الأنبا بنيامين مطران المنوفية

ولد ميخائيل عبد الملاك فى مدينة البتانون محافظةالمنوفية 24فى يونيو 1947 م وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية سنة 1970 م.وخدم بكنيسة مارجرجس باسبورتينج حوالي 3 سنوات عمل مهندسًا، حيث عُيِّنَ مُدَرِّسًا بإدارة كهرباء الإسكندرية عام 1971 ترهب بدير الأنبا بشوي فى 24 يونيو 1973 م بأسم أبونا الراهب القس تادرس الأنبا بيشوي رسم قسا فى 16 ديسمبر 1973 م. عُيِّنَ سكرتيرًا لقداسة البابا في 16 مارس 1975 م. كَلَّفَهُ المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث بتعمير دير البرموس مع آباء آخرين، فانتقل هناك في 12 يوليو 1975 م فَغيَّر له شكل الرهبنة باسم الراهب القس تادرس البراموسي رسم أسقفا فى 13 يونيو 1976 م عُيِّنَ فترة نائبًا مساعدًا لقداسة البابا شنوده الثالث في الإسكندرية في أكتوبر 1989 م. (نائبًا بابويًا بمدينة الإسكندرية) شارَك في خروج جسد القديس العظيم الأنبا أبرآم.
هو واعظ متميز، ذو أفكار مرتبة ويعرضها بطريقة جيدة.يقوم بالتدريس في الكليات الإكليريكية في مصر تم ترقيته مطرانًا مع خمسة آخرين في 28فبراير 2016 م. بواسطة قداسة البابا تواضروس الثاني(2).
اللجان :
لجنة الإيمان والتعليم والتشريع
لجنة شئون الإيبارشيات
لجنة الرعاية والخدمة
لجنة العلاقات الكنسية

المقالات (50)

02 ديسمبر 2025

الصوم والنقاوة

مع بداية صوم الميلاد المقدس نبدأ رحلة روحية نستعد فيها لاستقبال الابن الكلمة متجسدًا. فكما صام موسى النبي على الجبل أربعين يومًا وهو يستقبل كلمة الله وشريعته المقدسة، هكذا نقدم صومًا طاهرًا لنستقبل الابن الكلمة المتجسد رأس البشرية الجديدة التي تطيع الكلمة الإلهية، وتُنفّذ المشيئة الإلهية أيضًا كما في السماء كذلك على الأرض ولعلنا نتساءل ما علاقة الصوم بالنقاوة الداخلية؟ ولابد أن نعترف أن الجسد وطبيعته الفسيولوجية وغرائزه الحياتية وميوله الطبيعية المادية تحتاج إلى تنقية حتى يتقدس ويتنقّى، ولا يستجيب للعثرات والمثيرات التي يحاول عدو الخير أن يثيره بها، مما يؤثر على الفكر والعاطفة ولأن الصوم دليل لحب الإنسان لله، وعلامة حرصه على تقديم دليل قوي لمحبته لله ولوصاياه، لذلك يتحول الصوم إلى وسيلة قوية لتعميق حب الله في قلب الإنسان، مما يقوده للعبادة النقية بالصوم والصلاة والتسبيح والليتورجيات في التسابيح والألحان والتأمل في كلام الله المقدس.ملكية الله للجسد: وهذا هو منهج القداسة الحقيقية، فرغم أن القديسين كانت لهم أجساد مثلنا لها ميول وغرائز وعواطف، ولكن قدسوها جميعًا بالشبع من الله وتمليكه على الجسد وطاقته، فصار الجسد هيكل الله وروح الله ساكن فيه. ومع تفعيل عمل الروح القدس بالصوم والعبادة تكون هناك تقويه للكيان الروحي بقيادة روح الإنسان المقودة بعمل الروح القدس، مما يجعل الجسد خاضعًا كعبد مطيع للروح كما قصد القديس بولس من عبارته «أُقمع جسدي وأستعبده» (1كو9: 27). فالقمع يعني الخضوع لملكية الله وخدمة الأهداف الروحية، فيحيا الإنسان حسب الروح وليس حسب الجسد. وهناك تحذير في كلمات هامة للقديس بولس «إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستحيون» وأيضًا، «مَنْ يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فسادًا، ومَنْ يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية» (2كو9: 6). ولخطورة الأمر نبّه السيد المسيح لعدم التهاون فقال: «إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك، فخير لَكَ أن تدخل الحياة أعور من أن تدخل جهنم ولَكَ عينان» (مت18: 6-9)، أي أن قطع العثرة من العين يوصّل للحياة الأبدية وهذا مهم للجسد كما يوضّح القديس بولس ذلك فيقول: «ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد، ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا! اهربوا من الزنا.. إنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اُشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» (1كو6: 20)، وهنا تنبيه لخطورة تدنيس الجسد بالخطية أو الشهوات. الخطية تنبع من الداخل: «كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، ولكن الذي يزني يخطئ إلى جسده» (1كو6: 18)، ومكتوب أن «الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرج الصالحات، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يُخرج الشرور» (لو6: 45).وهنا أهمية المقاومة: «لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية» (عب12: 4). والصوم يقوّي الإرادة حتى تقاوم الخطية كما جاء في (مت15: 10-20) «لأن من القلب تخرج الأفكار الشريرة، هذه التي تُنجس الإنسان». نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
10 نوفمبر 2025

مفهوم القوة

تحدثنا في مقال سابق عن الفرق بين القوة والعنف ورأينا كيف أن العنف هو نوع من الضعف لذلك نريد التعرف على معنى القوة وصورها حتى نكون أقوياء في الحق وفي المعرفة وباقي الفضائل. 1- قوة المحبة: وتقول الحكمة الإلهية «المَحَبَّةَ قَويَّةٌ كالموتِ مياهٌ كثيرَةٌ لا تستَطيعُ أنْ تُطفِئَ المَحَبَّةَ والسُّيولُ لا تغمُرُها» (نش8: 6، 7) والمحبة إيجابيًا تعني حب التعب لأجل الآخر والبذل والتضحية والعطاء حتى النَفْس كما نرى في الشهداء الذين أحبوا الله حتى الموت وكذلك في مَنْ أحبوا الوطن حتى الموت أيضًا والسيد المسيح له المجد أحبنا حتى الموت. ومن الناحية السلبية: فالمحبة تعطي قوة احتمال الأخطاء والصبر على مَنْ يُخطئ لأن المحبة لا تسقط أبدًا (1كو13: 8) بل تحتمل وتصبر وترجو كل شيء لذلك أجمع الآباء على ارتباط الصليب بالمحبة حيث صُلب الابن الكلمة المتجسد ليقدم غفرانًا وحياة لمن أخطأوا وحُكِم عليهم بالموت بسبب الخطية فقدم حياة أبدية لمن يؤمن ويمارس الأسرار المحيية المقدسة وقد احتمل بحبة إنكار بطرس وشك توما وهروب التلاميذ في وقت آلامه لأجل الجميع إنها المحبة القوية التي تُغطّي إساءات البشر وتقدم حُبًّا للأعداء وبركة لمن يلعن كما طلب الرب من مؤمنيه «بارِكوا لاعِنيكُمْ صَلّوا لأجلِ الّذينَ يُسيئونَ إلَيكُمْ ويَطرُدونَكُمْ» (مت5: 43-48). 2- قوة الصلاة بإيمان: فالصلاة الحارة من القلب بقوة إيمان وفي انسحاق قلبي تصعد بسرعة إلى أذن الله فتأتي بثمار الاستجابة كما حدث مع الآباء الرسل إذ حين صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع4: 31) حقًا إن طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها «كُلُّ شَيءٍ مُستَطاعٌ للمؤمِنِ» (مرقس9: 23) هكذا رأينا في نقل جبل المقطم وقديمًا مع أرملة صرفة صيدا وإيمانها بما قاله إيليا والأمثلة عديدة في الكتاب المقدس مثل نازفة الدم حين لمست هُدب ثوب السيد المسيح وغيرها كثيرون فما أروع صلاة اسطفانوس وهو ينال إكليل الشهادة مما أثّر في شاول الطرسوسي فاستحق أن يرى الرب يسوع في رؤية فريدة كَمَّلَت هذه البداية فصار بولس الرسول أكبر كارز. القوة: هي القدرة على الانتصار ضد أي مقاومة شريرة بالمحبة وبالصلاة القويتين فالانتصار على الحروب الشيطانية ومواصلة الصلوات رغم الحرب لتعطيل المُصلّي عن التسبيح وهذه حرب لإضعاف القُوى الروحية التي تقاوم حرب الخطية ومن هنا كان الثبات المؤدي إلى النصرة يتوقف على قوة الثبات في محبة الله ومحبة الصلاة «كتَبتُ إلَيكُمْ أيُّها الأحداثُ لأنَّكُمْ أقوياءُ وكلِمَةُ اللهِ ثابِتَةٌ فيكُم وقَدْ غَلَبتُمُ الشِّرّيرَ» (1يو2: 14) والغلبة تعكس قدرة خاصة على الجهاد الروحي ضد الخطية «لَمْ تُقاوِموا بَعدُ حتَّى الدَّمِ مُجاهِدينَ ضِدَّ الخَطيَّةِ» (عب12: 4) وهذا ما حدث مع يوسف الصديق الذي يُعتبر عنوان القوة المنتصرة على الشر(تك39)هكذا ينبغي أن يكون أولاد الله منتصرين أقوياء النفس بدون قلق ولا اضطراب ولا خوف بل يكونوا كالجبال الشامخة أمام الضغوط «لأنَّ اللهَ لَمْ يُعطِنا روحَ الفَشَلِ بل روحَ القوَّةِ» (1تي4: 7) لذلك لا نفشل. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
15 سبتمبر 2025

روحيات الشهيد

ونحن نحتفل بعید النیروز المعروف بعید الشھداء نتكلم عن روحیات الشھید القویة التي أعطته أن یقدِّم حیاته بفرح لیشھد للمسیح بدمه، وھي أقوى شھادة، لأنھا تفوق شھادة الفم أو السلوك الروحي فقط ویقول القدیس بولس "إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِیتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْیَوْنَ" (رو ۸: 13) ،ویقول أیضًا "مَنْ یَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ یَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ یَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ یَحْصُدُ حَیَاةً أَبَدِیَّةً" (غل ٦: 8) ولا شك أن الروح أقوى من الجسد وھي مصدر حیاة الجسد، وخاصة أرواح القدیسین، فھي أرواح كبیرة شبعت من الله لأنھا عاشت بقداسة،لذلك كانوا أقویاء أمام الموت فشھدوا للمسیح بدمائھم لأنھم تدربوا روحیًا بحب المسیح الذي أحبنا حتى الموت على الصلیب، فغلب الموت وأعلن الحیاة الأبدیة بقیامته وھكذا استطاع الشھداء أن یغلبوا الموت بشھادتھم للمسیح حتى الدم لأنھم تدربوا في مدرسة الإیمان بالثقة في محبة المسیح وبقیادة الروح للجسد انتصر ھؤلاء القدیسون على الخطیة ونالوا الحرارة الروحیة فلم یُعانوا من الفتور الروحي بل تعودوا بحیاتھم تحت قیادة روح الله أن یكونوا حارین في الروح وعابدین الرب (انظر رو۱۲: 11) لذلك كان الشھید یُصر على الصلاة قبل الاستشھاد لكي ینال قوة یغلب بھا الموت فیصیر شاھدًا قویًا لقیامة المسیح وصعوده لیُعد لنا مكانًا في الأبدیة دائمًا تبدأ الحیاة مع الله بالتوبة، وتنمو ھذه الحیاة بخبرة روحیة قویة وحرارة روحیة أیضًا، فلا یعاني الشخص من الفتور الروحي الذي یجعل الروح ضعیفة تخضع لحروب الشیطان وتجتذبھا فخاخ الشیطان لذلك فالصلاة بالروح تكون: حارة، فیھا الإیمان والثقة، وفیھا الانسحاق وروح الخضوع ﻟﻠﮫ، وحدیث الحب للمسیح مخلص العالم. لذلك یوصینا الكتاب المقدس ویقول "حَارِّینَ فِي الرُّوحِ" (رو ۱۲: 11) ومن أھم المبادئ الروحیة: ۱- "مَغْبُوطٌ ھُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع ۲۰: 35) لأن الذي یُعطي یعطیه الله. ۲- "مَنْ یَرْفَعُ نَفْسَه یَتَّضِعُ وَمَنْ یَضَعُ نَفْسَه یَرْتَفِعُ" (لو ۱٤: 11) فطوبى للمساكین بالروح لأن لھم ملكوت السموات. ۳- من وجد نفسه یضیعھا ومن أضاع نفسه لأجل المسیح یجدھا (انظرمت ۱۰: 39) مثل الشھداء بسفك دمھم. 4- "بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَیْئًا" (یو ۱٥: 5) لأن مسیحنا القدوس ھو مصدر كل قدرة للنصرة الروحیة. ٥- "مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَه الآخَرَ" (لو ٦: 29) بمعنى عدم الانتقام لأنفسنا ممن یھینوننا دائمًا. ٦- صلوا كل حین ولا تملّوا (انظر لو۱۸: 1) بمعنى الصلة المستمرة مع الله لكي ننال قوة روحیة تعیننا. ۷- "مَنْ ھُوَ حَكِیمٌ وَعَالمِ بَیْنَكُمْ، فَلْیُرِ أعَمَاله باِلتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فيِ وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَیْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَیْسَتْ ھذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ ھِيَ أَرْضِیَّةٌ نَفْسَانِیَّةٌ شَیْطَانِیَّةٌ لأَنَّه حَیْثُ الْغَیْرَةُ وَالتَّحَزُّبُ، ھُنَاكَ التَّشْوِیشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَھِيَ أَوَّلاً طَاھِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِیمَةُ الرَّیْبِ وَالرِّیَاءِ"(یع۳: 13 -17) وشتان بین الحكمة الروحیة في صفاتھا وبین الحكمة النفسانیة في صفاتھا كما ذكر القدیس یعقوب في الآیات السابقة. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
12 فبراير 2025

قراءات صوم و فصح يونان

يأتي صوم يونان قبل الصوم الأربعيني المقدس بأسبوعين، القراءات خلال هذا الصوم وفصحه عن التوبة كالتالي: (+) اليوم الأول دعوة للتوبة وهي دعوة للفرح بالرب وخلاصه كهدف للتوبة هلموا فنبتهج بالرب ونتهلل لله مخلصنا» (مزمور عشية ١:٩٤-٢) ، أما إنجيل العشية فمن (لوقا ۱۳: ١-٥) «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " وهذا يوضح أهمية التوبة.بخور باكر النبوة من (يونان ۱) وفيه دعوة يونان لكرازة نينوى داعيا إياها للتوبة، وهروب يونان ، ثم دخوله للحوت ليبدأ توبته عائدًا إلى نينوى .. ثم مزمور باكر الرب رءوف رحيم طويل الروح للتشجيع على بداية التوبة دون تأخير .. وإنجيل باكر (متى (٦:٧-١٢) يطمئن من يطلب التوبة أن كل من يسأل يأخذ وكل مَنْ يطلب يجد ومَنْ يقرع يفتح له . البولس (رومية ٦: ١٧-۲۳) مَنْ يسمع ويطيع يتحرر من الخطيئة وتكون أعضاءه آلات بر لله للقداسة، والكاثوليكون (يهوذا ۱:۱-۱۳) دعوة للجهاد للخلاص بالتوبة لأجل الإيمان، وفي الإبركسيس( أعمال ۳۸:۲-٤٨) دعوة بطرس للشعب أن يتوبوا ويعتمدوا لمغفرة الخطايا، ثم توسل في المزمور إن كنت للآثام راصدًا يارب من يثبت لأن من عندك المغفرة»، والإنجيل من (متى (٣٥:١٢-٤٥) عن آية يونان النبي. (+) اليوم الثاني إحساسات التوبة النبوة من (يونان ۲) صلاته من جوف الحوت بخوف ورعدة ورجاء الاستجابة بصلاة حارة، ومزمور باكر: اذكر يارب أننا تراب - الله لا يعاملنا حسب خطايانا (مز ۱۰۲)، والإنجيل مثل التينة التي تفسد الأرض بدون ثمر وتركها لتأتي بثمر وإحساسات الغربة على الأرض تقود للتوبة والتصالح مع الله بعد التغرب عنه (كولوسي (۲۱:۱) ، وتوعية بكفاية ما مضى من زمن لنترك الخطية وننتقل للفضيلة (۱ بطرس ٣:٤-١١)، والتوبة تتغاضى عن أزمنة الجهل (أع ۳۰:۱۷)، ومزمور القداس فيه طلبة الغفران وستر الخطية كمشجع للتوبة (مزمور ٢:٨٤) ، والإنجيل يحدثنا عن آية يونان والاستفادة منها كرمز للسيد المسيح ليتحقق نور العين واستنارة النفس بطهارة الجسد (لوقا ۲۹:۱۱) .. (+) اليوم الثالث نتائج التوبة النبوة (يونان ٣ ،٤) وتجديد دعوة الله ليونان والبداية الجديدة، ومزمور باكر كما يترأف الأب على البنين هكذا يترأف الرب على خائفيه» (مزمور ۱۰۲)، وفي الإنجيل الفوز بالراحة من القائل: تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (مت ۱۱)، وكذلك الفوز بالرحمة (أفسس ۲)، وطمأنة يوحنا لأولاده أنهم أقوياء وغلبوا الشرير وغفرت خطاياهم ( ١ يوحنا ١٢:٢) ، وتأكيد عمل الله وتحقيقه الوعد القائل : سأرجع وأقيم خيمة داود الساقطة وأبني ردمها» (أعمال ۱۲:۱۵)، ومن أهم النتائج «طوباهم الذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم» (مزمور ۳۱).. والإنجيل الشبع كنتيجة حتمية للتوبة (مت ١٥) ... (+) فصح يونان فرح الله بالتوبة: «سمع الرب فرحمني» (مزمور باكر ، والإنجيل (مرقس ۸) الرب يكمل كل الاحتياجات ليشبع الجميع، والنتيجة الوصول لبر المسيح الذي بالإيمان، وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام (رومية ۱۰)، ونوال الخلاص المفرح بضمير صالح (۱ بطرس ۳)، وبالتوبة نرى عمل الرب والبركة الممنوحة لإبراهيم ونسله (أعمال ۲۲:۳) .. ثم الحديث عن الاستجابة صرخت في ضيقتي فاستجاب لي الرب» (مزمور ۱۱۷) ، وكنتيجة حتمية للفرح بالتوبة أن هو جسدنا فنمتلئ من غيرة القلب نفرح بتطهير الهيكل الذى . كما نوه الرب عن ذلك. في (يو ١٢:٢) . نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
17 سبتمبر 2024

كلمة شهادتهم

في عيد النيروز (رأس السنة القبطية) الكنيسة تخلد ذكرى الشهداء القديسين الذين عبروا عن محبتهم المسيحنا القدوس الذي أحبنا حتى الموت موت الصليب، وكما غلب الشيطان بالصليب هم أيضًا غلبوه بكلمة شهادتهم، وأحب أن نتكلم عن ما المقصود بكلمة شهادتهم؟ هل المقصود ما قالوه من كلمات شهدوا بها للإيمان المسيحي أمام الملوك والولاة حين وقفوا أمامهم؟ أم المقصود أن دماءهم صرخت أمام الله تشهد لمحبتهم وصدق إيمانهم القلبي كما قال الله عن دم هابيل «صوت دم أخيك صارخ إلى مِنَ الأرض» (تك ١٠:٤ ) . أم المقصود أن دم الشهداء هو بذار الإيمان الذي ينتشر بالاستشهاد، لأن الإنسان لا يمكن أن يموت لأجل شائعة غير حقيقية بل يسفك دمه من أجل حقيقة إيمانية راسخة بحب حقيقي من كل القلب، فيكون دمهم كلمات تدخل القلوب وليس فقط العقول، فتعمل في جذب الناس إلى الإيمان الحقيقي والمحبة الكاملة. حقيقة أن تعبير كلمة شهادتهم مرتبطة بدم الحمل كلمة الله لذلك تقول الآية : وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم» (رؤ ۱۲ : ۱۱). وهذه الغلبة ظهرت في أمور عديدة كلها تعبر عن كلمة الشهادة كما في: (رؤ ٢:١٤-٣) "وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد عظيم. وسمعت صوتا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم، وهم يترنمون كترنيمة جديدة أمام العرش وأمام الأربعة الحيوانات والشيوخ . ولم يستطع أحد أن يتعلم الترنيمة إلا المئة والأربعة والأربعون ألفا الذين اشتروا من الأرض». لا شك أن هذه الأصوات التي تحمل كلمات شهادة من نفوس بارة ارتبطت بالحمل الحقيقي (الخروف ) الذي ذبح واشترانا بدمه. ومن كل ذلك نستنتج ما يلي من أمور روحية هامة ننتفع بها : ١- الشهداء هم شهود بدمهم المسفوك ، يصرخ شاهدًا على إيمانهم وحبهم الحقيقيين لله . ٢- الشهادة قبل الاستشهاد فيها كلمات الإيمان بالمسيح المخلص والمعبرة عن المحبة القلبية لله . ٣- والشهادة بعد سفك الدماء، في الدماء الصارخة أمام الله بقوة شاهدة بأقوى شهادة . ٤- والشهادة الدائمة في السماء هي بالتسبيح الدائم الذي يحكي عن المخلص كذبيحة حية دائمة . ٥- وتمتد هذه الشهادة لتصير شاهدة على قوة المخلص الظاهرة في الطبيعة في الرعد والمياه الكثيرة، وصوت القيثارات القوية الشاهدة بالترنم والتسبيح لحب ذاك الذي بمحبته يخلص كثيرين من محبة العالم المهلكة ومن النجاسات التي هي إرادة الجسد الخاضع لتيار الإثم. ٦- الذي جعلهم يجتازون من الموت إلى الحياة. ويوضح سفر الرؤية ترنيمة الخلاص في (رؤ ٣:١٥-٤) "عظيمة وعجيبة هي أعمالك ، أيُّها الرب الإله القادر على كل شيء! عادلة وحق هي طرقك ، يا ملك القديسين من لا يخافك يا ربُّ وَيُمَجدُ اسْمَكَ؟ لأنكَ وَحدَكَ قدوس ، لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدونَ أمامَكَ، لأن أحكامك وهي شهادة علي النصرة والغلبة علي العالم بالإيمان قد أظهرت". نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
18 يونيو 2024

عمل الروح القدس في النفس البشرية

قال السيد المسيح من آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ" (يو ۷ :۳۸)وهكذا ترتوي النفس البشرية بعمل الروح القدس وبدونه تجف وتموت روحيًا، لأنه كالماء للأرض العطشانة. وبالطبع هذا الماء الحي مختلف عن ماء العالم الذي يُغرق الإنسان ويهلكه، كما حدث في الطوفان، لذلك قالت المرأة السامرية للسيد المسيح يا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ لِكَيْ لَا أَعْطَشَ" (يو ٤: :١٥) وقد وصفه المزمور (۷۲: ٦) "يُنْزِلَ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ، وَمِثْلَ الْغُيُوثِ النَّارِفَةِ عَلَى الْأَرْضِ"حقا إنه عمل الروح القدس الذي يُنهي البوار، ويُميت الآفات، ويحطم الصخور، ويلغي المستنقعات، ويهيئ التربة للزراعة. إنه ماء الحياة الذي يغسل وينقي الروح الإنساني، ويُجدد الشباب الروحي ويغسل الإنسان من عتيقه بالمعمودية، ويخلق القلوب الجديدة، والنفوس المستقيمة الخاضعة للوصية. "وَأَرْشِ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِرًا فَتُطَهَّرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أَطَهِّرُكُمْ. وَأَعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أحكامي" (حز ٣٦: ٢٥-٢٧) . أول عمل للروح القدس إنه يبكت على خطية:حتى لا تغشى الظلمة على حياة الإنسان من قلبه وحواسه وأفكاره. وكمثال: حديث الرب مع ملاك كنيسة اللاودكيين الفاتر الذي قال عن نفسه إنه غني وقد استغنى ولا حاجة له إلى شيء ولم يعلم أنه الشقي والبنس والعريان (رؤ۳ :۱۷). لذلك من محبة الله أنه يُبكت الإنسان على خطيئته، لأنه يريد له النقاء والطهارة والعودة لطريق الله. وهذا التبكيت يمنع خداع النفس كما ورد في (غل ٦: ٣) "إنَّ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُضُّ نَفْسَهُ". وقليل من الناس يفرحون بالتبكيت لفوائده الروحية، والأكثرية يجهلون فائدته فيتضايقون منه كثيرا. وحين يبكت الروح القدس فإنه بإيجابية يكشف عن حلاوة حياة القداسة وثمارها وقوتها، إذ يغسل جروح الخطية فيبرأ الإنسان منها. لذلك فرق كبير بين تبكيت الروح القدس والندامة البشرية الضعيفة، إذ يعطي روح الله الفرح الداخلي بالتوبة والنصرة على الخطية والعزاء القلبي والرجاء مع الدموع والسلام الذي يتم بالمصالحة مع الله، مثل داود النبي الذي تاب وانجذب للقداسة حتى قال الله عنه: وَجَدْت دَاوُدَ بْنَ يَسْى رَجُلًا حَسَبَ قلبي" (أع ۱۳ :۲۲) إنه عمل الروح القدس الذي جعل داود يقول: تسمعني سرورًا وفرحا فتبتهج عظامي المنسحقة، رد لي بهجة خلاصك"( مز ٥٠). هذا عكس يهوذا الذي ندم فيئس فشنق نفسه وصار هالكا. لذلك قال الرب: "وَمَتى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرِّ وَعَلَى دينُونَةٍ" (يو (١٦: (۸)لذلك يقول معلمنا بولس في (عب٣ : ۷-۸) "اليوم إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلَا تُقَسُوا قُلُوبَكُمْ. حقا ما أحلى عمل روح الله فينا بأنات لا ينطق بها (انظر رو ٨ :٢٦). إنه سُلَّم روحاني يقود خطواته روح الله، حتى يصل بالنفس إلى كمال التوبة بالعتاب الرقيق كما حدث مع بطرس الرسول فبكى بكاء مرا نخس في قلبه فقاده للتوبة، وقول الرب طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لَا يَفْنَى إِيمَانُكَ" (لو ۲۲ :۳۲). هكذا كلمة الله تنخس القلب كقول الرب: "أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطَّمُ الصَّخْرَ" (إر ۲۳: ۲۹)لذلك لَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإخْوَة" (أع ۲: ۳۷). نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل