الرسالة الفصحية السابعة

03 مايو 2022
Large image

لنحمل سمات المصلوب!
كتب بولس الطوباوي إلى أهل كورنثوس أنه یحمل في جسده على الدوام إماتة یسوع ٢كو ١٠:٤ ، لیس كمن یحمل هذا الفخر وحده بل ویلزمهم هم، كما نحن أیضًا أن نحمل هذا.لیتنا یا أخوتي نقتفي آثاره! ولیكن هذا هو فخرنا الدائم فوق كل شيء في كل وقت.هذا یصیر فینا خاصة في أیام العید إذ نذكر موت مخلصنا، لأن من یصیر مشابهًا له في موته، یصیر أیضًا مجاهدًا في الأعمال الفاضلة، ممیتًا أعضاءه التي على الأرض مز ٢٢:٢٤، صالبًا الجسد مع الأهواء والشهوات كو ٥:٣ ، ویحیا في الروح سالكًا حسب الروح غلا ٢٤:٥ -25 مثل هذا الإنسان یكون دائم التفكیر في اله فلا ینسى الله قط، ولا یفعل أعمال الموت.والآن، فإنه لكي نحمل في جسدنا إماتة یسوع، أضاف الرسول للحال موضحًا لنا الطریق الذي نتبعه قائلاً "فإذ لنا روح الإیمان عینه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت. نحن أیضًا نؤمن ولذلك نتكلم أیضًا"٢كو ١٣:٤. وقد أردف أیضًا متحدثًا عن النعمة التي تنبع عن المعرفة قائلاً "عالمین أن الذي أقام الرب یسوع سیقیمنا نحن أیضًا یسوع ویحضرنا معكم"١كو ١٤:٤
بالإیمان والمعرفة نحیا بالروح
عندما احتضن القدیسون مثل هذه الحیاة الحقیقیة بواسطة الإیمان والمعرفة" ینالون بلا شك الفرح السماوي. ذلك الفرح الذي لا یهتم به الأشرار إذ هم محرومون من التطویب النابع عنه… لأنهم لا یرون جلال الرب أش ١٠:٢٦
فإنهم وإن كانوا یسمعون الإعلان العام "استیقظ أیها النائم وقم من الأموات" أف ١٤:٥ ، ویقومون ویأتون إلى السماء قارعین الباب قائلین "افتح لنا" مت ١١:٢٥، إلا أن الرب سینتهرهم كمن لا یعرفهم… قائلاً لهم "لا أعرفكم"،ویصرخ الروح ضدهم "الأشرار یرجعون إلى الهاویة كل الأمم الناسین الله".
هل یعید الشریر؟
أننا نقول بأن الأشرار أموات، لكن لا في حیاة تعبدیة ضد الخطیة، ولا هم مثل القدیسین یحملون الموت
في أجسادهم، إنما یدفنون النفس في الخطایا والجهالات فتقترب النفس من الموت. وإذ یشبعونها بالملذات
الممیتة، تكون نفوسهم أشبه بنسور صغیرة تحوم فوق جثث الموتى. وقد أعلنت الشریعة عن هذا إذ تأمر في صورة رمزیة بعدم أكل النسور وجمیع الطیور التي تأكل الجیف (لا ١٣:١١).هؤلاء یقتلون النفس بالشهوات، ولا یقولون سوى "لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت" (إش ١٣:٢٢).وقد وصف النبي الثمرة التي یجتنیها أمثال هؤلاء الذین ینغمسون في الملذات، فقال "فأعلن في أذني رب الجنود لا یغفرن لكم هذا الإثم حتى تموتوا" (إش ١٤:٢٢). إذ یحسبون آلهتهم بطونهم، وعندما یموتون یتعذبون ، نعم، حتى عندما یعیشون، فإنهم یكونون في عار لأنهم افتخروا بمثل هذا الموت.ویحمل بولس أیضًا شهادة عن هذه النتیجة فیقول "الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سیبید هذا وتلك" ( ١ كو ١٣:٦).وتعلن الكلمة الإلهیة عن هؤلاء بأن موت الأشرار شر ومبغضو الصدیق یخطئون (مز ٢١:٣٤ )، لأن الأشرار یرثون ناراً مرة وظلامًا مهلكًا.
كیف یعبد الأبرار؟
أما القدیسون والذین یمارسون الفضیلة ممارسة حقیقیة، فقد أماتوا أعضاءهم التي على الأرض، الزنا
والنجاسة والهوى والشهوة الردیئة (كو ٥:٣ ). فیتحقق فیهم، بسبب هذه النقاوة وعدم الدنس، وعد مخلصنا "طوبى للأنقیاء القلب لأنهم یعاینون الله" (مت ٨:٥). هؤلاء صاروا أمواتًا للعالم، وازدروا بمقتنیاته مقتنین موتًا مشرفًا، إذ هو "عزیز في عیني الرب موت أتقیائه" مز ١٥:١١٦هؤلاء أیضًا قادرون على الاقتداء بالرسول القائل "مع المسیح صلبت فأحیا لا أنا بل المسیح یحیا في" غلا ٢٠:٢
هذه هي الحیاة الحقیقیة التي یحیا الإنسان في المسیح، فأنه وإن كان میتًا عن العالم إلا أنه كما لو كان قاطنًا في السماء، منشغلاً في الأمور العلویة، كمن هو هائم في حب تلك السكنى السماویة، قائلاً إننا وإن كنا نسلك في الأرض "فأن سیرتنا نحن هي في السموات" في ٢:٣ الذین یحبون هكذا مشتركین في فضیلة كهذه، هم وحدهم القادرون على تمجید الله… وهذا هو ما یعنیه العید. فالعید لا یعني التمتع بأكل اللحوم والملابس الفاخرة، ولا هو أیام للترف، إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقدیم الشكر والحمد له.
هذا الشكر وهذا الحمد، یقدمه القدیسون وحدهم الذین یعیشون في المسیح، إذ مكتوب "لیس الأموات یسبحون الرب ولا من ینحدر إلى أرض السكوت. أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر" مز ١٧:١١٥،١٨ هكذا كان الأمر مع حزقیا الذي خلص من الموت فسبح الله قائلاً "لأن الهاویة لا تحمدك. الموت لا یسبحك….الحي هو یحمدك كما أنا الیوم" أش ١٨:٣٨،١٩ فتسبیح الله وتمجیده هو من اختصاص الذین یحبون في المسیح وحدهم، هؤلاء یصعدون إلى العید، لأن الفصح لیس للأمم ولا للذین هم یهود بحسب الجسد بل للذین یعرفون الحق، وذلك كقول ذاك الذي أرسل للإعلان عن مثل هذا العید "لأن فصحنا أیضًا المسیح قد ذبح لأجلنا". لذلك وإن كان الأشرار یقحمون أنفسهم لكي یحفظوا العید، بینما عملنا في العید وهو تمجید الله، لهذا فأنهم كأشرار یقتحمون متطفلین في دخولهم كنیسة القدیسین. هؤلاء یوبخهم الله معاتبًا كل واحد منهم "مالك تتحدث بفرائضي" مز ١٦:٥٠والروح القدس یوبخهم قائلاً بأنه لیس للتسبیح مكانًا في فم الخاطئ ابن سیراخ ٩:١٥ ، ولا للخطیة وجود في مذبح الله،لأن فم الخاطئ یتكلم في الأمور الجامحة، كقول المثل "فم الأشرار ینبع شروراً" أم ٢٨:١٥ كیف یمكننا أن نسبح الله بفم دنس، إذ لا یمكن أن یتفق النقیضان معًا؟! "لأنه أي خلطة للبر والإثم. وأیة شركة للنور مع الظلمة"٢كو ١٤:٦. هذا ما یعلنه بولس خادم الإنجیل.لهذا لا یمكن للخطاة والغرباء عن الكنیسة الجامعة أي الهراطقة والمنشقین المستبعدین عن أن یمجدوا الله مع القدیسین، أن یستمروا في حفظ العید كما ینبغي. أما البار، فإنه وإن كان یظهر میتًا عن العالم، لكنه یتجاسر فیقول "أنا لا أموت بل أحیا وأحدث بأعمالك العجیبة" راجع مز ١٧:١١٨. فإنه حتى الله لا یخجل من أن یدعى لهم إلهًا، هؤلاء الذین بحق یمیتون أعضاءهم التي على الأرض كو ٥:٣ ، ویحیون في المسیح الذي هو إله أحیاء لا إله أموات. هذا الذي بكلمته ینعش كل البشر، ویعطیهم طعامًا یحیا به القدیسون، كما أعلن الرب قائلاً "أنا هو خبز الحیاة" یو ٤٨:٦ ولما كان الیهود عدیمي الإدراك ولم تكن حواسهم مدربة على الفضیلة، لهذا لم یفهموا أقواله عن "الخبز" فتذمروا ضده لأنه قال عن نفسه أنه الخبز الحي الذي نزل من السماء ویهب حیاة للبشر یو ٥١:٦
بین الخبز الحي وخبز الخطیة
الخطیة لها خبزها الخاص بها، الذي یدعو المحبین لملذاتها لیموتوا بموتها، وتدعو ناقصي الفهم قائلة "المیاه المسروقة حلوة وخبز الخفیة لذیذ" أم ١٧:٩. لأنه حتى من یلمس هذا الخبز لا یعرف أن ما هو مولود من الأرض یبید معها. فعندما یفكر الخاطئ في أن یجد لذة، فإنه في نهایة هذا العام لا یجد فیه بهجة، كما تقول حكمة الله أن خبز الخداع مسر للرجل، لكن فمه بعد ذلك یمتلئ حصاة. وأن العسل یسقط من شفتي المرأة الزانیة التي تكون إلى حین حلوة، ولكن النهایة تجدها أكثر مرارة من المر ذاته، وأكثر حدة من السیف ذي الحدین.هكذا إذ یأكل الخاطئ ویفرح إلى حین، فأنه عندما ترحل نفسه (من هذا العالم) سوف تستخف بهذا الطعام! فالغبي لا یدرك أن من یبتعد عن الله یهلك. مع أنه یوجد صوت نبوي یقول رادعًا "والآن مالك وطریق مصر(تشیر إلى العبادة الوثنیة بما فیها من ملذات وشهوات) لشرب میاه شیمور؟! ومالك طریق أشور لشرب میاه النهر؟! أر ١٨:٢وحكمة الله التي تبني البشریة تمنعهم من هذه الأشیاء (خبز الخطیة)، صارخة أن ینفصلوا عنها ولا یتأخروا في المكان ولا یتطلعوا إلیها، لأنها میاه غریبة سوف تعبر وترحل سریعًا…كذلك تدعونا الحكمة إلى نفسها قائلة "الحكمة بنت بیتها نحتت أعمدتها السبعة. ذبحت ذبحها مزجت خمرها.أیضًا رتبت مائدتها. أرسلت جواریها تنادي على ظهور أعالي المدینة. من هو جاهل فلیمل إلى هنا. والناقص الفهم قالت له: هلموا كلوا من طعامي واشربوا من الخمر التي مزجتها" أم ١:٩-5 وبأي رجاء یأكل خبز الحكمة؟ "اتركوا الجاهلات فتحیوا وسیروا في طریق الفهم" أم ٦:٩ لأن خبز الحكمة محي، إذ یقول الرب "أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن كل أحد من هذا الخبز یحیا إلى الأبد" یو ٥١:٦ ویلمنا الرب قائلاً "أنا هو خبز الحیاة. آباؤكم أكلوا المن في البریة وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي یأكل منه الإنسان ولا یموت" یو ٤٨:٦-51
الأبرار یشبعون والخطاة یفتقرون
أن ألأشرار یفتقرون إلى خبز كهذا… أما الأبرار فهم وحدهم الذین تهیأوا لكي یشبعوا، قائلاً كل واحد منهم أما أنا فالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استیقظت بشهبك" مز ١٥:١٧ لأن من یشترك في الخبز الإلهي دائمًا یجوع مشتاقًا، وإذ هو جائع لا یحرم من أن یعطي له كما وعد "الحكمة" ذاته قائلاً "الرب لا یجمع نفس الصدیق" أم ٣:١٠. وكما وعد أیضًا في المزامیر "بطعامها أبارك بركة مساكینها أشبع خبزاً" مز ١٥:١٣٢إننا نسمع مخلصنا یقول "طوبى للجیاع والعطاش إلى البر لأنهم یشبعون" مت ٦:٥ حسنًا إذن ما یفعله القدیسون، إذ یحیون في المسیح، ویبثون في أنفسهم شوقًا نحو هذا الطعام.وقد تفجر شوق أحدهم إذ یقول "كما یشتاق الإیل إلى جداول المیاه هكذا تشتاق نفسي إلیك یا الله" مز ١:٤٢"نفسي عطشت إلى الله الحي متى أجيء وأعاین وجه الله؟!"."یا الله إلهي أنت إلیك أبكر. عطشت إلیك نفسي. یشتاق إلیك جسدي في أرض ناشفة ویابسة لكي أبصر قوتك ومجدك كلما أ ریتك في قدسك" مز ١:٦٣،٢
الإیمان والخبز الحي؟
ما دام الأمر هكذا یا أخوتي، فلیتنا نمیت أعضاءنا التي على الأرض كو ٥:٣ ، ونتقوت بالخبز الحي الإیمان بالله وحب الله، عالمین أنه بدون إیمان لا یمكن أن تكون لنا شركة في خبز كهذا. لأنه عندما دعي ربنا الكل إلیه قال "إن عطش أحد فلیقبل إلي ویشرب" یو ٣٧:٧ وللحال تحدث عن الإیمان الذي بدونه لا یقدر إنسان أن یأخذ من مثل هذا الطعام "ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" یو ٣٨:٧بهذا الهدف كان ینعش تلامیذه المؤمنین بكلماته ویعطیهم الحیاة باقترابهم من لاهوته. أما المرأة الكنعانیة فإذ لم تكن بعد مؤمنة لم یتكرم علیها حتى بمجرد الإجابة علیها رغم احتیاجها الشدید إلى طعام منه.وهو لم یصنع هذا احتقاراً بها. حاشا له، لأنه محب لكل البشر… ولهذا نجده یذهب إلى سواحل صور وصیدا(أي یذهب عند غیر المؤمنین)، ولكن صنع هذا معها لأنها لم تكن آمنت بعد ولا أخذت حكمة.
وبحق صنع هذا یا أخوتي، ما كان لها أن تنتفع شیئًا لو استجاب لطلبتها قبل أن تعلن إیمانها، ولكن بإیمانها یمكنها أن تنال طلبتها إذ یجب أن الذي یأتي إلى الله یؤمن بأنه موجود وأنه یجازي الذین یطلبونه" وأنه "بدون إیمان لا یمكن إرضاؤه" عب ٦:١١ هذا ما یعلم به بولس.فهي إذ كانت إلى تلك اللحظة غیر مؤمنة، الأمر الذي یجعلها دنسة، وهذا یظهر من قوله "لیس حسنًا أن یؤخذ خبز البنین ویطرح للكلاب" مت ٢٦:١٥وعندما وثقت في قوة "الكلمة" وغیرت من طریقها اقتنت أیضًا الإیمان، وبالتالي لم یعد بعد یحدثها كأنها "كلب" إنما غیر طریقة حدیثه عنها على أنها مخلوق بشري قائلاً "یا امرأة عظیم إیمانك" مت ٢٨:١٥ وإذ آمنت وهبها ثمرة إیمانها قائلاً لها "لیكن لك كما تریدین. فشفیت ابنتها من تلك الساعة".
لا تدس دم ابن الله
من یؤهل للدعوة السماویة، بهذه الدعوة یتقدس، لكنه إن سلك في هذه الدعوة بإهمال، فإنه وإن كان قد تنقى لكن(بإهماله هذا) یصیر دنسًا. یقول الرسول "(فكم عقابًا أشر تظنون) أنه یحسب مستحقًا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا وازدرى بروح النعمة" عب ٢٩:١٠أنه سیسمع تلك الكلمات "یا صاحب كیف دخلت إلى هنا ولي علیك لباس العرس؟! مت ١٢:٢٢ لأن ولیمة القدیسین طاهرة بلا دنس "لأن كثیرین یدعون وقلیلین ینتخبون" مت ١٤:٢٢ویشهد بهذا یهوذا، الذي وإن جاء إلى العشاء، لكنه احتقر الولیمة وخرج من حضرة الرب وفقد حیاته خانقًا نفسه. وأما التلامیذ الذین استمروا مع المخلص، فقد صارت لهم سعادة الولیمة.وذاك الشاب الذي ذهب إلى كورة بعیدة وبدد أمواله في عیش مسرف، متى عاد مشتاقًا إلى الولیمة السمائیة ورجع إلى نفسه قائلاً "كم من أجیر لأبي یفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا؟!" لو ١٧:١٥. وللحال قام وذهب إلى أبیه واعترف قائلاً له "أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن أدعى لك ابنا بل اجعلني كأحد أجراك"، فأنه بعدما اعترف هكذا صار مستحقًا لأكثر مما طلب. لأن الآب لم یقبله كعبد أجیر ولا تطلع إلیه كانسان غریب، بل قبله كابن، ورده من الموت إلى الحیاة، واعتبره مستحقًا للولیمة الإلهیة، وأعطاه ثوبه الأول الثمین، حتى أنه بسبب هذا صار غناء وفرح في بیت الأبوة.
الله ینتظرك!
هذا هو عمل الحب الأبوي المترفق وصلاحه، أنه لیس فقط یقیم الإنسان من الأموات بل ویعید إلیه نعمته
العظیمة خلال الروح. وبدل الفساد یلبسه ثوبًا غیر فاسد، وبدل الجوع یذبح العجل المثمن، وعوض المسافة الطویلة التي قطعها في رحلته فأن الآب المنتظر رجوعه یقدم حذاء لقدمیه. وما هو أعجب من هذا یعطیه خاتم الخطبة الإلهي في إصبعه، وفي هذا كله یجعله في صورة مجد المسیح….. هذه هي العطایا المجانیة التي یقدمها الآب، والتي بها یكرم الرب الساكنین معه والراجعین إلیه تائبین، ومنعشًا
.( إیاهم. فأنه یعدنا (یسوع) قائلاً "أنا خبز الحیاة من یقبل إلي لا یجوع. ومن یؤمن بي فلا یعطش أبدًا" یو ٣٥:٦ ونحن أیضًا فسنحسب مستحقین لهذه الأمور، إن كنا في هذا الزمان نلتصق بمخلصنا، وكنا أطهاراً لا في أیام الفصح والسنة (أسبوع البصخة) وحدها، بل ونأخذ في اعتبارنا كل زمان حیاتنا كما لو أنها كانت عیدًا. فنستمرقریبین منه غیر مبتعدین عنه "إذ نقول له "إلى من نذهب وكلام الحیاة الأبدیة عندك؟!" یو ٦٨:٦ لیت الذین هم منا وقد ابتعدوا عنا یرجعون مرة أخرى، معترفین بخطایاهم، ولا یكون في قلبهم شيء ضد أحد، بل بالروح یمیتون أعمال الجسد رو ١٣:٨. لأنه هكذا إذ ینعشون النفس هنا، یشتركون مع الملائكة في المائدة السمائیة الروحیة، ولا یكونوا كالعذارى الخمس الجاهلات مت ١:٢٥-12 اللواتي كن یقرعن ولكنهن رفضن، بل یدخلون مع الرب مثل العذارى الحكیمات المحبات للعریس. وإذ یظهرون إماتة یسوع في أجسادهم٢كو ١٠:٤ فأنهم یقبلون منه الحیاة والملكوت…
القديس البابا أثناسيوس الرسولى

عدد الزيارات 351

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل