معطلات التوبة يحياة الخادم

04 يوليو 2022
Large image

1- الظن الخاطئ بأن التوبة والاعتراف تناسب المبتدئين : الحقيقة أننا كلنا معرضون للزلل كل يوم . « لا تستكبر بل خف » ( رو ۱۱ : ۲۰ ).فنحن في عالم وضع كله في الشرير ، ومحاربات إبليس كل يوم موجهة بشراسة ضد أولاد الله وخصوصاً الخدام . بل وينبغى ألا يغيب عن ذهننا أن فخاخ إبليس المنصوبة أمام الخادم هي أكثر خطورة مما يتعرض له الشاب العادي . ولعل خطة الشيطان في هذا تقوم على فكرة : « أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية » ( مت ٢٦ : ٣١ ) ، ( مر ١٤ : ٢٧ ) ومشكلة البعض هي الانحدار التدريجي الذي يبدأ أولا بالتهاون في محاسبة النفس على الهفوات والعثرات فيتعثرون من سقطة إلى سقطة ويستمرون في السقوط دون الانتباه إلى الضعف الذي وصلوا إليه ، بمعنى أن العدو الخطير هنا هو فقدان الحساسية الروحية والضميرية تجاه الخطية والتخلص منها . فلننتبه يا أحبائي لأننا لسنا في زماننا أقوى من شمشون في سقطته أو داود في شهوته أو بطرس في كبوته ـ جميعنا محتاجون أن نتوب ونطلب الرحمة .
٢ـ الإنشغال بالمظاهر على حساب الهيكل الداخلي : * آفة العصر هي المظهر والشكلية ، وخصوصاً أن هذا المجال بحر واسع مترامي الأطراف من يغوص فيه ويترك نفسه داخله قد يتعرض للضياع . إن الاهتمام بجوهر وثمرها الروحي مع حياة الخادم التقية هو الهدف الأول وبعد ذلك تأتى النتائج والشكليات والترتيبات . * وكثيراً ما تتجه جهود الخادم إلى الفرح المستعجل بثمار الخدمة السريعة والحصول على مكاسب متطورة مبهرة للعيون ، ربما استجلاباً لمديح الناس ، أو اكتساباً لرضا المسئولين ، أو جذب انتماء المخدومين لشخص الخادم ، وهذه كلها مفاهيم معطلة للتوبة لأنه من السهل أن تكون المظاهر مريحة لضميرك لكنها غير مرضية لقلب الله . فتسكت على نفسك وتسترخي في محاسبة قلبك وتتويبه ؛ بينما لو نظرت إلى نواحي القصور والضعف في جهاداتك الروحية ونموك في الفضائل ستشعر باحتياجك الشديد لعبارة : « توبني يارب فأتوب » ( إر 31 : ١٨ ) لأننا « كلنا في الموازين إلى فوق » ( مز ٦٢ : ٩ ).
٣- التعلل بضيق الوقت : * ترى ـ وبكل صراحة وأمانة ـ هل هذا عذر مقبول ؟ ! هل لا يجد الخادم فرصة لمحاسبة النفس ورفع قلبه إلى الله بمزامير التوبة والانسحاق بينما يجد كل الوقت لما هو بخلاف ذلك ؟ هل من اللائق أن نكون أسخياء في عطائنا وبذلنا لأنشطة الخدمة بينما نكون غير أمناء في تخصيص أوقات كافية للعبادة والصلوات والبناء الروحي الداخلي ؟ هل لا يوجد وقت للخادم أن يجلس إلى أب اعترافه ويتوب بينما يوجد لديه أوقات كثيرة لأى لقاءات أخرى حتى ولو كانت مفيدة ونافعة داخل مجتمع الخدمة ؟ * إن الله سخي في العطاء كريم في التوزيع ، وبقدر أمانتنا معه سنلمس غزارة الثمر الذي يأتى من شجرة مغروسة على الدوام على مجاري المياه تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر ( مز ۱ ) . أرى أن هناك أولويات في توزيع الوقت : * الاهتمام بنصيبى أولاً في عشرة الرب والالتصاق به . * ثم تقديم عمري كله بعد ذلك لحساب ملكوت الله من خلال الخدمة والنشاط لا الروحي .
4. عدم الاختلاء بالنفس : * التوبة تحتاج إلى هدوء وتصفية النفس الخادمة من كثرة الكلام والضجيج والجدل والمناقشات التي ربما من خلالها لا يكتشف الإنسان سر خلاص نفسه ومتعته بالرب ، لذلك نحتاج لفترات خلوة تبنينا وتنقينا من الزغل والشوائب . إمكانيات الخلوة والهدوء مع النفس متاحة سواء على مستوى المخدع الخاص أو أماكن كنسية أو فترات هادئة في مكان خلوى في رحاب أجساد القديسين وديارهم المقدسة ، هناك ننظر في مرآة صافية ونرى حقيقة أنفسنا على صفحة المياه الشفافة كالبللور . نظم وقتك يا خادم ولا تضيع وسط الزحام ، وليكن لخلاص نفسك نصيب أساسي في وقتك عالماً أن مقدمة الوسائط اللازمة لخلاص نفسك التوبة والاعتراف .
٥-. فقدان الإحساس بالخشوع والتقديس : * عبادتنا الليتورجية في كنيستنا تتميز بتكرار الممارسات والصلوات التعبدية وخدمة الأسرار . بل وهناك التقليد الأرثوذكسي الثابت والطقوس والترتيبات التي تسلمناها الآباء ونعيشها في الكنيسة بمداومة . هذا المناخ ينبغى أن نستثمره إيجابياً بأن تكون مهيئين له بالتوبة والخشوع فنكون في كل مرة في جهاد حار لنصل إلى التقديس والتخشع الداخلي فلا نفقد إحساسنا بهيبة بيت الله والعبادة الكنسية . * وكتطبيق على ذلك ؛ وفي سر التوبة والاعتراف بالذات ينبغي أن ننتبه إلى قدسية جلسة الاعتراف وصدق مشاعرنا في التوبة ، وتوقير الكهنوت والأبوة والثقة في غفران المسيح الممنوح لنا من خلال الكنيسة ؛ يساعدنا على ذلك صلوات ومزامير مسبقة وقراءات في كتابات الآباء وميامرهم عن التوبة ، مع سعى الخادم بجهاده المستمر للقداسة والكمال والطموح الروحي للوصول للحياة الأفضل . وإن كنا قد عرضنا الآن لأهم معطلات التوبة في حياتنا كخدام نعود فنذكرك بالجانب الإيجابي وهو فاعلية وثمار توبة الخادم ؛ لعلنا من خلال الأمرين معاً نتشجع لحياة التوبة الدائمة كأولى ركائز الأساس الروحي للخادم . ورغم تكرار جلسات الاعتراف بين الخدام وآبائهم الروحيين لكننا نحتاج لمواجهة صريحة في كشف أنفسنا وفحص ذواتنا ولسان حالنا : « أختبرني يا الله واعرف قلبی امتحـنى واعرف أفكاري . وأنظـر إن كان في طريق باطل واهدني طريقا أبديا » ( مز ۱۳۹ : ٢٣-٢٤ ) .
القمص بيشوى وديع
كاهن كاتدارئية كنيسة الشهيد مارجرجس وشهداء طنطا الأطهار
عن كتاب الخادم الأرثوذكسى كنيسة وحياة

عدد الزيارات 581

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل