القمص افرايم الانبا بيشوى

Large image

من أبتاء دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون

المقالات (82)

17 يونيو 2024

عيد حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة وقيادتها

الروح القدس الرب المحيي ونحن نحتفل بعيد حلول الروح القدس على الرسل الأطهار فنحن نحتفل بعيد تأسيس كنيسة العهد الجديد وقيادتها لنشر رسالة الخلاص من اورشليم الى أقصي الارض كوعد السيد المسيح له المجد { و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. و انتم شهود لذلك، و ها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي} لو 46:24-49. { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض} أع 8:1. أنه عيد عظيم نحتفل فيه بالرب المحيي الذين قاد الكنيسة عبر العصور ويقودنا نحن ايضا كاعضاء مؤمنة في كنيسة المسيح مانحا لنا نعم البنوة لله وغفران الخطايا { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14).الروح القدس هو الذى يهبنا الأستنارة و القوة والحكمة والتقديس والنعمة ليكون لنا الثمر والحياة الروحية العاملة بالمحبة ثم يقيمنا فى اليوم الأخير ان الله من اجل ابوته الحانية لنا يريد ان يقيمنا له ابناء وبنات بالتبنى ومن اجل عظيم محبته لم يجد شئ أعظم يعلن به محبته لنا سوى ان يأتى الينا متجسداً { و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا }(يو 1 : 14) . وصار لنا به الفداء بدمه غفران للخطايا { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يو 3 : 16) ولما كان يريد ان يهبنا كل شئ للتقوى والفضيلة فانه أعطانا روحه القدوس { محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5:5).{ بهذا نعرف اننا نثبت فيه و هو فينا انه قد اعطانا من روحه }(1يو 4 : 13) الروح القدس هو روح الله القدوس { و لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء }(اف 4 : 30) هو الله { الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي ان يسجدوا } (يو4: 24). فاقنوم الروح القدس هو اقنوم الحياة ومعطيها { ترسل روحك فتخلق و تجدد وجه الارض} (مز 104 : 30) وهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان او يحده ، هو ينبوع النعم الإلهية ، ومنذ بدء الخليقة كان روح الله يرف على وجه المياة ليعطى حياة { و روح الله يرف على وجه المياه (تك 1 : 2) هو {روح الرب}(اش11: 2) { روح السيد الرب} (اش61: 1). {روح الرب صنعنى}(أي33: 4). وقال حزقيال النبى {وحل على روح الرب وقال لي} (خر11: 5). وقال القديس بطرس في توبيخ ما فعله حنانيا وسفيره " ما بالكما قد اتفقتما على تجربة روح الرب" (أع5: 9). وهو " روح الحق" (يو14: 17). وقال عنه السيد المسيح روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26). وقال أيضاً {متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق}(يو16: 13) إن الروح القدس واحد مع الآب والأبن. وفي ذلك يقول الرب لرسله القديسين {تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس}(أع28: 19) ولاحظوا هنا أنه يقول " باسم " وليس باسماء. {فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد}(1يو5: 7 ). الروح القدس هو " روح الحياة" (رو8: 2).وكما نصلى فى قانون الإيمان ونقول ( الروح القدس ، الرب المحيي ) أنه هو الذي يحيى الموتى (حز37: 9، 10). ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتي ويقيهم، إلا الله وحده. الروح القدس هو أقنوم الحياة. هو مصدر الحياة في العالم كله، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء، أو الحياة مع الله. أنه مصدر الوحى. {لأنه لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس } (2بط1: 21). تأسيس الكنيسة وقيادتها بالروح القدس .. كان يوم الخمسين هو عيد الحصاد فى العهد القديم ، أو عيد الخمسين ، عيداً يجتمع فيه من يستطيع من اليهود والدخلاء من كل الأمم شاكرين الله على عمل الله معهم وعلى حصاد الحنطة وفيه كان الرسل منتظرين موعد الأب ليذهبوا ويجمعوا حصاد النفوس المؤمنة ليقربوها قرباناً لله { و لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. و صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة و ملا كل البيت حيث كانوا جالسين.و ظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم. و امتلا الجميع من الروح القدس و ابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا. و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم. فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور و تحيروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته}أع 1:2-6 حل الروح القدس كهبوب ريح ونار استقرت على كل منهم . الريح تعني انه يهبنا القوة التى تحركنا وتقودنا والنار لتحرق الخطايا وتهبنا الحرارة الروحية فى الصلاة والتوبة والخدمة ، وكان الأثر المباشر لحلوله انه أعطاهم ان يتكلموا بلغات اخرى يبشروا بها { فبهت الجميع و تعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين. فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها. فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا. و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء. كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله} أع 7:2-11. لقد قاد الروح القدس الاباء الرسل ووحد المؤمنين وعلمهم وعزاهم { و اما الكنائس في جميع اليهودية و الجليل و السامرة فكان لها سلام و كانت تبنى و تسير في خوف الرب و بتعزية الروح القدس كانت تتكاثر} (اع 9 : 31) لقد أخذ الرسل قوة من الروح القدس ليبشروا ويصنعوا الأشفية والعجائب . وعندما شفى القديس بطرس ويوحنا الرجل المقعد عند باب الهيكل واتوا بهم ليحاكموهم { حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس و قال لهم يا رؤساء الشعب و شيوخ اسرائيل.ان كنا نفحص اليوم عن احسان الى انسان سقيم بماذا شفي هذا. فليكن معلوما عند جميعكم و جميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات بذاك وقف هذا امامكم صحيحا.هذا هو الحجر الذي احتقرتموه ايها البناؤون الذي صار راس الزاوية.و ليس باحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص} أع 8:4-12. الروح القدس هو الذى قاد الرسل لقبول الامم فى الأيمان المسيحى ففى ارسال بطرس الرسول لكرنيليوس وهو قائد مئة يونانى { قال لي الروح ان اذهب معهم غير مرتاب في شيء و ذهب معي ايضا هؤلاء الاخوة الستة فدخلنا بيت الرجل .. فلما ابتدات اتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا ايضا في البداءة ، فتذكرت كلام الرب كيف قال ان يوحنا عمد بماء و اما انتم فستعمدون بالروح القدس (اع 11 :12، 15- 16).الروح القدس هو الذى دعا الرسل لاختيار بولس وبرنابا للخدمة وهو الذى قادهم فى العمل { و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية و من هناك سافرا في البحر الى قبرس (اع 13 : 2، 4).وفى قرار المجمع الرسولى الأول فى اورشليم لقبول الأمم فى الإيمان نري قيادة الروح القدس للكنيسة { لانه قد راى الروح القدس و نحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة. ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام و عن الدم و المخنوق و الزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين}أع28:15-29. لقد كانت الكنيسة فى عصر الرسل قوية وفاعلة وبلغت رسالتها لكل العالم لانها كانت كنيسة منقادة بروح الله على المستوى الفردى والجماعى ، وكان لها القلب الواحد والفكرالواحد { و كانوا يواظبون على تعليم الرسل و الشركة و كسر الخبز و الصلوات} (اع 2 : 42) { و كان لجمهور الذين امنوا قلب واحد و نفس واحدة و لم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا }(اع 4 : 32). الروح القدس وعمله فينا .. ان الله هو أمس واليوم والي الأبد ، يريد ان يهبنا نعمة روحة القدوس وثماره ومواهبه فى حياتنا ولهذا نصلى { و انا اقول لكم اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم.لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له. فمن منكم و هو اب يساله ابنه خبزا افيعطيه حجرا او سمكة افيعطيه حية بدل السمكة. او اذا ساله بيضة افيعطيه عقربا.فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه لو 9:11-13. الله يريد ان الكل يخلصون والي معرفة الحق يُقبلون ، يريد منا ان ننقاد بالروح عاملين مشيئتة الصالحة و ان لا نعيش لشهوات الجسد بل ننقاد كما الرسل بالروح { فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد.لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه } رو 12.8-17. فهل نحن ننقاد لتبكيت الروح القدس للتوبة ونفعل ما يحثنا عليه من بر وخير ؟ ان الروح القدس يعمل من خلال الكنيسة واسرارها لتقديس أعضائها جاذباً اياهم للأيمان من كل أمة ولسان وجنس ، فيصيروا ابناء لله بالمعمودية ليولدوا من فوق { اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله.قال له نيقوديموس كيف يمكن الانسان ان يولد و هو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية و يولد.اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح}يو 3:3-6. وهو الذى يقدسهم بالمسحة المقدسة وينعم عليهم بغفران خطاياهم بالتوبة والاعتراف مقدساً اياهم التناول فى توبة وتواضع ، ويشفى امراض نفوسنا واجسادنا وارواحنا بمسحة المرضى وهذا يقدس الزوجين ليصيرا جسدا واحداً فى كنيسة المسيح المقدسة ويهب السلطان لممارسة الاسرار فى سر الكهنوت الروح القدس هو نبع لا ينضب من الشبع والتقديس والفرح والسلام للمؤمنين وهو يريد ان يهبنا كل شئ بغنى { لاني اسكب ماء على العطشان و سيولا على اليابسة اسكب روحي على نسلك و بركتي على ذريتك} (اش 44 : 3) وهذا ما دعانا اليه السيد الرب يسوع المسيح { و في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي و يشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي.قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه} يو 37:7-39.كما أخرج الرب قديما للشعب فى عطشه ماء من الصخرة هو قادر وسط صحراء الحياة القاحلة ان يهبنا شبعاً وارتواء ليس من أبار العالم المشققة بل من روحة القدوس انه ارتواء لا من غنى العالم وملذاته بل يحل ملكوت الله داخلنا فنتعزى ونتمتع بثمار الروح . ونقدم ذواتنا أوانى مقدسة لروح الله صارخين مع داود النبى { قلبا نقيا اخلق في يا الله و روحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10). فيحل الله بالإيمان فينا { اما تعلمون انكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم (1كو 3 : 16) ونتقدس بفعل روحه القدوس اذ يشترك معنا فى كل عمل صالح ، وبقدر ما ننقاد لروح الله ونساله الأرشاد والحكمة والنعمة يهبنا من مواهبه وثمارة من أجل بنيان نفوسنا والإخرين فيكون لنا فكر المسيح . نحمل صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الذى يقودنا فى الطريق وحتى ينقلنا الى الفردوس وملكوته السماوى فان الروح القدس سيقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { و ان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم}. (رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر حياتنا الروحية و نموّها المستمر، إلى أن يصل المؤمن الي السماء وينال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله. اليك نصلى يالله القدوس.. روحك القدوس يارب الذى أرسلته على تلاميذك القديسين ورُرسلك المُكرمين .. هذا لا تنزعه منا أيها الصالح ، لكن جدده فى أحشائنا، روحاً مستقيماً ومُحيياً ، روح النبوة والعفة ، روح القداسة والعدالة والتدبير ، لانك انت هو ضياء نفوسنا وحياتنا وقداستنا .. قلباً نقياً أخلق في يالله وروحاً مستقيماً جدده فى أحشائي ، لا تطرحنا من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه منا ، انظر الينا بعين الرحمة يا اله ابائنا لا تتركنا ولا تسلمنا لايدي أعدائنا . وكما كنت مع الرسل القديسين كن مع كنيستك وشعبك وامنحنا سلامك وخلص نفوسنا . ياروح الله القدوس ، الينبوع الحي المُروي ، أروي ظمأ نفوسنا للمحبة والفرح والسلام ، وأمنحنا الإيمان الواثق بعملك فى نفوسنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا لنحيا فى سلام وأمن ونعيش على رجاء القيامة ومكأفاة الأبرار . أقم الساقطين وثبت القائمين ورد سبى أفكارنا وابنائك وبناتك لتفرح الأم الكنيسة وبنيها بعملك فيها وتتقدس كل نفسك جاذباً ايها الى شبكة المحبة الإلهية . ياروح الله القدوس الهمنا الحكمة والأفراز والتمييز لنسلك كحكماء مفتدين الوقت فى الأيام الصعبة ، هبنا حكمة لنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا . وهبنا نعمة امامك لنصنع ارادتك المقدسة كل حين وامنحنا وداعة لنسلك بضمير صالح ومحبة بغير رياء ورجاء ثابت فى دروب الحياة ولنكن مستعدين ليوم الدينونة كابناء وبنات صالحين منقادين بك نحو الابدية السعيدة ، أمين . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
20 مايو 2024

قيامة المسيح ونتائجها فى حياتنا

المسيح قام بالحقيقة قام . "المسيح قام"هى تحية كل مؤمن لغيره طوال فترة الخماسين المقدسة، وهم يردون التحية قائلين " بالحقيقة قام" التجسد الإلهى يصل الى غايته والهدف منه فى القيامة المجيدة، التى هى إنتصار على الشيطان والموت مات المسيح من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، لكى ما يقيمنا لنكون معه فى السماء. قام السيد المسيح وبرهن على قيامته المجيدة بالعديد من الظهورات والاحداث والنتائج وهذا ما اكد عليه القديس بولس الرسول { ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم. اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان ايضا قيامة الاموات. لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 14:15-22). أهنئكم أحبائى بعيد القيامة المجيد، حجر الزاوية فى إيماننا المقدس، وارجو لكم حياة الايمان الواثق والسلام الكامل والفرح فى كل الظروف والقوة التى تغلب الخوف والضعف والشيطان والموت . ان هذا الإيمان الواثق بالحياة الابدية والمكأفات السمائية هو أول نتائج القيامة فى حياة المؤمنين بالمسيح. وكما قام السيد المسيح وصعد الى السماء هكذا ودعنا على رجاء القيامة أبينا وسيدنا ومعلمنا " قداسة البابا شنوده الثالث" الى السماء ليغيب عنا فى عيد القيامة بالجسد لاول مرة منذ أربعين عاما ونحن الذين احببنا ان نسمعه ونصلى معه كل عيد، لكننا نعلم انه هناك يصلى ويحيا فى السماء فرحاً وفى قيامة دائمة كقديس حى فى السماء الى ان تقوم الاجساد فى اليوم الاخير كما أكد رئيس إيماننا الرب يسوع المسيح { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} لو37:20-38. وكمال قال قداسة البابا : ( هناك أرواح كبيرة، فوق المستوى الجسدى والنفسى والمادى. هذه الارواح الكبيرة، حتى بعد موتها يأتمنها الله على مهمات معينة تقوم بها على الارض. كما يحدث بالنسبة الى بعض القديسين، يرسلهم الله الى الارض لكى يبلغوا رسالة خاصة،أو ان يقوموا بمعجزة شفاء، أو تقديم معونة معينة لشخص ما أو لمجموعة من الناس).اننا نثق ان روحكم الكبيرة يا قداسة البابا ومحبتكم لكنيستكم تجعل الله يأتمنكم لاداء هذا الدور والصلاة من أجل الكنيسة وبلادنا ومستقبلها وأستقرارها وسلامها . ظهورات السيد المسيح بعد القيامة لقد استحقت "مريم المجدلية " بأمانتها الداخلية العجيبة. ان تكون حاملة بشرى القيامة للتلاميذ والرسل. لقد جاءت إلى القبر مع المريمات والليل باقٍ، مدفوعين بمحبتهم للسيد الرب . وكانت مريم المجدلية أول أول من رأى الحجر مرفوعًا عن القبر. لقد أراد الرب أن تشهد بأن المسيح رافع خطية العالم قد قام. بعث السيد المسيح برسالة الفرح والسلام والانتصار مع المجدلية إلى تلاميذه الذين تركوه عند القبض عليه ولم يرافقوه حتى الصليب. لم يشر إلى كلمة عتاب واحدة، وكأنه قد أرسل إليهم يقول: "إني أغفر وأنسى " ارسل المجدلية معلنا شوقه للاتحاد بهم، ثم ظهر لهم ليعيد لهم الرجاء المفقود والايمان الموعود والفرح المعهود ويعلن اتحاده بهم بلا قيود. السيد المسيح قد تألم وقام لأجلنا لكي يقيمنا أحباء له "وظهر لتلميذى عمواس" فى الطريق مرافقاً لهما ومبيناً كل ما جاء عنه { كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده.ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب} لو26:24-27. فإنه إذ قام اعطانا ان نقوم معه ونكون اصدقاء له ليلهب قلوبنا بمحبته وهو يشتاق أن يهبنا حياته المقامة. نراه يقترب من تلميذي عمواس، ويمشي معهما، ويحاورهما بلطف، ويلهب قلبيهما بمحبته، ويفتح بصيرتهما للتعرف عليه. إذ كانت أعينهما قد أمسكت عن معرفته، لكنه تقدم بنفسه إليهما ليبدأ الحديث معهما، وسألهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟". فإن كان السيد قد تألم وصلب فالموت لم يفصله عن تلاميذه، وإن كان قد قام فقيامته لم تبعد به عنهم. بل لكي يقترب إلينا ويبادرنا بالحب، مشتاقًا أن يدخل معنا في حوار، لكي يقدم ذاته لنا، فتنفتح أعيننا لمعاينته وقلوبنا لسكناه فينا. إن قصة لقاء السيد المسيح بتلميذي عمواس اللذين أُمسكت أعينهما عن معرفته هي قصة كل إنسان روحي، يرافقه الرب كل الطريق، ويقوده بنفسه، ويلهب قلبه، ويكشف له أسرار إنجيله، ويعلن له قيامته، ويفتح بصيرته لكي يعاينه ويفرح به. قيامة الرب في أول الأسبوع،باكر الاحد، كانت بمثابة بداية جديدة للبشرية في علاقتها بالرب، إذ صار لها حق الحياة المقامة في الرب، لتعيش في سبتٍ جديدٍ فريدٍ هو راحة الحياة الجديدة في الرب والمُقامة معه والشركة مع المسيح المقام. ثم ظهر "للتلاميذ " فى العلية والابواب مغلقة { ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. و لما قال هذا اراهم يديه و جنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا.}( يو19:20-21 ). تحدث المسيح القائم من الأموات مع التلاميذ، فأعطاهم سلامًا جديدًا فائقًا، وتحدث معهم واراهم جراحاته التي في يديه وجنبه، فوهبهم فرحًا فريدًا بحضرته في وسطهم. أراهم يديه وجنبه ليطمئنوا أنه يسوع المصلوب نفسه بذات الجسد. لقد ترك آثار الجراحات شهادة حية لقيامته، وتبقى هذه الجراحات في الأبدية مصدر فرح ومجد، كعلامة حب إلهي عجيب لا ينقطع لخلاص البشرية. لقد وضع حجابًا على بهاء مجد جسده القائم من الأموات حتى يمكنهم معاينته والتحدث معه. يبقى السيد المسيح يبسط يديه ويكشف عن جنبه ويحتضننا بحبه ويروينا من ينبوع دمه العجيب، فنعلم أنه مادام هو حي فنحن بصليبه أحياء. لن يقدر الموت أن يحطمنا. جراحات صليبه هي لغة الحب القادرة أن تنزع منا الخوف من العالم، وتهبنا فرحًا داخليًا فائقًا.إنه دومًا يفتح بصيرتنا بجراحات صليبه، فندرك أننا لسنا نتمتع برؤياه فحسب، بل نتمتع بحضرته في وسطنا. ثم ظهر لهم أكثر من مرة طوال الاربعين يوم حتى صعوده يعرفهم أسرار ملكوت الله . وفى احدى ظهورات السيد المسيح، ظهر لأكثر من خمسمائة { بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان لكن بعضهم قد رقدوا} (1كو 15 : 6).ليؤكد للمؤمنين قيامة المجيده ويرفع قلوبنا الى السماء لنقوم معه { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 : ). هذا هو إيمان الكنيسة الذي لخّصه الرسول بولس في عبارته الموجزة: "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25). وكما يرى الدارسون أن هذه العبارة تمثل حجر الزاوية في قانون الإيمان الكنسي في عصر الرسول. نتائج قيامة المسيح فى حياة المؤمنين.. الإيمان والأنتصار .. كما نرتل فى ايام القيامة ونقول " المسيح قام من بين الاموات، بالموت داس الموت ووهب الحياة للذين فى القبور". فقد قام السيد المسيح واعطى المؤمنين نعمة القيامة كوعده الصادق فقوى الرب إيمان تلاميذه ومؤمنيه فى كل زمان وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو 5 : 4) . فان كان لنا رجاء فى هذه الحياة فقط فنحن أشقى جميع الناس ولكن على رجاء المكأفاة والسعادة الابدية نجاهد ونحتمل ونصبر { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} (يو 28:5-29). الرجاء المبارك فى الحياة الابدية .. لقد وهبت لنا قيامة الرب يسوع المسيح الرجاء المبارك فنعيش ونموت على رجاء القيامة. واصبح لنا فرح برجاء القيامة لذلك بولس يقول عن الرب (انه باكورة الراقديين) لهذا وجدنا شهوة القديسين هى الانتقال من الحياة ليس كراهية فيها ولكن ابتغاء لحياة أفضل { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا} (في 1 : 23). هذا أصبح الموت هو الجسر الذهبى الموصل للابدية للمؤمنين للالتقاء بالله وبالملائكة والقديسين{ كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 3 : 3). الفرح الروحى والقوة .. لقد بدلت قيامة السيد حزن التلايمذ الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب} (يو 20 : 20). وتحول خوفهم الى قوة وسلام وإيمان راسخ ومجاهرة بالإيمان { فاجابهم بطرس ويوحنا وقالا ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله فاحكموا. لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا و سمعنا} أع 19:4-20. وعندما هددوهم لم يخاف الرسل بل رفعوا الامر لله وجالوا مبشرين بكلمة الله كما ارسلهم السيد الرب ليكرزوا { والان يا رب انظر الى تهديداتهم و امنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة }(اع 4 : 29). أخذ المؤمنين من الرب قوة ووعود من الرب بانه سيكون معنا الى الانقضاء فان كان الرب معنا فمن علينا { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}( مت 19:28-20). حياة السلام القلبى والثبات فى الرب .. من الثمار الحلوة للقيامة المجيدة { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27). السلام الذى ينبع من الاحساس بوجود الله فينا ومعنا وقائداً لمسيرتنا وسفينة حياتنا {وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7). لقد بددت قيامة الرب يسوع شكوك التلاميذ وخوفهم وشك توما وعدم إيمانه ووهبت لنا الطوبى لاننا آمنا دون ان نرى { قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا }(يو 20 : 29). فنحن واثقين بمن آمنا ولدينا يقين ثابت لا يتزعزع ان الله حى وعادل وامين وقادر ان يحفظ وديعة حياتنا الى النفس الأخير. قوة قيامة السيد المسيح هى التى الهبت قلوب التلاميذ والرسل للعمل الكرازى والشهادة حتى الاستشهاد، وهى مصدر العزاء للمؤمنين فى ضيقات وتجارب الحياة وهى التى هزمت الشيطان وقيدت سلطانه واصبح لا سلطان له على ابناء الله السالكين حسب الروح .الروح القدس وحلول .. وبقيامة الرب من بين الأموات وصعوده الى السموات وجلوسه عن يمين الآب ارسل لنا الروح القدس{ لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم }(يو 16 : 7).وهكذا حل الروح القدس على الرسل يوم الخمسين { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع 1 : 8). ومنحهم قوة الإيمان والعمل والكرازة، كما يحل على المؤمنين ويقدسهم ويقويهم ويقودهم ويقيمهم فى اليوم الأخير. فهنيئاً لنا نحن المؤمنين قيامة ربنا من بين الأموات ولنعش قوة القيامة وثمارها ونتائجها فى حياتنا ونكرز ونشهد بمن نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. فكل عاما وحضراتكم تحيون فى ثمارونتائج القيامة الطيبة فى حياتكم. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
19 يناير 2024

عيد الظهــور الالهى وايماننا الأقدس

عيد الظهور الإلهى... أهنئكم أحبائى بعيد الظهور الإلهى المجيد وهو من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا ويسمى فى اليونانية عيد الأبيفانيا اى الظهور الإلهى ايضا كما يسمى شعبياً بعيد الغطاس المجيد لان السيد المسيح عندما أعتمد كان ذلك بالتغطيس كما نمارسه فى كنيستنا الأن بالتغطيس للذين ينالوا صبغة المعمودية { و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه} (مر 1 : 10). وهو ايضاً عيد الأنوار الذى فيه أنار الله عقولنا وقلوبنا وارواحنا بنور معرفة الحقيقية ومنحنا الاستنارة الروحية ونقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور . أيماننا الأقدس ... - لقد أعلن لنا الثالوث القدّوس ذاته واضحا فى عيد الغطاس . فإن كان عند نهر الأردن جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى المياه انكشفت طبيعة الاله الواحد الذى نعبده دخل الرب يسوع الله الكلمة المتجسد ليعتمد ممثلاً للبشرية الخاطئة ليكشف لنا جوهر لاهوته، فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة،(هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى). وإنما لنختبر عمله الفائق فينا . نحن نعبد اله واحد ، وحاشا ان نشرك بالله أحد ، وكما لله صفات الكمالات الالهية فان له صفات ذاتية ضرورية لاغنى عنها ومنها . - الكينونة فالله كائن منذ الأزل والى الأبد وهذه الصفة الذاتيه او الاقنوم بالسريانية تعرف بالأب ، كما ان الله كائن عاقل كلى الحكمة وهذا الاقنوم دُعى الابن وهو الذى تجسد وتأنس دون ان يحد التجسد من لاهوته كما قال لنيقوديموس {و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء}.يو13:3 . وكما نرى الارسال التلفزيونى الان ونستقبله فى بيوتنا دون ان نحده فى اجهزتنا فقط ،مع الفارق هكذا عقل الله تجسد وحل بيننا وراينا مجده دون ان يحد التجسد من لاهوته . وهل يستحيل على الله شئ . الله الذى كلم موسى قديماً من شجرة ملتهبة وظهر لكثيرين معلما اياهم ابوته وتواضعة ووداعته لماذا لماذا لا يقبل البعض ان يعلن لنا ذاته بالتجسد {و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد } (1تي 3 : 16) وكقول القديس اثناسيوس الرسولي : " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها ، ولا يمكن أن نتصور النور دون ان تكون أشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا أيضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنا فيه ، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ ان الله هو العقل الأعظم منذ الأزل . - والله حى بروحه القدوس وهذا هو اقنوم الروح القدس .. بهذا الإيمان كرز الرب يسوع وعلم { فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس} (مت 28 : 19). وعلم الاباء الرسل { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). - فى العماد ظهر الثالوث القدوس الإله الواحد متمايزًا لكنه غير منفصل، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء الكنيسة الأبدية. هكذا ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور الإلهي، و يجب أن نؤكد ما قاله القديس أغسطينوس: {هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله واحد } أعتمد الرب يسوع مع انه القدوس البار راسما لنا طريق الولادة من فوق بالماء والروح {اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله}يو 3:3. مقدساً لنا المياة بعماده المقدس ونائبا عنا فى تكميل كل بر شاهداً ليوحنا ودعوته للأخرين لأتباع المسيح الرب {و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم }(يو 1 : 29). بعماد السيد المسيح له المجد أسس لنا سر العماد المقدس الذى هو المدخل للحياة المسيحية والبنوة لله ونوال غفران الخطايا . المعمودية ومغفرة الخطايا ... من بركات عيد الظهور الإلهى فى حياتنا انه يهبنا من خلال المعمودية غفراناً لخطايا سوء الجدية التى نتجت عن التعدى والسقوط فكما انه فى أدم يموت الجميع ففى المسيح يسوع ربنا نحيا به ومعه كابناء مقبولين مقدسين معه {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات} (كو 2 : 12). فالمعمودية تطهرنا من آثامنا كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطاياالجسدية والروحية " كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب " أف 5 :27.ونحن نمارس سر التوبة والاعتراف للمعمد الكبير الداخل للأيمان وتغفر خطايا الخطايا فى دم الحمل الذى بلا عيب الذى بذل ذاته كفارة لخطايانا ويقوم مع المسيح فى جدة الحياة الروحية مقدساً حياة لله . كما نعمد الطفل الصغير لينشأ فى الإيمان أبنا لله وعضواً حياً فى كنيسته المقدسة متمتعاً باسرارها. المعمودية والتبنى ... بالمعمودية نصير ابناء لله بمقتضى نعمته ، {و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. (هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين تجد الكثير من عظات ابونا أفرايم الأورشليمى).الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله} يو 12:1-13. { لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع }(غل 3 : 26). ان المسيح دعى ابن الله اى من جوهره وطبيعته لذلك دُعى الوحيد الجنس اما نحن فقد تبنانا برحمته ومحبته { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه }(1يو 3 : 1). المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الإنسان من خلالها نعمه التبنى { اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 15:8-17. الخلاص وميراث الملكوت السماوى.. هذا ما أكده الرب يسوع عندما قال من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمن يدن . (مر 16:16)واكد عليه القديس بطرس الرسول ايضا فى رسالته ({ إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن الآن اى المعمودية } ابط 20:3-21 . أما كون المعمودية ضرورة للدخول للملكوت السماوى فقد أكد عليها ربنا يسوع المسيح لنيقوديموس: "أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو5:3). من أجل ذلك قال معلمنا بولس الرسول: " ... بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلّصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية." (تى5:3-7). ويقول معلمنا بطرس الرسول: "ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم. (1بط3:1،4). ولقد بلغ القديس يوحنا ذهبي الفم ذروة التعبير عن مفاعيل المعمودية في عبارة شاملة إذ قال: { إن الذين تعمدوا فإنهم يتمتعون ببهاء الحرية، وصاروا أعضاء الكنيسة سالكين في نور البر البهي بعد ما كانوا سائرين في فيافي الضلال الحالك وظلام الخطية القاتم. حقاً إنهم الآن محررون، وليس ذلك فقط بل قديسون فأبرار فأبناء فورثة فأخوة المسيح وارثون معه، فأعضاء لجسده الطاهر، فهياكل للروح القدس.ان عماد الرب يسوع المسيح وبذله ذاته فدءاً عنا تطهيراً وتقديسا لنا أكد عليه الأنجيل {كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها. لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة} أف 25:5-26. فنحن نعيد عيداً روحياً ونحى مبنين على إيماننا الأقدس وله نشهد وبه نحيا ابناء لله وارثون ملكوت السموات. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
18 يناير 2024

عيد الغطاس المجيد

عيد الظهور الإلهى وأهميته ... أهنئكم أحبائى بعيد الظهور الإلهي راجيا لكم حياة مقدسة مثمرة فى الرب . اننا اذ نحتفل بعيد (الأبيفانيا) Epiphany (إيبيفاني) أو عيد الغطاس المجيد، فاننا نتذكر الرب فى تجسده وعمادة ليقدس ويكرس لنا الطريق الى البنوة الحقيقية لله والولادة من الماء والروح ونتذكر معموديتنا يوم تعهدنا ان نجحد الشيطان ولا نسير فى طرقه وان نعلن ايماننا المسيحى ونحيا اوفياء لعهد تبنى الله لنا فى قداسة وبر وتقوى . تعمد السيد المسيح القدوس من القديس يوحنا المعمدان بالتغطيس {وللوقت وهو صاعد من الماء} ولذلك نسمى المعمودية "الغطاس".ليؤسس لمعموديتنا نحن المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية أعطانا من خلالها الولادة من الماء والروح. لذلك يوحنا المعمدان قال للناس {هوذا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله}(يو1: 26). وشهد عنه قائلا: {إنى قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذى أرسلنى لأعمد قال لى: الذى ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله} (يو 1: 33 – 34). وهنا ربط بين معمودية السيد المسيح وحلول الروح القدس عليه وأنه يعمد بالروح القدس. معنى هذا أن الروح القدس حل على السيد المسيح كبداية للعهد الجديد لكى يحل على المؤمنين عبر الولادة من الماء والروح ومن خلال مسحة الميرون المقدس. لهذا تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لما فيه من أحداث هامة وإعلانات إلهيه تخص خلاصنا. ولعل أول كل هذا ظهورالله المثلث الأقانيم وقت عماد السيد المسيح.. لذلك يطلق علي هذا العيد (عيد الظهور الالهي).. فالاب ينادي قائلاً عن الرب يسوع وهو في الماء {هذا هو أبني الحبيب الذيبه سررت} (مت 3: 17)، بينما الروح يحل في شكل حمامة مستقراً علي السيد المسيح ليعلن أنه المخلص الذي أتي لخلاص العالم ليصنع الفداء العجيب.ويقول في ذلك القديس أغسطينوس: (بجوار نهر الاردن ننظر ونتأمل المنظر الالهي الموضوع أمامنا.. فلقد أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوث في واحد.. أي ثلاثة أقانيم في طبيعة إلهية واحدة). معمودية السيد المسيح ومعموديتنا .. معمودية الرب يسوع المسيح لم تكن لولادته من الماء والروح لأنه الابن الوحيد للاب بالطبيعة، لكنه كان نازلاً للعماد من أجل ان يستعلن انه المسيح الرب ويبدأ خدمته العامة لذلك سُمى بالمسيح، يسوع اسم الولادة والمسيح هذا اسم المسحة فى المعمودية، وبينما الرب يسوع يقف في إتضاع عجيب أمام يوحنا المعمدان في نهر الاردن ليعتمد منه.. أعلن الله ليوحنا عن الذي سيعمده إذ هو الابن الكلمة المتجسد . فشهد يوحنا المعمدان قائلاً: {أنا أعمدكم بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست مستحق أن أحل سيور حذائه.. هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي وأنا لم أكن أعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت أعمد بالماء.. إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فأستقر عليه وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي تري الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو أبن الله..}(يو 1: 26 – 34). بهذه الشهادة التي قدمها القديس يوحنا المعمدان يكون قد أعلن عن المخلص الحقيقي الذي استعلن وسط البشر في الماء ليحمل خطايا العالم.. وكأن من نزل في الماء قد ترك خطاياه واغتسل منها.. بينما إذ نزل الابن الكلمة المتجسد في الماء وهو بلا خطية قد احتمل كل خطايا البشر.. هذا هو سر الخلاص المعلن في نهر الاردن. يقول القديس اثناسيوس الرسولى عن معمودية السيد المسيح ومعمودتنا نحن وحلول الروح القدس عليه (أن نزول الروح علي السيد المسيح في الأردن، إنما كان نزولاً علينا نحن بسبب لبسه جسدنا. وهذا لم يصر من أجل ترقيه اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكي نشترك في مسحته، ولكي يُقال عنا " ألستم تعلمون إنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو16: 3) فحينما اغتسل الرب في الأردن كإنسان، كنا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهارون، أو داود أو الباقين قد مُسح بالزيت هكذا بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه أي "بزيت الابتهاج" الذي فسر أنه يعني الروح قائلاً بالنبي: " روح الرب علىَّ لأنه مسحني" (إش1: 61)، كما قال الرسول أيضًا: " كيف مسحه الله بالروح القدس" (أع38: 10). متى قيلت عنه هذه الأشياء إلاّ عندما صار في الجسد واعتمد في الأردن، " ونزل عليه الروح" (مت16: 3). وحقًا يقول الرب لتلاميذه إن " الروح سيأخذ مما لي" (يو14: 16)، و " أنا أرسله" (يو7: 16)، و " اقبلوا الروح القدس" (يو22: 20). إلاّ أنه في الواقع، هذا الذي يُعطى للآخرين ككلمة وبهاء الآب يُقال الآن إنه يتقدس وهذا من حيث إنه قد صار إنسانًا، والذي يتقدس هو جسده ذاته.إذن فمن ذلك (الجسد) قد بدأنا نحن الحصول على المسحة والختم، مثلما يقول يوحنا " أنتم لكم مسحة من القدوس" (1يو20: 2). والرسول يقول " ختمتم بروح الموعد القدوس" (أف13: 1). ومن ثمَّ فهذه الأقوال هي بسببنا ومن أجلنا) القديس اثناسيوس الرسولى عن العماد) لقد اعتمد السيد ليعلن لنا أنه الطبيب الحقيقي الذي جاء ليرفع خطايا البشر.. لم يقف في الماء لكي يقر بخطيئته كما فعل باقي الناس اللذين أعتمدوا من يوحنا.. فهو بلا خطية.. لهذا ذهل يوحنا حينما أعلن له عن ما هو الواقف أمامه لا يعتمد.. لذلك قال له {أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي} (مت 3: 14) لقد حاول أن يمنعه من العماد لأنه بلا خطية.. فلماذا يعتمد؟! فأجاب الرب علي يوحنا قائلاً {اسمح الان لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له}(مت3: 15). العماد في نهر الأردن .. في قصة عبور بني اسرائيل ليدخلوا ارض الموعد قديما بقيادة يشوع ابن نون وفي نهر الاردن (يش20: 7 – 17) لما وضعوا تابوت العهد فى الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط اسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن. قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الرب المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب فى الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه توافق فى الرمز والمرموز اليه . من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى ارض الموعد الحقيقية التي هي السماء. حلول الروح القدس على السيد المسيح هو حلول لأجل عمل الخلاص، الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث القدوس. هذه الحادثة تؤكد أهمية هذا الرمز لما حدث في عماد الرب يسوع علي يد القديس يوحنا المعمدان لأن الرب جاء لكي يوصلنا إلي أرض الموعد الحقيقية وهي السماء.. لذلك كما كان نهر الاردن الوسيلة التي من خلالها وصل بني اسرائيل الي أرض الموعد هكذا تحقق الرمز في عماد الرب في نهر الاردن ليكون الوسيلة للوصول الي السماء.. وهكذا نفس الامر إذ بمجرد نزول الرب الي نهر الاردن انفتحت السماء ونزل الروح القدس علي هيئة جسمية في شكل حمامة وأستقر علي رأس الرب يسوع كاول إنسان يستقر فيه الروح القدس منذ غادر البشر كما جاء فيه (تك: 3) { فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الي الابد لزيغانه هو بشر وتكون أيامة مائة وعشرين سنة}.. اي لا يدوم روحي في البشر.. ولتوضيح هذا المعني أريد أن لا نخلط بين السيد المسيح والروح القدس لاهوتياً (إذ هما أقنومان في الذات الالهية الواحدة) وبين حلول القدس علي السيد المسيح ناسوتياً. ولقد سبق الوحي الالهي وتنبأ عن ذلك قائلاً: {روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب} (أش61: 1، 2) ان الإبن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين فى الثالوث ولذلك هذا هو الوضع اللاهوتى، (مز45: 6،7) {كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك}. هذا الجزء الأول الخاص باللاهوت هذا عن الإبن ووضحها القديس بولس الرسول عن الإبن، {أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بزيت الإبتهاج أفضل من رفقائك}هذا الجزء خاص بالوضع الناسوتى وهو نفسه كرسيه إلى دهر الدهور هو نفسه الذى مُسح بزيت الإبتهاج. هذا هو الهدف من المعمودية أن يحل الروح القدس على السيد المسيح ناسوتياً. الملوك يمسحون بزيت قرن المسحة ولكن فى السيد المسيح حل الروح القدس عليه معطيه كمال المسحة المقدسة. ثمار المعمودية والولادة من الماء والروح ... المعمودية ولادة من فوق من الماء والروح وبها نصير ابناء وبنات لله بالتبنى والنعمة وتغفر لنا خطايانا ونؤهل للدخول للسماء { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح هو روح} يو 5:3-6 . وكما يقول الانجيل {بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس } وبها نلبس الرب يسوع {لأن كلكم الذين أعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح} (غلا3: 27) . وننال التطهير الكامل والبر والقداسة (أف 3: 25) لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكى يحضرها كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن ولا شيئاً من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب وبالمعمودية ندفن مع المسيح ونقوم {كل من أعتمد ليسوع المسيح قد أعتمد لموته} (رو6: 3، 4) . لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته فإن كنا قد متنا مع المسيح عن الخطية وشهوات العالم وقدمنا توبة عن اثامنا وخطايانا ننمو فى القداسة ونثمر ثمر الروح ونرث ملكوت السموات . لهذا يحثنا القديس اغريغوريوس النزينزى ان ان نحتفل بهذا العيد بالتوبة والقداسة (فلنكرم اليوم معمودية المسيح، ولنعيد عيدًا سعيدًا يفرحنا روحيًا بدلاً من أن نهتم بمعدتنا وشهواتنا. ما هي طريقة فرحنا؟ اغتسلوا حتى تتنقوا. إذا كنتم قرمزيين من الخطيئة فصيروا بيضًا كالثلج بالاغتسال والتوبة. حاولوا أن تتنقوا لأن الله لا يفرحه شئ بقدر ما تفرحه النقاوة وخلاص الإنسان الذي تجسد من أجله، ومن أجله كُتبت كل الكتب، وأعطيت كل الأسرار لكي يصبح (الإنسان) كوكبًا مشعًا بالضياء للعالم المنظور وأمام الملائكة، وقوة محيية للآخرين، ولكي تتقدموا أنتم كأنوار أمامالله النور الاعظم ، وان تدخلوا إلى مساكن النور ). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
10 يناير 2024

التجسد الإلهى والرجاء

جاء لنا الرجاء متجسداً إن كان يومك ملبدًا بالغيوم . وليلك لا تظهر فية النجوم، إن كنت تعانى الوحدة والإحزان أو تعيش الاضطهاد والحرمان ، إن أحسست أن أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسًا يطن او صنجاً يرن ، إن عشت الخوف وعدم الأمل ، وحتى أن وصل بك الحال انك تنتظر الموت ولإ تجده ، إن وجدت أن لا احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك وأحسست كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك ، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان ماضيك مظلماً وحاضرك معاناة والآم ، ومستقبلك ملبداً بالغيوم والضباب فليست هذه النهاية فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع ليبحث عن من هلكَ وليعطيه حياة أفضل ، هو حبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق . جاء اللإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت ولمن حولك ، ان أمرك وخلاصك وأبديتك تهمه كثيراً جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين ليهبك حياة أبدية ثق حبيبى أن الشمس غلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة وترك الأحباء، وعاني الظلم والقيل والقال والجميع وقت الصلب تباعد عنه ومال ، جاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل للسامرية الخاطئة. هو يسمع الدعاء جاء ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل في الحياة ، جاء ليقوي الضعفاء، ويهب المرضي الشفاء، ويدافع عن المظلومين، انه الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس والشقاء، انه العريس الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، انه المحبة والوفاء، انه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصي عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية، وسيبقي أمينًا حتى لو كنا نحن غير أمناء. غد أفضل مع المسيح تعالى إليه أيها المُتعب وأنت تستريح وتفرح إلى الأبد. تعالوا إليه وبثوا إليه شكواكم وأحزانكم والآمكم وأمالكم في الحياة . أعترف له بخطيئتك وبضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وتأمل محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبك تفرح وتتعزى الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب ، فأتحد به وهو القوي واتخذه صديقا وهو الوفي واشكوا له همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا الآن وسط برية السباع وليست لي قوة للدفاع، أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي قوتى أنت أملي الوحيد أدرك انك قادر واعلم انك محب وقيل عنك الكثير ، ولكن أريد أن تكون لي ومعك ينتفى من حياتى الوحدة والغربة، أحب أن يكون يومى هذا نقطة تغيير في حياتى وللأبد، أنا بك ولك ومعك لا أريد شيء علي الأرض، فأنت الهى وأبى وأحن من الأم ومدافع عن المظلومين وهم صامتين، أمسك يدى وقدنى كما تشاء ، لساعة انطلاقى إلى السماء، أنت مرشدى ومعك غدى سيكون أفضل جدًا أعرف انك تحبنى ولكن أريد أن أمتلئ بالمحبة . اعرف انك الإله ولكن أريد أن اشعر برفقتك لى ، أدرك انك قادر علي كل شىء فهل لك أن تغيرنى، تحررنى من الخوف والضعف والمرض والوحدة، ترشدنى وتفتح أمامى الأبواب المغلقة وتمهد الطرق الوعرة، تعطينى الأمل في مستقبل أفضل في عالم شرير ومظلم . تهبنى السلام وتعطينى الرجاء وتملأ القلب بالمحبة. نعم سيكون أنا هو إلهك الممسك بيمينك القائل"لا تخف لأنى معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلامًا وفرحًا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك من الضعف والخوف واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وسينبع منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس أنا أمس واليوم والي الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا ابناء للاب السماوى ، نعم يالهي ما أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصى وليس لى سواك، تحررنى وتغيرنى وتمنحنى القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا أنا بل أنت تحيا فى. بك لا يقدر علي شيء ومنك سلامي ولك حبى وكلامى، أشكرك يا الهي فليس لك مثيل. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
22 أغسطس 2023

آية وتأمل وقول لكل يوم

حارين في الروح { غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ }(رو 12 : 11) الإنسان الروحي الذي يعمل فيه روح الله، يكون نشيط ولا يتكاسل في جهاده وحياته بل يعبد الله بنشاط ويكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته و خدمته ومحبته لله والغير. عن هذه النار الإلهية قال الرب { جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ }(لو 12 : 49). نضرم نار الروح القدس فينا بالصلاة لتحرق الخطايا وتنقينا من الآثام وتشعل فينا المحبة كنار تشعل ولنا غيرة الروحية علي مجد الرب { اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ }(نش 8 : 6). وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية. لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، وأحد القديسين الذين لهم كتابات وتأملات روحية انتفعت بها أجيال كثيرة. يعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التي تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار. إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. وتكون المحبة في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعي إلى خلاصهم الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل على التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار { وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم} (أع 2 : 3). والنار أعطت حرارة واستنارة وطاقة ألهبت قلوب الرسل فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح. لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الى قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة آلاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع 4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه، ولكنه احتمل ولم يستطع أن يصمت. وبعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع 4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد ويلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلي { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلوبنا ومشاعرنا ونعمل من أجل انتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعى للامتلاء بالروح. ونشبع بكلام الكتاب المقدس الذى يحطم قساوة قلوبنا وكنار تلهب القلب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29). فتنتقل حرارة الروح منا إلى من هم حولنا فالحرارة تبعث الدفء في من حولنا وتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح الذى نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب الله يحبنا وفى محبته أعلن لنا أبوته، وتجسده لأجل خلاصنا، وأعطانا روحه القدوس ووعدنا بالحياة الأبدية والمحبة هي التي تبعث الدفء الروحي وروح الحياة في النفوس ومحبة الله تنسكب فى قلوبنا بالروح القدس. المؤمن الذي اختبر محبة الله يبادله المحبة و يحب أخاه. {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله }(1يو 4 : 7). وهذه هي وصية الرب لنا { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 1 : 34) }. من الحكم وأقوال القديسين: - فلنتوسل إذًا إلى الله بإيمان والمحبة والرجاء الكثير، لكي يمنحنا النعمة السماوية، نعمة الروح، لكى ما يحكمنا ويضبطنا ذلك الروح نفسه أيضًا، ويقودنا إلى كل إرادة الله وينعشنا ويحيينا بكل أنواع إنعاشه وإحيائه لكى بواسطة عمل الروح هذا وفاعلية النعمة، والنمو الروحاني نتقدم، لنحسب أهلا لإدراك كمال ملء المسيح. القديس مكاريوس الكبير إن أنقي الذهب يجب أن يمر بأكثر النيران حرارة. من الشعر الروحي:- "لك منا كل الحب" لما الظلمة والشر ينتشر ونلاقي أنفسنا في وقت الضيق نصلي ونرفع قلوبنا وايدينا وعيوننا نحوك يا احن صديق أنت تعزي وتصبر وروحك يكون لينا سلام ونور ورفيق ملناش غيرك يا إلهنا كلك حكمة وتشق لينا في البحر طريق نورك يشرق في القلب ويهون طريقنا الكرب ومعاك نفيق انت وعدت انك هتكون معانا وها نعبر معاك طريقنا الصعب فيك رجائنا وقوة إيماننا وأنت ملجأنا وتستحق منا كل الحب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل