وإيجاد الوسائل السليمة لحل المشكلات إن التأمل والدراسة لمعرفة حقيقة الأشياء لا الأخذ بظواهرها مع طلب قيادة روح الله يجعلنا نسلك في حكمة " أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملآنة الأرض من غناك " مز 104 : 24 .
النجاح في الحياة العملية ....
إننا في بحثنا عن الحكمة وصلواتنا إلى الله من اجلها ، نسعى إلى تطبيق الحكمة في سلوكنا العملي ، وفي أقوالنا وتصرفاتنا لنصل إلى الحياة الناجحة التي ترضي الله وتجعلنا نوراً في العالم وملحاً في الأرض. فيكون لنا فطنة وتمييز في علاقتنا مع العالم والمجتمع وأنفسنا والله. وتكون لنا النظرة الفاحصة، نعرف التميز بين الغث من السّمين . لا نشترك في أعمال الظلمة . نعرف النفس البشرية ودوافع تصرفات الآخرين ونسلك بنا على معرفتنا وإيماننا في اعتدال وفي أدب وتواضع وبر ، ونستلهم من الكتاب المقدس كيف نسلك بحكمة من جهة كل احد " من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة ، ولكن إن كان لكم غيرة مُرّة وتحزّب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق . ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية ، لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء. وأما الحكمة التي من الله فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مملوءة رحمة وأثمار صالحة عديمة الريبة والرياء " يع 3 : 13 - 17 .
بالحكمة والتمييز نعرف متى نتكلم ومتى نصمت كما يعلمنا قداسة البابا شنودة الثالث المعلم الحكيم حسب الحكمة المعطاة له من الله ، وعندها نتكلم بكلام حكمة وعزاء ومنفعة للآخرين، نعرف متى نكون ودعاء نتعامل في طيبة قلب ، ومتى نكون حازمين في مواجهة الأخطاء. متى تكون الطيبة ليس مدعاة للتسيب والتراخي ، ومتى يكون الحزم والشدة ليس ضد الرحمة والحب ، إن الطبيب الماهر يعرف متي يستخدم العلاج والمسكنات ومتى يستخدم المشرط للبتر والاستئصال ، فالحياة الروحية ليس قوانين عمياء بل هي حياة روحية منقادة بالروح في محبة الله ، هدفها السعي إلى نقاوة القلب والقداسة والاتحاد والشركة مع الله لنصل إلى النجاح في الحياة والملكوت السماوي .
الحكمة تجعلنا نحيد عن التطرف ونسير باعتدال ، مما يبعدنا عن التطرّف اليميني والمغالاة في أمور نظنها حميدة ، أو بالتطرف يساراً بالاستسلام للكسل وحياة الرخاوة والخطية والهلاك الأبدي. الحكمة إذا سراج النفس الساعية للكمال للمعرفة والفضيلة. إن شاول أول ملوك إسرائيل اظلم عقله وفقد الحكمة ولم يصغ لصوت الطاعة فظنَّ انه بتقديم عمل جيد وهو ذبيحة لله يسلك بحكمة فهلك ونُزع منه الملك في تمييز وحكمة تعطى كل جوانب حياتك حقها ، أعطِ لروحك حقّها في الصّلاة والصوم ومحبة الله والفضيلة ، وأعطِ لعقلك حقّه في القراءة والاطلاع والتأمل ، ولجسدك حقه في التغذية والتقوية والنمو فلا يمرض ولا يتمرد عليك تعطي الله حقه في العبادة ، وللآخرين حقهم في الاحترام والتعاون ، ولأهلك حقهم في الخدمة والبذل ، ولنفسك حقها في النمو والخلاص. وللمجتمع والعمل حقه في الأمانة والأخلاص والسعى لراحة الأخرين وأسعادهم فى حكمة ودون تصارع أو منافسة غير شريفة.
يجب أن نحترس من حكمة أهل العالم ووسائلهم التي تتميز بالمكر والدهاء والكذب أو الخداع والبعد عن الله ، كما خدعت الحية قديما أبوينا " تكونان كالله عارفين الخير والشر " تك 2 : 5 ، " فقد توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت " أم 14 : 12 . لقد سلكت الملكة إيزابيل قديما طريق المكر والكذب لكي ينال زوجها حقل نابوت اليزرعيلي فدبرت حيلة استولى بها على الحقل وادعت كذبا انه جدَّف على الرب ، فتمّ رجم نابوت ظلماً فجاءها صوت الرب على يد إيليا النبي بالهلاك لها ولزوجها ( أمل 21 : 5 – 15 ) . إن العالم في حكمته المرضية لم يعرف ، فصلب رب المجد. واما الرب يسوع المسيح فانه بتواضعه وبذله خلّص العالم بجهالة الصليب فلنفحص أفكارنا ونتوب عن خطايانا وأخطائنا ونطلب في إيمان حكمة من الله ، لنعرف كيف نسلك بتدقيق كحكماء وليس في جهل مفتدين الوقت لان الأيام شريرة " لا تشاكلوا هذا الدهر . بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة " رو 12 : 2 لا نكون حكماء عند أنفسنا بل حكمتنا هي من الله وقيادة روحه القدوس واهب الحكمة للجهلاء ومقوّي الضعفاء ورافع البائسين ، محرّر المأسورين ، والذي يقودنا في كل حين في موكب نصرته .
هبنا حكمة ونعمة
البركة والمجد والكرامة لك يــــــــا رب
الحكمة والقدرة والبركة لألهنــــــــــــــا
المدخر فيه كل كنوز الحكمة والعلــــــم
معطي الحكمة للمتواضعين والودعـــــاء
هبنا الحكمة من عندك يا أبا الأنـــــــوار
وأعطنا قلبا حكيمًا لمعرفة وصايــــــــاك
لنسلك في أحكامك باســـتقامة وبـــــــــر
روحك القدوس يمنحنا الحكمة والإفـراز
لنعرف الأشياء الموهـــــوبة لنــــا منك
ونســــــــير كأبناء النــــــــور والـــحق
حررنـــــا مــــن أخطــــــائنا وخطايانا
لنتصــــــــرف حسنا في وداعة الحكمة
وتكـــــون لنــــــــــــــا الثمار الصالحة
والقداســــــــــة ونقـــــــــاوة القلــــــب
بهما نحيـــــــا معـــــك ونعايــن مجدك
القمص افرايم الأنبا بيشوى
المزيد
01 أكتوبر 2024
حديث المحبة بين الإنسان والله
لى اسرة صديقة سافر ابنهم الى أمريكا وبُعد عن أسرته واهله وتأثر الاهل كثيرا بسفر ابنهم البكر الذى كان يملأ جنبات البيت بالمحبة وحتى الضجيج والصياح والاهتمام والافراح والسعادة . انه ابنهم وفلذة كبدهم ولقد اشترت الاسرة كمبيوتر لتتواصل مع ابنها الغائب كبقية الاسر التى تعانى غياب ابنائها بعيدا ، ولكن الابن مع زحمة الاحداث أوالعمل او لظروف لا نعرفها اصبح لا يتصل باهله الا نادرا وكم تاثرت لدموع اهله وصلواتهم من اجله . لقد نقلتنى ظروف هذه الاسرة الى علاقتنا بالله الاب الصالح وحديثنا المتبادل معه { فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه }(مت 7 : 11). الله الذى شبه نفسه بالام الحنون { كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا } (اش 66 : 13).
كم يريد الله ان نتحدث اليه ونحكى معه همومنا وامالنا ، احزاننا وافراحنا؟. كم يريد ان نسكب قلوبنا ومشاعرنا وصلواتنا نحوه لا كفرض وواجب ولكن كحب غامر ؟ كابناء يتحدثوا مع ابيهم الصالح أو كبنت تفتح قلبها وتصادق أمها هكذا يناجينا الله قائلا رغم بعدنا وخطايانا. انه يريد ان نتفاهم معه ونسمعه صوتنا ويسمع اصواتنا {هلم نتحاجج يقول الرب ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف} (اش 1 : 18). انه كاب يريد ان يزيح عن قلوبنا ثقل الخطية ويبيض صفحات ماضينا السوداء ويهبنا سلام المحبة والمصالحه معه { ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18).
تعثرنا فى البعد عن الله ..
اننا فى البعد عن الله وعدم الحديث معه او معرفتنا لارادته نتعثر لاننا نبتعد عن مرجعيتنا الصادقة وعن يقظة الضمير وارشاد روح الله القدوس وعن مصدر السلام والسعادة فنفوسنا المخلوقة على صورة الله لن تجد راحة الا فيه { يا بني اصغ الى كلامي امل اذنك الى اقوالي} (ام 4 : 20). { يا ابني احفظ كلامي واذخر وصاياي عندك} (ام 7 : 1). لقد تعثر شعب الله قديما وعبدوا الاوثان وعاشوا لشهواتهم واعتمدوا فى الخلاص من الاعداء على التحالف مع الاشوريين أو على قوة جيش مصر بمركباته والتحالف معه فكان ذلك مصدر حزن لله الغيور على شعبه الذى يريد منا ان نثق فيه ونلتجأ اليه والذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون . لقد عاتب الله قديما شعبه كما يخاطبنا اليوم بالرجوع اليه والحديث معه والاتكال عليه وهو يشفى ارتدادنا ويعلن لنا محبته الابوية { ارجع يا اسرائيل الى الرب الهك لانك قد تعثرت باثمك. خذوا معكم كلاما وارجعوا الى الرب قولوا له ارفع كل اثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا. لا يخلصنا اشور لا نركب على الخيل ولا نقول ايضا لعمل ايدينا الهتنا، انه بك يرحم اليتيم. انا اشفي ارتدادهم احبهم فضلا لان غضبي قد ارتد عنه} (هو 1:14-4). فان كانت هذه دعوة الله فى العهد القديم فكيف لنا كابناء العهد الجديد وغنى نعمة الله ان نحيا فى الاثام والله يدعونا للرجوع اليه مقدمين صلواتنا كذبائح مقدسة { فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية }(رو 12 : 1).
اننا نتقدم اليك يا الهنا وقلوبنا مملوة محبة وافواهنا شكرا وتسبيحا ، نعترف لك { وان تكن اثامنا تشهد علينا يا رب فاعمل لاجل اسمك لان معاصينا كثرت اليك اخطانا }(ار 14 : 7) . من اجل اسمك القدوس الذى دُعى علينا يا سيد اصفح عن ذنوبنا وخطايانا وارحمنا وخلص شعبك مباركا كنيستك جاعلا ايها تسبحةً ونوراً فى وسط الارض لكى نحبك ونعرفك ويعلن مجدك فى كل الارض { لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد }(ار 31 : 34). يا سيد اصفح عن اثامنا ولا تذكر خطايانا ولتدركنا رحمتك كل الايام .
ياتى ويخلصكم ...
اننا نثق فى وعود الله الصادقة والامينة { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20). وحتى ان كان لنا فى العالم ضيق فنحن نثق انك نعم الرفيق وانه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). فلتتشدد قلوبنا ولا نخاف بل لنطرح مخاوفنا وقلقنا سواء على حاضرنا أو مستقبل بلادنا واولادنا او حتى قلقنا على مستقبلنا الابدى لدى الاب السماوى بالصلاة والدعاء والشكر ولنتقوى فى الإيمان { قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم ، الانتقام ياتي جزاء الله ، هو ياتي ويخلصكم }(اش 35 : 4). ولنسبح الله القدوس العامل عبر التاريخ والاحداث من اجل خلاص ونجاة شعبه من كل ضيقة ونهتف مع الثلاثة فتية القديسين { باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار} (دا 3 : 88). ولندعو الرب فهو قريب ولنصلى اليه وهو كاب صالح يستجيب {انا دعوتك لانك تستجيب لي يا الله امل اذنك الي، اسمع كلامي} (مز 17 : 6). فلناتى الي الله ونرفع شكوانا اليه ونصلى له من كل القلب ونستمع الى كلامه نطيع وصاياه وهو يريحنا ويعلمنا ويهبنا حكمة وقوة ورجاء ولنسمع صوته القائل { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف} (مت 28:11-30).
القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
26 أغسطس 2024
التوبة والرجوع إلى الله - مفهوم التوبة وأهميتها
مفهوم التوبة..
التوبة هى عودة الإنسان الخاطئ إلى الله بعزم قلب وإرادة صادق واقلاعه عن الخطية وعدم الرجوع إليها وتحرره من العبودية للخطية والشيطان وأعماله. لغوياً فى اللغة العربية، ثاب أي عاد إلى ثوابه أو رشده. فالابن الضال عندما تاب قيل عنه { رجع إلى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك} (لو 15 : 17- 18) أما التوبة في اللغة اليونانية، في مأخوذة من كلمتين " ميتا" أي تغيير و"نوس". اي العقل فمعناها ( ميتانيا) اي تغيير الذهن والفكر والسلوك اي التغيير في فكر الانسان وسلوكه وحياته. فيكون لنا فكر المسيح المقدس والإيمان المستقيم العامل بالمحبة.
التوبة تحمل معاني الندم على العيش بعيدا عن الله والإصرار على عدم العودة إلى الخطية. قد يخطئ الانسان عن جهل او عدم حرص او تهاون او بحيل الشيطان أو بمصادقة الأشرار وتفتقده النعمة ويستيقظ من غفلته وتهاونه وكسله فيعود الى الله الذى يدعونا للتوبة كأب صالح { ارجعوا اليٌ ، أرجع إليكم } (ملا 7:3 ). التغيير يبدأ فى حياة النائب برفض المشاعر والسلوك والعلاقات الخاطئة ويعمل على إصلاح ما أفسده ويسير مع الله فى اصرار على عدم الرجوع الى الخطية، وهذا ما راينا فى حياة قدّيسي التوبة كداود النبي والقديس اغسطينوس ومريم المصرية وغيرهم ، الذين تابوا ولم يعودا الى الخطية مرة أخرى وقاوموا حتى الدم مجاهدين ضدّها.
التوبة تمحو الخطايا .. يقدم الله العلاج للخطية في الإيمان به وبخلاصة وعمل روحه القدوس فينا الذي يبكّتنا على الخطية ويحثنا على عمل البر ويدفعنا إلى الرجوع إليه { هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف }(إش 1 : 18). وكما دعانا الرسل القديسين { فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب }(اع 3 : 19). التوبة لازمة لكل واحد وواحدة منا لأنه من منا بلا خطية ولو كانت حياته أيام قليلة على الأرض {الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد }(رو 3 : 12). وعندما أخبروا السيد المسيح عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس وهم يقدمون الذبائح لله { فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو 1:13-5).
التوبة تغيير يتم بعمل النعمة واستجابة الخاطئ .. وهذا التغيير يحصل بالوعي والارادة والاصرار على الإصلاح والتغيير والندم على الخطأ وبقوة وعمل النعمة فينا لكي نتغير ونتحرر من سلطان ابليس { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من أجل المسرة }(في 2:13). الله يدعونا إلى التوبة ويفتقدنا بنعمة لنرجع ويمهد لنا الطريق للرجوع ثم يقبل توبتنا ويفرح برجوعنا . الله يريدنا أن نعود إليه، ويستقبلنا بالفرح ، ويرد الخاطئ إلى مكانته الأولى {فقال الأب لعبيده: أخرِجوا الحُلَّة الأولى وألبِسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رِجليه، وقدموا العِجل المُسَمن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح}(لو15: 22-23). كأبناء لله يريد لنا الخلاص {الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) {أنا أنا هو الماحي ذُنوبَكَ لأجل نفسي، وخطاياكَ لا أذكُرُها} (إش 43: 25). {قد مَحَوتُ كغَيمٍ ذُنوبَكَ وكسحابة خطاياكَ. اِرجِع إليَّ لأني فدَيتُكَ} (إش22:44). لأن الله صالح ورحوم يعد بالغفران للراجعين إليه { فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في برّه الذي عمل يحيا. هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا. واذا رجع البارّ عن بره وعمل إثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير افيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي اخطا بها يموت} (حز 21:18-24). التوبة الحقيقية هي عودة من خدمة الشيطان وحياة الخطية والنجاسة الى الاحضان الابوية والبنوّة لله.
التوبة إعلان لرحمة الله التوبة تظهر محبة الله للخطاة وسعيه لخلاص الانسان من أجل هذا قال أحد القديسين : ( إن الله لا يسألنا لماذا أخطأنا ولكن يسألنا لماذا لم تتوبوا ؟). لقد رأينا كيف ان التوبة استطاعت ان تمنع حكم الله بالهلاك على أهل مدينة نينوى { فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي و قيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك.فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 5:30-19). وعندما أخطأ داود النبي وتاب الله الله معترفًا بخطئه غفر له الله { فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت} (2 صم 12 : 13).
نتائج الخطية المهلكة عندما ندرك نتيجة الخطية المهلكة لابد ان نتوب ولا نعود نخطئ بعد. ان الخطية ضعف وانهزام وعدم ضبط للنفس وهى موجهة ضد الله فهي كسر وتعدً وعصيان وصاياه وهي موت أدبي وانفصال عن الله القدوس كما أنها تفقد الانسان سلامه { اما الاشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع ان يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا. ليس سلام قال إلهي للاشرار} (اش 57 : 20-21). ان الخطية تقود للحزن والكآبة واليأس وسوء العلاقات بين الناس وتجلب الأمراض والعار { البر يرفع شأن الامة وعار الشعوب الخطية }(ام 14 : 34). وبالنظر الى مدمني الخمور والمخدرات والشهوات حولنا وكم تحط الخطية من قدرهم وتعبث بحاضرهم ومستقبلهم بالاضافة الى الهلاك الابدي فإننا ندرك إلى نتائج سيئة تقود إليها الخطية.
توبني يارب فاتوب
أيها الرب الإله الداعي الجميع الي التوبة وحياة الإيمان العامل بالمحبة، أنت هو الإله المحب الذي يصفح عن الخطايا والذنوب والذي يسعى لخلاص ونجاة كل أحد، وتعاملنا باللطف طول الأناة والصبر وتجذبنا بربط المحبة وتغدق علينا من خيراتك وتسمح أن نتعرض للضيقات والتجارب لنتنقى ونرجع إليك فترحمنا.
يا يسوع المسيح الإله المتجسد لأجل خلاصنا، الذي بذل ذاته علي الصليب كفارة لخطايانا ونجاتنا من طوفان العالم الشرير، توبني يارب فاتوب وأغفر لي الخطايا والذنوب وكما قبلت توبة العشار والمرأة الخاطئة اقبلني اليك. فقد جئت إليك في الساعة الحادية عشر واثقاً في رحمتك فاقبلي كاللص اليمين متى جئت فى ملكوتك.
يا روح الله القدوس، العامل فى الأنبياء والرسل، الخالق والعامل في توبة الخطاة, بكتنا علي الخطية لنتوب وحثنا علي عمل البر والخير لنعوض سنين وأيام أكلها الجراد، قلباً نقياً أخلقه فينا يا الله وروحاً مستقيماً جدده في أحشائنا لكي لا يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك، أمين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد