السيد المسيح هو الطريق

29 مايو 2022
Large image

إنجيل هذا اليوم يتكلم عن السيد المسيح أنه هو الطريق، قبل المسيح كانت البشرية مشوشة، من يقرأ تاريخ العالم يجد أن الإنسانية كانت فاقده الطريق، لم يكن هناك رؤية للحياة، وظهرت الفلسفة الأبيقورية "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت"، و الفلسفة العبثية، والوجودية التي تنادي بأن ما هو موجود فقط هو ما نلمسه، حتي أن أحد الفلاسفه قال أن لم تكن هناك حياة الأخري فالحياة علي الأرض أكذوبة، في سفر أيوب يقول: "إذا مات الرجل هل يحيا؟" وسليمان الحكيم يقول: "باطل الأباطيل الكل باطل ولا منفعة تحت الشمس" لأنه ليس هناك طريق.القدماء المصريين أيقنوا أن هناك خلود بعد الموت فقاموا بتحنيط الجسد." خلق الأبدية في داخلهم" لأننا الخليقة التي تدرك وجودها.كان الصدام الدامي حينما مات لعازر "لعازر حبيبنا قد مات" ولكن المسيح قال لهم: "أنا هو القيامة والحق والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا" في معتقلات روسيا كان هناك نوعين من المعتقلين: المجرمين الأشد إجراماً والمسيحين المصرين علي إيمانهم، وكان هناك كاهن وشاب مجرم اعتاد أن يسرق أكل الكاهن، فسأله الشاب: لماذا لا يثور علي سرقة أكلك؟ فرد الكاهن: لأني أعرف السارق، لم أتكلم لأني أحبك، وكانت هذه أول مره يسمع فيها الشاب أن أحد يحبه، أحبك لأنني مسيحي أجاب الكاهن، وبدأ الشاب يسأله عن المسيحيه، والكاهن يجيب حتي جاء إلي أن المسيح مات لأجلك، وهنا اعترض الشاب: استحاله احد يموت من أجل آخر. وذات يوم كادت كومه من الأحشاب تسقط علي الشاب أثناء العمل في المعتقل فأنقذه الكاهن وسقطت الأخشاب علي الكاهن بدل الشاب، وهو يحتضر سأله: لماذا فعلت لك؟ فقال: فعلت كما فعل سيدي، فيجب عليك أن تؤمن كما مت أنا بدل منك، هكذا فعل السيد المسيح مات لأجلي ولأجلك، فآمن الشاب بالمسيح الذي مات وقام ايضاً من الأموات.جبرييل مارسيل فيلسوف مسيحي يقول: "لا أعرف بماذا أحيا؟ أو لماذا أحيا؟ ولكني متأكد أن حياتي تتجاوز الأرض وتصل إلي ما لا نهاية".إن لم تدرك أن المسيح هو الطريق الوحيد للأبدية، يصبح إيمانك ناقص، 1كو15 " إن لم يقم المسيح تكون كرازتنا باطلة" مع المسيح تتحول الحياة من مجرد واقع بيولوجي إلي حياة أبدية، من مجرد فعل مادي بسيط إلي فعل روحي أبدي، في مثل الأبن الضال يقول: "رجع إلي نفسه" إلي جوهره.ما الذي جعل الأنبا بولا يحتمل سبعين سنة وحده وجهاد وألم، لأنه كان يري المسيح ويستمتع بالعشرة معه.أحد المعتقلين كان في حبس إنفرادي 35 عاماً وحينما سألوه: كيف أحتملت، أجاب: كان حضور المسيح يعزيني.وجود المسيح في حياتنا هو الطريق والحياة، كل من لا يعرف المسيح ينظر للحياة أنها مشكلة وأنها ثقل، يقول ألبير كامي فيلسوف ملحد " سم الامعقول مدسوس في قلب الإنسان"، بينما تولستوي كاتب مسيحي يقول: "ما أمتع الحياة بين القلوب التي تحب ولكن أين الحب؟ الحب هو المسيح".لأبد أن تدرك أن "الإيمان هو الإيقان بأمور لا تري والثقة بما يرجي" أن نعبر من أيماننا التي فيها صعاب والآم وضيقات إلي أبدية.حينما صرخ التلاميذ المعذبين من البحر الهائج أجابهم المسيح: "أنا هو"، فمن يجد المسيح لا يمكن أبداً أن يشعر بيأس.يقول القديس أغريغوريوس النزينزي: "الخلق لا يزال جاري بالنسبه لنا وسيظل إلي الأبد، لاننا نحن ننال أنفسنا في كل لحظة من الله" في كل لحظه يُخلق فينا شئ جديد من الله، أن استطعت أن تري المسيح لا تخاف شئ، "هم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتي الموت"يقول له اغسطينوس: "أيها الجمال الفائق في القدم أين كنت حينما كنت ابحث عنك، كنت في داخلي أعمق من أعماقي وأعلي من علوي" " ستظل نفوسنا قلقه حتي تجد راحتها فيك" كل واحد يسأل نفسه هل المسيح هو الطريق في حياتي كلها، هو الصورة التي تظهر حينما اختفي أنا.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين
القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة

عدد الزيارات 296

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل