القيامة طريق الحياة

08 يونيو 2021
Large image

تحدثنا قراءات الكنيسة في الأحد الخامس عن أن السيد المسيح هو الطريق والحياة :(يو14: 1-11):قال له يسوع : «أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي»، والرب يسوع المسيح هو الطريق الحقيقي للحياة الأبدية : «لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعُطي بين الناس به ينبغي أن نخلص، وليس بأحد غيره الخلاص» (أع12:4-13).
+ قال يسوع هذا عن نفسه.. لأنه ليس هو مرشد للطريق بل هو الطريق نفسه، وهو الطريق الوحيد للحياة الأبدية فلا طريق سواه.. هو الحق الكامل الذي لا يشوبه ظلم.. هو الحياة الحقيقية فلا حياة بدونه ..
+ السيد المسيح يكشف لنا حقيقة معزية: إذ يؤكد لتلاميذه أنه هو الطريق والحياة وأنه لا يمكن أن يصل أحد إلى السماء إلا عن طريقه وأنه لا يوجد طريق آخر سواه ولا يمكن أن يأتي أحد إلى الآب إلا عن طريقه..
+ لماذا لا يصل أحد للآب إلا عن طريقه؟ لأن الله هو العدل المطلق اللانهائي وطبقاً لمقتضيات العدل كان لابد أن تكون هناك كفارة عن الخطيئة إذ أخطأ الإنسان فلا يمكن أن يُقبل عند الآب إلا إذا كان هناك كفارة عن آثامه..
لذلك في ليلة عيد القيامة: تُطفَأ الأنوار في الكنيسة ويُغلق باب الهيكل، ويسمع المؤمنين حوارًا بين رئيس الكهنة أو الكاهن داخل الهيكل وبين آخرين خارج الهيكل.. هذا الحوار يمثل ما حدث حينما دخل السيد المسيح إلى السماء غالبًا منتصرًا بعد أن جعل للقديسين المحبوسين المنتظرين الخلاص مكانًا معه في الفردوس. «الذين نظروا المواعيد من بعيد وحيّوها وصدقوها».. فعندما يسمع الحراس كلام الملائكة "افتحوا أيها الملوك أبوابكم ليدخل ملك المجد"، فالحراس يقولون: "من هو ملك المجد؟:، فيجاوبهم الملائكة: "رب القوات هو ملك المجد"، لقد "كَسَرَ أبواب النحاس ومتاريس الحديد".. وهكذا يعلن الملائكة عن من هو الغالب المنتصر الذي قهر الموت وأعطانا القيامة والحياة لأنه هو الشفيع الكفاري الوحيد: «إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لأجل خطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا»، إذًا كفارتنا فقط هو واحد وهو يسوع المسيح مخلصنا وفادينا وحده: «ليس بأحد غيره الخلاص». هذا هو معنى أن المسيح هو الطريق بل والطريق الوحيد والحق والحياة .. فلا يمكن لإنسان يقدر أن يخلص إلا إذا آمن بالمسيح وإلا إذا اغتسل في دم المسيح وإلا إذا قبل المسيح فاديًا ومخلصًا يقول القديس جيروم: "إن كان المسيح هو طريق الأبرار فالشيطان هو طريق الأشرار، وما يميز المؤمنين هو اتحادهم بكلمة الله أي بالسيد المسيح".ويقول أحد الآباء أيضًا: "السيد المسيح يقودني إلى ذاته بكونه "الطريق". يجتذبني إليه بحبال محبته الإلهية ويهبني شركة طبيعته: القداسة والنقاوة والحب والاتضاع...الخ"ويقول القديس ذهبي الفم: "أنا هو الطريق والحق والحياة. المسيح هو الطريق إلى الحياة أي مصدر الحياة. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية (يو3: 36)".وأيضًا يقول أحد الآباء: "إنه الطريق الصالح الذي يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح. يقود الإنسان الذي من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات. يقود العبد الأمين الصالح حقًا. إن هذا الطريق ضيّق، إذ لا يقدر كثيرون أن يحتملوا السير فيه لأنهم محبون لأجسادهم. ولكن من يسير فيه مع المسيح لا يعتاز لشيء، لا يحمل معه زادًا ولا مزودًا ولا ثوبًا ولا عصا، ولا يكون له احتياج (مت10:10)".
نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية

عدد الزيارات 501

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل