قوة قيامته

07 يونيو 2022
Large image

الذين يعثرون في صليب ربنا يسوع المسيح ، ويقولون حاشا أن يموت المسيح .. قد نسوا الذي سمح - لجسده أن يصلب ، كان متأكدا أن القيامة حاضرة في هذا الجسد الذي حمل خطايانا . فالقيامة لم تكن شيئا خارجا عن شخص الرب يسوع ، وأنما هي فعل كياني في داخله ، بل هي كيانه ، إذ يقول بفمه الطاهر عن ذاته , انا هو القيامة والحياة ، من آمن بي ولو مات فسيحيا ، . ولم يكن الرب محتاجا إلى أن يميت جسده ثم يقيمه ، ولكن الأمر كان متعلقا بنا ، نحن الذين أخطأنا ودخلت المعصية في كياننا ، واجرة الخطية هي موت .. فالمسيح مات عنا وقام لأجلنا . والرسول بولس يؤكد حقيقة لاهوتية هامة وهي : أن قوة قيامة الرب هي لأجلنا نحن المؤمنين فيقول في رسالته إلى أهل افسس مصليا للمؤمنين ان ينالوا روح الحكمة والاعلان ، مستنيرة عيون أذهانهم ، ليعلموا غنى مجد ميراث الرب في قديسيه . وعظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين ، حسب عمل شدة قوته ، إذ قام من الأموات ، وجلس عن يمين الأب في السمويات .. وأخضع كل شيء تحت قدميه ، وصار راسا فوق كل شيء للكنيسة ( اف ۱۷ : ۱ - ۲۱ ) • وفي اختصار شديد ، نود أن نعرض لقوة القيامه في حياة الكنيسة ككل ، وفى حياة كل مؤمن على حدة . في حياة الكنيسة : لقد حولت القيامة الكنيسة من الضعف إلى القوة ، فبعد ان كانت جماعة التلاميذ ضعيفة خائفة ، تجلس في رغب في العلية ، إنتشرت هذه الجماعة في المسكونة بقوة القيامة تكرز بالمسيح مصلوبا ومقاما وجالسا عن يمين المقامة وحولت القيامة الكنيسة من الحزن المرير إلى الفرح البهيج . فبعد أن كان التلاميذ حزاني لاجل انتصار مؤقت لقوات الظلمة ، أثبتت القيامة لهم بالبرهان العملى صدق مواعيد الرب الأمينة ، وفهموا جيدا ما كان يعنيه عندما كان يقول لي سلطان ان اضع ذاتي ، ولی سلطان ان آخذها أيضا ، وتيقنوا - من قوله المبارك لهم , فأنتم كذلك عندكم الآن حزن ، ولكني سأراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحـد فرحكم منكم ، ( يو ١٦ : ٢٢ ) لقد بددت القيامة كل الشكوك ، ولمس توما بيده موضع المسامير والحربة ، ، وقام الرب والحجر باق بختومه شاهدا على قوة لاهوته .. وإلى الآن لا يزال القبر الفارغ في أورشليم ، يسكت جميع المعاندين غير المؤمنين بلاهوت الرب القائم ، الذي تنبا عنه داود بقوله فليقم الرب الإله ، وليتبدد أعدائه ، ويهرب مبغضوه من أمامه ، ( من ٦٨ : ١ ) . لقد أثبتت القيامة صحة عقيدة الكنيسة ، وكمال التدبير الإلهى . قام الرب في الميعاد الذي حدده ، قام بجسده الذي مات به ، بعد أن تمجد بنور القيامة ومجدها . قام بعد ان ابطل عن الموت ، وكسر شوكته ، وحطم متاريس الجسم ، وفتح باب الفردوس . في حياة المؤمن : وكما أن للقيامة قوتها في حياة الكنيسة ، فإن فعلها يسرى في الأعضاء ، كما تسرى عصارة الكرمة في الأغصان فالرسول بولس يعطى أول فاعلية للقيامة في حياة المؤمنين بقوله : وأنتم إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا .. عاملين مشيئات الجسد والافكار . الله الذي هو غنى في الرحمة ، من أجل غنى الكثيرة التي أحبنا بهـا ، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح . والامنا معه ، واجلسنا معه في السماويات ، في المسيح يسوع ليظهر في الدهور الآتية نعمته وقوة قيامته . والقيامة أعطت المؤمن إمكانيات تتجاوز أبعاد الزمان والمكان والكيان .. أعطته قوة المعجزة . لم يعد يعرف المستحيل . الموت صار عبورا لذيذا إلى حياة أبدية الألم صار هبة من أجل اسمه ، الاضطهاد صار تنقية وتزكية ومتعة ، يطوب من أجله فاعلو البر .. الخطية الكائنة في أعضائنا تفقد فاعليتها ، وتنحل ربطها ، كما تلتهم النيران الهشيم و يذيب اللهيب الشموع . وكما أعطت القيامة قوة المؤمن في حياته الداخلية ، بالنصرة على الخطية والأحقاد والكراهية وكل أعمال الظلمة ، وكما أعطته قوة في الحياة الخارجية ، إذ تجعله نورا للعالم وملحا الأرض ، فإنها أيضا فكت اوتار الخيمة الأرضية ورفعت انظار المثابرين على الأفخارستيا إلى فوق ، منتظرين تحقيق وعده المبارك , إنه آت سريعا . . وصارت خفة ضيقتهم الأرضية ، تنشيء لهم ثقل بمجد أبدي مباركة تلك الزلزلة التي حدثت فغيرت التاريخ ، ومطوبة كل نفس متضعة تقبل آلام الجلجثة في نور القيامة . ومدعوة كل شخصية لم تعرف عن الرب سوى آلامه واحزانه من أجلنا ، أن تدخل معه في أفراحه وامجاد قيامته . . "
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيمن اسقف ملوى وتوابعها

عدد الزيارات 302

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل