علامات تسبق المجيء الثاني للرب

02 سبتمبر 2021
Large image

علامات المجيء الثاني للرب
هناك من يتساءلون هل هناك علامات معينة للمجيء الثاني للسيد المسيح له المجد؟ وإن وجدت هذه العلامات فهل تكون وسيلة لتحديد موعد المجيء الثاني؟
لقد أعطى السيد المسيح علامات وقال: "فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصًا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب" (مت24: 32).فلا يوجد مانع أن يكون لدينا علامات لكن هذه العلامات لا تحدد موعد المجيء الثاني، وإلا سيتعارض هذا مع كلام الرب عندما قال: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع1: 7).إن هذه العلامات لها فائدة ثانية إلى جوار معرِفة موعد المجيء الثاني بالتقريب (وحينما نقول بالتقريب هنا فإننا لا نقصد الساعة أو اليوم أو الشهر أو السنة طبعًا). الفائدة الثانية هي أنه طالما هذه العلامات لم تحدث بعد فإننا نستطيع أن نرد على الذين يدّعون أن المجيء الثاني سوف يحدث الآن بسؤالهم: أين هي العلامات؟!! إذًا العلامات ليست فقط لكي نعرف أن مجيئه قد اقترب، لكن أيضًا لكي نقدر أن نرد على الذين يدّعون سرعة مجيء الرب. لذلك لابد أن نفهم العلامات جيدًا.
ترتيب علامات المجيء الثاني
ولا يكفى مجرد معرفة ما هي العلامات لكن لابد أيضًا من معرفة ترتيبها ونلاحظ من كلام السيد المسيح العلامات التالية بالترتيب الآتي:
أولًا: انتشار الإنجيل في كل العالم.
ثانيًا: توبة اليهود وإيمانهم بالسيد المسيح.
ثالثًا: النهضة الروحية الهائلة التي تترتب على هذا الحدث، الذي هو توبة اليهود وإيمانهم بالسيد المسيح.
رابعًا: ظهور الوحش والوحش ليس حيوان لكنه إنسان سوف يدّعى إنه هو المسيح.
خامسًا: الارتداد العام الذي سيترتب على ظهور الوحش. وهو ارتداد غير ما نراه في أيامنا هذه، وسيكون مصحوبًا باضطهاد عنيف جدًا على المسيحيين.
سادسًا: عودة أخنوخ Enoch وإيليا اللذين صعدا إلى السماء أحياء؛ سيرجعان إلى الأرض مرة أخرى ويستشهدا.
سابعًا: الضيق العظيم الذي سيسبق مجيء الرب.
ويلي ذلك أحداث المجيء نفسها، فالمجيء الثاني هو الحدث الثامن في الترتيب. هناك سبعة علامات للمجيء الثاني ثم أحداث المجيء الثاني نفسها.
انتشار الإنجيل في كل العالم من علامات المجيء الثاني:-
قال السيد المسيح: "ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهي" (مت24: 14). وهو هنا ربط بين البشارة بالإنجيل لجميع الأمم وبين نهاية العالم.لو فحصنا هذه العلامة سوف نجد أن الإنجيل قد انتشر فعلًا في العالم كله وطُبع في مئات اللغات، ومن السهل جدًا على أي شعب من شعوب الأرض حاليًا معرفة محتوى الإنجيل سواء عن طريق أناجيل طُبعت بلغاتهم الخاصة أو عن طريق ترجمات من الممكن أن يقوم بها بعض المفسرين.وكما نعرف فإنه حتى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية حاليًا لها كنائس في كل قارات العالم تقريبًا. فلها كنائس في أوربا، وكنائس في أمريكا الشمالية، وفى أمريكا الجنوبية، وفى أفريقيا، وفى أسيا مثل دول الخليج، ولنا كنائس في أستراليا. وبدأت خدمة في اليابان. وأيضًا إلى جوار أستراليا توجد نيوزلندا التي تعتبر أرض جديدة ولنا فيها كنيسة في بلد اسمها Christ Church "كنيسة المسيح" وهى تتبع إيبارشية ملبورن.ولنا كنائس شقيقة مثل الكنيسة السريانية وهى كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية الموجودة في أسيا: في سوريا ولبنان وبلاد المشرق حتى الهند.فبنظرة سريعة نرى الكلام الذي قيل عن بشارة الرسل "إلى كل الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم" (رو10: 18) وذكرها بولس الرسول نقلًا أو اقتباسًا من سفر المزامير (مز18: 4).ففي تصوري إن فكرة انتشار الإنجيل أو البشارة بالإنجيل في العالم كله من الممكن أن نعتبرها علامة شبه تمت. وهذا يعطينا انطباعًا لما قاله السيد المسيح: "حتى تكمل أزمنة الأمم" (لو21: 24) الأمم أي الشعوب التي ليست من أصل يهودي. نستطيع القول بأننا قاب قوسين أو أدنى من عبارة "تكمل أزمنة الأمم". لكن ليس هناك تحديدات إنما مجرد ملاحظة أن الإنجيل قد انتشر في العالم كله.
توبة اليهود وإيمانهم من علامات المجيء الثاني:-
وهناك ارتباط بين الأمرين.. فقد قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء، أن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم" (رو11: 25). بمعنى أن الذي لا يحاول فهم هذه النقطة، ويظن نفسه فاهمًا وحكيمًا، فهو في الحقيقة غير فاهم. إذًا هذه مسألة تستدعى الانتباه.. بمعنى أننا يجب أن نتفهّم هذا القول "أن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم. وهكذا سيخلُصُ جميع إسرائيل" (رو11: 25، 26).عبارة "سيخلص جميع إسرائيل" تبطل تطبيق هذه العلامة على إيمان عشرون أو ثلاثون فردًا من اليهود بالمسيحية في بلد ما، أو جماعة كبيرة من اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية عملوا في فلوريدا نموذج لهيكل سليمان ليُوَضِحوا الارتباط بين الرموز الموجودة في الهيكل وبين الديانة المسيحية.. هذه كلها مجرد محاولات للاقتراب من المسيحية من جانب بعض اليهود.
ثم، أولًا: هل هؤلاء صاروا مسيحيين أرثوذوكسيين؟ ثانيًا: ما هو عددهم؟ لأن الكتاب يقول "هكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو11: 26)، فالنص الكتابي لا يحتمل المزايدات.
إن توبة اليهود وإيمانهم هو عبارة عن تحول جذري في مصير الأمة اليهودية كلها. فإذا استثنينا أفراد قلائل لن يقبلوا الإيمان في ذلك الحين ولا يعبرون عن المجتمع العام لليهود سواء كانوا موجودين في أرض إسرائيل أو خارجها هذا لا يؤثر في المعنى لكن الهدف إن اليهود سوف يؤمنون بصفة شاملة، حتى غير الموجودين في إسرائيل.. لابد أن يكون الرجوع شاملًا.. رجوع إلى الله وتوبة.هذا الكلام لا يوجد فقط في الكتاب المقدس بعهده الجديد لكنه موجود في القديم أيضًا. فقد قال هوشع النبي في العهد القديم: "لأن بنى إسرائيل سيقعدون أيامًا كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة... بعد ذلك يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده في آخر الأيام" (هو3: 4، 5). والمعروف أن هوشع النبي قد أتى بعد داود النبي بمدة كبيرة أي بمئات السنين، فعندما يقول: "ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم" يكون المقصود بعبارة "داود ملكهم" هو "الرب يسوع المسيح"، وهذا يعنى إيمانهم بالمسيح لأنهم كيف يطلبون داود وهو قد دُفن وقبره موجود إلى هذا اليوم كما قال بطرس الرسول (انظر أع2: 29).وقوله: "يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده في آخر الأيام " (هو3: 4-5) عبارة "آخر الأيام" تعنى المجيء الثاني، وهذه هي إحدى علامات المجيء الثاني.لا زال اليهود إلى الآن يسفكون دماءً كثيرة في حروبهم ضد الفلسطينيين، ويشردون سكان الأراضي المقدسة، ويصارعون من أجل مملكة أرضية رفضها السيد المسيح عندما قال: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36)، ويصارعون من أجل هيكل قديم قال عنه السيد المسيح: "لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض" (مت24: 2، مر13: 2، لو21: 6) وهذه العبارة وردت في ثلاثة أناجيل من الأربعة.وقال لهم السيد المسيح أيضًا: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (مت23: 38، لو13: 35).. إذًا السعي إلى بناء الهيكل هو أمر يعتبر ضد التيار.. فتيار الرب هو في أن يستغنوا عن الذبائح الحيوانية ويقبلوا ذبيحة الرب يسوع المسيح. وأن يستغنوا عن المُلك الأرضي ويقبلوا الملكوت السماوي. فطالما لازالت أحلامهم الأرضية قائمة، سيظل إيمانهم بالمسيح معطل. والعزوة والاعتزاز بالشرائع الناموسية الموسوية المختصة بالذبائح والهيكل إلخ. كل هذا يُعطّل إيمانهم بالسيد المسيح.كيف سيؤمن اليهود؟ هذه مسألة لا نقدر أن نقطع فيها برأي. ولكن علينا مسئولية وهى أن نشهد للمسيح في كل زمان ومكان..لقد أصبحت وسائل الاتصالات اليوم توفّر للإنسان التواصل مع أي شعب من الشعوب حتى وهو جالس في مكانه. لذلك علينا مسئولية وهى أن تكون لنا شهادة عما ورد في العهد القديم من نبوءات. ومن الممكن جدًا أن يهتم المسيحيين بشرح المسيحية شرحًا سليمًا من خلال الكتاب المقدس وأسفار العهد القديم بحيث تبرز صدق إرسالية السيد المسيح وحقيقة أن يسوع الناصري هو فعلًا المسيا المنتظر. فهذه رسالة موضوعة علينا حتى وإن لم نوجد في وسط اليهود في الأراضي المقدسة، ومن الممكن أن يكون لنا القدرة على التواصل الفكري من خلال وسائل الاتصالات. كما أنه توجد لنا كنائس وشعب في الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن يعلن المبادئ المسيحية لكي يراجع اليهود الموجودون هناك أنفسهم، وتكون لهذه قوة تأثير كبيرة جدًا على اليهود في أي مكان آخر في العالم عندما قال الرب: "لما كان إسرائيل غلامًا أحببته، ومن مصر دعوت ابني" (هو11: 1) كان المقصود بها ليس فقط خروج شعب إسرائيل من أرض مصر ولكن أيضًا مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر وعودتهم مرة أخرى إلى هناك حيث صُلب السيد المسيح في الأراضي المقدسة. فعبارة "من مصر دعوت ابني" تعنى عندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر.وحاليًا الإيمان الحقيقي مستقر في مصر وفى الكنائس الشقيقة. ونحن نحتاج إلى أن نحفظ هذا الإيمان إلى أن يأتي الوقت الذي يصل فيه نور الإيمان وشرارة الإيمان إلى هؤلاء الناس.. هذه مسئولية علينا..
النهضة الروحية من علامات المجيء الثاني:-
اليهود مصدر حزن وقلق للعالم كله، وقد قال عنهم بولس الرسول: "غير مرضيين لله وأضداد لجميع الناس" (1تس2: 15). ولكن الله في مقاصده التي يعبر عنها بولس الرسول بقوله: "إن كان رفضهم هو مصالحة العالم، فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات" (رو15:11). وهذا يعنى أنه لما كان اليهود قد رُفِضوا بسبب قساوتهم وصلبهم للسيد المسيح، اتجه الآباء الرسل للتبشير بالمسيحية إلى كل أمم الأرض، فإذا كان رفضهم صار مصالحة للعالم -لأن المسيحية قد انتشرت في شعوب الأرض كلها بسبب قساوة اليهود- فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات. إذن رجوعهم سيكون سبب ازدهار شديد جدًا للمسيحية. للأسف نحن نرى أن المسيحية تنهار في الغرب بصورة رهيبة.اليهود في حالة غضب شديد بسبب فيلم آلام المسيح الذي ظهر قريبًا (إخراج ميل جيبسون Mel Gibson)، وفى نفس الوقت فإن المسيحيون الذين يشاهدون هذا الفيلم يتأثرون ويتبكت الكثيرون منهم على خطاياهم. هناك حركة تحدث الآن.. لست أقصد أن هذا الفيلم هو الذي سوف يتسبب في إيمان اليهود لكن من الواضح أن هناك صراع فكرى يدور. تأثير هذا الفيلم جبار على كل المستويات فاليهود في حالة غضب شديد والمسيحيون في حالة تأثر شديد. وهذا يعطينا نموذج لِما يمكن أن يحدث في مرحلة مشابهة عندما ينوح اليهود على خطاياهم بدلًا من أن يبكوا عند حائط المبكى على مجدهم الزائل، يبكوا على خطية صلبهم للسيد المسيح، حينئذ يتبكت المسيحي أيضًا.اليهود في وقت صلب السيد المسيح قالوا "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 27: 25)، والآن يقولون ما ذنبنا إن كان أجدادنا هم الذين صلبوه؟ لكن طالما هم إلى هذا الوقت يعتبرون أن السيد المسيح مضل ومخالف للناموس، وبالتالي فحسب شريعتهم هو مستحق للموت، إذن كل يهودي اليوم يظن في نفسه أن السيد المسيح كان مستحقًا للصلب، لا يجب أن يقول ما ذنبي إن كان أجدادي هم الذين صلبوه؟! لأن هذا نوع من تزييف الحقيقة ونوع من التمويه لكن على أية الأحوال اليهود أعداء من أجل الإنجيل، وأحباء من أجل الآباء كما يقول معلمنا بولس الرسول: "من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم وأما من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء" (رو11: 28). "من جهة الإنجيل أعداء" تعنى أنهم طالما ينكرون السيد المسيح فهم أعداء للإنجيل، و"من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء" تعنى أنهم عندما يتوبون ويؤمنون بالمسيح فسيكون هذا هو تحقيق الوعد الذي قاله الرب لإبراهيم: "يتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض" (تك28: 14). فمن باب أولى إذا كانت كل الشعوب قد تباركت، فلماذا يحرمون هم أنفسهم من هذه البركة؟ ولكن بشرط أن يتوبوا.. ومن ضمن توبتهم أن يكفوا عن سفك الدماء والعدوان والأحلام الأرضية والتوسعية.
وللحديث بقية
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
عن كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان

عدد الزيارات 1637

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل