أَحَبَّهُمْ حَتىّ الْمُنْتَهَى (يو13: 1)

17 أكتوبر 2018
Large image

عندما يقول خاصته الذين في العالم لأنه له خاصة في السماء وليس في العالم فقط مثل الملائكة وأرواح الأبرار.أحب خاصته الذين في العالم تنطبق على العهدين القديم والجديد.حقًا الله له «الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا» (مز24: 1)، الكل خليقته وصنعة يديه لكن مع ذلك له خاصة معينة. الخاصة هذه الناس الذين عاشوا من أجله في العهد القديم مثل إبراهيم أب الآباء، يعقوب الذي قيل عنه الكتاب أحب الله يعقوب، موسى النبي، والأسباط الاثني عشر.كثير من الأنبياء كانوا خاصة ربنا.أحب خاصته الذين في العالم، بمعنى أن الله عندما أحرق سادوم قال: هل أحرق سادوم وأخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله (تك18: 17)، وأخذ يشاور عبده إبراهيم. هذه هي علاقة ربنا بخاصته.وأيضًا عندما بنو إسرائيل عبدوا العجل الذهبي وأراد الله أن يفنيهم، كلم موسى أولًا وقال له «أتركني ليحمي غضبي عليهم فأفنيهم» (خر32: 10). هل يستطيع عبدك موسى يا رب أن يدخل في إرادتك؟ ولكن الرب لم يرد أن يفنيهم إلا إذا كان موسى موافقًا، وموسى لم يكن موافقًا، «فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خر32: 14). ما أعجب محبتك لخاصتك يارب!!أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى، وصلت إلى أنه بذل ذاته عنهم. ولكن أيضًا هناك محبة وهم في العالم، مثلما قال الكتاب «يا أولادي لا نحب بالكلام ولا بللسان بل بالعمل والحق» (1يو3: 18)، فهو أحبهم حتى المنتهى بالعمل والحق.خاصته في العهد القديم معروفة مثل الشخصيات الكبيرة، وفي العهد الجديد كانت خاصته الاثنا عشر رسول، ولكن لم يكونوا وحدهم بل بعد ذلك كان السبعين رسولًا، بعد ذلك شخصيات معينة، بلا شك من ضمن خاصته لعازر الذي أحبه وبكى في مكان موته.ولا شك أنه من ضمن خاصته السيدة العذراء مريم والدته.ومن ضمن خاصته بعض شخصيات من النساء اللاتي كن يتبعنه وينفقن عليه من أموالهن (لو8).بل صار من خاصته أيضًا اللص اليمين على الصليب وقال له «اليوم تكون معي في الفردوس» (لو23: 43).أيضًا الأبكار في العهد القديم كانوا من خاصة ربنا. فقال: «قدِّس لي كل بكر، كل فاتح رحم، إنه لي» (خر13: 2). وبعد ذلك استبدل الأبكار باللاويين والكهنة. هؤلاء هم خاصته.ومسحاء الرب أيضًا من خاصته.حتى الاثني عشر الذين أحبهم كان هناك ثلاثة منهم له موضع خاص بالذات، وهم يوحنا ويعقوب وبطرس، وله جلسات خاصة معهم، وفي معجزة التجلي أخذ الثلاثة بالذات، هؤلاء من ضمن خاصته الذي أحبهم حتى المنتهى.فيما بعد شاول الطرسوسي أصبح من خاصته، وظهر له الرب ودعاه وجعله رسولًا للأمم. ثم ظهر له مرة أخرى وقال له أذهب بعيدًا للأمم، ومرة ثالثة قال له أذهب إلى أورشليم، وكان هناك رؤى كثيرة بينه وبين الله.أحب خاصته الذين في العالم حتى المنتهى.أحب خاصته هؤلاء الذين تركوا كل شيء وتبعوه. تركوا الأب والأم والأخوات والبيت وذهبوا وراءه. في العهد القديم إبراهيم ذهب وراءه وهو لا يعلم إلى أين يذهب. وفي العهد الجديد الرسل تركوا الشباك والصيد، ومتّى ترك مكان الجباية، تركوا كل شيء وتبعوه. آمنوا به وصحبوه وقالوا له في إحدى المرات: «إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية هو عندك» (يو8: 68).خاصته هؤلاء سمعوا لتعاليمه وحملوا رسالته... هنا قصة خرافية يُقال إن ربنا عندما صعد إلى السماء قابلته الملائكة فقالوا له: يا رب هل نشرت الإيمان في العالم كله؟ فقال: لا. فقالوا له: هل نشرت الإيمان في اليهودية في أورشليم كلها؟ قال: لا. قالوا: ماذا فعلت؟ قال لهم أعددت 12 وهم الذين سوف ينشرون الإيمان في العالم كله. لأن هؤلاء الذين امتلأوا من كل نعمة وكل بركة وكل قوة من السيد الرب وعهد إليهم بكنيسته، لكى يبنوا ملكوت الله على الأرض. هؤلاء خاصته هم الذين كرزوا باسمه، وتألموا من أجله، ولما حوكموا قالوا: «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» (أع5: 29). هؤلاء كانوا أناسًا لهم روحانية خاصة وكانوا أقوياء في الروح.إلى جوارهم اختار السبعين رسولًا.وليت كل واحد منا يسأل نفسه هل أنا من خاصة ربنا؟ هل تنطبق عليّ الشروط التي كانت على التلاميذ ولو في حدود إمكانياتي، أم هل أنا من خاصة العالم، أم متمركز على نفسي بعيدًا عن الله؟أحب خاصته الذين في العالم، ولذلك في مناجاته للآب في (يو17) كرّر عبارة «هؤلاء الذين أعطيتني» اعتبرهم أنهم عطية خاصة.يا ليتنا ينطبق علينا عبارة خاصته.أحبهم حتى المنتهى وهو ذاته هو المحبة، فالله محبة.إن كان السيد المسيح قد أحب أعداءه وصلى من أجلهم وقت الصليب وقال «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» (لو23: 34). فكم بالأكثر يحب خاصته تلك المحبة!أحبهم فأول شيء أختارهم وقال «لهم لستم أنت اخترتموني بل أنا اخترتكم» (يو15: 16).أيضًا نسأل أنفسنا هل نحن يا رب من مختاريك؟ هل اخترتنا كما اخترتهم؟ وهل تريد أن تعمل بنا عملًا كما عملت بهم عملًا؟اختارهم على الرغم من ماضيهم، وجعلهم صيادي الناس، وسماهم أصدقاءه، وسماهم وكلاء له، ودرّبهم في بعثة للخدمة أولًا، كما ورد في (مت10). أرسلهم وأعطاهم سلطانًا على جميع الشياطين وأعطاهم بعض النصائح وقال لهم «لا تحملوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم» (مت10: 11)، و«مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا» (مت10: 8).والسبعون الذين أرسلهم درّبهم على الخدمة أيضًا، فعندما فرحوا وقالوا «حتى الشياطين تخضع لنا باسمك» (لو10: 17)، فقال لهم «لا تفرحوا بهذا إن الأرواح تخضع لكم، بل أفرحوا بالحرى أن أسماءكم كتبت في ملكوت السماوات» (لو10: 20).درّبهم على الخدمة في معجزة الخمس خبزات والسمكتين. علمهم أن يعطوا الناس «فأعطوهم أنتم ليأكلوا» (مت14: 16). وعلمهم النظام فقال «أتكئوهم صفوفًا صفوفًا، مئة مئة وخمسين خمسين» (مر6: 40). وعلمهم محبة الآخرين ودرّبهم أيضًا حتى على محبة الأطفال وقال لهم «من أعثر أحد هؤلاء الصغار خير له أن يُعلَّق في عنقه حجر الرحى ويُلقى في البحر» (مت18: 6)، وقال لهم «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلم تدخلوا الملكوت» (مت18: 3).علمهم أشياء كثيرة، علمهم العطاء، وعلمهم التواضع والوداعة، علمهم أن لا يستخدموا القوة، فقال لبطرس «رد سيفك إلى غمده، من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ» (مت26: 52).علمهم أشياء كثيرة وكسر الحواجز التي بينهم وبينه. وعاش معهم في بساطة يأكل معهم ويشرب معهم، وقال عنه يوحنا الحبيب «الذي شاهدناه ولمسته أيدينا» (1يو1:1).عاش معهم كصديق أعطاهم فرصة أن يسمعوا جميع تعاليمهن وأعطاهم فرصة أن يروا كل معجزاته وهو يجول يصنع خيرًا، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.أعطاهم نفسه كمثال وبخاصة حينما غسل أرجلهم وقال لهم «تركت لكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم فاصنعوا بعضكم مع بعض».وقال للآب عنهم «هؤلاء الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد» (يو17: 12). وقال «لا يستطيع أحد أن يخطف من يدي ولا من يد أبي أحد» (يو10: 29).وهؤلاء الذين أحبهم أعطاهم سلطانًا على جميع الشياطين، وأعطاهم مواهب، ومنحهم الروح القدس ليسكن فيهم إلى الأبد، ولكي يعلمهم كل الحق أحبهم حتى المنتهى.ومنحهم الكهنوت ومنحهم أن يقيموا سر الإفخارستيا.ومنحهم مواهب الروح القدس. بل من أعظم الكلمات التي قيلت عن أحبهم حتى المنتهى أنه قال للآب «المجد الذي أعطيتني قد أعطيتهم» (يو17: 22) طبعًا في حدود. وقال «أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي، حيث أكون أنا يكونون هم» (يو17: 24). وقال «أنا ماضٍ وأعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي وأخذكم إليّ حتى حيثما أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يو14: 2).ليس فقط على الأرض ولكن في السماء أيضًا. قال لهم يكون لكم 12 كرسيًا تجلسون عليه وتدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر.كان معهم يحبهم حتى المنتهى، عزاهم في تعبهم وأزال عنهم شكوكهم حينما أتتهم شكوك. وحكى لهم جميع الرموز التي وردت عنه في موسى والأنبياء كما ورد في إنجيل لوقا 24. وقضى معهم بعد القيامة أربعين يومًا يحدثهم عن أسرار ملكوت الله، ووعدهم بوعود كثيرة من فرط محبته لهم.وكان يدافع عنهم، هذه هي المحبة العظيمة التي أحب بها خاصته، وكل واحد يكون من خاصة الرب سيتمتع بهذه المحبة حسب مقدار النعمة التي تُعطى له، وأيضًا النعمة التي أعطيت لهم كانت نوع من أنواع المحبة حتى أن بولس الرسول قال «لا أنا بل نعمة الله التي معي» (1كو15: 10).
مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

عدد الزيارات 1003

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل