عيد العنصرة أو عيد حلول الروح القدس

12 يونيو 2022
Large image

بسم الأب والابن والروح القدس اله واحد آمين نحتفل اليوم يا أحبائي بعيد من الأعياد السيدية الكبرى هو عيد العنصرة أو عيد الخمسين الذي هو عيد حلول الروح القدس ، وهذا العيد هو عيد تأسيس الكنيسة المسيحية ، ويسمى عيد الخمسين لأنه يأتي بعد القيامة بخمسين يوماً ، أما كلمة ( عنصرة ) فهي كلمة عبرية معناها ( إجتماع ) ، وفيها أيضاً معنى ( الإمتناع ) ، لأنهم كانوا يمتنعون عن العمل في هذا اليوم
لهذا العيد أصل يهودي
يوم الخمسين في الأصل كان عيداً يهودياً ، وأريد هنا أن أشير إلى نقطة هامة أؤكد عليها دائماً أنه لا يوجد فصل بين اليهودية والمسيحية ، فاليهودية كانت ممهدة للمسيحية أو بحسب تعبير معلمنا بولس الرسول ، إذ قد كان الناموس مؤدينا إلى المسيح » ( غل ٢٤ : ٣ ) أي أن شريعة العهد القديم كانت مهمتها أن تهيئنا وتجهزنا لاقتبال السيد المسيح . فالمسيحية ليست شيئاً جديداً كل الجدة ، ولكنها هي ا اليهودية في مفهوم جديد ، وبالطبع فهناك ممارسات وطقوس يهودية ألغيت في المسيحية مثل موضوع الذبائح التي كانت رمزاً للسيد المسيح له المجد ، فحينما أتي المرموز إليه بطل الرمز . وأنا أكرر هذا الكلام كثيراً لأنه يوضح نقطة في غاية الأهمية في يقيني ، هي أن الديانة ديانة واحدة ، فلا ينبغي أن توجد ديانات كثيرة ، لأن الديانة هي الشيء الذي ينظم العلاقة بين الله والبشر ، وحيث أن الله واحد فينبغي ألا تكون هناك إلا صلة واحدة أو طريقة واحدة للإرتباط بالله الواحد ولذلك فكتابنا المقدس يضم العهد القديم - الذي هو كتاب اليهود المقدس - إلى جوار العهد الجديد ، والسيد المسيح نفسه في عظته على الجبل يقول في غاية الوضوح * لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل » ( مت ۱۷ : ۵ ) ، وليس معنى التكميل هنا أن شريعة العهد القديم كانت ناقصة ، لأنه حاشا أن يصدر عن الله الكامل شيء ناقص ، ولكن التكميل هنا له مفهوم مزدوج ، المفهوم الأول أن المسيح أتى ليتمم ما كان يرمز إليه من نبوات وطقوس في العهد القديم ، والمفهوم الثاني أن السيد المسيح أتى ليكمل فهمنا للشريعة ، فعندما كان يعلم كان دائما يردد ، قد سمعتم أنه قد قيل للقدماء ... وأما أنا فأقول لكم فشريعة العهد القديم كانت كاملة في حد ذاتها ولكنها كانت كما قلنا تهيئنا لكي نتقبل المسيحية في فهمها الجديد ، كما يقول بولس الرسول ، لما كنت طفلاً كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل ، ( 1 کو ۱۳ : ۱۱ ) ۔ سیاتی وقت – وهو قريب - سيفهم فيه اليهود أنفسهم هذا الأمر ويقتبلون الإيمان بالمسيح ولكن بعد حدوث أمور كثيرة أهمها حدوث ضيقة عظيمة في هذه المنطقة ومن ضمنها إسرائيل. نعود يا أحبائي فنقول أن يوم الخمسين هذا كان عيداً يهودياً ، وقد سمى هكذا لأنه كان يقع في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح ، وكان هذا العيد أحد الأعياد اليهودية الثلاثة الكبرى التي هي ( عيد الفصح و عيد الفطير – وعيد الحصاد أو الخمسين – وعيد المظال الذي كان يأتي في نهاية السنة العبرية ) وعيد الخمسين اليهودي كانت له ثلاثة تسميات عيد الحصاد ( خر ١٦:٢٣ ) وعيد أوائل الثمار ( عد ٢٦:٢٨ ) وعيد الأسابيع ( تث 9:16 ١٠ ) ، وكان اليهود يحتفلون بهذا العيد لمدة يوم واحد ، وهو أحد الأعياد التي كان يتحتم فيها على جميع الذكور من اليهود أن يتراؤا أمام الرب الإله في أورشليم . وكان هذا العيد عيد فرح وبهجة حيث كان يقع في الطف فصول السنة جوا وهو الربيع ، وكان اليهود المشتتون في بلاد كثيرة في أنحاء العالم يحضرون إلى أورشليم ليحضروا عيد الفصح ويستمروا إلى يوم الخمسين ليحضروا هذا العيد أيضاً .وطبقاً للتقليد اليهودي الشفهي أو تقليد الربانيين ( معلمي اليهودي ) كان هذا العيد أيضاً هو عيد الاحتفال بتذكار تسلم الشريعة في جبل سيناء ، لأنهم قالوا أن موسى تسلم الشريعة فوق جبل سيناء في اليوم الخمسين من خروج بني إسرائيل من أرض مصر ، ومن هنا جاءت تسميته باللغة العبرية ( عيد البهجه بالناموس ) وكانت هناك عادة يهودية قديمة أنهم كانوا يقضون ليلة عيد الخمسين كلها في الصلاة وتقديم الشكر لله لأجل عطية الناموس.
نيافة مثلث الرحمات الانبا يؤانس اسقف الغربية
عن كتاب تأملات فى عيد حلول الروح القدس

عدد الزيارات 321

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل