شفاء الإرادة الضعيفة

18 نوفمبر 2018
Large image

معلمنا بولس الرسول يقول لنا في رسالته لأهل رومية أصحاح " 7 ، 8 " آيتين عن الإرادة تُعبِّر عن حالته قبل أن يعرف المسيح ﴿ ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد لأني لستُ أفعل الصالح الذي أُريده بل الشر الذي لستُ أُريده فإياه أفعل ﴾ ( رو 7 : 18 – 19) لماذا ؟ لأني لم أعرف بعد المسيح لكن بعد معرفتي للمسيح الأمر تغيَّر تماماً ﴿ لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ﴾ ( رو 8 : 1) الإرادة هي طاقة الفعل طاقة القرار طاقة الحركة في الإنسان الذي يحرك الفعل هو الإرادة إنسان بدون إرادة مثل جهاز بدون موتور نعم مظهره جيد مُتكامل لكن ليس بموتور إذاً صار قطعة ديكور إذاً إرادتنا هي المُحرك الفعلي لقرارتنا وكل ما نقتنع به يُترجم لفِعْل معروف أن إرادة الله لنا هي قداستنا ﴿ الذي يريد أن جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ﴾ ( 1تي 2 : 4 )﴿ هذه هي إرادة الله قداستكم ﴾ ( 1تس 4 : 3 )إذاً الله يريد لي فماذا أريد أنا ؟ إن قلت له أنا أيضاً أريد القداسة يقول لي إذاً إرادتي وإرادتك تلاقيا تقول له هل أنت يا الله منتظر إرادتي ؟ يقول لي نعم أنا قادر على كل شئ لكن لكي أُخلِّصك لابد من إرادتك أنت يقول القديس أوغسطينوس ﴿ الله الذي خلقك بدونك لا يريد أن يُخلِّصك بدونك ﴾ وفي ترجمات أخرى يقول " لا يستطيع " يوم أن خلقك لم تكن موجود لكن يوم أن يُخلِّصك لابد أن يُخلِّصك بك أنت لابد أن تقول له أنا أريد أنا محتاج إذاً تعال هو يعطيك دعوة أن تدخل إلى عرسه لكن عليك أنت أن تُلبي الدعوة هو مشتاق أن تأتي إليه لأنه أعطاك الدعوة وهو يقول لك " ليتك تأتي لأني سأحزن إن لم تأتي إلى عُرسي " وأنت أيضاً تقول له أنا مشتاق أن آتي إلى عُرسك وهو يقول أنا منتظرك وتدخل إلى عُرسه وتجد فرحة لا تُوصف الإرادة تتكون من :-
العقل الإقتناع .
الميل والإحتياج صراع أو اتفاق بينهما .
الهدف مثل طالب له هدف واقتناع وميل واحتياج لأمر مُعيَّن ومستقبل مُعيَّن .
الميل والإحتياج موجودان والعقل مُقتنع والهدف موجود إذاً الإرادة حاضرة وجيدة .
1. العقل :-
الأنبا أنطونيوس قال ﴿ أن الخطية هي الجنون هي اختلال العقل ﴾ لماذا ؟ لأن الخاطي هو من يضحي بأمر غالي جداً مقابل أمر رخيص فيُثبِت أن عقله غير سليم هل رأيت شخص معه خاتم سوليتير قيمته مائة ألف جنية ويأتي شخص آخر يقول له أعطني هذا الخاتم مقابل جنيهان فيعطيه له ثم يسأله إحذر أن يكون الجنيهان مُزوران ولا تخدعني ولما يأخذ الجنيهان يشعر أنه قد كسب ويشتري بهما أمور تافهة ويشعر أنه سعيد هكذا الخطية أمر أفعله ألهو به الآن ولكنه يُسبب لي خسارة كبيرة أمر دفع فيه ثمن غالي جداً أبيعه بخدعة وأتنازل عن الغالي بالرخيص لذلك أطلق الأنبا أنطونيوس على الخطية اسم " الجنون والإختلال " أما العقل فهو البِر ماذا أريد أنا وماذا أرتب لحياتي ؟ هل تعلم أن الخطية دمار ؟ البعض مقتنع أن الخطية دمار والبعض مقتنع أنها لذيذة مُمتعة المقتنع أن الخطية مُمتعة هو شخص إرادته ضعيفة ولم يصل إلى درجة الإقتناع أن الحياة مع الله أفضل جداً لم يصل إلى درجة الإقتناع بأن الخطيئة مدمرة جداً لنفسه وجسده وروحه لم يعرف الأضرار النفسية والروحية والجسدية المؤذية له باستمراره في الخطية وطاعتها القديس أوغسطينوس قبلما يتوب كانوا يطلبون منه أن يتوب لأن الخطية ضارة جداً كان يقول لهم أن الخطية لذيذة وليست ضارة قالوا له قل لله اشفِ إرادتي الضعيفة وقف أمام الله وقال له أن الخطيئة ألذ منك لكن لو أنت تريدني فلتكن أنت ألذ من الخطية ﴿ إني أجد في الخطية لذة عنك وإن أردتني تائباً فاعلن لي لذِّتك فإني أريد أقول لك ربما أريد أن أتوب ولكن ليس الآن ﴾ لما شخص يُعلن لذته بالخطية كيف تكلِّمه عن الإرادة مادام هو غير مقتنع لذلك ضع داخلك قناعة كاملة أن الخطية مدمرة وأنها أبعدتك عن الله وعن نفسك وعن الآخرأحد القديسين قال لله ﴿ أن الخطية جعلتني أخسرك وأخسر نفسي وأخسر السماء ﴾ خسرت ثلاثة الله ونفسي والسماء فهل هناك خسارة أفظع من ذلك كارثة لذلك يقول ﴿ عار الشعوب الخطية ﴾ ( أم 14 : 34 ) كارثة الشعوب الخطية لذلك إخوتنا في الغرب وأمريكا يضعون مُسميات أخرى للخطية ليهربوا من خزيها فيقولون عن أمور مُهينة لله جداً ومُهينة للإنسان إنها أمور فسيولوچية أو مشاعر طبيعية أو ميول إنسانية لأنه لم يستطِع أن يتواجه مع دناءِة نفسه ويريد أن يقنع نفسه بالخطية فيضع عناوين تعطيه مُسكِّن الإقتناع أو العقل من أهم مكونات الإرادة إنسان يريد أن يعمل رچيم فكَّر أن جسمه زائد في الوزن وشكله العام ردئ وسيُضَر صحياً وسيزداد النوم و إقتنع بدأ الرچيم بكل خطواته لكن لابد أن يقتنع أولاً بفكره الآن هل اقتنعت أن الحياة مع الله أفضل جداً ؟ هل وصلت إلى هذه الدرجة أم لا ؟ هل اقتنعت أن الحياة مع الله أفضل جداً جداً من الحياة مع العالم أو مع الناس أو مع ميولي أو مع شهواتي ورغباتي أم لا ؟ لذلك يقول أحد القديسين قبل أن تنام اسأل نفسك ثلاثة أسئلة مهمة :-
أ‌- هل يا الله توجد محبة في قلبي أكثر منك من أي نوع ؟ مال أو عمل أو محبة زوج لزوجته أو أُم لأولادها أو صديق لصديقه أو أي نوع من المحبة في قلبي أكثر منك ؟
ب‌- هل توجد خطية مدفونة داخلي وصامت عنها أو متصالح معها ؟ نعم أنا خاطئ لكني رافض لكن هل توجد خطية داخلي راضي عنها ؟
ج- هل أرضيت الله في يومي هذا ؟
لو أجبت عن هذه الأسئلة الثلاثة بنعم " كُل قليلاً واسترِح ونام " إن أجبت عنهم بالخطأ أو عن أحدهم بالخطأ قِف وقفة مع نفسك " لا تأكل ولا تنام "محتاج أن تأخذ قرارعقلك يرفض أن تستمر في ذلك قل لا محتاج أقدم توبة العقل هل أنا مقتنع بحياتي مع الله ؟ مقتنع بحياتي في العالم ؟ مقتنع بما أفعله ؟ زِد درجة اقتناعك بالبِر لتدخل في الدرجة الأعلى رقم ( 2 ) .
2. الإحتياج والميل :-
تُواجه بأمر آخر في الإرادة وهما أمران الإحتياج والميل لأن في كثير من الأحيان وخاصة في البِر يكون الميل عكس الإحتياج أو الإحتياج عكس الميل صراع شديد بينهما لكي تشفي إرادتك لابد أن يصطلح الميل مع الإحتياج لابد أن يتفق ميلك مع احتياجاتك واحتياجاتك مع ميولك إنسان محتاج للحياة فيأكل ليس له ميول كبيرة للأكل لكنه لابد أن يأكل لأنه محتاج أن يأكل إنسان محتاج للدراسة يدرِس لأنه محتاج للدراسة حتى لو لم يكن له ميول للدراسة إنسان محتاج للعمل فيعمل حتى لو لم يكن له ميول للعمل صراع بين الإحتياج والميل كل الأمور النافعة تجد نفسك تحتاجها ولا تميل إليها مثلاً تصوم أو تأكل ؟ تقول آكل تأخذ أجازة أم تذهب للعمل ؟ تُجيب أجازة تستيقظ أم تنام ؟ تُجيب أنام كل الأمور النافعة تجد نفسك ضدها تجلس للكمبيوتر للعب أم التعليم ؟ تُجيب ألعب دائماً تهرب مما هو مفيد وكأن الله واضع حافز أو مكافأة لمن يتعب والذي لا يتعب لا يأخذ فتجد ميولك تميل للأمور السهلة واحتياجاتك تفوق ميولك محتاج للصلاة ولا تميل لها محتاج للصوم ولا تميل له محتاج لله جداً ولا أستطيع أن أقول إني لا أميل له لكن أعمالي تُعلن إني لا أميل له مثل قصة قالها الشباب أن فتاة أرسلت إلى خطيبها تقول له أنت غالي عندي جداً لكنك تُطيل مكالماتك التليفونية وأنا أكون محتاجة للنوم وتتكلم في أمور غير شيقة بالنسبة لي ولا تعرف إن كنت مُهيأة للحديث في هذه الأمور أم لا ؟ وظلت تنتقده وفي نهاية القصة يقول الشباب هكذا نحن مع الله نقول له يارب نحن نمِل من الوقوف معك ولا نريد الحديث معك ونحن نكون مُتعبين ويا ليتكَ تتركنا نحن نتكلم ولا تتكلم أنت وليتكَ تتركنا نتحدث معك وقت ما نريد نحن وفي النهاية نقول له نحن نحبك كيف ؟ الميل والإحتياج أميل إلى الله موسى النبي لما رأى العُليقة مشتعلة قال ﴿ أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم ﴾ ( خر 3 : 3 ) أميل للتسبيح أميل لحضور القداس مبكراً متى يحدث ذلك ؟ عندما تشفي إرادتي عندما يتفق احتياجي مع ميولي متى ؟ عندما أشعر بالإحتياج لله لأن دائماً الميل والإحتياج ضد بعضهما ويحتاجان وقت طويل ليتفقا الخطية هي ميل دون احتياج أُمنا حواء رأت الشجرة بهجة للعيون شهية للأكل مالت للأكل منها دون أن تحتاج لم تكن محتاجة للأكل بل للعكس كانت محتاجة أن لا تأكل لتظل في وضعها الأفضل لكنها مالت دون أن تحتاج هكذا الخطية ميل دون احتياج داود النبي مال لامرأة أوريا الحثي هل عنده احتياج ؟ لا بل كانت له زوجات كثيرة مال دون أن يحتاج فكان العار وكانت الخطية الخطية هي ميل دون احتياج البِر هو احتياج يبدأ حتى لو دون ميل إلى أن يتفق الميل والإحتياج .
3. الهدف :-
ماذا أريد ؟ يارب أريد الأبدية إذاً نمِّي ميلك للأبدية يارب أريد أن أحيا في سلام يارب أريد أن أحبك ما هو هدفك ؟ جيد عندما أحب أبونا يعقوب راحيل فقالوا له اعمل بها سبعة سنوات فقال هي تستحق التعب من أجلها وعمل من أجلها سبعة سنوات لكنهم أعطوه ليئة واعترض فقالوا له لا تحزن لكن لكي تأخذ راحيل اعمل سبعة سنوات أخرى ووافق لكنه ارتبط براحيل أولاً ثم عمل سبعة سنوات أي أنه تزوج بليئة وبعد أسبوع تزوج براحيل لكنه صار مديون للابان بسبعة سنوات أخرى هذا هو الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد كما قال القديسين العهد القديم أتعب لكي أنال ليئة والعهد الجديد آخذ نعمة كي أتعب بها أي النعمة مُقدِّمة للتعب بينما العهد القديم أتعب لكي أنال يعطيك الروح القدس يعطيك إنسان جديد يعطيك راحيل ويقول لك هيا إتعب إرضيها لما تكون راحيل معه ويتعب من أجلها كلما نظرها يقول لها تستحقين التعب من أجلِك﴿ وكانت في عينيهِ كأيامٍ قليلةٍ بسبب محبتهِ لها ﴾ ( تك 29 : 20 )هدف هل توجد راحيل في حياتك تتعب من أجلها ؟ تخيل عندما تتعب بدون هدف أمر ليس له داعي سَتَمَلْ هل توجد أهداف في حياتك ؟ هل تريد فضائل مُعيَّنة تقتنيها في حياتك ؟ هل تريد أن تُرضي الله ؟ هل الأبدية تشغِلك ؟ فِكْر الأبدية هل هو مغروس في حياتك تريد أن تسعى من أجله ؟ هل تحب أن تعيش في إرضاء الله ؟ ربنا يسوع قال﴿ أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قدأكملتهُ ﴾ ( يو 17 : 4 )هدف أنا مجدتك على الأرض له أهداف أحد الفلاسفة قال ﴿ لا تحزن إن لم تُحقق هدفك لكن احزن إن كنت بلا هدف ﴾ إحزن للمشكلة أن أكون بلا هدف وبلا طموح وآمال قديماً في السباقات كانوا يضعون عَلَمْ أو راية ويجرون في السباق وأول من أمسك العَلَمْ هو الفائز تخيل شخص لا يجري في اتجاه العَلَمْ أكيد عينه بها مشكلة لأنها لا ترى العَلَمْ يقولون له إتجاه العَلَمْ هنا إجري اتجاهه بكل قوتك تخيل أن عينك ليست على الهدف أو نريد أن تكون إرادتنا قوية ونحن ليس لنا هدف في أي اتجاه سنجري ولماذا أصلاً نجري مادام ليس لنا هدف ؟إذاً لماذا إرادتي ضعيفة ؟ لأنه ليس لي هدف لذلك أقل الأمور تُحزنني وتتعبني نقول صلي يُجيب الشخص الذي بلا هدف أفعل أي أمر إلاَّ الصلاة صُم يقول الصوم مُتعب إحضر قداس يقول القداس مبكر جداً إقرأ كلمة الله يقول لا أفهمها إذاً تعال قدم توبة يُجيب ليس لها داعي ليس له هدف لذلك الأمور بالنسبة له ثقيلة أحد القديسين قال قد تصل الأمور الروحية على الإنسان إلى درجة أنها أشقى من الجَلْد أي يحتمل الجَلْد أكثر من الأمور الروحية مسكين ليس له هدف " 3 " مكونات للإرادة أخطر من بعضهم العقل الميل والإحتياج الهدف .
كيف تُشفَى إرادتي ؟
إبدأ وصلي .
إجتهِد .
إستمِر .
1. إبدأ وصلي :-
إبدأ إن أردت أن تُقوِّي إرادتك إبدأ الآن أحد الشباب اختفى فترة شهور ثم رأيته وكان شكله قد اختلف كثيراً عما سبق فقد تحول إلى شاب رياضي له جسم مفتول العضلات وعرفت أنه كان يذهب إلى النادي ( چيم ) ويلعب ويتدرب يومياً ثمانية ساعات في تمارين شاقة إقتنع بالفكرة فكان يتدرب يومياً تمارين شاقة وله أطعمة مُعيَّنة وإن عرفنا مقدار الأطعمة التي يأكلها نندهش لكنه اقتنع بالفكرة ومارسها وتعب فيها وفي النهاية فرح بنفسه عندما رأى نتيجة جهاده في هذا الأمر نريد أن نُقوي إرادتنا إن كان الجسد له عضلات أيضاً الروح لها عضلات إن كان الأنبا بيشوي نحيل الجسد لكنه كان يُمارس كمال أرواح وليس كمال أجسام كان يقول لجسده لا تنام ولن تنام لن تأكل ستستيقِظ وتصلي وتقف باعتدال ودرَّب جسده لطاعة روحه وتقوَّت بالتدريج إلى درجة أن روحه صارت في قامات مرتفعة جداً الروح تحتاج تقوية تريد تغذية على كلمة الله وعلى جسد ودم يسوع يريد تدريب على وقفات صلاة كثيرة لم يفرح من أول مرة لا بل قاومه جسده كثيراً لم يرى ثمر سريع أمور كثيرة تُعيقه لكنه استمر إبدأ وصلي أُطلب إرادة قوية كيف تطلب إرادة من دون مصدر الإرادة ؟ كيف يُشفَى الإنسان بدون طبيب ؟ عندما تشعر بالتعب يزداد تحتاج لطبيب وكلما كان المرض أصعب كلما احتاج لطبيب ماهر وقد يقول له طبيبك في القاهرة ويحتاج حجز بعد شهرين ويستجيب لأنه محتاج هل معنى أن يقول لماذا أذهب إلى القاهرة ولماذا أنتظر شهرين إنه ليس مريض أو لا يشعر بمرضه ؟! مادام لا يشعر بمرضه لن يتعب إن أردت أن تبدأ لابد أن تكون وصلت إلى قناعة كاملة أنك محتاج أن تبدأ الآن القديس أوغسطينوس قرأ آية في رسالة رومية غيَّرِت حياته كلها ﴿ أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ﴾ ( رو 13: 11 – 12)آية أقامت ثورة في حياة القديس أوغسطينوس " أنها الآن ساعة لنستيقظ " لنبدأ إن أردت أن تبدأ برفع اليدين إبدأ الآن محتاج أن أشعر أنها ساعة مقدسة لأستيقظ فأبدأ إن أردت أن تُقوِّي إرادتك سأُعطيك تدريب صغير قد تستخِف به لكن به تقوية إرادةعندما تصلي :-
قِف باعتدال .
إرفع يديك فترة طويلة .
هذه هي الإرادة هذا الذي يقف كذلك يُعلن إرادة قوية في القداس تظهر الإرادة القوية والضعيفة صاحب الإرادة القوية ظاهر وإرادته لم تقوى في اللحظة بل تدرَّب كثيراً تدرَّب على إخضاع جسدك لروحك وابدأ الآن في بيتك تدرَّب على وقفات صلاة أطول بجسد مستقيم بأيادي مرفوعة لا تؤجل ولا تؤخر إن أردت أن تشفي إرادتك أُشعر بالخطر وابدأ الآن أحد القديسين عندما كان يصلي كان يخاطب جسده ﴿ إعلم أمام من أنت واقف الآن أنت واقف أمام من له سلطان أن يُلقيك في جهنم فاعتدِل وتعقَّل ﴾ يحفز جسده أن يقف في وضع صلاة مستقيم لذلك إبدأ الآن بممارسة كل الأعمال الروحية بحماس صوم لابد أن يكون صوم لأنه خطوة مهمة في تقوية إرادتك وخُذ فترات انقطاع تستيقظ مبكراً وتقول محتاج للإفطار وكوب نسكافيه لن أستطيع أن أبدأ يومي بدونه أقول لك هذا ما تحتاج أن تقول له " لا " إن أردت أن تشفي إرادتك لابد أن تقول لجسدك " لا " يُقام برنامج لمراهقين أمريكا اسمه " كيف تقول لا " رأوا أن الأولاد يسيرون في طريق انحلالات عجيبة وفقدوا هويتهم وميولهم المدنية والسياسية والأخلاقية أنا أيضاً محتاج أعمل لنفسي برنامج لأتعلم كيف أقول " لا " إن لم أعرف كيف أقول " لا " لنفسي لن أعرف كيف أقول " لا " لصديقي أو" لا " للتليفزيون أو النِت إبدأ خذ فترة صوم انقطاعي وعندما تشتاق للطعام قُل لجسدك ليس الآن أنت لست صاحب القرار إرادة تُشفَى إجعل الجسد مُروض وروحي وخاضع واجعله يسجد في الصلاة مرات وهو في الصباح كان صائم والآن واقف في الصلاة باعتدال ولا تستسلم لكسله فصار الجسد خادم للبِر ووسيلة أربح بها الملكوت صار الجسد وسيلة مجد وخلاص صار معي وليس ضدي لأن المسيح لما تجسد قدِّس الجسد روِّض نفسك للتقوى ﴿ أدرب نفسي ليكون لي دائماً ﴾ ( أع 24 : 16) .
2. إجتهِد :-
لا تتخيل أن إرادتك تُشفَى من صلوة أو من لحظة لا هذه بداية لكن البداية لابد أن تُراعى وتُربَّى الآباء القديسون يقولون ﴿ إعطِ دماً لكي ما تأخذ روحاً ﴾ لكي تتقوى إرادتك المنهارة وتشعر برضى على نفسك أنك تفعل ما تريده هذا يحتاج تعب لما الإنسان دائماً لا يفعل ما يريده فيصير مُحبط وفاشل وفاقد هدفه وعدو الخير يحرِمه من أي بدايات وأي متعة ويسيطر عليه تماماً ويفقده مصداقيته ويُشعِره أنه وهو جالس مع نفسه جسده يقول له إنسى لن تستطيع أن تفعل أمر جيد أو تبدأ ما تعرفه كلام فقط إرادة ضعُفت جداً المُقعد ظل " 38 " سنة مُقعد أي نسى السِير الذي يظل فترة شهر لا يُحرك رِجله عندما يبدأ السِير نفسياً يخاف لأنه لا يثِق في رِجله ويسير بعَرج فما بال الذي كان مُقعد " 38 " سنة ؟ مهما كانت قيود الخطية الله قادر أن يجعلها لا شئ إتعب دائماً وليس يوم أو اثنين لابد أن يكون عندك مبدأ التعب في حياتك لأن أي شئ مفيد لن تناله بدون تعب ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 125 – من مزامير الغروب ) كيف أجني ثمر بدون أن أزرع أو أتعب ؟ مثل شخص عاد لزوجته في نهاية اليوم حزين يقول لها كل الناس أرضهم أثمرت قمح كثير إلاَّ نحن فسألته هل زرعت أنت قمح ؟ أجابها لا فقالت كيف تجني قمح دون أن تزرعه ما جناه الناس كان تعب عام كامل إتعب واجتهد لكي تشفي إرادتك لابد أن تُنميها وتُروضها وتُعلِّمها الخضوع للنعمة لأنه شئ طبيعي أن يخلق الله الجسد بهذه الطبيعة لكي يكون وسيلة الحياة الأرضية لكي يقوتك ويتعب ويعمل ووضع فيه هذه الميول ليكون سبب المحافظة على حياتك كون أن الجسد صار محصور في هذه الميول الأرضية فهذا يحتاج منك أن تجذبه إتعب التعب لذيذ تخيل شخص يدرب جسده فيتقوى يفرح ويشعر بالرضى .. هكذا لما تروض جسدك لميولك الروحية وتنمو روحياً تشعر بالرضى ليس رِضى من ذاتك بل لأن الله عمل فيك إتعب القديس العظيم أبو مقار قال ﴿ أخبروني عن بطَّال جمع مال أي بطَّال جمع مال وأي عطَّال ثروته لم تنفذ ﴾ لذلك لابد أن يكون جسدك عمَّال أي مداوم على التعب ليصل لدرجة مثل القديس بولا الطموهي الذي من شدة التعب والنسك صار جسده يابس كورقة الشجر حتى أن المسيح ظهر له وقال ﴿ كفاك تعباً يا حبيبي بولا ﴾ تخيل ؟ حتى أنه قال للمسيح ﴿ ماذا يكون تعبي أمام تعبك ومحبتك ودمك الذي سفكته من أجلي ﴾ من أكثر الأمور التي تُضعِف الإرادة الكسل جيلنا كسول لأن كل وسائل الراحة بجانبه كل الأمور يحركها بالريموت فهذا جعلهُ كسول الكسل الجسدي أثَّر على الحياة الروحية وصار الإنسان يريد أن يصلي بالريموت الريموت والسيارة والتكييف وجعل الإنسان كسول جداً والكسول لن يعطي ثمر روحي الآباء القديسين يقولون عن الراهب المجاهد الراهب العمَّال أي لا يتوقف عن العمل كن عمَّال ولا تنتظر بركات تهبِط عليك من السماء وأنت مُستلقي على ظهرك لا لابد أن تتعب وتجاهد وتصوم يُقال عن القديسين مكسيموس ودوماديوس أنهما لم ينامان قبل أن يغلبهما النوم أثناء صلاتهما لذلك يُقال إحذر أن تطاوع احتياجاتك بل اضبُطها كي تشفي إرادتك لا تطيع الجسد في طعام أو كلام بل فكَّر قبل أن تتكلم كما كان ينصح البابا كيرلس السادس أن تفكر في كلامك قبل أن تقوله هذا أمر ليس بسهل لأن الإنسان مُندفع يريد أن يتكلم ويُثبِت نفسه إذاً الأمر محتاج تدريب ﴿ لا تأكل إلاَّ إذا جعت ولا تنام إلاَّ إذا نعِست ﴾ إذاً الأمر محتاج تدريب ﴿ ولا تتكلم إلاَّ إذا سُؤِلت ﴾ أُناس ضبطت نفسها تمام يُقال أن 60 % من طعامنا غير ضروري ولا نحتاجه أي ممكن نعيش بـ 40 % مما نأكله بينما نحن نأكل أثناء الترفيه وعندما نعود للبيت نتعشى لما تدخل فِراشك وأنت بك طاقة أنت أعطيت عدو الخير مجال خصب لا تتكلم إلاَّ إذا سُؤِلت هذه مبادئ ممكن تكون عالية علينا لكن على الأقل كُل عندما تبدأ تشعر بالجوع لا تنام وأنت مملوء طاقة عالية لأن هذا معناه أنك لم تستثمِر طاقتك أثناء اليوم وأكلت كثيراً وإن سهرت فهل عملت عمل مفيد قِف مع نفسك وقفات .
3. إستمِر :-
إن أردت أن تتقوى إرادتك خذ لنفسك هدف إسعى إليه واستمر مشكلتنا أننا سمعنا عظة وفرحنا بها نعود لمنزلنا نصلي هذه إرادة رائعة لكن هذا لا يُغيِّر الذي يُغيِّر الإستمرارالإنسان كيان مُرَّكب مُعقَّد ميول وعقل واتجاهات وجسد وعواطف لكي يخلُص هذا الكيان محتاج متابعة واستمرارلكي يتخلَّص هذا الكيان من ارتباطات محتاج قرارات ونعمة واستمرار لأن الخطايا لن تقف وجسدي مستمر إذاً العوامل الخارجية مستمرة إذاً عوامل التقوية لابد أن تكون مستمرة ربنا خلقنا كائن جائع محتاج للطعام دائماً هكذا روحياتي محتاجة تغذية دائماً الإستمرار لكي تشفي إرادتك يوجد علاج لكن أستمر فيه نحن كمصريين لدينا طبع عدم الإستمرار في أي أمر لو شخص لديه نظام تخسيس يقول له يوم حُر في الشهر لكنه يأخذ الشهر كله حُر لا الأمر محتاج استمراروالنتيجة تنالها بعد فترة طويلة الآباء يعطونا تدريب يقولون خذ تدريب ولو بسيط واستمر عليه أربعين يوم مثلاً نتفق على صلاة عشرة دقائق صباحاً وعشرون دقيقة مساءً إصحاحين في الإنجيل وتناول مرة في الأسبوع إستمِر أربعين يوم متواصل الأربعين يوم التالية ستتذوق هذا التدريب بمذاق آخر والمسيح يضمن ذلك والنعمة تضمن ذلك الكنيسة تجعلنا نصوم أربعين يوم رقم " 40 " هي حاصل ضرب 4 * 10 رقم " 4 " رقم أرضي جهات الأرض الأربعة و"10 " رقم سماوي وهو نهاية الأرقام أي رقم " 40 " هو عمل أرضي أنال به فضيلة سماوية يتحد الأرضي مع السماوي في الأربعين أنت إثبت على أربعين يوم بشرط لو تكاسلت يوم إخصِم عشرة أيام من التدريب إن أردت أن تقتني فضيلة إثبت تجد نفسك في أول أربعين يوم تتعوَّد الصلاة تقول لكني لا أفهم ولا أشعر بالصلاة لكن استمر ووعد من نعمة الله والكتاب المقدس أنك لن تقف للصلاة أربعين يوم بأمانة دون أن تنال نعمة إستمر وستجد الأربعين يوم التالية لها مذاق آخر الأول تتذوق صلاة الشفتين ثم تتذوق صلاة العقل ثم صلاة القلب ثم صلاة الروح وبعد ذلك ؟ ليس هناك حدود إستمِر ربنا يسوع صام أربعين يوم والفترة من القيامة للصعود أربعين يوم وخدم أربعين شهر وعاش على الأرض أربعمائة شهر موسى النبي ظل أربعين يوم والشعب ظل في البرية أربعين سنة حياتك فترة غُربة على الأرض إقضيها أربعينات ستجد الله يصعد بك وإرادتك تُشفَى وتكون نموذج إرادة مقدسة تشفي إرادات أخرى كيف أُشفَى ؟ أبدأ بصلاة وأعمال روحية وأجتهد وأستمِر سأجد إرادتي تُشفَى يوم مع يوم بالنعمة الشافية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية

عدد الزيارات 1916

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل