المسيحية هي روح الاستشهاد

12 سبتمبر 2022
Large image

الاستشهاد في معناه الظاهري هو سفك الدم ، وفي معنـاه الروحي هو غلبة داخلية العالم ، وانتصار على الخطية ، وصلب للذات ، وطاعة لوصية الإنجيل في اندفاع لحب المسيح للنهاية . 1- الاستشهاد هو غلبة العالم
بين أيدينا وعد قوى جدا يحتاج إلى الثقة - ثقوا أنا قد غلبت العالم ، يو ١٦ : ٣٣ . وأمامنا تطبيق عملي من رئيس الإيمان بقوله ، رئيس هذا العالم آت ولكن ليس له في شيء ، . وبين أيدينا صور القديسين الغالبين مثل أوغسطينوس حـين قال وضعت قدمى على قمة هذا العالم عندما صرت لا أخاف شيئاً ولا أشتهى شيئاً ، . إن العالم الذي تواجهه اليوم ، بفلسفاته الإلحادية ، وبعلمه الألكتروني ، وباحلاله الخلقي . . . لهو عالم مغلوب - عالم غلبـه المسيح ( ثقوا ) - عالم غلبه القديسون والآباء .
( أ ) غلبوا الخوف :
أمامي صورة الطفل أبانوب الذي من سمنود ، علقه الوالى على ساري المركب حتى نزف دمه ، لكنه لم يخف بل خاف الوالي واعترته الحمى فعرض على القديس النزول ليصلي لأجله فيشفى ، فرفض أبانوب أن ينزل قبل أن يعلن الوالي عن إيمانه . . . محققاً قول السيد المسيح , يا أصدقائي لا تخافوا . تعالوا بنا نسأل أثناسيوس الرسولي في شهادته للحق ضد الأريوسيين ، ولما قالوا له , العالم كله ضدك يا أثناسيوس قال وأنا أيضاً ضد العالم . ... أما القديس باسيليوس الكبير فوقف أمام فالانص الأريوسى وقف أمام الوالى يعلن له عن سر شجاعته ، أنه ترك العالم الذي يهدده الوالي بالحرمان منه ، و باع ماله الذي يريد أن يحرمه منه ، وترك مراكزه وأمجاده الذي يريد أن يحرمه منها ... حياته كلها قد سلمها للمسيح ... فارتعب الوالي أمامه . ما أحقرك أيها العالم الجبـان ـ أنت و بيلاطسك وهيرودسك ورؤساء كهنتك وفريسيك وأموالك وصيارفتك ... تكتلت بكل قوتك لتصلب المسيح . والحقيقة إن الصليب لم يكن علامة على انتصارك ، بل على هزيمتك وفشلك على تغيير مبادىء المسيح وشهادة على غلبة المسيح لك ورجوعك مخزيا .
( ب ) أمجاد العالم :
اسألوا مكسيموس ودوماديوس أولاد الملوك الذين خلعوا التيجان ووضعوها تحت الأقدام ... إن كرامة المسيح أفضل من كرامة العالم . هرب مكسيموس من أن يكون بطريركا لكرسى رومية ، وهرب دوماديوس من أن يجلس على عرش روما ، وتتلمذ الإثنين تحت أقدام الرب يسوع في برية شيهيت . ما أحقر أمجادك أيها العالم : غلبها أنطونيوس فباع ٣٠٠ فدانا وهرب من أمواله الزائلة ... غلبها باخوميوس عندما هرب من درجة الكهنوت ليس احتقاراً بل زهداً . عزيزي الشاب يا من تجرى وراء المراكز ... حتى أنك تسعى للهجرة لأجل مركز أو درجة فاتتك . ثق تماماً أن مجد العالم يهرب دائماً أمام الذين يجرون وراءه حتى في أغنى بلاد العالم .
( ج ) شهوات العالم : .
أخى الشاب ـ أختى الشابة - لا تخف من العالم ، لأنه عالم مغلوب , ماذا فيه : شهوة الجسد ، شهوة العيون ، تعظم المعيشة .كل هذا زائل . أن الموضات السريعة التغير هي شهادة قاطعة على اضطراب العالم وأنه في حالة ترنح كترنح السكران . هذا الجريان السريع نحو الشهوة هو نوع من الاندفاع في حالة سكر نحو الهاوية للانتحـار . عزيزي الشاب ـ هل تعلم أن العالم الذي يجابهك الآن بانحلاله و بتخنثه ، بالحاده و بانحلاله ، بشره وشراسته ، باضطهاد ، و باحتقاره لكل من لا يسير معه ( لتمسكك بمبادئك ) . هل تعلم أنه عالم مهزوم قد غلبه يسوع * أما أنت أيها العالم فاعلم جيداً أن يسوع قال لنـا " ثقوا أنا قد غلبت العالم ، . ونحن لا نواجهك بالمهادنة ولكن بصليب ربنا يسوع , الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم ، غل ٦: ١٤ . فعندما تصلبنا أيها العالم ستكون هذه شهادة ، لنا على فشلك في اخضاعك لنا والسيطرة على مبادئنا من أجل هذا يا أخى تشدد وتشجع وكن رجلا ، لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً وليلا ، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيها حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح ( يشوع ص ۱ ) نحن نحتاج إلى إيمان الشهداء ، إيمان في أقوال المسيح , أنه قد غلب العالم ، . وهذه الغاية هي إيمانا .
المتنيح القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
عن كتاب المسيحية هى روح الاستشهاد

عدد الزيارات 345

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل