أشياء تميزت بها العذراء مريم

14 أغسطس 2022
Large image

تطلع الآب من السماء فلم يجد مَن يُشبهكِ أرسل وحيده أتى وتجسد منكِ ربع من أرباع التسبحة جعلني أتسأل فيه ما هي الأشياء التي ظهرت في حياة القديسة العذراء مريم وجذبت قلب الله ليأتي منها كمولود من امرأة ؟
كيف لها أن تزينت للحمل ؟ كما نقول في لبش يوم الخميس من أجل هذا تمدح مع يوحنا البتول قائلين طاهرة هي هذه العروسة التي تزينت للحمل .كيف رفعت من شأن النساء بعد أن كانت البشرية مضطربة بعد سقوط أمنا حواء وسماعها لكلام الحية . فالسيدة العذراء بمشورتها استطاعت أن تمحو ما فعلته حواء و بمجئ السيد المسيح متجسد من العذراء أزال عنا سلطان الموت والفساد ورجع ادم إلي رئاسته الأولي .وما الذي جعل داوود النبي يسمي العذراء مريم مدينة الله لأن الله في السماء ولما نزل وتجسد من العذراء مريم صارت العذراء سماء ثانية ؟
ولماذا تشبهت برموز كثيرة في العهد القديم ( عصا هارون – شورية موسي – باب حزقيال – فلك نوح – لوحا الشريعة – سلم يعقوب … ) فحقاً السيدة العذراء هي الواسطة التي جعلت هناك علاقة بين السماء والأرض وبقدسيتها استحقت أن تلد الرب يسوع الوسيط بين الله والناس فخر جنسنا . أكليل فخرنا . رأس خلاصنا . ثبات ظهرنا . السيدة مريم العذراء التي ولدت لنا الله الكلمة ما الذي جعلها مستحة أن يقال لها أفرحي يا مريم العبده والأم ؟
ولابد أن نعرف إن السيدة العذراء مريم في حاجة إلي الخلاص مثلنا ولكنها تميزت عن باقي النساء لتصبح والدة الإله ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها : علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم ويجب علينا نحن أيضاً أن نأخذ من صفاتها لنسلك هياكل للروح القدس يسكن فينا كما أن السيد المسيح سكن في أحشائها ونعرض الآن بعض الفضائل متمثلة في بعض النقاط وأهم الأشياء التي تميزت بها السيدة العذراء مريم .
1- نشأتها في أسرة مقدسة :-
ولدت القديسة العذراء مريم من أب طيب وأم حنونة رباها في تقوي وبر ومخافة الله .
والدها اسمه يواقيم ( يهوه يقيم ) وزوجته اسمها حَنَة ( الحنون ) وقد كانا متقدمين في السن ولم يرزقا بذرية. ولأن بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له لهذا كانا القديسان حزينين ومداومين على الصلاة والطلب من الله نهارًا وليلًا أن يعطيهما ابنًا يخدمه في بيته كصموئيل . فاستجاب الرب الدعاء فظهر ملاك الرب جبرائيل ليواقيم وبشره بان امرأته حَنَة ستحبل وتلد مولودًا يسر قلبه ، كما ظهر جبرائيل الملاك لحَنَة وزف إليها البشرى بأنها ستلد ابنة مباركة تطوبها جميع الأجيال لان منها يكون خلاص آدم وذريته . وقضت حَنَة أيام حملها في صلوات و أصوام إلى أن ولدت بنتًا وسمياها مريم يستطيع الرب أن يختار من الأسرة المقدسة من هو مقدس .لذا نسمي القديسة العذراء مريم أم الخلاص ولكنها لم تشترك في الخلاص وهي مولودة من أب وأم ونحن لا نؤمن بحبل أمها فيها بلا دنس هذا الكلام ليس له مدلول تاريخياً والكنيسة تكرم العذراء لأنها ولدت السيد المسيح مشتهي الأجيال ولأنها حملته فقط , وربته فقط أماً له و يقول السيد الرب في أشعياء ( 63 : 3 )( قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي ، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ ) جزت المعصرة وحدي ولم يكن معي أحداً من البشر السيد المسيح وحده هو الذي أتم عملية الخلاص وهو ابن الله المتجسد والجسد الذي أخذه لكي يشابهنا في كل شئ محال الخطية وحدها نحن الذين أخطائنا فنستحق الموت مات السيد المسيح عوضاً عنا ولكن بلاهوته مسح خطايانا وغفر كل خطايا العالم من الشرق إلي الغرب ومن الشمال إلي الجنوب من أدم والي أخر الدهر وهذا العمل عمله السيد المسيح ابن الله المتجسد وحده ومات الإنسان يسوع المسيح والله لا يموت فالإنسان يسوع المسيح هو الذي أخذ عقوبتنا بجسده الذي أخده من السيدة العذراء مريم هي أم ابن الله ونسميها ثيؤتوكوس أم الله لأن المسيح هو ابن الله وهو الله نفسه لأن لاهوت السيد المسيح هو لاهوت الأب هو لاهوت الروح القدس والثلاثة هم واحد هذا هو الأيمان السليم منذ سفر التكوين نجد أن الثلاثة أقانيم ظاهرين في الإصحاح الأول عدد 1 و 2 و 3 ( في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله : ليكن نور، فكان نور ) ( تك 1 : 1 – 3 ) الله مثلث الأقانيم منذ الأزل ولكنه عندما أراد أن يأخذ جسد ظهر في ملء الزمان مولوداً من امرأة ( غلاطية 4 : 4 ) ” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ” وهي السيدة العذراء مريم التي ولدت مشتهي الأجيال لذلك نطلب من السيدة العذراء لأنها قريبة منه جدا لأنه يوجد داله أمومة .
2- الاتضاع :-
وهي من ضمن الفضائل الأساسية التي جعلت الرب ينظر إليها أنها كانت وديعة وظهر ذلك أثناء بشارة الملاك جبرائيل لها ( سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء ، فلما رأته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله و ها أنت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع هذا يكون عظيماً و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد و لا يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلاً . فأجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله و هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله . فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك )( لو 1 : 28 -38 ) .فالسيدة العذراء ممتلئة نعمة ولا يوجد من بين النساء من يشبهها وبعد هذه البشارة أظهرت السيدة العذراء تواضعها الشديد إذ قالت ( لأنه نظر إلى اتضاع أمته )( لو 1 : 48 ) . وليس لفضل فيها ولا أحد خرج البشرية من الفردوس غير الكبرياء فالكبرياء أم الرزايل كما أن الاتضاع أم الفضائل كما أن المسيحية في جوهرها تبدأ بالتواضع وإنكار الذات .الاتضاع في مظهره هدوء ولكن في داخله أفعال . أولها الطاعة ومن هذه النقطة ننتقل إلي النقطة الثالثة .
3- الطاعة :-
كانت السيدة العذراء مريم مطيعة في كل شئ فالإنسان المتضع من السهل جدا أن يسمع ويطيع لأن الاتضاع يولد الطاعة وهي ارتضت وقبلت أن تخدم في الهيكل وهي لا تزال طفلة صغيرة عمرها 3 سنوات حتى بلغت 12 سنة من عمرها , وكان أبواها قد ماتا وعندما بلغت سن الزواج تشاور الكهنة معًا على زواجها فاختار زكريا الكاهن من شيوخ وشبان يهوذا واخذ عصيهم وكتب عل كل واحدة اسم صاحبها ووضعهم داخل الهيكل فصعدت حمامة فوق العصا التي كانت ليوسف النجار ثم استقرت على رأسه فعقد الكهنة خطبتها على يوسف وعاشت في بيته الذي في الناصرة ووسط كل هذه الأحداث لم تعترض أو تفرض رائياً بل كانت مطيعة إلي أبعد حد .
وأيضاً أطاعت وقبلت بشارة الملاك بأن تحوى بداخلها الغير المحوى فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التي أهلتها لذلك .
نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار والبهنسا
وللحديث بقية

عدد الزيارات 302

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل