السيدة العذراء الأم الحنون

08 أغسطس 2021
Large image

الكنيسة تقول عن العذراء أنها أُم قادرة رحيمة مُعينة كيف تتمتع بأُمومة السيدة العذراء ؟ الكنيسة تقول عنها أُم المعونة والرحمة والخلاص إنها أُمنا كلنا ” سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله “ كيف تكون العذراء أُمنا ؟ ربنا يسوع تجسد في بطنها وأخذ جسد حقيقي من لحمها ودمها يسوع ابنها وابنها هو ابن الله الكلمة هو الله الظاهر بالجسد هو اللاهوت المُتحد بالناسوت والناسوت المُتحد باللاهوت هو جسد ربنا وإلهنا ومُخلصنا يسوع إذاً هي أُم المسيح ونحن أعضاء في جسده إذاً هي أُمنا تستطيع أن تقول أن كل واحد منا جزء من جسد المسيح الذي العذراء أُمه إذاً هي أمي إذاً نحن لا نُكرم السيدة العذراء لأنها قديسة فقط بل لأنها والدة الإله طفل اسمه أبانوب كان شفيعه أبانوب وعيد استشهاد القديس أبانوب 31/7 وكانت أُسرته تتشفع بالسيدة العذراء وأرادت أن تصوم صوم السيدة العذراء من بداية الشهر أي أُسبوع أكثر من الصوم الذي حددته الكنيسة الطفل أبانوب كان عُمره ثمانية سنوات فقال لأسرته هل سنصوم أُسبوع أكثر في صوم السيدة العذراء ؟ إذاً فلنصم يوم أو اثنين للقديس أبانوب لأنه شفيعي وخصوصاً يوم عيده إن كانوا قد أرادوا يصوموا فترة أطول فليصوموا لكن الكنيسة لا تقول كذلك لا تصوم لقديس ولا حتى السيدة العذراء لأنها قديسة نحن نصوم للسيدة العذراء ليس لأنها قديسة بل لأنها والدة الإله فصارت أمنا كلنا فعندما نُكرمها نُكرم الله يسوع المسيح نحن نصوم لها لأنها أم الله الحي يسوع المسيح الإله الحقيقي في صلاة المجمع في القداس نقول ” آبائنا الأطهار رؤساء الآباء والأنبياء والرسل والمُبشرين والإنجيليين والشهداء والمُعترفين “ كل فئة في كلمة واحدة السبعين رسول في كلمة واحدة ومارجرجس ومارمينا وأبو سيفين وكل الشهداء في كلمة واحدة أما السيدة العذراء فنقول ” وبالأكثر القديسة المملوءة مجداً العذراء كل حينً والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة “ كل هذه الألقاب للسيدة العذراء لأنها أمنا كلنا أم الكنيسة وأم يسوع أم المؤمنين نقول عن السيدة العذراء حواء الجديدة لأن حواء الأولى هي أم كل البشر لكن للأسف كانت سبب السقوط والخطية جاءت العذراء وصارت أم كل البشر وصارت سبب تمتعنا ببركة الخلاص بدم ابنها الحبيب يسوع فصارت أمنا كلنا وعندما نبعد علاقتنا بالعذراء أو نلغي الشفاعة أو نقول إنها علبة أخذنا منها قطعة الذهب صرنا خسرانين لأنها ليست علبة وأخذنا منها الذهب لأنه لم يدخل جسدها كامل وأخذناه منها كامل بل أخذ جسده منها تكون داخلها لذلك نُسمي بطن السيدة العذراء ” المعمل الإلهي “ ومادامت هي المعمل الإلهي صارت أم لنا لأنها ولدت الله الكلمة بالحقيقة العذراء أم تشعر بنا لأنها أم ذهبت عرس قانا الجليل ليس لمجرد الحضور فقط أو لتقول إحضروا لي هذا أو ذاك أو لتنقد الناس لا بل ذهبت تخدم لأنها أم ودخلت المكان الخاص بأهل العُرس والمُعدين له وشعرت أن هناك مشكلة فقالت لابنها ” ليس لهم خمر “ ( يو 2 : 3 ) شعرت باحتياجات أولادها لأنها أم لا ترى الإحتياج وتصمُت بل تشترك في الإحتياج وتقدم البديل وتحل الإحتياج وتشفع لابنها وتقول له ليس لهم خمر حتى أن الآباء يقولون إنها مازالت حتى الآن تقف وسطنا وتطلب عنا لابنها يسوع وتقول وتشفع عن الكل وتقول ليس لهم خمر لا تُخرجهم إلا ولهم خمر لا تصمت عنهم بل فرحهم بخمرك نحن نقدم له ماء وهو يقدم خمر نحن نقدم له شئ بارد وهو يقدم شئ ساخن حلو نحن نقدم له فتور وهو يقدم لنا حرارة نقدم له شئ بلا قيمة وهو يقدم لنا شئ له قيمة نقدم له شئ بلا طعم أو مذاق وهو يقدم لنا شئ له مذاق حلو ليس لهم خمر يا يسوع لا تتركهم في فتورهم قلوبهم مُتعبة ونفوسهم حزينة يا يسوع إخرجهم من ههنا فرحين يا يسوع ليس لهم خمر يقول لها يسوع سأُعطيهم أم تنظر لاحتياجات أولادها وتشترك معهم في فقرهم وضعفهم واحتياجاتهم طوبى لمن تمتع بأمومة السيدة العذراء أُم القديس مارمينا لم يكن لها طفل وكان اسمها أفومية تذهب إلى الكنيسة وتنظر إلى صورة السيدة العذراء وتقول لها أرجوكِ أعطيني طفل أنتِ أُم تتوسل لها وكأنها تتكلم مع حقيقة وتسمع صوت العذراء تقول ” آمين “ أم تحب أولادها وتساعدهم وتقدم لهم احتياجاتهم ليس لهم خمر يعطيها أُم قادرة رحيمة مُعينة قد يقول البعض إنها انتقلت من الحياة ولا تشعر بنا هي فوق ونحن تحت ولا نصل إلى الله إلا به هو فلا نضع وسيط بيننا وبينه نقول له كيف وهي الشفيعة الأمينة لجنس البشر هي تقف دائماً أمام يسوع تشفع في جنس البشر ونحن في صلواتنا نقول لها ” إسألي الرب عنا ليغفر لنا خطايانا “” نسألِك أيتها الشفيعة المؤتمنة “أنتِ أُم لا يمكن أن تري احتياجنا وتصمُتي إن قال لك أحد هي ماتت تقول له كيف لا تشعر بنا ؟ أليس المُنتقل يشعر بنا ؟ نحن لدينا إيمان أن المُنتقلين ينتقلوا من أتعاب الجسد ويأخذون قيامة قوة حياة جديدة هكذا العذراء أخذت قوة حياة جديدة إن كان هذا حال آبائنا المُنتقلين فكم تكون قوة السيدة العذراء بعد انتقالها ؟ تخيل الآن قُوِّتها أُم حنونة تشفع عن احتياجات أولادها وصلواتهم السيدة العذراء تُصعد صلواتنا لابنها الحبيب من أنتِ ؟ تقول أنا أُمه أراد شخص أن يوظف ابنه في شركة كبرى يملكها رجل مسيحي فطلب من أب كاهن يعرف صاحب الشركة أن يتوسط له فقال له الأب الكاهن أنه لا يعرف صاحب الشركة ذاته لكنه يعرف والدته فقال الرجل لقد ضمنت الوظيفة لابني لأنه قد يطلب من صاحب الشركة فيعتذر بأنه ليس لديه وظيفة خالية لكن لو طلبت أُمه منه سيوافق حتى وإن لم يكن لديه وظيفة خالية ويوظف الابن أُم لها دالة عند ابنها لابد أن نتمتع بدالة السيدة العذراء عند ابنها الحبيب جيد أن تُنادي دائماً يا أُمي يا عذراء فهل أمي التي عاشت معي مجرد أن تنتقل للسماء تنساني ؟ أو أنساها ؟ لا بل علاقتنا معاً تزداد ارتباط إخوتنا البروتُستانت عندهم اعتقاد بأن الشخص مجرد أن ينتقل من هذا العالم ينتهي أمره معنا تقول لهم العذراء قالت ليسوع ليس لهم خمر فصنع لهم خمر يُجيبون لأنها كانت مازالت حية موسى النبي عندما كان يطلب من الله أي شئ كان الله ينفذه له يقولون لك هذا عندما كان موسى حي لكن مجرد أن يموت الشخص إنتهى الأمر نسألهم عندما يموت الشخص هل تزداد قُوِّته أم تنقُص ؟ هل ينتهي ؟ هل صلته بأحبائه تنتهي ؟ بالطبع لا بل تزداد قُوِّته وصلته بأحبابه نسألهم هل بعد موته يظل حي ؟ هو بعد الموت حي أم لا ؟ إن كان غير المسيحي يقول عن الأموات ” أحياء عند ربهم “ أي موجودين فكيف تنفصل علاقتهم وصلتهم عن أحبابهم هل تتخيل أن آبائنا الكهنة إن سمح الله أن يختارهم لسفر خارج البلاد أنهم ينسونا ونحن ننساهم ؟ بالطبع لا سنظل نتذكرهم وهم يتذكروننا وتظل صلتنا بهم قائمة هكذا المُنتقلين تظل علاقتنا بهم متصلة هل الذين انتقلوا ننساهم ؟ سيكون ذلك خطأ منا في حقهم لذلك نصنع لهم تذكارات ونذكرهم في القداسات ونشعر بهم بل ونستغل شفاعتهم السيدة العذراء شفيعة أمينة تشفع عن ضعفات أولادها أمام يسوع كما كانت حواء أم البشرية لكن الله قال لها كفاكِ الآن سآتي بالعذراء أُم للبشرية لأنكِ أنتِ جلبتِ الخطية للبشرية أما العذراء فهي أُم ابني الحبيب الذي به سُررت كما كانت حواء سبب لجلب الخطية كانت العذراء وسيلة لأن يأتي الابن الحبيب الذي به أتى الخلاص للبشرية لابد أن نشعر بالعذراء في حياتنا وأن تكون في وجداننا المتنيح أبونا بيشوي كامل كان كثيراً ما يصرخ ويقول يا ستي يا عدرا يا أُمي يا عدرا وعندما كان الألم يشتد عليه جداً كنت تسمعه وهو يصرخ يا ستي يا عدرا يا أُمي يا عدرا أي كان يُنادي العذراء فتعرف إنه متألم جداً لكنه بيتشفع بالعذراء جميلة الكنيسة عندما تجعلنا في كل صلاة نُصليها نتذكر العذراء وكذلك في كل قداس وتقول لها ألحان ” إفرحي يا مريم “ ” بشفاعة والدة الإله “ لأنها صارت جزء من نسيج عبادتنا لأنها أُم لنا وتشترك في احتياجاتنا قيل أن مجموعة من الراهبات كن واقفات للصلاة فرأين راهبة غريبة واقفة معهن في الصلاة لكن رأين معها مصابيح مُنيرة تقوم بتوزيعها على الراهبات الواقفات ولاحظن أن بعض منهن وزعت عليهن مصابيح غير مُضيئة فسألتها الراهبة الرئيسة لماذا هؤلاء أعطيتهنَّ مصابيح غير مُضيئة وهؤلاء أعطيتهنَّ مصابيح مُضيئة ؟ فقالت لها اللاتي أخذن مصابيح مُضيئة هن من جئن للصلاة باشتياق وحرارة قلب واللاتي أخذن مصابيح غير مُضيئة هن من أتين للصلاة كروتين فسألتها الأم الرئيسة واللاتي لم يأتين للصلاة ؟ قالت هؤلاء ليس لهنَّ مصابيح السيدة العذراء واقفة وسطنا ترى قلب وفكر كل واحد منا وتساعد كل واحد منا ليقدم صلاة أكثر حرارة وأكثر قبول أمام ابنها الحبيب يسوع أُم أُم حتى في الضيقات يُحكى أنه أثناء حرب 67 أن قُنبلة أُلقيت على كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ورأى شخص غير مسيحي أن سيدة تلقت القنبلة في حجرها وألقتها بعيداً عن الكنيسة فانفجرت إنفجار بسيط مجرد شرار أحدث كسور في زجاج الكنيسة فقط أما زجاج صورتها فلم يتأثر شهادة والذي يذهب إلى كنيسة العذراء حتى الآن يرى هذا الزجاج في المقصورة وصورتها أُم سهرانة ونحن نائمين نحن لا نعرف أن نعمل أي شئ وهي تعمل عنا هي تشفع في البشر وتقول لابنها إنتظرهم هم أولادك قلوبهم تحبك فتأنَّى لذلك يُقال إنها تكون حزينة في هذه الأيام وتقول لأن أولادي غير تائبين وأحزنوا ابني الحبيب في أحد المرات ظهرت لبعض الأطفال وكانت تبكي فسألوها لماذا تبكي ؟ أجابتهم لأن الناس خاطيين فقالوا لها لا تبكي فقالت لهم عندما يتوبوا الناس أفرح سألوها إذاً ماذا نفعل نحن ؟ قالت لهم أنا لا أظهر لأي شخص لكني ظهرت لكم لكي أعطيكم رسالة تبلغوها للناس قولوا لهم ” الوقت قريب وأنتم تلهون وأنا لا أكف عن الشفاعة لأجلكم عند ابني الحبيب “ مثل شخص ليلة الإمتحان يترك كُتبه ويجلس ليشاهد فيلم في التليفزيون وأبويهِ يتحايلان عليه ليترك الفيلم ويجلس للإستذكار والمراجعة هكذا السيدة العذراء تحايلنا قائلةً توبوا الوقت قريب أُريدكم فرحين لا تلهوا الآن لحظات وفترات قليلة وتنسون الأبدية لا أريد أن أراكم فرحين بالأبدية أُم تعرف احتياجات أولادها أُم قادرة رحيمة مُعينة تُساعد أولادها قيل أنه كان هناك مريض في أحد المستشفيات وكان معه في الحجرة شخص مريض غير مسيحي وكان المريض المسيحي متألم جداً يرقد على جنب واحد لا يستطيع الحركة أو تغيير وضعه فأُصيب بقُرح فِرَاش دون أن يدري وبدأ الميكروب يأكل جسده وفي ليلة جاءت له العذراء وغيَّرت وضعه وغيَّرت له فرِاشه ثم وضعت ملآة على رأسه كأنه في وضع صلاة وفي الصباح إستيقظ فوجد نفسه في وضع لم يكن موجود عليه ليلاً فقال أنه كان يتخيل أنه يحلم وأنه أتته سيدة ليلاً وأيقظته وقالت له ” سلامتك “ وبدِّلت له الفراش وأرته جراحه وقالت له إنها العذراء لكنه غير واثق إن كان هذا ما حدث حقيقة أم حلم ؟ والجميل إنها قالت له أريدك أن تتشفع بي دائماً وأن هناك ما يُحزنني منك فقال لها ما هو يا ستي يا عدرا ؟ قالت له أنت لا تأتي لسهراتي – سهرات كيهك – أريدك أن تسهر سهراتي إذاً هي مُنتبهة لنا في الكنيسة وتعطي مصابيح لأولادها وفي الصباح قال له الشخص الغير مسيحي أن هناك سيدة أتته الليلة فقال المسيحي وأنت أيضاً ؟ قال الغير مسيحي نعم سأله المسيحي وما شكلها ؟ فقال المريض الغير مسيحي نفس المواصفات التي رآها المريض المسيحي وأضاف وقال إنها قالت له اسمها هي ” ستنا مريم “ وسلِّمت عليه وربتت على كتفه وسألته إن كان محتاج لشئ العذراء أم هل تعرف معنى كلمة ” أم “ ؟ أي مصدر كل أمومة صلي مع العذراء واشعر إنها أمك يا لفرحك هل يحلم أحد بأن تكون العذراء أمه ؟ عندما يكون الشخص أمه مهتمة به وتسهر على راحته وتُلبي احتياجاته يفرح بها .. فما بال أن تكون العذراء أمك ؟ يا لفرح الكنيسة بأمومة العذراء التي تعطي كل احتياج دون تقصير لأنها قادرة نحن نقول لها ” أنتِ هي سور خلاصنا يا والدة الإله “ أنتِ تحمينا وتحرسينا كلما اقتربت من يسوع اقتربت من أمه وكلما اقتربت من أمه اقتربت ليسوع لأن الاثنين واحد لذلك عندما تدخل في عِشرة حلوة مع يسوع كرامة العذراء تزداد عندك جداً كنيستنا أدركت كرامتها عند يسوع فعملت لها تماجيد وثيؤطوكيات وصوم وتسبحة لأنها سور الخلاص هي الشورية والقبة هي عصا هارون وقسط المن وتابوت العهد و لأنها مملوءة صفات جيد أن تفرح بأمومة العذراء لك ضع لها صورة في حجرتك وكلِّمها واشعر بها وتشفع بها واجعل بينك وبينها مشاعر وعندما تسقط في الخطية تشعر إنها حزنت منك وعندما تتوب تشعر إنك فرَّحتها لذلك نقول لها ” لأنه ليس لنا دالة ولا حُجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بكِ نتوسل إلى الذي وُلِدَ منكِ يا والدة الإله العذراء “ أنا غير قادر على الوقوف أمام ابنك لأني أخطأت في حقهِ كثيراً أرجوكِ أنتِ أم حنونة إشفعي فيَّ من أجل التوبة والنجاة هل يليق أن تصوم صوم العذراء ولا تتمتع بأمومتها ؟ هل يليق أن تظل علاقتنا بها نظرية حتى بعد صومها ؟ لا الكنيسة تضع لك صورتها نموذج وتعمل تسابيح وتماجيد لتُزيد عشرِتك معها وتخرج من صومها وأنت أكثر صلابة وأعمق عِشرة معها كانت سيدة تقية لها ابنة مغتربة في التعليم وكانت الابنة مُقبلة على فترة الإمتحانات وأرادت أن أمها تكون معها في الإمتحانات فجمعت الأم كل احتياجاتها وسافرت للإبنة وفي أثناء فترة الإمتحانات التي امتدت خمسة عشر يوماً قالت الأم فجأة لقد نسيت شئ مهم جداً لم أُحضره معي وأريد أن أرجع لأُحضره وسألتها الإبنة ما هو الشئ المهم الذي تريد العودة من أجله وتتحمل مشقة السفر ؟ قالت الأم لقد نسيت صورة السيدة العذراء لقد كانت صورة للعذراء تعودت الأم أن تقف أمامها وتكلمها بكل همومها ورأت الإبنة أن هذا أمر لا يستدعي العودة لكن الأم ظلت طوال الخمسة عشر يوم حزينة وأخيراً بعد فترة الإمتحانات عادت لبيتها حيث صورة العذراء التي تحبها ومجرد أن فتحت بابها جرت نحو الصورة وشعرت أن العذراء تحضنها عِشرة وأُمومة وإحساس ليست مجرد صورة لا لابد أن تكون وجود حقيقي للعذراء تكلمها وتُقيم لها تماجيد وتشعر بها السيدة العذراء ليست فكرة نظرية بل جعلتها الكنيسة تماجيد وصوم لابد أن تعرفها وتقول لها” نُعظمك يا أم النور الحقيقي “ وتُصبح ممارسة ونذكرها في صلواتنا وقداساتنا ولترى المشاعر التي يحتاجها الابن من أمه ويكبر الابن ويظل في نظرها طفل تسأل عن احتياجاته التي قد لا يسأل عنها غيرها هل أكلت ؟ نمت ؟ مُستريح ؟ قد لا تفكر الزوجة في هذه الأسئلة رغم إنها أقرب العذراء لا تسأل أكلت أو شربت أو نمت لكنها تسأل هل تُبت ؟ هل تناولت وفرحت ؟ صليت ؟ إعترفت ؟ سبَّحت ؟ عِشت الوصية ؟ أليس الذين قالوا ليسوع هوذا أُمك تطلبك قال لهم من هي أمي واخوتي ؟ ” لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأُختي وأُمي “ ( مت 12 : 50 ) السيدة العذراء تريدنا أن نكون مثلها نسمع كلام الله ونحفظه ما الذي يفرح العذراء ؟ توبتنا وعبادتنا وصلواتنا فرحها بعبادة نقية قدِّم لها أجمل ما تملُك قدِّم قلب مرفوع وذهن نقي وعبادة نقية تخيل إنها عندما تأخذ منك شئ جميل تُقدمه وتُصعده لابنها الحبيب وتفتخر وتقول له خذ هذه الصلاة صلاة فلان وتسابيح فلان وهذه تماجيد فلان وهذا صوم فلان و أم قادرة تعطي نجاة للكنيسة لذلك لها كرامة كبيرة تخيل الكنيسة بعد صعود رب المجد وحلول الروح القدس كانت السيدة العذراء أم للكنيسة يجتمعون حولها ويأخذون إرشادها وتُعالج لهم مشاكلهم وتستر عليهم كأم لا يستطيع أحد أن يقدم لنا ما تقدمه العذراء لنا تخيل لما تقدم لك بركات وأنت لا تعرف كيف تأخذها وتفرح بها ؟! خسارة ليتك تتمتع بأمومة السيدة العذراء أمنا كلنا والشفيعة الأمينة لجنس البشرية والأم القادرة الرحيمة والمُعينة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 467

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل