عظه الأحد بدايه شهر كيهك

12 ديسمبر 2021
Large image

كل سنة وحضراتكم طيبين، والكنيسة من بداية شهر كيهك بتغير طقس وروح التسابيح فنجد حينما ندخل الكنيسة نبتديء نسمع لحن مختلف وهو لحن خاص بشهر كيهك، والفن في الكنيسه هو فن تعبيري سواء الآيقونات او الألحان أو الموسيقى، هي صورة من صور العبادة فمثلما الأيقونة لها عمل داخل الكنيسة اشارة لعمل التجسد وتقديس المادة وأنه صارت المادة مقدسة داخل الكنيسة . وأن الآيقونة وإن كانت تحمل ملامح مادية ولكنها تروحن بوجودها في الكنيسة فلم تعد مجرد الوان وصور ولكنها قديسيين واحداث الكتاب المقدس في الكنيسة.
أيضاً الألحان تعبيرية وورثنا من اجدادنا الفراعنه العبادة بالموسيقي وصورة الآلحان التي تؤدي عمل في العبادة والتي هي أيضاً ملامح لصور العبادة . ففي وقت الفرح الالحان مفرحة ووقت الحزن الالحان حزينة . فالآلحان تعبير لمشاعرنا لذلك حينما نسمع اللحن الخاص بكيهك تتبادر لذهننا شكل وصورة الشهر الذي نقدمه لربنا كتسابيح . وشهر كيهك هو الشهر الذي في نهايته بنحتفل بتذكار التجسد .
كل الاحداث اللي تمت بشخص السيد المسيح تممها بطبيعته الواحدة بلاهوت وناسوت السيد المسيح في شخصه المبارك.ولآن اللاهوت كان متحداً بالناسوت فقد صارت كل الاحداث الانسانية على الآرض فوق الزمن فنحن لا نحتفل بذكرى تجسد ولكننا نعيش الأحداث نفسها. وهذا الذي جعل الكنيسة تقول: لو اننا عايشين في هذا العصر كيف سنستقبل ملك الملوك ؟ فتقول سنعمل له احتفالات سيمفونية واحتفالات كبيرة ويصطف الشعب ويقول هانستقبله بأرواح خاشعه، فالكنيسة تعمل صوم وتعمل مع الصوم تسابيح ونسميها تسابيح كيهك. تسابيح كيهك هي التسبحة اللي فيها حالة فرح بعمل ربنا المتجسد فنضيف على التسابيح اليومية المدايح ويقدم الشعب كله تسابيح نتذكر فيها العذراء. فالعذراء تجدوها قاسم مشترك لآن منها تم عم التجسد ومنها اتولد السيد المسيح، والاحاد كلها في شهر كيهك تبدأ بفكرة بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا، مار لوقا يقوم بمقارنه لطيفه، يقول :" أخترت أنا أيضاً إذ تتبعت بالتدقيق أن أكتب إليك أيها العزيز ثاؤفيلوس لتعرف قوه الكلام الذي وعظت به" .ثاؤفيلوس: لفظ عزيز مثل وزير أو رئيس وزراء، احد رجال الدوله في مصر، وهذا معناه أن الكرازه في البدايه في المرحله الاؤلي كان هناك العديد من القصص التي قيلت، وهو حينما كتب الكتاب المقدس ارسله إلي هذا الشخص، ثم اخبرنا نحن أيضاً بهذه القصه، لكن المقارنه أن الرسل صاروا المبشرين وملائكه العهد الجديد، فالعهد القديم كانت السماء ترسل ملاك يبشر، ثم في العهد الجديد صارت الكنيسه هي التي تحمل البشاره والكرازه. " لتعرف قوه الكلام الذي وعظت به" الكلام الذي اقوله هو روح وحياه، ليس مجرد تلاوه، نحن لا نذكر احداث وافكار، لكننا نري قوه كلام الكتاب المقدس، كانت السماء صامته اربعمائه سنه قبل هذا الحادث، لا ملاك يظهر يقول بشاره ولا احد الانبياء يقول نبوه، حتي يعرف الشعب إنه ينتظر حتي تنفتح السماء، وانفتحت السماء ونزل الملاك وقال لزكريا الكاهن أن ابنك هو الذي سيهيءالطريق أمام المسيح، وحسب النبوات كان لابد أن يوجد شخصيتان يسبقان المخلص المسيا، يوحنا المعمدان "ها أنا ارسل ملاكي الذي يهئ الطريق أمامي"، وشخصيه العذراء "هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً"، لذلك نحن نحتفل بميلاد هذا الشخصان، لا نحتفل بميلاد القديسين عامه نحتفل بنياحتهم أو استشهادهم، لكن نحتفل فقط بميلاد يوحنا وميلاد العذراء، لان ميلادهم هم علامات التجسد، فحينما انفتحت السماء واعلنت عن ميلاد يوحنا المعمدان ادركنا أن الاجراس تدق لكي تعلن ميلاد الملك والمخلص لذلك الكنيسه بدأت الأحد الأول بأن السماء افتقدت البشريه كلها وارسلت الاعلان بميلاد يوحنا المعمدان، والكرازه بيوحنا المعمدان كانت بدايه اعلان الخلاص ومجئ المسيح، لكن نقطه ثانيه مهمه جداً وهي كيف كان التدبير دقيقاً جداً، أحياناً نرفع أعيننا للسماء ونقول له إلي متي؟ ،انك مبطئ في خلاصنا، وحتي متي ننتظر ولا تري، ولا ندرك أبداً أن الازمنه وسلطانها وضعها الآب في سلطانه، متي يرسل معونه وخلاصا؟ يرسل المعمدان ليهئ طريق، ثم يأتي المخلص، أتعرفوا كم سنه انتظرتها البشريه حتي جاء المسيح؟ الآف السنين، بحسابات بسيطه خمسه الآف سنه، متخيلين بشريه تتألم وترزح تحت نير العبوديه وصوره إبليس المتحكم في العالم، قتل وحرب وشر ودماء ، نسأله لماذا تتمهل؟ يقول تدبير الازمنه له حكمه، لكن ما أن يبدأ في إكمال التدبير حتي يري الصوره تكتمل بسرعه، يأتي الملاك يبشر يوحنا، ويولد يوحنا المعمدان ثم أيضا يبشر الملاك العذراء ويولد السيد المسيح وتتوالي الاحداث إلي أن يتم الصليب والقيامه. لذلك نحن لا ننزعج كثيراً حينما نشعر بأننا نحمل نير او صليباً لآننا ندرك تماماً أننا في تدبير الله وفي فكره، أنه مهما كان الزمن يمر بضيق وصعوبات ولكن تدبير الازمنه في حكمته، هو ليس بعيداً عنا، نحن لسنا منسين منه، هو يدرك تماماً أننا نتألم ولكن في كل صور الالم وبكل صور الضعف البشري هو عينه علينا.
تخيلوا كم من سنوات مرت علي زكريا الكاهن وأليصابات زوجته وكم كانوا متألمين ، وصرخوا كثيراً ولم يعطيهم ابناً ولكنهم لم يتحلوا عن برهم ولم يشعروا أبداً أنهم منسين من الله وبعد سنين طويله صار هذا الكاهن شيخاً وهي إمراه متقدمه في العمر، ولكن كان التدبير أن يفتقدا أيضاً وان يأخذا من الله هذه الهديه العظيمه يوحنا المعمدان، مثل تأمل المتنيح البابا شنوده " لو سألوا زكريا الكاهن هل تأخذ اي طفل الآن تفرح به، أم تنتظر العمر الطويل وتأخذ يوحنا المعمدان؟ اكيد كان سينتظر.
تدبير الازمنه وحكمه إفتقاده لنا أيضا هي خير من يده، نحن نؤمن تماماً أن كل ما يفعله خير حتي حينما نحمل صليباً .. حتي حينما ننتظره طويلاً.. حتي حينما نري الشمس في الافق وأن الليل طويل ولكننا نثق تماماً أنه في تدبيره سيأتي الفجر وسيأتي الملاك يبشر، ستدق الاجراس ونفرح بالميلاد.
لالهنا كل مجد وكرامه إلي الابد أمين
القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة

عدد الزيارات 588

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل