مَثَل وكيل الظـــلم

27 أغسطس 2021
Large image

«وَقَالَ أَيْضًا لِتَلاَمِيذِهِ: كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. ثُمَّ قَالَ لآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ» (لو16: 1–8).
يا إلهي الصالح، كُلّيَ الخير، أنت ائتمنتَ عبدك ووكّلته على أموالك، بل جعلتَ الإنسان وكيلاً على الخليقة كلّها. وأخضعتَ كلّ شيء تحت قدميه.
فصار الإنسان بنعمتك وكيلاً لله.. لأنّك يا مخلصي جبلتني على مثالك وكتبتَ فيَّ صورة سلطانك.فصار لي بك سلطان.. هو في الواقع سلطانك أنت مالك الكل والمُنعِم على الكلّ. وقد قسَّمتَ بحسب حكمتك وتدبيرك الإلهي لكلّ واحد ممّن وكّلتهم، حدود ما قسمته له، ليكون وكيلاً عليه.
فهل يا مخلّصي تصرّفتُ (أنا) كما يُرضي ربوبيتك وصلاحك؟
وهل كنتُ أمينًا كوكيل لك؟ لأنّه «يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ (أن يكون الوكيل) أَمِينًا» (1كو4: 2).الأمانة يا مخلّصي هي الصفة الرئيسية التي يجب أن تتوفّر فيمن يُختار للوكالة.. وبالأكثر إن كانت وكالة أسرارك الإلهية.ألم يضع الروح بفم عبدك بولس شروطًا، هذا عددها للكاهن، كم يجب أن يكون كوكيل لله؟ إن كان في الإيمان، أو طهارة السيرة، أو الحلم، أو عدم محبّة المال، أو البعد عن العنف، أو «أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ» (1تي3: 1–7).هكذا يكون الوكيل المختار للوكالة لكي يؤتَمَن على خدمة قطيعك.. إنّي أرتعب حين أتفكر في جسامة الوكالة التي ائتَمنتَ عليها كهنتك وخدامك!!
صار جسدك في يد الكاهن كلّ يوم.. هو مؤتَمَن أن يوزّعه لمن يكون له استحقاق!! وهذا يُرعبني يا سيدي، إن كان الأمر معي يسير على غير ذلك من عدم التدقيق أو عدم التمييز.وهل يستحق إنسان كائنًا مَن كان أن يصير على هذه الوكالة.. لقد وكَّلت الكهنة على غفران الخطايا وقبول اعتراف الخطاة، لكي يغفروا الخطايا على الأرض وأنت بفمك الإلهي قلتَ: «مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ» (يو20: 23).
المتنيح القمص لوقا سيداروس

عدد الزيارات 347

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل