الأساس الكتابي للظهورات

30 مايو 2022
Large image

أود أن أوضح الأساس الكتابيّ للظهورات في الكتاب المقدس. كلمة εΐδος في اللغة اليونانية تعني: شكل – هيئة – ظهور خارجيّ. كما يؤكد معناها على الصلة بين الظهور المرئيّ والحقيقة. الكتاب المقدس يذكر ظهورات أقنوم الابن قبل التجسد، لكي يمهد أذهان البشر للتجسد. ومنها: قال الله لهرون ومريم عندما تكلما على موسى: «اسْمَعَا كَلامِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي فَمًا إِلى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ» (عد12: 6- 8). فقد ظهر لإبراهيم ومعه ملاكان وأعطاه الوعد بميلاد إسحق (تك18)، كما ظهر له أيضًا حينما أطاع الأمر الإلهيّ بتقديم اسحق محرقة (تك22: 2). وظهر ليعقوب كإنسان وصارعه حتى مطلع الفجر (تك32). كذلك ظهر لموسى في العليقة المشتعلة (خر3). وظهر الرب لموسى ومعه سبعون من شيوخ اسرائيل (خر24)، كما ظهر ليشوع (يش5: 13-15). كذلك ظهر لجدعون (قض6: 14). وظهر لمنوح (قض13). وفي العهد الجديد الظهور الإلهيّ، حيث يقول القديس لوقا أن «الرُّوحُ الْقُدُسُ َنَزَلَ عَلَيْهِ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ εΐδος مِثْلِ حَمَامَةٍ» (لو3: 22). كذلك يستخدم القديس لوقا نفس التعبير في وصفه للتجلي «وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا» (لو9: 29).ظهورات الملائكة: هناك أمثلة كثيرة تدلنا ظهور الملائكة، منها: ظهور الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن (لو1: 11). الملاك الذي ظهر لمريم العذراء ليبشرها (لو1: 26). الملاك الذي ظهر للرعاة ليبشرهم بالميلاد (لو2: 9). كذلك ظهرت ملائكة ليوسف النجار (مت1: 20؛ 2: 13). الملاك الذي كان ينزل من السماء ويحرك الماء في بركة بيت حِسْدَا (يو5: 4). وبعد قيامة السيد المسيح، دحرج الملاك الحجر عن باب القبر (مت28: 2)، كما ظهرت ملائكة للنسوة (مت28: 5، يو20: 12). الملاك الذي ظهر لفيلبس وطلب منه أن يذهب إلى غزة (أع8: 26)الملائكة لها أجسام روحانيّة نورانيّة لطيفة، لا تستطيع العين البشرية أن تراها، لأنها أجسام غير هيولية، فهم لا يحتاجون إلى اتخاذ جسم لهم بل لنا؛ لكي يظهروا للناس بما يألفونه وبما يتوقعونه، حتى يستأنسوا بهم ولا يخافوا منهم، لأن طبيعة الملائكة أرواح لا تُدركها الأبصار، ونورانيّة لا يتحملها الإنسان، حيث يُخبرنا سفر الرؤيا عن ملاك واحد ينزل من السماء فتستنير الأرض كلها من بهائه (رؤ18: 1). فظهور الملائكة للإنسان بصورتهم النورانيّة؛ تؤدي إلى حالة رعب أو خوف للإنسان ذاته، فالملاك الذي رآه يشوع بن نون ظهر بهيئة جبار قويّ، بيده سيف مسلول، وعندما أخبر يشوع أنه رئيس جند الرب حدث أن «سَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأرض وَسَجَدَ» (يش5: 14). لذلك تأخذ الملائكة شكلًا يتناسب مع الطبيعة البشريّة عند ظهورها للإنسان، فتأخذ أجسامًا مرئيّة بهيّة ليست حقيقية إلى حين، ويتكلمون بلسان بشريّ، حتى يتمكنوا من توصيل أوامر الله وتحذيراته ووصاياه إلى البشر، فيقول يوحنا الدمشقيّ: [يَأْخذونَ أشكالًا مختلفةَ حسب أمر الله سيدِهم، وهكذا يظهرون للبشر ويكشفْون لهم الأسرار الإلهية].كذلك هناك ظهورات للقديسين والأبرار في العهد القديم، مثل ظهور صموئيل (صم 6:28-7). وظهور رئيس الكهنة أونياس، وإرميا النبي ليهوذا المكابي: «وهذه هي الرؤيا قال: رأيت أونيا الكاهن الأعظم، رجل الخير والصلاح المهيب المنظر الحليم الأخلاق صاحب الأقوال الرائعة، المواظب منذ صبائه على جميع ضروب الفضائل باسطًا يديه ومصليا لأجل جماعة اليهود بأسرها، ثم تراءى لي رجل كريم الشيبة أغر البهاء عليه جلالة عجيبة سامية. فأجاب أونيا وقال: هذا محب الإخوة المكثر من الصلوات لأجل الشعب والمدينة المقدسة إرميا نبي الله. ثم ان إرميا مد يمينه وناول يهوذا سيفا من ذهب و قال. خذ هذا السيف المقدس هبة من عند الله به تحطم الأعداء» (2مكا15: 11 -16). وفي العهد الجديد ظهور موسى وإيليا على جبل التجلي (مت17: 3). ورؤيا يوحنا اللاهوتي.فإذا كانت الرؤيا والظهور من الطرق التي يخاطب الله بها البشر لتوصيل رسالة معينة أو للتعزية. والله «هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عب13: 8). فلماذا يستنكر البعض الرؤى اليوم؟!
القمص بنيامين المحرقي

عدد الزيارات 266

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل