عشرة المسيح الحقيقية

11 نوفمبر 2018
Large image

معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ ( غل 2 : 20 )عِشرة شخصية مع يسوع قد نعرف يسوع لكن ليس لنا عِشرة معه أعرف أنه وُلِد في بيت لحم قرية صغيرة وأنه عاش فقير وله تعاليم جميلة وعمل معجزات كثيرة وأنه صُلِب وقُبِر وقام وصعد وأرسل الروح القدس .. هذه باختصار حياة ربنا يسوع كلها لكن هناك فرق بين إني أعرف وإني أختبر .. فرق بين إني أعرف وإني أعيش .. فرق بين إني أعرف وإني أتذوق القديس مارإسحق يقول ﴿ أن الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شئ آخر ﴾ .. الكلام عن يسوع شئ ومذاقة يسوع شئ آخر .. العِشرة الشخصية ..الذي أحبني أنا .. لما تجسد تجسد من أجلي أنا وعلمني أنا وباركني أنا ولمسني أنا .. القديس يوحنا ذهبي الفم قال ﴿ لو لم يوجد في العالم سِواي لأتى ابن الله من أجلي ﴾ .. هذا يُدخِلنا في العِشرة الشخصية والتلامُس الشخصي .. الإختبار الشخصي .. لذلك هناك معرفة مع يسوع تُسمى :-
المعرفة العقلية .
المعرفة النظرية .
المعرفة الإختبارية .
نتكلم اليوم ليكون لنا عِشرة حقيقية ومعرفة اختبارية حياتية القديس يوحنا الحبيب يقول﴿ الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمستهُ أيدينا ﴾ ( 1يو 1 : 1) رأيته وسمعته ولمسته القديس مارأفرآم كان يُخاطب حواسه قائلاً ﴿ أيتها العيون تأمليه أيتها الآذان اسمعيه أيتها الأفواه تذوقيه أيتها الأيدي باركيه أيتها الرُّكب احمليه ﴾عِشرة أحتك به حتى أن القديسين اشتاقوا أن يُعاشروه مثل أُمنا العذراء عِشرتها معه كانت استيقاظ ونوم وطعام واختلاط أنفاس الكلام عن يسوع شئ واختبار يسوع شئ آخرلا نريد أن نكون مجرد سامعين عنه أو مُنتمين إليه أو نعرفه لكن نريد أن نكون مُتعايشين معه قيل عن التلاميذ ﴿ كانوا معه ﴾( مر 16 : 10) القديس بطرس الرسول يقول ﴿ كنا مُعاينين عظمتهُ إذ كنا معه في الجبل المقدس ﴾ ( 2بط 1 : 16 – 18) لابد نحن أيضاً أن نقول " كنا معه " " كنا معه على الجبل المقدس ومُعاينين عَظَمَتهُ " كل لحظة صِدق في الصلاة هي لحظة تجلِّي كل قداس تحضره بأمانة هو وقوف حول الجلجثة كل تناول هو تلامُس حقيقي مع يسوع المصلوب القائم الحي لذلك الكنيسة في القداس تجعلنا نشعر أن يسوع جاء الآن ووُلِد الآن وصُلِب الآن وقام الآن المذبح يُمثِّل المذود وفي آن الوقت الجلجثة وفي آن الوقت القبر وفي آن الوقت القبر الفارغ المذبح يُمثِّل كل هؤلاء في بدايِة القداس يفرش المذبح ويقول هذا هو المذود والصليب الذي بأعلى الصينية هو النجم ويجعل الصينية كالمغارة فوقها نجم اللفائف الآن تُمثِّل أقمطة الطفل يسوع في وقت آخر يقول اللفائف تُمثِّل الأكفان إذاً نحن نحيا يسوع في القداس فعلياً وكل تلامُس مع مراحل حياته يكون تلامُس حق لذلك معلمنا بولس يقول ﴿ لأعرفه وقوة قيامته ﴾ ( في 3 : 10 ) عاشِرته أي عرفته أي تلامست معه لا نكتفي بالمعرفة النظرية أبداً لذلك نقول أن محبة المسيح محبة تحصرنا ( 2كو 5 : 14) لذلك لما وُلِد يسوع لابد أن أشعر أنه وُلِد من أجلي وبارك طبيعتي وأخذ جسدي وترك عرشه من أجلي التجسد من أجلي وعندما أراه ينمو أقول أنه أخذ نفس طبيعتي وعاش نفس مراحلي وباركها لما أجده يعلِّم كل تعليم قاله يسوع كان من أجلي لأن تعاليم يسوع أخذت صفة الخلود ولم تكن كلماته للمجموعة التي كانت تسمعه فقط لا لما قال خذوا كلوا هذا هو جسدي وهذا هو دمي ( مت 26 : 26 – 28 ) لم يقولها لمجموعة فقط مائة أو ألف لا بل قالها لنا كلنا عبر كل الأجيال لابد أن أُصغي لكل تعاليم يسوع وأضع نفسي داخلها لابد أن أعرف إني واحد من ضمن القطيع الذي أخذ هذه التعاليم كلها يسوع لما قال ﴿ طوبى للودعاء ﴾ ( مت 5 : 5 ) قالها لي أنا لما قال ﴿ ينبغي أن يُصلَّى كل حينٍ ولا يُمل ﴾ ( لو 18 : 1) قالها لي أنا لما قال ﴿ تحب قريبك كنفسك ﴾ ( مت 22 : 39 ) .. ﴿ أعطوا تُعطوا ﴾ ( لو 6 : 38 ) " إحمِل صليبك "( مت 16 : 24 ) قال لي أنا تعاليم يسوع لابد أن آخذها لي أنا من أصعب الأمور أن أجعل نفسي خارج دائرة تعاليمه وأقول أنه قال ذلك للكتبة والفريسيون وليس لي أنا والموعظة على الجبل قالها للجموع وليس لي أنا وما قاله في المجمع اليهودي ليس لي أنا وهذا قاله للتلاميذ أين أنا إذاً ؟ كل كلمة وكل تعاليمه قالها يسوع لي أنا إن أردت أن تدخل في عِشرة مع يسوع إعرف أن أفعاله كلها من أجلك وكلامه كله من أجلك إدخِل نفسك داخل كل كلمة ولا تقف خارجاً ولا تبتعد كثيراً قل هذه التعاليم لي أنا جيد جداً لما تسمع الكلام وجيد لما تقول الكنيسة ﴿ طوبى لعيونكم لأنها تُبصِر ولآذانكم لأنها تسمع ﴾ ( مت 13 : 16) أنتم الجالسون الآن الكلام لكم الكنيسة تعتقد أن المنجلية هي فم المسيح كل يوم يُقرأ عليك فصل إعرف أن المسيح هو الذي يقوله لك ولي فتعاليم يسوع خالدة مستمرة للأبد عِشرِة المسيح أن أكون مُستمع لكلامه وخاضع وعامل لكلامه ومتجاوب لكي أعاشِر شخص لابد أن يكون بيني وبينه حديث متبادل أنا أكلِّمه في الصلاة وأسمعه في الإنجيل هو يحدثني وأنا أكلِّمه حديث متبادل به إحساس لا أكلم نفسي ولا هو يكلم غيري لا ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ يصل إلى درجة أن الإنسان يعتبر كل كلمة من يسوع موجهة له هو كل معجزات يسوع لابد أن أعتبرها قد صُنِعت معي أنا .. يسوع شفى عيون العُمي .. أنا الأعمى .. كون إني أرى طريق الحق ولا أسير فيه فأنا أعمى .. كون إني أرى الوصية ولا أعمل بها فأنا أعمى .. كون أن خطاياي هذا عددها لا تُعد ولا تُحصى ولا أراها فأنا أعمى .. إذاً محتاج إنه يفتَّح عيني .. لما يفتح عيون العميان قل له أنا أيضاً واحد منهم فتَّح عيون قلبي .. أنت الذي شفيت اليد اليابسة قادر أن تشفي يدي المُمسكة عن فِعْل الخير .. أعمالي التي ليس بها صلاح .. أنت شفيت اليد اليابسة .. اليد المعتادة على الشُح والبُخل عندما تتعود على العطاء هذا هو شفاء اليد اليابسة أنت يارب تُخرِج الشيطان .. أنا داخلي شياطين كثيرة .. داخلي شيطان الغضب الهائج الثائر إخرِج مني شيطان الغضب .. أنت فتَّحت عيون العُمي وشفيت اليد اليابسة وأخرجت شياطين .. أنت يارب أقمت موتى أقِم موتى خطاياي .. كلمة منك تُقيم موتى نفسي فأحيني يا الله بحسب كلمتك وبحسب رحمتك حياة يسوع هي من أجلي وأعماله هي من أجلي .. هو فَعَل من أجلي وتكلم من أجلي وعلَّم من أجلي وصنع معجزات من أجلي بعد ذلك صُلِب .. لأجل من هذا الصليب ؟ لأجلي .. لكي أتأمل صورة يسوع المصلوب وأنا أرى إكليل الشوك وأنا أرى المسامير .. والدم السائل .. والجنب المفتوح .. وأنا أرى اليدين والقدمين المُسمرتين على الصليب أقول .. من أجلي .. من أجل خطاياي .. أقول له أنت يارب الذي شربت من أجلي المُر قادر أن تُزيل سُم الخطية الذي يضعه لي الشيطان .. أنت يارب يا من وضعوا لك إكليل الشوك ساعدني أن أنزع عنك إكليل الشوك بتوبتي عن خطاياي وعن كل فكر شرير وقبيح .. هذا كله أنا .. لا أنظر للصليب وأُخرِج نفسي خارج دائرته .. لا .. عِشرِة المسيح هي أن أُدخِل نفسي داخله .. هو فَعَل بالنيابة عني وأشعر بعمله معي أنا .. حتى في القبر .. أقول له كيف رئيس الحياة يُوضع في قبر ؟ خالق كل الموجودات يُوضع في قبر عليهِ خِتم وحُراس ؟ يا لعِظَم محبتك يارب .. كل هذا من أجلي .. نيابةً عني .. إن كان كل ذلك من أجلي ونيابةً عني إذاً أنت يارب عظيم ومُقتدِر وجبار لذلك لابد أن أدخل في الحدث ولا أنظره من بعيد .. قام من الأموات .. قام من أجلي وقمت معه .. هو لا يفرح أن يقوم هو من الموت وحده وأنا ميت .. هو لم يقُم نفسه لأنه لا يحتاج لقيامة لأنه رئيس الحياة .. هو قام لأجلي .. إذاً عِشرِة المسيح هي أن أتجاوب مع كل ما قال وما فعل وكل فِعْل خلاص فَعَلُه ينتقل لي قوِّته ظل " 40 " يوم يُعلِّم بعد القيامة .. إسمع تعاليمه .. ثم صعد لكي يُعِد لي مكان .. لكي يرفع قلبي له إلى فوق ولكي يعلمني أن حياتي فترة مؤقتة ثم أعود مرة أخرى إلى مكاني معه .. أنا تعلقت به جداً طول فترة حياته على الأرض ولما صعد قلت له لا تتركني فقال لي سأفعل لك أمران .. أولهما إني أُرسِل لك ما يعوضك غيابي وأنا منتظرك فوق لأنك ستكون هنا فترة قليلة وأنا صاعد أُعِد مكان لاستقبال ضيوفي .. لا تحزن مني لأني دعيتك على وليمة في بيتي وأستأذنك لأذهب إلى بيتي لأُعِد لك وليمتك وأنا منتظرك لا تتأخر .. عندئذٍ تعرف إني منتظرك فتتعجل المجئ إليَّ هذه هي حياتنا على الأرض .. نحن متعجلين للذهاب له وهو منتظرنا فوق .. إذاً كل فِعْل فَعَلُه كان من أجلي ونقل لي قُوِّته وأرسل لي الروح القدس وقال ليعوضك عن غيابي ويعلِّمك ويُرشدك ويُقدسك .. لن أتركك وحدك .. إذاً حياة يسوع هي من أجلنا وعِشرِة المسيح الحقيقية هي أن أتذوقه وأحبه وأعرفه القديس أوغسطينوس وصل به الأمر أن يقول لله إني أشعر أنه من شدة اهتمامك بي أنا أنه لا يوجد في العالم سواي .. والعكس لما يعيش إنسان في زيغان يقول أنه واحد وسط مليارات ولن يشعر الله به .. لكن لما يقترب لله يشعر أن الله لا يرى سواه فكان القديس أوغسطينوس يقول ﴿ أنت تحتضن وجودي برعايتك وكأنه لا يوجد في العالم سواي .. تسهر عليَّ وكأنك نسيت الخليقة كلها تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي موضوع حبك ﴾ .. أنت منتبه لي أنا خاصةً .. لا ترى في الخليقة أحد سواي .. ﴿ ليتني أحبك يا إلهي كما أنك أحببتني ﴾ .. عِشرِة المسيح عِشرة حقيقية أدخل أسجد أمامه أشعر إني أسجد أمام إلهي الحقيقي .. الذي أنا واقف أمامه وهو أمامي ويفهمني وأفهمه .. ﴿ حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه ﴾ ( 1مل 18 : 15) .. عِشرة حية مُتجددة .. أي شئ حي يتجدد .. لن تنظر لشئ ميت لكن لو شئ حي حياته تجعلك منجذب له تُتابعه .. ما الذي يجعل عِشرتي مع الله حلوة ؟ أنها حية فعَّالة عاملة .. لا توجد أُم لديها طفل بعد بعض الشهور تَمَلْ منه وتريد آخر غيره .. ما الذي يجعلها لا تَمَلْ منه ؟ أنه حي ينمو معها .. يلهو معها ثم يبدأ السِير ويدخل المدرسة وينمو .. حي يتطور أمامها .. أمر مُفرِح .. حتى تُزوجه وعندما تُزوجه تفرح أنه يأتيها بأولاده إن أردت أن تكون عِشرِتك بالمسيح دائمة إجعلها عِشرة حية لأن الحياة التي في العِشرة تجلِب لها تجديد والموت يُعطيها روتين .. واحد يقول نفس الصلوات ونفس كلمات الإنجيل ونفس الأجبية والقداس ونفس الناس .. أمر مُمِل .. نفس صوت الكاهن ونفس صوت الشماس .. أمر مُمِل .. بينما آخر يقول أشعر بكل هذا لأن عِشرِته مع الله حية متجددة فعَّالة .. ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ﴾ .. ندخل داخله .. ندخل داخل وصاياه كما يقول ﴿ الله الذي أعبده بروحي ﴾ ( رو 1 : 9 ) .. عِشرِة حب .. عِشرة دائمة .. عِشرة لا تشيخ أبداً تبدأ معنا هنا على الأرض ولا تنتهي في الأبدية لأنها عِشرة مستمرة لا تنتهي لما نذهب للسماء نجد عِشرِتنا عِشرة دائمة للأبد نقف أمامه نُسبح ونُبارك ونُمجد لذلك لابد أن ندخل في عِشرة حلوة معه .. كل كلمة تُقال أعتبرها وعد ليَّ .. وكل إنذار يُقال أعتبره إنذار لي .. وكل تشجيع أعتبره تشجيع لي .. كل حنو على خاطئ أعتبره لي .. وكل توبيخ لمرائي أعتبره لي .. أنا .. أنا المريض والميت والخاطئ .. أدخِل نفسي داخل الأحداث لذلك لما تكون العِشرة بهذه الحياة والتجديد تجد نفسك سعيد بعِشرِتك مع الله .. لذلك ندخل داخل أعماق قلب أو عقل قديس تجده يقول العمر قصير جداً عن أن أعرف الله .. كل يوم أكتشف الجديد معه .. كل يوم أكتشف أنه مُفرِح ومُشبِع ولذيذ .. كل يوم أدخل في عمق جديد وأن غمر ينادي غمر( مز 42 : 7 ) .. لا يوجد أحد عاش مع الله فترة وقال كفى .. إسأل الأنبا بولا أول السواح قضيت ستون عام مع الله في البرية ماذا تفعل ؟ كفى عشر سنوات أو عشرون .. ماذا سيكون جديد ؟ يقول كل يوم في جديد .. كل يوم فرح جديد .. عِشرة جديدة .. مذاقة جديدة .. حب جديد .. تقرأ الإنجيل بعِشرة وعمق تشعر أنك لم تقرأه من قبل وتقول كيف لم أتذوق ذلك من قبل ؟ تحضر قداس تجده جميل .. تُصادق قديس لا تَمَلْ منه أبداً .. تدخل عمق آية تشعر أنها مصدر طاقة لك .. هي في حد ذاتها قوة دافعة لحياتك واشتياقاتك .. عِشرِة المسيح إجعل لك عِشرة فعَّالة فاعلة دائمة مستمرة مع يسوع .. لا تكتفي بالمعرفة النظرية .. لابد أن أعرفه وأتذوقه وأختبره وأقول ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) ربنا يعطينا عِشرة حية عميقة متجددة دائمة معه ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .. له المجد دائماً أبدياً آمين
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية

عدد الزيارات 1998

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل