المتنيح الأنبا بيشوي مطران دمياط

Large image

ولد مكرم إسكندر نقولا فى 19 يوليو 1942 م. بمدينة المنصورة. ولكن والده أصلاً من دمياط من أسرة عريقة ومتدينة. فهو من عائلة القديس سيدهم بشاي تنيح والده المهندس إسكندر نقولا وتركه في سن الرابعة من عمره، فتولى عمه الأستاذ ألفونس نقولا تربيته ورعايته بدمياط تلقى دراسته الأولى في بورسعيد، ثم جاء إلى الإسكندرية حيث حصل على بكالوريوس الهندسة (قسم كهرباء) بتقدير امتياز عام 1963 م. من جامعة الإسكندرية وكان عمره في ذلك الوقت أقل من 21 سنة عُيِّنَ معيدًا بكلية الهندسة بالإسكندرية. وتقدم في الدراسة للحصول على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية. فحصل على درجة الماجستير في يوم 28 مايو 1968 م ومن الناحية الروحية تأثر نيافته بالقمص بيشوي كامل، والقمص تادرس يعقوب ملطى أيضا تأثر نيافته بقداسة البابا شنوده الثالث -كما يقول نيافته- "خصوصًا أثناء القداس الإلهي الذي كان يصليه بروحانية عجيبة.. ورأيت فيه صورة الراهب الحقيقي" كان لكلمات قداسة البابا شنوده عن حياة التكريس في مؤتمرات الخدام بكنيسة مارمينا بالمندرة – الإسكندرية تأثيرها العميق، والشعور بالدعوة الخاصة لحياة التكريس ويقول نيافته: "قررت الذهاب إلى الدير (دير السريان) يوم 30 مايو 1968 م. (خميس الصعود)، واتخذت قداسة البابا شنوده أسقف التعليم حينها مرشدًا روحيًا وأب اعتراف لي".
تاريخ الرهبنة :16 فبراير 1969 م. بدير السريان بوادى النطرون بأسم الراهب توما السريانى
تاريخ الأسقفية: 24 سبتمبر 1972 م بيد صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث 117
تاريخ المطرانية: 2 سبتمبر 1990 م.
المنصب:مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير الشهيدة دميانة ببراري بلقاس
اللجان:
لجنة الإيمان والتعليم والتشريع
لجنة شئون الإيبارشيات
لجنة شئون الأديرة
لجنه العلاقات الكنسية (المُقَرِّر)
لجنة الرعاية والخدمة

المقالات (99)

28 أغسطس 2023

كيف نحب الآخرين ؟

المحبة الباذلة : تكلمنا عن« المحبة الغافرة » وعن «المحبة المتأنية » ،ونتكلم الآن عن « المحبة الباذلة » وهذه وتلك كلها مظاهر متنوعة للمحبة فالمحبة واحدة لا تنقسم المحبة الطاهرة المنسكبة في القلب بالروح القدس ،هي نفسها تظهر في الغفران ، وفي التأني ، وفي البذل ،وهكذا وإذا تكلمنا عن البذل في المحبة ، فإننا نتكلم عن برهان المحبة الصادقة لأن المحبة الحقيقية تختبر بالألم تختبر في العطاء تختبر عند التضحية بما هو عزيز ومحبوب من السهل أن نتكلم عن المحبة ، أو أن تنسب لأنفسنا أننا نحب غيرنا .ولكن يبقى كل ذلك يفتقر إلى دليل ، حتى يأتى الإمتحان وحينئذ تنكشف حقيقة محبتنا وهناك من لا يتكلم عن محبته ،ولكنها تظهر جلية في تصرفاته لهذا قال معلمنا يوحنا الرسول «يا أولادي لا نحب بالكلام، ولا باللسان بل بالعمل والحق » ( ١يو٣ : ۱۸ ) . وتحدث معلمنا يعقوب الرسول عن الإيمان العامل بالمحبة وأهميته فقال « أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني» (یع ۲ : ۱۸) أي أن إيماننا العامل بالمحبة سوف تظهره أعمال محبتنا نحو الله ، ونحو الآخرين تنفيذاً للوصايا الإلهية إن طريق المحبة هو طريق الصليب لهذا قال السيد المسيح «إن أراد أحد أن يأتي وراثي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني » ( لو ٩: ۲۳ ) . والمحبة هي عطاء متواصل لا ينقطع هي بذل مستمر للذات هي معانقة الصليب في كل لحظة من الحياة لهذا قال السيد المسيح « كل يوم » المحبة تفرح بالبذل تفرح بالعطاء تفرح بالصليب ، لأن الصليب هو وسيلتها في التعبير عن نفسها ، بل بأكثر وضوح ـ هو وسيلتها في برهان حقيقتها وصدقها . الأبوة والرعاية : الأبوة والمحبة الباذلة أمران لا يفترقان وقبول رسالة الأبوة هو قبول للبذل والتضحية والتعب من أجل راحة الأبناء كذلك الرعاية تقترن بالبذل ، وقبول عمل الرعاية هو قبول لرسالة المحبة الباذلة وهكذا نرى السيد المسيح يحدد رسالته الرعوية فيقول « أنا هو الراعي الصالح ، والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو۱۰: ۱۱). وقد سار القديس بولس الرسول على منهج السيد المسيح فقال لابنائه « يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم » (غل ٤ : ١٩) وقال كذلك « الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم » (۲کو٤ : ۱۲ ) بمعنی أنه كان يحتمل الآلام من أجل النفوس التي يرعاها ،وكان يقدم نفسه للموت باستمرار لكي تعمل الحياة فيهم وهكذا في محبته للسيد المسيح ، وفي محبته للمخدومين كان يتغنى للرب ويقول « من أجلك نمات كل النهار» (رو٨ : ٣٦) محبة الله الآب : لم يكن ممكناً أن تفهم كمال معنى البذل في المحبة بالنسبة لله الآب ، إلا من خلال تجسد الكلمة ـ أي تجسد الإبن الوحيد الذي وضع نفسه لأجلنا لأنه « هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » (يو٣: ١٦). محبة الشهداء : الشهداء امتحنت محبتهم لله ولإخوتهم وقد نجحوا في الامتحان « ولم يحبوا حياتهم حتى الموت » ( رؤ ١٢ : ١١) لأنهم أحبوا الرب أكثر من ذواتهم كما أنهم شعروا بمسئوليتهم في الشهادة للآخرين بقوة إيمانهم ، حتى يقتادوا غيرهم إلى صمود الإيمان فكانوا بذلك سبباً في خلاص الكثيرين في جيلهم وفي الأجيال اللاحقة . ثمار المحبة الباذلة : قال السيد المسيح « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت ، فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير» (يو۱۲ :٢٤ ) البذل الذي في المحبة يتحول - بنعمة الرب ـ إلى قوة للحياة فالمحبة الباذلة لابد أن تثمر وأن يتألق مجدها ، كما تألقت محبة المسيح على الصليب وقد تحولت آلام الصليب إلى قوة للحياة وصارت طريقاً إلى المجد فيجد المحبة الباذلة الكامن في الصليب ، صار معلناً في القيامة فطوبى لمن يتأمل ويفهم و يتخذ من البذل طريقاً للمحبة . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد
21 أغسطس 2023

لقب "والدة الإله" في الصلوات الطقسية بكنيستنا

إن لقب "والدة الإله" يتردد كثيرًا في صلوات الكنيسة الجامعة الطقسية كمصطلح مقبول كنسيً،ا تم قبوله على مستوى الكنيسة الجامعة في مجمع مسكوني وهو المجمع المسكوني الثالث في أفسس 431م. وهذا اللقب هو لقب مُحبَّب إلى قلوب أبناء الكنيسة المخلصين المحبين للقديسة العذراء مريم والدة الإله ويحلو لهم ترديده.في القداس الإلهييرتل كل الشعب لحن: "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا".ونفس العبارة تقال في الهيتنيات قبل قراءة البولس. في مقدمة قانون الإيمان التي وضعها البابا كيرلس عامود الدين؛ تُتلى في رفع بخور العشية وباكر وفي القداس الإلهي وفي كل الصلوات الطقسية والتي نقول فيها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله".وفي مجمع القداس يقول الكاهن: "وبالأكثر القديسة المملوءة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله القديسة مريم".في صلاة الأجبيةفي كل ساعة من سواعي الصلوات السبع نجد القطعة الثالثة والسادسة (إن وُجدت ثلاث قطع أخرى) من قطع الصلوات التي تُتلى بعد قراءة الإنجيل كلها مخصصة للسيدة العذراء ويتردد فيها لقب "والدة الإله".في تسبحة نصف الليلهناك ثيئوطوكية أي "تمجيد لوالدة الإله" لكل يوم من أيام الأسبوع، وهي كلها تشرح سر التجسد الإلهي.. علاوة على أن جزءًا من ثيئوطوكية الأحد يُرنَّم كل يوم بعد الهوس الأول، بالإضافة إلى ثيئوطوكية اليوم، وكلها يتردد فيها لقب والدة الإله، كما أن هناك الشيرات التي تُقال في تسبحة يوم السبت. وبعد مجمع التسبحة تقال الذكصولوجيات وهي تماجيد للقديسين وفي مقدمتها ذكصولوجية السيدة العذراء التي يبدأ بها المرتل كل الذكصولوجيات، وأخرى للسيدة العذراء أيضًا تقال في ختام الذكصولوجيات. وهذه الذكصولوجيات يتردد فيها لقب "والدة الإله".وهناك ذكصولوجية باكر التي تقال بعد صلاة باكر كل يوم وبها جزء تمجيد للسيدة العذراء تُلقَّب فيه بلقب "والدة الإله".كما أن هناك كثير من ألحان الكنيسة الخاصة بالمناسبات الكنسية يتردد فيها لقب "والدة الإله" مثل اللحن العريق الذي تردّده كنيستنا والكنائس اليونانية وهو لحن "أومونوجينيس" الذي يقال في يوم الجمعة العظيمة وفي سيامة الآباء البطاركة وفي تقديس الميرون ويرد فيه لقب "والدة الإله". نيافة مثلث الرحمات الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
31 يوليو 2023

كيف نحب الآخرين ؟

تتنوع مظاهر المحبة العملية. فبعد أن تكلمنا عن المحبة الغافرة، وعن الغفران بأنواعه وأبعاده ومفهومه السليم . نتكلم الآن عن : المحبة المتأنية ( طول الأناة ) : طول الأناة صفة جميلة من صفات الله ، وهي أيضا ثمرة من ثمار الروح القدس في حياة أولاده وطول الأناة يعبر عنه أحياناً بطول الروح ، أو ببطء الغضب مثلما قيل عن الرب إنه «حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة » (مز١٤٥: ٤). أو أنه « إنه رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء . حافظ الإحسان إلى ألوف ، غافر الإثم والمعصية والخطية » (خر٣٤: ٧،٦). وقد ورد الحديث عن لطف الله وطول أناته حينما حذر القديس بولس الرسول من الإستهانة بطول أناة الله على الخطاة « أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة » (رو٢: ٤). بمعنى أن طول أناة الله لا يعنى التصريح للخاطيء أن يتمادى في شرورة وخطاياه ، بل بالحرى أن يشعر بالخجل من معاملة الله له لطف مقتاداً إياه إلى التوبة. وقد أكد القديس بطرس الرسول هذا المعنى حيثما قال « اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام واحسبوا أناة ربنا خلاصاً » ( ۲بط ٣ : ١٣، ١٤). كما قال أيضاً «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطوء ، لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس ، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة » ( ۲بط ۳ : ۹) فضائل مترابطة : حينما يتكلم الكتاب المقدس عن طول الأناة في حياة المؤمنين يقترن ذلك بذكر الصبر أو اللطف أو الترفق ، لارتباط هذه الفضائل معا . « وأما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف » (غلا ٥: ۲۲). لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى ، مثمرين في كل عمل صالح ، ونامين في معرفة الله . متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح » ( أف ١: ١٠). «المحبة تتأتى وترفق » (١کو١٣: ٤). فالصبر يقود إلى طول الأناة، وطول الأناة يقترن باللطف والترفق . وهكذا ترتبط الفضائل بعضها ببعض كثمار للروح القدس الواحد . طول أناة الله حيثما تتكلم من طول الأناة، ينبغي أن نتذكر دائماً أن الرب كثيراً ما أطال أناته علينا بصفة خاصة، كما أطال أناته على البشرية بصفة عامة ولولا ذلك لما أمكن أن نوجد في رضى الرب على الإطلاق ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب نفذ حكم الموت بالكامل في آدم في نفس اللحظة التي أخطأ فيها ؟ لقد مات آدم إذ دخل إليه الموت . ولكن الرب أطال أناته .حتى جاء منه نسل كإمتداد مؤقت للجنس البشرى ، وحتى يأتى من هذا النسل من « فيه كانت الحياة » (يو١: ٤). ومن يستطيع أن يسحق رأس الحية و يعيد الحياة إلى الجنس البشرى مرة أخرى ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب لم يطل أناته على البشرية في تاريخها الطويل على مدى آلاف السنين حتى مجيء المخلص ؟ كثيراً ما أخطأ البشر ـ يهوداً كانوا أم أميين وأغاظوا الرب يسوء أفعالهم » الجميع زاغوا وفسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد، (رو۳ : ۱۲). ولكن الرب أطال أناته على الجميع ليرحم جميع الذين يقبلون خلاصه ومحبته ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن الرب لم يطل أناته يوم الصليب ، فأنزل سخط غضبه على البشر الذين تجاسروا وصلبوا السيد المسيح ؟ هؤلاء منهم من نخسوا في قلوبهم - بعدالصلب واعترفوا للسيد بلاهوته وآمنوا به وقبلوه مخلصا وفاديا ماذا كان من الممكن أن يحدث ، لو أن الرب، لم يطل أناته على شاول الطرسوسي الذي اضطهد المسيحيين بعنف إلى أن ظهر له الرب في الطريق إلى دمشق ؟ وصار شاول هو بولس الرسول أكثر من تعب في الكرازة بالمسيح ، وأثمرت كرازته في كل مكان لولا طول أناة الله لما أمكن أن يبقى الجنس البشرى منذ البداية ، وما أمكن أن يستمر على مدى الأجيال، ولما أمكن أن يتم الفداء، ولما أمكن أن تتم الكرازة بالإنجيل لجميع الأمم ولما أمكن أن يوجد كل أولئك القديسين الذين تألقت فضائلهم فأناروا المسكونة، وسوف يتألقون مع المسيح في ملكوت أبيهم ما أعظم المكاسب الذي حصلت عليها البشرية لسبب طول أناة الله هذا كلما تصلى في كل ساعة تقول عنه الإله «الطويل الروح الكثير الرحمة الجزيل التحنن الذي يحب الصديقين و يرحم الخطاة الذي لا يشاء موت الخاطيء مثلما يرجع وتحيا نفسه الداعي الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة » (خاتمة صلاة الأجبية ) . أهمية طول الأناة : طول الأناة يعطى فرصة للآخرين ليصلحوا أخطاءهم، أو ليتدرجوا في الفضائل ، فالفضيلة تحتاج إلى وقت لإقتنائها والمحبة تمنح فرصة للآخرين لينتقلوا من دائرة الخطأ إلى دائرة الصواب . لأن المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق ، ولا تتصيد الأخطاء بل تتأنى وترفق ناظرة بعين الرجاء إلى مستقبل أفضل . وحينما نتعامل مع أخوتنا ، ينبغي أن تطيل أناتنا عليهم مثلما أطال الرب أناته علينا ولعلنا نتذكر المثل الذي قاله السيد المسيح عن العبد المديون بعشرة آلاف دينار الذي توسل أمام سيده ساجداً « يا سيد تمهل على فأوفيك الجميع . فتحنن سيد ذلك العبد واطلقه وترك له الدين» (. مت ۱۸ : ٢٦ ، ٢٧).وإذ لم يتمهل العبد على رفيقه المديون له بمئة دينار،غضب السيد وسلمه إلى المعذبين وقد أكد السيد المسيح في هذا المثل أهمية التمهل على أخوتنا وإطالة أناتنا عليهم فقال هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته » (مت ۱۸: ٣٥).الكنيسة في صلاة باكر تذكرنا بوصية القديس بولس الرسول بشأن السلوك المطلوب في علاقة الإخوة ببعضهم «بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة ، مجتهدين تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام » ( أف ٤ : ٢، ٣). إن التحلى بالصبر وطول الأناة يجعلنا نكسب أناساً كثيرين نكسب محبتهم ونكسب ثقتهم وعرفانهم بالجميل كما أنه يجعلنا نكسب كثيراً في علاقتنا مع الله ، إذ يطيل الله اناته علينا بالمثل حتى يأتى بنا إلى الكمال ، وإلى « القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب » ( عب ١٢: ١٤ » . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الثامن عام ١٩٨٩
المزيد
24 يوليو 2023

كيف نحب الآخرين ؟

المحبة الغافرة ( تكملة ) : المحبة الغافرة هي نوع من المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ، بل تطلب ما هو للآخرين، سعيا وراء خلاصهم واصلاح شأنهم . حتى أنها من الممكن أن تضع نفسها عوضاً عنهم ، طالما كانت هناك بارقة أمل في هذا الخلاص والإصلاح .هذه المحبة الغافرة التي لا تطلب ما لنفسها ، أعطانا السيد المسيح مثالاً لها حينما طلب المغفرة لصالبيه . إذ قال «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » ( لو٢٣ : ٢٤).كانت هذه هي أول كلمات السيد المسيح على الصليب ، مدفوعاً بمحبته غير الموصوفة واظهر بها حرصه الشديد على طلب الغفران للبشر الذين جاء سعياً وراء خلاصهم ولم تمنعه كراهية صالبيه له ، من أن يطلب لهم الغفران ، ملتمساً لهم العذر.عن هذا الموقف العجيب الخالد تحدث قداسة البابا شنوده الثالث في تأمله في كلمات السيد المسيح على الصليب فقال [ المسيح إلهنا الحنون ـ وهو في عمق الآلام على الصليب . كان منشغلاً بغيره لا بنفسه . ولم يذكر آلامه ولا تعبه ولا جراحاته . لم يأبه لآلام السياط على ظهره، ولا بإرتكاز المسامير في يديه وقدميه ، ولا بوخز الشوك في جبينه ورأسه، ولا بجسده المرضوض المنهك وإنما ترك كل ذلك جانباً، وكان كل ما يشغله هو محبته للبشر، وأول ما فكر، فكر في إنقاذ كارهيه وصالبيه وهكذا كانت أول كلمة قالها على الصليب « يا أبتاه أغفر لهم » كان حقاً في عمق المقاساة من هؤلاء الذين يطلب لهم الغفران ! .. ولكن محبته لهم كانت أكثر من عداوتهم له، عداوتهم التي لا توصف من عمق بشاعتها ] .هذه العبارة التي قالها السيد المسيح في عمق آلامه استطاعت أن تغير حياة الكثيرين ، بل إن كثيراً من قد آمنوا بالسيد المسيح وأحبوا المسيحية بسببها .. شروط الغفران : كما ذكرنا في المقال السابق فإن المحبة الغافرة السليمة ، هي تلك التي تضع نصب أعينها مصير من تحب ، كما أنها لا العدالة المطلوبة في إطار الكمال الذي يليق بالحياة مع الله . تعارض إطلاقاً لهذا فإن الغفران يأخذ كثيراً من المعاني، وله أبعاد كثيرة في المسيحية بالنسبة إلى الله ، وبالنسبة إلى الناس : ١ ـ بالنسبة إلى الله : الغفران بالنسبة إلى الله له شرطان : الإيمان والتوبة وعن هذا الأمر كتب قداسة البابا شنوده الثالث في حديثه عن طلب السيد المسيح المغفرة لصالبيه 🙁 على أن قول السيد المسيح «يا أبتاه اغفر لهم »، لا تعنى أنه غفر لجميع صالبيه على الإطلاق ، بلا استثناء فلا يمكن أن يتمتع بالمغفرة ـ من صالبيه وغير صالبيه إلا من ينطبق عليهم شرطان مبدئيان جوهریان ، هما الإيمان والتوبة لأنه بدون الإيمان والتوبة، لا يمكن أن ينال أحد خلاصاً ولا مغفرة] . ۲ ـ بالنسبة إلى الناس : حينما تتشبه بالسيد المسيح الذي طلب الغفران لمن أساءوا إليه وتطلب المغفرة للآخرين فإننا في هذا ننظر إلى خلاصهم تنظر بعين الرجاء إلى توبتهم القادمة .من من الناس كان يتصور أن أريانوس الوالي الذي عذب الشهداء المسيحيين بمنتهى القسوة سيتحول يوما إلى المسيحية ويصير شهيداً وقديسا تعترف به الكنيسة ؟! لاشك أن صلوات كثيرة قد رفعت من أجله، واستجاب لها الله وقال أريانوس المغفرة من الله حينما تاب عن شروره وأعلن إيمانه بالسيد المسيح .الغفران بالنسبة لنا يعنى أمرين : الأول : أننا لا تطلب الإنتقام ممن أساءوا إلينا ، بل تطلب لهم أن يتربوا «صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم » (مته : 44). والثاني : أننا تظهر لهم المودة في مقابل الإساءة لكي تحاول أن تكسبهم عن طريق الحب « أحبوا أعداءكم احسنوا إلى مبغضيكم » (مته : 44). أما في إطار الحياة داخل الكنيسة فهناك أمر ثالث جوهري وهو حرصنا على أن تكون الكنيسة صورة أو أيقونة لملكوت الله . كما أن لا مسئولية خاصة بالنسبة لإخوتنا : تجعل المغفرة مرتبطة بتوبتهم وإستقامة مسلكهم . وهذا يقودنا إلى الحديث عن : الغفران في الحياة داخل الكنيسة : الكنيسة كعروس للمسيح في صورة حقيقية لاورشليم السمائية التي لا يدخلها شيء نجس أو دنس ( رؤ۲۱ : ۲۷ ) . والإفخارستيا ( أي الاشتراك في سر القربان) هي استعلان مبكر للإشتراك في الحياة الأبدية مع المسيح فمن يدخل إلى الكنيسة ، ويشترك في سر القربان المقدس ، يكون كمن يدخل إلى الملكوت لينال الحياة الأبدية. هذا لا يشترك في سر القربان إلا المؤمن التائب الذي نال حلاً من خطاياه ، واستحق الغفران بعد أن مارس التوبة والاعتراف ، وجاهد في إصلاح سيرته بالتوبة .حينما دخل السيد المسيح بيت زكا وقف زكا وقال « ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف » (لو١٩ : ٨). لهذا قال السيد « اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً إبن ابراهيم » ( لو۱۹ : ۹). لقد جاهد زكا في إصلاح سيرته ـ إذ كان رئيساً للعشارين-ورد ما عليه للآخرين ، رافعاً عنهم الظلم الذي أوقعه هو عليهم . فإذا أخطأ شخص في الكنيسة ، لا تمنحه الكنيسة حلاً إلا إذا تاب توبة حقيقية. والكنيسة مسئولة عن إنذاره وتقويم سيرته ومنعه من التمادي في الخطية وقد توقع عليه عقوبات وتأديبات كنسية حرصاً على أبديته وخلاص نفسه وأيضاً في علاقة أعضاء الكنيسة ببعضهم قال ، السيد المسيح « إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما . إن سمع منك فقد ربحت أخاك » (مت۱۸ : ١٥). وهذا يوضح مسئوليتنا تجاه إخوتنا في ربح نفوسهم للمسيح . فمن واجبنا - إذا أخطأوا أن نعاتبهم أو نوبخهم. وإن تابوا أن تغفر لهم « إن أخطأ إليك أخوك فوبخه، وإن تاب فإغفر له » ( لو١٧: ۳).ولكن كل ذلك ينبغى أن يجرى في إطار المحبة الأخوية ، العديمة الغش والرياء «محتملين بعضكم بعضا بالمحبة ، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل » (أف ٤ : ٣). فليست كل الأمور تحتاج إلى عتاب أو توبيخ . بل ما نراه يهدد سلامة إخوتنا الروحية، ويمنع عنهم المغفرة من الله لسبب عدم تويتهم .وحينما تعاتب إخوتنا فلنعاتبهم بلطف وشفقة كلما أمكن ذلك ، حاملين في قلوبنا بالحب روح التسامح ، لكي نجتذبهم إلى التوبة متذكرين كلمات معلمنا بولس الرسول « كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح » (أف ٤ : ٣٢). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
17 يوليو 2023

كيف نحب الآخرين

تذكر إحسانات الآخرين وأهميته :- راينا كيف يجب أن نتذكر إحسانات الآخرين لكي تزداد محبتنا لهم . وقد أعجبني قول لقداسة البابا شنوده الثالث فيما كتبه عن خبرات في الحياة « لا تنس الخير الذي يفعله الآخرون بل إجعله سببا يقربهم إلى قلبك ، ويقربك إلى قلوبهم أشكرهم عليه وامتدحهم من أجله » . نسيان تعب المحبة :- من الأمور المؤلمة جداً للنفس ، أن يتعب شخص من أجلنا أو من أجل عمل جليل، ويبذل و يضحى ، ثم يرى أننا قد نسينا له هذا التعب أو أننا ننسب تعبه إلى أنفسنا ، وذلك حينما تدخل على تعبه، وتبنى عليه ، ثم ننسى أن نتسب إليه الفضل ، أو أن تذكر تعبه، أو أن نشكره عليه ربما يراوده الإحساس بأننا قد سلبنا منه هذا التعب أو اغتصبناه لأنفسنا وفي هذا نتذكر قول السيد المسيح « آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم » (يو٤ : ۳۸) الله نفسه يعطينا مثلاً رائعاً في عدم نسيان تعب الآخرين إذ أعلن لنا في الكتاب المقدس أن « الله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة » (عب ٦: ١٠). ولعلنا نفهم من هذه الكلمات أن نسيان تعب المحبة في نظر الله يعتبر ظلماً . إذن ليس الظلم فقط هو في الاحكام غير العادلة، أو في اغتصاب أموال الغير وحقوقهم المحسوسة، بل أن نسيان تعب المحبة يعتبر ظلماً حقيقياً ووجود مال فائض بين أيدينا بينما ترى غيرنا محتاجاً إليه، يعتبر أيضا نوعاً من الظلم وقد اطلق الرب على هذا المال لقب «مال الظلم » وقال « اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى متى فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية » ( لو١٦: ٩). وهكذا نرى أنواعاً متعددة من الظلم ، ونحتاج أن ننمو في فضيلة المحبة، لكي ننجو من هذه الأمور جميعا. المحبة الغافرة :- إن كنا في محبتنا لإخوتنا نتذكر أفضالهم علينا ، ونحاول أن نتغاضى عن هفواتهم وتقصيراتهم لكي لا تؤثر على مشاعر محبتنا من نحوهم ،فإن هناك من المواقف ما يحتاج إلى غفران خطايا الآخرين سواء الأصدقاء منهم أم الأعداء وهذا يقودنا إلى الحديث عن المحبة الغافرة وحيثما نتكلم عن المحبة الغافرة فإننا نكون كمن يعانق الصليب لأن الغفران هو إنكار للذات هو محبة باذلة هو عطاء بلا مقابل لمن يعجز عن الوفاء هو تنازل عن الحق الشخصي بدون التنازل عن مبادىء الكمال المثل الأعلى في المحبة الغافرة هو السيد المسيح الذي طلب من الآب الغفران لصالبيه «لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » ( لو ٢٣ :٣٤) على الصليب أخذ القاضي مكان المتهم ، لكي يوفى عنه دين خطاياه والمحبة الإلهية الغافرة لا تتعارض مع الكمال الإلهي الذي يطلب أيضاً أن يأخذ العدل مجراه ، بل هي المحبة التي تغفر وتوفى في آن واحد أي هي التي تدفع ثمناً لغفرانها من خلال عطاء الحب إلى المنتهى فليس الغفران الحقيقي هو تساهل مع الخطية وقبول لها ، لأن هذا يكون ضد قداسة الله بل هو رفض كامل للخطية ،مع عطاء فائق يمنح الخاطىء التائب القدرة على ترك الخطية ، والتحرر من سلطانها ، والإنتقال من موت الخطية إلى حياة البر والقداسة الغفران هنا هو عطاء للحياة من خلال المحبة « الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف » ( يو۱۰: ۱۲) . « أتيت لکی تكون لهم حياة ولكي يكون لهم أفضل » (يو١٠: ١١) المحبة الغافرة هي المحبة التي تضع نصب عينيها مصير من تحب فليست هي نوعاً من عدم المبالاة بحالة الآخر، بل هي تحمل أثقال الآخرين وتتألم لأجلهم، وقد تدفع حياتها ثمناً لنجاتهم عن مثل هذه المحبة المثالية قال قداسة البابا شنوده الثالث « المثاليات تحتاج إلى قلب نقي، وإلى ارادة وعزيمة . وأن يبذل الإنسان من أجلها ، ويحتمل في سبيل تنفيذها . وحينما يصعد إنسان على الصليب ، لأجل مثالياته، حينئذ يكون مثالياً بالحقيقة » (خبرات من الحياة ) . لقد عومل السيد المسيح بمنتهى القسوة من البشر الذين جاء لخيرهم ولخلاصهم ولم يدركوا محبته وجازوه عوض محبته شراً حتى تأسى قائلاً بلسان المرنم « بدل محبتي يخاصموننی » (مز١٠٩: ٤) « وضعوا على شرا بدل خير، وبغضاً بدل حبى » (مز١٠٩: ٥). ولكنه لم يتراجع عن الصليب لأن فيه كان - خلاص البشرية من البغضة والعداوة ، ومن كل الشرور وقد وجد السيد المسيح مسرته في الصليب (عب ۱۲ : ۲)، لأنه بالصليب أبطل العداوة بين الله والإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وفتح طريقاً للحب أن يسرى في كيان البشرية التي اكتشفت محبته الغافرة على الصليب ، وآمنت به، وقبلت محبته. وحينما إكتشفت إثمها الهائل، جعلت تقبل جراحاته كقدس أقداس وكينبوع للغفران لا ينتهى أيتها المحبة الغافرة ، إن من يتكلم عنك يكون كمن يتكلم عن الله ، لأن « الله محبة » ( ١يو٤: ٨). مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السادس عام ١٩٨٩
المزيد
22 مايو 2023

اختبار قوة قيامة المسيح في حياتنا

نحن نعيش مشاعر اختبار قوة قيامة السيد المسيح في حياتنا، بالانتصار على الخطية، وعدم الخوف من الموت، وعدم اليأس في الضيقات، والإيمان بالحياة الأبدية.. الحياة الأفضل التي أُعطيت لنا من الله الآب: «بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي ابْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ والْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 9 و10).مَن كان يستطيع أن يَعبُر بطبيعتنا الساقطة التي كانت في قبضة الشيطان، ويعبر بها من الموت إلى الحياة، من الظُلمة إلى النور، من الضياع إلى الوجود في أحضان الآب السماوي؟! مَن كان يستطيع أن يفعل هذا كله؟ إنه «الرب العزيز القدير، الرب القوي في الحروب» (مز23: 8)، هو وحده الرب الذي قام منتصرًا بجسد ممجّد.. وليس قام فقط، لكنه صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب بنفس الجسد الذي اتخذه من العذراء مريم وصُلِب به عنا لكي يفدينا، وقام به ممجدًا لكي ينصرنا على الموت. وصعد لكي يعرِّفنا أنه يوجد في بيت أبيه منازل كثيرة كما قال: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3).احتفالنا بعيد القيامة هو درس قوي في أننا لا نهاب الموت، ولا نهتز أمامه لأننا نؤمن بقيامة الرب من بين الأموات، كقول معلمنا بولس الرسول «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (1كو15: 14، 17).احتفالنا بعيد القيامة يجعلنا نثق أن الذين رقدوا لم نفقدهم؛ لأن أرواحهم في الفردوس وأجسادهم سوف تقوم مرة أخرى لكن بصورة منتصرة على الموت مثلما قام السيد المسيح، «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللَّه أَيْضًا مَعَهُ» (1تس4: 14).احتفالنا بعيد القيامة يمحو من داخلنا أحزان فراق الذين رقدوا كما قال معلمنا بولس الرسول: «لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ» (1تس4: 13). وكما قال أيضًا عن نفسه: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (في1: 23).وأما نحن الذين مازلنا في هذا العالم نحمل صليب الجهاد، وهكذا ونحن نحتفل بعيد القيامة ننتظر على رجاء قيامة الأبرار حينما نلتقي بجميع الأحباء مرة أخرى، ليس في القداس هنا على الأرض الذي هو رمز للأبدية وعربون لها، لكن هناك في المائدة السماوية مع السيد المسيح. ويقول البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن الاستمرار في تذكر القيامة: "إن الصوت الرسولي ينذرنا قائلًا «اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (2تي2: 8) دون أن يشير إلى زمن محدود، بل أن يكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات. ولكن لأجل كسل الكثيرين نحن نؤجل من يوم إلى يوم. فلنبدأ إذًا من هذه الأيام!" نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل