الجسد الممجد مابين جسد القيامة وجسد الميلاد ج٣

18 مايو 2022
Large image

11- إن السيد المسيح ولد بجسد بمثل طبيعتنا. شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية.
أخذ نفس طبيعتنا التي بها دُعِيَ (ابن الإنسان)، والتي بها أمكن أن يفدينا. وأجتاز مراحل النمو الجسدي مثلنا (لو 1: 80). وكان يجوع (متى 4: 2) ويعطش (يو 19: 80) ويتعب (يو 4: 7) وينام (متى 8: 24). وفي بستان جثسيماني كان عرقه في جهاده يتساقط كقطرات دم نازلة علي الأرض (لو 22: 44).
12- ولولا أنه في طبيعتنا،ما كان ممكنًا أن يتألم.
إذ هو كان في طبيعة قابلة للتألم. وقد تألم بالجسد. ذاق آلام الضرب والجلد والصلب. ووقع تحت الصليب وهو يحمله أكثر من مرة، فحمله عنه سمعان القيرواني. وكانت طبيعته البشرية قابلة للموت، فمات عنا وفدانا. بينما الجسد الممجد لا يتألم ولا يتوجع ولا يموت. إذن هو قد ولد بطبيعة مثلنا قابلة للألم والموت، وللتوجع وللحزن، وبهذا أمكنها أن تتم عملية الفداء.. ثم تمجدت في القيامة.
13- أما المجد الذي كان لطبيعته قبل الفداء، فهو مجد العصمة من الخطية.
منذ ميلاده، بل منذ الحبل به، وطول فترة تجسده بيننا علي الأرض. هذا مجد روحي، وبإرادته الصالحة. أما جسده، فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، وقد أخلى ذاته.
14-وكان من مجده أيضًا اتحاده باللاهوت.
علي أن اتحاده باللاهوت لم ينقص إطلاقًا من طبيعة ناسوته، ولم يلغ ضعفات الجسد من الجوع والعطش والتعب والموت، وإلا فقد الفداء طبيعته وقيمته. كانت آلامه حقيقية، لذلك كان فداؤه لنا حقيقيًا. أخلى ذاته من المجد، لكي يهبنا المجد في قيامته. ولأنه أخلى ذاته من المجد البشري، لذلك قال للآب قبل صلبه "مجد ابنك، ليمجدك ابنك أيضًا.. والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 1، 5).
15- وعن القيامة قيل "ولما تمجد يسوع.." (يو 12: 16).
16- غير أن التلاميذ ما كانوا يحتملون رؤية مجده.
ولذلك لما رأي القديس يوحنا الحبيب شيئًا من مجد الرب في سفر الرؤيا (وقع عند رجليه كميت) لماذا؟ لأن "وجهه كان كالشمس وهي تضئ في قوتها، وعيناه كلهيب نار" (رؤ 1: 17، 16، 14).
17- لهذا كله، تدرج السيد مع تلاميذه في إظهار مجد قيامته لهم.
فعل هذا مع المجدلية التي ظنته أولًا البستاني وكشف ذاته لها أخيرًا (يو 20: 14، 16). وفعل ذلك أيضًا مع تلميذيّ عمواس اللذين "كان يمشي معهما، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" (لو 24: 16). وهكذا مع باقي التلاميذ، نفس أسلوب التدرج، لكي يحتملوا، لأن رؤيته بجسده الممجد بعد القيامة ليست أمرًا سهلًا. إنها قصة طويلة لا يحتملها هذا المقال.
18-هل معني هذا أننا سوف لا نراه في مجده؟! وإن كنا سنراه: فكيف؟ ومتى؟
طبيعتنا هذه ستتغير حينما نقوم من الأموات، ونأخذ "صورة جسد مجده" (في 3: 21). وحينئذ سنراه. وكما يقول الرسول "إننا ننظر الآن في مرآة في لغز، لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). وما معني عبارة "وجهًا لوجه "؟ وكيف تتم؟ يا أخوتي.. خير لي الآن أن أصمت، فهذا أفضل جدًا. وأسهل جدًا
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

عدد الزيارات 293

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل