بناتنا على مثال أعمدة في الكنيسة

03 يوليو 2021
Large image

ربِّي ابنة مقدسة وسط عالم غير مقدَّس
"لتكن بناتنا جميلات مزيَّنات على مثال أعمدة الهيكل." (مز 143: 12و13 - الترجمة السبعينية) "ولا تكن زينتكن خارجية من ضفر الشعر، والتحلِّي بالذهب، ولبس الثياب؛ بل بما في باطن القلب، من زينة نفس وديعة مطمئنة لا تفسد، وثمنها عند الله عظيم." (1بط 3: 3و4 - الترجمة الجديدة)إن الوسط الذي تواجهه ابنتكِ هو وسط مُناقِض للقيم الروحية الإلهية. وكم من البنات يتغذَّيْن على هذا الوسط بمنتهى البساطة والسذاجة، فيفقدن فضائلهن على المدى القريب والبعيد. ولكنكِ كأُم (أو كخادمة الفتيات والشابات في الكنيسة) يمكنكِ أن تساعدي ابنتكِ لتُقاوِم الوسط بما يحمله من ثقافة الأنانية والخطية والعشوائية في الحياة، لكي تحيا الحياة المقدسة التي يشاء الله لها أن تعيشها، فتكون ابنتكِ عموداً في الكنيسة وشجرة مثمرة لله وللأسرة والمجتمع كله، يفرح بها الجميع، ويُمجِّدون الله بسببها.وهذه بعض الإرشادات التي بها يمكن أن تربِّي ابنتكِ وتنشئيها لتكون قديسة وسط عالم غير مُقدَّس:
1. معركة التربية تستدعي منكِ اليقظة والتأهُّب:-
إن التربية الروحية هي معركة وليست نزهة. فأولاً لا تستسلمي للواقع، وتتركي ابنتكِ تتغذَّى على الثقافة الخاطئة المدمِّرة السائدة وسط عامة الناس والمسيطرة على حياتهم وأفكارهم. اعزمي على أن تستثمري أكثر جهد ووقت ممكنَيْن لتُدرِّبي ابنتكِ على مقاومة هذه الحياة الخاطئة، وذلك أولاً بتقديم الحقائق الإلهية التي أعلنها لنا الله في شخص ربنا يسوع المسيح.
2. استثمري ما وضعه الله فيكِ من طاقة الأمومة:-
اعرفي ما فيكِ من طاقة قوية كأُم يمكنكِ بها أن تؤثـِّري في ابنتكِ. قدِّمي لها أولاً نمط حياة الإيمان العامل بالمحبة، وناقشي معها بانتظام أساسيات الحياة المقدسة كما وردت في الكتاب المقدس وحياة القديسة العذراء مريم وسِيَر القديسات والشهيدات (نفترض طبعاً أنكِ قارئة ودارسة للكتاب المقدس ومتشبعة بحياة النعمة التي كانت في نساء الكتاب المقدس وقديسات الكنيسة). وتشبَّهي بأُم القديس تيموثاوس وجدَّته كما ذكر وذكَّر القديس بولس تلميذه تيموثاوس فضائلهما: "إذ أتذكَّر الإيمان العديم الرياء ... الذي سكن أولاً في جدَّتك لوئيس وأُمك أفنيكي." (2تي 1: 5)
3. ربِّي ابنتكِ على حياة الشركة داخل البيت أولاً:-
من العيوب المدمِّرة في مجتمعنا عموماً شيوع الروح الفردية والأنانية. فالأُم تريد أن تُعطي ابنتها كل ما تطلبه مهما كانت ظروف الأهل الاقتصادية، ومهما كان ما تطلبه الابنة غير ضروري ولا غير موافق لتربيتها. وقد تحتج الأُم بأن ذلك يُعبِّر عن محبتها لابنتها إذا لبَّت كل طلباتها خوفاً من شماتة أو استهزاء زميلاتها أو جيرانها إلى آخر هذه الأسباب التي لا علاقة لها بحياة التقوى وعيشة الكفاف وسيرة القداسة التي يجب أن نربِّي أولادنا وبناتنا عليها. هذه روح فردية أنانية تطلب ما لنفسها، وحتى الأُم قد تفتخر بابنتها أمام الآخرين فيما تلبسه أو تقتنيه أو تتزيَّن به.لابد أن تربِّي ابنتكِ على حياة الشركة حتى تحس معكِ بظروف الأسرة الاقتصادية. ولكن حتى إن كانت الظروف مواتية ومُيسَّرة، فحذار من الإغداق وتلبية كل طلبات الابنة إن كانت غير لازمة، أو إذا كان فيها ضرر محتمل لحياتها وسلامة تربيتها. وليكن ذلك بتفاهم واقتناع متبادَل بينك وبين ابنتكِ، وليس قسراً وفرضاً. إن تربية ابنتكِ على حياة الشركة ستثمر في حياتها هي أيضاً بعد أن تصير زوجةً وأُماً.
4. التحقُّق من التأثيرات الخارجية:-
تحقَّقي من التأثيرات الخارجية على ابنتكِ. اعرفي صديقات وأصدقاء ابنتكِ: مَن هم، وأية قِيَم ومبادئ وأنماط حياة يعتنقونها. ساعدي ابنتك على التخلُّص من التأثيرات السلبية التي تتعرَّض لها، ثم على بناء مجموعة من خيرة الصديقات والأصدقاء. واعلمي أن الصداقات غير المتوافقة مع حياة الكفاف والعفاف والقداسة كفيلة - بعد حين - أن تُحوِّل حياتكِ وحياة ابنتكِ إلى جحيم ربما لن يمكنكِ النجاة منه.وفي مجال المؤثـِّرات الخارجية: ذلك الصديق العدو الذي يقبع داخل البيت - أعني التليفزيون ومثيله الكمبيوتر - فاجعلي لهذين الجهازين حدوداً لأنواع المشاهدات من برامج وأفلام وعروض وموسيقى تسمحين لها بمشاهدتها. ونفس الأمر يسري على المجلات والكتب ومواقع الإنترنت التي تقع في متناول ابنتكِ. وتناقشي مع ابنتكِ فيما تشاهده وتقرأه من وسائل الإعلام والمعلومات المختلفة، سواء من جهة محتوياتها أو المبادئ التي تُروِّج لها، وتكلَّمي معها بمحبة وتفاهُم عن مدى توافقها مع أساسيات وأخلاقيات إيمانها وسلوكها وحياتها المسيحية. اجعلي ابنتكِ صريحة معكِ دون أن تخشى مصارحتكِ بكل هذا دون خوف منكِ.
5. الشجاعة في مواجهة الانجراف والانسياق:-
ساعدي ابنتكِ على أن تكون شُجاعة في مواجهة الانجراف والانسياق وراء التطبُّع مع أخلاقيات الوسط الذي تعيش فيه دون تروٍّ، بل بانتقاءٍ واختيارٍ مبنيَّيْن على الإيمان والحياة المسيحيَّيْن. علِّمي ابنتكِ كيف تكون في العالم، ولكن دون أن تكون من العالم، كما أوصى المسيح تلاميذه (يو 15: 19). علِّميها كيف تتغيَّر دائماً بتجديد ذهنها لتعرف أكثر فأكثر ما هي مشيئة الله الصالحة (رو 12: 2). علِّميها واشرحي لها لماذا وضع الله الأساسيات الأخلاقية للتمييز بين الخير والشر حتى تُميِّز أفكار العالم الفاسدة التي تعتبر الخطية والرذائل مجرد أنماط للسلوك الفردي الحر والسائدة الآن في أوساط الشباب (وهو ما يُعبَّر عنه بالنظرة النسبية للسلوك relativism).
وهنا لابد من أن تكون حياتكِ أنتِ وسلوككِ أنتِ صورة دقيقة مُطابقة لكلمة الله ووصايا الإنجيل وفضائل القديسات والقديسين. وإذا حدث أن كان لكِ تصرُّف أو سلوك غير مُطابق لإيمانك، فلا تخجلي أو تتأخَّري في التراجُع عنه أمام ابنتكِ مع الاعتذار عنه باعتباره سلوكاً خاطئاً لا تريدين أن ابنتكِ تقتدي به. واطلبي من الله أن يُساعدك لتعيشي وتسلكي أنتِ أيضاً بحسب إنجيل المسيح: "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح." (في 1: 27)
6. لتعلَم ابنتكِ قيمة نفسها وكفاءتها في المسيح:-
علِّمي ابنتكِ كيف تُحدِّد القيمة الحقيقية لنفسها. اشرحي لها أن مقاييس العالم لتحديد قيمة النفس لا تصلح للمؤمن المسيحي. إن قيمة نفس ابنتكِ - وليتها تؤمن بذلك - هي مستمدة من النعمة الفائقة للطبيعة التي أغدقها المسيح على الإنسان بتجسُّده وأَخْذه طبيعتنا البشرية لنفسه، ثم بإنعامه على الإنسان بالتبنِّي لأبيه الصالح، وإلباسه الفضائل الإلهية، وباتخاذ المسيح للبشر إخوة له، وباقترانه بالنفس البشرية لتكون عروساً له. هذا المجد العظيم والنعمة الجزيلة نالها الإنسان عن فضلٍ من الله ونعمة مجانية منه.فإذا عرفتْ ابنتكِ هذا، وأن الروح القدس الذي نالته وسكن فيها يوم معموديتها ومَسْحها بالمسحة المقدسة، وتتأجَّج ناره المقدسة في كل مرة تتناول فيها من جسد الرب ودمه الأقدسين؛ فإنها لا شكَّ سوف تحرص على هذه النعمة وتحفظها من أي دنس خارجي، وسوف تتحقَّق أن هذا الجمال الإلهي الذي أنعم به الله عليها هو مُخَبَّأ داخل نفسها ويُستعلَن جهاراً في حياتها وسلوكها ووجهها وحركاتها وسكناتها.
لذلك لابد أن تعرف أن جمالها وقيمتها الحقيقيَّيْن لا ينبعان من مظاهر خارجية مصطنعة يضعها الناس على أجسامهم (لأن الله ينظر إلى القلب الداخلي أكثر من المظهر الخارجي)، وقيمتها تنطق لا من خلال ما تفعله (لأن الله يهتم لا بما تعمله، بل بما هي عليه بسبب نعمته التي أعطاها للإنسان في المسيح)، ولا بما يقوله الناس عنها أو يفكِّرون فيه بشأنها (لأن ما يهمها ويهم الله هو ما يقوله الله ويراه ويُفكِّر فيه عنها، وما يشهد به ضميرها المسيحي). أخبري ابنتكِ، بأن مقاييس الله هي الصحيحة والصائبة دائماً: إن قيمتها تكمن في مقامها ومكانتها التي وضعها الله فيها بواسطة المسيح.
7. بدِّدي الخرافات الشائعة حول الجنس:-
بدِّدي وادحضي الخرافات الشائعة عن الأمور الجنسية عن طريق تعريفها بالحقائق. واعلمي أنتِ، أنكِ يجب أن تكوني المصدر الرئيسي للمعرفة الجنسية لابنتكِ. واجتهدي أن تُزوِّديها بأصدق كمٍّ من المعلومات الدقيقة حول هذا الموضوع. بدِّدي من ذهنها الأكاذيب حول الاستهتار بأية علاقة غير شرعية قبل الزواج تحت أية دعاوى كاذبة بأن "الجميع يفعلونها"، أو "ما المانع من فعلها مع مَن أُحبه وسأتزوَّجه"، وغير ذلك مما بدأ يشيع في أوساط الشباب. وحتى إذا امتنعت الفضيحة بالوسائل الطبية، فلن يمتنع الضرر النفسي والأذى الجسدي، والذي قد يُبعد الشباب الطاهر عنها. اكشفي لها عن سموِّ حياة الطهارة والعفة وضرورتها لسلامة حياتها الزوجية والعائلية في المستقبل؛ وأن جسدها الساكن فيه روح الله ليس مُباحاً مُستباحاً، فهو وديعة من الله لها ولِمَن سيكون زوجها في المستقبل الذي قد يُحجم عن الاقتران بها بسبب أية إشاعات عن عدم طهارتها.وعلِّمي ابنتكِ أن العفة والطهارة ليستا قاصرتَيْن على الفعل الجنسي؛ بل على كل الملامسات الجنسية الأخرى. اجعليها تُقدِّم نذراً شخصياً لله أن تحفظ عفتها لسرِّ الزيجة، وأن تكون صديقاتها وأصدقاؤها لهم نفس النذر. وعلِّميها أن الله وضع الغريزة في أجسادنا كشيء حسن وجميل من أجل حياة الشركة التي ستعيشها مع زوجها وأطفالهما. أما إذا أُسيء استعمال هذه الغريزة أو استُعملت في غير موضعها ووقتها، فسوف يكون لها نتائج جسدية وعاطفية وروحية مُدمِّرة على حياتها فيما بعد.
8 . الحشمة في اللبس والتزيُّن يحمل تمجيداً لله:-
شجِّعي ابنتكِ على اللبس المحتشم. اشرحي لابنتكِ لماذا يكون لباس الحشمة وسيلة هامة في تمجيد الله عـن طريق الجسد الذي وهبه الله لكِ وشرَّفكِ وقدَّسكِ بحلول روحه القدوس فيكِ. بينما يكون اللباس المتبرِّج والزينة المصطنعة الصارخة بمثابة إهانة لله من خلال كشف هذا الجسد، لأن هذا اللبس غير المحتشم يكون بمثابة رسالة صامتة ودعوة خفية للشهوانيين لكي يُفكِّروا بالشهوة تجاهها. ولتعلم ابنتكِ أن اختيار الملابس المحتشمة هو أحد الأركان الهامة لاحترامها كشخصٍ مخلوق على صورة الله في الجمال والقداسة الحقيقيَّيْن. صلِّي لله كثيراً أن يُعطي لابنتكِ الثقة في النفس التي تحتاجها لتتفادى محاولة جذب الانتباه بالطريقة الخاطئة، أي باللبس غير المحتشم لعرض جسدها وكسب استحسان الآخرين.
9. بدِّدي الأحلام الزائفة عن الزواج:-
ساعدي ابنتكِ لكي تميِّز بين الحقائق والخيال حول الحياة الزوجية. ساعديها لكي تحذر من الوقوع في أكاذيب الحياة اليومية الشائعة بأن العثور على عريس أحلامها سوف يوفِّر لها الحياة السعيدة إلى الأبد. وأفهِميها أنها إذا انتظرتْ عريساً غير مستحق، ولكن سيُحقِّق لها أحلامها؛ فسيكون ذلك فيما بعد وبالاً عليها. أخبريها أن محبة المسيح هي وحدها - إذا ملأت قلبيهما - سوف تشيع السعادة الحقيقية في بيتهما. شجِّعيها أن تطلب احتياجاتها الأساسية من خلال شركتها الشخصية مع المسيح، وليس بأن تطلبها من خلال العلاقات الرومانسية الزائفة. اجعليها أن تعرف بأنه من غير المعقول ولا المناسب أن تضع عبء سعادتها الشخصية على عاتق شخص آخر (عريسها المنتظر). علِّميها أن تتحقَّق من أن الزيجات الصحيحة تقوم على الحقائق وتستلزم الوقت الكافي والجهد الشاق من كِلاَ العروسين بهدف التزامهما معاً بحياة الشركة بحلوها ومرِّها.
10. الحذر من المقابلات والتنزُّه والرحلات غير المتوافقة:-
يجب أن تُرتِّبي أنتِ خطة للتلاقي بين ابنتكِ وصديقاتها وأصدقائها. وليكن تنفيذ هذه اللقاءات والمقابلات في الوقت الذي تصل فيه ابنتكِ إلى السن الملائم للقيام بمثل هذه اللقاءات. لا توافقي على اللقاءات لمجرد المرح أو لمجرد التنزُّه. وعلِّميها أن مثل هذه اللقاءات ليست بالأمر السهل العابر، بل إن حدوثها عشوائياً وبغير ترتيب يؤدِّي إلى مضاعفات لا يمكن إيقافها. اجعليها تتفادى أي لقاء يقوم على المشاعر والعواطف وليس على سبب جدِّي مسموح به.
وفِّري على ابنتكِ الكثير من المشاكل والصداع الذي يترتَّب على اللقاء والصداقات مع غير المؤمنين حقاً بالمسيح (حتى ولو كانوا مسيحيين بالاسم، وهنا نُحذِّر من شيوع الاختلاط غير المقنَّن وغير الموجَّه داخل اجتماعات الشباب في الكنائس، وكذلك الرحلات والأنشطة المختلطة لمجرد أن أعضاءها مسيحيون بالاسم).
11. المحبة والرحمة مقابل سوء المعاملة:-
ساعدي ابنتكِ على أن تتصرف مسيحياً داخل شلة صديقاتها وأصدقائها. فتستخدم المحبة والرحمة في مواجهة المعاملة غير الكريمة. ساعديها على أن تتأكَّد من أن شلَّة صديقاتها وأصدقائها ليست منغلقة على نفسها (أي تستبعد الآخرين وتتصرَّف بتعالٍ مع أي شخص ليس منها). فإذا حدث أن فتاة أخرى أساءت إليها، علِّميها أن تصلِّي من أجل هذه الفتاة، طاعةً لوصية المسيح: "صلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم..." (مت 5: 44) حتى تتشجَّع ابنتكِ وتؤدِّي لهذه الفتاة أي عمل خير، عالمة بأنها بتقديمها المحبة والرحمة قد تغيِّر قلب هذه الفتاة. شجِّعي ابنتكِ أيضاً على عدم الاشتراك في ترويج الإشاعات حول الآخرين حتى ولو كان الكل يفعلون ذلك. ساعديها أن تتفادى الغيرة والحسد من البنات الأُخريات، واثقة أنها تقتني مركزاً خاصاً لدى الله، وكذلك كل واحدة من البنات الأُخريات. علِّميها أن تتفادى هاتين الرذيلتين: الحسد والغيرة، قبل أن تتطوَّرا إلى ما هو أسوأ.
12. علِّمي ابنتكِ وسلِّميها المحبة والثقة في الإنجيل:-
ساعدي ابنتكِ منذ نعومة أظفارها على أن تعرف الإنجيل وتحبه وتثق فيه باعتباره إعلان الله عن محبة الله الأبدية لنا. اشرحي لابنتكِ عملياً كيف أن الإنجيل ليس مجرد كتاب كسائر الكتب الممتلئة بالقصص الجميلة والمبادئ السامية؛ بل هو إعلان الله للبشر، وطريق الله للخلاص، والبشارة بتدبير الله لتجسُّد ابنه يسوع المسيح. وعلِّميها كيف أن حقائق الإنجيل يمكن الاعتماد عليها في حياتها اليومية، وهي مدعَّمة باختبارات رجال الله القديسين ونساء الله القدِّيسات مما نسمع عنهم وعنهن في الكنيسة من خلال قراءات السنكسار.واذكري لها بين الحين والآخر كيف أن حقائق الإنجيل متوافقة مع خير حياتها اليومية، وعلِّميها كيف تطبِّق الإنجيل في سائر نواحي حياتها اليومية. واشتري لها إنجيلاً ليكون خاصاً بها، وعلِّميها كيف تقرأ فيه بانتظام كغذاء يومي، وكيف تتأمل في كلماته وآياته لمنفعة نفسها، وكيف تحوِّل قراءاتها فيه إلى صلاة وعبادة وخشوع. إن الاختبار الشخصي لكلمة الله يعطي النفس ثباتاً في الإيمان والعفة والطهارة أكثر من مئات العظات.
13. علِّمي ابنتكِ الصلاة:-
ساعدي ابنتكِ لكي تتعلَّم كيف تصلِّي. شجِّعيها على أن تدخل غرفتها لتصلِّي، ولكي تنصت إلى صوت الله وليس فقط مجرد الصلاة لله. اشرحي لها أنواع الصلاة المختلفة (التسبيح، الاعتراف لله ببركاته ونِعَمه، وكذلك الاعتراف بالخطايا، وطلب السماح والمغفرة من الله، سؤال الله من أجل طلب شخصي خاص أو من أجل طلبات متنوعة). ويمكنكِ الاستعانة بكتاب: "حياة الصلاة الأرثوذكسية" وتبسيط الفصول الأولى منه وشرحها لابنتكِ. وشجِّعيها على أن تمارِس كل هذه الأنواع من الصلاة بانتظام، ودرِّبيها لكي تختبر الاستماع إلى صوت الله في حياتها من خلال الصلاة والتأمُّل.
14. شجِّعي واصطحبي ابنتكِ إلى الكنيسة:-
شجِّعي وعلِّمي ابنتكِ الحرص على حفظ يوم الرب (الأحد) والمواظبة على حضور القدَّاس الإلهي والاستعداد للتناول من الأسرار المقدسة. وليتكِ تشتري لابنتكِ كتابَي الخولاجي المقدس والأجبية المقدسة، لكي تتابع ابنتكِ القداس الإلهي وتشارِك في مردَّاته. وحذِّريها من الخروج من الكنيسة والانشغال عن حضور القداس الإلهي لأي عذر أو حجة (ما أصبح ظاهرة مؤسفة في بعض الكنائس). وفي المناسبات المختلفة، اصطحبيها لتتتبَّع أحداث حياة المسيح من خلال ليتورجية الكنيسة (أسبوع الآلام، تسابيح كيهك، صلوات القداس الإلهي أيام وليالي الأعياد السيِّدية: الميلاد - الغطاس - القيامة - العنصرة... إلخ).
إن الارتباط بالكنيسة من خلال أسرارها المقدسة وليتورجياتها ومناسباتها الكنسية هو خير حافظ لإيمان المسيح داخل قلب ابنتكِ.
15. احذري المساومة على إيمانكِ ومُثُلكِ وقيَمكِ المسيحية:-
أخيراً، لا تساومي على إيمانك الشخصي بالمسيح وبقيَمكِ ومُثُلكِ المسيحية، وبالتالي فلن تساومي على إيمان ابنتكِ. ابتعدي عن كل هذه السلوكيات والاتجاهات: عدم الانتظام في حضور الكنيسة، الاقتصار في عبادتكِ على حضور القداس الإلهي والإهمال في ممارسة الحياة المسيحية باقي أيام الأسبوع، القلق والهمّ والفشل في الثقة في عناية الله في أيام الضيق، الفشل في اتِّباع الوصايا الإلهية والمُثُل المسيحية في استخدام المال، التذمُّر على الآلام والضيقات وليس الشكر على بركات الله في كل حال، الخجل من مشاركة إيمانكِ مع الآخرين (وعلى الأخص أثناء الزيارات العائلية ولقاءات المعارف، والانشغال بالأحاديث العالمية ومَسْك سيرة الآخرين بدلاً من التفاوض في كلام الله)، محاولة تطويع إيمانكِ حسب متطلبات الحياة، وليس تطويع حياتك حسب متطلبات الإيمان، ترك ماضيك يحكم حاضرك ومستقبلك بدلاً من الثقة في الله ليشفي ضعفات ماضيك وقصور حاضرك، ولكي يقودك إلى المستقبل السعيد، التحجُّر والافتخار بما لا يفيد بدلاً من التمسُّك بالسلام والهدوء وبساطة الحياة.

عدد الزيارات 515

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل