استعدادات النهاية..

28 أغسطس 2022
Large image

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين
الإنجيل في نهاية شهر مسري يتكلم عن نهاية الأيام، وتنظر الكنيسة إلي نهاية التقويم إنه مؤشر أيضاً لنهاية الأزمنة.وذكر ربنا يسوع المسيح بعض الملامح حتي نُدرك أن النهاية قريبة.وكل الذين يعرفون كلام الرب ويفحصونه جيداً يدركوا أننا اقتربنا جداً من النهاية، ومن نهاية كل شئ، ومن نهاية هذا الكون كله.والتغير الذي قال عنه مار بطرس أن عناصر الطبيعة تحترق، وتكون أرضاً جديدة وسماء جديدة، ونفس الحالة قالها سفر الرؤيا، وحتي النظريات العلمية تذكر أن الكون لا يمكن أن يظل للأبد، وسيتم احتراق ونهاية لعناصر الكون. أما متي وكيف لا نعرف بالتحديد، بل الأزمنة بقوانينها وصورتها التي خلقها الله ...في سلطان الإله فقط، حتي يغلق تماماً علي آي إنسان يمكن أن يُعلن عن ميعاد محدد لنهاية الأيام، وإن كان الإبن يشترك مع الآب في جوهرة اللآهوتي "كل ما للآب للإبن" لأنه "واحد مع الآب في الجوهر" ولكن يقصد المعرفة الإعلانية، الآب هو الذي سيُعلن هذا. لأبد أن نُدرك أيضاً أن الملامح واضحة، وكما أننا نراقب النهاية يراقب الشيطان أيضاً النهاية "أن إبليس عدوكم نازل إليكم وفيه غضب عالماً أن له زماناً يسيراً".قال للسيد المسيح، "هل أتيت قبل الوقت لتهلكنا؟" فكرة الوقت تشغله، أنه يسكن في زماننا إمكانية الوجود والشر ولكن في نهاية الأزمنة سيطرح إبليس وجنوده في الهاوية والبحيرة المتقدة ناراً لينهي علي كل ما هو شر، وكل ما هو ضد إرادة الله، وتحيا الخليقة الجديدة في تدبير إلهي.كل الملامح تدل علي نهاية الأزمنة حتي هياج الشيطان علي الكنيسة في عصرنا، وأنه الورقة الأخيرة ليضل حتي المختارين بآيات ومعجزات، وأنه سيخترق العمل الكنسي ليدمر الإيمان..نحن في زمن الغربلة الذي قال عنه: "عله حينما يأتي يجد الإيمان علي الأرض" كل يوم يظهر شخص يحاول أن يهد في الإيمان من داخل الكنيسة ومن خارجها، كيانات ضخمة بهيئات كبيرة بتمويلات كبيرة كل همها كسر الإيمان وتشويهه.. وماذا إذاً؟؟
التوبة، قد تكون تلك الأزمنة هي النهاية، وقد يكون زمني أنا قد اقترب "يا غبي اليوم تؤخذ نفسك منك" في أي زمن تكون النهاية؟ لا يعلم أحد، البعض تخيل أن أموالهم أو مراكزهم تسندهم وفجأة ماتوا.حينما نسمع هذا الصوت ماذا سيكون ردنا، أننا انتظرنا هذة اللحظة كثيراً وكنا ساهرين ومنتظرين، أم نطلب فرصة أخري لم نعيش بعد.إن كان لنا اليوم فنجعله زمن توبة، بل إن كان لنا دقائق معدودة فلتكن دقائق التوبة. يجب أن نفحص نفوسنا جيداً ونحن ننظر علامات النهاية.يقول أبو مقار: "يجب أن تتوجع بسبب فقرك وتتضرع إلي الرب ليلاً ونهاراً لأنك سقطت في ثأر الخطية، اسأل الرب بالصلاة والتوسل حتي تأخذ الكنوز السماوية".لا توجد حالة بدون توبة، لا يوجد إنسان غير مدعو للتوبة حتي في اللحظات الأخيرة، اللص اليمين مثالاً قوياً لم يكن لديه سوي دقائق ويموت وعلي صليب بجانب الرب يسوع ولكنه وجد أنها فرصة جديدة قد يقدمها وتُقبل فقال له: "اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك" وكانت عيني الرب تفحص قلبه جيداً فوجده صادقاً نادماً تائباً، فقال له: "اليوم تكون معي في الفردوس" إن كنا صادقين في التوية وكانت لنا دقائق معدودة سنحسب كهذا الذي أخذ الإكليل وعبر.يقول ذهبي الفم: "إن الله يجول طالباً حججاً يستطيع أن يخلصك بها من جهنم، فاعمل ما امكنك، فإذا تحسرت عيناك فقط ولو بدمعه خاطفة يخطفها بإسراع شديد ويجعلها حجة لخلاصك"."لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا" هو يريدك أن تدخل في زمن التوبة كي يعطيك زمن الحب، ولكن النفوس التي تحيا بقساوة ولا تريد التوبة، والتي لا تنظر إلي الأبدية وتنظر فقط إلي الزمن الحاضر والأمور المادية، كيف يكون لها شركة؟ كيف يمكن أن تدخل في زمن الرحمة وأنت لم تعلن توبة؟.
ـ التوبة هي رفض الخطية في حال إمكانية صنعها. التوبة ليست الفضيلة المفروضة، ولكنها رفض الشر، ورفضها ليس لأجل الذات ولكن لأجل المسيح.
"إن خطاياي هي الشوك الذي يؤخذ رأسك المقدس"ولأننا خلقنا علي صورته وشبهه، فالخطية تجرحه وتهينه، الخطية موجه إليه.فإن كنا نحبه فلنقدم توبة، ونحفظ الوصية، فلتنازل حتي عن الأمور التي نراها تشبعنا ولكنها في الحقيقة خطيئة.إنه واقف علي أبواب العام الجديد ينتظر التائبين كي يجدد عهده أيضاً.فلنكن نحن من هؤلاء الذين يجددون العهد بالتوبة وبالإتحاد بجسد المسيح ودمه.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين
القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة

عدد الزيارات 358

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل