نهايه سنة و بداية سنة جديدة

28 ديسمبر 2021
Large image

كل سنه وحضراتكم طيبين، سننهي سنه ونبدأ سنه جديده، وفي نهايه السنه بنتذكر أن العمر كله بينتهي، وأن الحياه كلها ماهي إلا أيام ،ولها صوره محدده، لم نحيا هنا علي الارض، ونحن ندرك أن الحياه علي الارض حياه بلا نهايه، نعلم كلنا أنها مرحله، مثل القطار سيأتي زمن كل منا له وقت يرحل من الارض ثم يرحل الذي يليه، ثم ينتهي كل الرحيل وتبدأ الحياه مره أخري بصوره جديده في السماء، تلك الحقيقه التي أحياناً نحاول أن نهرب منها بأن نبني لنا بيوتا ونجمل قصوراً ونكنز أموالاً، ونحاول أن نجعل في قناعتنا الشخصيه اننا سنعيش حتماً أياماً كثيره، ثم تأتي الحقيقه حينما نري أحبائنا يرحلون، وندرك أن ما نفعله يجب أن يكون في إطار ما نحياه علي الارض في إطار أنها حياه مؤقته، فيجب ان تكون الاموال ليست لآجل أن نكنز، ولا أن نجعلها هدف للحياه، ولكنها مجرد وسائل للحياه، كل ما نحياه يجب أن يوضع في مكانه الحقيقي أننا نحيا فتره مؤقته، سيأتي الزمن الذي نعبر فيه من هنا، ونقف أمام الله ويتوقف وجودنا الفعلي، لن يكون هناك فعل أو حدث، ما صنعت تحاسب وما عشته يأخذ مكانه وجودك الدائم . وفي الايام تمر بنا صعوبات وتجارب نصرخ ونتألم نجرح نسقط، وأحياناً نرفع عيوننا إلي السماء ونقول له يارب لماذا، وأحياناً تفقد الرجاء وأحياناً نشعر أنه تركنا لمخالب الشرير أن يعبث بنا، وأننا صرنا بلا حمايه منه ولا ندرك أن لكل شئ تدبير حتي الألم له تدبير، حتي التجارب لها تدبير، إن كنا نؤمن أنه ضابط الكل ، يجب أن نؤمن أنه لا يوجد شئ خارج سلطانه حتي تحركات الاشرار لا يمكن أبداً أن تكون خارج سلطانه.
نحن نقيس عمل ربنا بمقاييس بشريه، نري فقط اليوم ولا نري الغد، ولكن الله يري الغد، ونقيسها بمقاييس ذاتيه لا نري سوي مصالحنا الشخصيه، لكن هو يري تدبير كل الصوره لاجل الخير الدائم بل قد يكون لآجل خلاص نفوسنا الابدي، وقد يكون أيضاً تدبير مجد في السماء حينما يسمح بمرض او ألم او ضيق يجب أن ندرك أن كل ما يفعله من أجلنا هو خير، أحيانا نقيسها بعقلنا المحدود جداً، من كان يظن أن الشعب بعد العمل العظيم جداً بعبور البحر الاحمر أنه يشق طريق أمامهم في البحرويعبروا، إذاً يجب أن نثق أن يديه معهم، برؤيتنا البشريه القاصره نظن أنهم لن يجوعوا أو يعطشوا ولا يواجهوا آي مشكله، ثم نجد أن الشعب يجوع ويعطش ، من ليس له إيمان ومن لهم رؤيه ماديه وأن وجودهم في مصر أفضل سقطوا ورفضوا الحياه مع ربنا، وتذمروا علي موسي النبي، أما ربنا فكان نتيجه هذا الاحتياج كان يخرج منه عمله المعجزي، فتضاف إلي تاريخ هذا الشعب وجود ربنا.
تذكر السنه الماضيه بما فيها من ضيقات ولكن يد ربنا كانت واضحه معك، هل تريد حياه تسير بلا مصاعب وبلا عمل ربنا، أم تريد حياه تواجه فيها مصاعب وتأخذ عشره مع الله، مثل الطالب الذي لا يريد أن يجتاز الامتحان ولكنه أيضاً لن يأخذ شهاده.
القضيه ليست فقط أن الله يظهر مجده ولكن بظهور مجده في حياتك، فوق في السماء يكتب في حياتك تلك الامور، حينما تفتح الاسفار ونقف أمام العرش الالهي ماذا يوجد فيه مكتوب هل فقط أمور ماديه ، يُكتب أنه سمح بتجربه وربنا في حياتك، لان ما يُكتب هو وجود ربنا في حياتك.
تخيلوا ماذا كان سيكتب لو أن الشعب خرج من مصر دخل أرض الموعد، شعب عبر وعاش فقط، حتي اليوم ما يقرب من أربعه الآف سنه نتذكر أن الله ظهر لهذا الشعب في البريه، وانه انزل لهم من وسلوي، واخرج لهم ماء من صخره، من عمق الالم، من العطش اخرج لهم ماء، ومن الجوع اعطاهم المن والسلوي، من عمق الصرخات واجهوا شعب مثل شعب عماليق وانتصروا، تريد حياتك تمر بدون حروب ولا آلام وبدون يد ربنا، ولا الاحلي أن نواجه هذا ونري أيضا يد ربنا، نحن نشك في حب ربنا وفي عنايته ماذا يمكنك أن تري حباً اكثر أنه يأتي ويتجسد لكي يصلب، من أجل السرور الموضوع أمامه استهان بموت الصليب .
الله لا يجد عليه جديد هو يرانا فوق الزمن ويدرك أن دمه سيخلصنا، "هوذا السيد يعطيكم نفسه آيه" " قولوا لابنه صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً علي آتان وجحش ابن آتان " ياتي لكي يصلب.
الذي يضع أمامه دائماً المسيح لا يمكن ابداً أن يحزن، مهما أن كانت الامور صعبه، مهما أن كنا نواجه تجارب، مهما كان إبليس يأخذ لحين سلطان، مهما كان الشر يأخذ لحين مساحه، ندرك أنه معنا أيضاً وسط الضيق، يقول له داود النبي في أحلك ظروف حياته وفي هروبه من شاول الملك، في هذه الفتره قال كلام عميق جداً " الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب ناصر حياتي ممن أجزع عند اقتراب الاشرار ليأكلوا لحمي، مضايقي واعدائي سقطوا أن يحاربني جيش لن يخاف قلبي إن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن" " الرب راعي فلا يعوزني شئ" عبر زمن الضيق واصبح هو الملك.
لذلك في كل مره تواجه ضيقات ارتمي في حضن المسيح، قل له أنا في حضنك مطمئن ولا اشعر ابدا أنه يوجد سلطان علي طالما أنا في حضنه، الذي اخلي ذاته لاجلك وصلب ألا يعطيك كل شئ ؟. 2كو9.8 " من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره" مشكلتنا أن أعيننا لا تستطيع أن تراه جيداً ، الذي يري الحواس مدربه لا يخاف ولا يقلق بل يستقبل كل شئ بشكر وفرح، تقلق حينما لا تجد المسيح موجود في السفينه، مثل التلاميذ في وجود المسيح وكانوا خائفين فقال له " أين إيمانكم أنا هو لا تخافوا" " هذه هي الحياه الابديه أن يعرفوك" " المسيح هو هو أمس واليوم وإلي الابد" " الله مسحني لابشر المساكين لاشفي منكسري القلوب لانادي المأسورين بالاطلاق والعمي بالبصر" الذي فتح احضانه لشخص عاش طول حياته لص ولكنه علي الصليب قال له اذكرني متي جئت في ملكوتك، قال له اليوم تكون معي في الفردوس، لن يغلق أحضانه مهما أن كانت حياتنا حينما نذهب إليه" عاملا الصلح بدم صليبه" بينما نحن في حاله عداوه هو جاء يصالحنا بدمه بذبيحه ذاته، لذلك كل الذين عرفوا جيداً كانوا فرحين " فرحين في الضيق"، ماربطرس يسجن ويضرب ويضطهد وفي النهايه يموت منكس الرأس، ماربولس كان له سلطان وعنفوان ويضطهد كان مفترياً، بعدما صار مسيحياً ضُرب وعذُب ، بينما كان مسجون في فيلبي قال " افرحوا في الرب كل حين" لان وجود المسيح كان يعزيه، حتي وأن كان هناك تجارب، " سلمنا فصرنا نُحمل" " افرحوا كل حين واقول ايضاً افرحوا" هل تثق فيه أم لا؟ كل الذين يسقطوا في كآبه وضيق هم الذين ليس عندهم إيمان " طيب هو الرب للذين يترجونه النفس التي تطلبه" أنت محبوب عنده يجب أن تثق في ذلك.
لذلك في كل تجربه من تجارب أولاد الله تجد كذلك يد تسنده، وجوده يعزي، بينما التجارب مؤلمه لكن وجوده مفرح.
هل تفضل أن لا يكون هناك تجارب ولكن يختفي هو من المشهد، وقت التجارب هو يكون اكثر قرباً، مثل الأب الذي حينما يكون ابنه مريض يحمله علي كتفه. " أليست خمسه عصافير تباع بفلسين واحداً منها ليس منسياً عنده أنتم افضل من عصافير كثيره" " أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" " ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم.
يا عزيزي ونحن نستقبل عام جديد افرح مهما كان، افرح بربنا الذي سمح بسنه جديده، الذي سمح بمذبح تصلي وتأخذه وتتحد به، أنك تقف وتصلي أمامه، افرح أنك في آخر الليل تضع رأسك علي ركبتيه وتستشعر وجوده وأحضانه.
لآلهنا كل مجد وكرامه إلي الابد أمين
القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة

عدد الزيارات 586

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل