بولس الرسول رجل الصلاة

14 يونيو 2022
Large image

قبل أن أتكلم عن بولس رجل الصلاة أود أن أقول إن الإنسان الذي يطلق عليه رجل الصلاة لابد وأن يتوفر فيه ثلاثة فضائل على الأقل : الإيمان - والمحبة الله والناس - والإتضاع . فما لم يتوفر لديه الإيمان ، فلمن يصلي ؟ وفي نفس الوقت تكـون صلاته ضعيفة . فإن كان الإيمان هو الثقة بما لا يرى فكيف ينال ما يصلي لأجله . ولابد وأن يتوفر فيه المحبة بشقيها الله وللناس . فالصلاة الحقيقيـة هي خلجات قلب إمتلأ بمحبة الله يناجيه دائماً ، وإمتلأ بمحبة الآخرين ، ولذا فهو يصلى من أجلهم . ولابد وأن يتوفر فيه الإتضاع والإنسحاق وهمـا مـن دعـائم الصلاة المستجابة . والسيد المسيح له المجد فـي مثـل الفريسـى . والعشار أشار إلى ذلك وقال إن العشار بإنسحاقه رجع إلـى بيتـه مبرراً دون الفريسي الذي أخذ يعدد فضائله " اقـول لـكـم إن هـذا ( العشار ) نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك . لأن كل من يرفع نفسـه يتضع ، ومن يضع نفسه يرتفع " ( لو ١٨ : ١٤ ) ولابد لنا أن نعطى لمحات عن هذه النواحي الثلاثة في شخصية هذا الرسول العظيم قبل أن نتكلم عنه كرجل الصلاة
١- بولس رسول الإيمان
من الألقاب التي يلقب بها القديس بولس الرسول " رسول الإيمان " فهو الذي ملأ الدنيا كرازة وتبشيراً داعياً الخليقة كلها للإيمان بالرب يسوع .. قال لسجان فیلبی " آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهـل بيتك " ( أع 16 : 31 ) .. " لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وأمنـت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت . لأن القلب يؤمن به للـبر والفم يعترف به للخلاص . لأن الكتاب يقول كل من يؤمن بـه لا يخزى .. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلـص ( رو ۱۰ : ۹- ۱۳ ) . وحينما كان قاب قوسين أو أدنى من الموت نجده يقول " فلا تخجـل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره بل إشترك في احتمال المشقات لأجـل الإنجيل بحسب قوة الله الذي خلصنـا ودعانـا دعـوة مقدسـة لا . مخلصنا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنـا فـي المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية . وإنمـا أظـهرت الآن بظـهور يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنـار الحيـاة والخلـود بواسطة الإنجيل . الذي جعلت أنا له كارزاً ورسولاً ومعلماً للأمم . لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضاً لكنني لست أخجل لأننى عـالم بمن آمنت وموقن إنه قادر أن يحفظ وديعتي إلـى ذلـك اليـوم ( ۲ تی ۱ : ۸- ۱۲ )
٢- بولس رجل المحبة
أما عن محبته الله فقد أظهرها في رسالته إلى أهل رومية " مـن سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جـوع أم عرى أم خطر أم سيف . كما هو مكتوب إننا من أجلك نمـات كـل النهار . قد حسبنا مثل غنم للذبح . ولكننا في هذه جميعـها يعظـم إنتصارنا بالذي أحبنا . فإني متيقن إنه لا موت ولا حياة ولا ملائكـة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علـو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبـة الله التـي فـي المسيح يسوع ربنا " ( رو 8 : 35- 39 ) . وفي موضع آخـر يقـول " لأن محبة المسيح تحصرنا " ( ٢ کوه : ١٤ ). أما عن محبته للناس فلعله قد أوضحها بأبلغ الكلمات حينما كتب إصحاحاً بأكمله هو الثالث عشر من رسـالته الأولـى إلـى أهـل كورنثوس التي يتكلم فيها عن المحبة الأخوية ، محبة الناس بعضـهم لبعض والذي يستفتحه بعبارة " إن كنـت أتكلـم بألسـنة النـاس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجـاً يرن " ( اکو ۱۳ : ۱ ) .
٣- بولس رجل الإتضاع
أما عن إتضاعه وإنسحاقه فيكتب إلى أهل كورنثـ وس نحـن جهال من أجل المسيح وأما أنتم فحكماء في المسيح . نحن ضعفـاء وأما أنتم فأقوياء أنتم مكرمون وأما نحن فبـلا كرامـة .. نشـتم فنبارك نضطهد فنحتمل . يفترى علينا فنعظ . صرنا كأقذار العــالم ووسخ كل شئ إلى الآن ( اکو ٤ : ۱۰- ۱۳ ) . وفي حديثه الوداعي لكهنة كنيسة أفسس قال لهم " أنتم تعلمـون من أول يوم دخلت آسيا كيف كنت معكم كل الزمان أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليــهود " ( أع ٢٠ : ١٨- ١٩).
نيافة مثلث الرحمات الانبا يؤانس اسقف الغربية
عن كتاب القديس بولس الرسول الخادم الغيور

عدد الزيارات 372

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل