مسيحنا يعين الضعفاء

17 يوليو 2022
Large image

نري اليوم مشهد رائع جدا وتخلده لنا كلمات ربنا يسوع المسيح، كان التلاميذ يظنون بالحسابات البشريه أن الاعظم هو الأقوي، أو من يحمل سلطة، أو من يملك أموالا، أو من له إمكانية أن يكون فوق الجميع، لكن حينما سأل التلاميذ السيد المسيح: "من هو الأعظم في ملكوت السموات؟" وكانوا يظنون ان مقاييس الملكوت حسب رؤيتهم البشرية، ولكنه علي خلاف كل الذي سمعوه قبلا، أقام طفلا وقال لهم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت السموات.لا يستطيع أحد أن يدخل الملكوت، الا من يحمل روح الطفولة، والبراءة والبساطة، والمحبة المنطلقة دون حسابات، وروح الطفولة التي بلا شر ولا تعرف التمييز.الأعظم له حسابات وصورة، فكلما اقترب الإنسان من المسيح، كلما كان عظيما، ولكن السيد المسيح قال جميلة في غاية الأهمية: " من يقبل صبيا بإسمي، فقد قبلني، ومن اعثر أحد هؤلاء الصغار، فخير له أن يعلق في عنقه حجر وطرح في البحر".
لم يجبهم عن الأعظم، ولكن وضح لهم طريقا للعظمة - قبول الصبي لا يعني قبول الطفل في حالته، ولكن قبول الطفولة - الطفل ليس له إمكانية الأعتماد علي نفسه، ولا يمكنه ان يعتني بذاته، ويحتاج دائما لمن هو كبير.ويقصد السيد المسيح بالكبير هو من يعتني بالأخر، العظيم هو من يفتح حضنه ويأخذ الجميع في أحضانه.من يقبل طفلا: الطفل قد يتوه في الطريق، وهو لا يدري من يقوده، ومن يحميه، ومن يعطيه الامان.من يقبل طفلا: هو من يعطي الآمان للآخرين، من يحب دون أن ينتظر من الطفل أن يبادله حبا، ولكنه يحب بأبوه، يحب لأنه كبير... هذا هو العظيم.وبالعكس الذي يعثر الاخرين، ولا يحمل في قلبه رحمة، ومن يقسو علي من هو ضعيفا " فخير له لو وضع في عنقه حجر رحي وطرح في البحر".لأن العثرة هنا تعني عثرة كيان.فالإنسان الذي لا يستطيع أن يقف علي قدمه لأنه ضعيف، ويأتي من يسقطه قاصدا ... هذا يعني عثرة كيان.الإنسان الذي يحتاج إلي حب، ولكنه لا يجد إلا كراهية... عثرة كيان.الإنسان الذي يحتاج لمن يقف معه في محنته، ولا يجد... عثرة كيان.الذي يأتي طالبا رحمة، ويجد بدلا منها قساوة... عثرة كيان.أننا نؤمن بمسيح يرثي للضعفاء، ولا يحكم علي الإنسان بصورته الخارجيه.فالمرأة التي امسكت في ذات الفعل، وآتوا بها إليه، طالبين ان يأمر برجمها بقساوة، قال لهم " من منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر".هي خاطئة، ولكنه يعلم أن الضعف ليس شرا، فالضعيف يحتاج إلي من يحتضنه ويقف بجانبه، وليس من يسقطه أكثر، ويدخله في دائرة الإدانة أكثر.حينما سقط أدم وحواء، وكان الحكم العادل هو موتا تموت، أما هو فقد وضع لهم ناموسا آخر وهو: " نسل المرأة يسحق نسل الحية"، أنه سيأتي ويخلص.بينما كان الحكم أن يتعري أدم وحواء من النعمة المعطاه لهم، أما الرحمه فقد ألبسهما أقمصة من جلد.كان الشعب السائر في البرية قاسي القلب، ولم يكن يحمل إيمانا ويستحق الموت، أما هو فقد اعتني بحتي الذين قد تذمروا عليه مرارا كثيرة، ولم يقدموا إيمانا، بل كانوا قساة القلوب والرقبة، اعطاهم منا، وطلبوا لحما اعطاهم سلوي، طلبوا مياة، فأنفجرت من الصخرة مياة كثيرة، وكان أمامهم كعمود نار ليلا، لئلا يخافوا من ظلام البراري، وبالنهار كسحابة لئلا تحرقهم الشمس، هؤلاء تذمروا عليه، ولم يقدموا له حبا، ولا ايمانا.ولكنه يعتني ويسند ويحمي، حتي وإن أخطأنا فهو يغفر، وإن كنا مستعبدين هو ينجي.ونظير هذا يجب ان نفعل هكذا ببعضنا البعض، أما الذين ليس في قلوبهم رحمة، ويشعروا بسلطة، ولأجل ذواتهم يجب أن ينحني لهم الاخرون، ويشعر الاخر بتصاغر أمامهم، فهؤلاء لهم حسابا عسيرا جدت.ذات مرة ذهب أبو مقار الكبير ليبيع عمل يديه، وكان عمره قد تجاوز الثمانين عاما، حمل السلال علي كتفيه، لم يحب ان يعمل أحد التلاميذ بدلا منه، ولا كان يحب ان يخدمه أحد، هذا هو القديس أبو مقار الذي كانت الملائكه تصاحبه، ويأتي له الشاروبيم والسيرافيم.وهو يحمل السلال جلس علي حجر ونظر إلي الله وقال له: أنت تعلم أنه لم يعد في قوة، فوجد سحابة حملته.هو لا يحتمل أن يرانا تعابي، ولا يحتمل أن يري دموعنا.
في أحد مزامير المصاعد المزمور ١٢١ يقول:
رفعت عيني إلي الجبال من حيث يأتي عوني، معونتي من عند الرب الصانع السماء والأرض. لا يدع رجلك تزل، لا ينعس ولا ينام حارس إسرائيل. الرب يحفظك من كل شر. الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلي الأبد.وانت ترفع عينك في الصلاة لا تعمل حسابا أنك خاطيء، ولك تاريخ في الخطية، لان خالقك يعلم تماما، أنك تحمل ضعفا... أما هو فيحمل حبا.يعرف أنك تحمل طبيعة قابله للكسر، أما هو فيحمل يدا تخلق وتعيد مرة أخري ما كسر تماما.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين.
القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة

عدد الزيارات 370

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل