اسلكــــوا بالـــروح ج

09 يوليو 2021
Large image

بحسب ما تَسَلّمنا من إيمان إنّنا حينما اعتمدنا للمسيح قد لبسنا المسيح.. وبحسب ما كُتب أيضًا صِرنا هيكلاً للروح «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ... لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ» (1كو3: 16، 17)، وبحسب الإيمان أيضًا «جَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا» (1كو12: 13)، «وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ» (رو8: 11).ومِثل ذلك كثير.. والسؤال الذي يجب أن يلحّ علينا: كيف أسلك بالروح؟ أو كيف أنقاد بالروح حسب المكتوب «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ» (رو8: 14).والواقع العملي إنّنا حصلنا على كلّ وعود الله الصادقة، والواقع العملي أيضًا أنّنا نلنا وأخذنا. فإن كان العالم واقع تحت سلطان روح الظلمة، «الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ» (أف2: 2). وهذا بالطبيعة يُثمِر كلّ أفعال الشرّ والنجاسات والطمع والكذب والخبث والحقد والقتل، وكلّ باقي الأفعال التي نراها في العالم ونسمع عنها كلّ يوم وفي كلّ مكان. فإذن الحاجة الماسة الشديدة أن يوجّد أولاد الله سالكين بالروح المضاد لروح العالم، يشهدون ضدّه، ويشهدون عليه، ويدينون أفعاله وكلّ قوّته الشريرة.
«اسْلُكُوا بِالرُّوحِ... الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ» (غل5: 16، رو8: 14)
لا تطفئوا الروح (هو نار غير مادية لكن ينطفئ في الهالكين).
إن كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستحيون (هذا هو عمل الروح).
أُصلِّي بالروح (بدونه لا صلاة).
لا تُحزِنوا الروح (بل على العكس فرِّح قلب الله بتوبتك).
جئت لأُلقي نارًا.. وكيف تُضرَم النار (أضرِم الموهبة التي فيك).
الروح يحيي (بدونه الموت حتمًا).
روح الحقّ (ضد روح الضلال الذي في العالم).
روح الذي أقام يسوع (يقيمنا ويحيي أجسادنا وأرواحنا).
روح البنوّة (به صِرنا أبناء للآب).
روح الله (مَن يقبله؟).
امتلئوا بالروح (إلى كلّ ملء الله).
كلّنا سُقينا روحًا واحدًا (الماء والروح).
يُبكِّت العالم على خطيّة وعلى بِرّ وعلى دينونة.
يأخذ مِمّا للآب ويخبركم (المسيح لم يتكلّم مِن ذاته وحدَه، بل كما سمع من الآب).
ذاك يمجّدني (الآب يمجِّد الابن، والروح يمجِّد الابن، والابن يمجِّد الآب).
يتكلّم بكلّ ما قلته لكم (الروح والكلمة).
كيف أسلك بالروح؟ أو كيف أنقاد بالروح؟
بادئ ذي بدء قلْ لي هل تشعر بروح الله في داخلك؟ ألم يَقُل المسيح إنّه ينبع في الداخل كنبع الحياة الأبدية؟
هل تشعر بحضوره المفرح وحلوله المشبع الذي يسيطر على كلّ ما فيك؟
هل تشعر به يملأ كيانك؟
هل تستشعر عذوبة حلول الروح وعزاءه الذي لا يُعَبَّر عنه؟
هل تسمع صوته؟
هل تخضع لتلبيته عندما يَنخُس الضمير، ويوقِظ ما كان نائمًا مِن مبادئ ومُثُل، بل حينما يُقيم ما كان ميتًا من الحواس المقدسة؟
هل تستنشق أريجه الإلهي، حين يملأ الداخل بعطر القداسة ونسيم الوداعة الإلهية؟
هل تَخلُد إلى السكون العميق الذي يسدله الروح على الحواس، ويجعلها مرهَفة للإنصات؟
هل تهبّ عليك ريحه، فتسيل المياه من الداخل، فتَجري من الينبوع إلى المآقي كسواقي الله؟
هل صار الصوت الخفيف والنسيم الهادئ يلفّك من كلّ ناحية، فتشعر أنّك جزء من وجوده؟
أَم هل لحقتك النار في طرف من أطراف كيانك، فحوّلَتْ البرودة، بل وألغتها، وأشعَلَت الغِيرة والفرح؟
وهل سعدتَ بكلّ هذا، أو بعضه، وهل طلبت المزيد؟
وهل توسلتَ أن تدوم هناك؟
(يُتّبَع)
المتنيح القمص لوقا سيداروس

عدد الزيارات 454

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل