القمص افرايم الانبا بيشوى

من أبتاء دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون
المقالات (113)
28 يوليو 2025
الثبات في الرب
اننا كرعية للراعي الصالح يجب ان نتبعه ونسير خلفه ونثبت فيها كثبات الاغصان في الكرمه حتي ما نأتي بثمر ويدوم ثمرنا وكلما اقتربنا من الراعي الصالح عرفنا مدي محبته واهتمامه بخلاصنا وسعيه لتقويتنا ورعايتنا ونمونا وأثمارنا في الطريق الروحي وهذا ما يدعونا اليه الراعي الصالح(اثبتوا في و انا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في (يو 15 : 4).فهل نحن ثابتون في الرب وفي شدة قوته أم لا؟ أمر إلهى إلى كل مسيحى ، بعدم التذبذب أو الشك أو القلق ، أو الحيرة ، ان نبني حياتنا بناء علي أساس روحى عميق ومتين على الصخر ( المسيح ) فلا يتأثر بالزلازل ، ولا بالسيول أو الأعاصير ( زوابع الحياة ) . وقد قدم الرب يسوع مثلاً عظيماً عملياً عن المؤمن الحكيم ، الذى يسمع كلامه ويعمل به :" يشبه إنساناً بنى بيتاً ، وحفر وعمق ، ووضع الأساس على الصخر ، فلما صدم النهر ، ذلك البيت ، فلم يقدر أن يُزعزعه ، لأنه كان مبنياً على الصخر " ( لو 6 : 48 ) . أى ثابتاً فى المسيح ." وكل من يسمع أقوالى ، ولا يعمل بها يُشبه برجل جاهل ( روحياً ) ، بنى بيته على الرمل ( بدون أساس روحى متين ) ، فنزل المطر ، وجاءت ( مياه ) الأمطار ( اكتسحته الهموم ) ، وهبت الرياح ( التجارب الصعبة ) وصدمت ذلك البيت فسقط ، وكان سقوطه عظيماً " ( مت 7 : 24 – 27 ) . وهو يحدث كثيراً فى العالم اليوم .والمؤمن راسخ فى إيمانه المسيحى وعقيدته الأرثوذكسية ( السليمة ) ولا يتأثر بشكوك طوائف منحرفة ، ولا بقراءات عالمية ، ولا بوسائل إعلام شيطانية . ومن أمثلة المتزعزعين غير الثابتين ، ديماس الخادم ، ونيقولاوس الشماس ، الذان مالا الي محبة العالم ( 2 تى 4 : 10 ) ، ( رؤ 2 : 15 ) ان البابا أثناسيوس الرسولى ، يقدم مثالا رائعا عن الثبات في الرب ،فقد حاربه الهراطقة ، والأباطرة 46 سنة ، وتم نفيه 4 مرات ، ووقف ضد العالم كله ، وسنده الله فنجح فى خدمته ، ولولاه لأنتشرت الأريوسية فى العالم .والمؤمن راسخ فى محبة الله : فلا تفصله عنه ضيقات أو شدائد ، ولا جوع ولا غيره من مشاكل ( رو 8 ) كما فعله القديس بولس . على نقيض خادم كنيسة أفسس ، الذى قال له الرب : " عندى عليك ، أنك تركت محبتك الأولى " ( رؤ 2 : 4 ) ، فمحبته لله كانت وسيلة وليست غاية ، أى مثل الذين لم يحبوا الله فى ذاته ، بل يتخذونه وسيلة لتحقيق أغراضهم . إن هو أعطاهم استمروا فى محبته ، وإلا يتحولون عنه ، أو تبعدهم المشاكل عنه ، مثل بنى إسرائيل ، بعد خروجهم من مصر ، ونسيان جميل الله ، فتذمروا عليه ، من أجل المياه والطعام ، ولذلك كانت علاقتهم به متزعزعة ومذبذبة ، وغير ثابتة فيه ومثل كثير من الناس الذين يمارسون أسرار الكنيسة ، ويعيشون مع الله عدة أيام ، ثم يعودون لخطاياهم مرة أخرى ، ويكونون أسوأ ، مما كانوا عليه روحياً ، كما وصفهم الوحى المقدس : " مثل كلب قد عاد إلى قيئه ، وخنزيرة مغتسلة ( عادت ) إلى مراغة الحمأة ( التمرغ فى الطين ) ... " ( 2 بط 2 : 22 ) ، ومثلهم المرتدون عن الإيمان ، فى كل زمان ومكان !! .فأثبتوا ( يا أخوتى وأخواتى ) فى الإيمان ، وفى الرب المُحب (كما احبني الاب كذلك احببتكم انا اثبتوا في محبتي (يو 15 : 9) اثبتوا في محبتة الرب وانجيله ووصاياة ممارسين اسرار الكنيسة من توبة واعتراف وتناول من الاسرار المقدسة مواظبين علي الصلاة بشكر في كل حين متمسكين بمحبة الله وامنا الكنيسة(فاثبتوا اذا ايها الاخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا (2تس 2 : 15).حتي نكون مستعدين للقاء الرب ليهب كل واحد منا حسب عملة(و الان ايها الاولاد اثبتوا فيه حتى اذا اظهر يكون لنا ثقة و لا نخجل منه في مجيئه (1يو 2 : 28).
القمص افرايم الانبا بيشوى
المزيد
21 يوليو 2025
الحوار والتفاهم في الاسرة
( ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة و هو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها و لا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم من يحب امراته يحب نفسه فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب ايضا للكنيسة لاننا اعضاء جسمه من لحمه و من عظامه من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا هذا السر عظيم و لكنني انا اقول من نحو المسيح و الكنيسة و اما انتم الافراد فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراة فلتهب رجلها(اف22:5-33)
مفهوم الحوار واهدافه ..
هو حديث بين طرفين أو اكثر وذلك لأهداف معينة منها توصيل أو اقناع الأخرين بفكرة أو حثهم علي اداء عمل أو للتخلي عن فكر أو عمل ما. وقد يكون هدف الحديث هو اشاعة روح التقارب أو الدف العاطفي والروحي وازالة الحواجز النفسية وتقوية العلاقات الاجتماعية.
يجب ان يقوم الحوار علي المحبة والرغبة في اقتناء فهم عميق للأخر من أجل تعميق الشركة بين الأطراف خاصة في الأسرة بدون عزلة أو أنطواء والتوازن بين الذاتية والنحن وفي الحوار الذي يهدف الي التفاهم علي اهداف مشتركة للحياة الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً شديداً جداً. وهذا الارتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء فى جسد واحد يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ويتعاونون مع بعضهم بعضاً ولذلك كان الحوار هو أسلوب الترابط، وأسلوب التعامل، وأسلوب مواجهة كل ظروف الحياة التى يتعرضون لها خلال رحلة الحياة التى يسيرون فيها معاً والحوار هو الحديث الودود بين أفراد الأسرة للتفاهم فى أمر من الأمور. أو لتبادل وجهات النظر فى أمر من الأمور أو لاتخاذ قرار فى شأن أحد الأمور التى تهم كيان الأسرة. لا يجب أن ينتهى الحوار بين الزوجين بخصام أو انفعال أو اتخاذ قرار وقت الغضب .الحوار الذى يأخذ شكل عتاب على خطأ غير مقصود حين ينتهى بالاعتذار يكون حواراً ناجحاً والاعتذار عن الخطأ لا يشين كرامة الشخص الذى اعتذر. علامة الحب هو التسامح والتغاضى عن أخطاء الآخر، ولذلك القلب الكبير هو القلب المتسامح، ولكن يجب خلال العتاب أن نستفيد من أخطائنا . الحوار بين الزوجين يجب أن نختار له الوقت المناسب والمناخ المناسب.و الحوار بين الزوجين لا يأخذ شكل غالب ومغلوب أو رئيس ومرؤوس بل اثنين فى قارب واحد يتحاوران للوصول إلى الأفضل
أسس الحوار الاسري
حواريقوم علي المحبة والاحترام ..
بالمحبة نحاول ان نكتشف الأخر وننميه في محبة صادقة مخلصة ليصل الطرفان الي الشركة الأتحادية بعيداَ عن الأنانية والحوار يجب ان يحترم الأخر كانسان متميز (هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله)تك 17:18.والمحبة يجب ان تكون عملية نظهر فيها محبتنا العملية بتقديم كلام يبني الأخر ويشجعة ويساندة ويقدره ويلغي الحواجز النفسية بين الأطراف سواء الزوجين أو الابناء .
القبول والتفاهم ..المسيح قبلنا كما نحن لا كما يحب ان نكون ومحبتة القوية دافع لنا للتغير للأفضل فعلينا أن نقبل الأخرين لأسيما أهل بيتنا بنقائصهم وبالحب والصبر يكونوا أفضل .(لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله) (رو 15 : 7) يجب ان تكون لنا الأذن الروحية التي تفهم وتقدر وتشجع فقد نجد البعض يعيشوا في بيت واحد وكأنهم في فندق ولا يعرف الواحد ماذا يتعب أو يفرح الأخر . يجب ان نفهم التنوع في نفسية الناس ولا نهمل المواهب والظروف المحيطة بهم . كل واحد منا وسط ضغوط الحياة العاصرة يجب ان يظهر العواطف الطيبة والتقدير والمساندة للأخر فالناس تحتاج للحب أكثر من حاجتها للخبز يجب ان يحرص الزوج علي اشباع حاجة الزوجة للأمان need of security فتشعر بوفاء زوجها واخلاصة وعدم طيش عينية أو افكارة . ويجب ان تشبع الزوجة حاجة زوجها الي القيمة need of significant فتشعرة بانه شخص مميز ليس له مثيل .
تيموثاوس الأبن الصريح في الأيمان 1تي2:1 صراحة الايمان تعني صراحة الرأي والمشاعر والأنفعالات والمعاناة .صراحة الخروج من الذات للانفتاح علي الأخر في انسجام واصغاء وقبول وبذل . يعبر فيها كل طرف للأخر أنه يسمعة ويفهمة ويقدره.
اسلوب الحوار .. الحوار في الأسرة المسيحية يجب ان يقوم علي الشعور بوجود الله داخل البيت بابوتة وحنانه ورحمته لهذا يلتزم الأطراف فية الأدب واحترام المشاعر ونعطي كل طرف الفرصة لشرح وجهة نظره حتي لو مخالفة (مقدمين بعضنا بعضاَ في الكرامة ) ويعطي للأخر فرصة وبالأكثر امام الناس ان يعبر عن رأية. ونقلل من أوجة الخلاف التي تدعوا للتكامل والحرص الشديد في استخدام كلمة (لا) التي تغلق باب الحوار والمحبة وتعيق التواصل (كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم )(1بط 3 : 7).
أسلحة تدمر الحوار ...
الأنسان بصفة عامة لايريد ما يعرية نفسياً امام الاخرين ولهذا يلجأ الي الأسلحة الدفاعية أثناء الحوار ومنها الاساليب الاتية اوغيرها .
الثورة والغضب كوسيلة لمنع الأخر من الدخول في حوار نفسي وروحي مما يجعل الطرف الأخر ينطوي علي ذاتة ويخيب أملة ويبرد في علاقته وتصيبه الامراض .
الدموع وهي وسيلة الزوجة خاصة اما لاستدرار عطف أو لتحقيق طلبات دون نقاش أو جدال أو رفض الزوج وهذا اسلوب يجب علاجة عند ابنائنا منذ الطفولة المبكرة.
النقد وسيلة لقتل الحوار ان ينتقد طرف نقداَ لاذعا ولنلاحظ ان النقد والشكوي الدائمة والتذمر هم مقبرة الحياة الزوجية السعيدة (ليو تولستوي وزوجتة الغيورة الشاكية) كذلك الابناء في حاجة لاب حقيقي وأم رقيقه يتألموا لألم ابنائهم ويشاركوهم اهتماماتهم ويفرحوا لفرحهم .
الصمت أو الثرثرة بعض الناس يتخذوا الصمت وسيلة لأهمال الحوار أو تجاهله والبعض يثرثر في اشياء ليست لها قيمة لصرف النظر عن مشكلة أو اخفاء شئ عن الأخر.
الالحاح يتعب الطرف الاخر خاصة لو متعب الاعصاب أو استخدام وسائل الضغط النفسي أو العاطفي لنيل هدف مما يعكر الحياة الزوجية ويجعلها تقوم علي المصلحة والمنح والمنع (فقالت له كيف تقول احبك و قلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني و لم تخبرني بماذا قوتك العظيمة) (قض 16 : 15)
افشاء الاسرار . يجب ان يكون لكل بيت الأسوار العالية التي تحمية من تطفل الأخرين ومن اقتحام العابثين وتمنحة الخصوصية دون تدخل الاهل فلا يجب ان تخرج اسرار البيت من احد اطراف البيت الي الاصدقاء أو حتي الاهل مما يخدش الثقة بين الزوجين ويجرحها.
خطوات عملية في الحوار الأسري احرصا علي تناول وجبات الطعام معاً أو الوجبة الرئيسية منها في جو اسري دافئ تسمعوا لبعضكم البعض وتعرفا ما ضايق أو اسعد الاخر في يومة وما يجب ان يقوم به ويشجع كل واحد الأخر .
ليكن لكم الأهتمامات المشتركة أو هواية مشتركة معا لينموا الحب والوحدة بينهما (المشي –صيد السمك – الرحلات – القرأءة)
التكيف مع صفات الطرف الاخر والابناء وعدم الأختلاف بل الأتفاق علي اسلوب التربية بين الاب والام حتي لا ينقسم البيت ويوجد الصراع بدلاً من الحب ولا يجب ان ينتقد طرف الأخر امام الأبناء بل يظهر لة الاحترام والتأييد .
نقاط تستحق المراعاة
كثيراً ما يراعي كل إنسان مشاعر الطرف الآخر الغريب عنه، حتى يكتسب ثقته واحترامه وتقديره، لكن لماذا نحرص على تطبيق قواعد وأصول الإتيكيت مع الآخرين ولا نطبقها مع أهل بيتنا وأقرب المقربين لنا؟ إذ نحن غالباً لا نلقي بالاً لطريقة تعاملنا مع إنسان عزيز علينا، يعيش معنا في الاسرة الواحدة. ولماذا نحرص على ألا نجرح مشاعر الآخرين ونبالغ في الاهتمام بهم ولا نلقي بالا لطريقة تعاملنا مع شريك الحياة فنجرح مشاعره بقصد أو بغير قصد ولا نحاول الاعتذار له؟ هل لأننا نفترض فيه أن يتفهم وأن يسامح؟ أم لأننا نعتقد أن أصول الإتيكيت تطبق فقط حين نتعامل مع الغرباء،أما الجفاء والغلظة تستعمل مع الأقرباء . إن تحقيق السعادة الزوجية يتطلب مراعاة الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر. لذلك على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق يشمل كل ما تثري به الحياة ومن قواعد الأخلاق التي يحث عليها الدين وأصحاب العقول المستنيرة والتي يسميها البعض إتيكيتاً قبل الدخول إلى الغرفة يجب طرق الباب أو الاستئذان. -عند الدخول إلى البيت أو الغرفة أو السيارة نلقي التحية -الخروج من الغرفة نسأل من فيها: هل يريد شيئاً قبل الانصراف؟ -عندما نقلب شيئاً أو نغير موضعه مما يخص شريكنا نعيده إلى وضعه الأول. لا نقرأ خطابا أو ورقة لا تخصنا. إذا أخطأ أحدنا في حق الآخر فليعتذر له بدون خجل. إذا اعتذر المخطئ فليقبل الآخر اعتذاره بدون الإكثار في اللوم. الحديث يجب أن يكون هادئا بعيدا عن السباب أو استخدام ألفاظ خارجة. احترام هوايات الطرف الآخر وتقديرها وعدم الإقلال من شأنها. لا تقابل عصبية أحدنا واندفاعه بعصبية مماثلة. لا داعي لخلق المشكلات والنبش في الماضي أثناء كل خلاف أو مناقشة. تقسيم العمل بينكما, ويؤدي كل طرف المطلوب منه من تلقاء نفسه. - عدم الكذب مهما يكن الأمر أو الخطأ فالكذب أبو الخطايا, فقل الحق ولو كان مراً، لكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -الحديث بيننا يجب أن يكون هادئاً ومحترماً، وليس فيه سباب. -نقول الحق ولو كان مراً، ولكن بطريقة لطيفة غير جارحة. -من يحتاج إلى نصيحة، نقدمها له بحب وبلا تعالٍ. -إذا حلّت مناسبة سعيدة لأحدنا فلنشارك جميعاً فيها دون اعتذار. -إذا عجز أحدنا عن أداء مهمة واحتاج للعون فلنعاونه دون إبطاء. التسامح والعفو . -ولا يكذّب أحدنا الآخر إذا تحدث أمام الناس، وروى قصة شاهدناها معاً فنقص منها شيئاً أو زاد، بل ندعه يكملها كما أراد. -فليحب كل منا لشريكة ما يحبه لنفسه وليعمل على راحته قدر استطاعته. -الصبر على الشدائد عبادة، وشكر الله دوماً واجب. -الصلاة والثقة بالله هي أساس النجاح واليقين. -فلينادِ كل منا الأخر بلقب يحبه، ولا يرفع الكلفة في الحوار والمزاح سراً أو جهراً.. والبيت التي تشيد في مجرى السيل يهدمها السيل، والأسرة التي تتكون على محبة القدير والصلوات المشتركة والتقرب من الاسرار المقدسة و وقراءة الانجيل وطاعته لا تقلعها الريح مهما كانت قوتها بل تثبت وتأتي بثمار كثير علي الارض وترث ملكوت السموات.
الحوار مع الأبناء
"أيها الأولاد أطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضىُّ فى الرب. أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا". (كو3: 20-21 " أيها الأولاد أطيعوا والديكم لأن هذا حق . أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض. وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " . (أف6: 1-4) الحوار مع الأبناء له أصول يجب أن نتعلمها ونتقنها حتى لا نكون سبباً فى فشل أبنائنا. فالحوار مع الأبناء هو لغة العصر، ولم يعُد أسلوب السلطة والأمر يصلح لأبناء هذا الجيل، ولذلك يجب أن نلاحظ ما يلى فى حوارنا مع الأبناء الاستماع أكثر من التكلم مهم جداً حين نتحاور مع أبنائنا وذلك لكى نتعرف على مشاكل ومتاعب أبنائنا احترام الأبناء مهم جداً أثناء الحوار فلا يجب أن نسخر منهم أو يكونوا مادة للفكاهة والضحك عليهم لأن هذا الأمر يقودهم إلى التمرد والعصيان فى خروج الأبناء عن إطار احترام والديهم أثناء الحوار يجب أن نتغاضى عن ذلك الخطأ ولا ننهى الحوار بل نؤجله إلى فرصة أخرى إذا لم نوفق فى الحوار في بعض الأحيان. فى حوارنا مع أبنائنا يجب أن نعرف أن لكل ابن شخصية مستقلة تختلف عن الآخرين، وظروف أبنائنا تختلف عن ظروفنا نحن، ولذلك يجب ألا نحكم عليهم من خلال مقارنة ظروفهم بظروفنا أو بظروف أشخاص آخرين التوجيه والإرشاد مسئولية الوالدين، ولكن يجب أن يكون فى إطار المحبة وفى إطار احترام شخصيات الأبناء، وفى حدود إمكانياتهم، مع ضرورة عدم إشعار الأبناء بالتسلط والأوامر لأن أسلوب الأمر والسلطة يُقابل أحياناً بالتمرد والعصيان، ولذلك يجب ألا يكون الحوار هو الوسيلة لإصدار الأوامر وإملاء السلطة الأبوية، ويجب عدم استعمال السلطة الوالدية أثناء الحوار . احترام خصوصيات الأبناء مهم جداً لأن التدخل الزائد فى خصوصياتهم يقودهم إلى الغيظ والاستقلال المتطرف عن الوالدين. فى الحوارات مع الأبناء يجب أن نقودهم إلى أن يشعروا بباقى أفراد الأسرة وأنهم ليسوا بمفردهم وهكذا نزرع فيهم التعاون والمشاركة الحوارات مع الأبناء يجب أن يكون لها هدف ومن بين أهدافها زرع الفضائل المسيحية فى الأبناء منذ نعومة أظافرهم. من بين الحوارات مع الأبناء استعراض المشاكل العامة وأن يعطى كل فرد رأياً مثل مشكلة الهجرة والسفر للخارج ومشكلة سوء استخدم الكمبيوتر والانترنت أثناء الحوار مع الأبناء يجب أن نلتزم بالمصداقية وعدم الكذب، وإلا فقدنا كل تأثير إيجابى فى تربية الأبناء.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
14 يوليو 2025
قيادة الراعي الصالح
السيد المسيح هو الراعي الصالح الذي يهتم بكل القطيع والرعية، ولكل واحد في رعيته موضع اهتمام خاص عنده . وهو يريد ان يضمنا إلى حظيرته، الكنيسة التي تضمّ الحملان الناطقة لتقودهم في قداسة ، وهو كراعٍ صالح يهتم بنا بالأكثر في ضياعنا أو بعدنا عنه ( اى إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحدًا منها . إلا يترك التسعة والتسعين في البريّة ويذهب لأجل الضالّ حتى يجده، وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحا ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلا " افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضالّ . أقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بار لا يحتاجون إلى التوبة )لو 15 : 4 – 6 . ان هذا المثل الذي ضربه السيد المسيح يبين لنا أهمية خلاص النفس الواحدة التي تضل، وكيف يسعى لخلاصها . ويفرح الله بعودتها إلى حضنه . سواء ضلّت بسبب جهلها أو عدم حرصها أو بإرادتها الحرة فان المسيح أتى ليحررنا من الخطية والجهل والخوف والموت ( لأنه هكذا قال السيد الربّ هاأنذا اسأل عن غنمي وافتقدها كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة . هكذا افتقد غنمي وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها يوم الغيم والضباب . أنا أرعى غنمي واربضها يقول الرب ، واطلب الضالّ واسترد المطرود ،واجبر الكثير واعصب الجريح ) حز 34 : 11- 15 .ان افتقاد الرب العجيب لكل نفس هو مصدر عزاء وتشجيع لكي ما نستجيب إلى نداءاته المتكررة لنا لتبعيته والتلمذة على يديه . وهو قادر ان يداوي أمراض نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا فهو الطبيب الحقيقي الذي يدبر خلاص رعيته .
صفات الراعي الصالح ...
ان أهم صفات الراعي الصالح ومسئولياته هي السهر على حماية الرعية وتعهدها بالطعام والشراب وحمايتها من الأخطار التي تتهددها . ونحن نرى مخلصنا الصالح يتعهدّنا برعايته وكأننا حدقة عينه . عندما كان شاول يسئ إلى الكنيسة ظهر له المخلّص قائلا ( أنا هو يسوع الذي أنت تضطهده ) اع 9 : 5 " فالذي يضطهد احد رعيته كأنه يؤذيه هو شخصياّ . هو يتحنّن علينا فهو الذي لما رأى الجموع قديما ( تحنّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومطروحين كغنم لا راعٍ لها ) مت 9 : 36
هو أمس واليوم والى الأبد يتحنن علينا ويقيم لنا الرعاة الصالحين ويعاتب الرعاة الذين لا يرعون الرعية بإخلاص .( هكذا قال الرب عن الرعاة الذين يرعون شعبي انتم بددتم الغنم وطردتموها ولم تتعهدوها . هاأنذا أعاقبكم على شر إعمالكم يقول الربّ . وأنا اجمع بقية غنمي من جميع الأراضي التي طردتها إليها واردها إلي مرابضها فتثمر وتكثر . وأقيم عليها رعاة يرعونها فلا تخاف بعد ولا ترتعد ، ولا تفقد يقول الرب . ) ار 23 : 2 – 4 لقد افتخر الشعب قديما باعتباره شعب الله وقطيعه المقدس ، الذي يقوده ( ساق مثل الغنم شعبه وقادهم مثل القطيع في البرية وهداهم امنين فلم يجزعوا ) لقد كان فساد الرعاة والرعية وفى ملء الزمان سببا لمجئ الرب متجسدا ليفتقد رعيته ، ويبذل ذاته فداء عنه . إننا بحاجة دائمة لرعاية الراعي الصالح الذي يقودنا في موكب نصرته . قدم لنا المسيح المخلص كلمته غذاء لأرواحنا وإعطانا سر الافخارستيا لكي نأكل ونشرب جسد ودم عمانوئيل إلهنا ونحيا . وأعطانا روحه القدوس مرشداً ومعزيًا . وإعطانا الكنيسة أماً ترعانا كلما اقتربنا من الراعي الصالح ووثقنا فيه وأحببناه واطعناه وعشنا في حمايته ، أحسسنا برعايته حينئذٍ نرتوي بمحبته ونشبع من نعمته فلا نبحث في العالم وشهواته عن آبار مشققه لا تضبط ماء ،غير عالمين ان كل من يشرب من ماء هذا العالم يعطش أيضا .
يعرف خاصته ويبذل ذاته .ان الراعي الصالح يعرفنا معرفه لصيقة ويتحد بنا ونصير نحن منتسبين إليه ويدعى اسمه علينا ( وأما أنا فاني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني كما ان ألآب يعرفني وأنا اعرف الآب وأنا أضع نفسي عن الخراف ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعيه واحده لراعٍ واحد ) يو 10 : 14 – 16 . نحن ننتسب للمسيح الراعي الصالح، فأصبحنا مسيحيين وهو من محبته ينسب نفسه إلينا ( اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب ) .( وأكون له إلهاً وهو يكون لي ابناً ) رؤ 21 : 7 . انه يعرف مواهبنا وضعفاتنا ويقدر ان يقوّي إيماننا . ( قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك ) ار 1 : 4 .
لكن لماذا لا ننمو إذن ونتقدّس كما يجب ؟
أنها حرية الإرادة الممنوحة لنا من الله ان نسلك طريق الخير والحياة أو طريق الشر والموت . فالجهاد القانوني في الطريق الروحي يجب ان يكون بإرادتنا الحرّة . لنعلن حبنا لله لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحقّ .نعبده بالروح والحقّ ، ونحبّه من كل القلب والفكر والنفس .
ولماذا ينمو البعض ويتأخر البعض ؟
أنها فرصتنا للمتاجرة في الوزنات الممنوحة لنا من الله فكلما استثمرنا إمكانياتنا وطاقاتنا ومحبتنا لمعرفة الله كلما أعلن عن ذاته اكثر . ان الله يراقب جهادنا كراعٍ صالح لنثبت له اننا نرغب ونعمل بإرادتنا الحرة في طريق الملكوت .
الحمل الذي يرفع خطيه العالم ....
ان الراعي الصالح هو الحَمَل المذبوح والمصلوب لفداء البشرية ، وهذا ما أعلنه أشعياء النبي ( أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا . ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجةٍ صامته أمام جازيها . فلم يفتح فاه وهو حمل خطيه كثيرين وشفع في المذنبين ) اش 53 : 4 – 7 ، 12 هو الراعي والحمل الذي رآه يوحنا المعمدان قادما إليه فصرخ قائلا هوذا حمل الله الذي يرفع خطيه العالم " اننا نعلم انه ( حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ) 1 بط 2 : 24 .وهذا الخلاص والفداء يعطى الإنسان قيمه ( عالمين إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضه أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس . دم المسيح ) ا بط 1 : 18 – 19 لهذا يجب ان يكون لنا تقدير لإنسانيتنا واهتمام بخلاصها ومحبه لذلك الذي مات من اجل ان يعطينا حياه أبديه . في السماء تسبحه كل الأمم قائلة ( مستحق هو الخروف المذبوح ان يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض سمعتها قائله للجالس على العرش والخروف البركة والمجد والسلطان إلى ابد الآبدين . ) رؤ 5 : 12 : 13 .ان الراعي الصالح يتسع في حبه لكل احد من كل امَّة ولسان، ومن كل الأعمار والأجناس هو يريد ان يجذبنا له بالمحبة لكي نكون رعيه واحدة لراعٍ واحد .
التعلم من الراعي
ان الذي يسير مع الراعي الصالح ويختبر رعايته يشيد دائما برعايته ، ويريد ان يتعلم منها . لقد تغنّى داود النبي برعاية الله قديما ( الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء في مراعى الخضر يربضنى . إلى مياه الراحة يوردني . يردُّ نفسي . يهديني إلى سبل البرِّ من اجل اسمه . أيضا ان سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي ) مز 23 : 1 -4 داود النبي الذي رآه الرب أمينا في رعاية الغنم في البرية ، اختاره راعياً لشعبه ونبياً وملكاً وقاضياً ، هكذا نحن أيضا يجب علينا ان نتلّقى الرعاية من الراعي الصالح، ونمنحها بأمانه للذين هم في نطاق رعايتنا . ان المسيح له المجد هو النموذج والمعلم الصالح سواء في شخصه الإلهي أو في صفاته أو في تعاليمه المملوءة محبه وحكمه أو في أسلوب رعايته وهذا ما يترك الأثر الطيّب على نفوس تابعيه والذين يتعلمون منه علينا ان نميِّز صوت الراعي ونعرفه بين أصوات العالم من حولنا وضجيج المدنيّة وتأثيراتها السلبية على النفس البشرية . يجب علينا ان نسير في هدى سير القديسين الذين سبقونا .( ان لم تعرفيني أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على أثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة ) نش 1 : 8 ان رعيه المسيح تحب كنيسته التي تغذيها بالإسرار والتعاليم فهي أمّنا التي ننمو فيها وكأعضاء في جسد الراعي ، نحب بعضنا بعض ونكون رحومين نحو الأعضاء الضعيفة والصغيرة التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام وكرعية واحده نسير معا في تعاون وانسجام ونبث الدفء الروحيّ في الأعضاء الفاترة والباردة حتى ما تقوى فى الروح .( والآن أيها الأحباء ابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مصلّيين في الروح القدس واحفظوا أنفسكم في محبه الله ، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية ، والقادر ان يحفظكم غير عاثرين في الاجتهاد ويوقفكم إمام مجده بلا عيب في الابتهاج .
راعيَّ الأمين . .
أنت تقودني وترعاني ، في المراعٍي الخضر تربضني ،إلى مياه الراحة توردني ، بأسوار وربط الحب تحميني ،في وادي ظلّ الموت تحملني ،رحمتك تدركني كل الأيام . فاسكن فيك إلى الأبد يا راعي النفوس الآمين اطلب الضّالين ، ردّ المطرودين ، واجبر المنكسرين ،واعصب المجروحين ، واحفظ القائمين ،واحكم بالعدل للمظلومين ، واسمعنا صوتك الآمين يا راعي الرعاة العظيم في قلبك الحنون أنا أقيم . تحملني على كتفيْكَ للنعيم ،وتنتشل رعيتك الضّالة من فم الشيطان الشّرير اجمعنا في حظيرتك بالحب واهدنا بقيادتك في الدرب ،فنحن نريد ان نتبعك من القلب ،ونسير وراءك في حبّ ،فأنت لنا نعم الراعي والأب ،وفيك ومعك وبك يعظم انتصارنا يا رب .
القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
08 يوليو 2025
رسائل القديس بطرس
دعوة لحياة القداسة
يدعونا القديس بطرس الرسول في رسائله إلى حياة القداسة { نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس} ( 1بط15:1-16) وقداسة فى العبرية " قدش " معناها شيء مفرز ومخصص لله. وكان يكتب على عمامة رئيس الكهنة في العهد القديم على صفيحة من ذهب " قدس للرب "وكانت العشور تسمى قدس للرب،وهكذا ينبغى أن نقدس هيكلنا الداخلى للرب مجاهدين ضد الخطية والشهوات ومتى ضعف المؤمن وسقط عليه أن يقوم ويعترف بضعفه ويسعى للسير فى طريق الفضيلة، واضعا أمام عينيه أنه غريب فى هذا العالم. وقدوس باليونانية تعني اللا أرضى. وبهذا نفهم أننا مخصصين لله لكى نحيا فى السماويات، ولا يشغل التفكير في الملذات الأرضية، بل المجد المعد لنا فى السماء (كو 1:3-4) ويساعدنا على ذلك أن نميت أعضائنا التي على الأرض (كو 5:3) وهذا هو عمل النعمة مع المجاهدين لأرضا الله أن المثال الذي نضعه أمامنا في السير في طريق الكمال هو الاقتداء بالمسيح وليس إنسان { كونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل } (مت 5 : 48). والمقصود كما أن الله أبوكم قدوس سماوى، عيشوا حياتكم حياة سماوية مقدسة في كل سيرة وفى كل تصرف، وفي كل معاملة وفى كل أمر، حتى فى أفكاركم الخفية. فكوننا أولاد للآب السماوى يستدعي منا سلوك وقور فى حياتنا الزمنية نقدم فيه ثمر الإيمان {ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الأخوية محبة.} ( 2بط 5:1-7). جهادنا له جانبان، جهاد سلبى أى الإمتناع عن كل خطية والهروب من الفساد { اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة }(2 بط 1 : 4). وجهاد إيجابى كالصلاة والصوم واعمال البر. لقد دعانا الله لنرث المجد المعد لنا ونكون شركاء الطبيعة الإلهية فالأمر يستحق كل اجتهاد من جانبنا وأن نحمل كل صليب يسمح به الله، وأن نقدم أجسادنا ذبيحة حية، ونقدم فى إيماننا فضيلة وفي المودة الأخوية محبة فالفضائل تبدأ بالإيمان وتنتهى بالمحبة، وقد لخصها القديس بولس الرسول بقوله {الإيمان العامل بالمحبة} (غل 6:5). أما بطرس الرسول فيفصلها ويشرح كيف تنبع المحبة من الإيمان. فالفضائل ليست منفصلة عن بعضها فنقدم في إيماننا فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة وتعفف وصبر وتقوى ومحبة فالفضائل سلسلة مترابطة الواحدة منها تقود لأخرى.
المحبة والخدمة
القديس بطرس الرسول يؤكد أن المسيحية تدعو الى المحبة قمة الفضائل و رباط الكمال، والمحبة تبدأ فى نطاق الأسرة والأقارب وتمتد لضيافة الغرباء ثم خدمة الكنيسة ومحبة كل أحد، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة { ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا} (1 بط 8:4). فإن كانت الصلاة الدائمة هي غاية العبادة لكن لا نَفْعَ لها ما لم تستند إلى إيمان عامل بالمحبة لإخوتنا فنحبهم محبة نابعة من أعماق القلب الداخلية. لأن المحبة تستر أخطاء الغير وعيوبهم، فيستر الله علينا ويغفر خطايانا، ويمتعنا بصلاة هادئة مقبولة لدى الله، وبهذا يزداد اتحادنا بالرب. والمحبة تدفعنا الى اضافة الغرباء { كونوا مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة} (1 بطر 9:4). فلكي يستقبلنا الله في السماء و يستضيفنا في أحضانه الأبديّة بفرح وبسرور، علينا أن نفتح قلوبنا وبيوتنا لأخوتنا الغرباء، فنستضيفهم بلا دمدمة، أي بلا تذمر بل بفرح وكرم ومحبة حقيقيّة. والمحبة الأخوية تبدأ من البيت لذلك يوجه الرسول بطرس وصيته بالمحبة في الأسرة كنموذج به نمتد بالمحبة للغير المحبة الأسرية تقوم على الطاعة والاحترام بين الزوجين، فالطاعة تدفع الرجل لمحبة زوجته المطيعة وحب الرجل يدفع المرأة لطاعة زوجها بالأكثر، وبهذا يحل السلام في الأسرة. وإن كان بعض الرجال عنفاء ولا يطيعون الكلمة فالمرأة المسيحية تجذب زوجها للإيمان بسلوكها الحسن. الزوجة تقدم الطاعة حتى للزوج العنيف لتربحه بالطاعة في خوف الله وفي حشمة وعدم تبرج وأحترام من المؤمنة نفسها وجسدها كجسد مقدس فى الرب ويطلب الرسول أن تهتم النساء بالزينة الداخلية كالوداعة والقداسة والهدوء والمحبة والطاعة والطهر هكذا ترضى الزوجه الله أولاً وتكون مصدر جذب للزوج كما كانت سارة تطيع ابراهيم. فيقول القديس بطرس { كَذَلِكُن أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ،مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ. وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ..... كَذَلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالْوَارِثَاتِ أَيْضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ. وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعاً مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ (1بط 1:3-9). ويوصي الرسول بطرس الزوج ان يترفق بزوجته ويكرمها. فهى شريكة له ووارثة معه ملكوت السموات و حتى لا تتأثر حياتهم الروحية لكي لا تعاق صلواتكم فإن الخطية أو العناد أو سوء تفاهم أو عدم مودة، أو العنف الأسري كفيل بأن يعيق الصلوات. أن الذين لا يعرفون روح التسامح لن يختبروا غفران الله لتعدياتهم. المحبة تميز الأسرة المسيحية وتحفظ حياة الشركة والسلام و تجعلنا نبتعد عن الشر و تلتصق بالخير ونرث البركة والنصيب السماوي المحبة لابد أن يكون لها ثمر صالح فلا يوجد في الكنيسة إنسان قط بلا موهبة، سواء كان طفلاً أو شيخًا، رجلاً أو امرأة، كاهنًا أو علمانيًا، بتولاً أو أرملاً أو متزوجًا. لأننا جميعًا أعضاء في جسد المسيح، ولا يمكن أن يكون في هذا الجسد عضو خامل وبلا عمل لهذا يوصي القديس بطرس الرسول قائلا { ليكن كل واحدٍ بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله، وإن كان يخدم أحد، فكأنه من قوة يمنحها الله، ليتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين } ( 1بط 10:4-11) الله يوزع علينا المواهب بالقدر الذي يرى فيه خلاصنا والنعمة تحتاج منا إلى أضرامها والأمانة في استثمار الوزنات المعطاة لنا لخدمة الكنيسة والمجتمع لكي يتمجد الآب في كل شيء بيسوع المسيح صاحب المجد والسلطان، أمين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
07 يوليو 2025
القديس بولس الرسول رسول الجهاد ومدرسة الفضائل
نشأته وإيمانه بالسيد المسيح ..
وُلد شاول سنة 8 أو 9 م في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، لأب يهودى من سبط بنيامين ومن عائلة غنية وحاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " فدرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35) كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا و مسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه ولقد أثر فيه بالتأكيد هذا المشهد العجيب فى مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد والاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه.وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء و هو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله و يسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} أع 54:7-60 لم يتقابل شاول مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض ومع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على الديانة اليهودية { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن} أع 3:8 .ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم} أع 1:9-2. وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح { وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق، فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق. وكان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي.وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الأخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما} أع 3:9-19. وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9).
خدمة القديس بولس الرسول
على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م ، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ } ( غلا2: 20). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا لروح الله القدوس كما قال عنه الكتاب {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13). وليس فقط ممتلئاً من الروح القدس، بل كان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا و شاول} (أع 13). وكان الروح القدس يسمح له بالكرازة فى أماكن و يمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا (أع 16). { وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم} أع 9:16-10 و ليس فقط فى التحركات بل فى التعليم كان مسوقاً بالروح القدس إذ يقول { و كلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} 1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا ندرس الإنجيل فقط ولكن يجب أن يكون مثل بولس الرسول عاملاً بالانجيل فى حياته منقاداً بالروح القدس { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف. لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب} 2كو 24:11-29. ويقول يشوع بن سيراخ يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة (إبن سيراخ 2: 1)، و لقد كان هذا تحقيقاً لقول السيد المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى و نحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا و نحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى أخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بقسوس افسس { و من ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. و الان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا و شدائد تنتظرني. و لكنني لست احتسب لشيء و لا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي و الخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } أع 17:20-24.
القديس بولس مدرسة الفضائل
لقد تسلم وعاش وعلم القديس بولس رسالة الإيمان كما تسلمها من الرب يسوع وروحه القدوس إذ يقول لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضاً (1كو 11: 23)وكانت تعاليمه لها روح تعاليم السيد المسيح نفسها فمن المخلص وبوحى روحه تعلمها وكان أميناً فى تسليمها {إذ يقول لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك} (رو 2: 1) و التى تقابل {لا تدينوا لكي لا تدانوا. لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون . وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم }(مت 7: 1، 2) و يقول أيضاً {لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون }(رو 8: 13) و التى تقابل من تعاليم السيد {فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها} (مت 16: 25). { لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا. و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري.كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري.فانكم كلما اكلتم هذا الخبز و شربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء} اكو23:11-26.إن القديس بولس الرسول كتب 109 إصحاحاً فى 14 رسالة شاهداً ومفصلاً لكلمة الله المقدسة. وما تسلمه من الرب سلمه لمن أمنوا علي يديه لاسيما لتلاميذه الذين اوصاهم بان ان يكونوا أمناء فى تسليم شعلة الإيمان للآخرين { و ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2تي 2 : 2) كان القديس بولس قلباً ملتهباً بمحبة الله { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة.و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} رو 35:8-39. ولقد قدم حياته قربانا لله الذى أحبه ومنذ ان تقابل مع الرب فى الطريق الى دمشق والى ان قدم دمه الطاهر شهادة لأيمانه كانت حياة صلاة حب لله من اجل الكنيسة وبنيانها { متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم} (رو 1 : 10). { نشكر الله كل حين من جهة جميعكم ذاكرين اياكم في صلواتنا} (1تس 1 : 2). ولهذا طلب منا كما تعلم من سيده ان نصلى ولا نمل { صلوا بلا انقطاع }(1تس 5 : 17) . { فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات و صلوات و ابتهالات و تشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1) ان القديس بولس هو مدرسة للفضائل عاش ما علم به تحقيقا لدعوة الله المقدسة له { فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده.ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا و نصيبا مع المقدسين} أع 15:26-18.ولهذا دعانا للثبات فى الإيمان { اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا }(1كو 16 : 13). { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي }(غل 2 : 20). مصليا من اجل ان {يحل المسيح بالايمان في قلوبكم }(اف 3 : 17){الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح }(اف 4 : 13) ويدعونا ايضا للجهاد الروحي حاملين ترس الإيمان {حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة }(اف 6 : 16) انه رجل الغيرة الملتهبة من أجل خلاص البعيدين والقريبين ومن غيرته على خلاصنا يقول { فإني أغار عليكم غيرة الله ، لانى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح . ولاكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى للمسيح} 2كو2:11-3.ومن أجل غيرته على خلاص بني جنسه يقول { فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتى وانسبائي حسب الجسد} رو 3:9. تحمل فى غيرة وانكار لذاته ، اسمعه كيف يتكلم باتضاع قلب { وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. و اخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله.و لكن بنعمة الله انا ما انا و نعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي.فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز و هكذا امنتم} 1كو 7:15-11أخيرا نسمعه يلخص حياته بالنصيحة لتلميذه تيموثاوس { نا اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء و الاموات عند ظهوره و ملكوته.اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب و غير مناسب وبخ انتهر عظ بكل اناة و تعليم.لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم.فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الى الخرافات.واما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك. فاني انا الان اسكب سكيبا و وقت انحلالي قد حضر.قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. و اخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل و ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا} 2تي 1:4-8.
أذكروا مرشديكم ..
اليك يا الهنا الصالح نقدم الشكر والتسبيح على نعمة الإيمان التى تسلمناها من أبائنا الرسل القديسين ومن بينهم قديسنا وكارزنا القديس بولس الرسول شاكرين محبته وذاكرين اتعابه من أجل نشر الإيمان . وكما علمنا هذا الكاروز العظيم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). فاننا ننظر الى نهاية سيرته الطاهرة ونتمثل بإيمانه وغيرة وجهاده ومحبته السلام لك يا رسول الجهاد ومدرسة الفضائل ، ايها الكارز بالأيمان الأقدس الذى دعوتنا اليه . داعيا ايانا ان نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحتة النور ونجاهد الجهاد الحسن من أجل الرجاء الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله . السلام لك يا ابانا القديس يا من لم يفتر بدموع ان ينذر كل أحد لكى نسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ، مفتدين الوقت فى هذه الأيام الشريرة السلام لك يا معلمنا اسلحة الحرب الروحية لننتصر على محاربات الشيطان { اخيرا يا اخوتي تقووا فيالرب و في شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير و بعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق و لابسين درع البر. و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لاجل جميع القديسين} أف 10:10-18 السلام لك يا من دعانا الى حياة المحبة والايمان والرجاء { المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ.و لا تقبح و لا تطلب ما لنفسها و لا تحتد و لا تظن السوء.و لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط ابدا ، اما الان فيثبت الايمان و الرجاء و المحبة هذه الثلاثة و لكن اعظمهن المحبة} 1كو 4:13-8،13. أطلب من الرب عنا ايها الرسول القديس بولس الرسول ان يقوى إيماننا ويلهب قلوبنا بالمحبة ويملأ حياتنا بالرجاء ويغفر لنا خطايانا .
القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
01 يوليو 2025
رسائل القديس بطرس
القديس بطرس يكتب الي المتغربين المضطهدين
كتب القديس بطرس الرسول رسالتين إلى المؤمنين المتغربين في الشتات وهما من الرسائل الجامعة ودعا المؤمنين بالمتغربين مما يتناسب مع روح الرسالة إذ هى موجهة إلى أناس متألمين مضطهدين وهي دعوة لهم أن يشعروا أنهم غرباء في هذا العالم فيشتاقوا لموطنهم الحقيقى، أورشليم السماوية، فإن التعلق بالسماويات هو أساس احتمالنا الآلام بصبر. فهما رسائل الى الذين آمنوا بالمسيح من اليهود فإضطهدوا فتشتتوا، ثم إنضم إليهم الأمم الذين آمنوا. ودعاهم بالمختارين بعلم الله السابق فعلى الصليب فتح السيد المسيح يديه معلنا دعوة الآب لكل البشرية. فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تى4:2). والله يدعونا وكل إنسان حر فى أن يقبل أو يرفض. والمختارين إسم أطلقه الرسل على كل المؤمنين وليس معنى هذا أن الجميع يثبتوا إلى النهاية فى الإيمان، فالله لا يحرم الإنسان من حريته وأن كان يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون. وتتفق الرسالتين مع أسلوب عظات بطرس الواردة فى سفر اعمال الرسل فيشير إلى الله كديان يحكم بغير محاباة (17:1) مع (أع 34:10). وأن الآب الذى أقام الأبن (21:1) مع (أع 32:2) + (أع 15:3) + (أع 40:10). والسيد المسيح رأس الزاوية في إيماننا (7:2) مع (أع 11:4). وقد كتب رسائله ما بين سنة 63، سنة 67 م أثناء اضطهاد نيرون (54-68 م). والرسالة الأولى تعالج مشكلة الألم الذي يئن منه كل إنسان، خاصة حين يسقط تحت ضيقٍ جسدي أو نفسي أو أدبي، فيشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته العميقة، لا على المستوى النظري، وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. فهو يدعو لمقابلة الألم بروح الرجاء الحي، خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وغالب الموت نفسه، بقيامة الرب يسوع المسيح من الأموات (1: 3). عِوَض الارتباك بمرارة الألم يرفعنا الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدي، فننعم بفرح لا ينطق به ومجيد (1: 8). وعِوَض الانغماس في متاعب الحياة القاتلة للنفس يرفعنا إلى انتظار مجيء القدوس خلال الحياة المقدسة (1: 15-16)، مدركين دورنا الحقيقي كحجارة حية في بيت الله الروحي (2: 5). وإن كانت القديس بطرس قد يكُتِبَ إلى "المتغربين من شتات بُنتُس وغلاطية (1بط 1: 1) . فإن الرسالة الأولى موجهة إلى كل إنسان متألم في غربته. أما الرسالة الثانية فكتبها بعد أن أعلن الرب له عن قرب انتقاله فبعث إلى أولاده وصيته الوداعية ليحدثهم عن اشتياقات قلبه لملكوت السماوات ويحذرهم من البدع والهرطقات ويحدثهم عن الاستعداد لمجيء الرب الثاني الذي يدفع المسيحي إلى حياة القداسة.
الرجاء الحي وتذكية الإيمان...
لقد أختبر القديس بطرس الرسول رحمة الله الكثيرة التي بها أفتقده الله منذ أن دعاه كصياد سمك ليكون صياداً للناس ثم جدد فيه الرجاء الحي بعد قيامة الرب من بين الأموات ورد له رسوليته بعد الضعف والإنكار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات } ( 1 بط 3:1). أنه الرجاء الحى الذى يفيض فينا بحياة روحية حقيقية، وهو رجاء فى الحياة الأبدية. هو رجاء حى قوى مؤسس على قيامة المسيح، فى مقابل الرجاء فى العالم الذى كثيرا ما يخيب الظنون والأمال، الرجاء الحى بقيامة السيد المسيح أعطانا أن تكون لنا قيامة وحياة مثله، وأن يكون لنا نصيبا فى عالم آخر ذهب إليه المسيح قبلنا ليعده لنا (يو1:14-3). وعلينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة الله تحرسنا حتى لا يضيع منا هذا الميراث المعد لنا. فالعلة الأولى لحفظ المؤمن المسيحي هي قوة الله {انتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.} (1بط 5:1). الله هو الذي حفظ الكنيسة رغم كل الاضطهادات وهو القادر أن يحفظ كل نفس تتكل عليه فقوة الله التي قام بها المسيح من الموت قادرة أن تقيم أضعف مؤمن (اف20،19:1). فلنتطلع إلى الرب يسوع إذا هوجمنا من تجربة ونثق فى قوة الله وحفظه ورعايته فى كل الظروف ولا نتطلع إلى ضعفنا أو قوة أعدائنا، فبطرس كاد يغرق في الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم يتطلع إلى قوة الرب يسوع حتى جذبه الرب { فأجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان آتي إليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما راى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت} (مت 14 : 28- 31). فلا يضعف إيماننا في الضيقات أو يظن أحد أن القدير غير قادر على حمايتنا. فالمسيح بدأ عمله الخلاصى بالصليب وأتمه بالقيامة ويتمم فينا بقوة الروح القدس الذى يعيننا الآن حتى نكمل أيام غربتنا وعلينا أن نرجع إلى الله بالتوبة المستمرة والاتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه ولا فى قدرته. مع رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر مهتمين بتنفيذ وصايا الله والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته في حياة شركة مع الله فى صلاة دائمة بهذا نكون كمن فى حصن حصين وشركة القديسين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد