تأملات فى قيامة السيد المسيح - إيماننا بالقيامة -1

30 أبريل 2022
Large image

إيماننا بالقيامة -1
حقيقة قيامة السيد المسيح
أهنئكم أحبائي بعيد القيامة المجيد التي نحيا أفراحها طوال أيام الخمسين المقدسة ونحتفل بها طوال أيام الآحاد بل وفى باكر كل يوم نتذكر قيامة الرب يسوع، فنحن نؤمن بالمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من أجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. لقد انتصر المسيح بقيامته علي العالم والشيطان وسلطانه والموت وسطوته ووهب الحياة للذين في القبور. قام الرب يسوع المسيح منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، وليحيينا حياة أبدية بقيامته المجيدة. ان كان الله قد سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بسقوطها فى الخطية وطردنا من الفردوس بمقتضى عدله فإن رحمته الغنية أرادت لنا الحياة وبالإيمان بالتجسد والفداء والقيامة فإننا نقوم مع المسيح في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية.
إيماننا بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الإموات حقيقة يؤكدها الكتاب المقدس بنبؤاته وتحققها وظهورات السيد المسيح للكثيرين بعد قيامته كما تؤكدها الاحداث التاريخة والمورخين والأثار وإيمان التلاميذ والرسل بها وبذلهم أنفسهم للكرازة بمن أمنوا به وهذا يسيرعلي خطي الرسل القديسين المؤمنين بالمسيح ويعاينوا قوة القيامة فى حياتهم والتي تغير وتحرر وتقوى الإنسان ليعيش علي رجاء الحياة الابدية { فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.}(1كو 3:15-6). كما قالها السيد المسيح لتلاميذه عدة مرات قبل موته وقيامته { انه ينبغي ان ابن الانسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.} (لو 22:9). وكما قال للكتبه والفريسين والمقاومين بعد تطهيره للهيكل { فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟».أَجَابَ يَسُوعُ: «?نْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟».وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.} ( يو 18:2-22). وكما تنبأ هوشع النبي قائلين { يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه} (هو 6 : 2). قام المسيح ليقيم المؤمنين به معه .
لقد تمت قيامة الرب يسوع فى اليوم الثالث ولم تتم قبل ذلك لئلا يشك أحد في أنه مات موتًا حقيقيًا، ولم تتم بعد ذلك لكى يحتفظ بسلامة الجسد المقدس الذى له وأن كان قد أقام لعازر بعد أربعة أيام وبعد أن أنتن ليؤكد قدرته علي إقامة نفوس الذين ماتوا فى مجيئه الثاني كما قال الكتاب { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29) وهذا ما قاله القديس أثناسيوس الرسولي " إذًا فقد كان الموت من أجلنا على الصليب لائقًا وملائمًا. وقد اتضح أن سببه كان معقولاً من جميع الوجوه، ومن الحق أن يقال إنه لم تكن هناك طريقة أخرى يتحقق بها خلاص الجميع سوى الصليب. لأنه حتى على الصليب فإنه لم يجعل نفسه مختفيًا بل بالحرى فإنه جعل الطبيعة تشهد لحضور خالقها، وبعد ذلك لم يَدَع هيكل جسده يظل وقتًا طويلا ميتًا، إلاّ بالقدر الذى أظهر فيه أن الجسد مات باحتكاك الموت به، ثم أقامه حالا فى اليوم الثالث، حاملا عدم الفساد وعدم التألم اللذين حصلا لجسده، كعلامة الظفر والانتصار على الموت. ولقد كان يستطيع أن يقيم جسده بعد الموت مباشرة، ويظهره حيًا، ولكن المخلّص بحِكمَة وبُعد نظر لم يفعل هذا لأنه لو كان قد أظهر القيامة فى الحال لكان من المحتمل أن يقول أحدهم إنه لم يمت بالمرة أو إن الموت لم يلمسه بشكل كامل.". لقد كان التلاميذ في حالة ترقب وخوف بعد أحداث الصلب وعقولهم معلّقة حائرة، وكان الذين صلبوه لا يزالون أحياءً على الأرض وفى نفس المكان، ويمكن أن يشهدوا بموت جسد الرب؛ فإن ابن الله نفسه بعد فترة ثلاثة أيام أظهر جسده الذى كان قد مات غير مائت وعديم الفساد. وقد اتضح للجميع أن الجسد قد مات ليس بسبب أي ضعف فى طبيعة الكلمة الذى اتحد بالجسد، بل لكى يُباد الموت ويهزم إبليس ويهبنا ثمار قيامته المجيدة. ولكي نحيا فى حياة السلام والقوة والفرح والرجاء والحياة الأبدية.
إيماننا بقيامة المسيح له المجد
أول فاعلية لقيامة المسيح هي الإيمان به ربا ومخلصا وواهب الحياة الأبدية للمؤمنين به فكما قام المسيح وغلب الموت سنقوم معه ونرث الحياة الأبدية وكما يقول القديس يوحنا إن القيامة والآيات الأخرى التى صنعها يسوع قد كُتبت ليكون لنا حياة أبدية { لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه} ( يو 31:20). { من يؤمن بى فله حياة أبدية} (يو 47:6) { من يسمع كلامي ويؤمن… فله حياة أبدية ولا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة} (يو24:5) وكما قال السيد المسيح لمرثا { أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا ويؤمن بى فلن يموت إلى الأبد} (يو26،25:11). ومن يؤمن بالمسيح ينال حياة أبدية تجعل روحه لا تموت، أما الجسد فبالتأكيد سيموت لكى يقوم فى حالة المجد فى القيامة العامة. لقد أتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات. لأنه كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 15 : 20،14). لقد أحب الله العالم ومن أجل هذا بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). قيامة المسيح ووعوده للغالبين بالحياة الأبدية تجعلنا نشتاق ونجاهد للوصول للسماء { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12).
المؤمن بقيامة الرب يشتاق إلي شيء أكبر من العالم، وأرقى من المادة، وأعمق من كل رغبة أو شهوة يمكن أن ينالها علي الأرض. لقد نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة، واعتبروا أنفسهم غرباء في العالم، يشتاقون إلي وطن سماوي، وإلى حياة روحية خالدة. حيث نلبس أجساد روحانية نورانية ممجدة علي مثال جسد المسيح الممجد والقائم وسنكون كملائكة الله { لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء} (مت 22 : 30).لهذا نتعب ونجاهد في هذه الحياة وأثقين بالمسيح الذي أحبنا وبذل ذاته عنا أنه قام ليقيمنا وصعد ليعد لنا مكاناً فى السماء لنحيا معه كل حين.
القيامة مصدر للسلام ..
شتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتى بعد ان اجتمعوا كانوا في خوف ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والأبواب مغلقة وقال لهم سلام لكم (ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم). (يو 20 : 19) . تحول الخوف الي شجاعة، والضعف الي قوة، والارتباك الي سلام، وجال الرسل يكرزون ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من أجل تبريرنا. اننا مدعوين الي حياة السلام (سلاما اترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب). (يو 14 : 27) . إن المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذي يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور الأبدية السعيدة. ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله ، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة.ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا}( رو 31:8-38).
القيامة مصدر قوة للمؤمنين ...
فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر عليه الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي اخزت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور(وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم). (اع 4 : 33) نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض). (اع 1 : 8). هكذا رأينا أبائنا و اخوتنا الشهداء يقدموا دمائهم علي مذبح الحب الالهي ويشهدوا لقوة إيمانهم بمن مات من أجلهم . لقد أعطانا الرب القائم من الأموات قوة من العلاء { ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء} (لو 10 : 19). بالقيامة نحيا على رجاء مجئيه الثاني { وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد} (مر 13 : 26). نحيا شهود للقيامة ونثق فى وعود الرب الحي الى الابد { فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا } (مت 14 : 27). قوة قيامة المسيح تغلب رائحة الموت والمرض والضعف وتعطي توبة وقيامة للأموات في الخطية وتحيي المائتين و تهبنا نصرة علي الموت وحياة أبدية سعيدة وكما قام المسيح فايماننا أكيد بأن احبائنا الذين انتقلوا أرواحهم في السماء تسبح في فرح ونور القيامة كملائكة الله في انتظار للقيامة العامة ليقوم الجسد أيضا ويتحد بالروح ونحيا في أجساد روحانية نورانية ممجدة. لقد حطم السيد المسيح بقيامته شوكة وسطوة الموت ووهب المؤمنين الثقة والرجاء فى الحياة الأبدية، حتى قال القديس بولس الرسول "أين شوكتك يا موت؟ " لقد تحطم الموت، وأصبح لا مستحيل. وبالموت داس المسيح بالموت ووهب الحياة للذين فى القبور.إن القيامة أعطت الناس قوة جبارة. وإذ تحطم الموت أمامهم، تحطمت أيضًا كل العقبات، وأصبح لا مستحيل. بالقيامة أصبح المؤمن لا يخاف الموت بل يقول مع القديس بولس { لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدًا} (في 1 : 23). ويتحقق لنا ما وعدنا به الرب { أنا ماض لأعد لكم مكانًا. وإن أعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي. حتى حيث أكون أنا، تكونوا أنتم أيضًا} (يو 14: 2، 3). أننا نثق في وعود الله الأمين التي تهبنا قوة لا تضعف في مختلف ظروف الحياة. ولنا ثقة في ما أعده الله للذين يحبونه { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه } (1كو 2 : 9).
القمص أفرايم الأنبا بيشوى

عدد الزيارات 1123

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل